حلقة 525: ترجمة خطبة الجمعة - حكم إسبال الثياب من دون خيلاء - حكم الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت - نصيحة للأزواج - هل العادات والذنوب موروثة - حديث عفّوا تُعف نساءكم - تأثم المرأة إذا لم ترتد الخمار

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 50 محاضرة

حلقة 525: ترجمة خطبة الجمعة - حكم إسبال الثياب من دون خيلاء - حكم الاجتماع لقراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت - نصيحة للأزواج - هل العادات والذنوب موروثة - حديث عفّوا تُعف نساءكم - تأثم المرأة إذا لم ترتد الخمار

1- يوجد بالشركة التي نعمل بها عمال ينطقون بأكثر من عشر لغات، ولا يعلمون اللغة العربية، فهل يجوز خلال خطبة الجمعة أن يوجد من يُترجم الخطبة، يعني يخطب الخطيب لمدة عشر دقائق ثم يليه المترجم، وهكذا؟ أرجو أن توجهونا جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا ريب أن تفهيم الناس مقاصد الخطبة بلغتهم التي يفهمونها أمر مهم ، والحاجة إليه ماسة ، وقد كتبنا في ذلك ما شاء الله مما نرجو أن ينفع الله به الأمة ، والذي نرى في ذلك هو أنه ينبغي للخطيب أنه إذا كان يجيد لغة الحاضرين أن يبين لهم بلغتهم معاني الخطبة ، ومقاصد الخطبة ، حتى تتم الفائدة ، وإذا كان لا يجيد ذلك فلا مانع من وجود مترجم ، يترجم مقاصد الخطبة للحاضرين الذين لا يفهمون اللغة العربية سواء كان ذلك في أثناء الخطبة بعد كل جمل يتكلم بمعانيها بلغتهم ، أو عند نهاية الخطبة يترجم لهم مقاصدها ومعانيها حتى يستفيدوا من ذلك ، وحتى تحصل الفائدة لهم ، كما حصلت لغيرهم من إخوانهم الذين يفهمون لغة الخطيب.  
 
2- إن تقصير الثياب لا يُقصد به إلا دفع الخيلاء، هل ذلك صحيح، وهل من توجيه حول هذا؟ جزاكم الله خيراً؟
الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - عامة، ولا تخص من أراد الخيلاء فقط، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار). رواه البخاري في صحيحه. ولم يقيد ذلك بالكبر. وقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) أخرجه مسلم في صحيحه. وفي حديث جابر بن سليم عنه عليه الصلاة والسلام قال: (إياك والإسبال فإنه من المخيلة). فسمى الإسبال من المخيلة. أما قوله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). هذا لا يقتضي تقييد الأحاديث الأخرى، بل يدل على أن من جره خيلاء يكون إثمه أكثر وأعظم، ولا شك أن التساهل في الإسبال وسيلة للخيلاء، فإن الغالب في الذين يسبلون ملابسهم إنما يحملهم على ذلك التكبر والترفع والتعاظم، وسد الذرائع أمر لازم في الشريعة، وواجب في الشريعة، ولأن في إسبال الثياب إسرافاً، وتعريضاً لها للوسخ والنجاسة، ولهذا جاء عن عمر - رضي الله عنه - أنه رأى شاباً يمس ثوبه الأرض، فقال: ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك، وأنفى لثوبك. أما حديث الصديق - رضي الله عنه - حين قال: يا رسول الله إن إزاري قد يتفلت علي إلا أن أتعاهده، فقال له عليه الصلاة والسلام: (إنك لست بمن يفعله خيلاء). هذا معناه أن الذي ينحسر إزاره بعض الأحيان من غير قصد الخيلاء مع تعاهده له لا يضره ذلك، وليس معناه الإذن في إسبال الثياب إذا كان لا يقصد الخيلاء، فالواجب على المؤمن أن يحذر مما حرم الله عليه، وأن يتباعد عن صفة المتكبرين، وأن يحذر التساهل بالمعاصي، فإن عاقبتها وخيمة -، نسأل الله السلامة والعافية -.   
 
3- إنني سوداني مقيم بمدينة الخرج، وتوفي لرحمة مولاه والدي قبل شهرين، ومن العادات التي عندنا بالسودان بدون سند أن يقرأ الابن لوالده المتوفى دبر كل صلاة سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة، ويهب ثواب ما تلاه لروح المرحوم والده، يا سماحة الشيخ: هل لهذا العمل من دليل؟ أفيدونا عنه، جزاكم الله خيراً؟.
هذا العمل ليس له دليل ، بل هو بدعة ، ولو اعتاده جماعتهم فإن البدع لا تبررها العادات ، فالواجب ترك هذه البدعة والحذر منها ، ويكفي أن تدعوا لأبيك ، وأن تصدق عنه ، هذا هو المشروع ، الدعاء والصدقة والحج عنه ، والعمرة ، كل هذا ينفعه بإذن الله ، فنوصيك بالاستكثار من الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة ، وهكذا الصدقة عنه بما تيسر ، ولو بالقليل ، والله جل وعلا يثيبك ويخلف عليك ما أنفقت في هذا السبيل الخلف العظيم ، ويأجرك على دعواتك لأبيك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : (إذا مات بن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له). فمما يلحق الميت بعد وفاته دعاء الولد ، والولد يشمل الذكر والأنثى ، البنت والابن ، كلاهما يقال له ولد ؛ كما قال تعالى : يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ [(11) سورة النساء]. فالأولاد تطلق على الذكور والإناث ، والولد يقال للذكر والأنثى، ويقال للذكر ابن ، وللأنثى بنت؛ فقوله صلى الله عليه وسلم : (أو ولد صالح يدعو له) يعني ذكر أو أنثى ، فمن البر للوالد بعد وفاته الدعاء له ، وقد سئل - عليه الصلاة والسلام - سأله بعض الصحابة قال : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما ، قال عليه الصلاة والسلام : (نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما). فذكر خمسة أشياء: الصلاة عليهما ، يعني الدعاء ، الدعاء لهم ، ومن الصلاة عليهم صلاة الجنازة أيضاً ، والاستغفار لهما ، طلب المغفرة لهما ، والثاني أنفاذ عهدهما من بعدهما إذا أوصيا بشيء تنفذه إذا كانت وصية لا تخالف الشرع تنفذها ، والرابع صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما كإكرام أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك والإحسان إليهم وصلتهم كل هذا من بر والديك ، والخامس إكرام صديقهما إذا كان لهما صديق تكرمه بما تستطيع ، من الكلام الطيب والزيارة والدعوة إلى البيت لإكرامه بالضيافة ، ومواساته إن كان فقيرا ، كل هذا من إكرام الصديق - والله المستعان -.  
 
4- أيضاً من العادات لديهم ما ذكره بقوله: يجتمع حوالي عشرة أشخاص ويتلون المصحف الشريف، ويهبون للمتوفى الثواب مرة في كل عام، هل هذا العمل صحيح؟
وهذا كالذي قبله ليس بمشروع ، بل هو بدعة ، وقد اختلف العلماء - رحمة الله عليهم - هل يصل ثواب القراءة إلى الميت على قولين ، أرجحهما أن ذلك لا يصل لعدم الدليل، والعبادات توقيفية ليست بالرأي والاستحسان ، ولا بالقياس ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : (من عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). فالأرجح أنه لا يشرع الصلاة على الميت ولا الطواف على الميت ولا القراءة عنه ، بل تدعو له في صلاتك في طوافك في قراءتك تدعو لأبيك لأمك لأمواتك هذا طيب إذا كانوا مسلمين. أما الصدقة عن والديك فهذا أمر مشروع وينفعهما وينفع غيرهما أيضاً من أقاربك ، والمسلمين جميعاً ، هكذا الدعاء لوالديك ولغيرهم دعاء نافع ومفيد ؛ كما قال الله - سبحانه - عن الصالحين أنهم يقولون في دعواتهم : رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [(10) سورة الحشر]. هذا من دعوات الأخيار لسلفهم الصالح ، ومن ذلك أيضاً الحج عن الميت والعاجز ، والعمرة كذلك ، فإنها تنفع الميت ، وهكذا العاجز كبير السن العاجز عن العمرة وعن الحج إذا حج عنه ولده أو غيره نفعه ذلك ، لما جاء في الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك. ومما يلتحق بهذا الإشارة إلى ما يفعله بعض الناس من العمرة عن أمواتهم وهم في مكة، أو عن نفسه وهو مقيم بمكة كالذي تصوم بمكة فيأخذ عمرة أو من أهل مكة فيأخذ عمرة له من الحل، قد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم شرعية ذلك ، وقالوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك حين كان في مكة يوم الفتح ، وذهب الجمهور إلى أنه لا بأس بذلك ، وأنه مشروع ، واحتجوا على هذا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعمر عائشة ومن أهل مكة ، كانت في مكة يوم حجة الوداع ، أعمرها من التنعيم ، وأمر عبدالرحمن أخاها أن يخرج معها ، فأدت عمرة من التنعيم ، وهي في ذلك الوقت في مكة ، فدل ذلك على أنه لا حرج في الخروج من مكة إلى الحل لأداء العمرة ، وكونه النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك لا يدل على عدم شرعية ذلك ، فإنه قد يدع الشيء لأسباب كثيرة - عليه الصلاة والسلام -، ومنها أنه قد يدعه لئلا يشق على أمته - عليه الصلاة والسلام - كما كان - عليه الصلاة والسلام - لا يواظب على صلاة الضحى مع أنه أوصى بذلك أبا هريرة وأبي الدرداء ، أوصاهما بصلاة الضحى دائماً ، وهي سنة صلاة الضحى دائماً سنة مؤكدة؛ لأن الرسول أوصى بها - عليه الصلاة والسلام - وإن كان لا يفعلها ، وإن كان لم يداوم عليها ؛ كما أخبرت عن ذلك عائشة - رضي الله عنها - عنه عليه الصلاة والسلام. فالمقصود أنه قد يدع الشيء وهو مستحب لئلا يشق على أمته أو لأسباب أخرى - عليه الصلاة والسلام - فقد أخبر صلى الله عليه وسلم : إن أحب الصيام إلى الله صيام داوود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما. ومع هذا ما كان يفعل النبي - عليه الصلاة والسلام - ، فالقول غير الفعل ، والتشريع القولي مقدم على التشريع الفعلي ، وقد أمر عائشة بالقول - عليه الصلاة والسلام - أن تخرج إلى الحل فتعتمر فدل ذلك على أنه لا حرج ولا بأس في حق من خرج من مكة لآخذ العمرة عن نفسه أو عن أمواته أو عن العاجزين من قراباته وغيرهم ، كل ذلك لا بأس به ، وحديث عائشة حجة قائمة، وهو متفق على صحته بين الشيخين البخاري ومسلم - رحمة الله عليهما -، ونسأل الله التوفيق للجميع.  
 
5- أنا زوجة أخشى الله دائماً، وأحس أنه يراقبني في كل وقت، ولكن ابتلاني الله بزوج لا يخشى الله في شيء، وثقت فيه كل الثقة في بداية زواجنا، ولكن اتضح لي بعد ذلك أنه لا يستحق هذه الثقة، فقد خدعني وغشني وظل يجري وراء رغباته، وهو لا يراعي مشاعري ولا أحاسيسي، وأنا أخشى على أولادي من سير أبيهم الفاسد؛ لأن الحديث يقول: (عفوا تعف نساءكم) وكلما ذكرته بغض البصر سخر من ذلك، ويسخر أيضاً إذا قلت له أن يتوب ويستقيم، سماحة الشيخ: ما حكم الدين في مثل هذا الزوج الخائن المخادع الغشاش؟ أرجو توجيه كلمة له حتى يستيقظ ضميره ويرجع عن هذه التصرفات؛ لأنه أصبح في نظري رمزاً للخيانة والغدر وعدم الوفاء والإخلاص، وليست عنده النفس اللوامة، أرجو تذكيره بأن الله يراقبه، وسوف يسأله عن وقته، وتجيب عيناه ورجلاه ويداه، سماحة الشيخ: لقد شاعت الفوضى وضاع الأمان من حياتنا الزوجية، وضاع الاستقرار والهدوء، وحل القلق والتوتر النفسي بسبب تصرفات رب الأسرة الذي كان من المفروض أن يكون رمزاً للاستقامة وتوفير الأمن والأمان، أرجو تذكير زوجي بأن الزوج يجب عليه أن لا يسهر ولا يضحك ولا يمزح إلا مع زوجته، ولا ينظر إلا لزوجته مادامت مستقيمة وعلى خلق كريم، إن تصرفاته هذه جعلتني أحس بأنني أتعس زوجة، فكيف يكون المستقبل مع مثله إن لم يتب عن ذلك، وأنا أتمنى من الله أن تكون هداية زوجي على يد برنامجكم، جعله الله نوراً للجميع، وأخيراً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، التوقيع: زوجة؟
هذا السؤال وهذا الخبر فيه إجمال وعدم تفصيل، ونصيحتي للزوج أن يتق الله - عز وجل - في زوجته، وأن يقوم بحقها، وأن يعتني بها كما أمر الله، وأن يحذر ما حرم الله عليه من الزنا، أو وسائل الزنا، والنظر إلى النساء، الله جل وعلا يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [(30) سورة النــور]. وهو إن كان مؤمناً مأمور بهذا: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى فوصيتي لهذا الزوج أن يتقي الله في هذه الزوجة وأن ترعى حقوقها وأن تحسن إليها، وأن ترفق بها، وأن تحذر ما حرم الله عليك من سائر المعاصي من الزنا، ومن وسائل الزنا، وغير هذا مما حرم الله -عز وجل-. أما ما يتعلق بالضحك والمزح ونحو ذلك فهذا ليس خاصاً بالزوجة، ومطالبته بأن لا يضحك إلا معك ولا يمزح إلا معك فهذا عدوان منك لا وجه له، فلا بأس أن يضحك مع أولاده، ومع أمه، ومع أخواته، ومع أصدقائه، ولا بأس أن يمزح معهم بالحق من غير إكثار يجره إلى باطل، هذا ليس لك التحجر عليه فيه، وإنما يحرم عليه أن يضر بك، أو يمنع شيئاً من حقك، أما الأمور الأخرى التي أباحها الله له فليس لك أن تتحجري عليه فيها، لا في زيارة أحبابه وإخوانه الطيبين، ولا في الضحك مع بعض أهله وأصدقائه، ولا في المزح مع من شاء مزحاً ليس ما فيه ما حرم الله، بل مزحا بحق. المقصود أن عليك - أيها الأخت في الله - عليك بالإنصاف، فاطلبي حقك فقط، ولا تطلبي ما ليس لك، وعليك بالرفق، والأسلوب الحسن، والصبر الجميل حتى يهديه الله، وحتى يقوم بالواجب ما دام مسلماً يصلي، ويخاف الله - عز وجل -، لكنه قد يقصر في حقك، فعليك أن تسألي حقك بالرفق، والأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والواجب عليه هو أن يتقي الله فيك، وأن ينصفك بك، وأن يعطيك حقوقك، هذا هو الواجب عليه، كما أنه يجب عليه وعلى غيره من جميع المسلمين والمسلمات الحذر مما حرم الله، والبعد عن معاصي الله، والوقوف عند حدود الله، فإن في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة، وفي انتهاك المعاصي الخطر العظيم، والعاقبة الوخيمة إلا لمن منَّ الله عليهم بالتوبة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، والله أعلم. إذا كانت صاحبة الرسالة - سماحة الشيخ - من مجتمع مختلط، وقد لاحظت أن زوجها لا يتورع من الضحك والمزاح مع الأجنبيات، فهل لكم من كلمة؟ هذا دخل في الكلام فإن مزاحه مع أجنبية وضحكه إذا كان وسيلة إلى الفاحشة أو مع سفورها أو مع خلوة بها كل هذا لا يجوز، أما ضحك مع جارته أو بنت عمه، والضحك الذي ليس فيه ريبه، أو المزح الذي ليس فيه ريبه فهذا لا بأس به، وإن كانت بنت عم، وإن كانت من الجيران، وإن كانت من غيرهم إذا كان ذلك لا ريبة فيه، ولا يؤدي إلى محرم. 
 
6- بعض العادات أو بعض الذنوب يعتقد البعض أنها موروثة، هل لكم من كلمة ؟
الذنوب والمعاصي غير موروثة، الله يقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [(164) سورة الأنعام]. أما كونه قد يقتدي نعم، قد يقتدي بأسلافه، قد يقتدي بأسلاف لكن ما يكون على الأول وزر منها، ما يقال أنه ورثها له، بل هو الذي أخذها بفعله، وتحمل وزرها، فلو كان أبوه مثلاً يزني، أو أبوه يشرب الخمر، ثم زنى الولد لا يكون على أبيه وزر من زناه، وإن كان هو مأخوذ بذنبه، وإن كان قد يكون سبباً لوزر ولده فيما وقع فيه، لكن لا يكون محملاً ورز أولاده فيما فعلوه من المعاصي التي فعلها هو؛ لأن الله - سبحانه – يقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. ولكن يجب على الإنسان أن يحذر ذلك، وأن يبتعد عن الشر؛ لأن أولاده قد يتأسون به، وقد يخشى عليه أنه جرهم إلى هذا بفعله، فيخشى عليه من إثم ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله). وقال في الشق الثاني: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل أثم من تبعه). قد يكون فعله لذلك نوعاً من الدعوة، فينبغي له الحذر، ولكن لا يكون محملاً بآثام من فعله مثل فعله إذا كان لم يدعه إلى ذلك، إنما حصل منه الفعل فقط، فإن مجرد الفعل لا يكون مثل الدعوة، والداعي إلى الشر والداعي إلى الفساد عليه مثل آثام من تبعه، لكن الفعل ليس مثل القول، قد يفعل الإنسان معصية فيتأسى به بعض الناس فيها، لكن لا يكون محملاً مثل وزره؛ لأنه ما دعاه إليها، ولكنه قد فعلها، فيخشى عليه من ذلك، لكن لا يكون مثل من دعا إليها. فالحاصل أن فعل الأولاد أو الأقارب مثلما فعل أهلوهم وقدماؤهم لا يحملو قدماءهم مثل آثامهم إذا كانوا ما دعوا إلى ذلك، ولا تسببوا لذلك، وإنما تأسى بهم الآخرون تأسوا بالأولين كما فعل كفار قريش وأشباههم في كفرهم بالله أتباعا لأسلافهم حيث قالوا: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ [(22) سورة الزخرف]. فالإنسان قد يقتدي بسلفه في الشر كما قد يقتدي في الخير، ولكن إذا كان السلف لم يدعه إلى هذا فإنه لا يكون محملاً وزره، وإنما يكون محملاً إذا دعاه إلى ذلك إذا دعاه إلى الباطل دعاه إلى الخمر، دعاه إلى الشرك، فيكون عليه مثل آثامه - نسأل الله السلامة -. 
 
7- أوردت أختنا جزءاً من حديث: (عفّوا تُعف نساءكم) هل من شرح لهذا الجزء لو تكرمتم؟
هذا الحديث مشهور، ولكن لا أعرف حال سنده، ولكن التجارب واقعة، فإن الغالب إن من عف عف نساؤه، ومن رتع في الحرام قد يبتلى بنسائه بذلك - نسأل الله السلامة - تتأسى به زوجته، ويتأسى به بناته، - ولا حول ولا قوة إلا بالله - إذا عرفوا منه الفساد، الواجب الحذر لئلا تقع زوجته وبناته وأخواته في مثلما وقع فيه بأسبابه - نسأل الله العافية منه-. 
 
8- هل يجوز أن أصلي سنة قبلية قبل الآذان بنصف ساعة أو ربع ساعة أو أكثر أو أقل؟ أرجو توجيهي جزاكم الله خيراً، ولاسيما في صلاة المغرب؟
السنن القبلية تكون بعد دخول الوقت، سنة المغرب القبلية والعصر القبلية والظهر القبلية والفجر والعشاء كلها بعد دخول الوقت، أما الصلاة قبل دخول الوقت فهذه من باب التطوع، الصلاة قبل الوقت هذا من باب التطوع فلا بأس أن يصلي الإنسان في أوقات ليس فيها نهي كما لو صلى الضحى قبل وقوف الشمس، أو صلى قبل العصر قبل دخول الوقت، هذا يكون تطوع، أما الصلاة قبل المغرب هذا وقت نهي، لا يصلي قبل المغرب تطوعاً إلا لأسباب مثل صلاة الكسوف، مثل صلاة الطواف لمن طاف بعد العصر، أو تحية المسجد، كذلك الصلاة قبل العشاء تطوع لا بأس به؛ لأنه ليس وقت نهي، وإنما تكون سنة العشاء إذا كان بعد دخول الوقت بعد غروب الشفق تكون من سنة العشاء القبلية، وليست راتبه السنة قبل المغرب وقبل العشاء تسمى راتبه، ولكنها سنة؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب، ثم قال في الثالثة: لمن شاء). وقال: (بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، قال في الثالثة: لمن شاء). فدل ذلك على استحباب الصلاة قبل العشاء وقبل المغرب لهذه الأحاديث. 
 
9-  تسأل اختنا وتقول إذا لم ترتدي المرأة الخمار هل تكون آثمة؟
نعم لا بد من التستر أما للصلاة فلا بأس أن تكشف وجهها في الصلاة إذا كان ما عندها أجنبي فإن السنة أن تصلي مكشوفة الوجه أما القدمان فيستران في الصلاة وهكذا الكفان إذا سترتهما يكون أفضل وإن كشفتهما في الصلاة فالصواب أنه لا حرج في ذلك ولكن الستر أفضل وأما الوجه فالسنة كشفه في الصلاة أما إذا كان عندها أجنبي فإنها تستر الجميع في الصلاة وخارجها.     
 
10- ما حكم خلع الحجاب أمام الخطيب؟
لا حرج في ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الخطاب أن ينظر إلى المخطوبة وأخبر أن ذلك أقرب إذا يؤدم بينهما فإذا طلب النظر إليها فلا حرج أن ينظر إليها وأن تخلع الحجاب حتى يرى وجهها ورأسها كل هذا لا بأس به لكن لا يكون عن خلوة بل يكون عندها غيرها كأمها وأخيها حتى لا يحدث خلوة ينظر إليها من دون خلوة.

622 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply