حلقة 471: توجيه لمرأة طلقها زوجها خمس مرات - حكم ركوب النساء في المركبات العامة للحاجة - حكم تنظيف البنات لأبيهن، والكشف عن عورته - الواجب على الزوجة أن تقوم بتنظيف زوجها إذا احتاج لذلك - زيارة الجيران من أجل النصيحة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 471: توجيه لمرأة طلقها زوجها خمس مرات - حكم ركوب النساء في المركبات العامة للحاجة - حكم تنظيف البنات لأبيهن، والكشف عن عورته - الواجب على الزوجة أن تقوم بتنظيف زوجها إذا احتاج لذلك - زيارة الجيران من أجل النصيحة

1- حال زوجها تغيرت، وقد طلقها خمس مرات، وترجو من سماحتكم التوجيه، كيف تتصرف هذه المرأة؟

على زوجك أن يرجع إلى أهل العلم في بلده، ويسألهم عما جرى وأنتِ حاضرة، حتى يعرف العالم ما لديك وما لدى زوجك، ثم يفتي على ما عرفه من شرع الله -سبحانه وتعالى-، هذا هو الذي ينبغي أن يحضر الزوج معكِ عند العالم المعروف في بلدك حتى يفتيه بما يعلمه من الشرع المطهر، أو يكتب الزوج إلى أهل العلم في أي بلد ليسألهم إذا ما كان عنده في بلده علماء، يكتب لأهل العلم في البلدان الأخرى ويسألهم كتابةً عما جرى منه؛ حتى يرشدوه إلى ما يجوز شرعاً.  
 
2- سمعت في أحدى حلقات برنامجكم بأنه لا يجوز أن تركب النساء بجانب الرجال في المركبات العامة، وحيث أنه لا يمكن تخصيص مركبات خاصة عندنا وبحكم عملي أضطر لركوب هذه المركبات يومياً، ما رأيكم، وبما توجهونني؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان ولا بد من الركوب في الحافلات العامة فليكن مركب النساء على حده، وراء الرجال، والرجال أمامهم، حتى لا تمس المرأة الرجل، وحتى لا يحصل تماس وتقارب يخشى من الفتنة، ينبغي أن تكون مراكب النساء خلف الرجال، والرجال أمامهم، يخصص لهؤلاء مراكب ولهؤلاء مراكب، فإن اضطرت إلى خلاف ذلك فلتحرص على التحجب والتستر والبعد عن مماساة الرجل فيما يسبب الفتنة، حتى تصل إلى جهتها إذا كانت قريبة لا تعد سفراً، أما إن كانت المسافة تعتبر سفراً فلا بد من المحرم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم)، وعلى كل حال الواجب على النساء والرجال أن يتقوا الله جميعاً، وأن يحرصوا على البعد عن أسباب الفتنة، وإذا دعت الحاجة إلى المراكب العامة فليجتهد المسئولون عنها أن يجعلوا مراكب النساء على حده ومراكب الرجال على حده، إبعاداً لأسباب الفتنة، وينبغي للحكام المعروفين أن يفعلوا ذلك، وأن يطلبوا من المسئولين عن الحافلات أن يفعلوا هذا، حتى تكون الفتنة أقل، وحتى يكون الشر أقل إن شاء الله. المذيع/ هل تنصحون المرأة بعدم جلوسها في نفس الكرسي الذي يجلس عليه الرجل؟ نعم، أنصحها بأن لا تجلس معه إذا كان فيه مماسة وتقارب يخشى منه الفتنة، فلتبتعد ولتجلس في مركب بعيد عن ذلك، ليس فيه مماساة، وإذا تيسر أن تكون مراكب النساء على حده، ومراكب الرجال كذلك انتهى الموضوع، وزالت المشكلة. المذيع/ إذاً النصيحة أيضاً توجه للرجال؟ نعم، للرجال والنساء جميعاً، كلهم عليهم أن يحذروا الفتنة، وأن يجتهدوا في أن تكون مراكب الرجال على حده من الجهة الأمامية، والنساء وراءهن في الجهة الخلفية، حتى يحصل المقصود من دون ارتكاب للفتنة، مع التحجب مع النساء، والحرص على الستر، والبعد عن أسباب الفتنة، وعدم إظهار ما يفتن الرجال، من التبرج وإظهار زينة المرأة في وجهها وغيرها، بل تكون مستورة الوجه مستورة الشعر مستورة البدن، بعيدةً عن أسباب الفتنة. والله المستعان.  
 
3- أبي رجل كبير في السن وهو لا يستطيع السيطرة على نفسه، وبطبيعة الحال هو يحتاج إلى التنظيف ويكون منا ذلك، وأحياناً نضطر للكشف عنه، فكيف توجهوننا، جزاكم الله خيراً.
إذا تيسر أن تخدمه زوجته هذا هو الواجب؛ لأن الزوجة لها النظر إلى عورته، فإذا تيسر أن تخدمه زوجته هذا هو الواجب أن تقوم بحاجته إذا كان مضطراً لذلك لا يستطيع أن يخدم نفسه، فإن لم يتيسر ذلك فينبغي أن يخدمه رجل بهذا الأمر، خادم يتولى هذه الأمور التي يحتاجها، ولا يباشر العورة بل يزيل الأذى بواسطة منديل أو خرق، يزيل بها الأذى ولا يمس العورة، فإن لم يتيسر ذلك خدمه إحدى بناته أو إحدى أخواته إذا تيسر ذلك مع الاجتهاد والحذر مما لا يجوز كمس العورة، بل تمس ذلك بخرقة ونحوها لإزالة الأذى إذا كان لا يستطيع أن يزيل الأذى لمرضه أو عجزه أو كبر سنه، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، ومن تولى ذلك فهو مأجور لخدمته، سواءٌ كانت الخادمة بنتاً أو أختاً أو زوجة فهي على خير عظيم، ولكن لا يتولاه غير الزوجة إذا وجدت الزوجة، للاستغناء بها، فإذا لم توجد الزوجة وتيسر خادمٌ يتولى ذلك ولو بالأجرة إذا كان يستطيع ذلك فهو أولى من تولي النساء لهذا الأمر، فإذا لم يتيسر تولاه من أراد احتساب الأجر من بنتٍ أو أختٍٍ أو غير ذلك، مع الحذر من الخلوة إن كانت الخادمة ليست محرماً له أجنبية، ويكون ما في خلوة بل يكون عندها شخص ثالث من أخت أو بنت أو أمٍ أو نحو ذلك، حتى لا تكون الخلوة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم -: (لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محرم) .... عليه الصلاة والسلام.  
 
4- إن أمها نصحتها بعد الانتهاء من ذلك أن تطلب من والدها السماح.
الواجب مثل ما تقدم أن الزوجة هي التي تتولى هذا الأمر إذا استطاعت، فإن كانت المرأة لا تستطيع لكونها عاجزة أيضاً، أو ليس عنده زوجة بالكلية فإنه يتولى ذلك خادمٌ، لأن الرجل مع الرجل أسلم من المرأة مع الرجل، وإن كانت محرماً له، فإذا تيسر خادمٌ يتولى خدمته وتنظيفه مما يخرج منه فهذا أولى إن تيسر ذلك، فإن لم يتيسر خدمته امرأته من محارمه، سواءٌ كانت بنتاً أو أختاً أو غير ذلك، مع الحرص على غض البصر عن بعض الأشياء، ومع الحرص على أن يكون بينها وبين العورة خرقة أو منديل تزيل به الأذى.  
 
5- إذا ذهبت إلى جيراني وتحدثت معهم بأن ما يفعلوه هذا حرام لا يزوروني بعد ذلك، هل يجب علي أن أزورهم مرة أخرى أم أنقطع عنهم أيضاً؟ أفيدوني جزاكم الله كل خير.
ينبغي لكي أن تزوريهم وأن تحسني إليهم بالنصيحة والتوجيه باللطف والكلام الطيب والأسلوب الحسن عملاً بقول الله -سبحانه-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة: 71] وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكراً فليغره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وقوله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة: 2] فإذا قطعوك فلا تقطعيهم، أحسني إليهم ولكِ الأجر، فأحسني وانصحي ووجهي إلى الخير، واعملي بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة)، ولا يضرك عدم زيارتهم لكِ، أنتِ تزورينهم وتنصحينهم ما دمتِ تستطيعين ذلك، ولك الأجر من الله -عز وجل- وأبشري بالخير العظيم والعاقبة الحميدة.  
 
6- متى نأمر بناتناً بالحجاب؟
يجب أمرهن بالحجاب إذا بلغن الحلم، إذا بلغت الجارية خمسة عشرةَ سنة أو احتلمت يعني أنزلت في النوم أو في غير النوم المني، أو أنبتت شعراً خشناً حول القبل وهو الشعرة، ولكن ينبغي أن يدربن على هذا قبل ذلك، بعد بلوغ تسع سنين لأنها حينئذ تشتهى، وقال عائشة -رضي الله عنها-: (إذا بلغت الجارية تسعاً فهي امرأة)، فينبغي أن تدرب على الحجاب وتوصى بالحجاب لكن من غير تشديد، حتى إذا بلغت فإذا هي قد اعتادت الحجاب وتمرنت عليه، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) فالخمار يلزمها في الصلاة عند بلوغ الحلم، أما ما يتعلق بالرجال فإن كونها تستر قبل البلوغ وتعتاد هذا وتؤمر بهذا هذا أولى وأفضل، إبعاداً لها عن الخطر، فإذا بلغت الحلم وجب عليها ذلك، ووجب إلزامها بذلك.  
7- كنت من قبل لا أُواظب على الصلاة والصوم، ثم تبت إلى الله والحمد لله، وقد سمعت في برنامجكم أن الصلاة لا تُقضى، فهل الصوم كذلك، أم أن الصوم يجب قضاؤه؟ علماً بأنني لا أعلم كم صمت وكم أفطرت.
أما الصلاة فمن تركها عمداً لا يقضي بل عليه التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، لأن تركها ردة عن الإسلام، والمرتد لا يقضي ما ترك، فعليك أن تتوبي إلى الله، وأن تبادري بالصلاة، ونسأل الله العفو عما مضى. أما إذا كان المؤمن يصلي والمؤمنة تصلي ولكن تساهل في بعض الصيام فإنه يقضي؛ لأن ترك الصيام ليس بردة عن الإسلام، ولكنه معصية كبيرة، فإذا تركت المرأة قضاء الصوم أو الرجل قضاء الصوم فإنه يلزمه التوبة إلى الله مع قضاء الصوم، وعليه مع ذلك إطعام المسكين عن كل يوم، فإذا تأخر القضاء عن رمضان الذي يلي رمضان الذي تركه منه فإنه يقضي ويطعم مسكيناً عن كل يوم، نصف صاع من قوت البلد، مقداره كيلوا ونصف تقريباً من جهة الوزن، مع الصوم ومع التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وقد أفتى بالطعام جماعة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كفارةً وتعزيراً للمتخلف في قضاء صومه.  
 
8- حدثوني عن الآيات التي تحث على الذكر
حدثوني عن الآيات التي تحث على الذكر
 
9- أنا ووالدي وجميع إخوتي في مسكن واحد وهو منزل والدي، واكتشفت أن والدي مقترض من إحدى الجهات الربوية وماله الآن خليط من الحرام والحلال، هل يصح لي أن أمكث معه في المنزل بعد أن اكتشفت ما اكتشفت، وما هو موقفنا من الأموال التي نأكلها؟
لا حرج في ذلك أن تقيم في منزله، وأن تأكل مما قدم إليك، ما لم تعلم أن هذا المقدم من كسب الحرام، ما دامت اكسابه مشتبهة وفيها الطيب والخبيث فلكَ أن تأكل ولكَ أن تجلس؛ لأنك لا تعلم عيناً المحرم، أما إذا علمت المحرم فعليك أن لا تأكل منه، وأن لا تقبل منه شيئاً، بل تحتاط لنفسك، وعليك مع هذا النصيحة لوالدك حتى يدع ما حرم الله عليه، وهكذا إخوانك وأعمامك إذا كان هناك أعمام وإخوة ينصحون والدك ويوجهونه إلى الخير، ويحذرونه من شر الربا؛ لأنه من أخبث الخبائث، ومن أعظم الكبائر، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اجتنبوا السبع الموبقات، قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا) فجعله منها، فأكل الربا من أقبح القبائح، وقال الله -سبحانه-: وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا[البقرة: 275]، فينبغي للمؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه، وأن يبتعد عن كل ما يغضب الله عليه، من سائر الأعمال والمكاسب، وإذا تيسر لك أن تنفرد بنفسك في بيت مستقل حتى تبتعد عن الحرام، وحتى يحس والدك بتأثرك من هذا المكسب الخبيث لعلى الله أن يهديه بأسباب ذلك، فانتقل خيراً لك، وأبعد لك عن هذا الحرام، وأسلم لطعمتك.  
 
10- لقد قمت بإعطاء أحد معارفي وكالة عامة بالتصرف الكامل في جميع أموالي وإدارة أعمالي، حيث أنني لم أكن في محل عملي، واكتشفت بأنه مقترض باسمي من جهة ربوية، ماذا أعمل في هذه الحالة، وهل علي ذنب من جراء ذلك؟ علماً أنه كان يعلم أنني أرفض ذلك النوع من التعامل.
عليك أن تنكر عليه، وأن تدع هذه المعاملة، وأن لا توافق عليها، وأن ترد المال إلى صاحبه من دون فائدة، ترد المال إليه من دون فائدة لأنك لم ترض بذلك، وإذا أحب من أقرضه أو عامله أن يخاصمه فليخاصمه، أما أنت فليس عليك منها شيء، بل أنتَ برئ منها، وعليك أن تردها عليه، وأن تنكر عليه وأن لا تجيبه إلى ما فعل حتى يعلم صدقك في ذلك، وحتى يكون هو الذي يبوء بإثمها، وإذا لم يسمح عنه من عامله فليحاكمه إلى من يرى، أما أنت فعليك أن تبرأ من هذا.  
 
11- نرجو أن تفتونا في مسألة من المسائل الهامة والتي توجد في كثير من البيوت إلا من رحم الله، ألا وهو جهاز الفيديو، هل الجلوس أمامه بغرض التسلية حلال أم حرام؟
إذا كان الجهاز يشتمل على ما حرم الله فالجلوس إليه والنظر إليه حرام، ولا يجوز الجلوس عنده ولا النظر إليه، بل تجب المفارقة مع النصيحة لأهله والإنكار عليهم، وإعلامهم أن هذا لا يجوز، وأن الواجب عليهم ترك ذلك لقول الله سبحانه: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولقول الله عز وجل: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفحلون، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، ولقوله صلى الله عليه وسلم: إن الناس إذا ظهر المنكر ولم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه، أما إن كان يستمع على ندوة صالحة وعلوم دينية ومحاضرات مفيدة ليس فيها ما حرم الله، فليس بأس بسماع الفائدة والنظر فيه. والله المستعان.

464 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply