حلقة 602: الذبح من أجل الصدقة - الاستخارة تكون عند التحير والتردد - التعوذ في أول الصلاة فقط - التعوذ مرة عند قراءة الآيات - مسألة في الطلاق يراجع فيها مفتي البلد - الغسل بنية الطهارة الكبرى والصغرى - ذكاة الجنين ذكاة أمه

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

2 / 50 محاضرة

حلقة 602: الذبح من أجل الصدقة - الاستخارة تكون عند التحير والتردد - التعوذ في أول الصلاة فقط - التعوذ مرة عند قراءة الآيات - مسألة في الطلاق يراجع فيها مفتي البلد - الغسل بنية الطهارة الكبرى والصغرى - ذكاة الجنين ذكاة أمه

1-  هل الذبح يندرج تحت باب الصدقة، وإذا أردت أن أذبح من أجل التصدق عن الميت هل هذا جائز؟ وجهوني جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا شك أن الذبح لله، والتقرب إليه بذلك، من أفضل الصدقات ، ومن أفضل القربات، كما قال الله - عز وجل - : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي- يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [سورة الأنعام (162)(163)]. وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. فالتقرب إلى الله بالذبائح فيه خير عظيم، ولهذا شرع الله - جل وعلا - الضحية في أيام عيد النحر، وكان النبي يضحي بكبشين أملحين كل سنة- عليه الصلاة والسلام -أحدهما عنه وأهل بيته، والثاني عمن وحد من أمته - عليه الصلاة والسلام -، فإذا ذبح الإنسان ذبيحة يقصد بها التقرب إلى الله، ونفع الفقراء، لينفع الفقراء ، ويحسن إليهم فلا بأس بذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يذبح في بعض الأحيان الذبيحة ويوزعها بين صديقات زوجته خديجة - رضي الله عنها- ، وهكذا التصدق بالنقود ، او بالطعام من التمر أو الأرز أو غير ذلك، أو الملابس كل ذلك قربة وطاعة إذا كان لله وحده - سبحانه وتعالى - على الوجه الذي شرعه الله - جل وعلا - أما الذبح من أجل التقرب إلى الموتى كالذبح للبدوي أو للحسين أو للشيخ عبدالقادر الجيلاني، بقصد التقرب إليهم ، ليشفعوا له ، أو ليشفوا مريضه ، أو يقضوا حاجته ، أو يطلبوا المدد ، فيذبحوا له من أجل ذلك هذا شرك بالله، ولا يجوز ، ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام-: (لعن الله من ذبح لغير الله). فالتقرب بالذبائح للموتى ليشفعوا للذابح ، أو ليقضوا حاجته ، أو ليشفوا مريضه أو يمدوه بمدد ينفعه، أو يحفظ مزرعته ، أو بهائمه ، كل هذا شرك بالله - عز وجل -، وقد يفعل هذا بعض الجهلة، وهذا من الشرك الأكبر، وهكذا الذبح للأصنام ، وهي الصور المنحوتة على صور بعض العظماء أو للجن أو للكواكب أو للملائكة يتقرب إليهم كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم كل هذا من الشرك الأكبر، - نعوذ بالله من ذلك -. المقدم: تسأل من أجل التصدق عن الميت، هل هذا جائز؟ الشيخ: إذا ذبح للصدقة فلا بأس، إذا ذبحت ذبيحة أو إنسان ذبح ذبيحة ليتصدق به عن أبيه أو عن أمه أو عن أخواته يتقرب بها إلى الله ويرجو ثوابها إلى هذا الميت لا بأس بذلك، أو للحي كذا.  
 
2-   فيمَ تكون الاستخارة، هل تكون عندما يهم الإنسان بأمر من الأمور من باب رجائه باختيار الله الصالح له في هذا الأمر، أو تكون الاستخارة عندما يكون الإنسان في حيرة من أمره؟ جزاكم الله خيراً؟
الاستخارة تكون عند الحيرة وعند الاشتباه ، إما في نفس المعزوم عليه والمراد ، وإما في الطريق إليه والوسيلة إليه، أما الشيء المعلوم أنه قربة وأنه طاعة أو أنه مباح وليس هناك شبهة في الطريق إليه فلا حاجة إلى الاستخارة، فلا يستخير كيف يصلي، ولا يستخير كيف يصوم رمضان، ولا يستخير كيف يحج، ولا يستخير كيف يبر والديه، كل هذه أمور معلومة، مشروعة، كذلك لا يستخير في أكل التمر ، أو أكل الرز، أو أكل ما أباح الله من البهائم التي يعرفها أنها مباحة ، فالاستخارة في الأمور المشتبهة، مثل امرأة يخطبها، فيشتبه هل يناسب أن يخطبها أم لا؟ فيستخير، أو سفر إلى بلد من البلدان يستخير، هل هو سفر مناسب مفيد أم لا؟ أو في طريقه إلى الحج هل الطريق هذا أحسن، أو الطريق هذا أحسن، لأن فيها بعضها خوف، وبعضها لا يناسب، أو بعضها قليل الماء فيستخير في الوسيلة إلى الحج ؛ لأنها مشتبهة أو ما أشبه ذلك من الأمور التي تشتبه. أما الأمور الواضحة أنها قربة ، أو أنها مباحة وليس هناك شبهة فيها أوفي الطريق إليها، فلا حاجة إلى الاستخارة ولا تشرع الاستخارة في ذلك. عندما يستخير الإنسان سماحة الشيخ فيبدو له أن استخارته لم تكن موفقة؟ يعيد الاستخارة، يعيدها ويستشير أهل الرأي وأهل المحبة ، وأهل الخير، يستشيرهم بعد الاستخارة ، فمتى انشرح صدره للشيء فعله بعد الاستخارة وبعد الاستشارة. لكن إذا نفذ الأمر واتضح له أنه لم يكن موفق؟ الحمد لله ، هذه من المصائب، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، الحمد لله. إذن لا دخل للاستخارة في هذا؟ لا دخل للاستخارة في هذا، إذا كان فعل المطلوب فلا يضره ما قد يقع، أو فعل ما شرعه الله مما لا يحتاج إلى استخارة، أو ما أباح الله، وأصابه شيء فهذا من المصائب، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا كان يحتاج إلى علاج عالجه وتعاطى الأدوية. 
 
3-  هل أتعوذ وأبسمل في السورة التي تلي الفاتحة، وهل أكرر التعوذ والبسملة عند قراءتي للفاتحة والسورة الأخرى في الركعات التالية؟
تعوذ في الأولى، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في الركعة الأولى، أما في بقية الركعات تكفي التسمية : بسم الله ، عند عند بداءة الفاتحة ، وعند بداءة السورة الأخرى بعد الفاتحة، وإن كررت الاستعاذة فلا حرج.  
 
4-  في أدعية الصباح والمساء نقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات، وكذلك المعوذات، سؤالي: هل أتعوذ وأبسمل عند قراءة السورة نفسها في كل مرة؟
تعوذ عند أول ما تبدأ، أول ما تبدأ تأتي بالاستعاذة ، أما التسمية تكررها ، كلما قرأت السورة تكرر التسمية؛ لأن التسمية أمام السورة، تقرأ معها دائماً.  
 
5-   أنا شاب أبلغ من العمر خمساً وثلاثين سنة طيلة هذه السنين لم أصلِ أبداً، تزوجت قبل ثلاث سنوات وكانت زوجتي على خلاف معي دائماً، كنت أعمل سائق تكسي وزوجتي لا تثق في هذه المهنة؛ لأنها كانت غيورة جداً جداً، وأصرت علي أن أتخلى عن هذه المهنة وأنا لم أوافق، المهم والخلاصة كالتالي: ذهبتْ في يوم إلى أهلها ولما ذهبت أصرت على الطلاق وفي منزل أهلها أمام والديها قلت لها: خلاص أنتِ طالق! وعدتُ ثاني يوم وأخذتها إلى بيتي بدون أي شيء كأنما لم يحصل شيء، وبعد مرور ستة أشهر ذهبت أيضاً إلى بيت أهلها وأصرت مرة ثانية على الطلاق وبعثت لها خطاب وقلت لها: خلاص أنت طالق! وبعد مرور شهر ذهبتُ لها وأخذتها إلى بيتي كما حصل في المرة الأولى أي بدون صفاح، وعاشت معي حوالي ثلاثة عشر شهراً، وعندما أردت السفر للسعودية وبينما أجهز للسفر حضرت والدتها إلى بيتي وأخذت العفش كله وزوجتي وذهبتْ به، وأصرت أم زوجتي على أن أطلقها، المهم دخل أصحاب الخير واسطة لكن دون جدوى، ولظروف السفر طلقتها أمام سبعة أشخاص طلاق دون خاطري، كل هذه الطلقات كانت مجرد حل للمشاكل، ولم أنو أبداً بقلبي على فراقها، والحمد لله وصلت إلى السعودية وتبت من كل شيء، وأديت فريضة الحج والعمرة أكثر من ثلاث مرات، الرجاء إرشادي إلى الصواب، وهل زواجي من بدايته باطل لعدم أدائي الفرائض وخاصة الصلاة؟ أرجو إفادتي، والصفاح معناه العقد - كما يفيد الأخ صلاح - جزاكم الله خيراً؟.
أولاً: ترك الصلاة من الجرائم العظيمة ، بل من الكفر، كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). وقال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). فإذا كانت زوجتك تصلي وأنت لا تصلي وقت العقد فالعقد غير صحيح في أصح قولي العلماء، والواجب تجديده بعد التوبة. وعلى كل حال هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة المفتي لديكم في بلدكم، تراجع المفتي في بلدك أنت والمرآة ووليها وتشرح له القصة والواقع وهو ينظر في ذلك إن شاء الله، ونسأل الله للجميع الهداية. إذن في هذا الأمر المتشابك يحتاج إلى مراجعة المفتي في بلده؟ نعم، نعم، حتى يحضر عنده الجماعة الرجل والمرآة ووليها ، وحتى يسألهم عن الحقائق ، وحتى يكون على بينة في ذلك ، ثم يفتيهم بما يقتضيه الشرع المطهر.   
 
6-   من المعروف أن الوضوء يشترط على أمور معينة، مثل: غسل الوجه، والمضمضة، والاستنشاق، وغير ذلك، وسؤالي: هل يجوز لي بعد الخروج من الحمام وبعد الاغتسال مباشرة في الصلاة دون أداء شروط الوضوء المذكورة؟ أجيبوني جزاكم الله خيراً؟
الوضوء طهارة مستقلة، والغسل طهارة مستقلة عن الجنابة ،وعن الحيض في حق المرأة والنفاس، فإذا اغتسل المؤمن عن الجنابة بنية الطهارتين الكبرى والصغرى أجزأه ذلك ، ودخلت الصغرى في الكبرى، وإذا اغتسل بنية الجنابة فقط فالأرجح أنه لا يدخل وعليه أن يتوضأ ، وإذا توضأ قبل الغسل يكون أفضل؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - : كان يتوضأ قبل الغسل. كان إذا أتى أهله يستنجي ويتوضأ وضوء الصلاة، ثم يغتسل ، هذا هو السنة، يستنجي ، يغسل ذكره وما حوله ، ويتوضأ وضوء الصلاة ، ثم يغتسل، فإن اغتسل من غير ترتيب ، ونوى الطهارتين الصغرى والكبرى أجزأه ذلك على الصحيح. إذن الأمر مهم بالنسبة للنية في هذه الحالة؟ نعم، نعم، أما إن كان الغسل مستحباً فإن هذا لا يدخل فيه الوضوء، لابد من الوضوء، أو كان للتبرد.   
7-  هل يجوز أكل لحم العجل الصغير مع أمه، مع العلم أنه بقي في بطن أمه وهي ميتة مذبوحة حوالي نصف ساعة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
العجل تابع لأمه، فإذا ذبحت الذبح الشرعي فهو حلال ، ولا حاجة إلى ذبحه إلا إذا كان خرج حياً ، فإنه يخير إن شاء ذبحه وإن شاء أبقاه، أما إذا كان مات بذبحها فإنه تبع لها، هو حل ، وهكذا ولد الشاة ، وولد الناقة ، إذا ذبحت أمه وخرج ميتاً فهو له حكمها حلال طيب ليس فيه بأس، أما إن خرج حياً فهو مخير إن شاء ذبحه وإن شاء أبقاه، واستنفع به.  
 
8-   تزوجت من قبل سبعة عشر عاماً، وبقيت ثلاث سنوات بدون طفل، بعدها رزقت ببنت توفيت في الولادة، فنذرت لوجه الله - تعالى - أن أذبح خروفاً كل سنة إذا رزقني ربي بالأولاد، وكان سعر الخروف في ذلك الوقت لا يزيد على خمسة دنانير، أما الآن فسعر الخروف يزيد على مائة دينار، إني الآن أشعر بالذنب وحائرة ماذا أعمل، حيث أنني لم أذبح ولا خروفاً واحداً حتى الآن بسبب حالتي المعيشية، أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الطريق الصحيح كيف أكفر عن ذنبي، حيث أنني لا أستطيع أن أذبح أربعة عشر خروفاً، أي بعمر أكبر أبنائي، حيث والحمد لله رزقني الله بأربعة أبناء بعد أربع سنوات من الزواج؟
يقول الله - عز وجل - : وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة]. فما دمت لا تستطعين فليس عليك شيء، بل تكون هذه الذبائح في ذمتك ديناً ، فمتى استطعت ذبحت ما تيسر منها قربة إلى الله - عز وجل - ووزعتيه بين الفقراء، إذا كان قصدك إطعامه الفقراء، أو كان لا نية لك فإن هذه الذبيحة توزع بين الفقراء، متى تيسر لك ذلك، وما دمت عاجزة، فالله - جل وعلا - لا يكلفك ما لا تستطعين، يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [(16) سورة التغابن]. وإذا كان دين المخلوقين يؤجل لأجل العسر، فدين الله أولى لأنه - سبحانه وتعالى- أسمح وأقرب إلى العفو من المخلوق ، فلا حرج عليك حتى تستطيعي، فإذا استطعت فاذبحي ما تيسر حسب الطاقة ، ولا تعودي للنذر، في المستقبل، لا تنذري أبداً النبي عليه السلام نهى عن النذر وقال: (إنه لا يأت بخير، وإنما يستخرج به من البخيل). فالنصيحة لك أن لا تنذري في المستقبل. أما هذا النذر فعليك فيه تقوى الله، فما استطعت فاذبحي حتى تؤدي ما عليك من الذبائح، وما دمت عاجزة فالله - جل وعلا - عفو كريم ؛ كما قال سبحانه: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة].  
9-   زوجي يصوم ويصلي ولكنه لا يؤمن بالنذور، ويتحجج بالحالة المعاشية، ويقول: لا توفي بنذرك وأنا أتحمل ذنبك! علماً أن لي دخل ثابت يزيد على مائة دينار شهرياً حيث أنني أعمل مُدرسة في مدرسة ثانوية؟
سبق الجواب في هذا، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من نذر أن يطيع الله فليطعه). هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه). خرجه البخاري في الصحيح، فإذا كنت نذرت لله العبادة وهي التي تقدم ذكرها ذبيحة في الصدقة على الفقراء، فأوفي متى استطعت من مالك من معاشك أومن غيره ، وإذا عجزت يؤجل حتى تستطيعي ؛ كما قال الله -سبحانه -: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ [(280) سورة البقرة]. وإذا كان معاشك تستطيعين منه أن تشتري الذبيحة التي نذرت فاشتريها من معاشك، أو من غير معاشك حسب القدرة.  
 
10-   أنا طالب جامعي، وفي بعض الأحيان تفوتني صلاة الظهر بما فيها سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهل يجوز أن أؤدي صلاة الظهر مع صلاة العصر وبدون سنة، أم أصلي صلاة الظهر بما فيها السنة مع صلاة العصر جمعاً؟
لا يجوز لك الجمع، بل يجب عليك أن تصلي الظهر في وقتها ، وليس لك تأخيرها إلى العصر، وليست الدراسة عذراً في ذلك، بل يجب عليك أن تصلي الظهر في وقتها ، ويشرع لك فعل السنة ، وهي أربع قبل الظهر ، وثنتين بعدها، كما كان النبي يفعل - عليه الصلاة والسلام -، يصلي أربعاً قبل الظهر وثنتين بعدها، وهذه نافلة ، والمهم الفريضة، والواجب عليك أن تصلي الفريضة في وقتها، وهي أربع في حق المقيم، وركعتين في حق المسافر كما هو معلوم، وليس لك أن تؤخرها إلى العصر وأنت مقيم، أما المسافر فلا بأس له التأخير والمريض كذلك، أما الاحتجاج بالدراسة فلا.  
 
11-   أحفظ حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول معناه: إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلى واحداً من أحصاها دخل الجنة.. ولكنني أملك قائمة بأسماء الله الحسنى، وبعد أن أحصيتها وجدتها مائة اسم، هل اسم (الستار) من أسماء الله الحسنى؟ وجهونا جزاكم الله خيراً؟
لا أعلم في ذلك ما يدل على أن الستار من أسمائه ، وإن كان يستعمله الناس، لكن لا أعلم في ذلك حديثاً صحيحاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما جاء الستير: (إن ربكم حيي ستير يستحي من العبد إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً). فأما الستار فلا أعلم فيه حديثاً صحيحاً يدل على أنه من أسمائه – سبحانه -، وأسماء الله موجودة في الكتاب العزيز ، وفيما صح في السنة عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وهي أكثر من مائة إلا واحد، ولكن هذه المائة إلا الواحد رتب عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - على من أحصاها دخل الجنة، وفي اللفظ الآخر: من حفظها دخل الجنة. يعني من أحصاها وعمل بمقتضاها ، أما مجرد حفظها من دون عمل ما يكون سبباً لدخول الجنة، ولا يكون صاحبها محصياً لها، فإذا أحصاها واستقام على معناها دخل الجنة.  
 
12-   إني مواطنة مسلمة من القطر العراقي الشقيق لا أزال غير محجبة ولكن ملابسي محتشمة، وإني موظفة في إحدى المؤسسات وأختلط بالرجال، زملاء لي في العمل ومواطنين لديهم مصالح تقتضي مقابلتهم في مؤسستنا، وإنني والحمد لله أؤدي فريضة الصلاة وأصوم شهر رمضان منذ حوالي سبعة أشهر فقط، ولم أكن في السابق من المصلين، أرجو إفادتي حفظكم الله: هل يصح عملي أي الصلاة والصوم بدون حجاب؟ علماً أنني أنوي ارتداء الحجاب الإسلامي خلال فترة قريبة؟
الحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة وقمت بالصلاة ، هذه أعظم النعم، لأن ترك الصلاة كفر أكبر، نسأل الله العافية، فنوصيك بالثبات على الحق، ولزوم ما أوجب الله عليك، وترك ما حرم الله عليك ، ومن ذلك الحجاب، فإنه يجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال ، قال الله – تعالى - : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. فالحجاب أطهر لقلبك وقلب الرجال، فنوصيك بلزوم الحجاب، والحذر من مخالطة الرجال ، وأن يكون عملك مع النساء ، أو في محل مستقل وحدك دون الرجال، ولا تختلطي بالرجال فإن ذلك من أسباب الفتنة، وعليك التوبة مما مضى ، ومن تاب تاب الله عليه، والتوبة الندم على الماضي ، والإقلاع من الذنب، والعزم على عدم العود إليه، عزماً صادقاً بنية الإخلاص لله ، ومحبته وتعظيمه، وما فعلت من الأعمال الطيبة، فهو صحيح من صلاة وصوم ما يبطله عدم الحجاب، عدم الحجاب ما يبطل الأعمال لكنه معصية، فعليك التوبة إلى الله من ذلك والاستقامة على الحجاب في الطريق وعند الرجال أينما كنت ، ولهذا يقول - سبحانه وتعالى -: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [(59) سورة الأحزاب]. ويقول سبحانه: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا - وما ظهر منها هي الملابس الظاهرة كالعباءة والجلباب ونحو ذلك – وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ - والجيب مخرج الرأس، والمعنى تضرب بالجلباب على رأسها ووجهها وصدرها حتى لا يبين منها شيء عند الرجال، ثم قال مؤكداً سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ - والبعولة: هي الأزواج- أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ [(31) سورة النــور]. الآية.. فعليك أن تتقي الله في هذا الأمر ، وأن تحذري التساهل في أمر الحجاب، رزقنا الله وإياك الاستقامة والهداية.  
 
13-  هل عملي في المؤسسة حرام أم حلال، مع العلم بأني متزوجة ومعي ثلاثة أطفال، ولكن راتب زوجي لا يكفي لسد حاجتنا الضرورية؟
أما العمل في المؤسسة بين الرجال فلا يجوز، لأن ذلك يعرضك للفتنة، والخطر العظيم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي شيئاً أضر على الرجال من النساء). وقال عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما). فالواجب عليك البعد عن المؤسسة التي فيها الاختلاط، أما في مكان وحدك أو مع النساء فلا بأس بذلك.   
 
14-  هل يحق مصاحبة أهل الميت في حالة التعزية في الطعام ونحن نسميها تعاون مثل الجيران أو الأعمام أو الأقرباء؟
السنة أن يبعث لهم طعام مصنوع؛ كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه خبر جعفر - رضي الله عنه - ابن أبي طالب حين قتل في مؤتة في الشام، لما جاء خبره أمر أهله - عليه الصلاة والسلام - أن يبعثوا لأهل جعفر طعاماً وقال: إنه أتاهم ما يشغلهم . فإذا دفع الجيران أو الأقارب إلى أهل الميت طعاماً مصنوعاً أيام العزاء ؛ لأنهم مشغولون عن صنع الطعام بالمصيبة، هذا سنة. أما المساعدة بالنقود أو بغير ذلك هذا لا بأس به إذا كانوا فقراء ، إذا كان أهل الميت فقراء وساعدهم إخوانهم بالنقود أو غيرها من أجل موت القائم عليهم أو الكاسب لهم، هذا حسن، مساعدة لهم لأجل فقرهم ، وأما أن يقوموا هم بصنع طعام للناس من أجل الميت، فهذا من عمل الجاهلية لا يجوز، لا يقوم أهل الميت بصنع الطعام للناس إلا إذا نزل بهم ضيف ليكرموه فلا بأس؛ لأنهم صنعوه من أجل الضيف لا من أجل الميت، فلا بأس بهذا.

430 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply