حلقة 671: حلف على أخيه بالطلاق أن لا يذهب إلى مكان فذهب - المغترب يخرج زكاة الفطر في بلده أم في محل إقامته - بعض عادات الأعراس - الإخوة فيما بينهم كل يصافح زوجة أخيه فما الحكم الشرعي - التساؤلات عن يوم القيامة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 671: حلف على أخيه بالطلاق أن لا يذهب إلى مكان فذهب - المغترب يخرج زكاة الفطر في بلده أم في محل إقامته - بعض عادات الأعراس - الإخوة فيما بينهم كل يصافح زوجة أخيه فما الحكم الشرعي - التساؤلات عن يوم القيامة

1-   لقد وقع علي مرة بأن حلفت على أخي بأن لا يذهب إلى مكانٍ ما ولكنه ذهب، والحلف كان بالطلاق فهل هذا الطلاق واقع؟ وماذا أعمل؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فكان ينبغي لك يا أخي أن لا تحلف بالطلاق، وأن تقول له شيئاً آخر غير الطلاق، لكن ما دام وقع الطلاق فإن كنت أردت بهذا منعه ولم ترد إيقاع الطلاق فعليك كفارةُ يمين، ويكون الطلاق في حكم اليمين. أما إن كنت أردت إيقاع الطلاق ففي إمكانك الاتصال بالمفتي لديكم أو المحكمة الشرعية حتى تنظر فيما جرى منك، تحضر أنت والمُطَلق عليه والمرأة ووليها لدى المفتي لديكم، أو لدى المحكمة في الأحوال الشخصية، أو إذا كان هناك قاضٍ شرعي، أو عالمٌ معروف بالعلم والفضل، حتى يفتيكم بما يوافق الشرع المطهر إن شاء الله، بعدما تذكر له الواقع، وبعدما يسأل الزوجة عما لديها وعما لدى وليها، وبعدما يسأل المطلق عليه ماذا سمع منك، ونصيحتي أن لا تعود لمثل هذا.    
 
2-  أنا متزوجٌ ولله الحمد ولدي أربعة أطفال، كيف أخرج زكاة الفطر وأنا في السعودية؟ هل أخرجها في السودان، أم حيث إقامتي؟
أنت مخير إن أخرجتها مع فطرتك في محل إقامتك كفى، وإن أمرت أهلك في محلهم يخرجونها كفى ذلك، والأفضل لك أن تخرج زكاتك أنت في محلك، أما الأولاد فأنت مخير إن شئت أخرجتهم معك لأنك المسؤول، وإن شئت أمرت أهلك في بلدك أن يخرجوها هناك، والأمر في هذا واسع والحمد لله. 
 
3-   عندما ينضج الزرع ويصبح جاهزاً للحصاد تأتي بعض الطيور وتأكل من هذا الزرع، وقد جرت العادة عندنا أن نحضر شيخ طريقة، حيث يحضر هذا الشيخ ومعه عصاه ويشير بها على الزرع، ويشير بها على الطير فلا تأتي مرة ثانية إلى الزرع، هل هذا الفعل جائزٌ أم لا؟
عندما ينضج الزرع ويصبح جاهزاً للحصاد تأتي بعض الطيور وتأكل من هذا الزرع، وقد جرت العادة عندنا أن نحضر شيخ طريقة، حيث يحضر هذا الشيخ ومعه عصاه ويشير بها على الزرع، ويشير بها على الطير فلا تأتي مرة ثانية إلى الزرع، هل هذا الفعل جائزٌ أم لا؟ لا ينبغي هذا الفعل، وهذا الشيخ متهم بأنه يستخدم الجن، وتساعده الجن على حماية الزرع من الطيور، فينبغي أن لا يستدعى هذا الشيخ؛ لأن هؤلاء الصوفية متهمون، وأكثرهم إلا من عصم الله يستخدمون الجن، ويدعون أهل القبور وأصحاب الزوايا، فيستغيثون بغير الله من الأموات والجن وغير ذلك، فلا يليق ولا ينبغي أن يسألوا، وهذا الذي تحضرونه ليحمي الزرع هذا إنما يأتي ليستعين بمن يعرفهم من الجن، أو من الأموات الذين يعبدهم مع الله، فيساعده الشياطين على ذلك حتى يقع الناس في الشرك. فالواجب الحذر من ذلك، وأن تعملوا أنتم ما تستطيعون من حماية الزرع بشيءٍ يمنع الطيور من ذلك. وللناس في هذا عادات معروفة يستطيعون به حماية الزرع من الطيور، أما بنهمها بالحجارة ونحوها، والإشارة بالعصى أو رمح أو نحو ذلك، أو بغير هذا مما يعتاده الناس ليشرد الطيور، أو بقصدِ شيءٍ يظنون أنه ......، كأنه إنسان وهو ليس بصورة لكن يوهم العصافير ونحوها أنه إنسان حتى يحذروا، فالمقصود يفعلون ما يستطيعون غير هذا العمل السيء. 
 
4- عندنا في اليمن بشطريه عادات سيئة في أيام الزواج منها على سبيل المثال: قبل العقد يدفع الزوج ما يسمونه بثوب العم وثوب الخال وثوب الأم، وهي مبالغ من المال، ويدفع لكل واحد حوالي ألفين شلن، والمصيبة الكبرى أن الزوجة تمتنع عن زوجها إلا إذا دفع لها مبلغاً يصل أحياناً إلى عشرة آلاف شلن، أي ما يعادل خمسة آلاف ريال سعودي، فما حكم ذلك جزاكم الله خيراً؟
هذه أمورٌ عادية بين الناس، إذا تركوها فلا بأس، وإذا استمروا عليها فلا بأس، والأفضل التخفيف والتيسير وعدم التشديد في المهور والعادات، حتى لا يتعطل الشباب، وحتى لا تتعطل الفتيات من النكاح، وإذا اصطلحوا على أن العم يعطى شيئاً أو الخال أو الأب أو الأم أو الجدة تعطى شيئاً من الزوج فلا حرج في ذلك، من باب البر ومن باب الصلة من هذه البنت التي يراد تزويجها، وإذا كان يشق على الخاطب فالأولى تركه تشجيعاً للخاطب على الزواج، وتشجيعاً للفتيات على الزواج، مهما أمكن التسهيل في هذا فهو الأولى، وخير الصداق أيسره، لكن لا يحرم هذا، إن اصطلح أهل الزوجة والخاطب على شيءٍ يبذله الخاطب والمرأة التي هي الفتاة راضية بذلك فلا حرج في ذلك. أما إن كان ما اصطلحوا عليه يضرها ويعطلها فالواجب عليهم تركه، فلا يفعلوا شيئاً يعطلها، إذا كان شرط المال للخال أو الأب أو الخالة أو الجدة يسبب تعطيل النكاح وتأخير الزواج فلا يجوز، يكفي المهر المعتاد المناسب للفتاة فقط، وينبغي لأهلها أن يسهلوا في هذا، وأن لا يشددوا حتى لا تعطل بناتهم من الزواج. والشارع يدعوا إلى تسهيل الأمور وتيسيرها والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (خير الصداق أيسره)، ويقول: (.... ولو خاتماً من حديد)، وزوج إنساناً على أن يعلمها بعض القرآن. فينبغي لأهل المرأة أن لا يشددوا، وأن يتسامحوا في المهور، وينبغي للفتاة أيضاً أن لا تشدد أيضاً وأن تتسامح بالمهر، وترضى بالقليل إذا جاء الزوج الطيب والخاطب الطيب، نسأل الله للجميع الهداية. 
 
5-   أعيش أنا وإخواني في بيتٍ واحد وزوجاتهم لا يحتجبن عني وزوجتي أيضاً لا تحتجب عنهم، وإخواني أيضاً يصافحون زوجتي، فهل يجوز لي أن أتركهم يصافحون زوجتي مع العلم أني أعلم أن المصافحة حرام، وأنا لا أصافح زوجاتهم، فبماذا تنصحونني جزاكم الله خيراً؟
ننصحك وننصح إخوانك بترك هذه العادة السيئة، والواجب التحجب من زوجات إخوانك عنك، والواجب على زوجتك أن تتحجب عن إخوانك وأن لا تصافحهم، كما أن زوجاتهم ليس لهن أن يصافحنك، فأنت لا تصافح زوجات إخوتك، وهم لا يصافحون زوجتك، وعليها أن تحتجب عنهم، وعلى زوجاتهم أن يحتجبن عنك، هذا هو الواجب على الجميع، وعليكم جميعاً التمشي مع الشرع المطهر، وبالتمشي مع الشرع السعادة كل السعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى في كتابه العظيم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب: 53]، فالتحجب وعدم المصافحة من أسباب طهارة القلوب، والبعد عن الشبهة والفساد، وإذا لم يتيسر هذا فاعتزل، اخرج في بيتك وحدك، حتى تبتعد عن الفتنة، والمؤمن مأمورٌ بالبعد عن أسباب الفتن والحرص على أسباب السلامة بالطرق المباحة الشرعية.    
 
6- لي صديقٌ يعمل مع أحد باعة الغنم، وعندما يشتري خروفاً بمبلغ خمسين ديناراً مثلاً يحلف بأنه مع بسبعين مع تحريف لفظ الجلالة يوهم المشتري بأن المقصود بالحلف هو الله، وعندما أنبهه لذلك يقول: أنا ألم أحلف بالله، سؤالي هو: هل يعتبر حلف هذا شركٌ بالله، وهل عليّ إثمٌ في مصاحبته ومؤاكلته أفيدوني جزاكم الله خيراً؟
الكذب محرم، ولو ما حلف، اشتراه بخمسين ليس له أن يقول: اشتريته بستين ولا بسبعين، لأن هذا كذب وغش لمن يريد الشراء منه، وإذا حلف أو أوهم الحلف كان أشد في الإثم، إذا قال: والله إنه عليَّ بسبعين، أو أتى بعبارة توهم أنه يحلف فقد زاد في الإثم. فالواجب عليه أن لا يكذب، ويقول: اشتروا مني وليس عليكم من ثمنه، اشتروا مني بما ترون وليس من اللازم أن يخبرهم بالثمن الذي اشتراه، فإذا أخبرهم فليخبرهم بالحقيقة ولا يكذب، وإن لم يخبرهم فلا بأس، يقول: اشتروا مني ولا تسألني عن ثمنه، اشتروا بما ترون، أما أن يكذب ويقول: اشتريته بكذا وهو كاذب فهذا لا يجوز وهذا غش، وإذا علموا كذبه فلهم الخيار لأنه غشهم وخدعهم، نسأل الله السلامة. 
 
7- أن ممن يخافون الله ولا ينظرون إلى هذه الدنيا الفانية بل أتطلع إلى ما أقدمه من أعمال صالحة تنفعني يوم الدين، أنا دائماً أقرأ الكتب التي تصف الجنة والنار وعلامات الساعة والقضاء والقدر وما شابه ذلك من الكتب الغيبية، فلا يكاد يقع تحت يدي كتابٌ إلا وأقرأه بتمعن، وأحتفظ به، مثل هذه الكتب هي التي يقشعر منها جسمي، وتذرف لها عيني، وتنقلني إلى عالمٍ آخر، لكن يدور في ذهني بعض التساؤلات مثلاً: هل يوم القيامة مثل أيام الدنيا؟ وهل يكون الناس على هذه الصفة أم يتغيرون؟ ومتى يتغيرون؟ أنا لم أستطع أن أتخيل صفة الجنة والنار وما بهما، وأيضاً في قول الحق تبارك وتعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ[ق: 30] هل معناه أن الجنة أصغر من النار؟ أرجوا الإفادة، مع ذكر بعض الكتب الصحيحة التي تشرح وتصف الجنة والنار، جزاكم الله خيراً.
نوصيك بحمد الله وشكره على ما من عليك من محبة الخير والإيمان، والاستقامة على طاعة الله، وحبك الكتب المفيدة، نوصيك بحمد الله على هذا وشكر الله على ذلك، ونوصيك بأن تسأله المزيد من العلم النافع والعمل الصالح، ونوصيك بالقرآن فإن فيه الشفاء، أن تكثر من تلاوته، وتدبر معانيه، فهو يفيدك ما تسأل عنه، ويدلك على ما أشكل عليك من سعة الجنة وعظمتها، ويوم القيامة ويومه، وأنه يوم عظيم مقداره خمسين ألف سنة، فهو ليس مثل أيام الدنيا، فالله بين -جل وعلا- في سورة المعارج: أن مقداره خمسين ألف سنة، فينبغي لك أن تحرص على قراءة القرآن، وتدبر معانيه حتى تستفيد مما أشكل عليك من أمر الجنة وأمر النار، ويوم القيامة، وغير ذلك، يقول -جل وعلا- في سورة المعارج: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيبًا[المعارج: 4-7]، وفي الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: أن ذلك اليوم مقداره خمسون ألف سنة، فترى من بخل بالزكاة ولم يؤدها أنها تحمى عليه أمواله، ويعذب بها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، والنار لا يزال يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد، حتى يضع الجبار -سبحانه- فيها رجلة فينزوي بعضعها إلى بعض، وتقول: قطٍ قطٍ أي حسبي حسبي امتلأت. والجنة أوسع وأعظم يقول -جل وعلا-: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ[آل عمران:133]، فأمرها عظيم وسعتها عظيمة، ويدخلها المؤمنون ويبقى فيها فضل، فعليك يا أخي أن تجتهد في تدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، حتى تعلم ما أشكل عليك. وننصحك بمراجعة الصحيحين: صحيح البخاري ومسلم، تفسير ابن كثير، تفسير ابن جرير، تفسير البغوي، فهي كتب عظيمة مفيدة جداً. كذلك ننصحك بمراجعة: زاد المعاد للعلامة ابن القيم -رحمه الله- فهو كتاب جيد سماه "زاد المعاد في هدي خير العباد"، كذلك نوصيك بمراجعة كتب الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- فهي كتب مفيدة: الثلاثة الأصول، كتاب التوحيد، كشف الشبهات، آداب المشي إلى الصلاة، هذه كتب مفيدة، وشرح كتاب التوحيد لحفيده عبد الرحمن بن حسن، واسمه فتح المجيد، كتاب مفيد في العقيدة، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة كتب مفيدة مثل: العقيدة الواسطية، كتاب الحموية، كتاب التدمرية، كتاب الإيمان، كتب عظيمة ومفيدة، نسأل الله لنا ولك التوفيق.  
 
8-  ما حكم الشرع في إنسانٍ أكل لحم إبلٍ ظاناً أنه لحم غنم، ثم صلّى بعد ذلك، هل صلاته صحيحة لجهله، أم يجب عليه الإعادة؟
بل يجب عليه أن يعيد؛ لأن لحم الإبل ناقض، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (توضؤوا من لحوم الإبل)، فالواجب عليه أن يتوضأ، فإذا جهلها ثم علم يتوضأ ثم يعيد الصلاة، كما لو صلّى يحسب أنه على وضوء، ثم تذكر أنه قد أحدث بولاً أو ريحاً أو غائطاً فإنه يتوضأ ويعيد، لأن لحم الإبل ناقض للوضوء في أصح قولي العلماء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (توضؤوا من لحوم الإبل)، وقال له رجل يا رسول الله: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: (نعم)، قال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت، فجعل لحوم الغنم مخيراً إن شاء توضأ وإن شاء لم يتوضأ في لحوم الغنم، أما لحوم الإبل فوجب عليه الوضوء، فإذا أكل لحم إبل ثم علم أنها لحم إبل فإنه يتوضأ ويعيد الصلاة. المذيع/ سماحة الشيخ: ماذا يستثنى من أجزاء لحم الإبل؟ كثيرٌ من أهل العلم يرون أن الكرش والأمعاء لا تسمى لحماً، والشحم كذلك، لأن اللحم عند العرب هو ..... المعروف، فإذا أكل من كرشها أو شحمها أو أمعائها لا يسمى لحماً فلا يجب عليه الوضوء، وبعض أهل العلم يستحب له الوضوء؛ لأنه لو توضأ يكون أحوط، لأنه قد يتسامح في تسميته لحماً، لكونه يشبه اللحم، فإذا توضأ منه احتياطاً فهو حسنٌ إن شاء الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه)، فإذا توضأ من الكرش والأمعاء كرش الإبل وأمعاء الإبل فهذا حسن إن شاء الله، أما الوضوء اللازم هو من اللحم، يعني الهبر. المذيع/ بالنسبة للكبد والطحال؟ ج/ كله مثل الأمعاء. س/ أحد الأخوة يسأل أيضاً حتى عن الحليب؟ ج/ الحليب لا ينقض الوضوء، ... واللبن لا ينقض الوضوء، لا يسمى لحماً. جزاكم الله خيراً. 
 
9-   ما حكم الشرع في نظركم في الكحل في نهار رمضان، هل هو حلالٌ أم حرام؟ وهل هناك فرقٌ بين وضعه في الليل ووضعه في النهار أثناء الصيام؟
الصواب أن الكحل ليس مفطراً، لأن العين ليست منفذاً معتاداً، لكن إذا أخره المؤمن والمؤمنة إلى الليل يكون أحوط وأحسن، فلو اكتحل نهاراً لم يبطل صومه، لكن لو وجد طعم الكحل في حلقه فبعض أهل العلم يرى أنه يقضي احتياطاً، فإذا قضى احتياطاً فحسن، وإلا فالصواب أنه لا يفسد الصوم، إذا قطر في عينه، أو اكتحل في عينه الصواب أنه لا يبطل، وإذا أحس بذلك في حلقه، لكن إذا قضى احتياطاً إذا أحس به في حلقه من باب الاحتياط فحسن، وإذا أخره إلى الليل كان ذلك أبرأ للذمة وأحوط، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).   
 
10-   لدينا في المدينة شيخٌ وهبه الله جمالاً في الصوت وعذوبةً لا توصف عندما يقرأ القرآن، أخذت مسجلاً وتوجهت إليه لأسجل له من سورة البقرة، ولكنه رفض التسجيل وقال: إن تسجيل القرآن أو الاستماع إليه من خلال أي جهاز حرام ولا يجوز، لأن كلام الله منزهٌ عن التساجيل فخرجت من عنده وأنا متعجبٌ من موقفه، سؤالي: هل هو محقٌ في موقفه هذا؟ أم أنه موقفٌ غير مبنيٍ على أي أساس من الصحة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
لا أعلم لكلامه وجهاً، ولا حرج في التسجيل، هذا الكلام الذي قاله ليس له وجهٌ شرعي مما نعلم، ولا حرج في تسجيل القرآن والأحاديث المفيدة، وفي ذلك نفعٌ عظيمٌ للمسلمين، وقد جرب المسلمون ذلك، وأي حرج في هذا، ليس في هذا حرج، ولعله ينتبه إلى هذا الأمر ويرجع عن رأيه، هذا الرأي الذي قاله أخونا هذا ليس بسديد، والصواب أنه لا مانع من تسجيل القرآن ولا سيما بالأصوات الحسنة التي تحرك القلوب، وتخشع لها القلوب، كما يسجل أيضاً للعلم النافع، من حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- ومن كلام أهل العلم، كل ذلك لا بأس به والحمد لله. 
 
11-   أنا شابٌ مسلم لي خالٌ متزوجٌ يشرب الخمر إذا وجده وهو تاركٌ للصلاة فهو لا يصلي حتى في شهر رمضان، نصحته ولكن بدون فائدة، فهل صيامه صحيح؟ وهل يجب أن نقاطعه ولا نتحدث إليه، ولا نجلس معه، أنا أجد نفسي مجبراً على التحدث والجلوس معه، وذلك بصفته خالي، فماذا علي أن أفعل؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
إن كان الواقع ما ذكره السائل فالواجب هجره ومقاطعته، وأن لا تجاب دعوته، وأن لا يدعى إلى وليمة، لأن ترك الصلاة كفرٌ أكبر بأصح قولي العلماء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه، في أحاديث كثيرة وآيات قرآنية تدل على كفر تارك الصلاة، فالواجب على من يدعي الإسلام أن يتقي الله وأن يصلي، فإذا لم يلتزم بذلك وجب على ولاة الأمور إذا كان في بلد إسلامية أن يستتيبوه، فإن تاب وإلا وجب قتله، ومثله لا يستحق أن تجاب دعوته، بل يبغي هجره، وعدم دعوته، حتى يستقيم، أما من زاره ليدعوه إلى الله ليرشده فلا بأس، هذا من باب الدعوة إلى الله، إذا زرته لأن تدعوه إلى الله وترشده إلى الحق، لعل الله أن يهديه بالأسباب هذا أمرٌ طيب. أما صومه فلا يصح على الصحيح، لأن الكافر لا يصح عمله، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[الأنعام: 88]، وقال -سبحانه-: وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[المائدة: 5]، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من ترك صلاة العصر حبط عمله)، وهذا مثال، فمن ترك الصلوات من باب أولى إذا ترك صلاة العصر وحدها حبط عمله، فالذي يترك الصلوات كلها من باب أولى أن يبطل عمله، وهذا يدل على كفره، نسأل الله له الهداية والرجوع إلى الصواب. 
 
12-  أخي الذي أصغر مني وهو بالغ تاركٌ للصلاة فهو لا يصلي إلا الجمعة، نصحته ولكن بدون فائدة ماذا أفعل تجاهه؟ جزاكم الله خيراً.
مثل ما تقدم الواجب عليك نصيحته والإنكار عليه، وإذا كنت تقدر على تأديبه لأنك أكبر منه، أو لأن لك سلطاناً عليه فأدبه حتى يستقيم، وإلا فارفع بأمره إلى من يقوم بالواجب من قاض أو أمير مسلم يستطيع أن يلزمه بالحق، لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب إنكار المنكر والله يقول سبحانه: والمؤمنات والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، رواه مسلم في الصحيح، فالواجب عليك أن تجتهد في أسباب هدايته لعل الله يهديه بأسبابك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه: فو الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، ويقول عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، فاجتهد يا أخي لعل الله يهديه بأسبابك، فإن أبى فاعمل ما تستطيع من إلزامه بالحق وردعه عن الباطل من طريق الإمارة أو القضاء أو من طريق أبيه إن كان أبوه موجوداً يقوم عليه أو والده بالتأديب لعل الله يهديه بأسبابكم، نسأل الله لنا وله الهداية. 

400 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply