حلقة 519: كيفية الإخلاص - الوساوس في العبادات - ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة - الصلاة على النبي يوم الجمعة - سورة الكهف يوم الجمعة - كيف يبدأ العبد دعاءه وكيف يختمه - كيف يمارس الإنسان أعمال القلوب - صلاة التسبيح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

19 / 50 محاضرة

حلقة 519: كيفية الإخلاص - الوساوس في العبادات - ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة - الصلاة على النبي يوم الجمعة - سورة الكهف يوم الجمعة - كيف يبدأ العبد دعاءه وكيف يختمه - كيف يمارس الإنسان أعمال القلوب - صلاة التسبيح

1- ما الطريق الصحيح لإخلاص العمل لله -عز وجل-, وكيف يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن أهتدى بهداه، أما بعد: فالطريق لذلك لإخلاص العمل هو الإقبال على الله، وإحضار القلب بين يديه، وإن كان العمل تريد وجهه تريد النجاة من النار، تريد رحمته وإحسانه، سواء كان العمل صلاةً أو صوماً أو صدقة أوحجاً أو عمره أوغير ذلك. هذا هو الإخلاص أن تقصد وجه ربك، تريد التقرب إليه، تريد رحمته، تريد قبوله منك، تريد النجاة من النار، تريد الفوز بالجنة، لا تفعله رياء ولا سمعة، ولكن تفعله تريد وجه الله، تريد دار الآخرة، تريد النجاة، تريد براءة الذمة، هكذا المؤمن، الواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يكون عمله لله، وأن يقصد بهذا العمل وجه ربه، والقربة لديه، لعله يرضى عنه، ولعله يتقبله منه.  
 
2- تذكر بأنها فتاة تعيش في عذاب شديد, وتحس بأنها في ضياع تام, وأن الأرض -تقول- ضاقت بي بما رحبت, وأنا حائرة جداً؛ لأن عندي وساوس في الصلاة, يكثر هذا، وتكثر الأوهام والخيالات الباطلة, يراود عقلي وقلبي وساوس تخرج الإنسان من الملة وتوقعه في الشرك, ولكنني لأجل ذلك كثرت عندي الوساوس والأوهام وأحس بأن أعمالي باطلة, وصيامي وصلاتي كلها مردودة, فيصاحبني أحزان كثيرة, وتضايقني جداً, وأكره العيش في الحياة, وفي نفس الوقت أخاف من المولى -عز وجل-, ماذا أقول له، الوسواس كلها خطيرة لا أستطيع أن أنطق بها ولا أبوح بها لأحد؛ لأنها كما قلت تخرج من الملة, حصل هذا عندي منذ أكثر من ثلاث سنوات, ويكثر عندي في شهر رمضان المبارك, فوجهوني -يا سماحة الشيخ- وانصحونني بهذا، مأجورين.
الواجب عليك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم إذا حضر شيء من هذا، والإقبال على العبادة، وإكثار من ذكر الله –عز وجل-، وأنت تقولي عند الوساوس: آمنت بالله ورسله، أمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أمر النبي الصحابه -رضي الله عنهم- لما سألوه عما يقع لهم من الوساوس العظيمة قال لهم قولوا: (آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، الواجب عليك هكذا أن تقولي: آمنت بالله ورسله، وأن تستمري في أعمالك الطيبة، وأن ........ الوسواس، وتقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتبني على أن علمك تم، صلاتك صحيحة ووضوئك صحيح ولا تعيدي شيئاً، بل تعملي بظنك بذلك والحمد لله، مع التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومع القول: آمنت بالله ورسوله، آمنت بالله ورسوله، والإعراض عن هذه الوساوس، والتعوذ بالله من الشيطان.  
 
3- قرأت في كتاب العبارات التالية وأريد من سماحتكم بيان صحة ذلك، العبارة: واختُلِف في هذه الساعة -يعني: في ساعة الاستجابة في يوم الجمعة- ففي ....... مسلم من حديث أبي موسى أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة, وفي حديث آخر هي ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن تقضى الصلاة, وفي حديث جابر بأنها في آخر ساعة بعد العصر, وفي حديث أنس قال: التمسوها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس, وقال أبو بكر الأثرم: لا تخلو هذه الأحاديث من وجهين, إما أن يكون بعضها أصح من بعض, وإما أن تكون هذه الساعة تنتقل في الأوقات كتنقل ليلة القدر في ليالي العشر, هل صحيح -يا سماحة الشيخ- أن هذه الساعة تنتقل في الأوقات، وكذلك ليلة القدر تنتقل في ليالي العشر؟
نعم ليلة القدر تتنقل في ليالي العشر من الحادي والعشرين إلى الثلاثين ترجى في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أأكد، وهكذا ساعة الجمعة ترجى فيما بين الجلوس على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، وبعد العصر إلى غروب الشمس، كلها مظنةً لهذه الساعة كما جاءت بها أحاديث، فيستحب للمؤمن أن يتحراها هذه الأوقات، يدعو في هذه الأوقات، بين جلوس الإمام على المنبر يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة، في سجوده أو بين الخطبتين وقبل الدخول في الصلاة، يدعوا بما تيسر من الدعوات الطيبة، وفي آخر الصلاة قبل أن يسلم، وهكذا بعد العصر يجلس في مصلاه ينتظر الصلاة؛ لأن من جالس ينتظر الصلاة فهو في صلاة، فإذا جلس وصلى ينتظر صلاة المغرب، ودعا ربه آخر نهار الجمعة ترجى له الإجابة.  
 
4- قرأت في هذا الكتاب أن المرء لا بد أن يكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم الجمعة, فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من صلى عليّ في يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة)، فهل هذا الحديث صحيح؟
لا أعرف له أصلاً، لكن الحديث الصحيح: (إن خير أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه)، قيل: يا رسول الله: كيف نصلي عليك وقد أرمت، يعني بليت، قال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، فيستحب الإكثار من الصلاة على النبي والسلام يوم الجمعة، هذا مشروع، وفي كل وقت، لكن في يوم الجمعة بوجه أخص يستحب الإكثار من الصلاة عليه، والسلام عليه، ويستحب ذلك في جميع الأوقات -عليه الصلاة والسلام-، لأن الله قال: -جل وعلا-: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب: 56]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا). 
 
5- ورد هذا الحديث عن قراءتها في يوم الجمعة, ومن قرأها يوم الجمعة غفر الله له ما بينها وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام, ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه, بعثه الله تعالى -أي: الليل- شاء, قالوا: بلى يا رسول الله! قال: سورة الكهف, ما المقصود بـ: (شاء)، هل هو الله تبارك وتعالى؟
الحديث ضعيف، وإنما يروى عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقرؤون الكهف يوم الجمعة، فإذا قرأ يوم الجمعة فحسن إن شاء الله، يستحب قراءتها لفعل بعض الصحابة ويعضد ذلك بعض الأحاديث الضعيفة كهذا الحديث. 
 
6- كيف يبدأ المسلم دعاءه لله -عز وجل-, وكيف يختمه, وما هو اسم الله الأعظم؟
يبدأ الدعاء بحمد الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعوا سواء كان في آخر الصلاة قبل أن يسلم، أو في السجود أو في أوقات أخرى، يبدأ فيحمد ربه ويثني عليه، ثم يصلي على النبي، ثم يدعوا بما أحب من خير الدنيا والآخر، كما علم النبي أمته ذلك -عليه الصلاة والسلام-. 
 
7- كثيراً ما أبحث عن شيء يبين لي كيف أمارس أعمال القلوب على الوجه الصحيح؛ لأنني كثيراً ما أخطئ فيها, فقرأت كتب للشيخ ابن القيم -رحمه الله- ولكنها صعبة علي, فهل من إرشاد وتوجيه من سماحة الشيخ عبد العزيز؟
نعم، نوصيك بالإقبال على العبادة بقلبك، آخر النهار وأول النهار، وفي آخر الليل، وفي صلاوتك، يكون قلبك حاضراً في الدعاء وفي القراءة وفي الصلاة وأبشر بالخير، إذا أحضرت قلبك في صلاتك في ذكرك لله -جل وعلا-، في آخر النهار قبل صلاة المغرب، أو في أول النهار قبل صلاة الفجر، أو قبل طلوع الشمس، تذكر الله وتقرأ القرآن بقلبٍ حاضر كل هذا فيه خير عظيم، وفيه فضل كبير، وهكذا في جوف الليل وفي آخر الليل إذا صليت وأنت تحضر قلبك ترجوا ثواب ربك تلح بالدعاء، وتصلي وتقرأ، كل هذا فيه خير عظيم.  
 
8- روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس: يا عماه! ألا أعطيك؟ ألا أعلمك؟... وذكر الحديث, إلى أن قال: (تصلي أربع ركعات... ) إلى آخره, حيث قال: (فإن لم تفعل ففي عمرك مرة.. )، فهل صلاة التسبيح جائزة، وهل صفتها هي ما ورد في هذا الحديث؟
هذا الحديث ضعيف ليس بصحيح، صلاة التسبيح حديثها ضعيف ولا يعول عليه ولا يعمل به، بل هو حديث ضعيف في سنده ومخالف متنه للأحاديث الصحيحة، فلا يعول عليه، ولا يعمل به، كما صرح الحفاظ بذلك -رحمة الله عليهم-: كأبي زرعة الرازي، وأبي حاتم الرازي وغيرهم، أوضح الأئمة الحفاظ أنه غير صحيح وأنه باطل. 
 
9- هل يجوز لي أن يختلف وردي اليومي للقرآن عن كل يوم, مثلاً: في يوم أقرأ سورة، وفي يوم آخر سورتان, وفي يوم آخر ربما وجهان, وهكذا, وهل من نسي الورد بأن الله لا يريد أن يسمع صوته؟
الأمر في هذا واسع، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال عبد الله بن عمرو كان عبد الله يختم القرآن كل يوم قال له النبي: (اقرأه في شهر، إن لنفسك عليك حقاً، ولزوجك عليك حقاً، ولضيفك عليك حقاً، فأعطي كل ذي حق حقه)، فالإنسان يقرأ ما تيسر، إذا قرأ في يوم ثمن، وفي يوم ثمنين، وفي يوم آخر جزء، نصف جزء، على حسب التيسير، ليس في هذا شيء محدود، يقرأ ما تيسر له صفحة صفحتين ثلاث أربع نصف جزء كامل حسب التيسير، ولكنه لا يغفل ولو ختم في الشهر مرة أو الشهرين مرة كله لا بأس به، والحمد لله. 
 
10- تذكر بأنها امرأة حجت منذ أعوام, وبعد أيام وأثناء الطواف جاءتها الدورة, ولم تخبر أحداً حتى زوجها, تقول: هي امرأة كبيرة في السن, وتود من سماحتكم الإفادة -وجزاكم الله خيراً- ماذا عليّ أن أفعل؟
إذا كان الطواف نافلة فلا شيء عليها، وإن كان الطواف فريضة طواف عمرة أوحج فريضة طواف الإفاضة طواف العمرة طواف الوداع فهذا عليها ....... طواف الوداع عليها ذبيحة، تذبح بدل طواف الوداع، في مكة للفقراء، توكل من يذبحها للفقراء في مكة، وإن كان طواف الإفاضة أو طواف العمرة لا بد من الرجوع، فإن كانت قد رجعت وأدت حجة أخرى أو عمرة أخرى كفى والحمد لله، فإن كان ما أدت عمره ولا أدت حج فعليها أن ترجع حتى تؤدي العمرة التي حاضت في طوافها، أو ...... الحج التي حاضت في طواف الحج ولو مضى عليها سنون، هي لا تزال عليها الطواف ترجع إلى مكة وتطوف الطواف الذي عليها طواف الحج، وأن كان عمرة عليها أن تأتي تطواف طواف العمرة وتسعى وتقصر، ولو مضى عليها سنون، وإن كانت قد أتاها زوجها ولها زوج عليها تذبح ذبيحة في مكة للفقراء، في طواف العمرة، وهكذا في طواف الحج. وإن كانت في طواف العمرة عليها أن تعيد العمرة، تكمل العمرة هذه ثم تأتي بعمرة جديدة من الميقات التي أحرمت العمرة الأولى منه. 
 
11- شخص أخذ منه عشرة آلاف ريال, ودور السنة يقول: أعطيته مائتين كرتون صابون, تطلع عليه بـ (16.000) ألف ريال, فأفيدونا -سماحة الشيخ- هل في ذلك ربا؟
إذا كان أسلم له عشرة ألآف في كرتونين صابون مع صابون معروف إلى أجل معلوم لا بأس، مثل ما يشتري تمر ورز وغيره، إذا كان الصابون شيء معروف لا يخفى وربطه بالصفة إلى أجل معلوم سنة أو أكثر لا بأس، لاحرج، أذا كان قبض الثمن في المجلس.  
 
12- ما معنى الحديث الغريب، وما معنى الحديث المرسل، وهل يؤخذ بهما؛ لأنني أقرأ حديث في آخره يقول: حديث غريب، أو حديث مرسل؟
الغريب تارة يكون ضعيف، وتارة يكون صحيح، الغريب الذي جاء من طريق واحدة يسمى غريب، فإن كان رجاله ثقات هو صحيح ولو أنه غريب يعمل به، وإن كان في رجال بعض الضعفاء فهو لا يعمل به، يسمى غريب وضعيف جميعاً. والمرسل الذي ما فيه صحابي ورواة التابعين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمى مرسلاً وهو ضعيف لا يحتج به، إلا إذا كان مراسيل إثنين فإكثر تكون من باب الحسن، يعوض بعضها بعضاً، أما مرسل واحد فلا يحتج به ضعيف، كأن يروي الحسن البصري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو سعيد بن جبير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني بعض التابعين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا يسمى مرسل، إذا كان واحد لا يحتج به، وإن كان مرسلان كان الوارد مرسلين أو أكثر يحتج بهما ويكون من باب الحسن. 
 
13- إذا دعا الإنسان في الركوع ناسياً هل يجوز له ذلك؟
لا حرج عليه إذا دعا لا حرج، لكن لا يتعمد ذلك، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء)، فالدعاء يكون في السجود، والركوع يكون فيه تعظيم الرب: (سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم)، (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، هذا هو المشروع في الركوع، وقوله: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)، هذه الدعوة تابعة للتسبيح، فيكثر من التسبيح، أما الدعاء فيكون في السجود محله السجود.   
 
14- شخص لا يخشع في صلاته، هل الصلاة صحيحة، وهل هذا حديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها)؟
نعم، حديث صحيح، (ليس للإنسان من صلاته إلا ماعقل منها) إذا كان يخشع فيها يطمئن الطمأنينة الواجبة صحت، ولكن من كمال ذلك الخشوع الكامل، كما قال -تعالى-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ[المؤمنون: 1-2]، خشوع كاملاً في سجوده وركوعه وبين السجدتين وبعد الركوع، والطمأنينة لا بد منها، كونه يطمئن حتى يرجع كل فقار إلى مكانها هذا لا بد منه ركن، والزيادة على هذا خشوع زائد يكون أفضل وأشمل. أما النقر، كونه ينقرها ولا يطمئن في الركوع ولا في السجود ما تصح، النبي لما رأى إعرابيا يصلي ولم يتم ركوعه ولا سجوده أمره بالإعادة وقال: (صل فإنك لم تصل) أمره أن يعيد الصلاة، أما إذا ركد في ركوعه وسجوده وبين السجدتين وبعد الركوع لكن لم يكن ذلك كثيراً فهذا ترك الأفضل، الأفضل أن يزيد يكمل أن يكون الخشوع على أكمله يزيد في الطمأنينة. 
 
15- امرأة متدينة تقيم الصلوات في أوقاتها ومحافظة على الذكر, لكنها ترفض الزواج والخطاب؛ بحجة التفرغ للعبادة والدعوة إلى الله, مع أنها -تقول-: حصلت على دراسة متقدمة, بماذا يوجهها سماحة الشيخ عبد العزيز حفظه الله؟
ننصحها بالزواج، الزواج فيه خير عظيم ومصالح كبيرة، فنوصيها بالزواج مع الدعوة إلى الله ومع العبادة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ويقول: (تزوجوا الودود الولود)، وهذا يعم الرجال والنساء، يا معشر الشباب يعم الجميع، وينصح الجميع بالزواج لما فيه من العفة والتعاون على البر والتقوى وتيسير الأولاد وتكثير الأمة. 
 
16- سماحة الشيخ: ما كيفية السلام في نهاية الصلاة, هل يقول: السلام عليكم ورحمة الله.. بسرعة عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله.. عن يساره.. ويكون ذلك بسرعة، أم بانتهاء جملة السلام؟
لا، يقول بالهدوء، يسلم بالهدوء: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، طريقتنا عادية، ليس فيها تكلف، هذا السنة، لا سرعة مفرطة ولا طول مفرط، يكون وسط، السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله. أما السلام عليكم ورحمة الله لا يطول لا، أما العجلة كأنه ملحوق، كأنه مطرود لا، وسط. ماحكم زيادة ورحمة الله وبركاته؟ الأفضل ورحمة الله هذا هو المحفوظ في الأدلة، السلام عليكم ورحمة الله. 
 
17- ما موقف المسلم من اختلاف الفتوى، وكيف يأخذ بإحدى الفتوى؟
يتوخى العلماء ينظر أقربهم إلى الخير وأعلمهم بالسنة في إعتقاده وأكثرهم ورع، ويسأل يتحرى إلى من يطمئن إلى فتواه من أهل العلم حتى يحتاط لدينه.  
 
18- ما تفسير هذه الآية الكريمة في قوله -تعالى-: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ[الرحمن:19-21]؟
على ظاهرها الله جعل بين البحر المالح والحلو حاجز بقدرته العظيمة هذا على حده وهذا على حده، لا يختلطان، هذا حلو وهذا مر مالح فضلاً منه -جل وعلا- ورحمة منه لعباده فهذا البحر له حلاوته، وهذا له ملوحته، وكل منهما فيه مصالحه. 
 
19- يقول في حديث روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أنا ابن الذبيحين)، فلماذا سمى نفسه بذلك؟ وهل هذا وارد؟
يروى لكن لا أعرف صحته، الذبيحين إسماعيل وعبد الله، إسماعيل أمر بذبحه ثم عفى الله عنه وفدي بكبش عظيم، وعبد الله يروى أن عبد المطلب نذر أن يذبح أحد أولاده ووقعت القرعة عليه، على عبد الله ففداه بمائة ناقة، ولم يذبحه، وصار ذبيحاً بمعنى أنه قد خيف عليه من الذبح، لكنه لم يذبح بل فدي كما فدي إسماعيل. 
 
20- بالنسبة للصلاة في الطائرة إذا كانت ستقلع قبل الظهر, ما هي أحكام قصر الصلاة في مثل هذه الحالة, هل أصلي الظهر والعصر وأنا في المطار, أم أنتظر حتى أصل؟
إذا كنت في المطار خارج البلد لا بأس أن تصلي الظهر والعصر جمع تقديم إذا صار الوقت قد دخل، مثل مطار الرياض مطار جدة خارج البلد تصلي في المطار تجمع بين الصلاتين ولا بأس والحمد لله إذا كان قد دخل وقت الظهر أو وقت المغرب. 
 
21- متى يبدأ العزاء لأهل الميت, هل هو بعد وفاة الميت مباشرة, أم بعد الدفن؟
يبدأ من حين الموت، تبدأ التعزية من حين الموت قبل الصلاة وقبل الدفن، يعزون من حين يموت الميت، ولو قبل أن يغسل ولو بعد التغسيل، بعد التغسيل بعد الصلاة، ليس لها حد لها، أما بدأها من حين الموت أما النهاية فلا حد لها. 
 
22- السفر للعزاء -سماحة الشيخ- ما رأيكم فيه؟
لا حرج، يسافر إلى بلد يعزي أهل أقاربه لا بأس، أو يصلي على الميت لما بلغه أنه يصلي عليه في الوقت الفلاني لا بأس. 
 
23- ما حكم الصلاة في المسجد الذي ليس فيه قبر, ولكنه بني على قبر, هل تصح الصلاة أم أن ذلك باطل؟
كل المساجد التي تبنى على القبور لا يصلى فيها، الصلاة فيها باطلة إذا كان القبر موجوداً في المسجد، سواء المسجد كان هو الأول أو القبر هو الأول، لكن إذا كان المسجد هو الأول ينبش القبر وينقل إلى القبور، أما إذا كان المسجد هو الأخير بني على القبر يهدم المسجد ولا يبنى على القبور، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، ونهى -صلى الله عليه وسلم- عن تجصيص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه، فالواجب على المسؤولين في أي بلد إذا كان المسجد هو الأخير أن يهدم وتبقى القبور بارزة، ليس لها شيء لا قباب ولا مساجد. أما إذا كانت المساجد قديمة ثم دفن فيها أحد قبر ينبش القبر وينقل إلى مقابر المسلمين ويصلى في المسجد بعد ذلك. 
 
24- أمي نذرت أن تصوم كل سنة شهراً إذا شفى الله أخي الكبير, ولما شفي والحمد لله واصلت والدتي الصيام حتى كبرت في السن, وأصيبت بالسكري؛ لأنها تصوم رجب كامل وشعبان ورمضان, وتصوم الست البيض, الآن هي لا تستطيع أن تصوم الأشهر التي نذرتها, هل عليها كفارة؟
ما عليها شيء، مادام ما تستطيع: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16] لما ما تستطيع عليها كفارة إطعام مسكين عن كل يوم عن الشهر الذي نذرت. 
 
25- الأربع ركعات قبل صلاة العصر هل هي واردة في الحديث؟
نعم مستحبه، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر)، حديث لا بأس به جيد حديث صحيح (رحم الله امرأ صلى أربعاً قبل العصر)، تسليمتين، يسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، وهكذا أربعاً قبل الظهر وهكذا أربعاً بعد الظهر أفضل، وإن اكتفى بعد الظهر بثنتين كفى، ولكن الأفضل أربعاً قبلها وأربعاً بعدها لقوله صلى الله عليه وسلم: (من حافظ على أربعاً قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار). 
 
26- أقوم قبل صلاة الفجر بنصف ساعة، وأصلي في بيتي أربع تسليمات, تسليمتين تسليمتين, وأذهب إلى المسجد وأصلي تسليمتين ركعتي الفجر, هل هذا جائز؟
صل في الليل ما يسر الله لك، ثنتين ثنتين مثنى مثنى، ثم توتر بواحدة وتصلي الراتبه في البيت أو في المسجد ثنتين ثم الفجر، إذا صليتها في المسجد كفت عن تحية المسجد، وإن صليتها في البيت إذا جئت المسجد صلي تحية المسجد ثم تجلس. 
 
27- هل يجوز صيام آخر يوم من شهر شعبان؟
إذا كان لك عادة تصوم الاثنين والخميس وصادف آخر يوم الاثنين أو الخميس تصومه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصم)، من عادته يصوم يوم ويفطر أو يصوم الاثنين والخميس وصادف يوم الصيام يوم الثلاثين من شعبان يصوم لأنه يصوم كعادته، أما يتطوع في بداية رمضان لا منهي عن هذا. 
 
28- في كثير من البيوت أولاد بالغين, والآباء يذهبون إلى المسجد للصلوات وهؤلاء الأولاد البالغين في الصلاة إما نيام أو مشغولين ولا يأمرونهم بالصلاة فهل من كلمة لمثل هؤلاء يا سماحة الشيخ للآباء؟
هذا لا يجوز، فالواجب على الآباء أن يؤمروهم، على آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم الكبار أن يأمروهم ويلزموهم بالصلاة ويضربوهم أيضاً حتى يصلوا مع الناس في المساجد، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) فإذا كان فوق العشر أشد وأشد، فالواجب على الآباء أن يأمروهم وأن يحرضوهم وأن يعاقبوهم أيضاً وهكذا إخوتهم الكبار

532 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply