حلقة 778: حكم من نسي البسملة في الصلاة - الأسباب التي تعين على حفظ القرآن - قراءة القرآن على الميت - حكم ترك الصلاة - حالة أرواح الصالحين بعد الموت - زيادة الحصى في رمي الجمرات - التسبيح باليسرى - زكاة الذهب

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

27 / 49 محاضرة

حلقة 778: حكم من نسي البسملة في الصلاة - الأسباب التي تعين على حفظ القرآن - قراءة القرآن على الميت - حكم ترك الصلاة - حالة أرواح الصالحين بعد الموت - زيادة الحصى في رمي الجمرات - التسبيح باليسرى - زكاة الذهب

1-  إذا نسي المصلي البسملة في الصلاة هل تبطل الصلاة، أم يجب عليه سجود السهو؟ جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهداه. أما بعـد : فالصواب من أقوال أهل العلم أن البسملة أنها سنة وليست واجبة ، ولكنها تشرع أمام السور في الصلاة وخارجها إلا سورة براءة ، فإذا نسيها المصلي فلا شيء عليه، وصلاته صحيحة ، ولا سجود عليه للسهو.  
 
2-   منزلي يبعد عن المسجد، ولكني أسمع الأذان من مكبر الصوت، إنما نحن مع ذلك نصلي في البيت، هل نكون آثمين حينئذ، وهل صلاتنا صحيحة؟ جزاكم الله خيراً.
إذا كان المسجد بعيداً عنكم لا تسمعون الأذان بالصوت المعتاد عند هدوء الأصوات فإنه لا تلزمكم الجماعة في المسجد ، لكن لو ذهبتم إليه ولو بالركوب أو تحمل بعض المشقة يكون أفضل، لما فيه من الفضل العظيم ، ومضاعفة الأجر ، والاجتماع بالمصلين ، والتعارف والتعاون على الخير. أما صوت المكبر فلا يلزم به الحضور ؛ لأنه يسمع من بعيد، لكن من أجاب على صوت المكبر ، وذهب إلى الجماعة ، وصبر على المشقة ، فله أجر عظيم.   
 
3-  ما هي النصيحة التي تتفضلون بها وتنصحونني عندما أقرأ القرآن الكريم، ولاسيما وأن حفظي بسيط؟
أنصحك بالعناية بالدراسة ، وتحري الأوقات المناسبة التي يكون قلبك فيها حاضراً ، والمشاغل فيها قليلة، حتى تنتفع بالقراءة أكثر، ونوصيك أيضاً بأن تسأل ربك الإعانة والتوفيق ، وأن يمنحك حفظ كتابه ، وفهمه ، والعمل به.   
 
4-  هل تجوز قراءة القرآن على الميت؟
لم يشرع هذا، الميت (انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) ؛ كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقراءة القرآن عليه لا تنفعه ، ولا يستفيد منها ؛ لأنه لا يسمعها، ولا يستفيد منها بعد الموت.  
 
5-   زوج أختي لا يصلي أبداً حتى أيام الجمعة، ولا أظنه إنكاراً لوجوب الصلاة، إنما بحجة أنه عامي لا يقرأ ولا يكتب، فهل في بقاء أختي معه شيء، وإنني عندما أسمع عقوبة تارك الصلاة يشفق عليه قلبي ويحن، كما أنني أعانقه أحيانا كأيام الأعياد وغيرها؟ انصحوني، جزاكم الله
ترك الصلاة كفر بنص النبي - عليه الصلاة والسلام - ، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه كفر أكبر يخرج من الملة ، وإن لم يجحد وجوبها ، لكن إن جحد وجوبها كفر عند جميع العلماء، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). ويقول أيضاً - عليه الصلاة والسلام -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). ولا يجوز بقاء أختك معه ، بل يجب التفريق بينهما إلا أن يتوب، والواجب عليك هجره ، وعدم معانقته ، وعدم صحبته ، حتى يتوب إلى الله - عز وجل -، فهجر مثله من أهم المهمات ، وأقل الأحوال أنه سنة مؤكدة ، والقول بالوجوب قول قوي، القول بوجوب هجر من أظهر المعصية والكفر قول قوي، فعليك يا أخي أن تنصحه لله، وأن تخوفه من الله ، وأن تجتهد في توبته ، لعلّ الله يهديه بأسبابك ، فإن أصر على الباطل ، وأبى أن يقبل منك فاهجره، هذا هو المشروع، وإن رأيت المواصلة للنصيحة بين وقتٍ وآخر فذلك خير من باب النصح لله ولعباده، من دون أن تتخذه صاحباً أو صديقاً أو عشيراً ، لا، لكن بين وقتٍ وآخر تمر عليه وتنصحه ، وتقول له : اتق الله ، راقب الله، يا عبد الله ، والصلاة عمود الإسلام ، فمن تركها فقد كفر، لعلّ الله يهديه بأسبابك، وإذا تيسر أن تقول لإخوانه أو أبيه أو أصدقائه أن ينصحوه أيضاً حتى يساعدوك فهذا أمر مطلوب، والمسلمون إخوة يتناصحون، وهذا إنسان قد تعاطى ما يخرجه من الإسلام ، فالواجب نصيحته ، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، والأخذ بيده إلى الصواب ، لعل الله يهديه بأسبابك، وقد قال الله - عز وجل - في كتابه العظيم: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى [(2) سورة المائدة]. وقال سبحانه في كتابه العظيم: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [سورة العصر]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (الدين النصيحة)، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : (لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم) - نسأل الله للجميع الهداية. المقدم: حجته أنه لا يقرأ ولا يكتب ما هو توجيهكم سماحة الشيخ؟ الشيخ: هذه ليست حجة، يجب عليه أن يصلي وإن كان عامياً، ليس من شرط الصلاة أن يكون يقرأ ويكتب، عليه أن يصلي ويتعلم ويتفقه في دينه ، ولا يدع الصلاة، عليه أن يصلي ، وعليه أن يؤدي الزكاة وعليه أن يصوم وعليه أن يحج بيت الله إن استطاع وإن كان غير عالم، وإن كان عامياً ، لكن يلزمه التفقه في دينه ، والسؤال عما أشكل عليه؛ لأنه مخلوق لعبادة الله، فالواجب عليه أن يتعلم هذه العبادة ، ويتبصر فيها، يقول الله - سبحانه -: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [(56) سورة الذاريات]. ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ [(21) سورة البقرة]. فهذه العبادة التي خلقنا لها ، وأمرنا بها ، يجب أن نفقهها، وأن نعلمها ، وأن نسأل أهل العلم عنها، حتى نكون فيها على بصيرة، حتى نؤديها على علم، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). فالذي يعرض ولا يتفقه هذه من علامات أن الله ما أرد به الخير ، نسأل الله العافية. المقدم: سماحة الشيخ ذكرتم أن من وسائل التعليم السؤال هل تتفضلون بذكر وسائل أخرى؟ الشيخ: نعم، سؤال أهل العلم من وسائل الفقه في الدين، تدبر القرآن الكريم من وسائل ذلك ، وهو أعظم كتاب ، وأشرف كتاب ، وأنفع كتاب، تدبره والإكثار من قراءته من أعظم الأسباب في الفقه في الدين والبصيرة، وهكذا حضور حلقات العلم، سماع خطب الجمعة بإنصات ، وحضور قلب، وسماع النصائح من الناصحين ، كل هذا من أسباب تحصيل العلم. فالواجب على العامي أن يجتهد في حضور حلقات العلم ، وفي الإصغاء إلى خطب الجمعة ، وفي سؤال العلماء عما أشكل عليه، وإذا كان يقرأ القرآن يجتهد في تدبره ، والاستفادة منه ، إذا كان لا يقرأ يجتهد في سماع الأشرطة التي فيها تفسير القرآن الكريم، وسماع القرآن من إذاعة القرآن ، كل هذا يفيده كثيراً، وينفعه كثيراً.   
 
6-   إن الله - تبارك وتعالى - لم يخبر عن الأموات أنهم أحياء إلا الشهداء، ففي أي حالة تكون أرواح الصالحين الذين لم يموتوا شهداء، وهل هناك فرق بينهم في حياة البرزخ؟ جزاكم الله خيراً.
الشهداء لشرفهم ، وفضل عملهم بين الله - سبحانه - أنهم أحياء عند ربهم يرزقون ، حياة خاصة، حياةً برزخية ، وهم أموات، هم أموات ، وقد حُكم فيهم بأحكام الموتى ، لكن أرواحهم في نعيم الجنة، في أجواف طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش ؛ كما أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - ، وهذا شرف لهم ، وحث لهم على الجهاد في سبيل الله. وهكذا أرواح المؤمنين عند الله في الجنة، حية عند الله أيضاً في الجنة، لكنهم دون الشهداء، جاء في الحديث الصحيح أن روح المؤمن طائر يعلقه في شجر الجنة، روح المؤمن يجعلها الله طائراً يعلق في شجر الجنة ، ويأكل من ثمارها حتى يعيده الله إلى جسده، وهذا فضل عظيم. وهكذا أرواح الكفار حية تعذب في البرزخ وفي النار، في البرزخ مع الجسد، الجسد في الأرض وهي تعذب في النار، والجسد والروح يوم القيامة يعذبان في النار أيضاً - نسأل الله العافية-. فالمؤمنون ينعمون في البرزخ وفي الجنة، أرواحاً وأجساداً ، والكفار يعذبون في البرزخ وفي النار أرواحاً وأجسادا. وللروح نصيبها وللجسد نصيبه، ولو لم يبقَ منه إلا القليل. فالواجب على كل مسلم أن يحذر ، وأن يعد العدة للقاء ربه، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عليه، والعاصي على خطر إذا مات على المعاصي على خطر من العذاب في قبره ومن عذاب النار ، وإن كان لا يخلد فيها لو دخلها لكنه خطر. الواجب الحذر من المعاصي كلها، لعلّ الله ينجيه من شرها، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما : أحدهما يعذب بالنميمة ؛ كان يمشي بالنميمة، وهي معصية ، كبيرة من الكبائر، والثاني : يعذب بأنه ما كان يستنزه من البول، ما كان يتحرز من البول، هذا يفيد الحذر من المعاصي ، ويفيد الحذر من التساهل بالبول.  
 
7-   لقد أديت فريضة الحج عام (1409هـ)، إلا أنني عند رمي الجمرات رميت في بعض الأحيان أكثر من سبعة، وفي ذلك الوقت لم أكن أعلم بأن ذلك لا يجوز؟ وأيضاً عند التلفظ بالنية للحج قلت: نويت عمرة وحجا، وذلك حسبما قاله لنا الجماعة الذين حجينا معهم، إلا أننا عندما ذهبنا للحج ذهبنا مباشرةً إلى منى وليس إلى مكة، فهل حجي صحيح في كلا الحالتين؟ وإذا لم يكن كذلك، فماذا يجب علي أن أعمل جزاكم الله خيراً؟
حجك صحيح إذا كنت أديت أعمال الحج ، وتكونين قارنة بين الحج والعمرة، إذا كنت طفت وسعيت وكملت أعمال الحج فأنت قارنة بين الحج والعمرة ، وحجك صحيح. والزيادة في الرمي لا يضر، الزيادة في الرمي على السبع لا تضر، لكن لا يشرع ذلك ، ولا ينبغي ذلك إلا إذا كان على سبيل الاحتياط، إذا شك في السبع هل كملها؟ يزيد ثامنة، ويزيد تاسعة حتى يعتقد أنه كمل، إذا كان يخشى أن بعضها خرج عن الحوض، ما طاح في الحوض، فزاد ثامنة أو تاسعة يحتاط فهذا هو الواجب عليه، أما الزيادة من دون سبب فلا ينبغي. المقدم: ماذا عن حجها سماحة الشيخ؟ الشيخ: حجها صحيح كما تقدم، ولا يضرها الزيادة، لا تضرها الزيادة على السبع، لكن إذا كانت لغير سبب فقد فعلت أمرا غير مشروع، ولا يضرها في دينها ولا في حجها. المقدم: وقولها نويت حجاً وعمرة وهي حجت فقط؟ الشيخ: أعمال الحج مع العمرة، تصير قارنة ، تكون قارنة ، وأعمالهما واحدة.
 
8-    إنني عندما أسبح أو أكبر أو أهلل فإنني أعقد بأصابع يدي اليمنى، وذلك من باب أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحب التيامن، ولكن سؤالي هو: أنني سمعت بأنه لا بأس بالعقد بأنامل اليد اليسرى، ولكن الأفضل أن يكون باليد اليمنى فقط، عموماً: أعقد التسبيح بأنامل  اليد اليمنى إلا أنني أتساءل عن اليد اليسرى هل هي لا تنطق يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى: الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ [يس:65]؟
السنة العقد باليمين كما فعلت، عقد الأذكار باليمين كان النبي يفعل هذا - عليه الصلاة والسلام -، ومن عقد باليدين جميعاً فلا حرج، ولا بأس، قد جاء ما يدل على ذلك، واليد مسؤولة ، والرجل كذلك، والجلد كذلك، والأسماع والأبصار . فالمقصود أن على المؤمن والمؤمنة حفظ الجوارح من معاصي الله، فاليد تسأل عما عندها، اليمنى تسأل واليسرى تسأل، فعليك أن تحذري ما حرم الله، وأن تجتهدي في طاعة الله - عز وجل -. المقدم: تعليقكم على ما استشهدت به من الآية الكريمة؟ الشيخ: مثل ما دل عليه القرآن، أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم إذا ختم الله على أفواههم. المقدم: إذاً كون استحباب التهليل والتسبيح باليد اليمنى لا يدل على أن اليد اليسرى لا تدخل معها؟ الشيخ: لا، هذه لها عمل ، وهذه لها عمل، مثل ما أنها اليمنى تصافح بها ولا تصافح باليسرى، يأكل باليمنى ، ولا يأكل باليسرى، يشرب باليمنى، كل هذا لا يدل على أن اليد اليسرى غير مسؤولة؛ مسؤولة عن مهمتها، كل عضو مسؤول على مهمته، فالعين مسؤولة على النظر، والأُذن مسؤولة على السمع، واللسان مسؤول عن الكلام، واليد اليمنى مسؤولة عما وكل إليها ، واليسرى عما وكل إليها.  
 
9-   سمعت أن حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى لا يكون هواه تبعاً لما جئت به) سمعت أن هذا الحديث ضعيف، إلا أنني سمعت من عالم آخر أن هذا الحديث صحيح، فمن هو الذي على الصواب؟
الحديث هذا صححه الجماعة وضعفه آخرون، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به). والحديث في سنده ضعف، لكن معناه صحيح، قد لا يؤمن الإنسان الإيمان الكامل حتى يكون هواه وميله تبعاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وهذا هو الواجب على المؤمن أن يكون في جميع أحواله مع الشريعة لا مع الهوى والشيطان، ومعنى: لا يؤمن الإيمان الكامل (حتى يكون هواه) يعني إرادته وميله في طاعة الله ، ومع شرع الله ، لا مع المعاصي والمخالفات.  
 
10-  بالنسبة لزكاة الذهب، هل أخرجها حسب المبلغ الأصلي الذي اشتريت به، أم حسب المبلغ الذي سيكون عند إخراج الزكاة؟
الزكاة تخرج من العروض على حسب القيمة عند إخراجها لا على حسب الثمن ، إذا اشترى أرضاً بعشرة آلاف للتجارة ، وعند تمام الحول صارت تساوي عشرين ألف يزكي عشرين ألف، وهكذا لو كان عنده أواني للتجارة أو سيارات للتجارة اشتراها بخمسين ألفاً وعند تمام الحول صارت تساوي مائة ألفاً يزكي مئة ألف، فالاعتبار بالقيمة عند إخراج الزكاة.  
 
11-   سمعت بأنه يجب على الفتاة أن لا تتزوج إلا من رجل مظهره إسلامي، وأنا والحمد لله فتاة ملتزمة، إلا أن جميع من يتقدم لي غير ملتزم، فهل أوافق أم لا؟
لا حرج عليك بالموافقة إذا كان مسلماً، وإن كان عنده بعض القصور في بعض المعاصي لئلا تتعطلي؛ لأن التماس الكامل اليوم فيه صعوبة كبيرة، فإذا تيسر من هو معروف بالاستقامة على الصلاة والأخلاق الفاضلة ، وإن كان عنده بعض النقص فإنه لا بأس أن تتزوجيه ، وأن تعفي نفسك ، والحمد لله، لكن إذا تيسر الرجل المعروف بالاستقامة وعدم وقوع شيء من المعاصي هذا أكمل وأطيب. ومن أمثلة ذلك أن يكون يتعاطى التدخين ، أو يتعاطى الإسبال ، أو يتعاطى شيئاً قصاً من لحيته، أو ما أشبه ذلك، هذا نقص ومعصية، لكن إذا تيسر غيره فهو مطلوب، وهو الأكمل، وإذا لم يتيسر إلا هذا الصنف من الناس فلا حرج في الزواج للعفة ، وسلامة الدين والعرض ، ولعل الله يهديه بأسبابك. المقدم: المظهر الإسلامي الكامل كيف يكون سماحة الشيخ؟ الشيخ: المظهر الإسلامي يكون على الطريقة المحمدية ، على حسب ظاهر الشرع في ملبسه ، وفي مشيه ، وفي جميع شؤونه ، معروفاً بعدم الإسبال، عدم حلق اللحى وتقصيرها، عدم التكبر، محافظاً على الصلوات في الجماعة، إلى غير ذلك من مظاهر الإسلام. 
 
12-  عند قراءة القرآن هل يجب غطاء الرأس؟
لا يجب غطاء الرأس لا على المرأة ولا على الرجل غطاء الرأس، لها أن تقرأ وهي مكشوفة الرأس إذا لم يكن عندها أجنبي، والرجل كذلك لا حرج في ذلك، ولها أن تقرأ مضطجعةً ، وقاعدةً ، وسائرةً ، ومتكئةً ، والرجل كذلك.  
 
13-   إنني ولله الحمد أحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم، وأقرأ بما حفظت في الصلاة، إلا أنني أحب أن أكرر بعض السور، مثل: سورة الإخلاص، والكافرون، والعصر، والنصر، والكوثر، والانشراح، فهل أكون آثمة لأنني أحب فقط هذه السور، أم أن الأمر جائز في كلا الحالين؟
الأمر واسع في ذلك والحمد لله، الأمر واسع في هذا إذا كررت بعض السور ولاسيما : قل هو الله أحد فإن لها فضلاً عظيماً ، تعدل ثلث القرآن ، وهكذا غيرها إذا كررتيها فلا حرج إن شاء الله.  
 
14-   إنني عندما أقرأ سورة الفاتحة، والإخلاص، والكافرون، والفتح، والنصر، والكوثر، وبعض الآيات التي هي عبارة عن أدعية للمؤمنين مثل: (( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )) [آل عمران:8]، وغيرها من الآيات، أو عند قراءة السور أو الآيات التي تبدأ بـ(قل) بالإضافة إلى الآيات التي تتحدث عن الساعة وأهوالها أو الجنة ونعيمها؛ فإنني أشعر باضطراب في داخلي، وأشعر بأن دقات القلب تكون شديدة، فماذا يعني ذلك؟ 
هذه علامة خير ، فاحمدي الله على ذلك، واسأليه التوفيق والثبات على الحق؛ لأن شعور الإنسان بعظم الموقف فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته ، وبما يتعلق بأخبار والجنة والنار والقيامة ، شعوره بهذا المقام العظيم، وشعور بعظمة الله ، كل هذا من علامات التوفيق ، ومن قوة الإيمان ، وكمال الإيمان ، فاحمدي الله على ذلك ، واسأليه التثبيت على الحق ، والإعانة على كل خير.  
 
15-   أبي يعمل بالتجارة إلا أنه يبيع السجائر، وحسب الفتاوى التي قرأتها فإن ذلك يعد محرماً، فهل يصح أن آخذ من ماله، مع العلم أنني فتاة وأعيش معه؟
لا حرج في ذلك؛ لأن المال المختلط لا بأس بالأخذ منه ، وقبول الهدية منه، وقلَّ أن يسلم مال من نقص وخلل، ولكن ينصح من قبلك ومن قِبَل إخوانك ، أو أعمامك ، أو غيركم من الناس الطيبين ، ينصح حتى يدع بيع الدخان؛ لأن بيع الدخان منكر، لا يجوز، لكن لا يضرك ؛ لأن ماله مختلط، فلا يضرك الأكل من ماله، واللبس ، إلى غير ذلك.  
 
16- في أدائي لصلاة الوتر فإني عند دعاء القنوت أرفع يدي، فهل هذا الرفع يجوز أم لا؟
نعم ، مستحب رفع اليدين في القنوت مستحب، فلا بأس في ذلك، في حق الرجل والمرأة جميعاً.  
 
17-  سمعت أن القنوت ليس ضروري أداؤه باستمرار في صلاة الوتر، إلا أنني أرتاح في أدائه، فهل يجوز ذلك أو لا؟
القنوت ليس بواجب، بل هو مستحب ، فإذا تركه المؤمن أو المؤمنة بعض الأحيان فلا بأس. ولكن استعماله دائماً أولى وأفضل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علم ابن بنته الحسن بن علي ذلك، علمه القنوت في الوتر، ولم يقل له في بعض الأحيان، بل علمه ما يدل على أنه يلازمه ، ويفعله في جميع الأوقات ، أن يقول: اللهم اهدني فيمن هديت.. )الخ . فكون الإنسان يأتي بالقنوت في الوتر في السنة كلها طيب على أصح أقوال العلماء، لا بأس، وإن ترك بعض الأحيان فلا حرج. المقصود أنه سنة ليس بواجب، والمحافظة عليه دائماً أفضل وأولى في ظاهر حديث الحسن بن علي، والصحابة يفعلونه تارة ويتركونه تارة - رضي الله عنهم -، فالأمر واسع بحمد الله، لكن المحافظة عليه في ظاهر الحديث الصحيح أولى وأفضل.   
 
18-  إنني عندما أوتر أصلي ركعة واحدة وأقرأ فيها سورة الإخلاص، والفلق، والناس، فهل عملي صحيح؟
الأفضل الاقتصار على : قل هو الله أحد، هذا هو الأفضل في الركعة الأخيرة، ركعة الوتر ، هذا المحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها بقل هو الله أحد. أما زيادة المعوذتين فالحديث فيه ضعيف. 
 
19-  هل صحيح أن المداومة على صلاة الشفع تؤدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع لمن يؤديها؟
ما أعرف في هذا شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما المؤمن يصلي شفعاً في النهار والليل، هذا هو السنة ، قال النبي – صلى اله عليه وسلم- : (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) . وليس صلاة الوتر إلا وتر الليل ركعة واحدة يوتر بها ، أو في بعض صلاة الخوف في بعض الأنواع في صلاة الخوف يصلون ركعة واحدة. أما السنة فالصلاة تكون شفعاً دائماً إلا المغرب فإنها وتر، فرضها الله وتراً ثلاثاً، أما الظهر والعصر والعشاء والفجر كلها شفع، وهكذا النوافل كلها تصلى شفعاً ، ثنتين ، ثنتين ، إلا الوتر فإنه يصلي واحدة، وهكذا في بعض أنواع صلاة الخوف، صلّى النبي بواحدة - عليه الصلاة والسلام - عند لقاء الأعداء. أما حديث : أنه يشفع النبي لمن صلَّى شفعاً ، فلا أعرف له أصلاً. 

555 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply