حلقة 583: استعمال حبوب لتنظيم الحمل - هل يجوز خيانة من خان - الصلاة في رمضان فقط - لحم الحمام - زيارة المرأة للمقابر - تسلط الإنس على الحيوانات - دعوى رجل أنه قابل الخضر

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

33 / 50 محاضرة

حلقة 583: استعمال حبوب لتنظيم الحمل - هل يجوز خيانة من خان - الصلاة في رمضان فقط - لحم الحمام - زيارة المرأة للمقابر - تسلط الإنس على الحيوانات - دعوى رجل أنه قابل الخضر

1-  إذا كانت المرأة تحمل بعد ثلاثة أشهر من وضعها الأول، فهل لها أن تستعمل حبوباً لتنظيم الحمل؟ وضحوا لنا هذا الأمر،

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن الأصل في هذا الباب أنه لا ينبغي للمرأة أن تتعرض لتأخير الحمل أو إسقاطه، لأن المطلوب هو تكثير النسل، لما فيه من الخير العظيم لمن هداه الله ووفقه، ولما فيه من تكثير الأمة، ونص في هذا قوله -عليه الصلاة والسلام-: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة)، فتكثير النسل أمر مطلوب، لما فيه من تكثير من يعبد الله، ويكثر جماعة المسلمين، ولما فيه من الخير للوالدين، يدعوا لهم إذا أصلحه الله، ولما في التربية للأولاد التربية الإسلامية من الأجر العظيم، ولما في الإحسان إليهم من أنواع الإحسان من الخير الكثير، فالمشروع عدم التعرض لمنع الحمل، أو إسقاطه، لكن إذا كانت المرأة لديها أولاد كثيرون، ويشق عليها أن تربيهم التربية الإسلامية، لكثرتهم فلا مانع من تعاطي ما ينظم الحمل لهذه المصلحة العظيمة، حتى يكون الحمل على وجه لا يضرها ولا يضر أولادها، كما أباح الله العزل لهذه المصلحة وأشباهها. المذيع/ جزاكم الله خيراً ، إذاً لا بد للمرأة أن ترضع حولين كاملين لأن أخانا يشير إلى هذا الموضوع شيخ عبد العزيز؟ على المرأة أن ترضع حولين كاملين إذا استطاعت ذلك، قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ[البقرة: 233]، لكن لو اتفقت مع الزوج على فصاله على فطامه في أقل من ذلك لمصلحة رأياها فلا بأس، كما قال تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا[البقرة: 233]، فإذا تشاورا يعني الأب والأم إذا تشاورا في فصاله في فطامه في سنة أو أقل أو أكثر لمصلحة رأياها فلا بأس بذلك. المذيع/ جزاكم الله خيراً، الحمل كما هو معروف سماحة الشيخ يقطع الرضاعة فهل للأم أن تمنع الحمل من أجل رضاعة الطفل الآخر؟ لا مانع من تعاطي أسباب تأخير الحمل إذا كان عليها مشقة في فطامه، وتحب أن تكمل رضاعته، وترى المصلحة في ذلك فلا بأس، لأن هذه مصلحة شرعية مرعية. جزاكم الله خيراً 
 
2-   إنسان استأمنته على مال كثير فخان الأمانة، هل لي أن أمكر به حتى أستطيع أن أنال حقي؟ وللعلم فقد فعلت كل ما هو مشروع، لكن أخذ حقي لم يتم حتى الآن ودون جدوى، وجهوني جزاكم الله خيراً؛ لأني لا أستطيع إلا المكر به فقط.
ليس لك أن تمكر به وأن تخونه، ولكن عليك أن تأخذ الطرق الشرعية في استحصال حقك، لما جاء في الحديث عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (أدي الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك)، فإثمه في خيانته عليه، وباله عليه، وأنت ليس لك أن تخونه، ولكن لك أن تطالب بالطرق الشرعية في استحصال حقك، وإن فات في الدنيا لم يفت الآخرة. جزاكم الله خيراً 
 
3- إنني ألاحظ أن كثيراً من الناس لا يصلون إلا في رمضان، وقد نصحتهم بنصائح كثيرة إلا أنني لم أجد الاستجابة منهم، نبهوا الناس حول هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً - شيخ عبد العزيز
الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية بذلك، والمحافظة عليها في أوقاتها، وعلى الرجال بصفة خاصة أن يؤدوها في جماعة في بيوت الله -عز وجل-، ولا يجوز لأحد التخلف عنها، أو التساهل بها، بل ذلك من دلائل النفاق، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه المبين: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ[البقرة: 238]، وقال -عز وجل-: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة: 43]، وقال -عز وجل-: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[مريم: 59]، وقال جماعة: معناه فسوف يلقون خساراً ودماراً وعذاباً، فالواجب على المؤمن وعلى المؤمنة العناية بالصلاة والمحافظة عليها، والتواصي بذلك، وأن تكون في أوقاتها، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق)، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تكرها فقد كفر)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، وذكر الصلاة يوماً -عليه الصلاة والسلام- بين أصحابه فقال: (من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورٌ ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)، فهذا وعيد عظيم يدل على كفرهم، فمن ضيع الصلاة حشر مع هؤلاء الكفرة فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، قال بعض أهل العلم إنما يحشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء؛ لأنه إن ضيعها من أجل الملك والرئاسة شابه فرعون، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار، وإن ضيعها بسبب الوزارة والوظيفة شابه هامان وزير فرعون، فيحشر معه يوم القيامة إلى النار، وإن ضيعها بأسباب المال وما أعطاه الله من الدنيا شابه قارون الذي بغى وطغى وتكبر ولم يستجب للحق حتى خسف الله به الأرض، أو ضيعها بسبب التجارة والبيع والشراء شابه أبي بن خلف، تاجر أهل مكة من قريش، الذي قتل يوم أحد، قتله النبي -عليه الصلاة والسلام- فيحشر معه إلى النار يوم القيامة نسأل الله العافية. فالواجب على كل مؤمن وكل مؤمنة العناية التامة بهذه الفريضة العظيمة، والمحافظة عليها في أوقاتها، والحذر من التخلف عنها، أو التكاسل عنها في أي وقت، والذي لا يصليها إلا في الجمعة أو في رمضان يعتبر كافراً في الحقيقة عند جمعٍ من أهل العلم -رحمة الله عليهم-، ولو أقر بالوجوب. أما إذا جحد وجوبها كفر إجماعاً، لكن إذا كان يعلم وجوبها عليه ويقر بذلك ولكنه يتكاسل ويدع بعض الأوقات أو لا يصلي إلى الجمعة أو لا يصلي إلى في رمضان فهذا في أصح قولي العلماء يعتبر إلا كافراً، كما تقدم من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرجه مسلم في صحيحه، فلما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمراء الذين يغيرون قال له الصحابة: يا رسول الله: (أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي لفظ آخر قال: (لا، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان)، فهذا يدل على أن ترك الصلاة من الكفر البواح، نسأل الله العافية، فوصيتي ونصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة في كل مكان أن يتقي الله، وأن يحافظ على هذه الصلوات الخمس، وأن يهتم بها كثيراً، ويعنى بها كثيراً في أوقاتها، وأن يحذر طاعة الشيطان وجلساء السوء، ويبتعد عنهم، فهي عمود الإسلام، وأهم الفرائض بعد الشهادتين، فيتقي الله كل مسلم في ذلك، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. المذيع/ جزاكم الله خيراً، شيخ عبد العزيز حكم صيام ذلكم الذي لا يصلي إلا في رمضان بل ربما صام ولم يصل؟ كل من حكم بكفره بطلت أعماله عند من حكم بكفره تبطل أعماله قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[الأنعام: 88]، وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[المائدة: 5]، وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه لا يكفر كفراً أكبر إذا كان يقر بالوجوب، ولكنه يكفر كفراً أصغر، ويكون عمله هذا أقبح وأشنع من عمل الزاني والسارق ونحو ذلك، ومع هذا يصح صيامه وحجه عندهم وزكاته ونحو ذلك إذا أداه على الوجه الشرعي، ولكن تكون جريمته عدم المحافظة على الصلاة فهو على خطرٍ عظيم من وقوع الكفر الأكبر عند جمع من أهل العلم، وحكاه بعضهم قول الأكثرين أنه لا يكفر بذلك إذا كان لا يجحد الوجوب، وإنما يتركها تكاسلاً وتهاوناً فإنه يكون بذلك قد أتى كفراً أصغر، وجريمة عظيمة ومنكراً شنيعاً، أعظم من الزنا، وأعظم من السرقة، وأعظم من العقوق، وأعظم من شرب الخمر، نسأل الله السلامة والعافية، ولكن الصواب والصحيح من قولي العلماء في ذلك أنه يكفر كفراً أكبر، نسأل الله العافية لما تقدم من الأدلة الشرعية. المذيع/ إذاً من صام وهو لم يصلي فلا صيام له؟ فلا صيام له ولا حج له نسأل الله السلامة. المذيع/ الواقع سماحة الشيخ كثيراً ما يحتاج الناس إلى التنبيه لهذا الموضوع؟ نسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين لا شك أن الأمر خطير وعظيم، وجدير بالعناية من أهل العلم في كل مكان، يجدر بأهل العلم أن يوضحوا هذا دائماً، وأن يحذروا الناس من التكاسل عن الصلاة، حتى ولو قلنا أنه كفرٌ أصغر يجب الحذر من هذه الجريمة العظيمة، التي تجره إلى كفرٍ أكبر، فلو أن الإنسان حاسب نفسه لرأى أن إقراره بوجوبها ضعيف، لأنه لو أقر بوجوبها على الكمال لما تركها، لكن هذا الإقرار بالوجوب قد اعتراه من الضعف والنقص ما جعله يتساهل في تركها، نسأل الله العافية، فربما أفضى به ذلك إلى جحد الوجوب، نسأل الله العافية، فيكفر بإجماع المسلمين، نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً ونفع بعملكم وأعانكم إنه على كل شيء قدير. 
 
4-  بعض المرات تفوتني صلاة مثل صلاة العصر ويأتي موعد صلاة المغرب، فماذا أفعل؟ وجهوني، جزاكم الله خيراً.
عليك أن تبدأ بصلاة العصر، أن تبادر بها وتصليها مع التوبة والاستغفار، ثم تصلي المغرب، ولا تبدأ بالمغرب، فلو صليت معهم بنية العصر ثم إذا سلم قمت فأتيت بالرابعة بنية العصر أجزأ على الصحيح، ولكن يجب لك أن تقدمها ثم تصلي المغرب معهم. جزاكم الله خيراً 
 
5- أخونا لديه إشكال عن لحم الحمام، ويسأل عن حكم أكله؟
بإجماع المسلمين ليس فيه خلاف، الحمام والدجاج حلٌ بإجماع المسلمين، فلا ينبغي أن يكون فيه إشكال. جزاكم الله خيراً 
 
6- إنها لم تصم شهراً من أشهر رمضان الماضية، رغم أنها كانت بالغة، وتسأل عن حكم صيام ذلكم الشهر، هل يلزمها القضاء؟ أم عليها كفارة؟ أم القضاء والكفارة؟ جزاكم الله خيراً.
من ترك الصيام بعد البلوغ وهو مسلم لزمه أن يقضي، وعليه الكفارة أيضاً إذا كان القضاء تأخر إلى رمضان الآخر، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، ومقداره نصف صاع بصاع النبي -صلى الله عليه وسلم-، من قوت البلد، من تمر أو أرز أو برٍ أو شعيرٍ أو غير ذلك، من قوت البلد، إذا ترك الرجل المكلف أو المرأة المكلفة البالغة الصيام صيام رمضان حتى مر عليها رمضان آخر فإنه يلزمه القضاء والإطعام إذا كان قادراً، أما إن كان فقيراً ما يستطيع الإطعام فإنه يجزئه الصيام والحمد لله، وعليه المبادرة بذلك مع القدرة، فإذا عجز لمرض أو سفر أخر حتى يشفى من مرضه، أو يقدم من سفره فقضي ولا يجوز التساهل في ذلك؛ لأنه يجب عليه أن يقضي قبل رمضان آخر المستقبل، فإذا أخره فقد فرط فعليه القضاء بعد ذلك والمبادرة والمسارعة حسب الطاقة مع إطعام مسكين عن كل يوم مع القدرة، فإن كان فقيراً لا يستطيع الصيام أجزأه الصيام والحمد لله. جزاكم الله خيراً 
 
7- إن خالتها تُوفي والدها وزارت قبره مرة، وتريد أن تزوره مرة أخرى، وقد سمعت حديثاً عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- معناه يحرم زيارة المرأة للقبور، فهل هذا الحديث صحيح، وإذا كان صحيحاً فهل على خالتها إثم يستوجب الكفارة؟
الصحيح أن الزيارة للنساء للقبور لا تجوز للحديث المذكور، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه لعن زائرات القبور، فالواجب على النساء ترك زيارة القبور، والتي زارت القبر جهلاً منها لا حرج عليها، وعليها أن لا تعود، فإن فعلت فعليها التوبة والاستغفار، والتوبة تجب ما قبلها، فالزيارة للرجال خاصة، قال -عليه الصلاة والسلام-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) هذا للرجال، كانت الزيارة ممنوعة في الإسلام للرجال والنساء، زيارة القبور؛ لأن الكفار حدثاء عهدٍ بعبادة الأموات والتعلق بالأموات فمنعوا من زيارة القبور سداً لذريعة الشر، وحسماً لمادة الشرك، فلما استقر الإسلام وعرفوا الإسلام شرع الله لهم زيارة القبور لما فيها من العظة والذكرى، ذكر الموت وذكر الآخرة والدعاء للموتى، والترحم عليهم، ثم منع الله النساء من ذلك في أصح قولي العلماء لأنهن يفتن الرجال، وربما فتن في أنفسهن، ولقلة صبرهن وكثرة جزعهن فمن رحمة الله وإحسانه إليهن أن حرم عليهن زيارة القبور، وبذلك أيضاً الإحسان إلى الرجال لأن اجتماع الجميع عند القبور قد يسبب فتنة، فمن رحمة الله أن منعن من زيارة القبور. أما الصلاة فلا بأس تصلي على الميت في المسجد أو في المصلى لا بأس، وإنما النهي عن زيارة القبور، فليس للمرأة زيارة القبور في أصح قولي العلماء، لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على منع ذلك. المذيع/ جزاكم الله خيراً، إذاً لا كفارة عليها؟ ليس عليها كفارة، وإنما التوبة فقط إذا كانت تساهلت في هذا، فأما إن كانت جاهلة فالجاهل معفوٌ عنه إن شاء الله. جزاكم الله خيراً 
 
8- جاءني رجل وقال لي: إن في بيتي ثعبان! وإنه يستطيع أن يخرجه، وبالفعل ذهب إلى إحدى الغرف وطرق بعصاه على جدارها فخرج له ثعبان عظيم، كما أنه أخرج من بيت جاري عدة ثعابين، ولا أدري هل هذا نوع من السحر، أم أنها مزية يخص الله بها بعضاً من عباده؟ نرجو توجيهنا، جزاكم الله خيراً.
لا أعلم في هذا شيئاً، إذا كان قد جرب في إخراجه الثعابين؛ لأنه يتكلم بدعاءٍ يدعو به الله -عز وجل-، ويسأل الله -عز وجل- أن يخرجها، أو عملٍ واضح ظاهر ليس فيه شبهة يفعله مع الثعابين حتى يخرجها من البيت أو من المزرعة أو من كذا، فلا حرج في ذلك، أما إذا كان يتهم بالشعوذة، أو بالسحر أو بطاعة الجن أو باستخدام الجن فهذا يمنع ولا يستعان به في هذه الأشياء، أما إن كان عمله بارزاً وظاهراً يدعو الله: اللهم أخرجه، اللهم اكفنا شره، اللهم سلطنا عليه، يعني كلمات يعقل منها أنه لا حرج فيه على الكلام، ولا محظور في كلامه، ولا يرى الناس منه شيئاً يخالف ذلك فلا بأس بذلك، لأن الله قد يعين بعض الناس على مثل هذه الأمور بصدق إيمانه، وصدق دعائه لله -عز وجل- فلا مانع من ذلك، إلا أن يرى منه شيء يدل على الريبة فيمنع. المذيع/ جزاكم الله خيراً، إنما قد يمنح الله بعض عباده مزيةً للتسلط على مثل هذه الحيوانات شيخ عبد العزيز؟ بالدعاء وبقوة الإيمان. 
 
9- في قريتي رجل يدعي أنه قابل الخضر -عليه السلام- في المدينة المنورة وأعطاه تمرة، كما يدعي أنه يُعالج المرضى، ولهذا فالناس يتوافدون عليه ليل نهار؛ ليعالجهم عن طريق المسح على مكان الألم مقابل بعض النقود، هل هذا صحيح؟ أم أنه نوع من الشعوذة واستغلال السذج والبسطاء؟
أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهرٍ طويل قبل مبعث النبي -عليه الصلاة والسلام-، وليس لوجوده حقيقة، بل هو كله باطل، وليس له وجود، هذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم، فالخضر -عليه الصلاة والسلام- قد مات قبل مبعث نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل قبل أن يرفع عيسى -عليه الصلاة والسلام-، فالصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي) هكذا يقول نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، إنه أولى الناس بابن مريم ليس بينه وبينه نبي، فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك، على فرض أنه ليس بنبي وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في آخر حياته: (لا يبقى بعد ليلتي هذه على رأس مائة سنة من هو على وجه الأرض .....)، فدل ذلك على أن من كان موجوداً ذلك الوقت لا يبقى بعد مائة سنة، هذا نص النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنهم يموتون قبل انخرام المائة، فالحاصل أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه، إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال: إنه الخضر قد كذب عليه وليس بالخضر، وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن. أما هذا الذي يعالج الناس يمسح على محل المرض، فهذا ينظر في أمره إن كان من الناس الطيبين المعروفين بالاستقامة والإيمان، وأنه يقرأ عليهم مثل الفاتحة، مثل شيئاً من القرآن يدعو الله لهم فلا بأس، وإن أخذ شيئاً من الأجرة فلا بأس، أما إن كان لا يعرف بالخير بل يتهم بالسوء فأنه يمنع، ولا يؤتى ولا يمكن من ذلك، يمنع بواسطة المسئولين في البلد؛ لأن هذا في الغالب يكون خرافياً أو مشعوذاً، أو يستخدم الجن، أو كذاباً يأخذ أموال الناس بالباطل، نسأل الله السلامة. 

581 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply