حلقة 455: تارك الصلاة يعاقب بخمسة عشر عقوبة - حكم صلاة الفرض والنفل في مكان واحد - حكم من التقط ضالة الأبل - مسألة في الرضاع - حكم الفيديو والسينماء والموسيقى - الوضوء من الماء المتغير - حكم زواج من عقد لولده من غير توكيل

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

5 / 50 محاضرة

حلقة 455: تارك الصلاة يعاقب بخمسة عشر عقوبة - حكم صلاة الفرض والنفل في مكان واحد - حكم من التقط ضالة الأبل - مسألة في الرضاع - حكم الفيديو والسينماء والموسيقى - الوضوء من الماء المتغير - حكم زواج من عقد لولده من غير توكيل

1- ما صحة ما نشر في بعض الكتب عن تارك الصلاة أنه يُعاقب بخمس عشرة عقوبة منها ثلاث في الدنيا، وثلاث عند الموت، وثلاث في القبر، وست في يوم القيامة، هل هذا صحيح أم مكذوب؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: هذا الحديث المذكور في بيان عقوبة تارك الصلاة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة ليس له أصل، بل هو مكذوب عن النبي عليه الصلاة والسلام، نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم الحافظ بن حجر رحمة الله عليهم في كتابه (لسان الميزان)، فهو حديث موضوع مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم-. وفي ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غنية عما يخالف ذلك، الله عز وجل قد بين في كتابه العظيم عظم شأن الصلاة والوعيد في حق من تركها حيث قال سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة، وحيث قال سبحانه: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) سورة مريم، يعني خساراً ودماراً، وقيل معناه: وادٍ في جهنم خبيث طعمه بعيد قعره، وقال عز وجل: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (4-5 الماعون). فالصلاة عمود الإسلام، وإضاعتها كفر وضلال وسبب للخلود في النار، فإن من تركها جاحداً لوجوبها كفر إجماعاً، ومن تركها تهاوناً كفر في أصح قولي العلماء وصار حكمه حكم المرتدين عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك، والتهاون بها فيه تشبه بالمنافقين الذين قال الله فيهم سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) سورة النساء، وقال فيهم سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء، فالذي يتهاون بها ويتساهل بها قد أشبه أعداء الله، وسار على نهجهم فالواجب الحذر.   
 
2- هل الصلاة في المسجد في مكان واحد الفرض والنافلة يعد في ذلك محذور أو لا؟
نعم، اعتياد ذلك لا ينبغي، كونه يعتاد مكاناً معيناً يكره له ذلك، بل السنة أنه يسابق إلى الصلاة ويحرص على الصف الأول والقرب من الإمام، أما أن يتخذ محلاً معيناً يجلس فيه ولو بكَّر ووجد ما هو أفضل منه فهذا خلاف المشروع، فالسنة للمؤمن أن يسابق ويسارع إلى الصلاة وأن يحرص على الصف الأول وعلى قربه من الإمام ولا يتخذ له مكاناً معيناً يصلي فيه ويترك ما هو أفضل منه، والله المستعان.  
 
3- ضاع لوالدي بعض من الإبل وذهب يبحث عنها، وعندما وجدها وجد معها بعيراً لا يعرفه ولا يعرف صاحبه، وجاء به مع إبله، ومكث هذا البعير عندنا وقتاً طويلاً ولم يأت من يسأل عنه، فتوفي والدي رحمة الله عليه عام (84م) وبعد ذلك مات البعير، والسؤال: هل على والدي شيء، وماذا يجب علي أن أفعل الآن حيث أني أريد أن أبرئ ذمة والدي؟ وكم القيمة التي يجب علي أن أدفعها إن كانت واجبة، علماً بأن هذا الشيء مضى عليه حوالي عشرون عاماً جزاكم الله خيراً؟
الواجب على والدك طرد هذا البعير وعدم إيوائه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن ضالة الإبل: (دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربُّها)، فالواجب عليك لما وجد هذا البعير مع إبله أن يطرده وأن لا يؤويه، لكن مادام أنه آواه مع إبله حتى مات البعير فلا أعلم عليكم شيئاً في ذلك إذا كنتم لم تتسببوا في موته لا بشد ورحل ولا بغير ذلك إنما هو مع الإبل يرعى معها ثم مات بدون عمل منكم ولا ظلم منكم ولا شيء فلا أعلم عليكم شيء في ذلك. - وتبرئة ذمة المتوفى ليس هناك في ذمته شيء؟ ج/ لا، ليس في ذمته شيء إلا الدعاء له بالمغفرة والرحمة؛ لأنه أخطأ في إيوائه ولكنه لم يعمل شيئاً لإتلافه.  
 
4- لي أخت من الرضاع وأنا أصغر إخواني، ولي أخٌ أكبر ويُريد أن يتزوج هذه الفتاة، هل يصح أن يتزوجها أم لا؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
إذا كانت هذه الفتاة أرضعتها أمكم رضاعاً كافياً وهو خمس رضعات فأكثر فهي حرام عليكم جميعاً؛ لأنها أختكم جميعاً إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر حال كون المرضعة في الحولين لم تفطم، أما إن كانت الرضاعة أنت رضعت من أمها ولم ترضع هي من أمكم إنما أنت رضعت من أمها فقط ولم يرضع أخوك من أمها فإنها حرام عليك أنت هي أختك أنت، وليس أختاً له هو؛ لأنه لم يرضع من أمها وإنما أنت رضعت من أمها فتحرم عليك لأنها أختك من الرضاعة إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر ولكن لا تحرم على أخيك لأنه لم يرضع من أمها، والله أعلم.  
 
5- يسأل عن الفيديو والسينما وما حكم ذلك، ويسأل عن الموسيقى سماحة الشيخ؟
هذه الآلات الفيديو والسينما فيها خطر عظيم، ولكن إذا كان الفيديو لم يشتغل إلا على أشرطة سليمة ليس فيها محذور شرعاً لا نساء عاريات ولا أغاني وملاهي ولا غير ذلك إنما هي أشرطة سليمة تنفع العبد في دنياه وأخراه فلا بأس، وهكذا السينما لو وجد شيء سليم ليس فيه ما يخالف الشرع المطهر لم يكن فيها بأس، ولكن لما كان المعروف من الناس الآن أن السينما تجمع شراً كثيراً وهكذا الفيديو في الغالب تسجل فيه الأغاني والملاهي والنساء الكاسيات العاريات وشبه ذلك حرم ذلك. فالحاصل أنها حرمت لما فيها من الشر ولما يكون فيها من الشر ويعرض فيها من الباطل، فلو وجد فيديو سليم أو سينما سليمة ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر لم تحرم، ولكن بسبب ما يقع فيها من الشرور والفساد والصور العارية والاجتماع على الأغاني والملاهي حرمت بسبب ذلك، وهكذا الموسيقى لأنها من آلات الملاهي فلا يجوز تعاطيها.  
 
6- عندنا في اليمن في قريتنا بركة يتوضأ منها الناس والماء الذي فيها قد تغير لونه وطعمه، هل الوضوء صحيح أم لا؟ نرجو منكم التوجيه.
إذا كانت البركة مصونة عن النجاسات وإنما تغيُّرها لطول المكث فلا يضر ذلك، أما إن كان يقع فيه نجاسات أو يستنجي الناس فيها على الغائط والبول ويكون ذلك يسقط فيها حتى تغير طعمها أو ريحها أو لونها بذلك فإنها تنجس، فقد أجمع العلماء على أن الماء إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه بالنجاسة نجس، أما مجرد الوضوء منها من خارج كونه يتوضأ من خارج لا فيها أو يتمسح مسوح فقط يغسل وجهه ويديه من دون استنجاء هذا لا يضره ولو تغيرت بطول المكث، كالمياه التي في البراري والصحاري فإن الأحواض التي في البراري والصحاري قد تتغير بالتراب وبالأوراق أوراق الشجر وغير هذا مما تلقيه الريح فلا يضر ذلك، بل يكون الماء طهوراً سليماً ولو تغير بهذه الأوراق أو بالتراب أو غير ذلك.  
 
7- تزوج رجل وعندما جاء وقت العقد راح والده وعمه وعقدا دون حضور الزوج، علماً بأنه موجود بنفس القرية التي تم فيها العقد، فهل الزواج صحيح أم لا؟
إذا كان تم العقد له على البنت بوكالة أبيه أو لعمه فلا بأس، أما أن يعقد أبوه أو عمه له مثل الوكالة فهذا لا يصح، والواجب أن يكون العقد على يده هو فيقول: قبلت، يقول له الولي: زوجتك، وهو يقول: قبلت، أما أن يتولى عنه أبوه أو عمه أو غيرهما من دون وكالة شرعية فلا يصح إذا كان مكلفاً، أما إذا كان صغيراً لم يبلغ الحلم فلأبيه أن يتزوج له على الصحيح.   
 
8- له رغبة شديدة في التفقه في الدين، وأن يتعلم التفسير، وتجويد القرآن الكريم، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه حيال هذه الأمور، جزاكم الله خيراً
هذا عمل طيب، ورغبة طيبة، وينبغي له أن يسارع إلى ذلك وأن يبادر بذلك، وإذا وجد في ليبيا من علماء السلف الصالح المعروفين بالخير فيتفقه على يديهم فالحمد لله، فإن لم يجد في ليبيا من يقوم بذلك شرع له أن ينتقل عنها إلى محل آخر يجد فيه علماء الشرع حتى يتفقه عليهم وحتى يتعلم عليهم كتاب الله وتجويده. فالحاصل أنه إن وجد في ليبيا من يحصل به المقصود فالحمد لله، يبادر ويقرأ عليهم ويتعلم ويستفيد ويتفقه، فإن لم يجد انتقل إلى غير ليبيا حتى يجد من يتعلَّم عليهم علوم الشرع المطهر، فيتعلم عليهم علوم القرآن وتجويد القرآن، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)، وطلب العلم من أهل الأمور، ومن أفضل العبادات، والواجب على كل مسلم أن يتعلم ما لا يسعه جهله، كل مسلم عليه أن يتعلم ما لا يسعه جهله فيما أوجب الله عليه وما حرم عليه. هل تنصحونه بكتب معينة سماحة الشيخ؟ ج/ نعم، ننصحه أولاً بكتاب الله، ننصحه أن يتعلم كتاب الله ويتحفَّظه ويكثر من تلاوته وتدبر معانيه مع من تيسر من إخوانه الطيبين هناك، فإن كتاب الله هو أصل كل خير، وهو ينبوع الهدى كما قال الله عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.. (9) سورة الإسراء، وقال سبحانه: ..قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء.. (44) سورة فصلت، وقال عز وجل: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص، وقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد، وقال جل وعلا: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) سورة الأنعام. فنوصي جميع المسلمين بالعناية بكتاب الله والإقبال عليه والإكثار من تلاوته والعناية بحفظه وتدبر معانيه والعمل بذلك، هذا هو المشروع للجميع، وتعمله وتعليمه فرض كفاية على المسلمين. ثم يشرع للمؤمن أن يلتمس أهل العلم والبصيرة حتى يتفقه عليهم وحتى يسألهم عما أشكل عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ثم ننصح بعد ذلك بكتب الحديث الصحيح: كالصحيحين فإنهما أعظم كتاب بعد كتاب الله -عز وجل-، ثم السنن الأربع: سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، فإنها كتب عظيمة وهي كتب السنة وإن كان فيها بعض الأحاديث الضعيفة لكنها كتب عظيمة وغالب ما فيها أحاديث صحيحة، وفي إمكان طالب العلم أن يعرف ما فيها من الضعيف بالطرق التي رسمها أهل العلم أو بسؤال أهل العلم العارفين بهذا. ومثل: (رياض الصالحين) كتاب جيد مفيد وغالبه أحاديث صحيحة، ومثل (منتقى الأخبار) لابن تيمية للجد ابن تيمية، كتاب جليل، ومثل (بلوغ المرام) للحافظ ابن حجر كتاب جيد مفيد، مثل (عمدة الحديث) للشيخ عبد الغني المقدسي، هذه كتب عظيمة في الحديث ينبغي للمؤمن أن يعتني بها حسب طاقته.  
 
9- عن كتاب: (المجموعة المباركة في الصلوات المأثورة والأعمال المبرورة) يوجد في هذا الكتاب كثير من أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حسب أقوال الكتاب، ومن ضمن الأحاديث هذا الحديث: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من فاته صلاة في عمره ولم يحصلها فليقم في آخر جمعة من رمضان ويصلي أربع ركعات بتشهد واحد، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة القدر خمس عشرة مرة، وسورة الكوثر، ويقول في النية: نويت أصلي أربع ركعات كفارة لما فاتني من الصلاة، قال أبو بكر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفارة أربعمائة سنة، حتى قال علي كرم الله وجهه: هي كفارة ألف سنة، قال: يا رسول الله! ابن آدم يعيش ستين سنة أو مائة سنة فلمن تكون الصلاة الزائدة؟ قال: تكون لأبويه وزوجته ولأولاده فأقاربه، فإذا فرغ من الصلاة صلى على النبي مائة مرة بأي صيغة كانت ثم يدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات: اللهم يا من لا تنفعك طاعتي ولا تضرك معصيتي تقبل مني ما لا ينفعك واغفر لي ما لا يضرك، يا من إذا وعد وفى، وإذا توعد تجاوز وعفا، اغفر لعبد ظلم نفسه، ونسألك اللهم إني أعوذ بك من بطر الغنى، وجهد الفقر، إلهي خلقتني ولم أك شيئاً ورزقتني ولم أك شيئاً وارتكبت المعاصي فإنني مقر بذنوبي، فإن عفوت عني فلا ينقص من ملكك شيئاً، وإن عذبتني فلا يفيد في سلطانك شيئاً..) إلى آخر، أرجو إرشادي هل هذا الحديث صحيح أم لا وجزاكم الله خيراً؟
هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا كتاب (المجموعة المباركة!!) كتاب لا ينبغي اعتماده لما فيه من الأحاديث الموضوعة، فهو كتاب لا يعتمد ولا ينبغي التعويل عليه، وهذا الحديث المذكور حديث باطل لا أساس له من الصحة، فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر، وأن لا يعتمد إلا على الكتب المعروفة الموثوقة التي بيَّن أهل العلم ثقتها واعتمادها، مثل ما تقدم من الصحيحين ومثل رياض الصالحين، ومثل بلوغ المرام، بين ما فيه من الحديث، وعمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي رحمة الله وأشباه ذلك هذه الكتب المعروفة، أما الكتب المجهولة الكتب التي ألفها الجُهَّال أو الوضَّاعون مثل كتاب المجموعة المباركة وأشباه ذلك هذا لا يعتمد.  
 
10- ما حكم امرأة صلت في الخلاء لعذر مثل السفر أو البعد عن البلاد وهي غير محتجبة الحجاب الشرعي؟
إذا كانت ليس عندها أحد من الناس فلا بأس، الحجاب الشرعي إنما يلزم عند وجود الأجنبي، فإذا صلت في الصحراء أو في بيتها أو في حوش بيتها وليس عندها أجنبي فلا بأس أن تكشف وجهها وتصلي مكشوفة الوجه، لكن عليها مهما كانت أن تستر شعرها وجميع بدنها في الصحراء وفي غير الصحراء حتى ولو كانت ما عندها أحد في بيتها، عليها أن تستر جميع بدنها من الشعر وسائر البدن والقدمين حتى تكون مستورة محجبة الحجاب الشرعي؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار)، فلا بد من ستر الشعر إذا كانت الجارية بالغة، أما الوجه فلا بأس بكشفه، السنة كشفه في الصلاة إذا كان ما عندها أحد من الأجانب ما عندها رجل أجنبي يحرم عليها الكشف له، كأخي زوجها أو ابن عمها أو زوج أختها هؤلاء أجناب لا تكشف لهم، وإن كانوا قريبين منها من جهة المصاهرة ونحوها، لكنه في حكم الشرع أجنبي يسمى أجنبياً لأنه ليس محرماً لها، وهكذا كفاها لو سترتهما يكون أفضل في الصلاة وإن صلت وهما مكشوفان فلا بأس بذلك على الصحيح، كالوجه، لكن سترهما يكون أفضل، وأما القدمان فيجب سترهما عند جمهور أهل العلم، بالجوربين أو بالثياب الضافية، المرأة تسدل الثياب عليهما أو بالجوربين فيهما كل هذا يكفي. إذاً الأم عند أولادها وعند زوجها في بيتها لا يلزمها هذا أو يلزم لكن فيما لو صلت فصلاتها صحيحة؟ ج/ صلاتها صحيحة لكن بشرط أن تكون العورة مستورة من الرأس والصدر والبطن والساق ونحو ذلك والقدم حتى لا تكون هناك مخالفة للشريعة، أما الوجه والكفان -مثلما تقدم- لا يجب سترهما إلا عند الأجنبي سواءً كانت في الصحراء أو في البيت، أما القدم فالواجب أن يستر عند جمهور أهل العلم. - سواءٌ عند المحارم أو غيرهم؟ ج/ نعم، مطلقاً يستر في الصلاة بجوربين أو بالثياب الضافية السابغة. - وفيما لو صلت على غير هذه الصورة؟ ج/ تعيد الصلاة.  
 
11- عند قضاء الأيام التي يفطرها الإنسان من شهر رمضان للأعذار المبيحة مثل المرض والسفر والحيض يقولون: يجب زيادة يوم عند قضائها ليكون شاهداً، فهل هذا صحيح؟
ليس له أصل، لا، ليس عليه إلا قضاء ما تركه، فإذا نامت عن شيء أو نسيت شيئاً من الصلوات تصلي ما فاتها فقط، وفي الحيض لا صلاة عليها لو كانت حائضة أو نفساء ليس عليها قضاء صلاة الحيض والنفاس، وإنما الصوم صوم رمضان فقط، لكن لو نامت عن صلاة أو نسيتها فعليها أن تقضي فقط ما تركت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك).  
 
12- هل صحيح يجب أن يرفع المسلم يديه عند الركوع والرفع من الركوع ، مثل ما فعل في التكبيرة الأولى ، بمعنى أن يقول: الله اكبر، ثم يرفع يديه على مستوى أذنيه، وهل يصح للمرأة فعل هذا؟
هذا سنة وليس بفريضة، أن يرفع يديه عند الإحرام إلى حيال أذنيه أو إلى حيال منكبيه كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا عند الركوع وعند الرفع منه، وهكذا عند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة يرفع يديه ويجعلهما حيال منكبيه أو حيال أذنيه، تارة كذا وتارة كذا إقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام، وهذه سنة مؤكدة ولو تركها أو بعضها صحت صلاته، والمرأة مثل الرجل في هذا على الصحيح؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يخصها في هذا بشيء، فالصحيح أنها مثل الرجل ترفع يديها عند الإحرام وعند الركوع وعند الرفع منه وعند القيام من التشهد الأول.  
 
13- هل تجوز الزكاة لفتاة عمرها عشرون سنة، وكم يكون مقدارها وما هو وقتها؟
ولغيرها من الفقراء، ليس للزكاة سنٌ مشروط، فالفقير يعطى وإن كان صغيراً، وإن كان طفلاً، إن كان عند أهله الفقراء يعطى، فالمقصود أنه ليس هناك سنٌ معينة للفقير، فالفتاة التي لها عشرون أو خمسة عشر أو عشر أو أقل أو أكثر إذا كانت فقيرة تعطى من الزكاة، تعطى القائم عليها ومتوليها، إلا إذا كان القائم عليها غنياً كأبيها أو أخيها فالنفقة عليهم، لو كانت المرأة فقيرةً عند أناسٍ قد أحسنوا فيها، وحضنوها يرجون ما عند الله، فهم ليسوا أقاربها، فإنها تعطى من الزكاة، تعطى من الزكاة ولو كانت كبيرة، وهكذا لو كانت وحدها تعطى من الزكاة، صغيرةً أو كبيرة إذا كانت فقيرة، توافرت فيها شروط أهل الزكاة. سماحة الشيخ في ختام.... 

397 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply