حلقة 414: ثبوت دخول شهر رمضان - معنى قوله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ - حكم شك الرائي في رؤية الهلال - حكم رؤية الشخص الواحد - هل تعتبر رؤية المرأة ؟ - رؤية الهلال عبر المراصد الفلكية

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 50 محاضرة

حلقة 414: ثبوت دخول شهر رمضان - معنى قوله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ - حكم شك الرائي في رؤية الهلال - حكم رؤية الشخص الواحد - هل تعتبر رؤية المرأة ؟ - رؤية الهلال عبر المراصد الفلكية

1- بما يثبت دخول شهر رمضان، وكيف يعرف الهلال؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: يثبت هلال رمضان من رؤياه عند جميع أهل العلم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة) يعني ثلاثين، وفي اللفظ الآخر: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين)، وفي اللفظ الآخر: (فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فالمقصود أنه يصام بالرؤية ويفطر بالرؤية، فإن لم يرَ وجب إكمال شعبان ثلاثين ثم يصومون، ويجب إكمال رمضان ثلاثين ثم يفطرون إذا لم يحصل الرؤية، أما إذا جاءت الرؤية فالحمد لله، الواجب أن يصوم المسلمون بالرؤية، رؤية رمضان ليلة الثلاثين من شعبان، يصير شعبان ناقص ويصومون، وهكذا لو رأوا الهلال ليلة الثلاثين من رمضان أفطروا لتسع وعشرين، أما إذا لم يروا ذلك كملوا، كملوا شعبان ثلاثين، وكملوا رمضان ثلاثين، عملاً بالأحاديث، (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة)، يعم شعبان ويعم رمضان، وفي اللفظ الآخر: (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، وفي اللفظ الآخر: (فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين). والهلال يثبت بشاهدٍ واحد، دخوله، شاهد عدل، عند جمهور أهل العلم، واحد، لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -أن ابن عمر تراءى، قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي أني رأيته فصام وأمر الناس بالصيام، ولما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن أعرابياً شهد عنده بأنه رأى الهلال فقال له - صلى الله عليه وسلم -: أتشهد أن لا إله إلا الله ؟ وأني رسول الله ؟ قال: نعم، فأمر بالصيام، فالصيام إذا رآه عدل في الدخول وجب الصيام به، أما هلال الخروج فلا بد من شاهدين عدلين، لأنه ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -أنه قال: (فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا)، وثبت عنه : من حديث الحارث ابن حاطب أن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ننسك بشهادة عدلين، يعني أن نصوم له وننسك له، فالمقصود أن شهادة العدلين لا بد منها في الخروج وفي جميع الشهور، لا بد من عدلين أما رمضان في الدخول فيكتفى بشاهد واحد، على الصحيح، رجل ثقة، واحد، إذا شهد بأنه دخل رمضان في ليلة الثلاثين من شعبان وجب الصيام بشهادته، واختلف العلماء في المرأة هل تقبل أم لا ، على قولين، منهم من قبلها ومنهم من لم يقبلها، والأحوط عدم قبولها في هذا الباب، لأن هذا المقام مقام الرجال ومما يختص به الرجال ويشاهده الرجال، ولأنه معني بهذا الأمر وأعرف له فالأحوط أن لا يصام إلا بشهادة عدلٍ فقط، رجل فأكثر.  
 
2- ما معنى قوله تعالى: (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ))[البقرة:189]؟
يسألونك عن الحكمة فيها؟ يسألوا الناس عن الحكمة لماذا وجدت الأهلة أخبرهم جل وعلا أنها مواقيت للناس والحج، مواقيت يعرف بها الناس السنين والأعوام والحج، هذه من الحكمة في خلقها، إذا هل الهلال عرف الناس دخل الشهر وخرج الشهر، فإذا كمل اثني عشر مضت السنة، وهكذا، ويعرف الحج بمواقيت دخوله ومواقيت...... لله فيها حكم جل وعلا.  
 
3- إذا شك الرائي هل رأى الهلال أم لم يره, هل يخبر بذلك؟
في فائدة إذا شك، المهم وجود اليقين والقطع أنه رآه، ليلة الثلاثين.  
 
4- ما الحكم -سماحة الشيخ- إذا رأى الهلال شخص واحد، هل يثبت دخول الشهر برؤيته أم لا بد من شاهدين؟
تقدم أنه يثبت دخول الشهر بشاهدٍ واحد ثقة، أما الخروج فلا بد من شاهدين، وهكذا بقية الشهور، لا بد من شاهدين عند جميع أهل العلم، في خلاف شاذ عند خروج رمضان أنه يكفي شاهد واحد، ولكنه قول شاذ، الذي عليه الأئمة الأربعة والجمهور أنه لا بد من شاهدين في خروج الشهر.  
 
5- سماحة الشيخ قلتم عن رؤية المرأة للهلال، هل هي رؤية معتبرة؟
الأرجح عدم الاعتبار، الأرجح لا يقبل إلا بشاهد عدل ثقة ذكر أو شاهدان.  
 
6- ما صحة رؤية الهلال عبر المراصد الفلكية، هل يعمل بها يا سماحة الشيخ؟
نعم، إذا رآه بالعين من طريق المرصد أو من طريق جبل أو من طريق المنارة، إذا ثبت أنه رآه بعينه يعمل به، سواء من طريق المراصد أو من طريق المنارة أو من طريق السطوح، أو من أي طريق، لكن لا بد أن يشهد شاهد ثقة أنه رآه بعينه.    
 
7- يحصل كل عام بلبلة حول شهر رمضان المبارك دخولاً وخروجاً, فتختلف بلاد المسلمين ما بين متقدم ومتأخر, ما الحل لهذه المشكلة؟
الأمر واسع في هذا، لكل ........... الأمر واسع، مثل ما قال ابن عباس لما قدم عليه .... من الشام في المدينة سأله ابن عباس بما صام معاوية وأهل الشام؟ قال: صاموا بالجمعة، رآه الناس بالجمعة وصام معاوية لصوم الناس، قال ابن عباس نحن رأيناه يوم السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل العدة، أو نراه، فرأى أن الشام بعيد وأنه لا تلزمه المدينة رؤية الشام، وجماعة من أهل العلم قالوا بذلك، جماعة من أهل العلم يقولون لأهل كل بلدٍ رؤيتهم، فإذا رآه أهل المملكة العربية السعودية إن صام لرؤيتهم أهل الشام ومصر فحسن، وإن لم يصوموا وتراءوا هم وصاموا لرؤيته فلا بأس، وصدر قرار هيئة كبار العلماء بذلك أنه لكل أهل بلد رؤيتهم، لا حرج.  
 
8- من المخاطب في قوله - صلى الله عليه وسلم- : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ؟
الأمة كلها. المخاطبة الأمة،جميع الأمة، أمة المسلمين.  
 
9- الدعاء الذي يقال عند رؤية الهلال: (اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام), هل هو ثابت؟
في سنده فيه ضعف، إذا قاله الإنسان لا حرج إن شاء الله، في سنده بعض المقال، ...، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام فلا بأس بهذا، فيه بعض الضعف لكن لا حرج إن شاء الله.  
 
10- بعض الأئمة يشرع في صلاة التراويح قبل إعلان رؤية الهلال, ما حكم هذا العمل يا شيخ؟
لا ينبغي هذا، التراويح تفعل في رمضان، فلا يصلي بهم التراويح حتى يعلن أنه رئي الهلال، الحكومة تعلن عن ذلك في الإذاعة في المجامع، لا بد أن يتأنى حتى يثبت أنه رئي الهلال، لا يصلي التراويح ليلة .... من شعبان إلا إذا ثبت، أعلن ثبوته.  
 
11- يبقى مسألة الحسابين في رؤية الهلال -سماحة الشيخ-؟
الحسابون لا يعمل بقولهم، يقول - صلى الله عليه وسلم-: إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب والشهر هكذا وهكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشرة ثلاث مرات يعني ثلاثين، والشهر هكذا وهكذا وهكذا و....إبهامه في الثالثة يعني تسع وعشرين، فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين أما الحسابون فلا يلتفت إليهم ولا يعول على حسابهم، ولا ينبغي لهم أن ينشروا حسابهم، ينبغي منعهم من نشر حاسباتهم، لأنهم يشوشوا على الناس، لا في مسألة رؤية الهلال ولا في مسألة دخول الكسوفات، في إعلانهم تشويش على الناس.  
 
12- إذا كان في الجو سحاب أو غبار, هل يتوجب القول بصيام يوم الشك احتياطاً؛ لاحتمال أن الشهر قد دخل؟
لا يصام حتى يرى الهلال، ولو كان السماء مغيمة، هذا هو الصواب، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم) صرح النبي (فإن غم عليكم فأكملوا عدة الشهر ثلاثين)، ما قال صوموا لأجل الغيم، قال: أكملوا عدة شعبان، وما يروى عن ابن عمر أنه كان يصوم إذا غم الهلال يصوم يوم الثلاثين هذا اجتهاد منه رضي الله عنه، والصواب خلافه، والصواب أنه غلط، وأنه الواجب الإفطار، ابن عمر اجتهد في هذا المقام ولكن اجتهاده مخالف للسنة فالله يعفو عنه، الصواب أن المسلمين عليهم أن يفطروا إذا لم يرى الهلال ولو كان غيماً، يجب الإفطار ولا يجوز الصوم حتى يثبت الهلال أو يكمل الناس العدة، عدة شعبان ثلاثين يوماً، هذا هو الواجب على المسلمين ولا يجوز أن يخالف النص لقول أحد من الناس لا لقول ابن عمرو ولا لقول غيره، النص مقدم على الجميع، يقول الله جل وعلا: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ويقول جل وعلا: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، ولكن ابن عمر رضي الله عنه خفي عليه هذا الموضوع واجتهد والله يغفر له ويعفو عنه.  
 
13- بماذا تنصحون المسلمين الذين يستخدمون الشهور الميلادية؟
أنصحهم بالترك، الواجب على المسلمين أن يستعملوا الشهور الهجرية، القمرية، كما استعملها نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، رضي الله عنهم وإذا دعت الحاجة إلى الشهور الشمسية فلا بأس أن تضاف إلى القمرية كأن تقول: في يوم كذا الموافق كذا، إذا دعت الحاجة إلى أن يذكر الشهور الأخرى يضيفها إلى الشهور القمرية، أما أن يفردها وحدها لا، المسلم لا يفردها وحدها، ولكن يذكر هذا وهذا.  
 
14- نود أن نستفسر -سماحة الشيخ- عن صحة حديث عمار بن ياسر: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم ؟
حديث صحيح، وهو في حكم المرفوع، يقول رضي الله عنه: من صام اليوم الذي فيه يشك فيه فقد عصى أبا القاسم، رواه الخمسة، أحمد وأهل السنن، وإسناده صحيح، وهو مؤيد لما ذكرناه سابقاً، مؤيد لما قاله العلماء أنه لا يصام يوم الشك.  
 
15- إذا كان شهر جمادى الآخرة ورجب كاملين وفي يوم (29) شعبان تعذرت الرؤية, فهل نأخذ بالغالب وهو عدم اكتمال الشهر الثالث شعبان؟
لا، يجب الإفطار حتى يعلم أنه دخل الشهر، بإكمال شعبان ثلاثين أو برؤية الهلال ولا يلتفت إلى الغيب، ولا مسألة كون الشهر قد يتم وقد ينقص في بعض الشهور لأن العمدة على الرؤية.  
 
16- هل يجب على من رأى الهلال أن يبلغ الجهات الرسمية -فضيلة الشيخ-؟
نعم، يجب على من رآه أن يبلغ الجهات الرسمية في الدخول والخروج.  
 
17- بالنسبة لرؤية هلال شوال هل تختلف عن هلال رمضان؟
لا بد من شاهدين، مثل بقية الشهور، أما رمضان دخوله فواحد يكفي، أما شوال فلا بد من شاهدين، كذي الحجة وغيرها.  
 
18- من كان ضعيف البصر ويلبس نظارة هل يسن له ترائي الهلال؟
إذا كان ضعيف البصير ما فيه فائدة، أما إذا كان يلبس النظارة يكون نظره قوي ويستطيع أن يرى الهلال هذا لا بأس، وإلا الموضوع يحتاج إلى قوة البصر وحدته، وبصيرة الرجل بالمنازل حتى يركز على المنزل. 
 
19- بالنسبة للدربيل ما رأيكم فيه سماحة الشيخ؟
إذا استعان به لا بأس، العمدة على العين.  
 
20- إذا رأى الشخص الهلال ولم يتمكن من إخبار المسئولين أو ردت شهادته, هل يصوم وحده, وكذلك بالنسبة للعيد، هل يفطر وحده؟
ذهب بعض أهل العلم إلا أنه يصوم وحده، ولكن لا يفطر، والصواب أنه لا يصوم ولا يفطر، متى ردت شهادته فإنه لا يصوم ولا يفطر، بل يصوم مع الناس، أما إذا كان في البرية ما عنده أحد يعمل برؤيته، يصوم لرؤيته ويفطر لرؤيته، إذا كان في البرية، كالبدوي يصوم لرؤيته ويفطر لرؤيته أما مع الجماعة، لا، يصوم مع الناس ويفطر مع الناس.  
 
21- ما حكم الشخص الذي صام أول الشهر بالمملكة ثم سافر إلى بلد تأخر عنا في دخول الشهر، هل يصوم وحده ثلاثين يوماً؟
يصوم معهم ويفطر معهم، ولو زادت أيامه، يصوم معهم معذور، يصوم معهم ويفطر معهم.  
 
22- ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟
نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة، بتوبة نصوح من جميع الذنوب وأن يتفقهوا في دينهم ويتعلموا أحكام صومهم، أحكام قيامهم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:إ(ذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان أول ليلةٍ من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار في كل ليلة)، وكان يقول - صلى الله عليه وسلم -لأصحابه : (أتاكم رمضان، شهر بركة، شهر يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم رحمة الله)، معنى أروا الله من أنفسكم خيرا، يعني سارعوا في الخيرات، سارعوا في الطاعات، ابتعدوا عن السيئات، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له، يقول الله جل وعلا : كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله، وأن يحفظوا صومهم ويصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات، من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل، والتحميد والتكبير والاستغفار ، هذا شهر القرآن ، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، يشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن بالتدبر والتعقل ليلاً ونهاراً، هذا شهر القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، كل حرف ٍ بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق، مع التناصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا شهر عظيم، تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه، وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته برمضان أكثر وأعظم كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة، كثرة الذكر والتسبيح والتهليل، والاستغفار، وكثرة الدعاء إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه الخير، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، ونسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين، والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة المسلمين، نسأل الله أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين، نسأل الله أن يوفق جميع أمراء المسلمين، نسأل الله أن يهديهم، وأن يصلح أحوالهم، ونسأل الله أن يوفقهم لتحكيم شريعته، نسأل الله أن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله، تحكيم القرآن والسنة، في جميع أمورهم، في عباداتهم وأعمالهم وجميع شؤونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: وأن احكم بينهم بما أنزل الله، وعملاً بقوله جل وعلا: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون، وعملا ًبقول الله سبحانه: فلا وربك حتى يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما، وعملا ً بقوله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا، وعملاً بقول الله سبحانه: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وقوله سبحانه: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، هذا هو الواجب على جميع المسلمين، وعلى أمراءهم، يجب على أمراء المسلمين، وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم، لأنه الشرع الذي به الهداية والعصمة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله، وبه الحذر من الظلم، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. 

542 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply