حلقة 661: حكم رفع اليدين بعد الفراغ من صلاة الفريضة والنافلة - حكم رفع اليدين في دعاء القنوت - الدعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن - المقصود بالدعاء الجماعي - تلقين الدعاء في الحج - وقت الثلث الأخير من الليل بالساعات

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

11 / 50 محاضرة

حلقة 661: حكم رفع اليدين بعد الفراغ من صلاة الفريضة والنافلة - حكم رفع اليدين في دعاء القنوت - الدعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن - المقصود بالدعاء الجماعي - تلقين الدعاء في الحج - وقت الثلث الأخير من الليل بالساعات

1- ما حكم رفع اليدين في الحالات التالية: بعد الفراغ من صلاة الفريضة والنافلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد ثبتت السنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن رفع اليدين من أسباب الإجابة، وأنه من سنة الدعاء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إن ربكم حييٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً)، وكان يرفع -صلى الله عليه وسلم- يده في الدعاء، ولما استسقى للمسلمين رفع يديه وبالغ في الرفع يدعو ربه أن يغيث العباد، وهذا من السنن في الدعاء، رفع اليدين، وهذا فيه مسائل كثيرة، في الدعاء رفع يديه ودعا عليه الصلاة والسلام، لكن المواضع التي وقعت في عهده - صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيها لا نرفع فيها، المسائل والأشياء التي وقعت في عهده - صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيها السنة أن لا نرفع فيها، وذلك مثل صلاة الفريضة ما كان يرفع يديه -صلى الله عليه وسلم- في الفريضة فلا نرفع أيدينا، إذا سلمنا نأتي بالأذكار الشرعية والدعوات الشرعية ولا نرفع الأيدي، لأن الرسول ما كان يرفع يديه -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا ندعوا بين السجدتين ولا نرفع، هكذا في آخر الصلاة قبل السلام ندعوا ونسأل ولكن لا نرفع، لأن الرسول ما رفع - صلى الله عليه وسلم-، وهكذا في خطبة الجمعة وفي خطبة العيد لا نرفع، عند الدعاء في الخطبة، لأن الرسول ما رفع، إلا في الاستسقاء ما رفع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد، والسنة أن نفعل كما فعل وأن نترك كما ترك عليه الصلاة والسلام، أما صلاة النافلة فمن شاء رفع ومن شاء ترك، لأنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ما يدل على هذا ولا هذا، فالأصل أن الرفع سنة فإذا رفع بعد النافلة لكن يكون في بعض الأحيان، لأن الرسول لو كان يفعل ذلك لنقل إلينا، فلما لم ينقل عنه أنه كان يواظب على ذلك دل على أن الأمر فيه سعة، لكن إذا فعله بعض الأحيان بعد النوافل فهذا لا بأس به، أما ما يعتاده بعض الناس من كونه كلما صلى النافلة رفع فلا نعلم له أصلاً، وتركه أحوط وأولى، لأنه لو كان مفعولاً للنبي - صلى الله عليه وسلم- لنقل .. لأنه صلَى النافلة والناس يشاهدون كثيراً فلم يرفع، فدل ذلك على أنه ليس من عادته الرفع دائماً بعد النافلة، قد يرفع في بيته، لكن مثل هذا يعمل فيه بالسنة العامة، السنة العامة تدل على أن الرفع سنة عند الدعاء، لكن يكون المؤمن تارة وتارة في النافلة، تارة يرفع أخذا بالسنة العامة، وتارةً لا يرفع لأنه شوهد النبي - صلى الله عليه وسلم- صلَى النوافل ولم يرفع بعدها عليه الصلاة والسلام، فيكون الإنسان يفعل هذا تارة وهذا تارة، اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم-، وعملاً بالسنة العامة.     
 
2- ما حكم رفع اليدين في دعاء القنوت؟
يستحب في دعاء القنوت، يعني ثبت أنه رفع في دعاء القنوت عند البيهقي - رحمه الله -.  
 
3-  بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم؟
ما ورد فيه، ما نعرف أنه ورد فيه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، وإذا دعا فلا بأس لكن لا نعرف أنه ورد فيه شيء، فمن رفع فلا بأس، ومن ترك فلا بأس، لأنه من الأمور العامة يدخل في العموم.  
4-  ما المقصود بالدعاء الجماعي؟
الدعاء الجماعي هو أن يأتوا بصوتٍ واحد، يعني يتكلمون جميعاً بصوتٍ واحد، اللهم اغفر لنا بصوت واحد، ربنا اغفر لنا بصوت واحد، ربنا آتنا في الدنيا حسنة بصوتٍ واحد، وما أشبه ذلك، هذا ليس بمشروع، الدعاء الجماعي، بل السنة يدعو واحد ويؤمن الجميع، مثل ما يقول الإمام: اهدنا الصراط المستقيم، فإذا كمل وقال: آمين هم يقولون: آمين. وهكذا الدعاء إذا دعا رجل في المجلس ثم قالوا آمين، فهذا حسن، أو دعا كل واحد لنفسه، هذا يدعو وهذا يدعو من دون تحري أن يكون جماعياً، بل هذا يدعو وهذا يدعو فلا بأس .. أما تحري أن يكون الصوت والنغمة واحدة ابتداءً وانتهاءً كما يفعله بعض الصوفية أو غيرهم فهذا لا أصل له، ولكن إذا دعا كل واحد لنفسه فهذا حسن، أو دعاء واحد وأمن الجميع فهذا حسن.  
 
5-  وإذا لقنهم الدعاء ودعوا بعده، ويكررون نفس الجمل؟
لا بأس، إذا دعوا ولقنهم الدعاء، أن يدعوا بأمرٍ مهم لأنفسهم من غير تحري الصوت الجماعي فلا حرج بأن قال: ادع الله أن يغفر لنا ادع الله أن يتوفانا مسلمين فدعوا فلا بأس. س/ لكنه هو يكرر الجمل وهم يكررونها بعده.. كما هو حاصل لبعض الحجاج عند الطواف وغيره..؟ ج/ يعني يجهلون، يعلمهم هذه المسائل؟ يجهلونها؟... هذا لا بأس هذا من باب التعليم، كما يفعل في الطواف من باب التعليم ليس فيه شيء، يعني من باب التعليم..  
 
6-  نرجوا أن توضحوا لنا وقت الثلث الأخير من الليل بالساعات؟
الثلث الأخير يختلف بحسب طول الليل وقصره، فإذا كان الليل تسع ساعات مثلا، فثلث الليل يبتدي من الساعة السابعة والثامنة والتاسعة هذا ثلث الليل، وإذا كان الليل اثنا عشر فيبتدي ثلث الليل الأخير من الساعة التاسعة، وهكذا في هذا الوقت الآن الليل 11 ساعة تقريباً يبتدئ الثلث الأخير بسبع وثلث، يبقى أربع إلا ثلث، يعني بالتوقيت الغروبي، وبالتوقيت الزوالي إذا بقي أربع إلا ثلث هذا وقت الثلث الأخير، يعني الليل الآن أحد عشر، ثلثه أربع إلا ثلث، فإذا كان بقي من الليل أربع إلا ثلث هذا هو الثلث الأخير وهو الآن يؤذن على خمس تقريباً، خمس ساعات (هذه الليلة ليلة السادس من شعبان) الآن إحدى عشر ساعة فالثلث يبتدئ الآن من سبع وثلث، الثلث الأخير، يبتدئ من واحدة وثلث الآن لأن بالتوقيت الغروبي يؤذن الفجر على خمس ساعات، فيكون يبتدي الثلث الأخير الساعة الواحدة والثلث، يبقى أربع إلا ثلث، هذا الثلث الأخير، وعلى كل حال يختلف بحسب طول الليل وقصره في كل وقت .. س/ إذن يختلف التوقيت من الربيع إلى الشتاء إلى الخريف إلى الصيف..؟ ج/ نعم على حسب اختلاف الليل.  
 
7-  السؤال الأخير الذي نعرضه لأختنا في هذه الحلقة يقول: كيف يقضي المسلم وقته من أول اليوم إلى آخره؟
ينبغي للمسلم أن يحفظ وقته ليلا ونهارا، وأن يقضيه في طاعة الله من صلاةٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ وذكر ودعاء صالح، كما يشرع له أن يقضيه أيضاً في حاجاته، حاجات أهله، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- في بيته يقضي حاجات أهله، وهكذا في كسب الحلال في البيع والشراء، والتجارة المباحة، وفي الأعمال المباحة، يكسب الرزق حتى ينفق على أهله وعلى نفسه، فيكون وقته محفوظاً، إما في طلب الرزق في الحلال وإما في العبادات كالذكر وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل، والصلاة النافلة في أوقات الصلاة، وهكذا ما ينفعه في الآخرة من دعوة إلى الله وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وعيادة المريض، إلى غير هذا من وجوه الخير، وشفاعة حسنة يقضي بها حاجة أخيه، وهكذا طلب الرزق في البيع والشراء وفي العمل المباح يطلب الرزق، هكذا يكون ليله ونهاره محفوظين فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، يحذر أن يصرف بعض وقته فيما حرم الله من المعاصي، ويكون في غاية من الحذر، حتى يحفظ لسانه ويحفظ جوارحه من كل ما حرم الله - سبحانه وتعالى -، وهذا يحفظ وقته من الفضول والكلام اللاغي الذي لا فائدة فيه، بل تكون أوقاته محفوظة إما في طلب الآخرة والأعمال الصالحة وإما في طلب الرزق الحلال الذي يستغني به عن الناس، وإما في السكوت، أو نوم يحتاج إليه، أو تحدث مع أهله، يباسط أهله ويؤانس أهله زوجته، وأولاده وأمه وأبيه يأنس بهم ويتحدث معهم في بعض الأوقات يؤانسهم، كل هذا مما يحبه الله - عز وجل -. س/ إذن لا مكان للهو في حياة المسلم سماحة الشيخ؟ ج/ نعم، إلا اللهو الحلال كالمسابقة بالأقدام، كالمسابقة بالخيل كالمسابقة بالإبل، كالنضال بالرمي، هذا مشروع لأن فيه فائدة، مصلحة للجهاد، فالمسابقة بالخيل والإبل، والرمي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأعطى عليه العوض عليه الصلاة والسلام فهذا من اللهو الطيب ومن الاستعداد للعدو، كما قال تعالى: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ.. (60) سورة الأنفال، وهكذا المسابقة بالأقدام لكن من دون عوض، لا بأس بها، وهكذا الكُرة لو خلت من كشف العورات وإضاعة الصلوات وفي وقت خاص يتعاطى خواص المسلمين الذين يريدون التمرن على القوة والشد والكر والفر من دون أن تشغلهم عن الصلاة أو يبدو فيها عورة، أو يكون فيها كلام لاغي الأصل فيها الحل، لكن إذا فيها كشف عورات أو كان فيها إضاعة صلوات، أو كان فيها كلام بذي رديء تحرم ولا تجوز، ولهذا كرهها العلماء الآن من أجل ما يقع فيها من الشرور بعضها قد يصد عن الصلاة، بعضها قد يقع فيها كلام سيء، بعضها قد تبدو في عورات، فلهذا أنكرها من أنكرها لما يقع فيها من الشر، أما لو سلمت في أوقات خاصة ليس فيها منكر لا إضاعة صلاة ولا كشف عورة، ولا كلام منكر، بل تمرن قليل ثم ينصرفون من دون وقوع في منكر، فالأصل فيها الإباحة، كالمسابقة في الأقدام والمصارعة وحمل الأثقال كلها جائزة إذا خلت عن المنكر. المعلق يقول: الواقع هذه دعوة كريمة واضحة غاية الوضوح لمن أراد المنهج السليم.. س/ بالنسبة للمرأة سماحة الشيخ يبدو لي أن الأشياء التي تفضلتم بذكرها كلهوٍ في حياة المسلم خاصة بالرجال، ماذا عن لهو المرأة، بم تلهو المرأة اللهو المباح؟ ج/ لهو المرأة المباح معروف، فيما يتعلق بتحدثها مع أولادها بما ينفعهم ويسليهم من الشيء المباح، وتحدثها مع زوجها بما يبسطه ويؤنسه من دون أمر منكر، مسابقة في بيتها مع أخواتها مع بناتها، النبي قد سابق عائشة في البيت، فإذا سابقت زوجها، إذا سابقت بعض بناتها، أو بعض أولادها في البيت في محل مصون فلا بأس، فقد سابق النبي - صلى الله عليه وسلم- عائشة - رضي الله عنها- في البيت، فالحاصل أن الشيء الذي تفعله المرأة مما يسليها مع زوجها، أو مع أولادها أو بناتها من مسابقة أو تحدث طيب سليم ليس فيه منكر، فهذا لا بأس فيه.  
 
8-   هل هناك دليلٌ على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رأى الله - عز وجل-، وهل هنالك دليلٌ على رؤية الناس يوم القيامة للرسول - صلى الله عليه وسلم-؟
أما في الدنيا فلم ير ربه – عليه الصلاة والسلام-، وقد طلب موسى أن يرى ربه فقال .. لَن تَرَانِي.. (143) سورة الأعراف، وقال نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (واعلموا أنه لن يرى أحدٌ منكم ربه حتى يموت)، والنبي - صلى الله عليه وسلم- لم ير ربه، سئل عن هذا، سأله أبو ذر، قال يا رسول الله: هل رأيت ربك؟ قال: رأيت نورا، وفي لفظ قال: (نورٌ أنى أراه؟)، رواه مسلم في الصحيح، وبين لنا أنه لن يرى أحدنا ربه حتى يموت، فعلم بهذا أنه لا يرى في الدنيا - سبحانه وتعالى – وإنما يرى في الآخرة، قد يرى في النوم كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم-، لكن لا يرى بالعين في اليقظة إلا في الآخرة. وقد تواترت الأخبار عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أن الله يرى في الآخرة، يراه المؤمنون في القيامة، ويراه أهل الجنة في الجنة، وهذا إجماع أهل السنة والجماعة، وقد أنكر ذلك بعض أهل البدع، وقالوا: إنه لا يرى حتى في الآخرة وهذا قولٌ باطل، بل من عرف الأحاديث الصحيحة المتواترة عرف أنه حق، أنه يرى في الآخرة ويرى في الجنة يراه المؤمنون، وأن من أنكر ذلك فقد كذب النبي - صلى الله عليه وسلم-، والرسول - صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عليه الصلاة والسلام أننا نرى ربنا، قال في بعض الروايات في الصحيحين عليه الصلاة والسلام: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، وكما ترون الشمس صحواً ليس دونها سحاب) فأخبر - صلى الله عليه وسلم- أنه يُرى جل وعلا رؤية واضحة ظاهرة، يراه المؤمنون في القيامة، ويراه المؤمنون في الجنة كما يُرى القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، يعني لا يُزحمون في رؤيته ولا يتضامون أيضاً ولا يشكون في رؤيته - سبحانه وتعالى -، هكذا أخبر - صلى الله عليه وسلم-، وقد جاءت به الأخبار عن رسول الله المتواترة اليقينية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأجمع عليه أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- وأتباعهم بإحسان، كلهم أجمعوا على أن الله - سبحانه وتعالى – يرى في الآخرة، ويراه أهل الجنة، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون، قال تعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) سورة المطففين، يعني الكفار، لا يرونه يوم القيامة محجوبون عنه، وأما المؤمنون فيرونه في القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء - سبحانه وتعالى -، هذا هو قول أهل الحق وهو قول أهل السنة والجماعة، وقد ذهب جمعٌ من أهل العلم على أن من أنكر ذلك فهو كافر، ذهب جمع من أهل السنة والجماعة على من أنكر رؤية الله في الجنة وفي القيامة يكون كافراً، لأنه مكذبٌ للرسول - صلى الله عليه وسلم- فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام من الأحاديث المتواترة الصحيحة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن يراه، وممن يفوز بذلك، في يوم القيامة وفي دار الكرامة، ونسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان.  
 
9-   إني طالبٌ في المرحلة الثانوية والدوام المدرسي يكون كالآتي: الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، أما الأيام الثلاثة الأخر فيكون في الساعة الثامنة صباحاً، لذلك أجد صعوبةً في أداء صلاة العصر فإذا جمعتها مع صلاة الظهر فإنني أتأخر عن الدوام، وإذا تأخرت لا يسمح لي بالدخول؟ علماً أن وصولي إلى البيت يكون الساعة الخامسة عصراً فهل يجوز إقامة صلاة العصر في هذا الوقت أي في الساعة الخامسة، وهل يجوز جمعها مع صلاة المغرب؟
الواجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها، ولو في الدوام، وليس لك أن تؤخرها عن وقتها، فتصلي الظهر في وقتها وأنت في العمل مع إخوانك، إذا كان معك إخوان طيبين تصلي أنت وإياهم، وهكذا العصر تصليها في وقتها، وليس لك أن تؤخرها، فإذا كانوا يمنعونك من الصلاة فتصليها بعد انتهاء العمل إذا كان الوقت باقياً، إن كان الوقت باقياً لم تصفر الشمس فلك أن تؤخر، أما إذا كان لا تخرج إلا بعد أن تصفر الشمس فليس لك أن تؤخر، وعليك أن تصلي في الوقت، وليس لك طاعتهم في ذلك، ليس لك أن تطيع رؤسائك في ذلك، ولو بطلت العمل، ولو تركت الدراسة، عليك أن تصلي الصلاة في وقتها، الظهر والعصر جميعاً، ولو أفضى ذلك إلى ترك الدراسة بالكلية، أما إذا كان يمكن أن تصلي الظهر قبل الدوام في وقتها، ثم تصلي العصر في وقتها بعد الدوام لأنك تخرج منه والوقت واسع فلا بأس في ذلك ولا حرج، لكن ليس لك أن تؤخرها، يعني العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس لك أن تقدم الظهر قبل وقتها، وليس لك أن تجمع بينهما، بل كل صلاة في وقتها، لأن هذا ما هو محل جمع ليس بمرض ولا سفر، وإنما شغل عارض وهو الدراسة، فلا ينبغي أن يكون عذراً في الجمع، ولكن تصلي كل صلاة في وقتها، فإذا لم تقدر على ذلك ومنعوك فلا حاجة إلى هذا العمل، يلزمك ترك هذا العمل حفظاً لدينك وحرصاً على سلامة دينك، والله المستعان. س/ سماحة الشيخ: هل من دعوة كريمة هينة لينة إلى إخواننا في العالم الإسلامي كيما يهتموا بأوقات الصلوات ولا سيما للطلبة والطالبات؟ ج/ نعم نعم، نوصي جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله في المسلمين، وأن يتقوا الله في العمال وأن يتقوا الله في الطلبة والطالبات، حتى لا يضيعوا عليهم أوقات صلواتهم، بل يجب عليهم أن يمكنوهم من الصلاة، العامل يمكن، والطالب يمكن والطالبة كذلك، فالواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله - عز وجل -، وأن يمكنوا عمالهم وطلبتهم وطالباتهم أن يمكنوهم من الصلاة في وقتها ظهرا وعصرا، وهكذا لو كان الدرس في الليل المغرب والعشاء، الواجب على الجميع أن يعينوا على الخير، والله يقول - سبحانه وتعالى -: ..وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ.. (2) سورة المائدة، ويقول - عز وجل -: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ سورة العصر، ولا يجوز للمسلمين أن يساعدوا على ترك الصلاة أو على إضاعتها في أوقاتها، حرام على الرؤساء وعلى المرؤوسين جميعاً، بل يجب على الرؤساء والمرؤوسين والمديرين ووكلاء ومدرسين يجب عليهم جميعاً أن يتعاونوا على تسهيل أداء العمال والطلبة والطالبات الصلاة في وقتها، جماعة في حق الرجال، وأما النساء فلا حاجة إلى الجماعة، تصلي كل واحدة في وقتها وفي محلها، والحمد لله، لا تجب عليهن الجماعة، أما الرجال فالواجب أن يسهل لهم أمر الصلاة وأن تكون جماعة، هذا هو الواجب على الجميع، نسأل الله الهداية والتوفيق...  
 
10- ما حكم رفع اليدين في الدعاء ؟
أما رفع اليدين فتقدم الكلام عليه وأنه من أسباب الإجابة في الدعاء، إلا في المواضع التي ما رفع فيها النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنا لا نرفع فيها.. كما بعد الصلاة الفريضة إذا سلمنا لا نرفع، نأتي بالأذكار الشرعية من دون رفع، وهكذا بين السجدتين لا نرفع، وهكذا في آخر الصلاة قبل السلام لا نرفع؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- ما رفع عليه الصلاة والسلام، وهكذا في خطبة الجمعة والعيد لا نرفع إلا في الاستسقاء إذا استسقى واستغاث يرفع يديه كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم-. هذا أمرٌ مشروع بينه لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- وأوضحه للأمة في فعله وقوله عليه الصلاة والسلام، فالأمة مشروعٌ لها أن تتأسى بنبيها - صلى الله عليه وسلم- في الفعل والترك، تفعل حيث فعل، وتترك حيث ترك عليه الصلاة والسلام.   
11-  أنا رضعت من امرأة هل يجوز لإخواني أن يتزوجوا من بناتها أم لا؟
نعم إذا كانوا لم يرضعوا لهم أن يتزوجوا من بناتها، أما أنت لا، إذا رضعت رضاعاً شرعياً خمس رضعات أو أكثر في الحولين صارت أمك، وصار بناتها أخوات لك، ليس لك أن تنكح منهن أحداً، لأنهن أخوات من الرضاعة إذا كانت رضاعة شرعية في الحولين وكانت خمس رضعات أو أكثر، أما إخوانك فلا بأس، لهم أن يتزوجوا من بناتها لأنهم لم يرضعوا منها، وليس بناتها أخوات لهم.  
 
12-  إنني شاب هناك بعض فروض الصلاة لم أقم بتأديتها من قبل، هل أقضيها الآن؟ وكيف يكون القضاء إذا كان واجباً، وكيف تكون النية؟
الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض وأهم الفرائض بعد الشهادتين، فمن تركها جاحداً لها كفر بإجماع المسلمين، ومن تركها تكاسلاً وليس بجاحد فإنه كافر في أصح قولي العلماء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولقوله - صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، خرجه مسلم في الصحيح. في أحاديث أخرى تدل على ذلك، ومن ضيعها وضيع بعضها ثم تاب فلا قضاء عليه، عليك أن تستقيم أيها السائل وتسأل ربك التوفيق والإعانة وأن تتوب إلى الله مما مضى من الترك وليس عليك قضاء، لأن الكافر إذا أسلم ليس عليه قضاء، وتاركها تهاوناً كافرٌ في الأصح فليس عليه قضاء، ولكن عليه التوبة الصادقة وعليه أن يندم على ما مضى، ويحزن على ما مضى ويعزم عزماً صادقاً على أنه يستقيم في المستقبل ويحافظ عليها، وبذلك يتوب الله عليه - سبحانه وتعالى -، كما قال - عز وجل -: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كما لا ذنب له)، فأنت يا أخي ليس عليك قضاء، هذا هو الصواب.  
 
13-   لي أختٌ أكبر مني سناً، تعاني من مرضٍ في أحد قدميها، مما يجعلها مستمرة في العلاج وبدون انقطاع حتى إنها إذا انقطعت عن العلاج رجع المرض إليها وأصبحت لا تصوم من شهر رمضان، وأحياناً تصوم ثلاثة أو أربعة أيام وعند انتهاء رمضان تنوي أن تقضي الأيام التي أفطرتها ولكن -كما قلت- علاجها مستمر إذا انقطعت عنه رجع المرض، أي ليس هنالك فرصة لكي تقضي الأيام حتى يأتي شهر رمضان آخر ولم تقض الأيام التي أفطرتها ما الحكم -والحال ما ذكر-؟ جزاكم الله خيراً.
إذا قرر الأطباء، ولو طبيباً واحداً ثقة، أن هذا المرض يستمر وأنه لا يرجى برؤه فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً كالشيخ الكبير العاجز والمرأة العجوز الكبيرة العاجزين عن الصيام يطعمان عن كل يوم مسكيناً يعني كيلو ونصف تقريباً من التمر والأرز من قوت البلد ويكفي ذلك، فإذا كان هذا المرض رآه مستمراً ولم يظهر رجاء أنه يشفى بحسب قول الأطباء فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً والحمد لله، وليس عليها صوم، أما إذا كان يرجى شفاؤه والعلاج قد ينفع الله به والأطباء يقولون أنه يمكن أن تشفى منه إن شاء الله، فإنها يبقى في ذمتها الصوم حتى تقضيه ولو طالت المدة، تقضيه بعد حين إن شاء الله لكن إذا قرر طبيب مختص أو طبيبان أو أكثر من ذلك أن هذا المرض لا يرجى برؤه وأن التجربة تدل على أنه يستمر ويضرها الصوم معه فإنها تفطر والحمد لله وتطعم عن كل يوم مسكيناً كالعجوز الكبيرة العاجزة عن الصوم، والشيخ الكبير العاجز عن الصوم يطعم عن كل يوم مسكيناً ولا يصوم وليس عليه القضاء، والواجب نصف صاع من قوت البلد من تمر أو أرز أو بر أو شعير أو ذرة مقداره بالكيلو كيلو ونصف تقريباً.

1.1K مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply