حلقة 522: نظرية (داروين) تطور الإنسان من قرد إلى إنسان - المقصود بعرش الرحمن - حكم حضور وسماع المولد مجبرا أو إحتراماً - هل كان غالب أحوال النبي البقاء على الوضوء - التوفيق بين (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و(كمل من الرجال كثير) الحديث
22 / 50 محاضرة
1- دائماً أقرأ وأسمع أن الإنسان قد كان قرداً في البداية، ثم مر بمراحل وتحول إلى الإنسان العادي المعروف اليوم، هل هذا من المعقول أم لا، وهل عناصر قرد، أي عناصر تكوين جسمه هي نفس العناصر المكونة لجسم الإنسان؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: هذا القول الذي ذكره السائل قولٌ منكر وباطل ومخالف لكتاب الله -عز وجل- وسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولإجماع سلف الأمة، وقد أشتهر هذا القول للمدعو داروين وهو كاذب فيما قال، بل أصل الإنسان هو من أصله على حاله المعروف، ليس أصله قرداً ولا غير قرد، بل هو إنسان سويٌ عاقلٌ خلقه الله من الطين من التراب، وهو أبونا آدم -عليه الصلاة والسلام-، خلقه الله من تراب؛ كما قال -جل وعلا-: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ[المؤمنون: 12]، وهو مخلوق من هذا التراب خلقه الله على صورته طوله ستون ذراعاً، أي ستون ذراعا في السماء ثم بدأ الخلق ينقص حتى الآن، وهو مخلوق على ........ فأولاده كأبيهم مخلوقون على خلقة أبيهم، لهم أسماع ولهم أبصار ولهم عقول ولهم القامة التي ترونها الآن يمشون على أرجلهم فيتكلمون ويسمعون ويبصرون ويأكلون بأيديهم........ وليسوا على شكل قردة، وليس تكوين قردة، فلهم تكوين خاص يليق بهم، وهكذا كل أمة: القردة أمة مستقلة، والخنازير أمة مستقلة، وهكذا الكلاب والحمير والقطط وهكذا غيرها أمم: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ[الأنعام: 38]، هذه أمم كلها تحشر إلى الله تجمع يوم القيامة، يقتص لبعضها من بعض، ثم يقال لها: كوني ترابا، فتكون ترابا، ما عدا الجن والإنس فلهما شأن آخر، يحاسبون يجزون بأعمالهم، فمن أطاع ربه فإلى الجنة، ومن كفر بربه فإلى النار، أما هذه الحيوانات الأخرى فهي أمم مستقلة، فالقردة أمة مستقلة لها حقيقتها ونشأتها وخصائصها، والخنازير كذلك، والكلاب كذلك، والحُمر كذلك، والإبل كذلك، والبقر كذلك، والغنم، وهكذا أمم لها خلقتها وميزتها التي أنشأها الله عليها –سبحانه- وهو الحكيم العليم، وهو أبصر بدقائق ........ ودقائق تكوينها هو أبصر بهذا وأعلم -سبحانه وتعالى-، لكن يجب يؤمن العبد أن خلق آدم غير خلق القردة، وأن أصل آدم هو أصله الذي هو عليه الآن، وليس أصله قرداً ولا غيره، بل هو إنسان سويٌ على خلقته ....... هو ذو عقلٍ وذو سمعٍ وذو بصر وذو حواس معروفة شمٍ ومسٍ وذوقٍ وغير ذلك مما كونه الله عليه، فقول بأن أصله قردٌ قول منكر قول باطل لو قيل بكفر صاحبه لكان وجيهاً، فالأظهر والله أعلم أن من قاله مع علم له بما جاء به الشرع أنه يكون كافراً لأنه يكذب بالله وبرسوله يكذب بكتاب الله -سبحانه وتعالى-.
2- ما المقصود بعرش الرحمن؟
العرش عند أهل العلم في اللغة العربية هو الكرسي، الكرسي العظيم، كرسي الملك والمراد بعرش الرحمن كرسي عظيم ......... له قوائم وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش -سبحانه وتعالى- كما قال -عز وجل-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى[طـه: 5]، وقال -سبحانه-: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ[يونس: 3]، فهو كرسي عظيم مخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمه وسعته إلا الذي خلقه -سبحانه وتعالى-، وهو كالقبعة على العالم وهو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضاً وهو سقف العالم وليس فوقه شيء سوى الله -سبحانه وتعالى-، هذا هو العرش الكرسي العظيم الذي تعرفه العرب، كما قال في قصة بلقيس: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ[النمل: 23]، فكراسي الملوك يقال لها عروش، لكن عرش لله لا يشابهه شيء من عروش المخلوقين، ولكنه في الجملة يعرف من حيث اللغة، والكرسي العظيم لا يعلم سعته وعظمته وكنهه ومادته إلا الذي خلقه -سبحانه وتعالى-، إلا إذا صح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شيء من ذلك، إذا صح عن الرسول شيء من كنهه فذلك مقدم، فما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الحق، لأنه لا ينطق عن الهوى، ولا يعلم شيئاً صحيحاً معتمداً يبين مادة هذا العرش، لكنه عرش عظيم مخلوق عظيم له حملة من الملائكة كما قال الله -جل وعلا-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ[الحاقة: 17]، يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحلمه أربعة، كما قال أمية بن أبي الصمت في شعره المعروف الذي أنشده ........النبي -صلى الله عليه وسلم- فأقر: رجل وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر، أحدهم هو الرجل، والثاني في صورة ثور، والثالث بصورة نسر، والرابع بصورة أسد. رجلٌ وثورٌ تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليثٌ مرصد هذه المخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش، وجاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه يوم القيامة ثمانية أوعال، وأنهم يحملوا العرش بصورة أوعال، ولهم خلق عظيم وطول عظيم، لكن في إسناده بعض المقال، فنص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كما قال -سبحانه-: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، يومئذٍ يوم القيامة، فدل ذلك على أنه في الدينا أربعة، ويوم القيامة يكون ثمانية، والله المستعان والله أعلم.
3- هل من ذنب عليك إذا استمعت إلى المولد ملزماً أو مجبراً، إحتراماً لأبيك، وإذا كان لا فماذا أعمل؟ أفيدوني أفادكم الله.
الاحتفال بالموالد من البدع التي أحدثها الناس في القرن الرابع الهجري وما بعده، وأول من احتفل جماعة من الرافضة يقال لهم: بنو عبيد القداح، ويقال لهم: الفاطميون، ملكوا مصر في المائة الرابعة وممالك أخرى إلى نهاية المائة السادسة، وهم ظاهرهم ........ والتشيع، وباطنهم الكفر المحض كما قال أبو العباس بن تيمية -رحمه الله- في شأنهم، فهم الذين ابتدعوا هذا المولد واخترعوه واحتفلوا بالموالد، قال جماعة من المؤرخين أنهم أحدثوا خمسة موالد أحدها في الحسين، ثانيهم لفاطمة، ثالثهم لحاكمهم، والرابع إما للحسن وإما لغيره، والخامس للنبي -عليه الصلاة والسلام-، المقصود أنها خمسة منها احتفالهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينبغي للمؤمنين أن يتأسوا بهؤلاء، ثم حدث في الناس بعد ذلك من أحدث هذا المولد واحتفل به في دول كثيرة، فلا ينبغي لأحد أن يتأسى بأحد ممن أحدث البدع، وهكذا ما ذكر عن ......... أنه أحدث ذلك، كل هذا لا يليق بأهل العلم والإيمان أن يتأسوا بمن أحدث البدع ولو كان معروفاً، ولو كان كبيراً كبعض الملوك والأمراء، أو بعض من .......... العلم فإن القاعدة التي يجب الالتزام بها ويجب السير عليها أن ما تنازع فيه الناس وما أحدثه الناس يعرض على كتاب الله وعلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فما وافقهما قبل وما خالفها رُد، كما قال الله -عز وجل- في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[النساء: 59]، قال العلماء -رحمهم الله- الرد إلى الله هو الرد إلى القرآن العظيم، والرد إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو الرد إليه في حياته وإلى سنته بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، مثل آيات أخرى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[الشورى: 10]، فالواجب على أهل الإيمان عند النزاع وعند الاختلاف وعند إحداث البدع أن يرد ما تنازع فيه الناس وما اختلفوا فيه إلى على كتاب ربهم وسنة نبيهم، فما شهدا له بالقبول قبول وما لا فإنه يرد، وقد نظرنا ...... ما وقع الناس فيه من هذه الموالد ودرسنا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسيرة أصحابه؛ فلم نجده -صلى الله عليه وسلم- يحتفل بمولده لا في المدينة ولا في مكة، لا قبل الهجرة ولا بعد الهجرة، لا قبل الفتح ولا بعد الفتح، وهو المبلغ عن الله -عليه الصلاة والسلام-، وهو الأمين على تبليغ الرسالة، وهو أنصح الناس -عليه الصلاة والسلام- وهو أكمل الرسل بلاغاً، وأكملهم إيماناً، فلو كان الإحتفال بالمولد أمراً مشروعاً أو أمراً حسناً، يحصل فيه الأجر لبينه للأمه -عليه الصلاة والسلام-، ولبلغه إياهم، أو فعله بنفسه في حياته ولو مرة، أو أرشد إليه صحابته، أو فعله خلفاءه الراشدون -رضي الله عنهم- أو صحابته المرضيون -رضي الله عنهم-، فلما لم يقع شيء من هذا علمنا أن هذا الإحتفال أمر مبتدع، فالمقتضى هو يعتبر من البدع، فيدخل تحت قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم في صحيحه، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم ومحدثات الأمور....الحديث) وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- من حديث جابر عند مسلم: (إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)، هذا لو سلم من الفتن والبدع الأخرى، لو كان مجرد احتفال .........، فكيف والغالب أنه لا يسلم، الغالب أنه لا يسلم من بدعٍ أخرى، وربما وقع فيه الشرك الأكبر بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به، وطلبه المدد والغوث، وهذا هو الشرك الأكبر، وهذا يقع كثيراً في الموالد التي يحتفل بها الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولغيره، ولا شك أن الموالد التي يعرفها الناس يقع فيها منكرات متنوعة: منها ما تقدم من الإستغاثة بصاحب المولد، وطلبه المدد سواء كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أو غيره، ومنها ما قد يقع من التوسل به أو بجاهه وحقه، وهذا بدعة، ومنها ما يقع من بعضهم أنهم يقومون له، يقولون هذا حضر النبي -صلى الله عليه وسلم- يقومون، وهذا منكر لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يحضر لهم، ولا يخرج من قبره إلا يوم القيامة -عليه الصلاة والسلام-، وقد قال الله –عزوجل-: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ[المؤمنون: 15-16]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (أنا أول من تشق الأرض عنه يوم القيامة)، هو أول من تشق عنه الأرض يوم القيامة، أول من يخرج من القبور يوم القيامة، فقولهم أنه يحضر ويقومون له هذا من المنكر ومن الباطل من التزييف على العامة. والواجب على أهل الإيمان إتباع سنته وتعظيم أمره ونهيه لا يأبه للموالد، ويش الفائدة من الموالد إلا البدع والشر، الله يقول -سبحانه-: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[آل عمران: 31]، ويقول -سبحانه-: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا [الحشر: 7]، ويقول -سبحانه-: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ[النساء: 80]، ويقول -جل وعلا-: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النــور: 56]، ويقول -سبحانه-: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...... الآية[الأحزاب: 21]، فالذي يحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- صادقاً يتبعه، ويستقيم على طريقته في أداء الأوامر وترك النواهي، والوقوف عند حدوده، والدعوة إلى سبيله وإلى سنته والذب عنها، والتحذير من خلافها، هكذا يكون المؤمن هكذا يكون طالب النجاة، هكذا يكون المعظم للرسول -صلى الله عليه وسلم- يعظم سنته ويدعوا إليها، ويستقيم عليها قولاً وعملاً وعقيدة، وينهى الناس عن خلافها وعن الخروج عليها، هكذا المؤمن الصادق، وهكذا العالم الموفق، ....... بالسنة ويدعوا إليها، ويستقيم عليها، ويحافظ عليها، ويمثلها بأخلاقه وأعماله، هكذا الحب للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا الحب لله توحيده وطاعته وخوفه ورجاؤه والشوق إليه والمسارعة إلى مراضيه، والحذر من مناهيه، والوقوف عند حدوده، هكذا يكون المؤمن الصادق في حبه لله ولرسوله. أما إحداث البدع فليست من دلائل الإيمان، ولا من دلائل الصدق، ولكنها من تزيين الشيطان، ومن تلبيسه على الناس، حتى يحدثوا ما لم يأذن به الله، ولهذا قال -سبحانه-: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ[الشورى: 21]، والمحب للرسول -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في اتباع شريعته، واتباع طريقه الذي يعلم الناس سنته وأخلاقه وأعماله، في المدراس وفي المساجد وفي البيوت وفي السفر والحضر وفي الطائرة وفي السيارة وفي القطار وفي كل مكان، هكذا المؤمن الصادق العالم الذي يعتني بالسنة ويعلمها الناس، ويعمل بها، وفيه غُنْيٌ عن إحداث البدع، المسلمون في غنية كاملة عن البدع: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ[الشورى: 21]، ويقول -سبحانه-: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ يخاطب النبي -صلى الله عليه وسلم-: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا[الجاثية: 18-19]، هكذا أمر الله نبيه أن يستقيم على الشريعة التي .......... وهكذا أمته عليهم أن يستقيموا على الشريعة التي جاء بها -عليه الصلاة والسلام-، وعليهم أن يلزموها ...........
4- قال الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[الحجرات:13]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وفاطمة بنت محمد، وخديجة.. الحديث، هل هناك تعارض بين الآية والحديث، وما معنى الكمال في الحديث؟
ليس بين الآية والحديث المذكور ...... تعارض، فالآية تبين لنا أن أكرم الناس عند الله أتقاهم، لا أعظمهم نسباً ولا أكثرهم مالاً، ولا أرفعهم وظيفة، يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[الحجرات: 13]، فأكرم الناس عند الله وأفضلهم عنده أتقاهم له، ومعنى أتقاهم يعني أقومهم بحقه في طاعته -سبحانه- وترك معصيته -جل وعلا-، وهم الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ثم العلماء المستقيمون على طاعة الله وتقواه وهم طبقات، ثم الأكمل فالأكمل والأفضل فالأفضل في طاعة الله -عز وجل-، فالمقصود أن أكمل الناس بعد الرسل هم أتقاهم هم أكمل الناس وأكرم الناس عند الله -عز وجل-، ولما سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أكرم الناس قال: (أتقاهم). أما ....... خديجة وآسيا ومريم بنت عمران وعائشة -كذلك- وفاطمة كل هذا مسلم صحت به السنة وليس فيه تعارض، خديجة -رضي الله عنها- أم المؤمنين وهي أم أكثر أولاد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا فاطمة بنتها -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا مريم بنت عمران أم عيسى -عليه الصلاة والسلام- وهكذا آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون، وهكذا عائشة -رضي الله عنها- كلهم من كمل النساء، والكامل النساء أقل من الكامل الرجال، فالكمل في الرجال كثيرون ومن النساء قليلون، ولهذا بينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث، والكمال بالنظر إلى تقوى الله والقيام بحقه -سبحانه وتعالى-، وقال في عائشة -رضي الله عنها-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)، والثريد هو الخبز واللحم خبز الحنطة واللحم يقال الثريد، وهذا الطعام وهو أفضل الطعام وأنفعه، اللحم والحنطة: البر، والمقصود أن عائشة لها فضل كبير وخديجة كذلك ومريم وآسيا وفاطمة هؤلاء خمس هن أكمل النساء وأفضل النساء، وهن متساويات في الفضل، وقد اختلف العلماء في تفضيل بعضهن على بعض، فيكفينا أنهن أفضل النساء -رضي الله عنهن وأرضاهن ورحمهن-، وكمالهن من جهة تقواهن لله، وقيامهن بحقه، واستقامتهن على دينه. لكن الكمل من الرجال في تقوى الله أكثر لانهم أصبر على التقوى، وهم أعلم بالله في الأغلب، وأكثر اطلاعاً على كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وأكثر اطلاعا على حلقات العلم، وأسفاراً لطلب العلم، فبهذا يغلب على الرجال أن يكون علمهم أكثر من علم النساء، وكمالهم أكثر، بسبب ما حباهم الله من القوة على طلب العلم، والحرص على تحصيله، ولما جبل عليه النساء من الضعف في بعض النواحي، والعجز عن تحصيل العلوم من كل وجه، لما يعتريهن من الحمل والولادة وحاجات البيت وحاجات الزوج وغير ذلك، فالمقصود أن الكمل من الرجال بنص النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من الكمل من النساء، فالكمل من النساء قليلون لأسباب كثيرة، والكمل من الرجال كثيرون، ولا تعارض بين الحديث وبين الآية الكريمة.
5- هل ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث يحدد الوقت الذي كان يتوضأ فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهل ورد حديث يحدد وقت الاغتسال؟
لا أعلم شيئاً في ذلك، لا أعلم أنه ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث يحدد زمان غسله وزمان وضوئه بالدقائق لا أعلم ذلك، لكنه ما كان يتكلف -عليه الصلاة والسلام-، السنة دالة على أنه كان غير متكلف، وغير مسرف -عليه الصلاة والسلام- بل كان يتوضأ في مدة يسيرة، ويغتسل في مدة يسيرة، وليس من جنس أعمال الموسوسين الذين يتنطعون ويتكلفون ويعذبون أنفسهم، بل هو -صلى الله عليه وسلم- في غاية من الكمال في أخلاقه وأعماله، فما كان يتكلف ولا يتنطع لا في غسله ولا في وضوئه -عليه الصلاة والسلام-، وهذا هو الواجب على المؤمن أن يكون بعيدا عن التنطع والتكلف في الوضوء أو الغسل، فليتوضأ في .............. حالة حسنة ليس فيها تنطع، وليس فيها ذكاء فليتوضأ كما كان توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة أو مرتين مرتين أو ثلاثاً ثلاثاً، ولا يزيد على ذلك، وهكذا في الغسل يستنجي ثم يتوضأ وضوء الصلاة في حالة الجنابة ثم يغتسل، يصب الماء على رأسه ثلاث مرات، ثم على بدنه الجانب الأيمن ثم الأيسر، هذا هو المعروف في فعله -عليه الصلاة والسلام-، ولم يكن عنده تكلف ولم يبلغ عنه أنه كان يطيل البقاء في الحمام في هذا الأمر، بل كان -عليه الصلاة والسلام- وسطاً في كل أعماله وأقواله -صلى الله عليه وسلم-.
6- هل كان غالب أحواله - صلى الله عليه وسلم - البقاء على الوضوء -سماحة الشيخ-؟
كان الغالب على أحواله -عليه الصلاة والسلام-، كان يتوضأ لكل صلاة، ثم وكان أكثر صلاته على وضوء واحد، وفي يوم الفتح صلى عدة صلوات بوضوءٍ واحد، فسأله عمر عن ذلك فقال: (عمداً فعلت)، ليعلم الناس أنه لا حرج من الصلوات بوضوء واحد وكان يجمع بين الصلاتين بوضوء في أسفاره -عليه الصلاة والسلام- وفي غيرها. فالحاصل أنه كان لا يتبع في الوضوء الغسل ولا يتنطع وكان ربما صلى الصلوات بوضوء واحد -عليه الصلاة والسلام- والغالب أنه يتوضأ لكل صلاة وربما قضى حاجته ولم يتوضأ كما ثبت في صحيح مسلم أنه خرج في محل لقضاء الحاجة، وقدم له طعام فأتي بماء ليتوضأ، فقال: (فقال أني لا أريد الصلاة، ثم أكل).
572 مشاهدة
-
26 حلقة 526: رد الحق إلى أهله - التصدق بالمال بنية صاحبه - حكم قطع الصلاة عند سماع عن حادث حريق أو غرق - العبرة في زواج البنت رضاها - العنوسة - التعليم أم الزواج - فضل أبي بكر الصديق - الخمينيون من رؤوس الرافضة
-
27 حلقة 527: حديث لا هجرة بعد الفتح - بيان قصة الأعرابي الذي بال في المسجد - أوجه الإنفاق في سبيل الله - محدثات وبدع عند موت الميت - صحبة الجن لبعض الناس - حكم قراءة سورتي الغاشية والأعلى يوم الجمعة
-
28 حلقة 528: حكم التصوير بالفيديو - حكم استقدام الخدم الكفار إلى جزيرة العرب - صلاة الإستخارة - قراءة سورة الملك - تنظيف الطفل ومس فرجه هل ينقض الوضوء؟ - الشك الطارىء بعد انتهاء الصلاة - النية شرط في الوضوء
-
29 حلقة 529: النسخ في القرآن - سجود السهو في النوافل - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - شرح قوله وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا - حكم قراءة القرآن للمحدث حدثاً أصغر - الشهداء في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون
-
30 حلقة 530: بقاء المرأة بلا زواج - وجوب تغطية الوجه - حكم الإسلام في جراحة التجميل - كيفية إخراج الزكاة عن الراتب - زكاة الأرض التي تشترى بنية البيع - مشكلة في قضية الطلاق - كفارة القتل الخطأ - حكم دخول الحمام بالعملة الورقية
-
31 حلقة 531: تطبيب المرأة للرجل - الفصل بين الفريضة والنافلة بمدة نصف ساعة - قطع صلاة النافلة وإجابة الوالدين - طاعة الوالدين - إزالة الصور التي تكون على الملابس - قراءة القرآن من المصحف وهو مضطجع
-
32 حلقة 532: صيام يوم الخامس عشر من شعبان - نصيحة لتقوية الإيمان - حكم قراءة الفاتحة على الميت - صوت الجزمة أو الصندل بالنسبة للمرأة - وضع البيض والزيت والعسل على شعر الرأس ثم غسله في الحمام - حل أكل لحم الأرانب و لو حاضت
-
33 حلقة 533: التسمية على اسم الوالدة - زكاة الذهب المستعمل في الزينة - يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب - حكم كتابة الآيات القرآنية في الصحف والمجلات - سماع الأغاني والملاهي - المرأة التي تطلب أن يكون مهرها القرآن
-
34 حلقة 534: حكم نزع المرأة للحجاب أمام النساء - حكم لبس الفستان الأبيض والطرحة البيضاء ليلة الزواج - ساعة الإجابة في يوم الجمعة - مستقبل العالم الإسلامي من حيث القوة والضعف - عزو الأحاديث إلى مصادرها الأصلية
-
35 حلقة 535: هل المرض يكفر الذنب؟ - هل هناك من يدخل الجنة بغير حساب؟ - لباس المرأة في الإحرام - محاربة الجهل والأمية - وضع الطيور في أقفاص في البيوت وفي الحدائق للزينة - زيارة الأقارب ونساؤهم سافرات
-
36 حلقة 536: وقت تسمية المولود والأحق بتسميته - حكم النقاب - هل الجهل بحكم الذنب يسقط الحد؟ - الرفق بالحيوان وأهمية إطعامه - حكم حقن الحيوانات والطيور قبل بيعها من أجل تسمينها - حكم الصلاة في مسجد وفي قبلته ضريح بينمها فاصل
-
37 حلقة 537: حكم اللعب التي تسمى عرائس - حكم التبني في الإسلام - التحجب أمام أزواج الخالات والعمات - حلف على أمر ما أنه ليس هو فطلع أنه هو فما الحكم؟ - مشائخ الطرق الصوفية - تشييع الجنازة ببعض الأذكار الجماعية
-
38 حلقة 538: حكم تعليق الآيات في البيوت - الجهاد بدون إذن الوالدين - القمار - صرف الزكاة إلى القريب الفقير - أين تضع المرأة يديها أثناء الصلاة؟ - هجر ومقاطعة تارك الصلاة - صلة الوالدين والرفق بهما - أين قبر الحسين بن علي؟
-
39 حلقة 539: التمس زوجة ولودا ودودا - قضاء الدين عن الميت - بيع القرآن وشرائه - ما معنى الأحاديث القدسية - كتاب (قصص الأنبياء) لابن كثير - حكم صلاة ركعتين عند الدخول على الزوجة في أول ليالي الزفاف
-
40 حلقة 540: حكم صلاة الجمعة لمن لا يعرف مدة إقامته - حكم إعادة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة - وقت دفع المهر مسألة عرفية - التعامل بالربا - حكم مشاهدة الأفلام والتمثيليات عبر الفيديو - حكم من سرق من مستودع كان يقوم بحراسته
-
41 حلقة 541: الأخذ من الذبيحة المنذورة - الواجب نصيحة تارك الصلاة - حكم الصلاة على الميت في المقبرة - الذين يسألون الناس لهم ثلاثة أحوال - تحري صلاة الجمعة مع الخطيب المؤثر - الجهاد في سبيل الله - كيفية التوبة
-
42 حلقة 542: خيانة مندوبي المشتروات في فواتير - كيفية الاستعاذة من الشيطان أثناء الصلاة - قصر الصلاة للمسافر مع الأدلة - حكم ذبيحة المرأة - اتخاذ شعبان عادة لذبح الذبائح لوجه الله - حكم شهادة الزور - التساهل في الوفاء بالنذر
-
43 حلقة 543: شرح قوله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والقضاء والقدر - النجاسة لا تنقض الوضوء - الاعتكاف وبعض أحكامه - لباس المرأة في الصلاة - خروج الدم هل يبطل الصوم؟ - عورة المرأة
-
44 حلقة 544: فسخ النكاح الإجباري - لا يشترط في إخراج الزكاة أن تكون في رمضان - حكم من يتوضأ ويشعر وكأن بأن قطرات من الماء تنزل منه - حكم مصافحة الرجل المرأة الأجنبية وهما صائمان - حكم الغش في الإمتحانات - لا يرث القاتل من المقتول
-
45 حلقة 545: البقاء في الحرم بعد طواف الوداع لحاجة - يدفن كل ميت في قبر لوحده إلا للحاجة - الضحية عن الرجل وأهل بيته - حكم بناء القبور بالطوب والأسمنت والحديد - النذر بالمحافظة على فرائض الله - حكم التدخين - المرء مع من أحب
-
46 حلقة 546: شرح الأثر ادرؤا الحدود بالشبهات - نصيحة للمتهاونين بصلاة الجماعة - حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن - تفسير قوله وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ - لم تقض ما أفطرته من رمضان لمدة من السنوات
-
47 حلقة 547: نصيحة للقائم على الأيتام الصغار - حكم منع الإناث من الميراث - لمس فرج الصغير هل ينقض الوضوء؟ - زكاة الأشياء المعدة للتجارة - التيمم في حال فقد الماء - حكم من أتتها الدورة بعد الإفطار وقبل الصلاة
-
48 حلقة 548: كيفية صلاة المريض - تأديب الأولاد - حكم قراءة القرآن لمن به سلس - حكم تأخير قضاء الصيام لسنوات عدة - تخليد الكفار في النار - الحج بدون محرم وحكم التوكيل في رمي الجمرات - حكم شد الرحال لزيارة قبر نبي الله هود
-
49 حلقة 549: حكم شد الرحال لزيارة ما يسمى بقبور الأولياء - حكم التمائم مع الدليل - المريض يفطر وعليه القضاء - الطلاق المعلق - أعذار التخلف صلاة الجماعة - الدعاء بعد التشهد الأول ليس بمشروع لأنه ثابت في غير محله
-
50 حلقة 550: حكم نكاح الشغار - حرمة التعدي على المقابر ووجوب صيانتها - تقتل الجماعة بالواحد - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - العذر بالجهل - حكم الصلاة خلف القبورين - الشهادتان تعصم الدم والمال - لعب الأطفال المجسمة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد