حلقة 514: وقت الكراهة - هل يجوز التصفيق لحاجة أثناء الصلاة - هل يجوز تأخير الصلاة لخوف أوعدم قدرة على الوضوء - تأخير صلاة العشاء - ترك القيام في صلاة التراويح - هل هناك كتب تتكلم عن الملائكة - الزواج أم الدراسة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

14 / 50 محاضرة

حلقة 514: وقت الكراهة - هل يجوز التصفيق لحاجة أثناء الصلاة - هل يجوز تأخير الصلاة لخوف أوعدم قدرة على الوضوء - تأخير صلاة العشاء - ترك القيام في صلاة التراويح - هل هناك كتب تتكلم عن الملائكة - الزواج أم الدراسة

1-  ما هو الوقت الذي تُمنع صلاة النافلة فيه؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقد أوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - الأوقات التي تمنع فيها الصلاة، وهي خمسة على سبيل الإيضاح : الأول ما بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، هذا وقت نهي، لا يفعل فيه إلا صلاة الفجر وسنة الفجر، ركعتان قبلها فإن فاتت قبلها صلاها بعدها، هذ ا هو الوقت الأول. والوقت الثاني من طلوع الشمس إلى إرتفاعها قيد رمح، وهذا وقت مضيق، لا تجوز فيه الصلاة؛ لأنه وقت نهي وحينئذ يسجد الكفار للشمس، عباد الشمس يسجدون لها عند طلوعها. والوقت الثالث عند قيام الشمس يعني عند وقوفها قبل الزوال في وسط النهار، وهو وقت قصير، فإن الشمس سائرة، ولكن عند توسطها في السماء يسمى وقوف، وهذا الوقت وقت قصير لا يصلى فيه حتى تميل إلى الغرب حتى تميل إلى جهة الغرب. والرابع بعد صلاة العصر إلى أن تصفر الشمس. والخامس بعد إصفرارها إلى أن تغيب. هذه خمسة أوقات لا يصلى فيها، لكن يستثنى من ذلك على الصحيح ذوات الأسباب من الصلوات فإنها تصلي في هذه الأوقات، وهي صلاة الطواف، فلو طاف بعد العصر أو طاف بعد الصبح أو طاف بعد أذان الفجر فإنه يصلي سنة الطواف؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار). هذا مستثنى من أوقات النهي. ومن ذلك أيضاً تحية المسجد لو دخل الإنسان المسجد يريد أن يجلس فيه إلى الغروب أو دخله بعد الصبح ليجلس فيه إلى طلوع الشمس فإن السنة يصلي ركعتين تحية المسجد لقوله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح :(إذا دخل أحد المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين). ولأنه - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رجلاً دخل المسجد وهو يخطب الناس يوم الجمعة -عليه الصلاة والسلام- أمره أن يقوم فيصلي ركعتين فلو لا أنها متأكده لما أمره بهذا الحال بأن يقوم ويصلي ركعتين. وقال: (إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليصلي ركعتين وليتجوز فيهما). ومنها صلاة الكسوف، لو كسفت الشمس بعد العصر أو عند طلوع الشمس شرعت صلاة الكسوف لقوله - صلى الله عليه وسلم - :( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا). وفي لفظ أخر: (فافزعوا إلى الصلاة). فهذا يعم أوقات النهي، وغيرها. ومنها سنة الوضوء، إذا توضأ فإنه يشرع له يصلي ركعتين لصحة الأحاديث عن النبي في ذلك -علية الصلاة والسلام-؛ ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا تطهر أحدكم فأحسن الطهور ثم صلَّى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق على صحته. فهذه الصلوات التي لها أسباب لا مانع من فعله في أوقات النهي، وهي مستثناه ومخصوصة من أدلة النهي. كذلك مستثنى قضاء الفوائت، فلو مثلاً نام عن الظهر والعصر فإنه يصليهما في وقت العصر ولو بعد اصفرار الشمس، وكذلك لو تذكر صلاة عليه بعد العصر صلاها بعد العصر، أو تذكرها بعد الصبح صلاها بعد الصبح؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (من نام عن الصلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك). فهذه مستثناة أيضاً من النهي. والله ولي التوفيق. 
 
2- هل صحيح أنه يجب على المرأة ألا تصلي الظهر يوم الجمعة إلا إذا خرج الرجال من المسجد؟
ليس بصحيح، وقتها وقت والظهر، فإذا زالت الشمس فإنها تصلي الظهر ولو أن الرجال لم يصلوا الجمعة. فالمهم دخول الوقت، فإن الواجب في حق المرأة هو الظهر وهكذا المريض الذي ما يحضر الجمعة في بيته فإنه يصلي ظهراً إذا زالت الشمس ولو لم يصلي الرجال الجمعة، فإن بعض الخطباء قد يطول في الخطبة وقد يتأخر في صلاة الجمعة، فلا يلزم أن يتأخر المريض أو المرأة في بيتها، لا، متى دخل الوقت صلى المريض وصلت المرأة في بيتها ولو لم يصلوا صلاة الجمعة.   
 
3- هل يجوز التصفيق لحاجة أثناء الصلاة؟
نعم سنة في حق النساء، التصفيق سنة في حق النساء إذا حدث حادث. أما الرجال فلهم التسبيح يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (من نابه شيء في صلاته فليسبح الرجال ولتصفق النساء). هكذا السنة. 
 
4- هل يجوز أيضاً تأخير الصلاة لخوف وعدم قدرة على الوضوء؟
تأخيرها عن وقتها لا يجوز، لكن عن أول الوقت لا بأس، وهكذا المريض لا بأس يأخر الظهر إلى العصر والمغرب إلى العشاء، والمسافر كذلك أما تأخيرها عن الوقت فلا يجوز لا للمريض ولا لغيره، لكن المريض له الجمع من الظهر إلى العصر والمغرب و العشاء وهكذا المسافر فإذا أخر المريض الظهر مع العصر أو المسافر الظهر مع العصر فلا حرج، ولكن ليس لهما أن يؤخراها إلى أن تصفر الشمس، وليس لهما أن يؤخرا العشاء إلى بعد نصف الليل. بل الواجب أن يصليا الصلاة في وقت إحداهما وإذا كان يخاف فإنه يصلي على حسب حاله وعلى حسب قدرته، فالخوف يختلف إذا كان مثل الخوف من خروجه من بيته إلى المسجد يصلي في البيت فإذا كان الخوف من صلاته واقفاً صلى قاعداً وإن كان الخوف صلاته قاعداً صلى على جنب، فالخوف يختلف، ولا يضيع الوقت. 
 
5- هل من الأفضل تأخير صلاة العشاء؟ وكم يكون مقدار هذا التأخير؟
نعم الأفضل إذا لم يكن هناك حرج فالتأخير إلى ثلث الليل، ولا بأس أن يؤخر إلى قبيل نصف الليل ولا يؤخر عن نصف الليل، فإن نهاية الوقت نصف الليل، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (ووقت العشاء ما لم ينتصف الليل، إلى نصف الليل). فإذا أخر إلى ثلث الليل مثل المرأة في بيتها مثل الجماعة في قرية أو في محل اختاورا التأخير ولا مشقة عليهم فلا بأس أن يؤخروا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخر ذات ليلة حتى قرب النصف وبعض الرواية إلى ثلث الليل قال :(إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي). فالحاصل إذا اتفق أهل القرية أو جماعة مسافرون أو أهل البيت مرضى والنساء فيأخروها وأن هذا لا مشقة عليهم فيه فهو أفضل، تأخيرها عن أول وقتها إلى وسط وقتها أو إلى ثلث الليل أو إلى قبيل النصف هو أفضل؛ كما قاله النبي -عليه الصلاة والسلام-. لكن مسايرة الجماعة يرى سماحتكم أنه أفضل؟ نعم إما إذا كان جماعة..... أمر الجماعة وعدم المشقة عليهم مع المساجد صلى في أول وقتها. وكان يستحب أن يأخرالعشاء -عليه الصلاة والسلام- فيؤخر بعض الشيء حتى يتلاحقوا ثم يصلي بهم ولا يشق عليهم بالتأخير الطويل، متى تجمعوا، وكان عليه الصلاة والسلام رءاهم اجتمعوا عجل وإذا رءاهم أبطوا أخر. يراعيهم في العشاء؛ لأن الناس قد تكون لهم حاجات بين العشائين، قد يكون عندهم ضيوف، وقد يكون لهم أشياء، فينبغي لإمام القرية وإمام المسجد أن يلاحظ حول جماعته فإذا رءاهم اجتمعوا عجل لهم ولا يشق عليهم وأذا رءاهم تأخروا أخر مراعاة لأحوالهم، عملاً بسنته -عليه الصلاة والسلام-. 
 
6- هل يصح في صلاة التراويح في رمضان ألا نقف، وإذا جاء الإمام وهم بالركوع أكبر، ثم أقرأ الفاتحة وأركع مع الإمام؟ مع العلم أنني أفعل ذلك لعدم مقدرتي على القيام طول الركعة؛ لأنني أشعر بالتعب جداً؟
لا حرج في ذلك لأن التراويح نافلة، سواء كان في العشرين الأول أو العشر الأخيرة كلها نافلة، والعشر الأخيرة يسميها الناس قياماً ويسمون الصلاة للعشر الأول يسمونها تراويح، وكلها تسمى قيام، كلها تسمى قيام رمضان، وهي نافلة، فإذا صلى الأنسان قاعداً فلا حرج، ويكون له نصف الأجر، وإذا عجز وصار كبير السن أو ضعيف يشق عليه القيام وصلى قاعداً فلا بأس، وإن جلس حتى يمضي بعض القراءة ثم يقوم فيقرأ واقف ثم يركع مع الإمام، فلا بأس، الأمر واسع بحمد لله، لكن الأفضل أنه يقوم حتى يقرأ القراءة وهو واقف إذا تيسر فإن جلس حتى يقرب الركوع وقرأ وهو جالس ثم إذا كبر الإمام قام و ركع فلا بأس بهذا، والحمد لله. 
 
7- هل أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي وحي من الله؟
نعم، أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحيٌ من الله؛ يقول الله - عز وجل - : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [(1) سورة النجم]. هذا قسم من الله بالنجم، والله يقسم بخلقه بما يشاء - سبحانه وتعالى -؛ كما قال الله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ [(2) سورة الطور[. وقال: وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ [(1) سورة البروج]. وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ [(1) سورة الطارق]. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [(1) سورة الليل]. كل هذه أقسام من الله، والله - سبحانه وتعالى - يقسم بخلقه بما يشاء؛ لأن في هذه المخلوقات آيات ودلالات على قدرته العظيمة، وأنه هو رب العالمين - سبحانه وتعالى -، يقول جل وعلا: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني محمد - صلى الله عليه وسلم - وَمَا غَوَى [سورة النجم(1)(2)]. الضلال ضد العلم، والغوايه عدم العمل بالعلم، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس بضال وليس بغاوي، بل هو بار راشد، عالم بالحق -عليه الصلاة والسلام- على هدى فهو مهتدي وراشد في أعماله كلها -عليه الصلاة والسلام- ثم قال بعده: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [(3) سورة النجم]. ليس كلامه عن هوى من نفسه، بل عن وحي، ولهذا قال: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [(4) سورة النجم]. إن نافية، والمعنى: ما هو إلا وحي يوحى، أي ما كلامه إلا وحيٌ من الله - عز وجل - فإذا قال كذا، أمر بكذا، ونهى عن كذا، فكله وحي من الله - عز وجل - في نص هذه الآيات الكريمة، وكذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - لما قال له عبد الله بن عمرو هل أكتب يا رسول الله ما تقول؟ قال :( نعم أكتب، فو الذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا حقا). -عليه الصلاة والسلام- أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أنه لا يخبر عن هواه، وعن نفسه، وإنما يخبر ما يوحي الله إليه من الأوامر والنواهي، والتشريع –عليه الصلاة والسلام-. وقد سبق أن الله يقسم بخلقه ما يشاء، ولكن العبد ليس له أن يقسم إلا بربه، ليس للعبد ليس للإنسان إلا أن يحلف إلا بالله وحده، فليس له أن يحلف بأبيه أو بالأمانه أو بالنبي أو بالكعبه أو بشرف فلان أو حياة فلان، وكل هذا لا يجوز، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت). ويقول عليه الصلاة السلام : (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تلحفوا بالله إلا وأنتم صادقون). ويقول عليه الصلاة والسلام : (من حلف بشيء من الله فقد أشرك) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر - رضي الله عنه- . قال العلماء: الشرك هنا شرك أصغر، الحلف بغير الله من الشرك الأصغر، وقد يكون أكبر إذا قام قلبه تعظيم المخلوق، مثل عظمة الله، أو أنه يجوز يعبد مع الله أو نحو هذا صار شركا أكبر – نعوذ بالله-. فالحاصل والخلاصة أنه ليس للعبد أن يحلف بالمخلوقات، وإنما يحلف بالله وحده، أما ربنا - سبحانه وتعالى - فله يقسم من الخلق ما يشاء لا أحد يتحجر عليه - سبحانه وتعالى -. 
 
8- هل هناك كتب تتحدث عن الملائكة؟ أرجو إعلامي بأيسرها حصولاً وفهماً، جزاكم الله خيراً؟
أعظمها وأحسنها وأصدقها كتاب الله، ففيه البيان الكثير عن الملائكة وأعمالهم -عليهم الصلاة والسلام-، ثم الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صحيح البخاري عقد للملائكة باباً مستقلاً في كتاب الصحيح وهكذا صحيح مسلم وهكذا السنن كلها فيها جملة أحاديث عن الملائكة وأخبار الملائكة -عليهم الصلاة والسلام-، ثم كتب أهل العلم فيما يتعلق بالملائكة وفي سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أحسن ذلك صحيح البخاري وصحيح مسلم ثم السنن الأربع فيما يتعلق بالملائكة، ثم ما كتب أهل العلم ومن أحسن ذلك: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم - رحمه الله تعالى -، فإنه ذكر عن الملائكة ما يكفي ويشفي - رحمه الله تعالى-. 
 
9- هل تجب المضمضة على المتوضي المحتفظ بوضوئه إذا أكل أو شرب شيئاً ما؟
ما تجب، لكن يستحب إذا كان فيه دسم، أو في شيء له رائحة يتمضمض حتى تزول الرائحة الكريهة، أو يزيل الدسم الذي قد يؤذيه ويشغله والنبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأحيان لما شرب لبناً تمضمض وقال: (إن له دسما). فالمضمضة مستحبة إذا دعت الحاجة إليها.  
 
10- أنا طالبة في الثانوية العامة أؤيد هذا البرنامج المشرق بالنور بالعلم والمعرفة، نشكر الله أولاً ثم نشكر أصحاب الفضيلة العلماء والقائمين على هذا البرنامج الساطع الطيب المفيد، أنا - كما قلت - طالبة في الثانوية العامة متزوجة ولله الحمد، وعمري ثمان عشرة سنة، وسعيدة جداً مع زوجي وفي عيشة طيبة، وأختي الكبيرة عمرها ثلاثون سنة ولم تتزوج إلى الآن؛ لأنها قدمت الدراسة على الزواج، فكبر سنها ولم يردها أحد؛ لأن عمرها تعدى الشباب، الشاب لا يريدها وهي لا تريد الشيوخ، أي الكبار في السن، وهي الآن نادمة على تفريطها في شبابها، وهي الآن تقف معي وتهمس في أذن كل طالبة في الكلية أو الجامعة أو الثانوية أو الكفاءة أو محو الأمية، وتقول: لا تتركن الدراسة ولكن تزوجن وأنتن تدرسن لكي لا تندمن إذا فات شبابكن، أيها الفتيات الطيبات، وتجلسن في بيوت أهلكن بدون أزواج، إلى صديقاتي وزميلاتي وأخواتي في جميع مدارس الفتيات بالمملكة العربية السعودية أهدي إليكن سلامي وتحياتي، وأرفع هذه الرسالة إلى سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز كي يرفدها بما يستطيع، جزاه الله خيراً؟
نعم أؤيد ماذكرته البنت الطالبه، وأؤيد أيضاً ماذكرته أختها، ولا شك أن الزواج أمر مطلوب، وينبغي للفتيات وينبغي أيضاً للشباب من الرجال المسارعة إليه يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء). والحمد لله أختك وإن كانت بلغت الثلاثين فهي لا تزال شابه ولا تزال فتاة، وأسأل الله أن يسهل لها الزوج الصالح الطيب، وأن يثيبها على ما قصدت من طلب علم وحرص على العلم وطلب العلم وأبشرها أن الله سيسهل لها أن الله من الرجال الصالحين والشباب الطيبين مايحصل به إن شاء الله الخير في دنياها وآخرتها، ولكني مع ذلك أنصح جميع الفتيات أن يبادرن إلى الزواج ولا يمنع ذلك وجودهن في الدراسة، فلا مانع من الجمع بين الدراسة وبين الزواج، ولو فرضنا أن الزوج لا يرغب أن تستمر في الدراسة فإنها تقطع الدراسة والحمد لله يكفيها ما أخذت من العلم وفي إمكانها المذاكرة والمطالعة في كتب العلم وتستفيد، أما تأخير الزواج إلى الإنتهاء من الدراسة الجامعية فهذا قد يسبب ترك الزواج وعدم الزواج، فأنا أنصح جميع الفتيات أن يبادرن بالزواج، وألا يؤخرن ذلك إلى النهاية من الدراسة الجامعية، بل يبادرن فإن تيسر لهن إكمال الدراسة مع الزوج فالحمدلله، و إلا فالزواج مقدم ولو لم تكمل الدراسة وفي إمكانها بعد ذلك أن تطالع وتستفيد وتذاكر، وربما أن حصل لها زوج صالح متخرج جامعي أو فوق الجامعي فيفيدها وينفعها أيضاً ويجبر ما حصل من النقص، فأكرر وأكرر وأهيب بالفتيات بالمسارعة إلى الزواج، وهكذا الشباب من الرجال أهيب بالجميع المبادرة إلى الزواج وألا يؤجلوا ذلك إلى نهاية الدراسة الجامعية فإن الإنسان لا يدري ماذا بقى من عمره، ولا يدري ماذا يكون بعد ذلك، فالبدار البدار بالزواج هو المطلوب. 
 
11- في صلاة الجمعة بعد الأذان يضعون شريط كاست في مسجل ليقرأ القرآن وبصوت عالٍ، بحيث يسمع جميع أهل الحي، وينصت الناس الذين في هذا المسجد إلى هذا القرآن إلى أن يحين موعد الأذان الثاني، مع العلم ألا أحد يقرأ القرآن بنفسه، هل هذا العمل جائز أو لا؟
إذا كان أهل المسجد متفقين على ذلك فلا بأس، إذا اتفقوا على أن يقرأ واحد منهم و يستمعون له أو في شريط ويستمعون له لأن أكثرهم عوام ويرغبون أن يسمعوا هذا القاريء فهذا كله لا بأس به، كما لو جعلوا أحدهم يقرأ وهم يستمعون أما أن يفعل ذلك إختياراً في المسجد فلا؛ لأن فيهم من يريد الصلاة حتى يخرج الإمام وفيهم من يحب أن يقرأ في نفسه فلا أرى أن هذا مناسب إلا بإختيارهم و مشاورتهم وإذا كانوا محصورين أو جماعة قليلة ووافقوا على هذا فلا بأس أن يقرأ واحد وهم يستمعون، أو من شريط بصوت حسن وقراءة فلا بأس بذلك إذا كانت الجماعة معدودين وراضين بهذا الشيء وموافقين عليه، و إلا فالذي ينبغي ترك الناس، وعدم جعل شريط يسمعهم القراءة، ولا أن يجهر أحداً على أحد، بل كل واحد يقرأ فيما بينه وبين نفسه بقراءة لا تشغل من حوله ولا تؤذي على من حوله ولا تشوش على من حوله، كل يقرأ في نفسه ما تيسر، وكذلك من يصلي فهي تشوش بقراءة من حوله إذا كان يخفضها فإن بعض الناس قد يصلي إلى دخول الإمام أو إلى قرب دخول الإمام فوجود من يقرأ رافع الصوت يشوش على القارئين وعلى المصلين، والله المستعان. 
 
12- هل تجوز الصلاة على من مات وعليه دين؟ وهل تجوز الصلاة على من مات وكتب في وصيته أن يُعطى بعض أولاده مالاً أكثر من البعض الآخر، أي من التركة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
نعم، يصلى على من مات وعليه دين، كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أولاً لا يصلي على من عليه دين حتى يضمن أحد ثم ترك ذلك –عليه الصلاة والسلام- كان يصلي على المدينين مطلقاً، وهكذا من مات وقد جار في وصيته أو فعل معصية فإن هذا لا يمنع الصلاة عليه مادام مسلماً بل يصلى عليه ولا تنفذ وصيته المخالفة للشرع، وهذا إلى القضاة لا ينفذونها إلا برضا بقية الأولاد إذا رضوا أن يعطى واحد منهم أكثر منهم فلا بأس، هذا إليهم، ولكن هذا لا يمنع الصلاة ولكن لا يجوز للمؤمن أن يوصي أو يعطي أحد أولاده أكثر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم). فلو فعل يعني أعطى بعضهم أكثر أو أوصى لبعضهم بأكثر فهذا إليهم إن سمحوا فلا بأس وإلا رفعوا الأمر إلى الحاكم والحاكم ينقض الوصية ويمنع العطية الزائدة عملاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم). وكذلك أصحاب المعاصي المماثلة يصلى عليهم، وإنما تمنع الصلاة على الكافر، أما العاصي فيصلى عليه، ولو عرف أنه عاصي فإنه يصلي عليه، مادام أنه مسلم محكوم بإسلامه، فإنه يصلى عليه، حتى يحكم الحاكم المعروف، أو يعرف أنه مرتد بسب الله أو بسبه دين الله، أو تركه الصلاة، أو غير هذا من موجبات الردة. 
 
13- ما رأيكم في امرأة عمرها حوالي السبعين، تغسل الصبية والأولاد الصغار إذا توفوا؟
نعم، لا بأس إذا كانوا دون السبع فلا بأس أن تغسلهم المرأة، فإذا كان الصبي دون السبع فإنه تغسله المرأة ويغسله الرجل، وهكذا البنت الصغيرة دون السبع يغسلها الرجل والمرأة جميعاً، فإذا بلغ الذكر سبعاً غسله الرجال، وإذا بلغت الجارية سبعاً غسلها النساء، وما دون السبع أمره واسع من الرجال أو النساء

387 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply