حلقة 746: هل صلاة الوتر واجبة - اختلاف نية الإمام والمأموم - الحكمة في عدم صيام الحاج يوم عرفة - ليلة القدر - أحكام الوضوء ودعاؤه - هل هناك سنة بعد صلاة العصر، وهل تجوز الصلاة قبل الغروب - وجوب متابعة المأموم للإمام

46 / 50 محاضرة

حلقة 746: هل صلاة الوتر واجبة - اختلاف نية الإمام والمأموم - الحكمة في عدم صيام الحاج يوم عرفة - ليلة القدر - أحكام الوضوء ودعاؤه - هل هناك سنة بعد صلاة العصر، وهل تجوز الصلاة قبل الغروب - وجوب متابعة المأموم للإمام

1-  هل صلاة الوتر واجبة، وهل أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم-أهل القرآن بأن يوتروا؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فصلاة الوتر سنة عند أهل العلم، وهو الذي عليه جمهور أهل العلم أنها سنة، وليست واجبة ولهذا قال علي -رضي الله عنه-: (ليس الوتر حتماً كهيئة المكتوبة ولكنها سنة سنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) ومن الأدلة على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن ما زاد على الصلوات الخمس، قال له السائل: (هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع) لما سأله عن الصلاة أخبره عن الصلوات الخمس قال هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع، فالوتر سنة مؤكدة ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأقلها ركعة واحدة، وإن زاد فهو أفضل كثلاث، أو خمس، أو أكثر من ذلك، وأفضله إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن أوتر بأكثر من ذلك فلا حرج، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أوتروا يا أهل القرآن، فإن الله وتر يحب الوتر) وهذا الأمر للتأكيد ليس للوجوب وإنما هو للتأكيد. جزاكم الله خيراً 
 
2- إذا اختلفت نية المأموم والإمام، فهل الصلاة صحيحة؟
الصواب أنها صحيحة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى في الخوف ببعض المسلمين ركعتين صلاة الخوف، ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين، فصارت الأولى له فريضة، والثانية له نافلة وهم لهم فريضة، وكان معاذ -رضي الله عنه- يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في العشاء صلاة الفريضة، ثم يرجع ويصلي بقومه صلاة العشاء نافلةً له وهي لهم فرض، فدل ذلك على أنه لا حرج في اختلاف النية، وهكذا لو أن إنسان جاء إلى المسجد وصلى العصر, وهو لم يصلي الظهر, فإنه يصلي معهم العصر بنية الظهر ولا حرج عليه في أصح قولي العلماء, ثم يصلي العصر بعد ذلك. جزاكم الله خيراً   
 
3-  ما الحكمة في منع الحاج من صوم يوم عرفة؟
الحكمة فيما بين أهل العلم أنه يوم عيد, ويوم جمع الله في تعاطي ما يسبب النشاط والقوة في الدعاء, والضراعة إلى الله, والذكر والصوم قد يضعفه عن ذلك، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال في يوم عرفة ويوم النحر, وأيام التشريق قال: (عيدنا أهل الإسلام) يعني الأيام الخمسة يوم عرفة, ويوم النحر, وأيام التشريق الثلاثة قال: (عيدنا أهل الإسلام) وهكذا يوم الجمعة لما كان يوم عيد نهي عن صومها مفردة، فالأفضل في يوم عرفة أن لا يصوم ولهذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عرفة بعرفة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وقف يوم عرفة مفطراً، ووجد له لبن وهو واقف بعرفة على مطيته يشرب والناس ينظرون -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة للحجاج أن لا يصوموا عرفة، بل يكونوا مفطرين؛ لأنه أقوى لهم على العبادة، وأنشط عليها؛ ولأنه يوم عيد فالأعياد لا تصام لكنه يوم عيد لا يحرم صومه، وإنما يستحب، يشرع فيه إلا لغير الحاج كأصحاب المدن والقرى، فإن السنة أن يصوموا؛ لأنه يوم فاضل يصام، لكن بالنسبة إلى الحجاج هو عيد لهم، فالأفضل لهم أن لا يصوموا بل يقفون بعرفات وهم مفطرون، كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، أما أهل القرى والأمصار والبوادي فالسنة لهم أن يصوموا يوم عرفة؛ لأنه يوم فاضل، أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن صومه يكفر السنة التي قبلها و التي بعدها، وهو يوم عظيم، لكنه في حق الحجاج عيدٌ لهم، يشرع لهم فيه الفطر. جزاكم الله خيراً 
 
4-  قرأت أقوالاً متعددة عن ليلة القدر، حدثونا عنها جزاكم الله خيراً، وعن وقتها إذا أمكن تحديده؟ جزاكم الله خيراً.
ليلة القدر هي أفضل الليالي، قد قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وقال فيها: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، فهي ليلة مباركة وهي ليلة القدر، وفيها يفرق كل أمرٍ حكيم، ومن ذلك كتابة الأعمال، والحوادث في ذلك العام، تكتب في ليلة القدر تفصيلاً بالقدر السابق، ومنها أنها أفضل من ألف شهر، أي العمل فيها والاجتهاد فيها خيرٌ من العمل والاجتهاد في ألف شهرٍ مما سواها، وهذا فضلٌ عظيم، وهي تكون في العشر الأواخر من رمضان، هكذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان)، والأوتار آكد، واحد وعشرين، ثلاثة وعشرين، خمسة وعشرين، سبعة وعشرين، هذه آكد، أفضل وأحرى من غيرها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)، وفي الأحاديث الأخرى الدالة على أنها تلتمس في العشر كلها، لكن الأوتار أحراها، وأحرى الأوتار ليلة سبعة وعشرين. جزاكم الله خيراً 
 
5-  ما هي أحكام الوضوء، وهل هناك أدعية ورادة عن الرسول-صلى الله عليه وسلم-أثناء الوضوء؟
الوضوء له فرائض، وله شرائط، ويستحب في أوله التسمية، وفي آخره الشهادة، بعدما يفرغ يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)، وفي أوله يقول: (بسم الله)، عندما يغسل يديه ويتوضأ، يغسل كفيه ثلاثاً قبل أن يتوضأ ويسمي عند ذلك، وله شرائط عشرة: "الإسلام، والعقل، التمييز، ونية رفع الحدث، واستصحاب فقه النية، وانقطاع الموجب الذي يوجب الوضوء من البول ونحوه، والاستنجاء والاستجمار قبله الاستنجاء بالماء وإلا استجمار بالحجارة، ونحوها من المناديل، واللَبِن ونحو ذلك، وطهورية الماء يكون طهور، كونه مباح، وإزالة ما يمنع وصول البشرة من عجين، أو صمغ، أو غير هذا مما يمنع وصول الماء إلى الجلدة، وهناك شرط حادي عشر في حق من حدثه دائم أن لا يتوضأ إلا بعد دخول الوقت، وهذا أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- المستحاضة وحكمها وحكم صاحب السلس مثلها، النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للمستحاضة: (وتوضئي لوقت كل صلاة)، فيلحق بها جميع من حدثه دائم، فصاحب السلس الدائم البول، أو الريح الدائمة هذا مثل صاحب الدم الدائم الإستحاضة، يتوضأ إذا دخل الوقت، وبعض أهل العلم نازع في إباحة الماء، أنه يجوز الطهور به إن كان غير مباح؛ لأن المقصود يحصل به من إزالة أثر النجاسة، ومقتضى الحدث، والتحريم ليس خاصاً بالوضوء، خاصاً بجنس الماء، لا بد يكون مباح، لا يجوز الشرب به ،ولا الوضوء به ولا استعماله إلا إذا كان ملكاً له، والقاعدة: (ما كان تحريمه عاماً لا يخص الصلاة، فإنه لا يبطل الصلاة)، وهكذا الصلاة في الثوب المغصوب والأرض المغصوبة؛ لأن النهي عام ما يخص الصلاة ليس له أن يستعمل الثوب المغصوب، ولا يجوز له أن يجلس في الأرض المغصوبة، ولو كان في غير الصلاة، فإذا كان النهي عاماً، فإنه لا يضر الصلاة، وإن كان لا يجوز له الفعل، فعلى هذا لو صلى في الأرض المغصوبة، أو توضأ في الماء المغصوب، أو صلى في الثوب المغصوب، صحت صلاته مع الإثم، يأثم، وتصح صلاته، وهذا القول أرجح، وهكذا النجاسة لو أزالها بماء طهور لكنه مغصوب زالت، ولكن يأثم لو كان في ثوبه نجاسة وغسله بماء مغصوب، ماء طهور مغصوب، زالت النجاسة، وطهر الثوب مع كونه آثماً؛ لأن المقصود حصل، المقصود بالماء حصل. جزاكم الله خيراً، يسأل عن الأدعية أثناء الوضوء؟ ما ورد شيء مثلما تقدم، لا يشرع في الوضوء أدعية ما عدا التسمية في أوله، والشهادة في آخره. أما أثناء الوضوء؟ ما ويرد شيء صحيح. بارك الله فيكم 
 
6- هل هناك سنة بعد صلاة العصر، وهل تجوز الصلاة قبل الغروب؟
ليس هناك سنة بعد العصر، بعد العصر نهي، وقت نهي؛ لأن الرسول نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس إلا من عليه فوائت هذا يقضيها ولو بعد العصر، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (من نام عن الصلاة، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة له إلا ذلك)، فلو تذكر بعد العصر أن عليه الظهر ناسيها صلاها، أو عليه الفجر ناسيها صلاها، أو غير ذلك، وهكذا لو أن إنسان دخل المسجد، أو طاف بعد العصر في مكة صلى تحية المسجد، وصلى ركعتين الطواف، وهكذا لو كسفت الشمس بعد العصر؛ لأن هذه من ذوات الأسباب تصلى بعد العصر، أما سنة راتبة بعد العصر، لا، إلا خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد العصر، صلى بعد العصر ركعتين؛ بسبب أنه شغل عنه بعد الظهر، ثم أثبتها، وسئل عنها: (هل نقضيهما؟ قال: لا)، وأخبرت عائشة أنه كان يصليها بعد العصر، فهذا شيء خاص به -صلى الله عليه وسلم-. وقبل الغروب ليس هناك صلاة؟ نعم، ليس فيه شيء إلا مثلما تقدم الشيء الذي يعرض من ذوات الأسباب كالكسوف، والطواف بمكة، ودخول المسجد. 
 
7- ما هي الأحكام التي يجب أن يقتدي بها المصلون خلف الإمام في صلاة الفجر، والمغرب، والعشاء، وهل يقرؤون الفاتحة وسورة قصيرة عندما يقرأ الإمام، أم يكتفون بقراءة الإمام؟
المأموم تابعٌ لإمامه في جميع الصلوات، تابع للإمام؛ لأن الإمام جعل ليؤتم به، فلا يختلف عليه المأموم ولكن بعده، إذا كبر كبر وإذا ركع ركع، وإذا رفع رفع، وهكذا، وينصت لقراءته في الفجر, في المغرب, والعشاء ينصت إذا قرأ الإمام، وعليه أن يقرأ الفاتحة فقط في الجهرية، يقرأها سراً, وينصت بعد ذلك، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، وفي الأخيرتين من العشاء يقرأ الفاتحة فقط, وفي الأخيرة من المغرب يقرأ كذلك الفاتحة فقط، أما في الظهر، والعصر يقرأ في الأولى، والثانية في الفاتحة وما تيسر معها، في الأولى والثانية في الظهر، والعصر؛ لأنها سرية يقرأ فيها، وفي الأخيرة يقرأ الفاتحة فقط في الظهر، والعصر، يقرأ الفاتحة، وإن قرأ مع الفاتحة زيادة في الثالثة، والرابعة من الظهر فلا بأس، قد ورد في حديث أبي سعيد عند مسلم ما يدل على ذلك، فإنه -رضي الله عنه- أخبر أنه حصروا صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر قدر ثلاثين آية،من الظهر بعد النصف، فهذا يدل على أنه كان يقرأ في الظهر زيادة على الفاتحة في الثالثة والرابعة، لكن لعل هذا بعض الأحيان؛ لأن أبا قتادة في الصحيحين أخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يقرأ في الثالثة إلا بفاتحة الكتاب والرابعة في الظهر والعصر. جزاكم الله خيراً 
 
8- إنني أعمل في أحد المعارض، وفي رمضان يشتد العمل عندنا، وأحياناً تدخل النساء، منهن المتبرجة، ومنهن غير المتبرجة، وبعض الزبائن يسأل عن مكان صناعة البضاعة الفلانية فنجيبه بأنها صنعة في البلد الفلاني، ونحن غير متأكدين من ذلك؛ بسبب الزحام لم نتمكن من النظر في البضاعة، هل علينا إثم، وهل كثرة النظر إلى النساء حرام؛ لأن عملنا يتطلب ذلك؟ جزاكم الله خيراً؟
ليس لكم أن تخبروا إلا عن يقين، والا أخبره بالظن قل أظن أنها في كذا، لا تجزموا إلا إذا كنتم تعلمون أنها صنعت في المحل الفلاني، أما إذا كنتم لا تجزمون قولوا نظن أو يغلب على الظن أنها صنعت في البلد الفلاني، حتى تسلموا من الكذب، والنظر إلى النساء غير المحارم ما يجوز، تعمد النظر إليهن بشهوة وتلذذ لا يجوز وهكذا إذا خاف فتنة لا يجوز أما النظر إليهن نظرة عارضة ليس معه شهوة بل لأسباب اقتضت ذلك، فلا يضر إن شاء الله، الإنسان مأمور بغض البصر، لكن إذا دعت الحاجة إلى النظر مثل ما يجري في الأسواق، وينظر في المساجد من غير قصده الفتنة ولا قصده التلذذ، فلا يضره ذلك، لا للمرأة ولا للرجل جميعاً، ولهذا أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة أن تنظر الناس وهم يلعبون في المسجد بالدرقة، والحراب، فالحاصل أن النظر العام الذي ليس معه شهوة ليس هو المقصود بالنهي، المقصود بالنهي النظر الذي يقصد بالتلذذ، أو يخشى منه فتنة، هذا هو المقصود وينهى عنه؛ لقوله جل وعلا: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) ولما سئل -صلى الله عليه وسلم- عن النظر الفجأة قال: (اصرف بصرك)، فالإنسان يغض بصره إلا من حاجة تدعوا إليها بغير التلذذ ولا خوف الفتنة، بل نظر عارض بغير قصد. جزاكم الله خيراً 
 
9-   أن له أخت كانت مع رجل وطلقها بسبب والدته، ثم إنها بعد الطلاق أصيبت بحالة مرضية أرغمه والده ووالدته على الذهاب بها إلى أحد الأشخاص يعتقد أنه مشعوذ، ومنذ ذلك الوقت وهو يفكر في أمره، ويرجو من سماحتكم توجيهه، كيف يتصرف، وهل يكون قد وقع في الإثم؟ جزاكم الله خيرا؟
نعم، لا يجوز له ذلك، ليس له طاعة والديه فيما حرم الله، والذهاب بأخته إلى المشعوذ لا يجوز؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن إتيان الكهان وعن سؤالهم، والمشعوذون هم العرافون، وهم المنجمون، والكهنة، فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم، وإذا أمره بذلك والده لم يجز له طاعته؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما الطاعة في المعروف)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فيعتذر، ويقول يا والدي هذا ما يجوز، لكن نذهب بها إلى من يقرأ عليها من الطيبين، امرأة صالحة تقرأ عليها، رجل صالح يقرأ عليها بدون خلوة، إلى الطبيب، أما إلى المشعوذين من الكهنة، والمنجمين، وسحرة، ونحو ذلك هذا لا يجوز، فإنه لا يجوز إتيانهم، ولا سؤالهم، ولا العلاج عندهم بالكلية، بل يجب على ولي الأمر أن يمنعهم من ذلك، وأن يؤدبهم، حتى يرتدعوا عن تعاطي العلاج. جزاكم الله خيراً، أما الحال وقد وقع فبما توجهونه سماحة الشيخ؟ عليه التوبة إلى الله، والندم، والعزم أن لا يعود في هذا الشيء. وحين إذٍ يكون إن شاء الله تائباً؟ التوبة تجب ما قبلها إذا صدق في التوبة بالندم على الماضي، والإقلاع من الذنب، والعزم الصادق أن لا يعود فيه، فإن الله يغفره له -سبحانه وتعالى-؟ هو قلقه من كونه قد وقع منه هذا الشيء؟ عليه التوبة وإن شاء الله يرجى له الخير في هذا، إذا قلق من أجل خوف الله والرغبة فيما عند الله فهو على خير عظيم. جزاكم الله خيراً 
 
10- نرجو أن تحدثونا عن صلاة الرغيبة (الفجر)، هل نقرأ الفاتحة وسورة أخرى معها؟
السنة هي تسمى الراتبة، راتبة الفجر، ومن سماها الرغيبة فهو اسم لا أعرف له أصل، فالمقصود سنة الفجر، وهي ركعتان في البيت أفضل وإن فعلها في المسجد فلا بأس، يقرأ فيهما الفاتحة و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)(1) سورة الكافرون. وفي الثانية (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (1) سورة الإخلاص، مع الفاتحة، أو يقرأ فيهما آية البقرة في الأولى مع الفاتحة (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ) الآية، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة آية آل عمران: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ) (64) سورة آل عمران، كل هذا فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا و هذا -اللهم صلي عليه وعلى آله-، وهي سنة مؤكدة لكن ففيها يشرع فيها التخفيف، وفي البيت أفضل، وإن صلاها في المسجد فلا بأس، وهي مشروعة للرجل والمرأة جميعاً، والمسافر، والمقيم، للجميع. جزاكم الله خيراً 
 
11- أفطرت بعض أيام من رمضان، وحينئذ تأخرت في القضاء، وبدأت أقضيها الآن، فماذا عليّ؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كنت قضيتها قبل رمضان الثاني فليس عليك إلا القضاء والحمد لله، أما إذا كنت أخرتها بعد رمضان، فعليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم مع التوبة والاستغفار، وهو إطعام مسكين يعني نصف صاع من تمر، أو أرز، أو غيره من قوت البلد مقداره كيلوا ونصف تقريباً، مع التوبة والاستغفار، والصيام إذا كنت أخرتها بغير عذر، لا مرض، ولا عذر آخر كالسفر، فالإنسان إذا أخر الصيام عن السنة استمر إلى رمضان الآخر، فإنه يكون قد أتى معصية فعليه التوبة إلى الله، وعليه القضاء، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم أفتى به جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم – كالتعزير. جزاكم الله خيراً 
 
12- نسأل سماحتكم عن أسماء الكتب المفيدة التي تقوي ديننا وتجعلنا نحافظ عليه؟ جزاكم الله خيراً.
الكتب كثيرة لكن أعظمها وأشرفها وأصدقها وأنفعها كتاب الله القرآن العظيم نوصي الجميع بكتاب الله هو أحسن كتاب، وأصدق كتاب، وفيه الدلالة على كل خير، وفيه التوجيه إلى أسباب النجاة، والسعادة، وفيه الترهيب من أسباب الهلاك، فنوصيك أيها السائل، وجميع المسلمين، والمسلمات بالعناية بالقرآن العظيم، والإقبال عليه، والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والعمل بما فيه من الأوامر، والنواهي، فهو كتاب الله فيه الهدى والنور، (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (42) سورة فصلت ، يقول الله فيه سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)(9) سورة الإسراء، ويقول سبحانه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (29) سورة ص، ويقول سبحانه: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (155) سورة الأنعام، هذا الكتاب العظيم فيه الهدى والنور، فيه الدلالة على الخير كله، والتحذير من الشر كله، فالوصية لكل مسلم ولكل مسلمة العناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته، وحفظه إذا تيسر ذلك، فهو أصل كل خير وينبوع كل خير، ثم سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البخاري ومسلم، الإكثار من قراءتهما، وتدبر معاني الأحاديث، ومراجعة كلام أهل العلم في تفسيرها وشرحها، ثم السنن الأربعة أبو داوود، والترمذي، والنسائي وابن ماجة هذه الكتب، من أحسن الكتب بعد الصحيحين، فالعناية بها والاستفادة منها مهم جدا بحق طلبة العلم، والاستفادة من السنن الأربعة، والعناية بها، والإكثار من مراجعتها، كل ذلك فيه خيرٌ عظيم، ثم بكتب العلماء كزاد المعاد لابن القيم في هدي خير العباد، وفي الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية، ومثل في العقيدة فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، مثل مجموعة التوحيد، مثل تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ابن عبد الله صاحب كتاب التوحيد، مثل نفس كتاب التوحيد، كشف الشبهات، الثلاثة الأصول، في العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام بن تيمية، التدمرية والحموية كلاهما لشيخ الإسلام بن تيمية، هذه كتب مفيدة وعظيمة، نافعة، ومثل شرح الطحاوية لأبي العز أيضاً كتاب مفيد في العقيدة، مثل المنتقى في الحديث و بلوغ المرام في الحديث الأول لمجد الدين ابن تيمية والثاني للحافظ ابن حجر، هذه كتب أيضاً مفيدة. جزاكم الله خيراً 
 
13- اشتد علي العطش في يوم رمضان، وكنت أقوم برعي الغنم في البادية، فأغمي علي، وأفطرت، ماذا عليّ حينئذ؟ جزاكم الله خيراً.
لا شيء من أجل الضرورة لكن عليك القضاء، الإنسان إذا اضطر إلى الفطر أفطر، ويمسك فيشرب، ويشرب ما يسد، و يزيل الظمأ، ثم يمسك إلى الغروب ويقضي، وهكذا لو أصابه جوع شديد وأكل؛ خوفاً من الخطر، يقضي بعد ذلك، يمسك ويقضي (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (16) سورة التغابن. جزاكم الله خيراً 
 
14- ما معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين الله من ستر)؟
هذا محتمل والله أعلم أنه كناية عن الكشف الفاحشة وتعاطي ما حرم الله، أما لو كشفت ثيابها لحاجة لحمام خاص ما عندها أحد في بيت أخيها، أو بيت عمها، أو بيت أبيها، فالأقرب إن شاء الله لا شيء عليها، فالحاصل والله أعلم أن المقصود هو الكشف الذي يفضي إلى الفساد. جزاكم الله خيراً 
 
15- كثير من النساء عند بداية الدورة الشهرية تضطرب أفكارهن ولا يعرفن الأحكام، وترجو التوجيه لمثل هؤلاء؟ جزاكم الله خيراً؟
الواجب عليهن إذا بدأت الدورة ترك الصلاة والصيام وكذلك مس المصحف للقراءة؛ لأن الحائض ممنوعة من الصلاة والصوم كما أنها ممنوعة من الجماع ولا ينبغي في هذا التردد ويقول جل وعلا (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ) (222) سورة البقرة والنبي صلى الله عليه وسلَّم قال: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح)، في حق الحائض وهكذا النفساء، فليس له أن يجامعها لكن له أن ينام معها، وله أن يقبلها، وله أن يباشرها، لا بأس لكن ليس له الجماع في حق الحائض، و النفساء، وعليهن تقوى الله -سبحانه وتعالى- بان يجتنبن ما حرم الله من الصلاة في حال الحيض والصوم و الجماع في حال الحيض، كل هذا ممنوع وإذا طهرن صلين بعد ....وقضين الصيام الذي عليهن من رمضان فيسقط عنهن فعله ولكن ما يسقط وجوبه بل عليهن قضائه بعد ذلك قضاء الصوم خاصة، أما الصلاة تسقط ولا تقضى، وإذا جاءت الدورة، فعليها أن تمسك في الحال عن الصلاة والصوم وإذا كانت صائمة بطل الصوم. 

295 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply