حلقة 776: إجتماع النساء للبكاء على الميت - حكم مراجعة الزوجة بعد الطلقة الثانية - صفة التيمم - كيفية التسبيح بعد الصلاة - حكم من طلق زوجته مرتين متفرقتين ويريد استرجعها - الحج عن الأم قبل الأب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

25 / 49 محاضرة

حلقة 776: إجتماع النساء للبكاء على الميت - حكم مراجعة الزوجة بعد الطلقة الثانية - صفة التيمم - كيفية التسبيح بعد الصلاة - حكم من طلق زوجته مرتين متفرقتين ويريد استرجعها - الحج عن الأم قبل الأب

1-   عند وفاة أحد الأشخاص نحن النساء يحتضن بعضنا البعض، ونبكي بأعلى صوت لمدة عشرة دقائق، ويخرج الناس السرائر، ويفرشون الأرض لمدة ثلاثة أيام، ما حكم هذا العمل؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعـد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، والصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة التي تشق ثوبها عند المصيبة، فكون كل واحدة منكن ترفع صوتها بالنياحة هذا منكر لا يجوز، فالواجب عليكن التوبة من ذلك والحذر، وأن تنصحن غيركن في ذلكن، أما مجرد البكاء من غير صوت فلا بأس، قد بكى النبي - صلى الله عليه وسلم -على بعض بناته، على بعض أولاده وبناته فلا حرج في ذلك، يقول - صلى الله عليه وسلم -:(إن الله لا يؤاخذ بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يؤاخذ بهذا أو يرحم) وأشار إلى لسانه عليه الصلاة والسلام، ولما مات ابنه إبراهيم عليه السلام قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :(العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)، فلا مانع من الحزن والبكاء بدمع العين أما الأصوات فلا تجوز، رفع الصوت لا يجوز، هذه النياحة التي حرمها الرسول - صلى الله عليه وسلم -وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) فنياحتكن عن ميتكن من أسباب تعذيبه، إذا مات أقارب الميت على ميتهم إذا ناحوا عليه صار هذا من أسباب تعذيبه، فالواجب عليكن وعلى غيركن الحذر من ذلك، وأن يكون الحزن بدون رفع الصوت بالبكاء لا بأس.  
 
2- أنا رجل كبير السن تزوجت بأخت زوجتي بعد وفاة زوجتي، وهي أيضاً كبيرة في السن وأرملة، بعد مضي أربعة أشهر طلبت مني الطلاق وبدون أي سبب، والله على ما أقول شهيد، مما اضطرني لطلاقها اضطراراً، وبعد فترة أسبوع راجعت نفسها، ورجعت ومكثت فترة لا تزيد عن شهر، وعاودت الكرة مرة أخرى، وطلبت الطلاق, علماً أن المذكورة وقع لي ولها حادث سيارة مما أثر على نفسيتها، إنني أيها الشيخ الفضيل! قمت بطلاقها غصباً عني، هل يحق لي إرجاعها جزاكم الله خيرا؟
ننصحك بمراجعة المفتي لديكم أو القاضي وهو ينظر في الأمر إن شاء الله، تراجع المفتي أو القاضي أنت والمرأة ووليها، حتى يسألكم عن الواقع بالتفصيل ثم يفتيكم إن شاء الله.  
 
3-   التيمم للحاجة هل هو ضربة في الأرض واحدة أو أكثر، ذلك أن بعض الأشخاص قال: لا بد من ضربات ثلاث، وجهونا إلى الصواب؟ جزاكم الله خيراً.
الصواب أن يكون التيمم ضربة واحدة، هذا هو الأفضل، وإن ضرب ضربتين فلا بأس، لكن الصواب والأفضل ضربة واحدة، لما في الصحيحين من حديث عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فبين له عليه الصلاة والسلام قال : (أن تقول هكذا) ثم ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم -الأرض بيده ضربةً واحدة، ثم مسح بهما وجهه وكفيه، فدل ذلك على أن هذا هو السنة، ضربة واحدة ثم تمسح بهما وجهك وكفيك، إلى الرسغ الذراع ما يمسح، ولكن الكف فقط من أطراف الأصابع إلى الرسغ، هذا هو السنة، ولو ضرب ضربتين وواحدة في وجه واحد من اليدين فلا حرج في ذلك لكن الأفضل ضربة واحدة، هكذا جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.  
 
4-  يسأل عن كيفية التسبيح بعد كل صلاة؟ جزاكم الله خيراً.
 السنة بعد صلاة الفريضة أن يقول (أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله)، ثلاث مرات، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، (اللهم أنت السلام ومنك السلام, تباركت يا ذا الجلال والإكرام)، أول ما يسلم الإمام والمنفرد والمأموم، كل واحد إذا سلم يقول (أستغفر الله.. أستغفر الله ..أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام), هذا أول شيء، بعد هذا ينصرف الإمام إلى الناس ويعطيهم وجهه.
ثم يقول بعد ذلك الإمام والمنفرد والمأموم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، مرة واحدة أو ثلاث مرات، كله جاءت به السنة، ثم يقول بعدها: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه, له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد), يعني: ذا الغنى منك غناه.
هذه السنة للجميع، الإمام والمنفرد والمأموم، بعد قوله: (أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام), يأتي بهذا الذكر، أعيده (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), وإن شاء زاد: (يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), أو (يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), كله جاء في الأحاديث (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير), وإن شاء قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو حي لا يموت, بيده الخير وهو على كل شيء قدير), كل هذا جاءت به النصوص.
ويقول بعدها: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ثم يقول: (لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين) -يعني: له العبادة، الدين معنى العبادة, مخلصين له الدين- (ولوكره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
كل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، فالسنة للإمام والمنفرد والمأموم يقول هذا، تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر.
ويستحب في المغرب والفجر زيادة عشر مرات (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), عشر مرات، مع ما ذكر في الفجر والمغرب خاص، لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك، عشر مرات يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير), عشر مرات، يقولها بعد المغرب زيادة وبعد الفجر.
ويستحب بعد هذا كله أن يقول: (سبحان الله والحمد لله والله أكبر), ثلاثة وثلاثين مرة، (سبحان الله والحمد لله والله أكبر), جميع ثلاثة وثلاثين مرة، هذه تسعة وتسعون، ثم يقول بعد ذلك تمام المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من فعل هذا غفر له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، هذا فضل عظيم، فيستحب للمؤمن والمؤمنة جميعاً أن يأتيا بهذا الذكر الذي تقدم كله، الرجل والمرأة جميعاً، ويستحب للجميع أيضاً أن يقول كل واحد سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، ويقول مع ذلك في آخر ذلك (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير), جاء في الحديث الصحيح (أن العبد إذا قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، هذا وعد عظيم وفضل كبير، والمعنى: إذا لم يصر على السيئات، هذه المغفرة جاءت الأحاديث الأخرى تدل على أنها مقيدة بعدم الإصرار على الكبائر.. على المعاصي، لقول الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31], فالمسلم إذا تجنب الكبائر كالزنا والسرقة والعقوق للوالدين أو أحدهما وشرب الخمر والغيبة والنميمة وأشباهها من الكبائر.. إذا تجنبها غفر الله له خطاياه في صلاته ووضوئه وتسبيحاته وغير ذلك من وجوه الخير.
وهذا معنى قوله سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31], ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر) .
ويستحب أيضاً للمؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة مع ما تقدم أن يقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255], سبحانه وتعالى، هذه آية الكرسي, ينبغي حفظها الرجل والمرأة، كل واحد ينبغي عليه حفظها: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ يعني: النعاس وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255], يقرؤها المؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة، مؤمناً بما دلت عليه، ومؤمناً بما فيها، ويستحب أيضاً أن يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].
بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:1-5] .
بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس:1-6], بعد كل صلاة كل هذا مستحب، لكن يكررها بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، بعد المغرب خاصة والفجر ثلاث مرات، يكرر قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] مع التسمية في كل واحدة، ويستحب أن يقرأها عند النوم أيضاً آية الكرسي وهذه الثلاث السور عند النوم، يقرأ آية الكرسي مرة واحدة، ويقرأ هذه السور عند النوم ثلاث مرات، عند النوم هذه من أسباب السلامة والعافية من كل سوء، وفق الله الجميع.
 
5-   أرفع إلى سماحتكم بموضوعي هذا طالباً من سماحتكم إفتائي فيه بالطريقة الشرعية المطهرة التي تبرئ الذمة، وقضيتي هي: إن لي زوجة حصل بيني وبينها اختلاف وسوء تفاهم عدة مرات، مما جعلني أطلقها طلقتين متفرقتين، حيث أن الطلقة الأولى أعادها لي إخوانها في يومها،  أما الطلقة الثانية فقد استحصلت بموجبها على صك شرعي من المحكمة وبعثته لأهل الزوجة، إلا أن فضيلة القاضي ذكر لي في الصك أنني سبق أن استرجعت مرتين, بينما الصحيح أنني استرجعت مرة واحدة فقط، وهذه هي المرة الثانية التي فيها حصل الطلاق، واستخرجت بموجبه صكاً ولم أطلق ثلاث طلقات لا لفظاً ولا استرجاعا، وحيث أنني أرغب في استرجاع زوجتي وهي كذلك ترغب العودة بعد أن راحت نزوات الشيطان وهدأت النفوس، لذا أرجو من سماحتكم إفتائي في هذا الموضوع ومدى تحليل استرجاع زوجتي من عدمه مع وجود الرغبة بين الطرفين، وأؤكد لسماحتكم أنه لم تحدث أكثر من طلقتين سابقتين, إحداها استرجعت بعدها والأخرى حصل بموجبها صك الطلاق الحالي المغلوط فيه، راجياً من الله أن يوفق سماحتكم لما فيه الخير والرشاد ويجعلكم هداة مهتدين، وعلى طريق الحق وبشرعة سيدنا محمد سائرين, إنه سميع مجيب والله يحفظكم ويرعاكم؟
عليك أن تراجع القاضي، هذا يتعلق بالقاضي فعليك أن تراجع القاضي وفيما يراه القاضي إن شاء الله البركة، والقاضي ليس بمتهم في حقك ولا في حق غيرك، لعلك نسيت أنت، القاضي أحفظ منك وهو أثبت، فأنت راجع القاضي وبين له ما عندك، والقاضي فيه البركة والكفاية إن شاء الله.
 
6-   حصل بيني وبين عمي نقاش، وقد كان يصلي بنا، وأنا حلفت بالله لا أصلي خلفه، وفي أيام رمضان أنا تقدمت إماماً، وحينما بدأت أكبر قال لي: ارجع في الصف، وأنا رجعت وصليت وحدي قرب الصف؛ لأنني حلفت بالله، هل يجوز ما فعلت؟ جزاكم الله خيراً، وما الحكم إذا ما أردت الصلاة خلفه؟
الواجب عليك أن تصلي في الجماعة ولا تصلي وحدك، وعليك كفارة اليمين، عليك أن تكفر عن يمينك بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، أما أن تصلي وحدك فهذا لا يجوز، الجماعة واجبة عليك وعلى غيرك من المسلمين في مساجد الله مع إخوانك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له إلا من عذر). وجاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : (هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال : نعم، قال : فأجب)، فإذا كان رجل أعمى يجب عليه أن يجيب فكيف بغيره؟ وهو ليس عنده قائد أيضاً بل يحتاج إلى طلب الناس ليقودوه، فاتق الله واحذر وتب إلى الله مما فعلت وكفر عن يمينك وصلي مع الناس واقتدي بالإمام، واستغفر ربك مما فعلت سابقا ًوتب إليه وعليك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، كل واحد له نصف صاع من تمر ٍ أو رز من قوت بلدك، نصف صاع، كيلو ونصف من قوت بلدك، أو كسوة تجزئه للصلاة كإزارٍ ورداء أو قميص.  
 
7-   لي عمة وقد كانت حاملاً في الشهر التاسع، وهم بدو يرحلون على المواشي مسافات طويلة، في ذات مرة، اشتد عليها العطش فأفطرت وهي صائمة في رمضان، ولا تدري عن حكم القضاء، وقد مضى على هذه الحادثة ما يقرب من خمس وعشرين سنة، فما الحكم الآن؟ جزاكم الله خيراً
عليها القضاء وإطعام مسكين مع القضاء، نصف صاع تمر أو رز أو حنطة لبعض الفقراء مع التوبة والاستغفار عما حصل من التأخير وعدم السؤال والاستفتاء عليها التوبة إلى الله لأنها قصرت في الاستفتاء، وعليها أن تصوم اليوم وعليها أن تطعم مسكيناً واحداً نصف صاع من قوت بلدها، نسأل الله أن يصلح حال الجميع.  
 
8-   توفيت أمي وأنا صغيرة مع أعمامي، وقد كانت بعيدة عني، أعطت أحد أقاربي أمانة أن يحج عنها؛ لأن أبي كان متوفى أيضاً، لكني سمعت من بعض الأشخاص أنه لا يجوز الحج عن الأم قبل الأب، فما مدى صحة ذلك؟
هذا غلط، لا بأس، هذا غلط الذي سمعت أنه لا يحج عن الأم قبل الأب هذا غلط، بل يحج عن الأم قبل الأب والأب قبل الأم ولا حرج في ذلك، والأم أحق بالبر، حقها أعظم من حق الأب، فإذا حج الإنسان عن أمه قبل أبيه فلا حرج، بل قد أصاب السنة والفضل، لأن حقها أعظم، (سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له رجل: يا رسول الله ؟ من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال : أمك، قال ثم من؟ قال : أمك، قال ثم من؟ قال : أمك، قال ثم من ؟ قال أبوك)، وفي الحديث الآخر (يقول - صلى الله عليه وسلم -لما سأله سائل: يا رسول الله من أبر؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك، قال : ثم من؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : أباك ثم الأقرب فالأقرب). فالأب في الرابعة، فإذا كانا ما حجا جميعاً يبدأ بالأم أفضل، ثم يحج عن الأب إذا كانا ماتا ولم يحجا، أما إذا كان أحدهما قد حج فحج عن الذي لم يحج وإن حج عنهما مراتٍ كثيرة فهذا من البر وجزاهم الله خيراً، سواء كان الحاج ابنهما أو بنتهما أو أخاهما أو أختهما، الأمر واسع والحمد لله.  
 
9-   وضعت في شهر رمضان، وأفطرت نصف الشهر، وهذه الحادثة لها عامان، ولم أقض بعد، فبماذا توجهونني، هل علي كفارة، وما هي، هل هي فلوس أم إطعام من طعام البلد؟ جزاكم الله خيراً.
عليك القضاء والتوبة إلى الله من التأخير إذا كان التأخير من أجل علة، وعليك إطعام مسكين عن كل يوم من قوت بلدك، من ذرة وشعير أو حنطة أو رز أو تمر من قوت البلد، نصف صاع، يعني كيلو ونصف تقريباً، لبعض الفقراء عن كل يوم، تجمع ويعطاها فقير واحد، أو بيت فقير، وعليك التوبة إلى الله والندم، وعدم العودة لمثل هذا إذا كنت أخرت من دون عذرٍ شرعي، نسأل الله للجميع الهداية.  
 
10-   أرجو من سماحتكم إرشادي عن صلاة التراويح، هل الأفضل فيها أن يصلي المرء منفرداً أم لا بد من الجماعة، وهل لا بد أن تكون القراءة جهرية؟ جزاكم الله خيراً.
الجماعة أفضل، كونه يصلي جماعة في التراويح في رمضان يصليها جماعة كما صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة أفضل، والقراءة تكون جهرية أفضل، وإن أسر فلا حرج، لكن الجهرية هي السنة، النبي- صلى الله عليه وسلم- جهر والصحابة جهروا، صلاة الليل كلها جهرية، صلاة النهار سرية، إلا صلاة الفجر فإنها جهرية، صلاة الجمعة جهرية، صلاة العيد جهرية، صلاة الكسوف جهرية، صلاة الاستسقاء جهرية، وإن كانت في النهار، لكن صلاة الظهر والعصر سرية، المقصود أن السنة في التراويح أن تصلي مع الجماعة في المساجد، هذا هو الأفضل، تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -والصحابة رضي الله عنهم، والسنة للإمام أن يجهر بالقراءة، وإن صليت في بيتك فلا بأس، والسنة أن تجهر بالقراءة.  
 
11- أرجو إرشادي عن صلاة التهجد، إذ أني أصليها في الحادية عشرة ليلاً، وأتلو فيها القرآن جهراً، هل لها ميعاد غير ذلك؟
الصلاة في جوف الليل وآخر الليل أفضل، وإن صليت في أوله قبل أن تنام فلا بأس، والصلاة في جوف الليل، وفي آخر الليل أفضل وأفضل وإن صليتها بعد صلاة العشاء قبل أن تنام خوفاً من ألا تقوم فلا بأس بذلك، أعد السؤال؟ أرجو إرشادي عن صلاة التهجد، إذ أني أصليها في الحادية عشرة ليلاً، وأقرأ فيها القرآن جهراً، هل لها ميعاد غير ذلك؟ آخر الليل أفضل، وإن كانت في جوف الليل طيب، لكن في آخر الليل أفضل، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أوله، ومن طمع أن يقوم من آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل).رواه مسلم في الصحيح. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -:(ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كله ليلة حين يقع ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ؟من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) وفي اللفظ الآخر:(يقول جل وعلا: هل من سائل ٍ فيعطى سؤله؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه؟) وهذا في الثلث الأخير وهذا أفضل الأوقات للتهجد والعبادة، وهذا النزول يليق بالله، لا يشابهه مخلوقين، هذا النزول ثابت في الأحاديث الصحيحة المتواترة، وهو نزول يليق بالله، مثل الاستواء ومثل الغضب والرضا كلها تليق بالله، لا يشابه خلقه في استوائه على عرشه، ولا يشابه خلقه في غضبه ورضاه، ولا يشابه خلقه في كلامه ومحبته ونحو ذلك، وهكذا النزول، نزول يليق بالله، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، لكنه لا يشابه خلقه في شيءٍ من صفاته، لقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، ولقوله سبحانه: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ، وقوله عز وجل:قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ، سبحانه وتعالى، وهذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة، قاعدة أن جميع أسماء الرب وصفاته كلها تليق به، وأسماؤه كلها نعوت، كلها صفات، الرحمن، الرحيم، العليم، الحكيم، السميع، البصير، الأسماء نعوت وهي صفات، كلها تليق بالله، يجب إثباتها إثباتاً بريئاً من التمثيل، ويجب أن ينزه الله سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من التعطيل، فأهل الحق من أهل السنة والجماعة يثبتون صفات الله وأسماءه ويمرونها كما جاءت مع الإيمان بها واعتقاد أنها حق على الوجه اللائق بها سبحانه، لا يشابه خلقه سبحانه وتعالى، هذا هو قول أهل الحق من أهل السنة والجماعة، من الصحابة وأتباعهم والتابعين وأتباع التابعين كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة والثوري وغيرهم من أئمة الإسلام، كلهم هذه عقيدتهم تابعين في ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -ولأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم. أهـ   

 

631 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply