حلقة 622: الميت يعذب ببكاء أهله عليه - بدع ومحدثات أحدثها الناس في الأذكار - الحلف بالحرام - حكم صبغ الشعر بالسواد لتزين للزوج - التوبة تمحوا ما قبلها - قضاء الصلاة لمن أجرى عملية جراحية - السلام قبل الكلام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

22 / 50 محاضرة

حلقة 622: الميت يعذب ببكاء أهله عليه - بدع ومحدثات أحدثها الناس في الأذكار - الحلف بالحرام - حكم صبغ الشعر بالسواد لتزين للزوج - التوبة تمحوا ما قبلها - قضاء الصلاة لمن أجرى عملية جراحية - السلام قبل الكلام

1-  هل صحيح أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وإذا كان هذا صحيحاً فما ذنب الميت في هذا العذاب، علماً بأن هذا ليس من عمله؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إن الميت يعذب في قبره بما يناح عليه)، وفي اللفظ آخر: (الميت يعذب في قبره بنياحة أهله عليه)، ونحن علينا السمع والطاعة، والامتثال، والله سبحانه: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والبكاء الذي في الحديث يعني النياحة، في بعض الروايات (ببكاء) والمراد يعني النياحة، والبكاء الذي يعذب به النياح يعني رفع الصوت أما دمع العين فلا حرج في ذلك، ولعل من الحكمة في ذلك أن يجتهد في توصية أهله وأقاربه على أن لا ينوحوا وأن يحذرهم في حياته من ذلك لئلا يعذب في قبره بأسبابهم ولعل العذاب الذي يكون في قبره بأسبابهم عذاب خاص لا نعلم كيفيته، وأما قوله جل وعلا: ولا تزر وازرة وزر أخرى فهذا عام، وهذا خاص، والخاص لا يعارض العام، بل يخصص منه، وله نظائر في الشريعة يأتي العام ويأتي الخاص فلا يستغرب ذلك، وعرفت أن من الحكمة والله أعلم بذلك أن علمه بأنه يعذب بالنياحة يدعوه إلى أن يوصيهم بالترك ويحذرهم من هذه المعصية الجاهلية، وهم أيضاً كذلك إذا علموا يكون هذا أدعى إلى صبرهم وعدم جزعهم فيدعوهم إلى ترك النياحة رحمةً بميتهم وحذرهم من تعذبيه بأسبابهم، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق.   
 
2-   عندنا في البلدة قبل قيام المؤذن لصلاة الفجر يقول جميع من في المسجد: لا إله إلا الله قبل كل أحد، لا إله إلا الله بعد كل أحد، لا إله إلى الله محمد رسول الله حقاً وصدقاً ويقيناً، فهل هذه الأذكار وردت ويجوز ذكرها في هذا الوقت؟
هذه الأذكار لا أصل لها في هذا الوقت، وهي بدعة بهذا الشكل يعني برفع الصوت والمواضبة على ذلك والاعتياد، هذا لا أصل له، فهو بدعة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولم يكن - صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يفعلون هذا لا قبل صلاة الفجر ولا قبل صلاة غيرها، لكن إذا ذكر الله بينه وبين نفسه فلا حرج عليه، لا إله إلا الله وحده لا شريك، لا إله إلا الله قبل كل أحد وبعد كل أحد، لا حرج فيه، ولله الحق سبحانه وتعالى قبل الناس وبعد الناس، لكن كونهم يقال هذا الذكر عن صوت واعتياد قبل أذان صلاة الفجر هذا لا أصل له، بل هو بدعة، الواجب تركه، الواجب أن ينصحوا حتى يتركوه أما من ذكر الله في نفسه فلا حرج.  
 
3-   إنني شاب أبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، متزوج حديثاً ولقد اعتدت قبل الزواج أن أحلف بقولي: حرام أن أفعل كذا، أو حرام لن أفعل كذا، وبعد الزواج حاولت أن أبتعد عن مثل هذا الحلف ولكن بعض الأحيان أنسى وأحلف به من غير قصد، أي أنه يخرج مني غصباً؛ لأن لساني اعتاد عليه، وأنا أخاف من عقاب الله عز وجل وأريد أن أتوب، ولكني أجد في نفسي حرجاً من هذا اليمين؛ لأنني تلفظت به أكثر من مرة، وإن شاء الله لن أعود إليه، والسؤال هو: هل هذا الحلف يؤثر على علاقتي الزوجية، أم أنه يحسب لي يمين وتلزمني بذلك كفارة اليمين؟ أفيدوني ووجهوني، جزاكم الله خيراً.
أولاً عليك التوبة من ذلك والامتناع من هذا اللفظ لأنه لا يجوز لمسلم أن يحرم ما أحل الله، فقد أنكر الله على نبيه ذلك قال: يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك، فالواجب عليك التوبة إلى الله من ذلك وأن لا تستعمل هذا التحريم، الأمر الثاني: عليك كفارة يمين ولا يتعلق بزوجتك شيء، بل عليك كفارة اليمين لأنك لا تقصد تحريمها، وإنما تقصد تحريم الأشياء التي تركتها، حرام علي ما أفعل كذا، حرام علي ما أتكلم بكذا، فإذا فعلت الذي قلت أنه حرام عليك أو تكلمت بالذي قلت أنه حرام عليك، فعليك كفارة يمين، إذا قلت حرام علي ما آكل طعاماً، حرام علي ما أكلم فلاناً، ثم كلمته أو أكلت الطعام يكون عليك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، عشرة عدد أصابعك، تطعم كل واحد نصف صاع من التمر أو من الحنطة أو من الرز، من قوت البلد، كيلو ونصف تقريباً لكل واحدٍ من العشرة أو تكسوهم كل واحد كسوة تجزئه للصلاة كالقميص أو إزار ورداء ويكفي ذلك مع التوبة والاستغفار.  
 
4-   امرأة في الواحدة والأربعون من عمرها، يوجد في شعرها بعض شعرات بيضاء، وتريد أن تصبغ هذه الشعرات باللون الأسود لكي تتزين لزوجها، فما الحكم في ذلك؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد)، فليس لها أن تصبغ الشعرات البيض بالسواد الخالص ولكن تصبغ بالحنا غير الأسود أو بصبغٍ آخر، أصفر أو أحمر أو بين السواد والحمرة، ولا يكون سواداً خالصاً بالكلية ولا حرج في ذلك أما السواد الخالص فلا، تمنع من ذلك. عند النساء حنا يسمينه الحنا الأسود؟ إذا كان يصبغ أسود لا يفعل به، إذا كان أحمر أو بين الحمرة والسواد لا حرج. وإن كان اسمه حنا أسود؟ وإن كان، العبرة بالحقائق لا بالأسماء.  
 
5-   عندما كنت في الثانية عشرة و الثالثة عشرة والرابعة عشرة من عمري أفطرت أياماً كثيرة في رمضان تلك السنين، ولا أعلم كم عدد هذه الأيام، والآن بعد مضي عدة سنوات صحوت من غفلتي ولله الحمد والمنة، وتذكرت تلك الأيام التي أفطرتها فأردت أن أصوم ثلاثة أشهر فصمت ستة عشر يوماً منها، ولكني الآن توقفت عن صيامها، وذلك بعد أن سمعت في برنامج نور على الدرب: أن الذي لا يصلي بحكم الكافر الذي لا يقبل منه أي عمل حتى الصيام، وحيث أنني في تلك السنوات كنت لا أصلي بعض الصلوات كسلاً، وبالإضافة إلى ذلك كنت بعد العادة الشهرية أجلس يوماً كاملاً لا أصلي فيه بحجة أن أتبين هل تطهرت تطهراً كاملاً أم لا، فماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
يكفي التوبة في هذا، يكفيك يا أيها الأخت في الله التوبة، عليك التوبة والحمد لله، التوبة والندم على الماضي والعزيمة على أن لا تعودين مع الاستغفار والحمد لله، لأن ترك الصلاة كفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفـر)، فالذي لا يصلي لا صوم له، ولا زكاة له، ولا غير ذلك، فلا يلزمك القضاء حينئذٍ وإنما عليك التوبة والحمد لله الذي من عليك بالتوبة والالتزام.  
 
6-   عند إجراء عملية جراحية لإنسان ما فإن إجراء العملية يستمر عدة ساعات، وكذلك بعد الخروج من غرفة العمليات فإن هذا الإنسان يكون تحت تأثير البنج لعدة ساعات أخرى، مما يترتب على ذلك فوات عدة صلوات، فماذا يفعل؟ جزاكم الله خيراً.
إذا وعى وانتبه يصلي الصلوات مثل النائم، حكمه حكم النائم، يكون مغمى عليه بأسبابٍ عارضة، فإذا انتبه صلى الصلوات كلها كالنائم. الصلوات التي فاتته أثناء العملية؟ أثناء العملية وتوابعها يقضيها بعد الصحوة، في حال الانتباه يتوضأ ويصلي وإذا كان لا يستطيع الوضوء لأن مرضه يمنعه من استعمال الماء يتيمم ويصلي، وأما الخارج ما يتعلق بالخارج من القبل أو الدبر فهذا هو مخير إن شاء الله استنجى إن استطاع بالماء وإن شاء أزال ذلك بالاستجمار، بالمناديل الخشنة الطاهرة، يمسح ثلاث مرات أو أكثر أو باللبن، أو بغير هذا من الأشياء الطاهرة النظيفة الخشنة حتى يزيل الأذى، بشرط أن يكون ذلك ثلاث مرات فأكثر لا ينقص عن ثلاث، وإذا لم يكفي الثلاث زاد حتى يزول ذلك، ولو إلى خمس ولو إلى سبع حتى يزول الأذى. ويتوضأ وضوء الصلاة.  
 
7-   عندما تتصل امرأة بالهاتف على إحدى صديقاتها ويجيب عليها أخو أو أبو هذه الصديقة هل تقول هذه المرأة السلام عليكم، أم تقول له فلانة موجودة من غير تحية الإسلام؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
السنة السلام، لأن المكالمة كالمقابلة، المشروع للمؤمن عند لقاء أخيه أو أخته في الله أن يقول: السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله، أو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإذا كلمه بالتلفون يبدأ ويقول: السلام عليكم، وإن زاد ورحمة الله وبركاته كان أجمل، وذاك يرد عليه، ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته على ما قال له أخوه، ثم يسأل عن مراده. هذا إن كان من المرأة للرجل؟ ولو كان بين الرجال والنساء، ولو كانت مع أجنبي، لأن هذا شرع الله، تقول: السلام عليكم، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسلم على النساء وهن أجنبيات، تقول له السلام عليكم وتقول له: أين فلانة زوجتك أو أخته أو أمه تسأل عنها عن لازمها، وإن كانت تستفتي تسأل تقول السلام عليكم: تسأل عن حاجتها تسأل عالماً تستفتي تقول السلام عليكم أولاً ثم تسأل.  
 
8-   ما الحكم في زيارة المرأة لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم- وقبر أبي بكر وعمر في المدينة المنورة، مع العلم بأنه يوجد وقت محدد لزيارة النساء للقبر؟
في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، من أهل العلم من قال يستحب الزيارة للجميع، الزيارة للنساء وقال آخرون من أهل العلم إنما هي خاصة من الرجال دون النساء حتى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم-، وحتى قبر صاحبيه، وهذا القول أصح، أنه لا يشرع لهن زيارة القبور مطلقاً، حتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحتى قبر صاحبيه رضي الله عنهما، لأنه عليه الصلاة والسلام قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة)، وهذا خطاب للرجال، وثبت عنه في حق النساء أنه لعن زائرات القبور، فدل ذلك على أن النساء لا يزرن لأن لعنه لهن يدل على المنع، ولم يقل إلا قبري وقبر صاحبي، لم يستثن فدل ذلك على دخول قبره وقبر صاحبيه في الحديث الذي لعن، فالواجب عليهن أن لا يزرن القبور وإنما ذاك للرجال خاصة، أما الصلاة على الميت فمشروع أن يقمن، الصلاة على الميت في البيت أو في المساجد إذا صلت المرأة معهم هذا مشروع، ليس مثل الزيارة، إنما الممنوع الذهاب إلى القبور واتباع الجنائز إلى القبور فهذا لا تفعله النساء، لا تتبع الجنائز إلى المقبرة ولا تزور القبور والعلة في ذلك والله أعلم أنها فتنة، وأن مخالطتها للرجال قد يترتب عليه أمور لا تحمده عقباها، ومن رحمة الله أن شرع لهن ترك الزيارة للقبور، ومنعهن من ذلك حفاظاً على سلامتهن وسلامة الرجال من شرهن. إذاً ذلك اليوم المخصص لزيارة النساء لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه آخذاً بتلك الفتوى؟ الظاهر أنهم فعلوه أخذاً بقول بعض العلماء ومراعاة لما في ذلك من بعيد ونحو ذلك وهذا له وجه من حيث أنه قول قال به بعض العلماء ولكن الأرجح منعه، لو منعته الدولة كان أصلح.  
 
9-   فتاة حجت حجة الفريضة وكانت ساترة جسمها بالكامل عن الرجال الأجانب، شعرها ووجهها وسائر بدنها، ما عدا كفيها فقد بقيتا دون أن تغطيهما جهلاً منها بذلك، فما الحكم في ذلك؟
ليس عليها حرج لجهلها والمستقبل إن شاء الله تغطيهما بقفازين أو بغيرهما، لكن في حال الإحرام لا تلبسهما ولا النقاب والبرقع ونحوه ولكن تغطي وجهها بالإحرام بغير ذلك كالخمار والجلباب ونحو ذلك، وهكذا تغطي يديها بالجلباب وبالخمار أو بالعباءة أو غير ذلك في حال الإحرام لا تلبس القفازين ولا تلبس النقاب لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام.  
 
10-  ما معنى العبارات التالية: سوء الظن بالله؟
سوء الظن بالله، ظنك أن الله لا يغفر لك، وأنه لا يدخلك الجنة، بأن تظن ظناً غير مناسب، هذا سوء الظن بالله، وهكذا سوء الظن بإخوانك، سوء الظن بإخوانك، أن تظن ظناً غير فائد، فينبغي أن تظن بالله كل خير سبحانه وتعالى، لأنه في الأحاديث الصحيحة يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتن أحداً منكم إلا وهو يحسن ظنه بالله)، فأحسن ظنك بالله وظن به أنه يعفو عنك سبحانه وهو العفو الغفور وأنه يقبل منك، وأنه يدخلك الجنة لأنك موحد ومسلم، ولكن مع هذا تحذر السيئات، لأن السيئات تغضبه سبحانه، تحذر السيئات والمعاصي، وأحسن ظنك بربك مع التوبة إلى الله، ومع الحذر أحسن ظنك بربك، ولا تقنط ولا تيأس وإن كان عندك معصية، ولكن عليك أن تبادر بالتوبة والإصلاح قبل الموت، لأن المعاصي توجب سوء الظن بالله، تدعو إلى سوء الظن بالله، فعليك أن تحذر المعاصي وأن تتوب إلى الله منها وأن تجتهد في إحسان ظنك بربك، وأنه سبحانه الجواد الكريم، الغفور الرحيم، الذي يغفر لعباده الموحدين المؤمنين ويتجاوز عن سيئاتهم كما أنه سبحانه شديد العقاب لمن تساهل في حقه وارتكب معصيته، فتكون أحسنت الظن بالله مع الحذر من المعاصي ومع التوبة إلى الله منها وعدم الغرور، وعدم الأمن من مكر الله عز وجل.  
 
11-  كيف يعرف المرء بأنه يحب الله ورسوله الحب الكامل؟
يعرف ذلك باتباعه للشرع، تعظيمه للشرع، ولزومه حد الله، وتركه معاصي الله، قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، وقال: فسوف يأتِ الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، فالمحب لله الصادق يطيع أوامره، وينتهي عن نواهيه ويسارع إلى مراضيه، ويقف عند حدوده، هكذا المحب الصادق، أما الذي يتعاطى المعاصي فهذا دليل على نقص حبه لله، يقول الشاعر: تعصي الإله وأنت تزعم حبـه هذا لعمري بالقياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعـته إن المحب لمن يحب مطيـع فالذي يحب الله صادقاً يؤدي فرائضه وينتهي عن مناهيه ويقف عند حدوده، يرجو فضله وإحسانه ويخاف غضبه ونقمته سبحانه.   
 
12- ما معنى الأمن من مكر الله؟
الأمن من مكر الله، كون الإنسان يطمئن قلبه ولا يخاف عقوبة الله، بل هو مخرج إلى المعاصي والسيئات آمن من عقوبة الله لا يبالي ولا يخاف عقوبة الله، إما لجهله وإما لغروره بأنه موحد وأن المعاصي لا تضره، وإما لأسبابٍ أخرى غرته بالله، فتساهل بالمعاصي وأمن العقوبة، ولم يخف العقوبة، هذا من كبائر الذنوب، قال تعالى: أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، فالذي لا يخاف عقوبة الله، ولا يخاف نقمته لا في الدنيا ولا في الآخرة هذا آمن، وهو على خطرٍ عظيم وقد سماه الله فاسقاً نسأل الله العافية.  
 
13-  حب الله وحب رسوله بأي شيء يتم ذلك؟
يتم حب الله ورسوله بطاعة الله ورسوله، وترك معصية الله ورسوله، قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)، والمحب لله ورسوله هو الذي يلتزم أمر الله، ويتباعد عن مناهي الله، ويقف عند حدود الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله، ويحب في الله، ويبغض في الله، يخاف عقوبته، ويرجو رحمته سبحانه وتعالى، هكذا المحب لله، والمحب لرسوله صلى الله عليه وسلم.   
 
14-   شخصان يعملان في متجر واحد ويصليان معاً بإمامة أحدهما، ولكن المأموم يسلم بعد الإمام بثلاث دقائق تقريباً، وعندما يسأله الإمام لماذا يفعل هكذا يرد عليه بأن صلاته سريعة، فهل يصح هذا؟
السنة للمؤمن أن يسلم بعد إمامه، وأن يفعل الأمور بعد إمامها متصلاً به لا يتأخر، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوه ربنا ولك الحمد) الخ، فالسنة أنه يتابع إمامه متصلاً به، إذا انقطع صوت الإمام مكبراً كبر، وإذا استوى راكعاً ركع، وإذا استوى ساجداً انقطع صوته سجد، وهكذا، وإذا سلم، سلم بعده، لكن كون الإمام يعجل قبل أن يأتي المأموم بالمشروع فلا بأس أن يتأخر المأموم بعده قليلاً حتى يكمل المشروع من التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وينبغي للإمام أن لا يعجل حتى لا يجرئ المأمومين إلى ترك السنن أو التأخر بعده، ينبغي له أن يتأنى ولا يعجل حتى يتمكن المأمومون من فعل المشروعات مع الواجبات، ثم أيضاً ليس لهما أن يصليا في الدكان وحدهما، الواجب أن يصلوا في المساجد، لا يصلوا في متجرهما، الواجب عليهما أن يخرجا إلى المسجد مع المسلمين ولا يجوز لأحد أن يصلي في بيته، ولا في دكانه، بل يجب أن يذهب إلى المصلى ويغلق دكانه ويذهب إلى المسجد، حق الله مقـدم.  
 
15-   حصل أحد الإخوة على رخصة عمل (فيزة)؛ ليعمل بها في إحدى الدول العربية، ولكنه باعها لشخص آخر لكي يعمل بواسطتها في هذه الدولة، فهل هذا البيع حلال أم حرام؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الذي يظهر أنه لا يجوز لأنه معطيها يستعملها فيما وضعت له، فهو باعها وصار بهذا مخادعاً فإن الرجل الذي أخذها يدعي أنه فلان في الغالب، يدعي اسمه، فالحاصل أن بيع الفيزة لا يجوز، هذا الذي يظهر لي من الشرع، إنما أعطي إياها لمصلحته هو، ليسافر بها، ليعمل بها، لا ليعطيها غيره، ثم هذا يفضي إلى أن يوجد ناس لا يرضى عنهم، ممن يحملها لو علمت الدولة بهم لم تعطهم هذه الفيزة، قد يكونون غير صالحين، قد يكونون مفسدين، فالحاصل لا يجوز له أن يعطيها غيره، لا بالثمن ولا بغير الثمن، إما أن يستعملها وإما أن يردها إلى من دفعها إليه.  
 
16-   ترغمني ظروف العمل أحياناً أن أعمل ضمن مجموعة من العمال الذين يرتكبون الكثير من المعاصي ولا يؤدون شعائر الدين رغم نصحي لهم، فهل علي إثم فيما لو استمريت في العمل، أم أن علي أن أتركه رغم عدم ضمان وجود عمل آخر؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
لا حرج عليك إن شاء الله في بقاءك في عملك، إذا دعتك الحاجة الشديدة أو الظروف مع النصح وإنكار المنكر، ومتى تيسر لك الترك فاحرص على ذلك لأن قربهم قد يضرك ويقسي قلبك، لكن مع هذا كله عليك أن تنكر منهم وأن تنصح لعل الله يهديهم أو بعضهم بأسبابك.  
 
17-   أنا شاب مسلم من الجمهورية العربية اليمنية، لقد حجيت عدة حجات والحمد الله، ولكنني غير متعلم، رجل أمي، ولقد حجيت لوالدي من ضمن الحجات المتكررة التي وفقني الله بها في هذا البلد الأمين، وأفيدكم بأنني لم أفد بأي ذبيحة في الحج، بحيث أنني كنت لا أعرف ما معنى الذبيحة، هل أنا ملزم بها أم لا، ولكن عندما تفهمت من المرشدين والخطباء فكرت في هذا الأمر وقررت أن أسأل سماحتكم ماذا علي في ذلكم التقصير؟ أفيدوني أثابكم الله. ثم إنني عندما أقدم من اليمن لا أحرم من الميقات المخصص لأهل اليمن وهو وادي يلملم، لحيث أنني ....... أتعدى هذا الميقات، وعندما أصل مدينة جدة احرم منها واذهب إلى مكة المكرمة، ولكنني فهمت بأنه يلزم الإحرام من الميقات الذي يحرم فيه أهل اليمن، فقررت أن اسأل سماحتكم ماذا يلزمني أيضا في ذلك جزاكم الله خيرا؟
يلزمك الإحرام من الميقات ودم يذبح في مكة، عن كل سفرة فيها عمرة أو حج لم تحرم من ميقات اليمن فعليك أن تذبح عن كل واحدة ذبيحة في مكة للفقراء مع التوبة والاستغفار، أما الفدية فإن كنت إذا قدمت إلى مكة للحج تحرم بالحج مفرداً وتبقى على إحرامك ولم تأتي للعمرة فليس عليك فدية، أما إذا كنت حين حججت حجاتك تحرم بالعمرة بعد رمضان ثم تحج فعليك فدية عن جميع الفديات التي وقع فيها عمرة بعد رمضان، كل حجة في العمرة بعد رمضان عليك دم عنها يذبح في مكة وتأكل منه وتطعم، أما الحجات التي ليس فيها عمرة بل تأتي تحرم من الميقات بحجٍ مفرد وتبقى على إحرامك حتى تؤدي الحج هذا ليس عليك فدية، والحمد لله. 

478 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply