حلقة 777: تعليق الآيات في البيوت وفي المساجد - لمس الألواح التي فيها آيات دون طهارة - الحكم إذا دخل وقت العشاء وخسف القمر - تحية المسجد وقت الدخول - تحية المسجد وقت الكراهة - مسألة في الحضانة - قراءة آية الكرسي بعد الصلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 49 محاضرة

حلقة 777: تعليق الآيات في البيوت وفي المساجد - لمس الألواح التي فيها آيات دون طهارة - الحكم إذا دخل وقت العشاء وخسف القمر - تحية المسجد وقت الدخول - تحية المسجد وقت الكراهة - مسألة في الحضانة - قراءة آية الكرسي بعد الصلاة

1-   هل يجوز تعليق الآيات من القرآن الكريم في البيوت وفي المساجد، وهل يجوز كتابة الآيات في الجدران، نرجو التفضل بالتوجيه حول هذا الموضوع؟ جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فكتابة الآيات وتعليقها في الجدران للذكرى والفائدة أو الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حرج فيه في أصح قولي العلماء، إذا كانت الجدران في محل ٍ سليم كالمكاتب والمجالس، أما في محلاتٍ أخرى كالحمامات وغيرها هذا لا يجوز. كذلك كتابتها في الجدران للذكرى والفائدة في محلٍ نظيف كالمجلس والمكتب ونحو ذلك لا حرج في ذلك على الصحيح، أما إن كانت الكتابة في محل يبتذل ويهان فلا يجوز، أو كانت الكتابة لاعتقاد أنها تدفع الجن أو أنها حرز من الجن أو ما أشبه ذلك هذا لا يجوز، أما إن كتبت في أوراق وعلقت أو في جدران وعلقت للفائدة والذكرى لهذه الآيات العظيمات والأحاديث الصحيحة التي تأمر بالخير وتدعو إليه والمقصود من ذلك الذكرى فلا بأس في ذلك، وأما في المساجد، لا، لا تعلق في المساجد لأنها تشغل المصلين، فلا يكتب في جدرانها ولا تعلق في أوراق، المساجد المشروع فيها أن تكون سليمةً من الكتابات والتعليقات حتى لا يُشغل المصلي بشيءٍ سوى صلاته.  
 
2-  إذا كانت الآيات القرآنية في ألواح خشبية أو في أوراق، هل يجوز للبائع والمشتري أن يلمسوها وإن كانوا على غير طهارة؟
نعم، ليس بمصحف، ليست من المصاحف، الألواح ونحوها لا يسمى هذا مصحف.  
 
3-  إذا دخل وقت العشاء وخسوف القمر: أيهما نصلي الخسوف أم العشاء؟
السنة أن يبدأ بالعشاء الفريضة؛ لأن صلاة الخسوف تطول، قد يفوت الوقت، فالسنة أن يبدأ بالفريضة ثم تصلى صلاة الخسوف، وهكذا لو كسفت الشمس وقت العصر يبدأ بالعصر ثم يصلى صلاة الكسوف.  
 
4-  إذا دخلنا المسجد ونحن في انتظار أذان المغرب، هل نصلي تحية المسجد قبل الأذان أم نجلس؟
الأفضل الصلاة، هذا هو الصحيح؛ لأنها من ذوات الأسباب، فالسنة لمن دخل المسجد ولو في وقت النهي أن يصلي ركعتين قبل الظهر، قبل المغرب، وقبل طلوع الشمس، كل ذلك لا حرج فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) متفق على صحته. ولما دخل رجل المسجد والإمام يخطب والنبي يخطب عليه الصلاة والسلام وجلس قال له: (قم وصلِّ ركعتين)، مع أن الإمام يخطب، فالحاصل أن السنة لمن دخل المسجد ولو في وقت النهي كالعصر أو قبل طلوع الشمس السنة له أن يصلي ركعتين، هذا هو الصحيح من أقوال العلماء لأنها من ذوات الأسباب، بخلاف الجالس في المسجد لا يقوم يصلي بعد العصر، أو الجالس بعد الفجر لا يقوم يصلي حتى ترتفع الشمس، أما الذي دخل جاء بعد الصلاة، بعد صلاة العصر ليجلس في المسجد إلى المغرب أو ليسمع درس أو بعد صلاة الفجر ليسمع الدروس، هذا يصلي ركعتين قبل أن يجلس، هذا هو الصواب؛ لعموم الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ ولأنه لم يقصد التشبه بالكفار، إنما صلى لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الركعتين. هذا هو المعتمد، وهذا هو الصواب، وهكذا الكسوف لو كسفت الشمس بعد العصر صلوا الناس ولو بعد العصر، في وقت النهي؛ لأن الكسوف من ذوات الأسباب، صلاة الكسوف من ذوات الأسباب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذاك فصلوا وادعوا). فأمر بالصلاة عند رؤيتهما وهذا يعم وقت النهي وغير وقت النهي، فإذا كسفت الشمس بعد العصر صلى الناس، هذا هو الصواب.  
 
5-  هل يجوز للمرء أن يصلي تحية المسجد ولو كانت الشمس مستوية في كبد السماء؟
نعم، متى دخل المسجد يصلي، في وقت قيام الشمس أو بعد العصر أو بعد الصبح؛ لأن هذه الركعتين متعلقة بدخول المسجد، ومن أسبابها دخول المسجد فإذا دخل المسجد صلى ركعتين قبل أن يجلس مطلقاً، في أي وقت، هذا هو الصواب. وهكذا لو طاف بالكعبة في مكة صلى ركعتي الطواف ولو بعد العصر ولو بعد الصبح؛ لأنها من ذوات الأسباب، لقوله صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة كان من ليلٍ أو نهار).   
 
6-   منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً طلقت زوجتي ولي منها ولدان وبنتان، ويتم خصم نفقة أولادي منها بواسطة المحكمة، وقد قسمت المحكمة مرتبي مناصفة بيني وبين أولادي؛ لأنني متزوج من امرأة أخرى ولي منها أطفال، أكبر أبنائي منها ذكر، وكان يقيم معي عند طلاقي منها، ولم أتركه يصاحبها حتى يتربى تحت يدي, لكنها لم تتركه وسعت خلفه حتى أخذته، وكانت النتيجة الفشل في الدراسة والعمل أيضاً، وهو الآن عاطل ويشكل عبئاً عليها, هل يجوز لي أن آخذ أولادي منها، جزاكم الله خيرا؟
هذا إلى المحكمة بارك الله فيك، راجع المحكمة وفيها البركة، إن شاء الله. 
 
7-  ما حكم قراءة آية الكرسي بعد الصلاة، وكذلك الدعاء مع رفع اليدين وبعض الأحاديث الأخرى؟ جزاكم الله خيراً.
يستحب للؤمن والمؤمنة قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة فريضة: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، تستحب قراءة آية الكرسي بعد كل فريضة مع قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل فريضة، وتكرر الثلاث السور بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، وعند النوم كذلك، هذا مستحب، للرجل والمرأة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقرأ آية الكرسي وهي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. (255) سورة البقرة، إلى آخرها، ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين كذلك بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، لكن يكرر السور الثلاث بعد المغرب والفجر ثلاث مرات. ويستحب أن يقرأها عند النوم ثلاث مرات أيضاً، أما رفع اليدين فلا يرفع يديه بعد الفرائض، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يرفع يديه بعد الفريضة، ولم يحفظ عنه ذلك عليه الصلاة والسلام، وفعله سنة وتركه سنة. فالذي يفعله نفعله والذي يتركه نتركه، فلا يستحب رفع اليدين بعد الفرائض الخمس؛ لأن الرسول ما فعله عليه الصلاة والسلام. ولكن تذكر الله كما تقدم في سؤالٍ مضى، تذكر الله وتقرأ آية الكرسي وهذه السور الثلاث بعد كل فريضة من دون رفع اليدين تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في الفعل والترك جميعاً. تذكر الله بعد الصلاة تبدأ بالاستغفار ثلاثاً، تقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام. بعد السلام مباشرةً، الإمام والمأموم والمنفرد، ثم الإمام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، ويقول الجميع: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين وله كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". وقد بسطنا هذا في حلقةٍ مضت. وفق الله الجميع.   
 
8-   أنا أصلي منذ خمس سنوات، ولكني تركت الصلاة لمدة عشرة أشهر! بين السنة الثالثة والرابعة، إلا أنني الآن مستمر في الصلاة والحمد لله، هل علي القضاء، أم ماذا؟ جزاكم الله خيراً
التوبة كافية؛ لأن ترك الصلاة كفر، والكفر دواؤه التوبة، والنبي عليه السلام قال: (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها). والله يقول في كتابه العظيم: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه. فعليك الجد في طاعة الله والاستقامة والاستكثار من العمل الصالح والاستغفار والتوبة الصادقة ولا قضاء عليك، هذا هو الواجب: أن تستقيم على التوبة وأن تثبت عليها، وأن تحذر ترك الصلاة، وأن تحذر أيضاً جلساء السوء، لا تجالس من يترك الصلاة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بينا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ويقول صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). والصلاة عمود الإسلام، أعظم فرائض الإسلام الصلاة بعد الشهادتين، يقول صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة). فالواجب على الرجال والنساء جميعاً المحافظة على الصلوات الخمس والعناية بها في أوقاتها وعلى الرجل أن يصليها في الجماعة في المساجد مع المسلمين. وعلى الجميع الحذر من تركها والتساهل بها؛ لأن تركها كفر أكبر، نسأل الله العافية  
 
9-  هل متابعة القرآن الكريم من الراديو فيه أجر على ذلك، أم سماعه من القارئ شخصياً؟
سماع القرآن فيه أجر عظيم، سواء من الشريط أو من القارئ الحاضر، فيه خير عظيم بالإخلاص لله، وقصد الفائدة وقصد العمل بقوله سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ (204) سورة الأعراف. فأنت على خير عظيم، فاستماع القرآن من الأشرطة ومن القارئ الذي يحفظ بينكم في المجلس كله خير عظيم، وفيه فائدة عظيمة، ونوصي الجميع بسماع القرآن، نوصي الجميع بالاستماع لكتاب الله من الشريط الذي فيه تسجيل القرآن لبعض أهل العلم وأهل القراءات الحسنة. وهكذا إذا كنتم جالسين يقرأ أحدكم وتستمعون له، ولا سيما من كان حسن الصوت ففي هذا خير عظيم، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين أصحابه قرأ عليهم القرآن، وفسر لهم معانيه عليه الصلاة والسلام. وربما أمر بعض الصحابة أن يقرأ ويستمع عليه الصلاة والسلام. فالسنة للمؤمنين والمؤمنات إذا جلسوا أن يستمعوا إلى القرآن من بعضهم أو من شريطٍ مسجل لقارئ طيب يستفيدون ويتدبرون ويتعقلون ويعملون. وفق الله الجميع.   
 
10-  لماذا كانت صلوات الليل جهرية، وصلوات النهار سرية؟
الأقرب -والله أعلم- أن الحكمة في ذلك أن النهار محل العمل ومحل الأخذ والعطاء والاجتماع فالسر أجمع للقلب، إذا قرأ سراً أجمع لقلبه وأخشع لقلبه حتى يتدبر، والليل محل الخلوة في البيت ومع الأهل ومحل الخلوة بالله عز وجل، فإذا جهر كان أنشط له، وأقرب إلى انتفاعه بالقراءة، وأبعد عن النوم، فهو في الليل يقرأ جهرةً ليتدبر كتاب الله، ولينشط في قراءته ويجمع قلبه على ذلك؛ لأن ما حوله هادئ، فليس عنده مشاغل، فيرفع صوته حتى يجمع قلبه على القراءة ويتدبرها بصوت مرفوع رفعاً لا يشق عليه، ولا يؤذي من حوله إذا كان حوله نوَّام أو مصلون أو قراء لا يرفع، لا يؤذيهم ولا يشق عليهم، لكن رفعاً خفيفاً أما إذا كان ما حوله أحد فيكون رفعه وسطاً، يطرد الشيطان، ويعينه على النشاط والتدبر.  
 
11-   أنا أعمل مع أحد التجار، وهذا التاجر يدفع رشاوى حتى يسير عمله، علماً بأنني أدير له أعماله الحسابية فقط، وأتقاضى على ذلك أجراً، فهل يعتبر هذا المبلغ الذي آخذه حرام بالنسبة لي؟ أفيدونا أفادكم الله.
نرجو أن لا يكون عليك شيء، والإثم عليه فيما يدفع من الرشوة فالإثم عليه، وأنت إن شاء الله إذا كنت لا تعمل إلا ما أباح الله لا شيء عليك، لكن تنصحه، تنصحه وتحث إخوانك على نصيحته؛ لأن الرشوة حرام.  
 
12-   أرجو توضيح هذين الحديثين ومدى صحتهما، وما جاء بهما، وهل يعمل بهما؟ جزاكم الله خيراً. الحديث الأول: قال صلى الله عليه وسلم: (من شرب الخمر فقد كفر بما أنزل الله تعالى على أنبيائه، ومن سلَّم على شارب الخمر أو صافحه أحبط الله عمله أربعين سنة)؟
لا أعلم له صحة، ولا يظهر لي صحته، الخمر من المعاصي الكبيرة، من كبائر الذنوب فيجب على المؤمن أن يحذره، وهو جاءت فيه أحاديث كثيرة تدل على شدة الوعيد منها قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)، وفيه أنه لعن الخمر وشاربها. فينبغي للمؤمن أن يحذره، الواجب أن يحذره، وأما هذا اللفظ الذي ذكرت فلا أعلم له أصلاً.   
 
13-  الحديث الثاني: (إذا كنت في الصلاة فدعاك أبوك فأجبه، وإن دعتك أمك فأجبها)؟
نعم، هذا من بر الوالدين، إذا دعاك وعرفت أنه لا يسمح ولا يمهلك تجيبه إذا كانت الصلاة نافلة، أما إذا كانت فريضة، لا، تكمل الفريضة، لكن إذا كانت نافلة وتخشى أن يغضب عليك أو تغضب عليك الوالدة إذا تأخرت فاقطعها؛ لقصة حديث جريج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن جريج أن أمه دعته وهو يصلي -وهو فيمن كان قبلنا من بني إسرائيل- فقال: "يا رب أمي وصلاتي؟" ولم يجبها، وكررت ثلاث مرات ولم يجبها، وآثر صلاته، فدعت عليه وقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، فأجاب الله دعوتها. فهذا يدل على أنه ينبغي للمؤمن أن لا يترك جواب أمه وأبيه لأن حقهما عظيم، أما إذا كان يعلم أنهما لا يغضبان ويسمحان عنه حتى يكمل فلا بأس، لكن إذا خشي غضبهما فإنه يقطع الصلاة ويجبيها في النافلة فقط، أما الفريضة فأمرها عظيم لا يجوز قطعها بل يكلمها ثم يعتذر إليهما.   
 
14-  سؤال قد يكون مشكل على بعض الناس، يقول فيه: هل يوجد في كتاب الله زكاة للحطب والفحم؟
الله جل وعلا أجمل الزكاة في القرآن ولم يفصلها، لكن فصَّلها النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ*لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) سورة المعارج، وقال سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا (103) سورة التوبة. فأجمل الأموال سبحانه وتعالى. وقال في الذهب والفضة خاصة: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) سورة التوبة. وإنفاقها في سبيل الله إخراج زكاتها، وإخراج ما أوجب الله فيها، لكن تفصيلها جاء في السنة غير الذهب والفضة، الإبل والبقر والغنم السائمة التي ترعى فيها الزكاة بنص النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك الحبوب والثمار بالنص فيها الزكاة، نصف العشر إذا سقيت من مؤونة بالمكائن أو بالحيوانات، وفيها العشر إذا كانت تسقى بالأمطار وماء الأنهار، فيها العشر، عشر الثمرة، من الزورع والتمور والعنب، بنص النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا عروض التجارة، إذا كان عنده حطب وخشب أو غيرها يبيع فيها ويشتري تزكى إذا حال عليها الحول، قيمتها، وهذه تسمى عروض التجارة، فإذا كان عنده مثلاً حطب وأواني وملابس وأراضي للبيع إذا حال الحول عليها يزكي قيمتها؛ لما روي عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله أن نخرج الصدقة مما نعد للبيع. يقول سمرة -رضي الله عنه-: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نخرج الصدقة مما نعد للبيع. يعني مما يعد للبيع والشراء، ويسمى عروض التجارة. ومنها حديث آخر عن أبي ذر يقول -صلى الله عليه وسلم-: (وفي البزِّ الزكاة)، والبز ما يباع. فالمقصود أنه إذا كانت الأموال للتجارة وجبت فيها الزكاة إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول.  
 
15- سمعت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الأسماء الحسنى يقول: (من حفظها دخل الجنة)، فهل هذا صحيح؟
نعم صحيح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعةً وتسعاً اسماً من أحصاها دخل الجنة). وفي اللفظ الآخر: (من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر)، قال العلماء: معناه: من أحصاها علماً وعملاً، علم معناها وحفظها وعمل بمقتضاها، فالرحمن الرحيم أن تكون رحيماً، ومقتضى أنه السميع العليم أن تخشاه وتراقبه؛ لأنه يسمع كلامك ويعلم أحوالك، وهكذا بقية الأسماء،، تعمل بمعناها تنزه الله وتقدسه، وتؤمن بأنه موصوف بتلك الأسماء الحسنى، وأنها حق، وأنه لا يشابه فيها خلقه سبحانه، وتعمل بمقتضاها، تؤدي ما أوجب الله عليك وتنتهي عما حرم الله عليك، فمن أحصاها بهذا المعنى دخل الجنة.  
 
16-  يسأل عن حكم قراءة الفاتحة على أرواح الموتى؟
ليس له أصل، ليس لهذا أصل، استحبه بعض العلماء ولكن الصحيح أنه لا يستحب، لا يستحب قراءة الفاتحة ولا غيرها للأموات ولا غيرهم، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على شرعية قراءة القرآن ليثوَّب للموتى وغيرهم ، ولكن تقرؤه لتستفيد، لتعمل به، لتعرف معناه وتعمل به، لا لتثوبه لغيرك، ولكن تقرؤه للعمل للعلم، والفائدة، أما قراءته للثواب حتى تثوبه إلى غيرك من الأموات أو غيرهم فهذا لا دليل عليه، والمشروع تركه، ولكن تقرؤه لتعمل به وتعرف معناه؛ وليحصل لك الثواب من الله على القراءة والعمل.  
 
17-  هل يصح أن يرفع المصلي بصره إلى السماء أثناء الصلاة؟ جزاكم الله خيراً.
رفع البصر إلى السماء وقت الصلاة لا يجوز، النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وحذَّر منه عليه الصلاة والسلام. قال صلى الله عليه وسلم: (لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم في الصلاة أو لا ترجع إليهم). وفي لفظٍ: (أو لتُخطفن). فالمقصود أنه لا يجوز رفع البصر إلى السماء في حال الصلاة، والسنة طرحه إلى الأرض إلى محل السجود، هذا هو السنة، لا ترفعه إلى السماء.   
 
18-   الناس قبل شهر رمضان كانوا يؤذنون لصلاة العشاء في السابعة تقريباً، وعندما دخل هذا الشهر الكريم صاروا يؤذنون لصلاة العشاء في الحادية عشرة، ما حكم هذا العمل؟
النبي صلى الله عليه وسلم أوضح المواقيت وبينها عليه الصلاة والسلام، فوقت العشاء يدخل حين يغيب الشفق الأحمر من جهة الغرب، فإذا غاب الشفق الأحمر دخل وقت العشاء إلى نصف الليل، فللمسلمين أن يؤذنوا في أول الوقت وهو أفضل، ولهم التأخير إذا رأوا المصلحة في ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم رغَّب في التأخير في العشاء وقال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة هذه الساعة) لمَّا أخرها إلى ثلث الليل عليه الصلاة والسلام، فإذا اقتضت المصلحة على أن يؤخرها، اتفق أهل بلد أو أهل مسجد على أن يؤخروها في آخر الوقت يعني العشاء في رمضان أو في غيره فلا بأس، لكن لا يؤخرها عن الوقت لا بد أن يكون في الوقت حتى يصلوا قبل خروج الوقت، فهم مخيرون بين أوله وآخره، خصوصاً العشاء، أما بقيَّة الأوقات فالأفضل في أول الوقت، يقدمون الصلاة في أول وقتها، يؤذن في أول الوقت ثم يتأخر الإمام حتى يتجمع الناس ربع ساعة ثلث ساعة ثم يصلوا، هذا هو الأفضل، إلا في الظهر عند شدة الحر فالأفضل التأخير أيضاً، للظهر في شدة الحر، أما العشاء فالأفضل فيها التأخير إلا إذا رأوا الجماعة أهل المسجد أو القرية التقديم فلا بأس، وإذا كانوا في رمضان يصلونها مؤخرة في آخر وقتها فلا حرج في ذلك إذا اتفقوا على هذا ورأوا المصلحة في ذلك فلا بأس، أو في غير رمضان أيضاً.  
 
19-  إنه ذبح دجاجة ففصل الرأس عن الجسد، ويسأل عن حكم مثل هذا العمل؟
لا بأس في هذا الذبح، إذا قطع رأسها بالسكين فلا بأس، مثل لو قطع رأس الشاة أو البعير أو البقرة لا بأس، المقصود المذبح إذا قطع رأسها بشيء محدد سكين لا بأس، أما بيده، لا، هذا ما يجوز، هذا خنق، لكن إذا قطعه بالسكين أو نحوها من المحددات لا بأس بذلك. 

365 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply