حلقة 518: لبس المرأة للأبيض - صحة حديث الضعيف أمير الركب - صلاة المرأة مع الجماعة في التراويح - هل الرؤيا توجب شيئا أو تحرمه - متى يجب على المرأة صيام رمضان - من استيقظ بعد طلوع الشمس هل يصلي الفجر سرا أم جهرا

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

18 / 50 محاضرة

حلقة 518: لبس المرأة للأبيض - صحة حديث الضعيف أمير الركب - صلاة المرأة مع الجماعة في التراويح - هل الرؤيا توجب شيئا أو تحرمه - متى يجب على المرأة صيام رمضان - من استيقظ بعد طلوع الشمس هل يصلي الفجر سرا أم جهرا

1- هل صحيح أن لبس المرأة للثوب الأبيض محرم، أو أن فيه تشبهاً بالرجال أو النساء الكافرات؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن أهتدى بهداه، أما بعد: فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- التحذير من التشبه من النساء بالرجال، ...... الرجال بالنساء هذا أمر معلوم في الشريعة قد لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)، كما أنه -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التشبه بأعداء الله الكفرة، وقال: (من تشبه بقوم فهو منهم)، والثوب الأبيض إذا كان على الطريقة الذي يلبسها النساء في تفصيله وخياطته ومظهره لا يكون تشبهاً بالرجال، وأما إذا كان على طريقة ليس فيها ما يميزها عن الرجال فإنه لا ينبغي لبس الأبيض، بل ينبغي البعد عنه حتى لا تكون متشبهة بالرجال، وفي كل حال ترك الأبيض أولى لما فيه من البعد عن التشبه بالرجال؛ لأن من عادة الرجال في الغالب لبس الأبيض، والإكثار من لبس الأبيض، فترك المرأة له ابتعاداً عن التشبه بالرجال يكون أحسن وأحوط، لكن لو كان على طريقة خاصة في تفصيلة وفي خياطته وفي أكمامه وفي جيبه وفي كل شيء خاص بالنساء ليس فيه تشبه بالرجال لم يلحق بالرجال ولم يكن فيه تشبه بالرجال، وهكذا ثوب الرجل له الميزة الخاصة وكيفيته الخاصة في جيبه وفي خياطته وتفصيله ونحو ذلك لا يكون فيه تشبه بالنساء، لكن إذا بعد الرجل عن التشبه بالمرأة وبعدت المرأة عن التشبه بالرجل كان ذلك....... من ذلك اللباس الذي قد يلتبس، وأن لا تكون ميزة واضحة. إذاً ليست العبرة باللون فقط. العبرة بالكيفية، ولهذا يلبس الرجال والنساء والأحمر والأسود والأخضر والأزرق يلبسونه جميعاً لكن المهم أن تكون الكيفية غير الكيفية، كيفية لباس المرأة غير كيفية لباس الرجل. 
 
2- أرجو من سماحتكم بيان ما إذا كان هذا الحديث صحيح أم لا، قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الضعيف أمير الركب)، إذا كان هذا حديثاً صحيحاً فأرجو شرحه؟
لا أعلم لهذا أصل، لا أعلم لهذا أصلاً، وما أظنه إلا موضوعاً. 
 
3- هل يصح للمرأة أن تصلي التراويح في بيتها، وذلك بأن تقرأ القرآن عن طريق سماعها إياه من الراديو، لا أن تتابع الإمام في كل شيء، إنما فقط لقراءة القرآن في صلاتها؟
صلاة المرأة في بيتها أفضل في جميع الأحوال: الفرض والنفل، في رمضان وغيره، لكن إذا صلت مع الرجال؛ لأنه أنشط لها في التراويح مثلاً، أو في بعض الفرائض لتسمع الفائدة والعلم مع الحجاب والتستر والبعد عن أسباب الفتنة هذا كله لا بأس به، وقد كان جماعة من النساء يصلين مع النبي -صلى الله عليه وسلم- الفرائض وهن متحجبات ومتسترات، يسمعن الفائدة ويسمعن العلم، ويرجعن إلى بيوتهن في غاية من التستر والبعد عن الفتنة، وهكذا رمضان إذا صلت في بيتها ونشطت لفعل ذلك، فذلك أفضل لها، وإن صلت مع الرجال لتسمع القرآن ولتنشط على العبادة، وتسمع الفائدة عند قيام الإمام أو غيره بالموعظة فهذا كله طيب بشرط أن تكون حريصة على البعد عن أسباب الفتنة: من الطيب ....... الرجال ومن إظهار الزينة والمحاسن والتبرج، فإذا كانت بعيدة عن هذه الأمور متحسرة متحجبة بعيدة عن أسباب الفتنة فلا حرج عليها من الصلاة في المسجد لهذه الفوائد وهذه المصالح. 
 
4- إذا رأى الشخص في منامه من يأمره بفعل شيء، وهو شيء غير منكر، كأن تؤمر المرأة بأن تغطي إحدى عينيها إذا كانت تلبس البرقع، هل يجب عليها الإتباع وفعل ما رأت؟
المرائي شيئاً لا توجب شيئاً ولا تحرم شيئاً، المرائي في المنام لا توجب شيئاً ولا تحرم شيئاً، لا في الليل ولا في النهار، ولكن تعرض على ما جاء به الشرع، فما كان منها موافق للشرع فهي تزيد المؤمن تأكيداً، فإذا رأت مثلاً أنها تؤمر بالحجاب وتؤمر بالمحافظة على الصلاة وطاعة الزوج بالمعروف والإحسان إلى أولادها والإحسان في تربيتهم وأشباه ذلك فهذا خير، ........ فلتحمد الله على ذلك، وتسأل الله العون على الخير، وتخبر بهذا من تحب من أخواتها في الله ومن أهلها. وإن رأت في منامها من ينكر عليها المنكر ويقول لها: دعي هذا، احذري الزنا، احذري ما حرم الله عليك من الخيانة، احذري التبرج بين الرجال، فكذلك تحمد الله على هذا، فهذا يعينها على الخير، وقد أمرها بما أمرها به الله ورسوله. وتارة تجد من يأمرها بالفساد يحسن لها الفواحش هذا من الشيطان، ومن نواب الشيطان، فلتحذر ذلك، وبهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: (الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يحب فليحمد الله، وليحدث به من يحب، وإذا رأى ما يكره، فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحد)، فأفاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الصحيح أن الإنسان قد يرى ما يحب، وقد يرى ما يكره، فإن رأى ما يحب من تبشيره بخير وأمره بخير فيحمد الله، وليحدث بذلك من يحب من أهله وأقاربه. أما إن رأى ما يكره في نومه بأن يرى من يأمره بالشر ويدعوه إلى الشر أو يرأى أنه يحترق أو يرى أن يتهدد بالقتل أو يرى أنه بحالة سيئة هذا كله من الشيطان، فلا ينبغي له أن يغتم من ذلك، بل ينبغي له أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويتعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، وإن قام فصلى فحسن كما جاء في بعض الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة، فإذا قام صلى ركعتين أو كثر من ذلك فهذا حسن. والمقصود من هذا كله أن الرؤيا ....... تارة تكون طيبة فهي بشرى للمؤمن، وإعانة المؤمن على الخير، وفرحة للمؤمن، فليحمد الله عليها وليخبر بها من رأى من أحبابه. وتارة تكون رؤيا مكروهة فيها أمر بالشر أو فيها وعيد بالشر أو فيها أنه يحترق أو يغرق أو ما أشبهه مما يؤذيه ويكدره فهذه الرؤيا ينبغي أن يعلم أنها من الشيطان، وأن لا يغتم منها، بل يبادر بالتعوذ بالله من الشيطان كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ينفث عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من الشيطان، أعوذ بالله من الشيطان من شر ما رأيت ثم ينقلب على جنيه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحد)، وإن قام فصلى فحسن. 
 
5- متى يجب على المرأة أن تصوم شهر رمضان؟
يجب عليها مثل الرجل إذا بلغت الحلم كالرجل، إذا بلغ الرجال والنساء الحلم وجب عليهم الصوم، وكلاهما يبلغ بثلاثة أمور: ........ سنة هذا واحد إذا كمل كل واحد خمسة عشر سنة صار مكلفاً، يجب عليه الصيام والصلاة، الثاني: بإنزال المني بالاحتلام وغيره، إذا أنزل المني باحتلام أو بتفكير أو ملامسة أنزل المني صار مكلفاً سواء كان رجلاً أو امرأة، الثالث: نبات الشعر الخشن، الشعرة، يسمونه العانة، ويسمونه الشعرة حول الفرج، حول القبل، فهذا الشعرة التي هي الشعر الخشن هذه من علامات البلوغ، بخلاف الشعر اليسير الضيعف الأملس ..... هذا ليس بشيء، الشعر القوي الخشن الذي يظهر حول الفرج، حول القبل، للمرأة أو للرجل، هذا يقال له: الشعرة، ويقال له: العانة، فإذا ظهر وأتضح فهذه من أمارات البلوغ، كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في قصة قريظة لما نزلوا على حكم سعد: أن يقتل من بلغ منهم، وأن يستبقى من لم يبلغ، وكانوا يعرفون البالغ بالعانة، شعر العانة، يكشفون عن عانته فإذا وجدوه قد أنبت فهو بالغاً، الرابع في حق المرأة خاص: وهو الحيض، من حاضت ولو أنها بنت إحدى عشر أو اثننا عشرة أو ثلاثة عشرة أو عشر، إذا حاضت جاءتها الدورة الشهرية فهي بهذا تكون مكلفة، ويلزمها الصوم. 
 
6-  إذا استيقظ المسلم من النوم بعد طلوع الشمس فهل يصلي الفجر سراً أم جهراً؟
يصليها جهراً، والواجب على المؤمن أن يحذر التكاسل والتساهل في تأخير الصلاة، ويجب عليه أن يتعاطى الأسباب التي تعينه على أدائها في وقتها مع المسلمين في مساجد الله، من إيجاد الساعة المنبهه حتى تستيقظ بأسبابها، أو بالتكليف من يرى من أهله بإيقاظه، الناس الذين لهم نشاط ولهم عادة يقومون حتى ينبهوه، مع العناية بالتبكير وهو النوم مبكر حتى لا يثقل عن صلاة الفجر، ولا يجوز أبداً أن يتساهل في هذا حتى لا يصلي إلا إذا قام للعمل، فهذا منكر عظيم، وإن تعمده الإنسان صار عرضة للكفر، لأن جمعا من أهل العلم يقولون: من تركها ولو واحدة كفر، ومن يتعمد تركها -صلاة الفجر- يكفر عند جمعا من أهل العلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ....... تركها دائماً ولو ترك بعض الأوقات، وهكذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب على كل مؤمن وعلى كل مؤمنة خوف الله ومراقبته، وأن يهتم بالصلاة فإنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، والله يقول -سبحانه-: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [البقرة: 238]، ويقول -سبحانه-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة: 43]، فالواجب على كل مسلم أن يهتم بهذا الأمر، بالليل والنهار، صلاة الفجر وغيرها، ولا يجوز أن يتساهل كالمنافقين. وإذا غلبه النوم وقام بعد طلوع الفجر بعد طلوع الشمس صلاها لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن الصلاة أو نسي فليصليها حين يذكرها لا كفارة لها إلا ذلك)، ويصليها كما يصليها في وقتها يصليها بالجهر، يقرأ جهراً كما يصليها في وقتها، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاتته صلاة الفجر في بعض مغازيه وبعض أسفاره في عدة مرات، وناموا عنها، فصلوها كما كانوا يصلونها في وقتها، صلى بهم بأذان وإقامة، وصلى بهم جهراً -عليه الصلاة والسلام-، فهكذا من نام عنها وغلبه النوم، يصليها بعد اسيقاظه جهراً، ويصلي سنتها قبلها ركعتين، ثم يصلي الفجر، ولكن المهم أن يعتني باليقظة في وقت الصلاة، كثير من الناس اليوم هداهم الله يتساهلون عن الفجر، وكثير منهم فيما بلغنا لا يقوم لها إلا إذا قام لعمله، وهذا منكر عظيم وفساد كبير وتعرض للردة عن الإسلام، فالواجب العناية بهذا الأمر، أن يهتم المسلم والمسلمة لهذه الصلاة التي هي عمود الإسلام، وأن يجتهد في أسباب استيقاظه حتى يؤديها في وقتها، فالرجل يؤديها مع المسلمين في المساجد، والمرأة تؤديها في وقتها في البيت، أما تأخيرها إلى بعد طلوع الشمس فهذا منكر عظيم لا يجوز، وقد ذهب جمع من أهل العلم أنه من تعمد كفر، وهو قول الصواب، وهو قول الحق، لعموم الأحاديث الدالة على ذلك، فلا ينبغي للؤمن أن يعرض نفسه للكفر بالله والردة عن الإسلام، بتساهله وتعمده الباطل، وقد يسر الله بحمد الله أسباباً تعين على آدائها في الوقت: منها وجود الساعة المنبهة .......، ...... على وقت الصلاة أو قبل الأذان بقليل حتى يقوم على بصيرة يتوضأ على مهل، أو قبل الأذان بوقت حتى يوقظ أهل البيت، وعليه أيضاً أن يتعاهد التبكير في نومه، حتى لا يغلبه النوم ولا يسمع صوت المنبه، فإنه إذا نام متأخراً قد يغلبه النوم حتى لا يسمع صوت الساعة، فالواجب الحذر من التساهل، والواجب العناية بالأسباب، وإذا كان له في البيت من يعينه على ذلك أوصاه بذلك حتى يوقظه، حتى يتعاهده، لأن الله -سبحانه- يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة: 2]، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) نسأل الله للجيمع الهداية. 
 
7- أيهما أفضل لمن سبق له الحج والعمرة أن يتصدق بتكاليف العمرة، أو أن يقوم بأدائها؟
الأفضل الأداء، أداء العمرة والحج لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، لكن إذا رأى أن في الصدقة بنفقة الحج والعمرة إحسان إلى الفقراء شدية حاجتهم أو أقارب قد اشتدت حاجتهم، أو مشروع خيري يقيمه بهذه النفقة، ........ بهذا الخير العظيم، ولا نقول: إنه أفضل لكن له فيه خير عظيم، وهكذا لو قال: إنه يوسع للناس بسبب كثرة الحجيج، وأراد بذلك أن يوسع للحجيج، وألا يزاحمهم عند كثرتهم، وهو قد حج مرة أو مرات، وقصد بهذا نفع المسلمين والتيسير على المسلمين، فإن ....... هذا خير عظيم. أما الحكم بأنه أفضل فهذا محل نظر، لكنه فيه خير عظيم، وله فضل كبير في هذا نرجوا له في ذلك أن يعينه على الخير، وهكذا العمرة، العمرة ليس فيها زحمة في الغالب، فإذا اعتمر فهو خير له، لأن وقت العمر........ الحمد لله، فكونه يؤدي العمرة بإخلاص وصدق والرغبة فيما عند الله، وأن يطوف بالبيت العتيق، ويصلي بالمسجد الحرام فهذا خير عظيم يقدم على النفقة، وجود العمرة أفضل من الصدقة ونفقتها......... 
 
8- إن عملي في الاتحاد السوفيتي، ونظام العمل لا يسمح لي بصلاة الجمعة؛ لأني أعمل حتى الساعة الثانية عصراً، ولا أستطيع الخروج من العمل للصلاة، فماذا أعمل؟ أفيدوني أفادكم الله.
أولاً الواجب عليك الخروج من هذه الدولة؛ لأن وجودك فيها خطير على دينك وأخلاقك، فالواجب عليك أن تغادرها وتذهب إلى بلاد المسلمين إلى بلادك أو غيرها من بلاد المسلمين التي تستطيع فيها إظهار دينك، وإقامة دينك، وأداء الصلاة في أوقاتها مع إخوانك، فالجلوس في بلاد الشيوعين خطر عظيم، فالواجب عليك الحذر والبدار بالخروج إلى بلاد المسلمين، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين)، ونصيحتي لكل مسلم بين المشركين في أي بلاد سواء كان في بلاد شيوعية أو يهودية أو نصرانية أو غير ذلك أن يبتعد عن الخلطة مع المشركين، والإقامة بين أظهرهم، إلا أن يكون من أهل العلم ممن يدعوا إلى الله، ويعلم الناس الخير، وتكون إقامته فيها مصلحة للمسلمين، ....... إلى الخير مع كونه لا يخشى على نفسه في ذلك فهذا خير عظيم، وله فضل في نشر الدعوة، وإلا فليحذر فينتقل إلى إخوانه المسلمين، وأن يكون مع المسلمين في بلدانهم وقراهم، حتى يشاركهم الخير ويعينهم عليه وعلى ترك الشر. أما مادمت في الحال الذي قلت، ما دمت في هذا العمل وأنت لا تستطيع يقول عز وجل لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[البقرة: 286]، ويقول -سبحانه-: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، وصل الظهر في محل عملك، صلي ظهراً في محل علمك حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً وتستطيع الخروج إلى الجمعة. أما إن كان المانع نقص الدراهم كونه يخصم عليك بعض الشيء، هذا ليس بعذر، فعليك أن تخرج وتصلي الجمعة ولو خصموا عليك بعض الدراهم، ولو خصموا عليك شيء من الرواتب الأخرى إن كانت رواتب أخرى غير المعاش، فالحاصل أنه إذا كان المانع أنه إذا كان يخصم من المرتب أو في أمور دنياك، فليس هذا بعذر، أخرج وصلي مع الجماعة صلاة الجماعة صلاة الجمعة، وأبشر بالخير والخلاف العظيم، لما قد يحصل لك من النقص، ولا تتساهل في هذا الأمر من أجل المادة، أما إذا كان عجزك من أجل قوة أنهم يمنعونك بالقوة، فأنت معذور والحمد لله، وصلي ظهراً واجتهد في الخروج من هذا البلد إلى بلد تستطيع فيه إقامة دينك. والله المستعان. 
 
9- رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول المرسل: (م. م. م)، وعمره ثلاثة وعشرون عاماً، وسوداني مقيم في المملكة، أخونا له جمع من الأسئلة من بينها سؤال يقول: إنه دخل المملكة ويُقيم فيها بإقامة مزورة، ويسأل عن حكم كسبه والحال ما ذكر؟
الإقامة المزورة على كل حال منكر لا يجوز فعل ذلك، الواجب عليه هذا الإقامة المزورة ويسافر إلى بلدة حتى يأتي بإقامة صحيحة سليمة أما كسبه الذي كسبه في هذه الإقامة فهو محل نظر ولا أدري والله أعلم عندي فيه شك والله أعلم. إذاً تنصحونه أولاً بتجديد الإقامة. أن يقيم بطريقة رسمية حتى يسلم من الإثم وحتى يكون كسبه طيباً سليماً.

846 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply