حلقة 808: من عجزت عن صيام النذر فإنها تطعم عن كل يوم مسكين - حكم تأخير المرأة الصلاة لأجل سماع الموعظة - حكم المسح من فوق الملابس التي على رأس المرأة - حكم المسح فوق التحجيبة - كفارة الظهار - أهل القرآن
8 / 50 محاضرة
1- إنني امرأة أم لستة أطفال، كان علي من الصيام ما يعادل شهرين لم أقضها في أوقاتها، ثم إني نذرت إن أنا صمت هذه الأيام أن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وأن أصوم يومي الخميس والاثنين من كل أسبوع، إلا أنه يصادف العذر الشرعي في بعض الأوقات، وأيضاً صحتها لا تتحمل الوفاء بالنذر، وتسأل عن توجيهكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعــد: فإن الواجب على السائلة أن توفي بنذرها إذا حصل الشرط الذي قالت، فإن عليها أن توفي بالنذر حسب الطاقة، وإذا عجزت عن ذلك، وعن صيام رمضان لكبر سنها تطعم عن كل يوم مسكينا، كما تطعم عن صيام رمضان، عن كل يوم مسكين مع القدرة نصف صاع من قوت البلد من تمرٍ، أو غيره، أما ما دامت تستطيع فإنها تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وتصوم الاثنين والخميس؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)؛ ولأن الله سبحانه مدح المؤمنين بالوفاء بالنذر فقال عز وجل: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) سورة الإنسان. فالواجب على السائلة أن توفي بنذرها لأنه النذر طاعة، وإذا صادف الاثنين والخميس وقت حيض، أو نفاس قضتهما بعد ذلك، مثل ما تقضي رمضان، فرمضان تفطر في الحيض والنفاس وتقضي فهكذا في صوم نذرها تفطر وتقضي.
2- إذا حضرت الصلاة وهي تسمع خطبة، أو تسمع القرآن، هل تؤخر الصلاة حتى نهاية الخطبة، أو القرآن، أو تصلي من حين دخول الوقت؟
لا مانع من تأجيل الصلاة حتى تسمع الفائدة، الخطبة، أو الموعظة لا مانع من ذلك ولكن بشرط أن لا يفوت الوقت، أما تأخيرها عن أول الوقت نصف ساعة ثلث ساعة، فلا بأس بذلك، الأمر واسع لكن صلاتها في أول الوقت فهو أفضل، وإذا أخرتها لمصلحة عظيمة سماع موعظة، أو تعليم جاهل، أو أمر بمعروف، أو نهيٍ عن منكر، أو ما أشبه ذلك مما يدعو إلى تأخيرها إلى بعض الوقت فلا بأس في ذلك؛ لأن هذه مصلحة عظيمة والحمد لله.
3- هل يجوز للمرأة أن تمسح رأسها من فوق الملابس التي على رأسها؟
ليس لها ذلك، بل عليها أن تمسح الرأس نفسه، كما أن الرجل يمسح رأسه أيضاً لكن إن كان عليها خمار قد حنّكته به رأسها ويشق عليها نزعه مسحت عليه يوما وليلة إذا كانت لبسته على طهارة كالرجل إذا لبس العمامة على طهارة يوماً وليلة، يمسح عليهما يوم وليلة بعد الحدث إذا كانت عمامةً محنكة؛ لأن حلها قد يشق بعض المشقة، وهكذا الخمار المحنك على المرأة الذي قد ربطته وحنكته على رأسها، ولبسته على طهارة، فإن لها أن تمسح يوماً وليلة كالخفين كما تمسح عل الخفين يوماً وليلة كالرجل، أما خمار مطروح على الرأس هكذا عادي، فهذا لا يمسح عليه، يزال ويمسح على الرأس، أو عمامة لبستها على غير طهارة، لا تسمح عليها، تزيلها، أو زاد على الوقت يوماً وليلة تزيلها، كالرجل سواء.
4- بعض أخواتنا الطبيبات والممرضات يرتدين ما يسمى لديهن بالتحجيبة، وهذه التحجيبة ينطبق عليها الوصف الذي تفضلتم به وهو أنها تكون من تحت الذقن وتغطي جميع الرأس، هل لمثل هؤلاء الأخوات أن يمسحن على هذه التحجيبة إذا لبست على الطهارة؟
نعم، إذا لبسنها على طهارة وكان حلها مما قد يشق بعض الشيء، فإنها تمسح على هذه التحجيبة التي يسمونها خمار محنك، تمسح عليه إذا كان على طهارة، مدة المسح يوماً وليلة فقط بعد الحدث يعني، ثم تنزعه بعد اليوم والليلة، وأما إن كانت ملبوسة على غير طهارة، فإنها لا تمسح عليها.
5- إن لي ابن أخ ورضع معي، هل يجوز له أن يتزوج من بنات عمتي الأخريات؟ علماً بأنه لم يرضع معهن بل رضع معي فقط؟ نرجو الإفادة،
إذا رضع من أمك خمس رضعات، فإنه يكون أخاُ لك، ولجميع أخوتك إذا كان قبل الفطام إذا كان رضع في الحولين قبل الفطام، خمس رضعات فأكثر من أمك، فإنه يكون أخاً لك ولجميع إخوانك الصغار والكبار، ويكون أخاً لجميع أولاد أبيك أيضاً من الزوجات الأخرى، وعماً لأولاد الأخوة، وخالاً لأولاد الأخوات، ليس له أن ينكح منهن أحدا، فهو خال لأولاد أخواته من الرضاع، وهو عم لأولاد إخوته من الرضاع إذا كان أولئك من أمك فهو شقيق وإن كانوا من زوجة أخرى فو أخ لهم من الأب؛ لأن أمك هي زوجة هذا الرجل الذي أرضعته من لبنه، ويكون ابناً له ويكون أخاً لأولاده من الزوجات الأخريات من الأب وأخاً لأولاد الزوجات الأخريات من الأب، المقصود أن هذا الولد الذي رضع من أمك أخ لك ولإخوانك جميعاً من أمك شقيق ومن الزوجات الأخرى يكون أخاً لهم من الأب، وللإناث أخ لهن من الأب وخال لأولاد الإناث وعماً لأولاد الذكور.
6- أفتونا لو تكرمتم عن الرجل الشيبة الهرم الذي لا يستطيع الصوم، وهو فقير لا يجد شيئاً في حوزته، ماذا عليه؟ نرجو الإجابة،
ليس عليه شيء إذا كان عاجزاً عن الصوم، وفقير عن الإطعام ليس عليه شيء، فاتقوا الله ما استطعتم فليس عليه صوم ولا إطعام؛ لعجزه عنهما، عن الصوم وعن الإطعام، هذا إذا كان عقله معه، أما إذا كان الهرم قد غير عقله فليس عليه حتى ولو كان عنده مال؛ لأنه زال عنه التكليف بزوال العقل، إذا خرف تغير عقله فلا صوم عليه ولا إطعام أما إذا كان عقله معه ولكنه عاجز عن الصوم، عاجز عن الإطعام فلا صوم عليه ولا إطعام؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) سورة التغابن، لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
7- في ذات يوم تلفظت بلفظ الظهار، ولم يكن في نيتي الانفصال عن زوجتي، وكنت لا أعرف الفرق بين الظهار والطلاق، ثم إني فعلت الشيء الذي كان عليه الحلفان، فأطعمت عشرة مساكين، فهل هذا يكفي، أم يقع علي حد الظهار؟
إذا كنت ظاهرت من امرأتك قلت عليّ زوجتي مثل ظهر أمي، أو مثل ظهر أختي، فهذا الظهار لا يكفي عشرة مساكين لا بد من عتق رقبة مؤمنة، فإن عجزت فصيام شهرين متتابعين، فإن عجزت فإطعام ستين مسكنا، قبل أن تمسها، لكل مسكين نصف صاع، يعني ثلاثين صاعاً، ونوصيك بمراجعة العلماء في بلدك، القاضي، أو غيره من العلماء المعروفين بالعلم تسألهم عما جرى منك، توضح لهم الواقع، إذا كنت ظاهرت من امرأتك يعني قلت لها هي حرام عليك كأمك، أو كأختك، أو هي كظهر أمك أو أختك، أو ما أشبه ذلك فهذا كفارته مثل ما بين الله في القرآن في سورة قد سمع، في سورة المجادلة، كفارته مرتبة، أولاً: عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز يصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجز يطعم ستين مسكناً ثلاثين صاع لكل مسكين نصف صاع، من قوت البلد، مقداره كيلو ونصف تقريباً قبل أن يمس المرأة، وعليه التوبة من ذلك.
8- قرأت في كتاب (درة الناصحين في الوعظ والإرشاد)، فوجدت مكتوباً أن حملة القرآن هم أهل الله، وسؤالي: من هم حملة القرآن، هل هم من يقرؤون القرآن ويعملون بما فيه، أم من يحفظونه؟
أهل القرآن هم الذين يعملون به، فيحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويتقون الله على ضوء ما فيه من النور، هم أهل القرآن وإذا حفظوه كان أكمل، وإن لم يحفظوه، لكنهم عملوا به واتقوا الله ونفذوا أحكام القرآن هؤلاء هم أقل القرآن، جعلنا الله وإياك أيها السائل منهم.
9- ما حكم الصلاة التي رفعت فيها رأسي من السجود قبل الإمام؟ وضحوا لي،
إذا كنت رفعت رأسك قبل الإمام، فعليك أن ترجع، فتسجد، ثم ترفع بعده، فإن لم تفعل جاهلاً فلا شيء عليك والصلاة صحيحة، أما إن كنت تعلم الحكم الشرعي وتعمدت هذا ولم ترجع للسجود فصلاتك باطلة، تعيدها، أما إن كنت جاهلاً فالصلاة صحيحة، ولا تعود إلى ذلك، فإذا رفعت رأسك تحسب أن الإمام رفع، ثم علمت أنه لم يرفع ارجع واسجد، ثم ارفع بعده.
10- يسأل سؤال يقول: هل الرشوة حرام؟
نعم، الرشوة كبيرة من الكبائر، والرسول -صلى الله عليه وسلم- لعن الراشي والمرتشي؛ ولأنها تجر إلى الباطل، والظلم، وأكل الحرام، وخيانة المرشي، فلا يجوز تعاطيها بالكلية، وهي دفع مال لمن يخون لك، ويعطيك غير حقك، أو يقدمك على غيرك من المستحقين من اجل رشوة هذه الرشوة تعطيها الموظف حتى يعطيك غير حقك وحتى يعمل لك ما لا يجوز، أو ما لا يقره النظام الذي لديه، والعمل الذي لديه، والتعليمات التي لديه، وإنما حمله على ذلك ما دفعت له من المال، هذا يقال له الرشوة، فهي حرام عليك وعليه جميعاً، وفي الحديث اللعن للراشي والمرتشي جميعاً، وهكذا إذا أعطيته ليقدمك على ناس هم أحق منك بهذا الشيء الذي طلبت ولكن قدمك عليهم من أجل الرشوة هذا أيضاً من المنكر نسأل الله السلامة.
11- عندنا في المسجد إمام، وهذا الإمام يصلي بنا وهو سريع في صلاته، وعند السجود يسبق اليدين قبل الركبتين، ونحن مجموعة شباب نخالفه في سجوده، فنسبق الركبتين قبل اليدين بدليل: لا تشبهوا سجودكم بالبعير ، فهل هذا السجود صحيح؟
سجودكم جميعاً صحيح، سجوده صحيح وسجودكم صحيح، والحمد لله، لكن الأفضل مثل ما فعلتم تقديم الركبتين على اليدين، كما جاء في حديث وائل وغيره، وهو موافق لحديث أبي هريرة الذي فيه النهي عن البروك كبروك البعير؛ لأن بروك البعير يقدم يديه، فالسنة أن تقدم الركبتان؛ لأنهما في الرجلين قبل اليدين، وذهب بعض أهل العلم إلى تقديم اليدين قبل الركبتين؛ لأن في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (وليضع يديه قبل ركبتيه)، وتأولوا ذلك على أن بروك البعير على ركبتيه وهما في يديه، فإذا قدم المصلي يديه فقد خالف البعير، وليس الأمر كذلك، الصحيح أن بروك الإنسان على يديه هو الذي يشبه البعير، ويخالف أول الحديث لا يبرك كما يبرك البعير، ويخالف حديث وائل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه), فهذا هو الأفضل وهذا هو الأشهر، ومن اعتقد ما دل عليه آخر حدث أبي هريرة: (وليضع يديه قبل ركبتيه) من اعتقد هذا ووضع يديه قبل ركبتيه على اجتهاد منه فلا حرج عليه، والله يغفر للجميع، لكن الأفضل هو تقديم الركبتين قبل اليدين، هذا هو الأرجح، وهذا هو الأفضل، ومن قدم يديه قبل ركبتيه معتقداً أن هذا هو الأفضل حسب اجتهاده وعلمه، فلا شيء عليه، المصيب له أجرن والمخطئ له أجر واحد، والحمد لله، هذا كله إذا كان يستطيع تقديم الركبتين، أما إذا كان عاجزاً؛ لكبر سنه، أو مرضه فإنه يقدم يديه، ولا شيء عليه، والحمد لله.
12- لدي زوجة وهي تعمل وتأخذ مرتب، إذا أخذته منها، أو أخذت البعض، فهل يكون حلال، أو حراما،
مرتبها لها، ومن مالها، إلا إذا سمحت لك بالراتب كله، أو ببعضه سماحاً واضحاً لا شبهة فيه فلا بأس عليك؛ لقول الله عز وجل في سورة النساء: فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا (4) سورة النساء. فإذا طابت نفسها بالراتب، أو ببعض الراتب فلا حرج عليك أما إن كنت توعدها بالطلاق، أو بالهجر، أو بالأذى إن لم تعطك، فهذا لا يجوز لك؛ لأنه ما طابت نفسها في ذلك، ولكن خوفاً منك، أو من طلاقك سلمت لك المال، أو بعض المال، لا، فلا يجوز هذا، ولكن عليك بالكلام الطيب والعشرة الطيبة، فإن سمحت لك فالحمد لله، وإلا فدعها ومالها وأنفق عليها واصبر، وقم بالواجب، وأحسن الخلق، خيركم خيركم لأهله. والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (البر حسن الخلق)، فعليك بحسن الخلق وعدم الأذى والهجر لزوجتك بغير حق، ولا تكن سفيهاً، ولا تكن أيضاً سيء الخلق مع أهلك، الله يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19) سورة النساء، هكذا يقول ربنا عز وجل، ويقول سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ (228) سورة البقرة. فالواجب أن تعاشرها بالكلام الطيب، والوجه المنبسط، والسيرة الحميدة، والإنفاق المناسب في الفراش وفي غير ذلك، تكون جيداً في الفراش وفي غيره، بالخلق الحسن، والكلام الطيب، وانبساط الوجه، وكف الأذى، والضرب اللي بغير حق، هكذا يجب على الزوج، وعليها هي أيضاً أن تفعل مثل ذلك، بالخلق الطيب، والأسلوب الحسن والكلام الطيب والسيرة الحميدة والسمع والطاعة لك في المعروف، هذا هو الواجب عليكما جميعاً، ومالها لها، ومالك لك، إلا إذا طبت نفساً لها بشيء، أو طابت نفسها بشيءٍ لك، فالأمر واسع والحمد لله، وإذا كانت لم تشرط عليك أنها تعمل، فأنت بالخيار إما أن تسمح لها وراتبها لها، وإما أن تمنعها من العمل وتبقى في البيت، والحمد لله، أما إذا كان مشروطاً عليك أنها تعمل، فالمسلمون على شروطهم، ويجب عليك أن تمكّنها من شرطها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج)، متفق على صحته. فالواجب عليك تمكينها من أداء وظيفتها من تدريسٍ، أو غيره كما شرط عليك ومالها لها، إلا أن تسمح لك بشيءٍ منه، أو بكله، وهي رشيدة، فلا بأس عليك والحمد لله، لكن من دون إكراه ومن دون ظلمٍ لها وإكراهٍ لها، إذا سمحت من دون إكراه ومن دون أذى فلا بأس والحمد لله.
13- هل السجائر -أي الدخان- حرام، أم حلال، أم مكروه؟ جزاكم الله خيراً.
الدخان فيه شر عظيم ومضاره كثيرة على الصحة، والمال، وهو أيضاً من المعاصي التي تغضب الله عز وجل، فالواجب تركه؛ لما فيه من المضار الكثيرة، فهو إتلاف للمال بغير حق، وإضاعة المال بغير حق، وهو مضر بصحة العبد، ولا يجوز له أن يضر بنفسه، وأن يتعاطى ما يضره، وقد يخدره وقد يسكره في بعض الأحيان، إذا أخره كثيراً، ثم تعاطاه قد يسكر به بعض الناس، وقد يتخدر بعض الناس به، فالمقصود أنه منكر وحرام، ولا يجوز تعاطيه، ولا بيعه، ولا شراؤه؛ لما فيه من المضار الكثيرة، فعليك يا عبد الله أن تدعه، وأن تحذره، وعلى كل مسلم أن يحذره، ولا يجوز لأحد أن يتعاطى بيعه للناس، وتوريده للناس، فهذا منكر لا يجوز، وهو من التعاون على الإثم والعدوان. ونسأل الله للجميع الهداية.
14- في يوم جمعة أديت صلاة الجمعة، ومن ثم صلاة العصر جماعة، وبعد صلاة العصر نمت، وفي أثناء نومي احتلمت، وكان ذلك الوقت لا يوجد عندي ملابس، حيث كنت في عملي الرسمي، ولم أصلِّ المغرب والعشاء، وفي الساعة العاشرة مساءً سلمت عملي، وذهبت للمنزل واغتسلت، وغيرت ملابسي، وصليت الفروض التي لم أصلها، أفيدوني في ذلك حيث أنني غير مرتاح لهذه الطريقة، وهل علي شيء في ذلك؟
الواجب عليك أن تغتسل وتصلي المغرب في وقتها في ملابسك؛ لأن المني ليس بنجس، وما أصابك من المني ليس بنجس، إنما يستحب غسله فقط، فالواجب عليك أن تصلي في الوقت إذا وقع مثل تغتسل، وتصلي في الوقت، ولا تؤجل من أجل المني ولا غيره حتى لو كان بول تغسل البول الذي أصابك، أو النجاسة الأخرى تغسلها وتصلي في الوقت، ولا تؤجل، أما فعلته فعليك التوبة من ذلك والحمد لله، لكن مستقبلاً لا تعود إلى مثل هذا، متى احتلمت عصراً، أو ضحىً، أو غير ذلك فالواجب عليك أن تغتسل حتى تصلي الصلاة في وقتها، وإذا كنت في محلٍ ليس فيه ماء كالمسافر ما عنده ماء يتيمم ويصلي، ولا يؤجل الصلاة إلى وقتٍ آخر، بل يصليها في الوقت بالماء إن وجد الماء، أو بالتيمم إن عدم الماء كالمسافر الذي ليس عنده ماء، أو المريض العاجز عن الماء يستطيع أن يتيمم، ويصلي، والحمد لله.
15- لقد قرأت سورة الجن، وقرأت تفسيرها، ولم أفهم إلا الشيء القليل، والسؤال الذي يخطر ببالي دائماً وأبداً هو: هل يمكن للبشر أن يصادق الجني الصالح؟ وهل يمكن مشاهدة هؤلاء الجن؟، وموضوع الجن موضوع طويل عريض حيث أنه دوخني -كما يقول- وأقلقني؟
ليس للمسلم أن يصادق الجن؛ لأنه لا يأمنهم ولا يعرف أحوالهم وليس له أن يصادقهم ولكن من عرف منهم بالخير، وأرشده إلى الخير يدعو له بالتوفيق والسداد والهداية، والحمد لله، أما أنه يصادقهم، فلا يصادقهم؛ لأنه لا يعرفهم كما ينبغي، وقد يكون منافقاً لا يعرف حاله يتظاهر بالإسلام، ولكن من أظهر له الإسلام دعا له بالخير، ومن ادعى له بأنه مسلم دعا له بالتوفيق والثبات على الحق، وينصحه، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، والحمد لله، ولا يصادقه بأن يتخذه صديقاً، ويأمنه في كل شيء، لا، إنما يدعو له بالتوفيق، يدعو له بالهداية، ويشكره إذا أحسن إليه، إذا أرشده إلى الخير، أو دله على خير، أو أمره بمعروف، أو نهاه عن منكر يقول له: جزاك الله خير، وما أشبه ذلك، أمره بالصلاة، أيقظه للصلاة، قال: جزاك الله خير، جعله يجتهد في قراءة القرآن يقال له: جزاك الله خير، أمره بمعروف ونهاه عن منكر، يقول: جزاك الله خير، وأما كونه يراهم فالغالب أنه لا يراهم مثل ما قال الله جل وعلا: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ (27) سورة الأعراف. فالغالب أننا لا نراهم وقد يتشكلون ويراهم الإنسان في أشكال حيات، أو كلاب، أو سنور، أو حية، أو ما أشبه ذلك قد يراهم في أشياء كما وقع قديماً وحديثا، وأما أنه يراه على صورته التي خلق عليها، فقد لا يجزم بذلك وقد لا يعرف ذلك؛ لأنهم أشكال لا نعرفها، أشكالها وألوانهم كثيرة لكن قد يتصورون في صورٍ معروفة من الحيات، والكلاب، أو السنور، أو غير ذلك كما هو واقع، عرفه الناس، ونقله الناس.
481 مشاهدة
-
1 حلقة 801: الحلف بالطلاق المعلق - حكم من قال لزوجته اعتبري نفسك مطلقة - الصلاة إلى جهة القبور - مفسدات الصيام - هل يؤثر التبرع بالدم أو الحجامة على الصيام؟ - حكم من أفطر في صيام النذر - ختم القرآن للاستشفاء - صيام يوم الجمعة
-
2 حلقة 802: صرف زكاة الفطر لغير المسلمين - حكم الإسلام في الذي يشهد شهادة الزور - سر تسمية سورة البقرة بهذا الاسم - كشف المرأة أمام من عقد عليها - حكم قراءة القرآن بغير تجويد - هل دعاء الإستفتاح خاص بالفروض فقط؟
-
3 حلقة 803: أسباب فقدان اللذة في العبادة - هل صح عن النبي صلاة سنة الوضوء - النزول على الركبتين عند السجود قبل اليدين - حكم سب الدين - حكم الصلاة خلف من يعتقد في الأولياء والصالحين
-
4 حلقة 804: حكم صلاة العيد إلى المقابر - حكم الصلاة خلف إنسان مسبل وحالق للحيته - كيفية التهاني بعيد الأضحى المبارك - زيارة الأقارب الذين لا يصلون - الكتاب الذي يفيد المرأة في حياتها الأخرى - الأجل والصحة بقدر الله
-
5 حلقة 805: الأصل في الثياب والأرض الطهارة - حكم الدم النازل بعد الطهر - أرجى ساعات الإجابة - حكم الذهاب إلى أهل الميت بعد الدفن - كيفية التصرف في الأمانات التي مات أصحابها - الاعتذار عن زيارة الجيران - مجالس الغيبة
-
6 حلقة 806: حكم إمامة شارب الدخان وآكل التنباك - الذكر الذي يقال عند سجود التلاوة - الصحيح أن يقال في التشهد السلام عليك أيها النبي - رفع الإصبع في التشهد - الفرق بين الإيمان والإسلام - حكم الضحك - بمجرد عقد الرجل على المرأة تحرم على جميع ذريته
-
7 حلقة 807: سؤال حول نصيحة وجهها الشيخ للعلماء والدعاة - حكم بقاء المرأة مع زوج لا يصلي - حكم أخذ المصاحف والكتب من المسجد واستبدالها بغيرها - حكم السفر للعمل وترك الوالدة - هل ذو القرنين نبي؟
-
8 حلقة 808: من عجزت عن صيام النذر فإنها تطعم عن كل يوم مسكين - حكم تأخير المرأة الصلاة لأجل سماع الموعظة - حكم المسح من فوق الملابس التي على رأس المرأة - حكم المسح فوق التحجيبة - كفارة الظهار - أهل القرآن
-
9 حلقة 809: تفسير قوله وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
-
10 حلقة 810: حكم الحج عن من يستطيع أن يأدي المناسك ولكن ليس لديه القدرة المالية - حكم الإفتاء بجواز ترك الحجاب - الشرك الذي لا يغفره الله
-
11 حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز
-
12 حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل
-
13 حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة
-
14 حلقة 814: حديث من أراد الدنيا فعليه بالقرآن - حكم عمليات التجميل للأعضاء المشوهة - الغياب عن الزوجة لمدة طويلة - حكم من حفظ القرآن ولم يعمل به - كيفية التعامل مع الوالد الذي لا يصلي - أكل الطعام الذي يشك فيه أنه حرام
-
15 حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
-
16 حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة
-
17 حلقة 817: معنى (أحصاها) في حديث إن لله تسعةً وتسعين اسماً - كيف يفعل من نسي وسلم من صلاته قبل إتمامها - نصيحة من يجد صعوبة في حفظ القرآن - هدى نور إيمان دعاء أفنان - التكبير والتسليم عند سجود التلاوة
-
18 حلقة 818: صفة الرضاع المحرِّم - حكم وضع اليد على الفم عند التثاءب في الصلاة - حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة - حكم القنوت في صلاة الفجر - حكم إمامة الصبي الذي عمره ثلاث عشرة سنة - كيفية تقسيم تركة الميت
-
19 حلقة 819: كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة - حكم من أسقط آية أو أكثر عند قراءته في الصلاة - توجيه لمن لديه طلاقة في اللسان أن يطلب العلم - حكم التصدق من مال الأب - حكم كشف المرأة أسفل عقبيها عند خروجها
-
20 حلقة 820: سجود السهو سجدتان - يكفي الدعاء لمن اغتاب شخصا وخشي أن يترتب على إخباره منكر أشد - صفة سجود الشكر - حكم من أفطر في رمضان ولا يستطيع القضاء - أرجى وقت لساعة الإجابة في يوم الجمعة
-
21 حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان
-
22 حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى
-
23 حلقة 823: يشرع لمن صلى وحده ثم حضر جماعة أن يصلي معهم - توجيه حول القنوت في صلاة الفجر - موضع القنوت في الصلاة - زكاة الراتب الشهري - حكم القراءة سرا في الصلاة الجهرية - الضمان لا يشترط فيه العمد
-
24 حلقة 824: توجيه لمن ينشغل ببعض الأمور ويترك صلاة الجماعة - العامل والموظف يقدم حق الله ويصلي في جماعة - يطلق الرجل زوجته المصلية إذا كان أبوها لا يصلي - حكم لبس الملابس التي تكون طويلة إلى تحت الكعبين الفرق بين الجن والشياطين
-
25 حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد