حكم جمع صلاة الظهر والعصر في حال المطر - حكم التسمية عند الوضوء في دورة المياه - حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها - وقت صلاة الضحى - الشك والوسوسة في الصلاة - حكم قراءة البسملة في الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

50 / 50 محاضرة

حكم جمع صلاة الظهر والعصر في حال المطر - حكم التسمية عند الوضوء في دورة المياه - حكم خروج المرأة بدون إذن زوجها - وقت صلاة الضحى - الشك والوسوسة في الصلاة - حكم قراءة البسملة في الصلاة

1- ما حكم جمع صلاة الظهر والعصر في حال المطر؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، هل يجمع بين الظهر والعصر في المطر والدحض أما لا؟ على قولين، والصواب أنه لا بأس، كالمغرب والعشاء، فلا بأس أن يجمع الإمام بالناس في الظهر والعصر من أجل المطر الذي يؤذيهم أو الدحض في الأسواق والزلق في الأسواق؛ لأن الله جل وعلا يقول: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ (185) سورة البقرة، ويقول سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (78) سورة الحـج، والنبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر، وفي رواية من غير خوف ولا شرر، فدل ذلك على أن المطر مما يسوغ الجمع، وهكذا آثاره من دحض في الأسواق والطين في الأسواق الذي يتأذى به المصلون هو عذر شرعي أيضاً.  
 
2- كم تكبيرة يكبرها المأموم عندما يأتي والإمام في حال الركوع، أرجو التفصيل في هذه المسألة؟
يكبر تكبيرتين، إحداهما وهو واقف وهذه التكبيرة الأولى، وهي تكبيرة الإحرام، وهي ركن لا بد منه، ولا تنعقد الصلاة إلا بها، ثم ينحط مكبراً للركوع، فإن خاف أن تفوته الركعة اكتفى بالأولى، التكبيرة الأولى وكفت عن تكبيرة الركوع في أصح قولي العلماء؛ لأنهما عبادتان اجتمعتا في محل واحد فاجتزئ بالعظمى منهما وهي تكبيرة الإحرام، لكن بشرط أن يؤديها وهو واقف قبل أن يركع، يؤديها وهو واقف بنية التكبيرة الأولى، وإذا أمكنه أن يأتيه بالثانية وهو في هويه إلى الركوع كان هذا هو الأكمل، فإن لم يتيسر ذلك لضيق الوقت كفته التكبيرة الأولى وهي تكبيرة الإحرام في أصح قولي العلماء.  
 
3- كيف يسمي من أراد الوضوء في داخل دورة المياه، وهل له أن يذكر اسم الله وهو داخل الدورة؟
نعم، يسمي عند بدء الوضوء، عند غسل كفيه للوضوء، يقول: باسم الله، ثم يشرع؛ لأنها حاجة، وجمع من أهل العلم يراها واجبة هذه التسمية، فعند وجوبها وتأكدها تزول الكراهة، ولو أنها في دورة المياه.  
4- امرأة تخرج بغير إذن زوجها إلى أهلها أو إلى مكان فيه مناسبة نسائية، هل تأثم؟ وإذا خاصمها زوجها قالت: أنا كنت في واجب؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ليس لها الخروج إلا بإذن زوجها، يحرم عليها أن تخرج إلا بإذن زوجها، ولو كانت في تعزية لأهل ميت أو عيادة مريض أو لأهلها ليس لها الخروج إلا بإذنه، عليها السمع والطاعة لزوجها إلا في المعصية، أما في المعروف فعليها السمع والطاعة، وليس لها الخروج إلا بإذنه، سواء كان ذلك لأهلها أو لغير أهلها، وعلى الزوج أن يراعي حقها وأن يتلطف بها وأن يحسن عشرتها فيأذن لها في الخروج المناسب الذي ليس فيه منكر، وليس فيه إعانة على منكر من باب المعاشرة بالمعروف، ومن باب جمع الشمل، فلا ينبغي أن يشدد ولا يجوز لها أن تعصيه في المعروف، أما إن أمرها بمعصية فلا، ليس لها طاعته في ذلك، لو أمرها أن تسب والديها أو تشرب الخمر أو تترك الصلاة، لا يجوز لها طاعته في ذلك، حرم عليها طاعتها في ذلك؛ لأن الرسول عليه السلام يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، لكن إذا أمرها بشيء مباح من عدم الخروج للجيران أو لأهلها، أو عدم صنع الطعام المعين أو أشياء أخرى مما أباح الله، فليس لها أن تعصيه، بل عليها السمع والطاعة.  
 
5-  صلاة الضحى هل يجوز أن أؤخرها حتى العاشرة صباحاً مثلاً؟
كل الضحى محل صلاة، من حين ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قرب الزوال، كله محل صلاة، وأفضلها عند شدة الضحى الساعة العاشرة هذه الأيام أو العاشرة والنصف أو الحادية عشر كلها محل صلاة، صلاة الضحى، يقول عليه الصلاة والسلام: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) يعني حين يشتد الحر على أولاد الإبل، فالحاصل أن صلاة الضحى وقتها واسع، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى وقوف الشمس قبل الظهر بنحو ربع ساعة أو ثلث ساعة، كل هذا محل صلاة الضحى، وإذا كان في وقت شدة الضحى وارتفاع الضحى يكون أفضل.      
 
6-   أنا كثيراً ما أشك في صلاتي، فمثلاً: إذا أردت القيام للركعة الثانية أو الثالثة أشك هل سجدت وجلست بين السجدتين أو أني سجدت سجدة واحدة فقط، وهذا كثيراً ما ينتابني، فهل صلاتي والحال ما ذكر صحيحة، أم أن عليَّ إعادة، وجهوني إلى الطريق السليم؟ جزاكم الله خيراً.
هذا من الشيطان، هذه الوسوسة من الشيطان، والواجب عليك مخالفته والحذر من طاعته، ويشرع لك أن تتعوذي بالله من الشيطان الرجيم عند هذه الوسوسة تقولين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأنتِ في الصلاة، وتنفثي ثلاث مرات عن يسارك، تقولين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إذا غلب الوسواس، وإذا كان ذلك غالباً عليك فارفضيه واعملي بظنك، إذا كان ظنك أنك سجدت لا تعيدي السجود، وإذا كان ظنك أنك سجدت سجدتين كذلك لا تعيدي السجود، اعملي بالظن في هذا إرغاماً للشيطان، وعدم طاعة له، واستمري في صلاتك وليس عليك شيء، أما إذا كانت الوسوسة قليلة وشكَّيت هل سجدت أو ما سجدت؟ اسجدي، وكملي الصلاة، وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين قبل السلام، فإذا نهضت من السجدة وشككت هل هذه السجدة الأولى أو الثانية اجعليها الأولى، واجلسي بين السجدتين، وقولي: رب اغفر لي، رب اغفر لي، ثم اسجدي الثانية، ثم قومي للثانية من صلاتك أو الثالثة أو الرابعة؛ لأن الواجب أن تعملي باليقين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى ثلاثاً أم أربعاً فليطرح الشك وليبن على ما استيقن)، فأنت مأمورة بطرح الشك والبناء على اليقين إذا كانت الوسوسة قليلة، وإذا شكيت هل صليت واحدة أو ثنتين؟ اجعليها واحدة، وإذا شككت هل هي ثنتين أو ثلاث؟ اجعليها ثنتين، وهكذا تعملين باليقين وتكملي الصلاة، وإذا كملتيها تسجدين للسهو سجدتين قبل السلام، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا في القيام إذا شكيتِ هل ركعت أو ما ركعت؟ اعتبري نفسك ما ركعت واركعي ثم ارفعي، وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين قبل السلام عن هذا السهو، أما إذا غلبت الوسوسة وكثرت مثلما تقدم اطرحيها ولا تلتفتي إليها واعملي بظنك، واستمري في صلاتك، وليس عليك سجود سهو؛ لأن هذا من لعب الشيطان، فالواجب مخالفته والتعوذ بالله منه.  
 
7-  هل قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة عند قراءة الفاتحة واجبة أم سنة؟
سنة، قراءة التسمية عند قراءة الفاتحة أو غيرها من السور سنة في الصلاة وخارجها، وليست واجبة، هذا هو الصواب
 
8-  عندما يسلم المذيع في الراديو أو التلفزيون عند بداية البرنامج مثلاً، فهل يجب علي أن أرد السلام؟
ينبغي لك أن ترد السلام؛ لأنه يسلم على المستمعين وأنت منهم، فتقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما الوجوب فإنه محل نظر؛ لأنه فرض كفاية، لكن أنت مشروع لك أن ترد السلام؛ لأنه قد لا يرد غيرك، فأنت ترد السلام وتأخذ الأجر، إذا قلت: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كتب الله لك ثلاثين حسنة، فرد السلام، ولا تقل: قد يسلم غيري! أنت بادر بالسلام، وهذا هو المشروع لك، وقد يجب عليك.  
 
9-   عند المرور أثناء القراءة على آية جنة أو وعيد أو ذكر للنار، هل نطلب من الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة ونطلبه الجنة ثم نستعيذ بالله ونسمي عند الاستمرار في القراءة؟
لا مانع، لا مانع، النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ في تهجده بالليل يقف عند كل آية فيها رحمة يسأل أو آية وعيد يتعوذ، أو آية تعظيم يعظم الله ويسبحه، فلا مانع من كون المسجل للقرآن إذا سجَّل شيئاً فيه ذكر الجنة أن يسأل الله الجنة، وإذا كان شيء فيه ذكر النار أن يتعوذ بالله من النار، أو كان شيء فيه ذكر أسماء الله وصفاته، يقول: سبحانه وتعالى، سبحانه وبحمده، ونحو هذا.  
 
10-  الذهب إذا لم يبلغ النصاب بل ادخرتُه للاحتياج فقط، فهل عليه زكاة؟
إذا كان ما يبلغ النصاب ليس فيه زكاة، أما إذا كان يبلغ النصاب بنفسه أو بإضافة حلي عندها أو فضة فإنه يزكى، أما إذا كان ما عندها شيء إلا هو وهو ينقص عن النصاب أقل من إحدى عشر جنيه ونصف فهذا لا زكاة فيه، إذا حفظته لحاجتها ما فيه زكاة، حتى يبلغ النصاب بنفسه أو بضمه إلى نقود أخرى، أو عروض تجارة أعدتها للبيع.  
 
11-  هل يجوز لي الدعاء من كتب مكتوب فيها كثيراً من الأدعية ولا أحفظها بل أستعين بالقراءة فيها؟
إذا كنت لا تعلم فيها محذوراً لا بأس، إذا كان ما فيها محذور فلا بأس إذا كانت طيبة، أما إذا كانت حق توسل بغير الله، توسل بالنبي أو بالصالحين فلا تدع بها، اترك التوسل، قل: اللهم اغفر لي وارحمني، اللهم اهدني، اللهم ارزقني العلم النافع بأسمائك وصفاتك، أما لا تقل في دعائك: بجاه النبي صلى الله عليه وسلم! أو بحق النبي صلى الله عليه وسلم! أو بجاه الصالحين! أو بحق أبي أو بجاه أبي!، هذا بدعة في التوسل، على الصحيح من أقوال العلماء، التوسل بالأنبياء أو بالصالحين أو بآبائك أو بحق آبائك كل هذا بدعة في السؤال ينبغي تركه، ولكن يقول: اللهم إني أسألك برحمتك بإحسانك بعفوك يتوسل بأسماء الله وصفاته لا بأس.  
 
12-  إذا مر رجل على قوم يأكلون هل يسلم عليهم؛ لأنا سمعنا أن ذلك لا يجوز؟
نعم، يسلم عليهم، والذي قال لك لا يسلم غلط، يسلم عليهم، إذا جاء إلى قوم وهم يأكلون أو يقرؤون أو يتحدثون يسلم عليهم يقول: السلام عليكم، أو السلام عليكم ورحمة الله، أو ورحمة الله وبركاته، ولا يكره ذلك، بل يشرع، وهم يردون عليه.   
 
13-  هل يجوز أن أقول مثلاً أنا على المذهب الشافعي أو الحنفي أو غير ذلك؟
نعم، إذا كان يعني يسير على مذهب، هذا المذهب، وقد درس في كتبه وعلى أهله وسار يسير على هذا المذهب، لا بأس أن يقول أنا على المذهب الشافعي أو الحنبلي أو المالكي، أو يرى أن هذا المذهب أصوله وما جرى عليه أقرب إليه ويرجحها فلا بأس أن ينتسب إليه، إما لكونه عاش على تعليم أهله من المشايخ والعلماء، أو لأنه رأى أن هذا المذهب أصوله وما بني عليه المذهب أنها أقرب إلى الحق، فسار عليه، فلا بأس أن ينتسب إليه، لكن لا يجوز له أن يتعصب ويقول: إن الحق معهم، لا مع غيرهم، ولو خالفوا الدليل، لا، ما يتعصب، يتبع الدليل فإذا كان الدليل مع غيرهم وجب عليه الانتقال من مذهبه إلى المذهب الآخر الذي معه الدليل، ولا يجوز أن يتعصب لمذهبه في الحق والباطل، أما الانتساب إليه إذا كان يسير على أصوله أو درس على مشايخه وصار يسير على ما قالوا له فلا بأس أن ينتسب إليه لكن لا يجوز له أبداً أن يتعصب له، ويقول: إنه على الحق مطلقاً أو ينكر على من خالفه، أو يترك الدليل لأجله، كل هذا لا يجوز، بل لا بأس أن ينتسب إليه ولكنه متى ظهر له الحق، متى بان له الحق اتبع الحق وترك المذهب.  
 
14-  هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان وقيام ليلة النصف أيضاً؟
ليس عليه دليل، كل الأحاديث التي في هذا ضعيفة، فلا يشرع له صيام يوم النصف، ولا قيام ليلة النصف، كل الأحاديث ضعيفة اللي في هذا الباب.  
 
15-  هل هو تغطية الوجه فقط، وهل هو فرض أم سنة؟
الحجاب معناه أن تغطي وجهها وبدنها كله، هذا الحجاب، عن الرجال الأجانب كأخي زوجها وعم زوجها، وزوج أختها أو زوج عمتها أو ابن عمها وابن خالها وجيرانها تحتجب عنهم، تغطي وجهها وشعرها وبدنها كله، لكن تسلِّم عليهم ترد عليهم السلام، لا بأس، لكن لا تصافحهم ولا تكشف لهم عن شيء من بدنها، قال الله عز وجل في حق نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (53) سورة الأحزاب، بين سبحانه أن الكلام يكون من وراء حجاب، وهو التغطي أو من وراء باب أو من وراء اللباس الذي تحجبت به، وذكر أنه أطهر لقلوب الجميع أن هذا العمل أطهر لقلوب هؤلاء وهؤلاء؛ لأن النظر قد يفتن وقد يدعو إلى الشهوة فكان الحجاب من أسباب السلامة، وقال جل وعلا في سورة النور: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ (31) سورة النــور، إلى آخره، فنهى النساء أن يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ومن ذكر مع الأزواج، وما ذاك إلا لأن إظهار الزينة من الفتنة، فقد يفتن بها رائيها وربما جرها إلى الفساد سواء كان زوج أختها أو كان أخا زوجها أو عم زوجها أو ابن عمها أو ابن خالها أو أحد جيرانها من غير المحارم كلهم ليس لها أن تبدي لهم الزينة من وجه أو غيره.  
 
16-  ما حكم إمامة المعذور للصحيح، مع العلم أن الصحيح لا يجيد قراءة القرآن؟
هذا فيه تفصيل: إذا كان المعذور عذره لا يمنع شيئاً من واجبات الصلاة ولا من أركانها فلا بأس أن يؤم، مثل إنسان مقطوع اليد، أو مقطوع بعض الأصابع، أو نحو ذلك، لا بأس أن يؤم الناس، أما كون عذره يمنعه من القيام يجلس هذا يؤمهم وهو جالس، فيقدم من يؤمهم غيره، إلا إذا كان هو إمام الحي، هو الإمام الراتب هو إمام المسجد فلا بأس أن يؤمهم وهو جالس، كما أَمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وهو جالس لما مرض عليه الصلاة والسلام، أمهم وهو جالس، وقال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً)، فإذا كان إمامهم الراتب صلى قاعداً صلوا خلفه قعوداً، وإن صلوا قياماً فلا حرج أجزأهم كما فعله النبي في آخر حياته، فإنه صلى بهم قاعداً وصلوا خلفه قياماً ولم يأمرهم بالجلوس فدل على الجواز، أما إذا كان ليس إمام الحي فإنه لا يؤمهم وهو جالس، بل يلتمس من يؤمهم من غير المعذورين الذين يستطيعون أن يؤموا وهم قيام.  
 
17-  ما حكم الاختلاف في بعض المسائل الفقهية، مع العلم أن هذه المسائل تسبب مشاكل كثيرة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ينبغي لأهل العلم الجد في التقارب والاتفاق والحرص على عدم الخلاف، بأن كل واحد يجتهد حتى يعرف الحق بدليله وحتى يستقيموا على الدليل ويتفقوا عليه حتى لا يكون بينهم خلاف مهما أمكن، يعني الواجب على العلماء أن يحرصوا كثيراً على جمع الكلمة، وأن تكون الكلمة واحدة حتى لا يلتبس الأمر على العامة، أما لو لم يتيسر ذلك لأن هذا يرى أن الحق معه، وهذا يرى أن الحق معه، فإن المؤمن يجتهد ويتْبع من هو أولى بالحق عنده ومن هو أقرب إلى الورع والعلم، فإذا اشتبهت عليه الأمور يقلد من هو أقرب عنده إلى العلم والفضل والورع والعلم بالدليل فيقلده؛ لأن العامي شيخه هو مذهبه، فالعامي يسأل ويتبصَّر وإذا اشتبه عليه الأمر واختلف عليه اثنان أو أكثر اعتنى بمن هو أقرب إلى الصواب في اعتقاده وعمل بقوله.   
 
18- ما حكم حلق اللحية، وهل تربيتها واجبة أم هو من السنة؟ جزاكم الله خيراً.
اللحية تربيتها وإعفاؤها وتوفيرها أمر واجب وليس له قصها ولا حلقها، بل الواجب توفيرها وإعفاؤها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (قصوا الشوارب ووفروا اللحى، خالفوا المشركين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)، فهذه الأحاديث صحيحة توجب على المؤمن أن يعفي اللحية ويوفرها طاعة لله ورسوله، ويحذر قصها أو حلقها.  
 
19- يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) [النساء:48]؟
هذه الآية على ظاهرها تدل على أن من مات على الشرك فله النار والعياذ بالله مخلداً فيها لا يغفر له أبداً، إذا كان قد بلغته الدعوة، أما من مات على ما دون الشرك من المعاصي فهو تحت مشيئة الله، عند أهل السنة والجماعة، لهذه الآية العظيمة، فإذا مات على الزنا أو على شرب الخمر أو العقوق أو نحو ذلك من المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على قدر المعصية التي مات عليها، ثم بعد التطهير يخرجه الله من النار، هذا هو الحق عند أهل السنة والجماعة: إذا مات على معصية غير مكفرة، ولم يستحلها، مات وهو يتعاطى الخمر أو الربا أو العقوق أو الغيبة أو النميمة هذا تحت مشيئة الله، إذا شاء الله غفر له، وعفا عنه بفضله وإحسانه قد يكون هذا من أسباب أعماله الصالحة، وإن شاء جل وعلا عاقبه على قدر معصيته، عقوبة تليق به سبحانه فإنه الغفور وهو الجواد الكريم سبحانه وتعالى، يعاقب كما يشاء سبحانه وتعالى، على معصيته التي مات عليها ولم يتب، بما يشاء سبحانه وتعالى.  
 
20- إذا صافحت على المحارم من الرجال بيدي وأنا صائمة هل يؤثر ذلك على الصيام، وأيضاً على يؤثر على الوضوء والصلاة؟
لا يؤثر، إذا صافحت ما يؤثر، لكن لا تصافح إلا المحارم بس فقط، مثل زوجها أخيها، عمها خالها، أما الأجنبي أو زوج أختها أو أخي زوجها لا تصافحه، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا أصافح النساء)، فهي تصافح من يكون لها مصافحته من المحارم ولا ينتقض الوضوء بذلك.
 
21- هل يجوز للمرأة أن ترفع صوتها قليلاً أثناء القراءة في الصلاة وهي تصلي، وسواء كان ذلك في الصلوات الجهرية أم السرية؟
يستحب لها رفع الصوت في الجهرية مثل الفجر ومثل الأولى والثانية من العشاء والمغرب، يستحب لها الجهر مثلما يستحب للرجال، إلا إذا كان عندها رجال أجناب تسر عنهم أفضل، تسر عنهم أفضل، وإن قرأت سراً فلا حرج، والحمد لله.  
 
22- إنني أصلي العشاء، ثم أصلي بعده ركعتين، ثم أصلي ركعتين بتسليمة واحدة، ثم أصلي ركعة وأرفع يدي وأدعو بصوت مرتفع قليلاً، هل ما أفعله صحيح؟
نعم كله صحيح طيب، والحمد لله، لكن الصوت -مثلما تقدم- إذا ما كان ما عندك أيها السائلة أجناب ما عندك رجل أجنبي فلا بأس، ترفعين الصوت قدر ما ينشرح صدرك له ويحصل به النشاط وحركة القلب والخشوع، أما إذا كان عندك أجانب فخفضه أولى وأفضل.  
 
23- سمعت من بعض الناس أن المرأة في يوم الجمعة لا تصلي حتى يخرج الرجال من المسجد! فهل هذا صحيح؟
ليس بصحيح، تصلي إذا دخل الوقت، إذا زالت الشمس تصلي ولو ما صلى الناس الجمعة، ولو قبل صلاة الجمعة، إذا زالت الشمس ودخل الوقت، لكن لا تعجل؛ لأن بعض الناس قد يصلي قبل دخول الوقت في الجمعة قد يقدمونها على الزوال، فينبغي لها ألا تعجل حتى تجزم وتحقق أن وقت الظهر قد دخل، فإذا دخل وقت الظهر تصلي ولا تنتظر إلى كونهم صلوا الجمعة أو ما صلوا الجمعة. المقدم: جزاكم الله خيراً، 

484 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply