حلقة 637: حكم الذبح عند وضع العتب - كتابة الاستغاثات على العربات - أولياء الله وعلاماتهم - حكم الزواج من بنت بنت العم التي رضعت أمها مع الأخ الأكبر - سمع أن على أبيه دينا ولكن لا يدري مقداره ولا الدائن - هل يلزم الوفاء بوعد الطفولة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

37 / 50 محاضرة

حلقة 637: حكم الذبح عند وضع العتب - كتابة الاستغاثات على العربات - أولياء الله وعلاماتهم - حكم الزواج من بنت بنت العم التي رضعت أمها مع الأخ الأكبر - سمع أن على أبيه دينا ولكن لا يدري مقداره ولا الدائن - هل يلزم الوفاء بوعد الطفولة

1-   في قريتنا عادات أنا أشك كثيراً في صحتها شرعاً، فمثلاً: عندما يبني الرجل منزلاً جديداً وحين وضع العتب لا بد أن يذبح ذبيحة يجعلونها كشيء واجب، ويقولون: الليلة يوم العتب، والعتب هو عبارة عن الأعواد التي توضع للشبابيك والأبواب، فهل هناك شيء إذا لم أقم بهذا العمل من الناحية الشرعية؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فهذا العمل منكر، ولا يجوز، وكثير من الناس في بلدانٍ كثيرة يقصد به الذبح للجن والسلامة من شرهم، ويقول أن هذا يتقى به شر الجن فلا يجوز فعل ذلك ولو زعم صاحبه أنه ما قصد الجن لأن تعاطي هذا الأمر على هذا الوجه عند التأسيس يدل على قصدٍ سيء، فالواجب الحذر من ذلك وترك ذلك، ولكن يستعين بالله ويسأله التوفيق ويدع العادات الجاهلية التي يفعلها أهل الجهل، هذه عادة قديمة في الذبح عند تأسيس البيوت للجن يتقون بهذا شرهم بزعمهم فإذا كان قصد الجن فهذا شرك أكبر وعبادة لغير الله نعوذ بالله، أما إذا كان فعله تقليداً لغيره ولم يقصد الجن فهذا بدعة ومنكر لا يجوز. 
 
2-   ما هو رأي الشرع في الذين يكتبون على جنبات عربتهم بعض العبارات -وما أكثرهم في بلدي- مثل أن يقولوا: يا الشيخ التوم ودمباجا! يا الشيخ الياقوت! يا الشيخ المكاشفي! علماً بأن هؤلاء كما يقولون أولياء الله، وهم ميتون، وقبورهم عليها قباب وتزار للتبرك على حد زعمهم؟ وجهونا، جزاكم الله خيراً.
هذا العمل لا يجوز، بل هو منكر بل هو شرك، لأن قصدهم التوجه إلى هؤلاء ليحفظوا سياراتهم وليحفظوا ركابهم، ولهذا يكتبون عليها يا فلان يا فلان أو يا رسول الله أو يا علي أو ما أشبه ذلك، كل هذا لا يجوز، وكله من الشرك الأكبر لأنها استغاثة بغير الله ولجأ إلى غير الله، ودعاء لغير الله، يقصدون من هذا أن يمدهم بما يسبب سلامة رحلتهم وسيرهم في الداخل أو في الخارج، فلا يجوز مثل هذا العمل.  
3-   أرجو تعريفاً كاملاً لأولياء الله، ومن هم، وهل عندهم علامات مميزة، وهل تصح زيارتهم للتبرك وقضاء الحوائج سواء كانوا أحياء أم أموات؟ جزاكم الله خيراً.
أولياء الله هم أهل التقوى والإيمان، وأهل الصلاح والاستقامة على دين الله وعلى ما جاء به رسوله عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم أولياء الله، هم أهل التقوى والإيمان كما قال الله سبحانه: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ثم فسرهم وقال: الذين آمنوا وكانوا يتقون، هؤلاء هم أولياء الله، هكذا في سورة يونس، وقال في سورة الأنفال: وما كانوا أوليائه إن أولياؤه إلا المتقون، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الإيمان، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، واستقاموا على دين الله، وتركوا الشرك والمعاصي هؤلاء هم أولياء الله، يجب حبهم في الله، ولكن لا يجوز دعاءهم من الله ولا الاستغاثة بهم، ولا البناء على قبورهم، هذا منكر، ولا البناء على قبور الأنبياء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم -يعني من الأمم- كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). رواه مسلم في الصحيح، فنهى عن اتخاذ المساجد على قبور الأنبياء والصالحين، وحذرهم من ذلك ولعن من فعل هذا، وروى مسلم في الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال:"نهى رسول الله أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه"، فلا يبنى عليه قبة ولا غرفة، ولا مسجد، بل يجب الحذر من ذلك، بل تترك القبور بارزةً شامسة، كما كانت في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-كالبقيع من غيره في الأرض الواضحة التي ليس فيها بناء، يكون القبر بارزاً على الأرض قدر شبر ونحوه حتى يعرف أنه قبر ولا يبنى عليه، ولا يجصص، ولا يجعل عليه قبة ولا مسجد، كل هذا لا يجوز، وهذه القباب والمساجد التي توضع على القبور من أسباب الشرك، إذا رآها العامي معظمة بالقباب والمساجد وربما فرشوها وربما طيبوها صار هذا من أسباب الشرك، بدعة يترتب عليها شرك أكبر نسأل الله العافية، فإن العامة إذا رأوا هذا العمل دعوها من دون الله واستغاثوا بها وتمسحوا بها إلى غير ذلك، أما زيارة المؤمن أن يسلم على أخيه، يعني على قبره إذا كان ظاهراً بارزاً ليس فيه قبة ولا مسجد فلا بأس، بل سنة، النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، فإذا زار القبور وسلم عليهم ليدعو لهم فهذا مشكور وهو سنة، أما أن يزورهم ليدعوهم من دون الله أو يستغيث بهم أو يطلبهم المدد هذا شرك أكبر ولا يجوز، كأن يقول لصاحب القبر: المدد المدد، أو يا سيدي فلان أغثني أو انصرني أو اشف مريضي، أو أنا في جوارك، أو أنا في حسبك هذا دعاء لغير الله، وشرك بالله سبحانه وتعالى، وهذا من جنس عمل الجاهلية الأولى، أبي جهلٍ وأشباهه، فالواجب على المسلمين أن يحذروا هذه الأمور، وأن يتواصوا ويتناصحوا بتركها أينما كانوا وأما الأحياء منهم إذا زارهم ليسلم عليهم لحبهم في الله فلا بأس، يزورهم لحبهم في الله، لا للتبرك بهم، والذي يزورهم يسلم عليهم ويعرف أحوالهم ويتذاكر معهم في الخير أو في العلم كل هذا طيب، أو يدعو له يستغفروا له، لا بأس، إن قال : استغفروا لي أو ادعوا لي لا بأس، أما أن يزوره لاعتقاده فيه أنه يدعى من دون الله وأنه يصلح أن يعبد من دون الله حياً وميتاً لأنه ينفع أو يضر أو يتصرف في الكون أو ما أشبه ذلك من اعتقاد الجهلة فهذا لا يجوز، يقول الله جل وعلا لنبيه - صلى الله عليه وسلم- : قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن إنا إلا نذير وبشير لقومٍ يؤمنون، فإذا كان - صلى الله عليه وسلم- وهو سيد الخلق وأفضل الخلق لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا يعلم الغيب فكيف بغيره من الناس؟ لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى وهو النافع الضار المعطي المانع جل وعلا، فليس لأحدٍ أن يدعو غير الله بالأموات أو الغائبين أو الأحجار أو الأشجار أو الجن أو الملائكة بل هذا من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وليس لأحدٍ أن يعتقد بأنه قادر وبأنه ينفع أو يضر دون الله أو أنه يصلح أن يعبد من دون الله ويدعى من دون الله كل هذا اعتقاد باطل وكفر، نسأل الله العافية، أما الحي الحاضر القادر، يقول يا أخي أعني على كذا لا بأس، الحي الحاضر يقوله له ساعدني على إصلاح سيارتي، على عمارة بيتي، على مزرعتي وهو قادر يسمعه ويستطيع أن يساعده بما يسر الله لا بأس، هذه أمور جائزة فيما بين الناس، قال تعالى في قصة موسى:فاستغاثه الذين من شيعته على الذين من عدوه لأنه حي يسمع كلامه، وموسى يغيث فلا بأس. أما دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات أو الغائبين يعتقد فيهم أنهم يسمعون دعائه أو ينفعون أو يضرون هذا هو الشرك الأكبر، هذا عمل الجاهلية الأولى، نسأل الله العافية، ولو قال:ما قصدت أنهم ينفعون أو يضرون، ولو قال: أقصد أنهم شفعاء عند الله، هذا شرك المشركين، المشركون ما قصدوا أنهم ينفعون أو يضرون بل أرادوهم شفعاء عند الله وأرادوهم أن يقربوهم إلى الله، كما قال تعالى: ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وقال سبحانه: قل أتبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون. فسماه شرك، وقال سبحانه وتعالى في سورة الزمر: والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، ما قالوا لأنهم ينفعون أو يضرون، قالوا يقربونا إلى الله زلفى، هذه عقيدتهم يعلمون أن النافع والضار هو الله وحده، ولكنهم يطلبون من الأولياء أو من الأنبياء أو من غيرهم الشفاعة إلى الله أن يعطيهم مطالبهم ويزعمون أنهم شفعاء وأنهم يقربون إلى الله ولا يعتقدون أنهم يتصرفون في الكون أو ينفعون أو يضرون لا، ليس هذا من اعتقاد الجاهلية، ومع هذا كفرهم الله وقاتلهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- على شركهم هذا، فالواجب على كل من يدعي الإسلام أن يتبصر وأن يتفقه في دينه، وأن يحذر التعلق بأهل القبور، ودعاءهم من دون الله والاستغاثة بهم، والنذر لهم والذبح لهم، لأن هذا هو شرك الجاهلية كما يفعل هذا بعض الناس عند قبر السيد البدوي أو السيد الحسين أو الشيخ عبد القادر في العراق أو غيرهم، كل هذا شرك بالله لا يجوز، لا مع الحسين ولا مع البدوي ولا مع الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولا مع غيرهم من الناس، ولا مع ابن عربي في الشام، ولا مع غيرهم، فالواجب الإخلاص لله في العبادة، لأنه حقه سبحانه وتعالى، قال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، وقال سبحانه: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه -يعني أمر وأوصى- أن لا تعبدوا إلا إياه، وقال سبحانه: يا أيها الناس اعبدوا ربكم، وقال جل وعلا: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، هذا أصل الدين وأساس الملة، وهذا أعظم واجب وأهم واجب أن تعبد الله وحده بدعائك ونذرك وذبحك وصلاتك وصومك وغير ذلك، وقال تعالى:قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، والنسك يطلق على الذبح وعلى العبادة، فكما أن الصلاة لله هكذا الذبح لله، الذي يذبح للجن أو يتقرب لأصحاب القبور أو للأشجار أو الأصنام بالذبائح هذا شرك بالله تعالى، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم وطلب المدد كأن يقف على القبر ويقول: المدد المدد، أو يدعوهم من قريب يا سيدي البدوي أو سيدي الحسين المدد المدد، أو سيدي عبد القادر المدد المدد، هذا شرك أكبر، شرك بالله عز وجل وعبادة لغيره، قال سبحانه وتعالى: وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً، فهذا عام يعم الأنبياء وغيرهم ذكر في سياق النهي تعم الأنبياء والملائكة والجن والإنس، وقال سبحانه وتعالى: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين، يعني المشركين، وقال سبحانه :ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون، فسمى دعاة غير الله كفاراً، ولو قال ما نسميهم إله، ولو قال نسميهم سادة، أو نسميهم أولياء وتدعوهم واستغاثوا بهم فقد جعلوهم آلهة، وإن لم يسموهم آلهة فلا عبرة بالأسماء العبرة بالحقائق، فالذي يعبده من دون الله، ويستغيث به قد جعله إلهاً، وإن لم يسمه إلهاً، وإن قال السيد أو الولي أو كذا أو كذا بأسماءٍ أخرى، الاعتبار في الأمور بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ، نسأل الله أن يهدي إخواننا جميعاً والمسلمين، وأن يرشد الجاهل للحق والهدى وأن يكثر في المسلمين علماء الحق وعلماء الهدى حتى يبصروا الناس وحتى يرشدوهم إلى توحيد الله وإلى الحق الذي بعث الله به نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم-، ونسأل الله أن يهدي الجاهل إلى أن يتعلم ويسأل ويتصبر ولا يرضى بالتقليد الأعمى، نصيحتي لجميع من يتصلون بالقبور أو يدعو القبور أو يجهل أحكام الله نصيحتي للجميع أن يسألوا العلماء، علماء الحق، علماء السنة، أهل البصيرة يسألوهم مثل من عاصر السنة في الشام مثل الشيخ الأزهر، مثل علماء السنة في الشام في الأردن في أي مكان، علماء الحق المعروفين بالسنة والتوحيد والإخلاص والبصيرة، وهكذا في كل مكان في أفريقيا في أوروبا في أمريكا في كل مكان، الواجب على من جهل الحق أن يسأل، ولا يقدم على شيء على غير بصيرة، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، ويروى عنه عليه السلام لقومٍ أفتوا بغير علم (ألا سألوا إذا لم يعلموا؟ إنما شفاء العي السؤال)، وكان الصحابة يسألونه عليه الصلاة والسلام فيعلمهم ويجيبهم حتى النساء يسألونه ويجيبهم، وقال له بعض النساء: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا يوماً نسألك ونتحدث إليك فوعدهم وجمعهم في مكان وأتاهم وسألوه عن حاجاتهم عليه الصلاة والسلام، فالواجب على العلماء أن ينبسطوا للجهلة حتى يعلموهم، وأن يعتنوا بالكتاب والسنة وأن تكون الفتاوى من الكتاب والسنة لا من التقليد الأعمى، من كتاب الله العظيم وسنة رسوله الأمين، على العالم أن يتبصر من طريق كتاب الله والسنة، وأن يعلم الناس على ضوء الكتاب والسنة ويرشدهم إلى أحكام الله التي دل عليها كتابه العظيم وسنة رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام وأن يحذر التساهل في هذه الأمور، رزق الله الجميع للهداية والتوفيق. 
 
4-   لي من الإخوان أربعة رجال وأربع نساء، وأنا التاسع فيهم والصغير منهم، بنت عمي رضعت مع أخي الكبير، وتزوجت شخصاً آخر، وأنجبت بنت، هل يحق لي الزواج من هذه البنت أم لا، علماً بأن الناس يقولون: إذا كانت الرضاعة تمت عليهما سوياً فهم اللذان لا يحق لهما الزواج من بعضهما؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
إذا كانت رضعت من أمك مع أخيك خمس رضعات أو أكثر في الحولين ولو في مجلسٍ واحد أو في يومٍ واحد فإنها تكون أختكم، ولو أنها مع أخيك الكبير، تكون أختكم جميعاً، وليس لك أن تنكح ابنتها لأنك خالها، أنت خال أولادها جميعاً، وإن نزلوا، خال أولادها، وأولاد أولادها، إذا كانت هذه المرأة رضعت من أمك، خمس رضعات أو أكثر فإنها تكون أختاً لكم ولجميع أولاد أمك، ولجميع أولاد أبيك، صاحب اللبن، أختاً لكم جميعاً، إذا كانت رضعت خمس أو أكثر في الحولين، حال كونها طفلة في الحولين، وأولادها لا يجوز لك نكاح بنتٍ منهم، أنت خالهم، خال أولادها الذكور والإناث جميعاً، لأنها صارت أختك من الرضاعة وصار أولادها أولاد أختك، وأنت خالهم، فليس لك أن تنكح من بناتها شيئاً، ولا من بنات بناتها، ولا بنات أولادها وإن نزلوا، فأنت خالهم جميعاً وإن نزلوا.  
 
5-  تسأل عن المسيح الدجال عندما يظهر في آخر الزمان، هل هو يتكلم، وإذا كان يتكلم فبأي لغة؟ أفيدونا أفادكم الله.
نعم، يكون في آخر الزمان وهو من بني آدم ويتكلم باللغة العربية على ظاهر الأحاديث الواردة في حقه أنه يتكلم بالعربية، ومعه خوارق تفتن الناس، معه نـهر يزعم أنه نار، ومعه نهر آخر يزعم أنه جنة، وتجري على يديه خوارق كثيرة ابتلاء وامتحان، ولهذا شرع الله لنا أن نتعوذ من فتنته في آخر كل صلاة، شرع لنا أن نقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال، وهو أعور، أعور العين اليمنى، مكتوب بين عينيه كاف وفاء وراء، كافر يقرؤوها كل مؤمن، كل مؤمن يكرهه يقرؤوها سواء عامياً أو قارئً فهذا من رحمة الله أن جعل علامةً يعرفها المؤمن حتى لا يخدع به، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- :(ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال)، فتن عظيمة، فالواجب على من أدركه أن يحذره وأن لا يغتر به وأن يكذبه. 
 
6-   توفي والدي وأنا صغير السن، وبعد أن كبرت سمعت أن عليه ديناً، ولا أعلم مقدار هذا الدين، ولا من هو صاحب الدين، كما أن الذي أخبرني عن هذا الدين توفي إلى رحمة الله تعالى دون أن أعرف من هو صاحب الدين، فكيف أعمل لأبرئ ذمة والدي من هذا الدين الذي لا أعرف مقداره ولا من هو صاحبه؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
لا يلزمك شيء يا أخي ما دمت لا تعلم هذا الدين، ولم يطالبك أحد فلا يلزمك شيء والحمد لله، إلا إذا علمت ديناً، من بالبينة الشرعية ولوالدك تركة توفيه من التركة، وإن كنت أوفيت من مالك جزاك الله خيراً، أما ما دام الأمر هكذا لا تعلم الدين ولا أهل الدين، ولم يطالبك أحد فلا شيء عليك، والحمد لله. 
 
7-   عندما كنت أدرس القرآن على يد أحد المشايخ في بلدنا وعدت ابنه وعمره خمس سنوات أن أحضر له دبابة، ثم سافرت إلى المملكة وانشغلت بالعمل، وطالت المدة دون أن أفي بهذا الوعد، وكبر الطفل المولود حتى أصبح رجلاً، فهل يجب علي الوفاء بهذا الوعد، وهل يكون كما وعدت كما نص عليه الوعد، أم بما يعادل قيمته من السلع التي تناسب سنه؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
إذا وفيت بالوعد يكون حسناً وطيباً وإلا فالقواعد الشرعية في مثل هذا أنه لا يلزمك لأنه محل طفولة، والعادة في مثل هذا التسامح بين الناس، وإذا كان ما تيسر لك وقت الطفولة فلا حرج عليك والحمد لله، لكن إن أعطيته شيئاً وكتبت له وراسلته وأعطيته شيئاً في مقابل هذا الوعد فهذا حسن من باب مكارم الأخلاق. 
 
8-   يوجد في قريتنا مسجد يتسع لحوالي أربعين شخصاً، وعدد سكان القرية لا يزيد عن اثني عشر شخصاً، ولهذا فنحن لا نصلي صلاة الجمعة في هذا المسجد، وإنما نذهب إلى مسجد آخر يبعد عنا بضعة كيلو مترات، والسبب هو عدم توفر أربعين شخصاً لقيام صلاة الجمعة، فهل يجوز قيام صلاة الجمعة بهذا العدد القليل وهو اثنا عشر شخصاً؟
نعم، يجوز في أصح أقوال العلماء، ينبغي لكم أن تقيموا الجمعة في محلكم إذا كان عندكم إمام يصلح لذلك والحمد لله، إذا كان المسجد الذي يجَّمع فيه بعيد عنكم وفيه مشقة، يعني يبعد عنكم عدة كيلوات تقيموا في قريتكم الجمعة والحمد لله ولو كانوا خمسة ولو ستة، أقل ذلك ثلاثة، إذا كانوا ثلاثة مستوطنين أحرار مقيمين في القرية جاز لهم أن يجمِّعوا ولو أنهم ثلاثة أو أربعة، أما اشتراط أربعين فليس بصحيح، قول ضعيف ومرجوح عند أهل العلم، فلا بأس ولا حرج عليكم أن تجمِّعوا في قريتكم وإن كنتم اثني عشر أو أقل من ذلك ما لم تنقصوا عن ثلاثة، هذا هو الصواب.  
 
9-   يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر: (( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ))[الزمر:6]، ما معنى الآية الكريمة، وما المقصود بالظلمات؟ جزاكم الله خيراً.
المراد كما قال أهل العلم أنه يطورهم سبحانه خلقاً بعد خلق، أطوار كما قال تعالى: وقد خلقكم أطواراً. فهم منقلون من طور إلى طور، من طور النطفة في الأربعين الأولى، إلى طور العلقة في الأربعين الثانية، إلى طور المضغة في الأربعين الثالثة، إلى حيوان يتحرك في بطن أمه وينمو ثم بعد ذلك تلده إنساناً تاماً ثم ينمو وهكذا، فالحاصل أنهم أطوار في الرحم، من نطفةٍ إلى علقةٍ إلى مضغةٍ ثم بعد المضغة التخليق، سمع وبصر وأيدي وأرجل إلى غير ذلك حتى يتم خلقه ثم تلده بإذن الله، والظلمات الثلاث بينها أهل العلم، ظلمة البطن هذه واحدة، وظلمة الرحم التي في الجنين ثانية، ظلمة المشيمة وهي كساء يكون فيه الطفل يسمى المشيمة، هذه ثلاث ظلمات، هو في كيس ثم في الرحم ثم في البطن، ثلاثة أشياء، ظلمة بعد ظلمة.    
 
10-   في بعض قرى ومدن محافظة حضرموت إذا مات شخص يقوم أقرب الناس له أو أسرته بعقد عزاء على روحه، وهو قراءة القرآن لمدة يوم أو ثلاثة أيام في المسجد للرجال، وفي البيت للنساء، ويتم الختام بقراءة الفاتحة إلى روح سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أجمعين، وإلى روح الأموات الذي لهم صلة قرابة بالمتوفى، كما يتم خلال ذلك توزيع القهوة والدخون على كل الحاضرين لهذا العزاء، ما حكم عملهم هذا؟ أفيدونا أفادكم الله
هذا بدعة، ليس بمشروع تجمعهم بيوم أو ثلاثة أيام على القراءة ثم يختمون بالفاتحة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، كل هذا لا أصل له، ولكن يأتي المؤمن ويعزيهم، يدعو لأهل الميت بالمغفرة، ولهم بالصبر والاحتساب والأجر ويكفي هذا، ولو صبوا له قهوة أو طيبوه لا بأس، أما تجمع خاص في يومٍ أو يومين أو ثلاثة أو أكثر فيه قراءة خاصة ثم ختم بالفاتحة، كل هذا لا أصل له، ما كان يفعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- ولا في عهد أصحابه، قد نص أهل العلم على مثل هذه البدعة، فالمشروع للمؤمن في مثل هذا أنه يأتي أخاه، في البيت في الطريق أو في المسجد ويقول: أحسن الله عزاك، وجبر الله مصيبتك، غفر الله لميتك، والآخر يقول: جزاك الله خير، تقبل الله منك، يكفي هذا والحمد لله. 
 
11-   زوجي يحافظ على الصلاة في بعض الأوقات، ويهملها في بعض الأوقات، وإذا خالط تاركي الصلاة تركها معهم، هل يجوز لي العيش معه، وكيف اعمل جزاكم الله خيراً ؟
إذا كان زوجك يفعل هذا العمل فهو كافر، نسأل الله العافية، الذي ما يصلي كافر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ويقول عليه الصلاة والسلام: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). والصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ويقول في الصلاة عليه الصلاة والسلام :(من حافظ عليها كانت له نورا ًوبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة)، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف، نسأل الله العافية، هؤلاء من كبار الكفار وصناديدهم نسأل الله العافية. لأنه إذا ضيعها من أجل الرياسة صار شبيهاً بفرعون، وإن ضيعها من أجل الوزارة صار شبيهاً بوزيره هامان وإن ضيعها بأسباب المال والشهوات وجلساء السوء صار شبيهاً بقارون الذي خسف الله به وبداره الأرض،وإن ضيعها بأسباب التجارة والبيع والشراء صار شبيها بأبي بن خلف تاجر أهل مكة من الكفار يحشر معهم يوم القيامة فالواجب عليك مغادرة البيت والذهاب إلى أهلك ومعك أولادك وأنت أولى بأولادك لأنه بهذا يكفر لكن إن تاب ورجع وأناب فالحمد لله والواجب عليه هو أن يتوب إلى الله وأن يبادر بالتوبة وأن يحذر جلساء السوء جلساء السوء شر هم عظيم، فالواجب الحذر من مجالسة أهل السوء تراكي الصلاة وأصحاب الخمور والمعاصي، فالواجب الحذر منهم، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله فياحفظ على الصلوات في جماعة ويتوب مما سلف منه وليس عليه قضاء ما سلف عليه التوبة والندم والإقلاع والعزم الصادق أن لا يعود ويكفي هذا وأنت زوجته، لكن إذا أبى ولم يرجع ما هو عليه من الباطل فأنت تمتنعين منه حتى يتوب أو تذهبي إلى أهلك حتى يتوب، هذا هو الصحيح من أقوال العلماء وقد حكاه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي حكاه عن الصحابة جميعاً قال: كان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يرون شيئاً تركه كفر غير الصلاة" فالصلاة أمرها عظيم وهي عمود الإسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: ( من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) هذا مثال لترك الصلوات أراد العصر مع أن الناس قد يشغلون عنها بمجيئهم من أعمالهم ومع ذلك إذا تركها حبط عمله فكيف بغيرها فالمقصود أن تارك الصلاة ولو بعض الأحيان يكفر وعليه التوبة والرجوع إلى الله نسأل الله للجميع الهداية.       

402 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply