حلقة 593: علاج الوسواس - علامات الوقف واصطلاحات الضبط - الصفات الواجب توفرها في الداعية المسلم - حكم علاج الجن للإنس بواسطة إنسي - شرح معاني كلمات التحيات(التشهد)

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

43 / 50 محاضرة

حلقة 593: علاج الوسواس - علامات الوقف واصطلاحات الضبط - الصفات الواجب توفرها في الداعية المسلم - حكم علاج الجن للإنس بواسطة إنسي - شرح معاني كلمات التحيات(التشهد)

1-  كيف يكون باستطاعة المسلم إبعاد وساوس الشيطان عنه، وبأي شيء يقاوم هذه الوساوس، هل بالدعاء أم بقراءة القرآن؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى والله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فجوابنا لك يا أيتها الأخت لله في محبتك في الله، أقول أحبك الله الذي أحببتني له، وأسأل الله أن يجعلنا وسائر إخواننا من المتحابين في جلاله، والمتواصين بالحق والصبر عليه، فقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمامٌ عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله ورجلٌ تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)، هذا الحديث متفق على صحته، وذكر فيه رجلين يتحابا في الله اجتمعا على وتفرقا عليه، وأنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهذا تمثيل، وهو يشمل الرجلين، والمرأتين والرجل والمرأة، إذا كان الحب في الله -جل وعلا- وفي طاعته -جل وعلا-، كذلك ذكر رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، كذلك المرأة إذا دعاها ذو منصب وجمال، فقالت: إني أخاف الله تكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منهم من تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه، وهذا فيه الحث على إخفاء الصدقة، وأن تكون سراً بين العبد وبين ربه، يرجوا ثوابه، ويخشى عقابه، ولا شك أن ذلك أكمل في الإخلاص، وأبعد عن الرياء، ولأن بعض الفقراء يستحي أن يعطى والناس ينظرون، فإذا أعطاه أخوه في الله صدقةً سرية كان أكمل في الإخلاص، وكان أرفق بالمعطى، كما أنه ذكر في السبعة رجلٌ قلبه معلقٌ بالمساجد، وهذا يدل على أن العناية بالمساجد والمحافظة على الصلاة فيها من أهم المهمات، وأن من اعتنى بالمساجد وحافظ على الصلاة فيها مع إخوانه في الله فهو من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وصح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال أيضاً: (يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، أما وصيتي لكِ، فإني أوصيكِ بتقوى الله؛ لأن التربية أمرها عظيم، وهي تربية الأجيال من الفتيات، وهكذا التربية للرجال من أهم المهمات، وهي أساس عظيم إن كانت التربية صالحة نفعت المربى، وإن كانت سيئة ضرت المربى، فنوصيك بتقوى الله في ذلك، وأن تربي من لديك على طاعة الله ورسوله على الحب في الله، والإخلاص لله، والاستقامة على دين الله، والمحبة في الله، والكراهة في الله تربينهم على حب القرآن، والإكثار من تلاوة القرآن، وتدبر معانيه تربينهم على حب السنة، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحفظ على التأسي به وأن إتباعه -صلى الله عليه وسلم- من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، ومن أسباب محبة الله للعبد، كما قال الله سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (31) سورة آل عمران، ْفمن أهم المهمات تربية البنات، وتربية البنين على حب الله ورسوله والإخلاص لله في العمل، وتعظيم القرآن والإكثار من تلاوته، وتعظيم السنة، سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتشجيع على حفظ ما تيسر منها؛ لأن هذا الدين مبني على الكتاب والسنة، فالإسلام هو ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- من توحيد الله، والإخلاص له، والشهادة بأنه لا إله إلا الله، أي لا معبود حقٌ إلا الله، والشهادة بأن محمدٌ رسول الله، أرسله الله إلى الناس عامة، للجن والإنس، وختم به المرسلين فمن اتبعه واستقام على دينه، فله الجنة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، ومن أعظم التربية، التربية على حب الصلاة، وتعظيم الصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها من الرجال والنساء، فيربى الفتيات على حب الصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، والعناية بما شرع الله فيها، وهكذا المربي الأستاذ يربي أطفاله وتلاميذه على تعظيم الصلاة وحبها، وأدائها في الجماعة، والمحافظة عليها، والخشوع فيها لله -عز وجل-، وهكذا يربى الصبي والفتاة كلٌ منهما يربى على كثرة الذكر لله، والإكثار من تسبيح الله وتحميده، وتكبيره، ودعاءه، والاستغفار، يربى الطفل والطفلة على كثرة الذكر، كما قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)(41) سورة الأحزاب ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (سبق المفردون! قيل يا رسول الله: ما المفردون؟، قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، فيربى الطفل والطفلة على كثرة ذكر الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، "سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، ويربى على الضراعة إلى الله وسؤال الله العافية والتوفيق لما يحب ويرضى، والمغفرة للذنوب، يربى الطفل والطفلة على الضراعة إلى الله في الدعاء والحرص على دعائه -جل وعلا- وطلب العافية منه، والسلامة، وصلاح القلب، والعمل، والتوفيق لكل ما يحبه ويرضاه -سبحانه وتعالى-، ومن التربية: حث الطالب والطالبة على حفظ الوقت، هذا من أعظم التربية أن يحفظ الوقت، وأن لا يضيعه فيما لا ينفع، والطالب يحفظه في حفظ دروسه، في مراجعتها في طاعة والديه، وبر والديه، في التعاون مع أهل بيته في الخير، في ترك ما لا ينبغي من السب، والشتم، والكذب، أو صحبة الأشرار، أو التخلف عن الصلاة، أو ما أشبه ذلك، فالتربية على حفظ الوقت وطاعة الله والإكثار من ذكره، وصحبة الطيبين، وبر الوالدين، والتعاون مع أهل البيت في الخير والصلاح، هذا من المهمات. أما الوساوس فهي لا شك من الشيطان، كما قال -جل وعلا- في كتابه العظيم: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) سورة الناس(1-4)، وهو الشيطان فهي من عدوِّ الله، ودوائها الاستعاذة بالله من الشيطان، هذا دوائها الاستعاذة صدقاً بالله، تقول اللهم أعذني من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، صادقاً مخلصاً لله تعلم، أنه هو الذي يعيذها -سبحانه وتعالى-، وهو القادر على أن يقيك شره، وهو القائل -سبحانه- :(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ)، فأوصيك بالاستعاذة بالله من الشيطان عند كل وسوسة، مع ذكر الله -سبحانه وتعالى- ومع استحضار أن هذا العدو لا يريد إلا إهلاكك، وإهلاك جميع المسلمين، فلا بد من الحذر منه غاية الحذر، وذلك بالتعوذ بالله منه، وهو القادر-سبحانه وتعالى- أن يعيذك ويعيذ غيرك منه، فأكثري من التعوذ بالله من الشيطان، مع الإكثار من ذكر الله -سبحانه- وبذلك تسلمين من عدو الله ومكائده، وإذا عرضك في الصلاة، فلا مانع من أن تنفثي عن يسارك(ثلاث مرات) قائلة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، كما أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن أبي العاص، لما أخبره أن الشيطان لبس عليه صلاته أمره أن ينفث عن يساره (ثلاث مرات)، وأن يستعيذ بالله من الشيطان، قال عثمان: ففعلت، فسلمني الله من شره، فإذا كان يعرض في الصلاة، فانفثي عن يسارك التفتي يسيراً، وانفثي عن يسارك قائلة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ثلاث مرات)، ويزول -إن شاء الله- وبكل حال فعلاج هذا العدو هو اللجأ إلى الله الذي يملك كف شره لا يملك كف شره سواه -سبحانه وتعالى-، فاللجأ إلا الله في كف شر هذا العدو بالتعوذ بالله من الشيطان، ومن الإكثار من ذكر الله -عز وجل-، وبطلبه -سبحانه- السلامة من مكائد هذا العدو هذا هو الطريق وهذا هو العلاج، والله والمسئول أن يوفقك لما فيه رضاه، وأن يعيذك من مكائد الشيطان، وأن يمنحك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يثبتنا وإياك وسائر إخواننا، وأخواتنا في الله على الحق والهدى، حتى نلقاه -سبحانه-. جزاكم الله خيراً   
 
2-   هناك بعض الأحرف موضوعة فوق الآيات، فماذا تعني هذه الأحرف: ميم، وجيم، وقاف ولام و ياء متصلة مع بعضها، وصاد ولام وياء متصلة مع بعضها، هل هذه الأحرف نزلت مع الآيات، أم وضعها العلماء لتعليم قارئ القرآن الوقف في القراءة؟
هذه وضعها بعض القراء لتعليم القارئ، ليست من القرآن، بل هذه وضعها بعض القراء؛ للتعليم، لتعليم القارئ كيف يقف، (م) للوقف اللازم، (لا) لعدم الوقف، (ج) للوقف الجائز، وهم أرادوا بها اصطلاحاً يوضحوها في كتبه وقرآت، وكتب التجويد، فراجعي ما لديك من الكتب في هذا الباب تعرفين اصطلاحاتهم، فهي موضوعة لتوجيه القارئ وتعليمه المواقف المناسبة و اللازمة فإذا راجعت اصطلاحاتهم عرفت -إن شاء الله- هذا المطلوب. بارك الله فيكم   
 
3-  ما هي الصفات الواجب توفرها في الداعي المسلم لدعوة ملحد، أو يهودي، أو نصراني، أي هل باستطاعة أي مسلم أن يكون داعياً إلى الله؟
ليس في استطاعة كل مسلم إلا بعد التعلم، الدعوة الله تحتاج إلى علم، وتحتاج إلى لغة المخاطب أيضاً، فالله يقول –سبحانه-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(108) سورة يوسف، بمعني على علم فمن أراد أن يدعوا الناس إلى الله فليتعلم، وليتفقه في الدين، وليعتني بالقرآن الكريم وتفسيره، ومعرفة معانيه، وليحضر عند أهل العلم، يحضر حلقات العلم، يسأل أهل العلم عما أشكل عليه حتى يصلح للدعوة، فإذا وجد من نفسه قوةً على ذلك، واستشار من يطمئن إليه من أساتذته حتى يصلح للدعوة، وحتى يوجهه إلى ما ينبغي، حتى يشير إليه بما ينبغي أن يستعمل، فإذا وجد من نفسه القدرة بأن عنده حصيلة من الأدلة الشرعية، من الكتاب والسنة في أي موضوع من المواضيع التي يريد أن يدعوا إليها، ويناقش فيها، فليتكلم وإذا كانت لغته -لغة المدعو- غير العربية، فلا بد أن يستعين بمن يفهمون اللغة من الثقات، حتى يكون واسطة بينه وبينه، في توجيه الخير، وإرشاده إلى الحق، باللغة التي يفهما بواسطة من يعرف اللغة المذكورة من الثقات المعروفين، بالعلم، والفضل وإذا كان الداعي يعرف اللغة فهذا نعمة كبيرة، يدعوا إلى الله باللغة التي يفهمها ويعرفها المخاطب، وبكل حال فالصفة التي يجب توافرها في الداعي أن يكون عنده علم، وعنده حلم، وبصيرة، حتى يدعوا إلى الله على بينة، ورفق، ولين، وبأسلوب يؤثر على المدعو، وأن يكون في نفسه صالحاً حتى لا يحتج عليه المدعو يقول أن تدعوني إلى كذا وأنت فاسد؛ تخالف أقوالك أعمالك، وأعمالك أقوالك، ينبغي له أن يكون حريصاً على أن يعمل بما يدعوا إليه، وأن يحذر على ما ينهى عنه، فالداعي يمثل دعوته بأفعاله، وأخلاقه، ومستواه.... الناس، وينبغي أيضاً أن تكون عنده حصيلة محفوظة من الأحاديث الصحيحة، ومن آثار السلف الصالح الذين قاموا بالدعوة، حتى يتأسى بهم مع كتاب الله -عز وجل-، والعناية بحفظه وتدبر معانيه، والاستعانة بكلام أئمة التفسير المعروفين بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، كالإمام بن جرير، و البغوي، وابن كثير، وغيرهم من أئمة التفسير الذين يستفاد من كلامهم في تفسير كلام الله -عز وجل-، فالحاصل أنه لا بد من بصيرة ولا بد من أخلاق فاضلة، أن يكون ذا خلق كريم في حلمه، وقوله، وعمله، وأساليبه، حتى لا يجد المدعو ثغرة يدخل منها عليه لينتقصه، أو ليهجن دعوته، ويقول إنك لست كما تقول. جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ كأنها تفرق بين دعوة الملحد ودعوة اليهودي ودعوة النصراني؟ نعم، لا شك، اليهودي والنصراني عندهم إيمان بالآخرة، والإيمان بالرسل، وإن كان إيمانهم مدخولاً، وإن كان لا ينفعهم؛ لأنهم خلطوا كفراً وإيماناً، لكن دعوتهم أسهل؛ لأنهم يخاطبون بكتب التي نزلت على الأنبياء، يخاطبون بالإيمان باليوم الآخر، وأن الواجب الإعداد لليوم الآخر، وأن الواجب طاعة الرسل، هم يعرفون طاعة الرسول لازمة، وأن محمداً من الرسل -عليه الصلاة والسلام-، وتقام الحجج على رسالته -عليه الصلاة والسلام-، ويدعون إلى الإيمان به، وإتباع شريعته وأنه ليس هناك نجاة إلا بإتباع محمد -عليه الصلاة والسلام-، فالحجة قائمة على اليهود، والنصارى؛ لما عندهم من العلم السابق عن الأنبياء، وإنما حملهم على الترك الهوى، والحسد، والبغي، ولاسيما اليهود، فإنها أمة الحسد، وأمة البغي، وأمة الغضب، وأمة العناد، وهكذا أئمة النصارى الذين عرفوا الحق ولكن آثروا الدنيا على الآخرة، فصاروا مشابهين لليهود في عنادهم، وفي جحدهم الحق وهم يعلمون، نسأل الله العافية، لكن الغالب على النصارى الضلال، والجهل، فهم يحتاجون إلى التعليم والتوجيه بالأدلة الشرعية، حتى يدخل في الحق، وعندهم أصل الإيمان بالآخرة، وأصل الإيمان بوجود الله، وإن كان إيماناً فاسداً مشوشاً، لا ينفعه في الآخرة؛ لأن اليهود اعتقدوا العزير ابن الله، والنصارى اعتقدوا المسيح ابن الله، ثالث ثالثة، وعندهم أيضاً غلو في أحبارهم ورهبانهم كلهم عندهم غلو في أحبارهم، ورهبانهم، عندهم أنواع من التحريف والشر، لكنه أسهل دعوتهم، أسهل من دعوة الملحد الشيوعي، أما الملحد يحتاج إلى إقامة الأدلة على وجود الله، وعلى صحة ما جاء به الرسل من العقل الذي يفهمه هو، فدعوته تحتاج إلى مزيد من البصيرة، والحكمة والتجارب، ومعرفة ..... الله في عباده ما فطر الله عليه العباد، حتى يخاطبهم بمقتضى الفطرة، والعقل، والله المستعان. جزاكم الله خيراً  
 
4-   سمعت خبراً بأن هناك امرأة تتعامل مع الجن، وأخبرها الجن بأنها ستكون وسيطة خير بين الجن والأنس لتعالج الأمراض المستعصية في الأنس والتي عجز عنها طب الإنس، والمرأة هي الوسيط، والجن يعطون الأدوية ويعملون العمليات لبني الإنسان، ولكن الإنسان لا يراهم، ما رأي سماحتكم في مثل هذا؟
ليس لهذا أصل، ولا يعتمد عليه، فإن أخبار الجن، وأخبار العجائز، وأخبار من يخدم الجن لا يوثق فيها، ولا يعتمد عليها، ولا يجوز أن يعتمد على قول عجوز، أو شيخ، أو شاب، أو غير ذلك. ينقل عن الجن أشياء، بل يجب أن يُحذَّر منهم، وأن لا يستخدمهم في شيء؛ لأنهم إذا استخدموه، قد يجرونه إلى الشرك بالله -عز وجل- إذا كانوا غير مؤمنين، وليس المؤمن منهم معروفاً معرفة يقينية، فقد يكون منافقاًً، فقد يكون يدس السم في الدسم؛ لأنك لا تعرفهم، ولا تخالطهم مخالطة جهرية، وتعرف أحوالهم، وأحوال قرنائهم من الأخيار حتى تعرف الثقة من غير الثقات، فالحاصل أن بيننا وبينهم جهلاً كثيرا،ً وأخلاقاً متباينة وصفاتٍ متباينة، فلا نستطيع معها أن نتحقق ما هم عليه، ومن عرفنا منهم بما يظهره من الإيمان ندعوا له بالتوفيق، وندعوا له بالصلاح، ولكن لا نثق به ولا نطمئن إليه في أن نأخذ منه طباً أو غير ذلك أو نستشيره في شيء أو ما أشبه ذلك فإن هذا قد يفضي إلى دعوى علم الغيب قد يبتلى الإنسان بذلك فيظن أن عنده شيء من علم الغيب بواسطة الجن وقد يدعو إلى ذلك فيكون ممن قال الله فيهم -جل وعلا-: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)(6) سورة الجن، ..... الجن على خطر، وقد يستخدمون في الشرك، وقد يستخدمون في البدع، وقد يستخدمونه في المعاصي فيضر نفسه، ولا يدري، ويضر غيره، ولا يدري، فلا تجوز المعاملة لهم في الطب، ولا في غيره، بل من عرف منهم أحدا،ً أو اتصل بأحد، يدعوه إلى الله ويعلمه الخير يدعوه إلى توحيد الله، وإلى طاعة الله، وينصحه أن يعلم من عنده الخير وطاعة الله -عز وجل- ولا يطمئن إليه في شيء، ولا يأخذ منه شيئاً للناس؛ لأنه قد ينقل شيئاً يضر الناس، وقد يعطيه شيئاً طيباً، ثم يغشه بعد ذلك، فالحاصل أنه على خطر؛ لأنك لا تعلم أحوالهم على اليقين، وهم يرونك ولا تراهم، وقد يخفون عنك أشياء كثيرة، وقد يدعون الإيمان وهم منافقون، قد يتصلون بك لأغراض أخرى حتى يأخذوها منك ثم يفعلوا بك ما يريدون، فأنت على خطر، فالواجب الحذر منهم إلا من الدعوة إلى الله -عز وجل- وتبصيرهم بالحق، ودعوتهم إليه، وإرشادهم إليه. جزاكم الله خيراً  
 
5- نقرأ في كل جلوس في الصلاة التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، لكنَّا نجهل كثيراً من معاني هذه الكلمات، نرجو أن تتفضلوا بإيضاحها لنا.
هذه الكلمات معناها واضح، فالتحيات هي التعظيمات التي يعظم بها الرب -جل وعلا- من أنواع الثناء، من وصفه بأنه هو الخلاق، الرزاق، وصفه بأنه المستحق للعبادة، وصفه بأنه الذي يعلم الغيب، وصفه بكل ما هو من صفاته العظيمة، فهي لله خاصة، ما كان من خصائص الله فهو الله، ووصف الله بأنه إله الحق،و بأنه المعبود بالحق، وبأنه عالم الغيب، وبأنه الخلاق، وبأنه الرزاق، وما أشبه ذلك كل هذا من التحيات، وهكذا الثناء عليه بالحمد لله، وشبهها، كل ذلك من التحيات، وسماها مباركات لما فيها من الخير العظيم، كما في رواية ابن عباس: (التحيات المباركات)، وليست موجودة في حديث ابن مسعود، ولكنها في حديث ابن عباس، وهي ثابتة المباركات، فإن جميع الثناء على الله بما هو أهله كله مبارك، كله طيب، ولهذا قال "والطيبات" كلما يتقرب به إلى الله، ويثنى به عليه من صفاته العظيمة، ومن الأقوال المشروعة، والأعمال المشروعة، كله طيب، وكل قولٍ مشروع، وكل عملٍ مشروع تقدمه لله من صلاة، وصوم وصدقات، لما فيه من التقرب إلى الله، والثناء عليه، والحرص على طلب مغفرته، ورحمته، وإحسانه -سبحانه وتعالى-، فأقوالنا المشروعة، وأعمالنا المشروعة التي نتقرب بها إلى الله تسمى طيب، وتسمى طيبات، وهكذا الصلوات التي هي الخمس، والنوافل، والدعوات كلها طيبة داخلة في الصلوات، فالصلوات تشمل الصلوات الخمس تشمل النوافل تشمل أنواع الدعاء يجب أن يكون لله وحده -سبحانه وتعالى- لا يجوز أن يتقرب بشيء من الصلوات، أو الدعاء إلى لغير الله -سبحانه وتعالى- فأقوالنا وأعمالنا المشروعة طيبات وتحياتنا لله مباركات لأنها مشروعة لأنها ثناء على الله واعتراف بأنه مستحق للعبادة وبأنه أهل لكل ثناء ولكل حمد ولهذا قيل لها المباركات وقيل لها التحيات والصلوات تشمل جميع ما شرع الله من الصلوات نافلة وفرض ويدخل فيها الدعاء فإنه يسمى صلاة طلبنا من الله أن يغفر لنا وأن يرحمنا وأن ينجينا من النار كله صلاة كل أنواع الدعاء التي نتوجه بها إلى الله كلها صلاة داخلة في الصلوات أما "السلام عليك أيها النبي" معناه تطلب للنبي السلامة السلام يعني السلامة لك أيها النبي السلامة تنزل عليك من الله وتحصل لك من الله أو بركة السلام لأن السلام اسم من أسماء الله وفي معناه بركة في السلام عليك أيها النبي وما يحصل من الخير العظيم رحمة، وإحسان عليك أيها النبي، بمعنى السلام المصدق السلامة، سلم سلاماً، وسلامةً السلامة لك يا أيها النبي من كل سوء، السلامة لك من النار، ومن كل وصفٍ لا يليق، فهو مسلَّم -عليه الصلاة والسلام- من كل أخلاق ذميمة، ومن كل شر، والله وعده الخير كله والمنزلة العظيمة عنده -سبحانه وتعالى-، فندعوا له بالسلامة التي وعده الله بها؛ ليعلم الناس أنه عبد من عباد الله، ليس إلهاً يعبد مع الله، فالإله ما هو في حاجة لطلب الناس السلامة، والنبي عبد من عباد الله يحتاج إلى طلب السلامة؛ فلهذا شرع الله لنا أن نسلم عليه، وأن نسأل الله له السلامة "السلام عليك يا أيها النبي"، أو "اللهم صل على محمد، وعلى آله محمد"، تطلب له الصلاة، نطلب من الله أن يثني عليه، وأن يبين فضله، ويعلي قدره، هذه دعوات منا لنبينا -عليه الصلاة والسلام-، تدل على أنه عبدٌ من عباد الله، وأنه بشر، وأنه يحتاج إلى الدعاء، وأنه ليس بإله يعبد مع الله، وليس ممن يطلب منه حاجات العباد، بل ذلك إلى الله -سبحانه وتعالى-س "ورحمة الله وبركاته" كذالك نطلب منه الرحمة، والبركة من الله -عز وجل- وهكذا "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" نطلب السلامة لنا ولعباد الله الصالحين من كل سوء هذا معنى حديث الكلمات. 

374 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply