حلقة 516: السحر وتأثيره والذهاب إلى الساحر - هل وقوع السحر يخرج عن قدرة الله وإرادته - حكم إنكار السحر - الأحكام الإسلامية ليس فيها أي تشديد على المرأة - قضية المرأة والطبيب - وسم الدابة في وجهها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

16 / 50 محاضرة

حلقة 516: السحر وتأثيره والذهاب إلى الساحر - هل وقوع السحر يخرج عن قدرة الله وإرادته - حكم إنكار السحر - الأحكام الإسلامية ليس فيها أي تشديد على المرأة - قضية المرأة والطبيب - وسم الدابة في وجهها

1- كيف يؤثر السحر على الناس، مع أنه لا يحصل شيء إلا بإذن الله -تعالى-؟ وهل يجوز أن أذهب إلى شيخ لأرى هل من أحد ضرني إذا كنت أشك في ذلك؟ أرجوا الإفادة والتوضيح جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد دل كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -عليه السلام- على أن السحر قد يقع بالنسبة لبعض الناس، وقد يؤثر في المسحور بإذن الله -عز وجل-؛ كما قال الله -سبحانه وتعالى-: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ [البقرة: 102]، فبين -سبحانه- أنهم قد يضرون به؛ لكن بإذن الله، بقضاء الله وقدره، ثم قال بعده: وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ -يعني: .....- مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ[البقرة: 102]، أي باعوا أنفسهم لو كانوا يعلمون، وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ[البقرة: 103]، هذا يدل على خطر السحر وأن صاحبه لا خلاق له عند الله، أي لاحظ له ولا نصيب، وأنه ضد الإيمان وضد التقوى، وأنه كفر كما قال عن الملكين: أنهم يقولان لمن يتعلم: أنه كفر فلا تكفر، وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ يعني للمتعلم إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ، فدل ذلك على أن تعلم السحر وتعليمه والعمل به كفر نسأل الله العافية، وما ذاك إلا لأنه عبادة للشياطين وتقرب إليهم بالذبائح والنذور والدعاء والإستغاثة ونحو ذلك، فلا يكون الساحر ساحراً إلا بتقربه للشياطين والجن وعبادتهم من دون الله -عز وجل-، فقد يقع تأثراً بالمسحور بالبغض إلى زوجته، أو بالبغض لزوجها إذا كانت هي المسحورة، ولهذا قال -سبحانه وتعالى-: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ، بين المرء أي: الرجل، وزوجه أي: زوجته، وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ، أي لا يضر السحرة أحداً إلا بإذن الله، بمشيئته -سبحانه وتعالى-، فدل ذلك على أن مايفعله من ضرر بمشيئة الله ليس من قدرة الساحر، بل الساحر سبب والله -جل وعلا- هو مقدر الأمور -سبحانه وتعالى-، هو الذي قضاها بحكمته وقدره السابق -سبحانه وتعالى-، وكل ما في الوجود هو بمشيئة الله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، من كفر وسحر ومعاصي وطاعات كله بقدر الله -سبحانه وتعالى-، وله حكمة بالغة -جل وعلا- كما قال -سبحانه وتعالى-: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا[الحديد: 22]، وقال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[القمر: 49]، فالأمور كلها بيده -سبحانه وتعالى-، ولا يقع منها شيء في هذه الدنيا إلا بمشيئته -سبحانه وتعالى- وقدره السابق، فالطاعات بقدره السابق، والمعاصي بقدره السابق، والعبد له اختيار وله مشيئة يفعل ويختار، ويعرف ما يضره وما ينفعه، فهو مؤاخذ باختياره إذا اختار ما يضره، كما أنه مثاب إذا اختار ما ينفعه من طاعات الله -عز وجل-، ولكنه مع هذا تابع لمشيئة الله كما قال سبحانه: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[التكوير: 29]، قال سبحانه: فَمَن شَاء ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ[المدثر: 56] سبحانه وتعالى. وقد يكون السحر تخييلاً وتزويراً ليس له أثر في بدن الإنسان؛ كما قال -جل وعلا- في قصة موسى وفرعون: قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى[طه: 66]، فهم أوجدوا حبالاً وعصياً أمام الناس فظنها الناس حيات في الأرض، وإنما هي حبال وعصي، ولكن خيل للناس أنها حيات لما فعلوا من التزوير والتضليل على أعينهم بأشياء عرفوها، وأقدرهم الله عليها حتى ظنها المشاهدون حيات، حتى ظن العصي والحبال ظنها المشاهدون حيات وخافوا منها، والحقيقة أنها ليست حيات؛ ولكنها حبال وعصي؛ ولهذا يقول -سبحانه-: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى[طه: 66]، بخلاف يد موسى فإنها حقيقة، وبخلاف عصاه فإنها حقيقة، جعل الله عصاه حية تسعى، ثم أعادها سبحانه سيرتها الأولى -جل وعلا- وهكذا يده جلعها بيضاء ليس فيها مرض ولكنها آية، فأردت بهذا أيها السائل وأيها المستمع أن السحر له حالان: إحداهما: حقيقية، تؤثر في المسحور بمرض، أو قتل، أو بغضاء بينه وبين صاحبه، أو بينه وبين زوجته. والحال الثاني: تخييل وتزوير وليس لها أثر في نفس الإنسان ولكنه يخيل إليه أن زوجته غير زوجته، وأن أخاه غير أخاه، وأن صاحبه غير صاحبه، وهكذا، فيخيل له أشياء تنفره من صاحبه وتنفره من زوجته، أو تنفرها من زوجها، بسبب ما وضعوا هذه الاشياء إلا في ما شوه منظر الزوج أو الزوجة، أو الصاحب، حتى صار غير ....... وقعت البغضاء والتغير والتكدر لما حصل من التزوير والتخييل من الساحر بين هذا، وهذا والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله. وله علاج والحمد لله، الله جعل له علاجاً من القرآن الكريم، فإن الله جعل القرآن شفاء من كل داء، فالقراءة على المسحور من آيات الله، آيات الله التي نزلت في السحر، وآية الكرسي، وقل يأيها الكافرون، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، هذه إذا قرأت على المسحور ودعي له بالعافية ينفعه الله بذلك، أو تقرأ في ماء تنفث في الماء على آية السحر التي في الأعراف، والتي في يونس، والتي في طه، ثم يقرأ معها آية الكرسي، وقل يأيها الكافرون، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، ثم يشرب منها المسحور أو المحبوس عن زوجته ثلاث حسوات ثم يغتسل بالباقي، هذا بإذن الله مجرب في زوال السحر، وزوال الحبس للذي حبس عن زوجته، هذا مجرب وواقع والحمد لله، وهو من الدواء النافع والمجدي النافع بحمد الله. وقد يعرف المسحور من سحره في مسامير يوضع بعضها في بعض، أو في شعر عقد بعضه في بعض، أو خرق، أو ما أشبه ذلك، قد يعرفها المسحور، فإذا عرفها أزالها وبطل السحر والله المستعان ولاحول ولا قوة إلا بالله. والآيات التي تقرأ من سورة الأعراف قوله -تعالى-: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ[الأعراف: 117-119]، ومن سورة يونس: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ[يونس: 79- 82]، وفي سورة طه يقول -سبحانه-: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى[طه: 65- 69]، فهذه الآيات، وآية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، كلها تقرأ في الماء، أو على المسحور، أو المحبوس عن زوجته ويدعى له بالشفاء والعافية، بالدعاء المشهور الذي علمه النبي أصحابه -عليه السلام-: (اللهم رب الناس أذهب الباس واشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) وإذا كررها ثلاثاً كان أحسن؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- كان إذا دعا دعا ثلاثاً، وهكذا الدعاء المشهور الذي رقى به جبرئيل النبي -عليه الصلاة والسلام-: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك) هذا أيضاً ينبغي أن يكررها ثلاثاً كما فعل جبرئيل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه رقاه بهذا، بهذه الرقية العظيمة: (بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك) وإذا دعا معها بدعوات أخرى فلا بأس من الدعوات الطيبة مثل: "اللهم أشفه وعافه، اللهم أزل عنه السوء، اللهم أبرأه من مرضه" دعوات لا بأس كله طيب. المذيع : كون السحر يقع هل يخرج عن قدرة الله وإرادته؟ الشيخ: مثل ما تقدم، كله بمشيئة الله، مثل ما قال -سبحانه-: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ[البقرة: 102]، فالشيء كله بإذن الله وقضائة إذا أراده -سبحانه- وقع، وإذا ما أراده لم يقع، ولو فعل السحرة ما فعلوا، وهناك أشياء ينبغي التحرز منه وغيره، منها وهي التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساءً ثلاث مرات، ويقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ًومساءً، كل هذا من أسباب السلامة من السحر والعين وغير ذلك، كذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وقراءتها عند النوم، وكذلك قراءة قل هوالله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة مرة، وبعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، كل هذا من أسباب العافية من كل سوء بإذن الله -عز وجل-. المذيع: سمعت من بعض طلبة العلم إنكاره للسحر حتى أنه قال: ائتوا بالسحرة ليسحروني إن كانوا صادقين؟ توجيهكم لو سمحتم لا سيما لو كانت هذه العبارة من شخص مشهور وله شعبية لا بأس بها. الشيخ: هذا جهل وغلط، هذه المقالة تصدر عن جهل، فقد سُحر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سحر وعافاه الله من ذلك وشافاه الله -سبحانه وتعالى-، هذا معروف، وقد أجمع المسلمون على أن يقع بإذن الله -سبحانه وتعالى-، لكن بعضه يؤثر على المريض وبعضه بالتخييل كما تقدم .    
 
2- كون السحر يقع هل يخرج عن قدرة الله وإرادته؟
مثل ما تقدم، كله بمشيئة الله، مثل ما قال -سبحانه-: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ[البقرة: 102]، فالشيء كله بإذن الله وقضائة إذا أراده -سبحانه- وقع، وإذا ما أراده لم يقع، ولو فعل السحرة ما فعلوا، وهناك أشياء ينبغي التحرز منه وغيره، منها وهي التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساءً ثلاث مرات، ويقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ًومساءً، كل هذا من أسباب السلامة من السحر والعين وغير ذلك، كذلك قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وقراءتها عند النوم، وكذلك قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة مرة، وبعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، كل هذا من أسباب العافية من كل سوء بإذن الله عز وجل. 
 
3- سمعت من بعض طلبة العلم إنكاره للسحر حتى أنه قال: ائتوا بالسحرة ليسحروني إن كانوا صادقين؟ توجيهكم لو سمحتم لا سيما لو كانت هذه العبارة من شخص مشهور وله شعبية لا بأس بها
هذا جهل وغلط، هذه المقالة تصدر عن جهل، فقد سُحر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سحر وعافاه الله من ذلك وشافاه الله -سبحانه وتعالى-، هذا معروف، وقد أجمع المسلمون على أن يقع بإذن الله -سبحانه وتعالى-، لكن بعضه يؤثر على المريض وبعضه بالتخييل كما تقدم. 
 
4- لماذا الأحكام في الإسلام على المرأة مشددة، ومع ذلك فإن أكثر أهل النار من النساء؟
ليست الأحكام مشددة في حقها وغير التشديد، بل هي مسامحة في أشياء، المرأة مسامحة في أشياء: إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم حتى تطهر، وإذا طهرت بقي عليها الصوم فقط والصلاة تسقط عنها، والعقيقة لا يجب لها إلا واحدة وعن الذكر ثنتين في العقيقة، أين التشديد؟ .....، وديتها خمسون هذا من التسامح وليس من التشديد، وديتها نصف دية الرجل خمسون من الإبل هذا من التسامح وليس من التشديد، وغير مأمورة أيضاً بطاعة زوجها، والإستقامة على طاعة ربها -سبحانه وتعالى-، والبقاء في البيت، والبعد عن ما حرم الله عليها، كل هذا من تسهيل الله عليها وتيسيره، ما كلفها بأشياء تؤذيها وتضرها، ما كلفها بأن تخرج تعمل مع الرجال، تنفق على زوجها، الزوج ينفق عليها، هذه من خدمة زوجها لها ومن إكرام الله لها، فالله يسر عليها ولم يشدد -سبحانه وتعالى-، بل يسر عليها وأكرمها، وجعل الزوج هو الذي يخدم ويعمل ويكدح وينفق عليها ويقوم بحاجاتها، وهي تقوم بالبيت وحال البيت وحال الأولاد، وتهيء الشيء للزوج من طعام وغيره، فهي في الحقيقة مخدومة وخادمة: تخدم زوجها في حدود طاقاتها وما شرع الله لها، والزوج يخدمها في تعب كبير، يذهب ويكدح ويعمل ويخاطر لطلب الرزق حتى ينفق عليها وعلى أولادها. أما كون النساء أكثر أهل النار كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد بين النبي ذلك في خطبة جامعة: (يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقالت إمرأة: ولم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير -يعني الزوج- لو أحسن إلى إحداكن الدهر ثم رأت منه شيئاً قالت ما رأيت منك خيراً قط)، هذه العبارة هذه الأكثر وهذا مشاهد نعرفه، وهذا يعرفه الناس، أن المرأة إذا رأت من زوجها مايكدرها نسيت إحسانه الأول، وقالت: أنت الذي فيك والذي فيك ولارأيت منك كذا ولا رأيت منك كذا إلا من هداها الله منهن، واللعن والكذب فيهن كثير، والسب للأزواج وللأولاد وللناس، ولذلك قال: (تكثرن اللعن)، يعني الشتم والسب والكلام السيء، اللعن يطلق على الكلام السيء ولو ما فيه لعن الله فلان، كما قال الله في القرآن: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ[الاسراء: 60]، مذومة في القرآن ذمها الله وعابها، قال: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ[الدخان: 43-45] فذمها وسمى هذا لعناً، فالذم للشيء وسبه بالكلام الذي ماهو زين، مثل: أخزاه الله، مثل: ما فيه خير، مثل: فلان بخيل، مثل: فلان جبان، كل هذا يسمى سب، ولو ما قال لعنه الله، يسمى سب، فالمقصود أنهن يكثرن اللعن، أي يكثرن الكلام السيء، والأذى مع الزوج ومع الأولاد، وربما فعلت ذلك مع الأقارب ومع الجيران، والغالب أن هذا للجهل وقلة الدين وضعفه، ولكن فيهن خيِّرات طيِّبات، بعضهن خير من الذكور في دينها وإيمانها، إنما عبر النبي عن الأكثرية: (رأيتكن أكثر أهل النار)، فالمراد به الأكثرية، وفيهن من الطيبات ومن الأخلاق ما فيهن، ولكن جنس الرجال جملة أفضل وأكثر خيراً. المذيع: الواقع سماحة الشيخ أعداء الإسلام كثيراً ما يركزون على الأحكام التي هي في حق المرأة، ويصيغونها وفق اتجاههم، ووفق أفكارهم، ووفق عداءهم للإسلام؟ فما نصيحتكم لو تكرمتم؟ الشيخ: نصيحتي للمرأة أن تتق الله، وأن تدرس الدين، وأن تعتني بالقرآن الكريم دراسة وتلاوة وتدبراً وتعقلاً وعملاً بما فيه، وهكذا السنة سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تعتني بالأحاديث ..... من كلام أهل العلم المعروفين أهل الإستقامة حتى تعرف الحقيقة، وأنها مكرمة في الإسلام، وليست مهانة وأنها معززة, وأن الرجال في خدمتها: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء[النساء: 34]، إيش معنى قوَّامون أي: يخدومون النساء ويقومون بحاجات النساء ويكرمون النساء ويسعون جاهدين في ما ينفع النساء وفيما يصونهن ويحميهن من ذئاب الرجال، ومن شر الرجال، فهن مكرمات مصونات، فالإسلام كرمهن وأحسن إليهن وصانهن، وقال -سبحانه-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[الأحزاب: 33]، فالله -سبحانه وتعالى- أكرمهن، وقرن في بيوتكن، يعني: أمكثن في بيوتكن، للبعد عن الشر والفتنة، لكن إذا خرجت لحاجتها مع التستر وعدم التبرج إلى بيت أهلها إلى بيت زوجها إلى جيرانها بإذن زوجها فلا حرج في ذلك، لكن خروج من غير حاجة ما ينبغي، لأنها عرضة للفتنة، فلزومها بيتها خير لها وأصلح إلا من حاجة تخرج إليها؛ ولهذا قال -سبحانه-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[الأحزاب: 33]، والتبرج إظهار المحاسن والمفاتن في الشعور والوجه والصدر وأشباه ذلك، وكذلك إسماع الخلخال، والآلات التي تفتن الناس، وإظهار الحلي كل هذه أشياء تفتن الرجال وتسبب الشر، فالمقصود من التبرج هو أظهار المحاسن والمفاتن من المرأة التي لو رءآها الرجل أو سمعها فتن بها، وقال -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53]، فبين أن هذا أطهر للجميع وأسلم للجميع، فهل بعد هذا إكرام؟! وقال -سبحانه وتعالى-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنََّ.... الآية[النور: 31]، وما ذلك إلا لأن إبداء الزينة للأجانب فيه خطر عظيم ولو أنه أخو الزوج ولو أنه زوج الأخت، قد يفتن بها زوج أختها، وقد يفتن بها أخو زوجها وتقع الفاحشة والكارثة، وكل هذا مجرب معروف، فينبغي للمرأة أن تعقل إكرام الله لها وإحسانه إليها، وأنه إنما أمر بما أمر صيانة لها وإحساناً لها وإكراماً لها وإبعاداً للفتنة عن الجميع، والله -سبحانه- ولي التوفيق . 
 
5- الواقع سماحة الشيخ أعداء الإسلام كثيراً ما يركزون على الأحكام التي هي في حق المرأة، ويصيغونها وفق اتجاههم، ووفق أفكارهم، ووفق عداءهم للإسلام؟ فما نصيحتكم لو تكرمتم؟
نصيحتي للمرأة أن تتق الله، وأن تدرس الدين، وأن تعتني بالقرآن الكريم دراسة وتلاوة وتدبراً وتعقلاً وعملاً بما فيه، وهكذا السنة سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تعتني بالأحاديث ..... من كلام أهل العلم المعروفين أهل الإستقامة حتى تعرف الحقيقة، وأنها مكرمة في الإسلام، وليست مهانة وأنها معززة, وأن الرجال في خدمتها: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء[النساء: 34]، إيش معنى قوَّامون أي: يخدومون النساء ويقومون بحاجات النساء ويكرمون النساء ويسعون جاهدين في ما ينفع النساء وفيما يصونهن ويحميهن من ذئاب الرجال، ومن شر الرجال، فهن مكرمات مصونات، فالإسلام كرمهن وأحسن إليهن وصانهن، وقال -سبحانه-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا[الأحزاب: 33]، فالله -سبحانه وتعالى- أكرمهن، وقرن في بيوتكن، يعني: أمكثن في بيوتكن، للبعد عن الشر والفتنة، لكن إذا خرجت لحاجتها مع التستر وعدم التبرج إلى بيت أهلها إلى بيت زوجها إلى جيرانها بإذن زوجها فلا حرج في ذلك، لكن خروج من غير حاجة ما ينبغي، لأنها عرضة للفتنة، فلزومها بيتها خير لها وأصلح إلا من حاجة تخرج إليها؛ ولهذا قال -سبحانه-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[الأحزاب: 33]، والتبرج إظهار المحاسن والمفاتن في الشعور والوجه والصدر وأشباه ذلك، وكذلك إسماع الخلخال، والآلات التي تفتن الناس، وإظهار الحلي كل هذه أشياء تفتن الرجال وتسبب الشر، فالمقصود من التبرج هو أظهار المحاسن والمفاتن من المرأة التي لو رءآها الرجل أو سمعها فتن بها، وقال -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53]، فبين أن هذا أطهر للجميع وأسلم للجميع، فهل بعد هذا إكرام؟! وقال -سبحانه وتعالى-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنََّ.... الآية[النور: 31]، وما ذلك إلا لأن إبداء الزينة للأجانب فيه خطر عظيم ولو أنه أخو الزوج ولو أنه زوج الأخت، قد يفتن بها زوج أختها، وقد يفتن بها أخو زوجها وتقع الفاحشة والكارثة، وكل هذا مجرب معروف، فينبغي للمرأة أن تعقل إكرام الله لها وإحسانه إليها، وأنه إنما أمر بما أمر صيانة لها وإحساناً لها وإكراماً لها وإبعاداً للفتنة عن الجميع، والله سبحانه ولي التوفيق. 
 
6- يسأل عن قضية المرأة والطبيب، وهي القضية التي طالما عرضناها في هذا البرنامج، توجيهكم في هذه الحلقة سماحة الشيخ لو تكرمتم؟
سبق أن أمرنا أن قلنا، أن الواجب على المرأة أن تجتهد حتى يكون علاجها عند الطبيبة عند الطبيبات من النساء؛ لأن ذلك أسلم إذا وجدن فإذا لم يوجد طبيبات ودعت الحاجة إلى الطبيب فلا بأس في ذلك عند الحاجة؛ لكن لا يخلو بها، يجب أن يكون معها زوجها أو أمها أو أختها أو من يوثق به من نسائها، أو على الأقل الممرضة التي يوثق بها أذا ما تيسر غيرها، أما الخلوة فلا تجوز أبداً بالطبيب، لا بد يكون معها ثالث حذراً من الفتنة، وإذا تيسر أن تكون عند طبيبة فهذا هو أولى، والواجب على الدولة وفقها الله، وعلى أصحاب المستشفيات الخاصة أن يعتنوا بهذا الأمر، وأن يعدوا للشيء عدته فيعدوا للنساء طبيبات، ويعدوا للرجال أطباء هذا هو الواجب على الجميع حسب الطاقة والإمكان، وعند الضرورة الحال غير الحال، عند الضرورة الرجل يطب المرأة والمرأة تطب الرجل عند الحاجة، إذا لم يتيسر تخصيص من يكفي لهؤلاء وهؤلاء، وهذا أمر معلوم في الشريعة، إذا جاءت الضرورة حل أن يلمس الرجل الطبيب محل المرض في رجلها في ظهرها في رأسها ينظر إليه يلمس إذا دعت الحاجة إلى محل المرض، ويضع عليه العلاج، كل هذا للضرورة والحاجة لا بأس. 
 
7- شركات الفحص الدوري للسيارات بالدمام ترفق بشهادة الفحص الدوري صورة لإحدى الراقصات الشهيرات، وتضطرك للصق هذه الصورة على العربة، فما موقفي أنا من هذا، ولا أعرف الداعي إلى ذلك؟
هذا لم أسمع به إلا هذه المرة، لم أسمع بهذا الكلام إلا الآن، وهذا لا يجوز، لا يجوز لأصحاب الفحص، ولا يجوز لك أن تقبل منهم هذا، لأن هذه صور فاتنه، فالواجب أن يدعوها وإذا كان ذلك واقع كما قلته فاكتب لنا، أو لسمو وزير الداخلية، أو لرئيس الهيئة، أو لمن تراه...... لبلادك، ونحو ذلك حتى يتوسطوا لدى المسؤلين في إزالة هذا الشيء، والمسؤولون جزماً لا يرضون بهذا، وهم والحمد لله ممن يدعوا إلى الخير والهدى والصلاح. 
 
8- إنني أقرضت رجلاً مبلغاً من النقود، ثم تبين لي أنه سيدفع لي المبلغ الذي في ذمته لي من الزكاة التي سيحصل عليها، مع أنه غير مستحق لها، وهو يعلم ذلك، ويعرف أحكام الزكاة على وجه التفصيل، وهو يأخذها سراً، هل يجوز لي أن أظفر بحقي الذي في ذمته مما يحصل عليه من مال الزكاة؟ وهل يلحقني إثم بذلك، أم الإثم مقصور عليه وحده؟ أرجو إفادتي جزاكم الله خيراً.
إذا كنت تعلم أنه ليس أهلاً للزكاة، إذا كنت تعلم هذا على بصيرة، وتعلم أن المال الذي دفعه إليك من الزكاة فلا تأخذه، لا تعنه على الإثم والعدوان، ..... الشرطين إذا كنت تعلم أنه ليس من أهل الزكاة وأنه غني بتجارته أو بمرتبه الذي يكفيه وعلمت أيضاً أن هذا المال الذي دفعه إليك أنه مما أخذه من الزكاة فلا تأخذه، أما إذا كنت لا تعلم فليس عليك التفتيش خذ ما أعطاك من المال وأمره إلى الله -سبحانه وتعالى-. 
 
9-   لدي إبل كثيرة تفضل الله بها عليَّ، وهذه الإبل موروثة من أجدادنا وآباء أجدادنا، ومن عادات البادية أن يسموا حلالهم بوسم مُميز، يعرف كلٌ حلاله، وكان وسم إبلي على الخد من الناقة، وقد سمعت من بعض طلبة العلم أن الوسم على الوجة حرام، كيف أتصرف؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأنه يتعذر وضعه في مكان آخر
الوسم على الوجه لا يجوز، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك ولعن من فعله، فلا يجوز الوسم في الوجه لا في الإبل ولا في البقر ولا في الغنم ولا في بني آدم، لا يجوز ولو أنه من أرضكم ومن عادتكم، يجب أن تغير العادة تبعاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- وطاعته، وليس لكم أن تخالفوا السنة من أجل عادة الآباء والأجداد، ففي إمكانكم أن تضعوا الوسم في الرقبة أو في الأذن أو في الفخذ وتعلنوا هذا في الصحف وفي الإذاعة وبين الناس أنكم غيرتم وسمكم، وأن وسمكم الأول كان كذا فغيرتموه طاعة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويشيع بين الناس ويعرف بين الناس، ولا في هذا محذور كما يذيع الناس عن حاجاتهم التي يريدونها، فالحاصل أن هذا ليس بعذر، ولا يجوز لكم الوسم في الوجه ولو كان عادة قديمة، وعليكم أن تغيروا هذه العادة وتعلنوها للناس من طريق الإذاعة أو من طريق الصحافة أو غير ذلك.  
 
10- إننا نجتمع كل ليلة جمعة ما بين المغرب والعشاء في مذاكرة، نتذاكر نعم الله علينا، ونتذاكر أمور الدين، وعادة نختم المجلس بالدعاء، ونرفع أيدينا للدعاء، فهل ذلك جائز؟ علماً أننا لا نقصد بأن ليلة الجمعة فيها فضيلة على سائر الليالي، إنما هي الليلة التي نكون متفرغين فيها من مشاغل الدنيا، نرجوا إفادتنا مأجورين جزاكم الله خيراً.
ما بلغ لي في هذا شيء، والدعاء مطلوب ورفع اليدين من أسباب الإجابة، ولعله في هذا شيئاً، لكن لو فيه تارة وتارة ولا يكون عادة مطردة لكان هذا أسلم؛ لأن هذا لم يبلغني عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابة إذا اجتمعوا، ورد في أسناد ضعيف رواه الترمذي بإسناد ضعيف أنه كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من مجلسه دعا ولم يذكر فيه رفع اليدين، فإذا فعل الإنسان هذ بعض الأحيان ولم يرفع اليدين إلا بعض الأحيان يكون هذا أسلم، فرفع اليدين من أسباب الإجابه، ولم يبلغني أنه كان -عليه الصلاة والسلام- دعوا ورفعوا أيديهم لم يبلغني هذا بصفة مستمرة، وقد يقع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان يدعوا ويرفع يديه في عروض بعض الحاجات أوفي بعض الأشخاص أو في بعض القبائل، إنه عروض يوجب ذلك كان يرفع يديه -عليه الصلاة والسلام- لكن جعل هذا عادة مستمرة في كل مجلس أو في مجلسات الفلانية، الذي يغلب على ظني والذي يقرب عندي أن تركه أولى وأن لا يكون مستمراً بل يكون تارة وتارة.

560 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply