حلقة 747: حكم صلاة من به آلام في فقرات الظهر جالسا - أيهما السنة الضم أم الإرسال - هل يشرع للمرأة أذان أو إقامة - التأخر عن صلاة المغرب - هل للمصلي أن يرفع يديه بالدعاء بعد كل صلاة - دعاء القنوت في صلاة الفجر بدعة، أم سنة

47 / 50 محاضرة

حلقة 747: حكم صلاة من به آلام في فقرات الظهر جالسا - أيهما السنة الضم أم الإرسال - هل يشرع للمرأة أذان أو إقامة - التأخر عن صلاة المغرب - هل للمصلي أن يرفع يديه بالدعاء بعد كل صلاة - دعاء القنوت في صلاة الفجر بدعة، أم سنة

1- إنني رجل كبير في السن، ولدي آلام في فقرات الظهر، وبعض الأحيان أؤدي الصلاة وأنا جالس، أفيدوني عن حكم ذلك؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فالله سبحانه يقول في كتابه العظيم: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، (16)، سورة التغابن.فإذا كنت لا تستطيع الصلاة وأنت قائم فلا حرج، بسبب مرض الظهر، لا حرج عليك، إذا كان فيه مشقة كبيرة تصلي جالساً، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمران بن حصين لما اشتكى، قال له -صلى الله عليه وسلم-: (صلي قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقيا)، والله يقول سبحانه: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)، والحمد لله. جزاكم الله خيراً 
 
2- ألاحظ أن الناس عند أداء الصلاة ينقسمون إلى قسمين، فيما يعني وضع اليد على الصدر أو الإسبال أيهما أصح، وأيهما فعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟
السنة القبض وهذا هو الذي فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو وضع اليمين على الشمال على الصدر، هذا هو السنة، يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى على صدره في الصلاة، هذا هو السنة، أما الإسبال فهو خلاف السنة، نسأل الله الهداية للجميع. جزاكم الله خيراً. 
 
3- هل يشرع للمرأة الأذان، وهل تشرع لها الإقامة، وضحوا لنا ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
الأذان والإقامة من خصائص الرجال، أما المرأة فهي تصلي من بدون أذان ولا إقامة، ولم يرد في الشرع أنها تؤذن، ولا تقيم، وإنما هذا للرجال فقط. جزاكم الله خيراً. 
 
4- بعض المصلين يتأخر عن تأدية صلاة المغرب إلى حين -أعتقد- أن الوقت قد خرج، بما تنصحونني وتنصحون المستمعين حيال صلاة المغرب بالذات؟ جزاكم الله خيراً.
صلاة المغرب وقتها معلوم، بينه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق، وهو الحمرة التي في جهة الغرب، هذا وقت المغرب، وهو وقت لا بأس به طويل، ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحر من جهة الغرب، والأفضل الصلاة في أول الوقت، كان النبي يصليها في أول الوقت -عليه الصلاة والسلام-، كان إذا أذن صلى الناس ركعتين، ثم أمر بالإقامة -عليه الصلاة والسلام-، فليس بين الإقامة في المغرب وبين الأذان إلا شيء قليل، وهو ما يفعله المسلمون من صلاة الركعتين، وفي الحديث الصحيح قال: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب)، يعني قبل الصلاة قبل الفريضة، ثم قال في الثالثة: (لمن شاء)، فدل على أنه يصلى بينها بين الأذان والإقامة، ولكن الأفضل عدم التطويل بل يقيم بعد مدة يسير، بعد الأذان بمدة يسيرة عشر دقائق، ثمان دقائق، أو ما شابه ذلك، ولو أخر نصف ساعة، أو أكثر قبل غروب الشفق فلا حرج، الصلاة صحيحة، كله وقت، لكن الأفضل لأهل المساجد، والمسلمون في البيوت والمريض الأفضل لهم كلهم التبكير، اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام-. جزاكم الله خيراً 
 
5- هل يجوز للمؤتم، أو الإمام أن يرفع يديه بالدعاء بعد كل صلاة، أو فريضة؛ لأن كثيراً من الناس لا ينتهون عن ذلك؟ أفيدونا، جزاكم الله خيراً.
لا أعلم بهذا ما يدل على شرعية رفع اليدين بعد الفريضة، ولم يحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يفعل ذلك، ولا عن أصحابه فيما نعلم، فالسنة عدم الرفع، لا بعد الظهر، ولا بعد العصر، ولا بعد المغرب، ولا بعد العشاء، ولا بعد الفجر، يذكر الله، ويأتي بالأذكار الشرعية، ويدعوا بما أحب بينه وبين نفسه من دون رفع اليدين هذا هو السنة، أما بعد النوافل، فلا أعلم فيه شيئاً إنْ رفع بعض الأحيان لا بأس؛ لأن النوافل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بعضها في البيت وبعضها في المسجد، فالأمر واسع، ولم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- فيما نعلم أنه كان يحافظ على الرفع بعد النوافل، لكن عموم الأحاديث في أن الرفع من أسباب الإجابة، يدل على أنه لو رفع بعض الأحيان لا حرج إن شاء الله. جزاكم الله خيراً 
 
6- هل دعاء القنوت في صلاة الفجر بدعة، أم سنة؟
الدعاء في صلاة الوتر دعاء القنوت ليس بمشروع، إلا للأسباب إذا كان هناك أسباب، وهي تسمى أسباب النوازل، يعني إذا كان هناك نازلة بالمسلمين مثل حرب نزلت بالمسلمين، عدو هجم عليهم، أو على بعض قراهم، يدعا عليه، أو عدو قتل منهم بعضهم، كما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- على من قتل القراء، ودعا على أهل مكة لمَّا أمعنوا في الكفر، هذا يقال له القنوت في النوازل، فهذا مشروع، أما القنوت في الفجر دائماً، فالصواب أنه غير مشروع؛ لأن سعد الأشجعي سأل أباه وقال: (يا أبتِ صليت خلف رسول الله، وخلف أبي بكر، وعمر وعثمان، وعلي أفكان يقنت في الفجر؟، فقال أبوه: أي بني محدث)، وهو سعد بن طارق الأشجعي، رواه الخمسة إلا أبا داوود بإسناد جيد، فهذا يدل على أن القنوت في الفجر غير مشروع إلا للنوازل الخاصة كما تقدم، وأما رواية أنه كان يقنت في الصبح حتى ما زال في حياته -عليه الصلاة والسلام-، فهذا ليس بصحيح بل هو ضعيف في بعض عن أنس انه مازال يقنت حتى فارق الدنيا، ولكنه لو صح لكان واضحاً لكنه حديث ضعيف الإسناد، وقال بعضهم لو صح معناه، أنه كان يطيل الوقت بعد الركوع لأن طول القيام يسمى قنوت وليس معناه القنوت المعروف، بل معناه أن كان يطيل القيام بعد الركوع -عليه الصلاة والسلام- ويسمى قنوتاً، ولكن الحديث مثلما تقدم ليس إسناده بصحيح ولا يعتمد عليه، والصواب أنه لا يشرع، القنوت في الفجر على صفة دائمة وإنما يشرع فيها إذا كان هناك نازلة بالمسلمين أو في المغرب أو في العشاء لا بأس، أو في الظهر والعصر، إذا كان هناك نازلة قنت في ما شاء من الصلوات الخمس، والأفضل في الفجر والمغرب. جزاكم الله خيراً 
 
7- إنني أتوضأ وضوءاً كاملاً قبل أن أغتسل، ثم بعد ذلك أفيض الماء على جسمي جميعاً وأخرج من الحمام، وأذهب للصلاة، ولا أتوضأ مرة ثانية بعد الغسل، بل أكتفي بالوضوء السابق قبل الغسل، فهل عملي هذا صواب أم خطأ؛ لأنني سمعت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ قبل الغسل ويكتفي بذلك أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الذي فعلته هو السنة، وقد وفقت للسنة، هذه السنة، الوضوء ثم الغسل، وهكذا كان النبي يفعل -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، ثم يغتسل -عليه الصلاة والسلام-، فأنت بهذا وافقت السنة، والحمد لله، إلا إذا حدث منك شيء ينقض الوضوء في حال الغسل، بأن لمست فرجك، أو خرج منك ريح، فهذا يوجب عليك إعادة الوضوء، أما ما دمت لم تمس فرجك، ولم يخرج منك شيء ينقض الوضوء، فإن عملك طيب، وهو الموافق للسنة. جزاكم الله خيراً 
 
8- هل يلزم الإنسان أن يستنجي كلما أراد أن يتوضأ؟
لا يلزمه ذلك، إنما يتوضأ في الوجه واليدين، ومسح الرأس، والأذنين وغسل الرجلين، إذا كان لم يخرج منه بول، ولا غائط إنما هو الريح مثلاً، أو مس الفرج، أو أكل لحم الإبل، أو النوم، هذا ما فيه استنجاء إنما يتوضأ يسميه بعض الناس يتمسح، يعني يغسل يديه وكفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق ثم يغسل وجهه ثلاثاً، ثم يغسل يديه ثلاثاً مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع أذنيه مسحة واحدة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين ثلاثاً، هذا يقال له الوضوء الشرعي، وإن غسل أقل من ذلك غسل وجهه مرة ويديه مرة، أو مرتين وغسل رجليه مرة، أو مرتين لا بأس، لكن السنة ثلاثاً، الأفضل ثلاثاً ثلاثاً. جزاكم الله خيراً 
 
9- النساء في قريتنا لم يلتزمن بالحجاب الشرعي، وأزواجهن وأولياء أمورهن يعلمون أن الحجاب من أوامر الله سبحانه وتعالى، ومن أوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، لكنهم لم يمتثلوا بذلك، أريد من سماحتكم أن تتحدثوا عن الحجاب بالتفصيل لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به هؤلاء الناس جزاكم الله خيراً؟
الواجب على كل مسلمة الحجاب عند الرجل الأجنبي، وعلى أولياء النساء أن يتعاونوا في هذا وأن يلزموهن بذلك، وعلى هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمر بذلك والإلزام بذلك، حتى يحصل التعاون من الجميع، لأن الله –سبحانه- يقول: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (2) سورة المائدة، ويقول سبحانه: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، والله سبحانه يقول: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (53) سورة الأحزاب، ويقول -جل وعلا- في سورة النور: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ) (31) سورة النــور، الآية، والوجه من الزينة، وهكذا القدمان من الزينة، وهكذا الرأس من الزينة وهكذا اليدين من الزينة، وهي من أسباب الفتنة، إبداء هذه الأمور لغير المحرم من الفتنة، ويقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) (59) سورة الأحزاب )، فالواجب التعاون في هذا حتى تكون المرأة مستورة في وجهها، وكفيها وقدميها وشعرها عند غير محرمها، وزوج أختها ليس محرماً لها، وأخو زوجها، وعمه، وخاله ليس محرماً لها، أما أب زوجها، أو جد زوجها، وابن زوجها هؤلاء محارم، وهكذا بنو بنيه وبنو بناته محارم، وهذا المقام يحتاج إلى عناية، ويحتاج إلى صبر وخوف من الله -عز وجل- ومحاربة العادات السيئة التي تخالف الشرع، المؤمن يحارب العادة المخالفة للشرع، وهكذا المؤمنة تحارب كل عادة تخالف الشرع، فالدين ليس بالعادات، الدين متلقى عن الله، وعن رسوله، والرسل إنما عاداهم الناس بالعادات، فالواجب على أهل الإسلام أن يحذروا العادات المخالفة للشرع، وأن يتعاونوا على تركها، والحذر منها حتى يستقيم الجميع على المنهج الشرعي، في هذا الباب وغيره، نسأل الله للجميع الهداية. جزاكم الله خيراً 
 
10- في مسجدنا جامع كبير إلا أنه مبني على قبر، والناس يصلون في هذا المسجد، وقد أجريت توسعة لهذا المسجد، لكن القبر لا زال داخل المسجد، كيف تنصحوننا وتنصحون الناس لدينا؟ جزاكم الله خيراً.
الواجب أن لا يدفن في المسجد قبور، الواجب أن تكون القبور خارج المساجد في مقابر خاصة، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يفعلون عند البقيع وغير البقيع، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فهذه لا تجوز ولا تصح، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم، وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، فالرسول نهى أن تتخذ مساجد، واتخاذ المساجد الصلاة فيها والاعتكاف فيها، فلا يجوز هذا الأمر، وهذا العمل بل يجب أن ينبش الموتى الذين فوق المساجد ويدفنون في خارج المساجد في المقابر العامة، إذا كان القبر حدث أخير بعد بناء المسجد وجب أن ينبش، وينقل الرفات إلى المقبرة العامة في حفرة مستقلة يساوى ظاهرها كالقبور حتى يسلم المسجد، وحتى يصلى فيه، ولا يجوز التساهل في هذا الأم؛ لأن الرسول لعن من فعل ذلك، وهو من سنة اليهود والنصارى، فلا يجوز التشبه بهم في هذا الأمر، والصلاة باطلة في المسجد الذي فيه القبور تكون الصلاة فيه باطلة، سواءٌ كان في عدن، أو في غير عدن، وإذا كان المسجد هو الأخير، هو الذي بني على القبور، وجب هدمه، وأن لا يبقى؛ لأنه أسس على الباطل، فالأول منهما يبقى، إذا كان الأول القبر يبقى القبر ويهدم المسجد، إن كان الأول هو المسجد والقبر هو الحادث ينبش القبر ويزال من المسجد، ولا يجوز للمسلمين أن يصلوا في المساجد التي فيها القبور، والصلاة فيها غير صحيحة، لأن الأحاديث الصحيحة جاءت بذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولما ذكرت له أم سلمة وأم حبيبة - رضي الله عنهما - كنيسة رأتاها في الحبشة، وما فيها من الصور، قال: (أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنو على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: أولئك شرار الخلق عند الله)، سماهم شرار الخلق بسبب عملهم السيئ، وهو البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وتصوير الصور عليها، فالواجب الحذر، الواجب على المسلمين في أي مكان الحذر من هذا العمل السيئ، يجب على المسئولين في مصر، والشام، واليمن، وغيرها يجب عليهم أن يزيلوا القبور من المساجد، وينقلوها إلى المقابر العامة، إذا كانت وجدت المساجد هي الأخيرة، أما إن كانت المساجد بنيت عليها، وهي الأصل وهي الأساس، ولكن بنيت عليها المساجد يجب أن يهدم المسجد يهدم، ولا يبقى مسجد على القبور؛ لأن هذا من سنة اليهود والنصارى، فلا يجوز التشبه بهم، وهو من وسائل الشرك، فإن البناء على القبر واتخاذ المسجد على القبور ووضعه في المساجد من أسباب الشرك، من أسباب الغلو فيه، ودعائه من دون الله، والاستغاثة به، والنذر له، والذبح له، هذا شركٌ أكبر كونه ينذر له، أو يسأله قضاء الحاجة، أو شفاء المريض، أو النصر على الأعداء، أو ينذر له، أو يقول الغوث الغوث، أو النصر النصر، أو ما أشبه ذلك، كل هذا شرك أكبر، وعبادة لغير الله -سبحانه وتعالى-، فالواجب على أهل الإسلام التواصي بإزالة هذا المنكر، والواجب على أمراء المسلمين إنكار هذا المنكر، والواجب على العلماء أن يوجهوا الناس، وأن يعلموا الأمراء، والناس حتى يزيلوا هذه المنكرات من المساجد، وحتى يبعدوا الناس عن الشرك بالله -عز وجل-، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. جزاكم الله خيراً 
 
11- هل يجوز صيام رجب كاملاً؛ لأن كثيراً من العلماء يقولون بأن من صام شهر رجب غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، والبعض منهم نهوا عن ذلك وقالوا بأنه شهر من أشهر الله ولا يجوز صومه كاملاًً؟ جزاكم الله خيراً.
الصواب أنه لا يشرع صومه بل يكره لعدم الدليل عليه، وإنما يشرع صوم شعبان، كان النبي يصوم شعبان -عليه الصلاة والسلام-، وربما صامه إلا قليلاً، أما رجب فيكره إفراده بالصوم، هذا من عمل الجاهلية، وليس عليه دليل صومه، وهذا الحديث أنه من أسباب المغفرة لا أصل له، بل هو باطل لا صحة له، فالمشروع للمسلمين إفطار رجب، وعدم صومه، إلا إذا صام ما شرع الله منه مثل يوم الاثنين، والخميس، مثل أيام البيض هذا طيب، أما أن يصومه كله لا، هذا غير مشروع. جزاكم الله خيراً 
 
12- حدثونا عن الطريقة الصحيحة للعلاج بالقرآن الكريم؛ حتى يكون الإنسان متبعاً للمنهج الصحيح، وإذا أراد الإنسان أن يذهب إلى أناس من هؤلاء يعرف منهم على الطريقة الصحيحة ويتعالج عندهم؟ جزاكم الله خيراً.
العلاج بالقرآن هو النفث بالقرآن، يقرأ على إنسان مريض في صدره، أو يقرأ على يده أو قدمه أو رأسه من الآيات القرآنية، الفاتحة، آية الكرسي، (قل هو الله أحد)، والمعوذتين، أو غيرها من الآيات، يقرأ ينفث عليها، على محل المريض، هذه هي القراءة الشرعية، ويدعوا مع ذلك، مع القراءة يدعوا بالدعوات الشرعية، مثل (اللهم أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك، شفاءٌ لا يغادر سقماً)، هذا كان يدعوا به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو دعاء عظيم (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك شفاءٌ لا يغادر سقماً)، يعني لا يترك سقماً، ومن دعائه -صلى الله عليه وسلم-: (بسم الله أرقيك)، كما رقاه به جبرائيل، (بسم الله أرقيك)، جبرائيل رقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين كل حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، هذه دعوات طيبة، يكررها ثلاثاً، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين كل حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك شفاءٌ لا يغادر سقماً)، وإذا دعا "اللهم اشفه وعافه" "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله ولا يصرف السوء سواه ولا حول ولا قوة إلا بالله" وما أشبه ذلك، كله طيب، المهم أن يدعوا له بالشفاء، ويقرأ ما تيسر من الآيات، أو السور ومن أهمها، بل أهمها فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و(قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، هذه كلها مما يسبب الله به الشفاء، من أسباب الشفاء والعافية، وإذا قرأ غيرها من الآيات كله طيب، القرآن كله شفاء. جزاكم الله خيراً 
 
13- حدثوني عن الطريقة الصحيحة للغسل؟
تقدم غير مرة الطريقة الصحيحة للغسل، أنه يبدأ في غسل الجنابة يبدأ بالاستنجاء، ثم يتوضأ وضوء الصلاة، ثم يفيض الماء على رأسه (ثلاث مرات)، ثم على جنبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم يعمم بدنه بالماء، هذه هي الطريقة التي فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالوضوء الشرعي الاستنجاء، والوضوء الشرعي، ثم يفيض الماء على رأسه (ثلاث مرات)، ويعرضه بأصابعه، وأن كانت امرأة قد جدت رأسها كذلك تفيض الماء على رأسها، ولو كان رأسها مشدوداً يكفي، ثم يفيض الماء على شقه الأيمن ثم الأيسر، ثم يعمم بقية جسده بالماء، هذا كله طيب، وهذا هو الأفضل، ولو غسل على غير ذلك، بدأ بأسفله، أو لم يتوضأ أجزأه ذلك، لكن كونه يبدأ بالوضوء الشرعي بالاستنجاء والوضوء الشرعي، ثم يفيض الماء على رأسه (ثلاث مرات)، ثم الشق الأيمن، ثم الأيسر، ثم يعمم، هذا هو الأفضل، هذا هو السنة، هذا هو الكمال. جزاكم الله خيراً 
 
14- إذا كان الإنسان لا يحفظ إلا شيئاً يسيراً من القرآن كالفاتحة والمعوذات، هل يجوز له أن يكون إماماً؟
نعم، يجوز له أن يكون إماماً ويقرأ بها، لكن إذا تيسر من هو أقرأ منه يكون أفضل، مثل ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله)، لكن إذا ما تيسر في جماعته إلا هو فالحمد لله، يؤمهم، وإذا وجدوا من هو خيراً منه وأقراء منه قدموه. جزاكم الله خيراً 
 
15- لي زوجة إلا أنها لا تطيعني، وكثيراً ما تغضبني، وتضطرني إلى الحلف بالطلاق: لئن لم تفعلي كذا لأفعلن ما هو كذا وكذا، كيف توجهونني، وكيف توجهونها وأمثالها؟ جزاكم الله خيراً؟
الواجب على الزوجات السمع والطاعة لأزواجهن في المعروف في الأشياء التي ليس فيها محذور شرعاً، من خدمة البيت، ومن طاعته في حاجته إليها، والنوم معها، وجماعها ونحو ذلك، والتحدث معها، والمؤانسة، كل هذا طيب، ويجب عليها أن تسمع وتطيع؛ للحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيما امرأة باتت وزوجها غاضب عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)، وفي اللفظ الآخر (كان من في السماء ساخطاً عليها، حتى يرضى عنها زوجها)، فالواجب على المرأة أن تكون طيبة مع زوجها حسنة المعاشرة والله يقول سبحانه: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (228) سورة البقرة، ويقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (19) سورة النساء، (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) (228) سورة البقرة، فالمقصود أن الواجب المعاشرة بالمعروف بينهما جميعاً، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، الكلمة الطيبة على الزوج، هو يعاشرها معاشرة طيبة، وهي تعاشره معاشرة طيبة، وليس لها أن تعصيه في المعروف، وليس له أيضاً أن يؤذيها ويظلمها، عليه أن يعاشرها بالمعروف من جهة الخلق، والكلام الطيب، والعمل الطيب، والإنفاق عليها كما شرع الله، وعدم الشدة، وعدم العنف وعدم ؟؟؟؟؟ في وجهها، والغضب، بل يعاملها معاملة طيبة باللين، واللطف، والبشاشة، والكلام الطيب، وهي عليها كذلك أن تبادله ذلك، مع السمع والطاعة في المعروف، وليس لها أن تعصيه في معروف، وإذا حلف عليها أن تفعل كذا، أو كذا، وكذا ولم تبر يمينه فعليه كفارة اليمين، إذا كان قصده إنما هو أمرها أو تحذيرها، كأن يقول: والله إن تفعلي كذا، أو والله لا تفعلي كذا، قصده من هذا حثها، أو ترهيبها، وليس قصده طلاقاً فإن عليه كفارة، أوعليه الطلاق أن تلزمي بيتك، ولا تخرجي إلى آل فلان، ثم خرجت وقصده ترهيبها، وتحذيرها ليس قصده فراقها، فهذا يكون فيه كفارة اليمين، أو قال والله علي الطلاق أن تفعلي هذا الشيء أن تصلحي حال الطعام، أن تكنسي البيت أن تفعلي كذا في البيت ولم تفعل، وهو قصده التأكيد عليها وتحذيرها وترهيبها، وليس قصده فراقها فهذا له حكم اليمين في أصح قولي العلماء والله المستعان نسأل الله للجميع الهداية.

378 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply