حلقة 819: كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة - حكم من أسقط آية أو أكثر عند قراءته في الصلاة - توجيه لمن لديه طلاقة في اللسان أن يطلب العلم - حكم التصدق من مال الأب - حكم كشف المرأة أسفل عقبيها عند خروجها
19 / 50 محاضرة
1- أول سؤال في هذه الحلقة عن تفسير آية من كتاب الله، هي قول الحق تبارك وتعالى -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النور:58]؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فالآية واضحة في معناها، وأن المماليك -وهكذا الأولاد- الذين لم يبلغوا الحلم يعني: ما بلغوا خمسة عشر سنة، ولا احتلموا بشيء آخر من إنبات أو احتلام، هؤلاء عليهم أن يستأذنوا على أهلهم في هذه الأوقات الثلاثة؛ لأنها أوقات عورة، قبل صلاة الفجر، لأن: الناس إذا خلا بعضهم إلى بعض، قد يظهر منهم بعض الشيء، فيستأذن عليهم.
وهكذا وقت الظهيرة قبيل الظهر، وإذا كان عادتهم بعد الظهر كذلك؛ لأن عادة الناس سابقاً الراحة قبل الظهر القائلة.
وهكذا بعد صلاة العشاء، في هذه الأوقات الثلاثة يستأذنون، أما ما سواه فلا يحتاج؛ لأنهم طوافون عليهم، من أهل البيت؛ فلا حرج بعد ذلك.
فالمقصود: أنهم في هذه الأوقات الثلاثة يستأذنون، ولو كان مملوكاً، ولو كان صغيراً لم يبلغ؛ لئلا يرى عورة، وما سواها فالأمر فيه واسع.
المقدم: سماحة الشيخ، هل تراعى عادات الناس وتغير أحوالهم من زمان إلى زمان؟
الشيخ: نعم، العلة مفهومة إذا صارت العورة تبدو في وقت آخر مثل: بعد الظهر بدل القائلة، أو بعد صلاة الفجر بدل ما قبل الفجر، كذلك يستأذن.
المقدم: هل يلحق الخدم في المنزل بهذا الحكم؟
الشيخ: نعم، الخدم مثل المماليك، إذا صاروا يدخلون ويخرجون في حاجات المنزل.
المقدم: جزاكم الله خيرا. إذاً عليهم أن يؤدبوا بهذه الآداب.
الشيخ: نعم يستأذنوا كما أمر الله.
2- ما حكم سجدة التلاوة؟ هل المسلم يسجد حتى لو كان يعمل وهو يسمع القرآن في أثناء الصلاة عن السجدة في الصلاة الجهرية، وأنا أؤم المصلين، ثم أسألكم عن الطريقة الصحيحة لسجدة التلاوة، وكيف أطبقها على الوجه الصحيح؟
سجود التلاوة سنة، وهي سجدات معلومة في القرآن خمسة عشر سجدة في القرآن، أولها في آخر الأعراف وآخرها في سورة اقرأ في آخرها، إذا مر بها المؤمن في خارج الصلاة سجد ولو كان على غير طهارة على الصحيح، لا يشترط لها طهارة، والأفضل أن يكبر تكبيرة في أولها فقط، ثم يسجد ويقول في السجود مثل ما يقول في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى، ويدعو بما تيسر، وليس فيها تسليم ولا تكبير ثاني، هذا هو المختار هذا هو الأرجح، وإن كان في الصلاة مر بها في الصلاة شرع له السجود في الصلاة الجهرية كالمغرب والعشاء والفجر والجمعة شرع له السجود، والمأمومون يسجدون خلفه إذا كان إماما، يسجدون معه إذا سجد. أما في السرية وهو إمام فلا يشرع له السجود؛ لأن قد يشوش على الناس في السرية إذا قرأها في الصلاة السرية؛ كالظهر والعصر، والثالثة من المغرب والثالثة والرابعة من العشاء، والأفضل ألا يسجد لئلا يشوش على الناس إلا إذا كان يصلي وحده فلا بأس؛ كأن يصلي نافلة أو فاتته الصلاة وكان يصلي وحده فلا بأس في الصلاة السرية لعدم التشويش، وفي الصلاة يكبر في كل خفض ورفع، إذا سجد يكبر، وإذا رفع يكبر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في كل خفض ورفع. يدخل في ذلك سجود التلاوة في الصلاة، وهي سنة غير واجبة؛ لأنه ثبت عن - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين أنه قرأ عليه زيد بن ثابت - رضي الله عنه - سورة النجم فلم يسجد فيها -عليه الصلاة والسلام-، فدل ذلك على عدم الوجوب. وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إن الله لم يفرض السجود إلا أن شاء. فمن شاء سجد ومن شأ لم يسجد. فهي سنة غير واجبة.
3- ما الحكم في حالة انتابتني، كنت أصلي بمجموعة من الزملاء فأخطأت وتجاوزت آية من القرآن ولم يفتح علي أحد، فتذكرت بعد انتهاء الصلاة، ما الحكم حينئذ؟
لا حرج في ذلك، والحمد لله، إذا كانت الفاتحة أديتها كما يجب فالقراءة الزائدة على الفاتحة مستحبة، إذا سقط منها آية أو نسيتها فلا حرج. المذيع: له حالة معينة تخصة بالذات -سماحة الشيخ- هل أذكرها، ويطلب التوجيه فيها؟ الشيخ : لا بأس. جزاكم الله خيراً.
4- إنني عندي طلاقة في الحديث، ولكن ينقصها المعرفة والعلم الجيد، أي أنني - هكذا يصف نفسه- إناء فارغ ولكن إناء قوي يريد من يستعمله -إن صح التعبير-؟ وجهوني جزاكم الله خيراً؟
نوصيك بطلب العلم والتفقه في الدين لكي تستغل هذا الإناء، فاجتهد في طلب العلم وتحضر حلقات العلم وإن تيسر لك الالتحاق بالمعاهد العلمية ثم الكلية هذا أثبت. ونوصيك بالعناية بالقرآن الكريم بتلاوته وتدبر معانية فهو أصل كل خير وينبوع كل خير، وفقك الله ويسر أمرك.
5- هل يجوز لي أن أتصدق من مال أبي وهو لا يعرف، علماً بأنه مغترب، وإن كان موجوداً هل يجوز ذلك علماً بأن الصدقة قليلة ولا تؤثر في المال؟
إذا كانت الصدقة يعرف بها العادة، وأبوك يسمح من فضول الطعام، ما يفضل من الطعام لا بأس أو شئياً قد سمح به أبوك، أو كانت الصدقة شيئاً سمح به أبوك لك ولأهل بيتك فلا بأس، وإلا فلا بد من إذنه؛ لأن المال ماله، فلا بد من إذنه في الصدقة، وإذا أخذت بالقاعدة وقلت له نتصدق بكذا وسمح لكم فلا بأس. الشيء الذي جرت به العادة أن يسمح به أخرجوه من دون الحاجة للأذن؛ مثل فضول الطعام مثل سقي الماء مثل إعارة المتاع الذي يحتاج إليه الناس لا بأس إذا كان والدك قد عرفتم منه السماح بهذه الأمور. المذيع: إذا يتصلون بوالدهم عبر الهاتف أو عبر رسالة بريدية ويستأذنونه فيما يريدون؟. الشيخ: نعم، إلا الشيء الذي يعرفون أنه يسمح به .
6- ما حكم الإسلام في المرأة المتحجبة بكاملها باستثناء أسفل عقبيها، هل يجوز لها ذلك؟
الواجب عليها ستر رجليها؛ لأنها عورة، فعليها أن تستر رجليها بإرخاء الثياب أو بالجوارب والحمد لله.
7- في أكثر الأحيان يقف الإمام بعد صلاة الجمعة ويقول: الصلاة على الميت الغائب فلان بن فلان، وعلى من جازت عليه الصلاة من المسلمين، هل تجوز هذه الصلاة؟
الصلاة على الغائب فيها تفصيل: إن الغائب ممن عرف له قدم في الإسلام، مثل داعية إلى الله مشهور، رفع الله به المسلمين، مثل أمير مشهور نفع الله به المسلمين، هذا يجوز عند بعض أهل العلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي ملك الحبشة لما أسلم وآوى المهاجرين ونصرهم وحماهم، ثم مات، صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، ولم يحفظ عنه أنه صلى على غيره، فقال بعض أهل العلم: إن هذا خاص بـالنجاشي فقط؛ لأن الأموات كثيرون ولم يصل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال آخرون: من كان مثل النجاشي له قدم في الإسلام وله شأن؛ شرعت الصلاة عليه صلاة الغائب، وإلا فلا، وهذا القول وجيه وقريب، إذا كان له شأن في الإسلام، وإن ترك ولم يصل عليه اكتفاء بمن صلى عليه في محله، فالحمد لله.
8- هل تجوز الصلاة خلف إمام مبتدع يتوسل في دعائه بجاه الأنبياء والصالحين، ويقوم بأعمال شركية؟
هذا ما يترك إماماً، هذا يرفع أمره إلى الجهات المسئولة حتى يزال من الإمامة، فلا يجوز أن يؤم الناس إلا رجلاً عدل، معروف بالخير، ولا يجوز أن يؤمهم مبتدع، مشرك. بجاه فلان هذا بدعه من وسائل الشرك لكن لو كان عنده أمور أخرى شركية بأن يدعو الأنبياء، بأن يستغيث بالنبي يستغيث بآل البيت يستعيث بالأولياء يسألهم الشفاعة يسألهم شفاء المريض هذا من الشرك الأكبر هذا ما تصح صلاته ولا أن يجعل إمام. والمقصود أن الواجب على الجماعة جماعة المسجد أن يرفعوا أمر هذا الإمام إلى الجهات المسئولة ويطلبوا تغييره بإنسان معروف بالإيمان والعدالة والاستقامة حتى ولو كان ..... فلو كان مبتدعا معروفاً بالبدعة يزال، ويسعى في إزالته، لكن إن كان مسلم صحت الصلاة، إذا كانت بدعته لا تخرجه من الإسلام صحت الصلاة ومن كان بدعته تخرجه من الإسلام كأن يدعو أهل البيت ويستغيث بهم ويعتقد فيهم أنهم يعلمون الغيب، أو أنهم معصومون، أو يسب الصحابة هذا ما يتخذ إمام، ولا يصلى خلفه.
9- إذا دخلت المسجد يوم الجمعة وأدركت التشهد فقط من صلاة الجمعة، فهل أصلي ركعتين أم أصليها ظهراً أربع ركعات، وإذا صلى خلفي رجل آخر لم يدرك التشهد هل يصلي الجمعة أم الظهر؟
عليكم أن تصلوا ظهرا؛ لأن الجمعة ما تدرك إلا بركعة فإذا جاء المسبوق وقد فاتت الركعتان يصلي ظهراً ينويها ظهراً أربعا. والذي يقتدي به كذلك ظهراً، لأن الجمعة إنما تدرك بركعة واحدة؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة).
10- بعض الناس يذبحون في رمضان ويقولون: اللهم اجعلها لموتانا، ما حكم ذلك؟
لا حرج في ذلك إذا تصدقوا لموتاهم ذبحوا ذبيحة أو أكثر وقسموها على الفقراء في رمضان الشهر الكريم أو في غير رمضان وزعوها على الفقراء أو على أقاربهم لا بأس في ذلك صدقة، أو وزعوا فواكه أو وزعوا أطعمة أخرى أو ملابس كله طيب أو نقود.
11- ماذا أقول عند ذبح الذبيحة؟
تقول عند ذبح الذبيحة: بسم الله والله أكبر ثم تذبحها، بسم الله والله أكبر، هكذا كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تضع رجلك على صفحة العنق، وتمسك رأسها وتذبحها بيدك اليمنى الأخرى هذا هو السنة، وإن كانت ضحية قلت: عن فلان، أو عني وأهل بيتي، وإن كانت عقيقة تقول عن ولدي فلان أو عن بنتي فلانة، وإن كانت هدية يعني عن حج وعمرة قلت: بسم الله والله أكبر، وناوي المتعة تنوي هدي التمتع والقران حسب ما في قلبك، وإن كانت عن نذر نويت النذر الذي نذرته. المذيع: ولا حرج أن يتلفظ بالنية حينئذٍ؟ الشيخ: نعم تقول عن فلان أو فلانة أو عن ولدي فلان إن كانت عقيقة. المذيع: إذا هذا مما يستثنى من التلفظ بالنية؟ الشيخ: نعم، كان النبي يفعله -عليه الصلاة والسلام-، وكان يقول: اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد. س/ هل يجب أن أستقبل بالذبيحة القبلة؟ ج/ هذا السنة، هذا الأفضل، ولا يجب، ولكن هو الأفضل.
12- إذا أذن المؤذن ولم اسمعه وفاتتني صلاة الجماعة هل يجب علي الأذان؟
يكفي أذان المسلمين، تقيم وتصلي، ولا حاجة إلى أذان.
13- هل الرجل وزوجته يجتمعون في الجنة إذا كانوا من أهل الخير؟
الله أعلم، هذا إلى الله -جل وعلا-، لكن جاء في بعض الأحاديث فيها ضعف أنه إن كان لها أزواج أنها تخير، تختار أحسنهم خلقا، لكن هذا ليس مقطوعا به لأن الأحاديث فيها ضعف، والله - سبحانه وتعالى - هو الذي يعلم - سبحانه وتعالى -.
14- أثناء تشييع جنازة متوفى أجد بعض الناس يقولون: لا إله إلا الله. بصوت مرتفع، وأجد بعضهم يقول: اذكروا الله. ما حكم هذا العمل؟
ليس عليه دليل، السنة في هذا كان السلف إذا اتبعوا الجنازة يسرون ويخشعون ويتذكرون الموت وما بعده، فالسنة في مثل هذا عدم الكلام والتفكر في المصير، وما يكون بعد الموت، وكيف يسأل الميت في قبره حتى يكون الإنسان متأثرا بهذا المحضر، أما أن يقول اذكروا الله ، أو وحدوا الله، أو يقولوا لا إله إلا الله، فهذا لا دليل عليه فينبغي تركه.
15- حضرت جنازتين بالمسجد إحداهما ذكر والأخرى أنثى، هل يجوز الجمع بينهما في صلاة واحدة، أو يصلي على الأنثى وحدها وكذلك على الذكر وحده؟
السنة أن يجمعا ويصلى عليهما جميعاً؛ لأنها الأسرع في إنجازهما والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: (أسرعوا في الجنازة). وقد صلَّى على جماعة -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة أن يجمع الرجل والمرأة أو الرجلان والمرأتان أو أكثر ويصلى عليهما جميعا، فإن كانا رجلان فيقول اللهم اغفر لهما وارحمهما وهكذا المرأتان. وإن كانوا جماعة يقول اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم إلى آخره ويدعو لهم.
16- شاعت ظاهرة حمل الميت في سيارة وعليها مكبر للصوت، ويوضع شريط قرآن حتى يصلوا بالميت إلى المقبرة، وأيضاً في الأعياد نجد الناس يذهبون إلى المقبرة ومعهم تسجيل ويفتح على القبر، معتقدين هذا العمل بأنه ينفع الميت، ما حكم هذه الأفعال؟
هذا لا أصل له، كونه يوضع مكبر على السيارة التي تحمل الجنازة ويقرأ القرآن أو يذهب بالمسجل ويقرأ القرآن عند القبور هذا بدعة لا أصل له، ولا ينبغي فعل ذلك، ولم يشرع الله القراءة عند القبور، ولا الدعاء عندها ويتحرى هذا، إنما يدعو في أثناء الزيارة حين يسلم عليهم يدعو لهم ولنفسه؛ كما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرشد الأمة إلى ذلك، وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - إذا زار القبور: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غدا مؤجلون، يغفر الله لنا ولكم. اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. وكان يعلم أصحابه - رضي الله عنهم - إذا زاروا القبور أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منَّا والمستأخرين. هكذا يشرع عند زيارة القبور الدعاء لهم وللزائر. أما قراءة القرآن أو الصلاة عند القبر أو الجلوس عنده يتحرى الدعاء عنده، فهذا لا أصل له.
17- هل يجوز ذبح الحسنة للميت في عشوة رمضان، إذ أن هناك أناس يقولون: إن هذا العمل بدعة؟
لا حرج في ذلك إذا ذبح شاة أو غيرها في رمضان، ويوزع على الفقراء أو على أقاربه أو جيرانه في هذا الشهر الكريم فهذا من باب تحري مضاعفة الأجر؛ فإن الصدقة رمضان مضاعفة، وإذا ذبحها في غير رمضان وتصدق بها أيضا كذلك لا بأس كذلك، والصدقة على الميت ما هي بدعة سنة في رمضان وفي غيره باللحم، أو بالفاكهة أو بالنقود أو بالملابس، كله طيب.
18- كثر الكلام في هذه الآونة عن البرقع، إذ أنه أصبح يأخذ شكل ما يسمى بالموضة، فما هو رأي سماحتكم في البرقع من حيث هو، وما توجيه سماحتكم للنساء إذا أردن لبس هذا النوع من الملابس؟
كان لبس البرقع من عادة العرب يلبسون البراقع، يقال له: النقاب يفتح فيه للعين أو العينين معا وتستر به وجهها، ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لبسه في حال الإحرام للمرأة، قال: لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين في حال الإحرام العمرة والحج. معناه أن في غير ذلك لا بأس أن تلبس البرقع أو القفازين في الأوقات الأخرى للتستر والحجاب فلا حرج في لبس القفازين والنقاب للمرأة في غير الإحرام للتستر عن الرجال، وإذا سترت وجهها بغير النقاب كالخمار كله أو بغيره من الألبسة كالجياد والجلباب وغيره كله طيب والنقاب يكون بقدر العينين وعين واحدة ما يكون مشكوف الوجنتين ولا الجبهة، بقدر العينين فقط، هذا هو الجائز. وأما منعه وتحريمه فلا دليل عليه، بل السنة ظاهرة في جوازه..... لكن يكون بقدر العينين أو إحداهما، وإذا لبست خمارا أو ..... يسترها فلا بأس، تقول عائشة -رضي الله عنها-: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع محرمات ، إذا دنى منا الرجال أسدلت إحدانا جلبابها وخمارها على وجهها من رأسها فإذا بعدوا كشفنا. فمعنى هذا أنهم ما لبسوا النقاب، فهذا يدل على جانب وهذا جانب ، إذا سدلت الخمار أو الجلباب على وجهها بالكلية على وجه ترى معه الطريق فلا بأس، وإن جعلت نقابا ترى معه الطريق حتى لا تقع في حفرة أو في غيره فلا بأس كله والأمر واسع، والحمد لله. المذيع: كأني فهمت من سماحتكم أن هناك شروطا للنقاب؟. الشيخ: الشرط أن يكون ساترا للوجه إلا العين أو العينين. أما أن يتخذ ناحية جمالية، وتظهر منه الوجنتان والخدود، فهذا ما يصلح. المذيع: إذا كان جمال المرأة في عينيها فما هو توجيهكم؟ الشيخ: ظاهر السنة أنه لا بأس بالنقاب مطلقاً ما فيه تفصيل. المذيع: إذا هل من توجيه للمرأة؟ الشيخ: ما فيه إلا ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين). يعني المحرمة، أما غيرها فلا بأس. وإذا رأت أن إظهار عينيها فيه فتنة، وأنها تخشى الفتنة، فلتخمر وجهها بغير ذلك من الخمار والشيء المعروف، أو بغير ذلك، إذا كانت ترى أن إظهار عينيها قد تحصل به الفتنة فهي أعلم بنفسها.
19- توجهون الناس أيضاً حول الحجاب الشرعي؟ أحسن الله إليكم؟.
نعم سبق المرأة كلها عورة، كلها عورة، لكن عليها أن تجتهد في التستر والبعد عن فتنة الرجال بالحجاب الساتر الكافي لوجهها وبدنها جميعا؛ لأنها كلها عورة؛ كما قال الله - عز وجل - : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [(53) سورة الأحزاب]. ولم يستثني شيئاً إلا ما حصل.... في النقاب لحديث ابن عمر في صحيح البخاري. وهكذا قوله -جل وعلا- في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31]. الآية.
20- هل دوام السماوات والأرض له وقت محدد كما فهمت ذلك من بعض الآيات القرآنية؟
الله -جل وعلا- أخبر - سبحانه وتعالى - أنه في آخر الزمان يوم القيامة تطوى السموات، ويقبض الأرض، قال جلا وعلا - سبحانه وتعالى - في كتابه العظيم: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر:67]. وجاء في الأحاديث الصحيح أنه يقبض السماوات ويقبض الأرض يوم القيامة وأنها تبدل السماوات وتبدل الأرض، لكن قاعدة اللغة العربية أن ما فوقك يسمى سماء وما تحتك يسمى أرض في يوم القيامة كذلك، ويوم القيامة وإن بدلت الأرض فما فيه الناس يسمى أرضاً، وما فوقهم يسمى سماء؛ لأن السماء ما علا وارتفع، فما فوقك من أي شيء يسمى سماء، فالسقف يسمى سماء، وجهة العود تسمى سماء وما تحتك وإن كنت في سطح أو في جبل يسمى أرض.
21- ما معنى قول الله تعالى في سورة الرحمن: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن(26)(27)]؟
الظاهر مكان الأرض، وكل ما في الأرض هو فاني الجبال تدك والأشجار والأحجار تذهب، والجن والإنس يموتون والحيوانات تموت ما يبقى شيء إلا الله - سبحانه وتعالى -.
22- ما حكم صيام يوم الجمعة فقط قضاءً لا تطوعاً، وهل يجب صيام يوم قبله أو يوم بعده؟
أما في التطوع فلا بد من صوم يوم قبله أو يوم بعده؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يصام الجمعة، قال: (إلا أن تصوم يوما قبله أو يوما بعده). ولما صامت إحدى زوجاته - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة قال: هل صمت أمس؟ قالت: لا، قال: هل تصومين غدا؟ قالت: لا قال: أفطري). أما إن كان عن الفريضة فلا حرج -إن شاء الله- ، لأنه ما خص الجمعة، ولكن وافقت الجمعة أنها وقت راحته وعدم العمل أو لأسباب أخرى فصام الجمعة لقضاء ما عليه من رمضان، أو نذر أو غير ذلك، فهذا لم يخصها لفضلها وإنما صامها من أجل أنها أيسر له في قضاء ما عليه بسبب الأعمال، وإن صام معها يوما قبلها أو يوما بعدها على سبيل الاحتياط فهو أحسن من قضاءه يصوم يومين جميعا، وثلاث: الخميس والجمعة والسبت يكون أبعد عن الشبهة: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). أما النهي فهو جاء في التطوع فيها، لا تتطوع فيها وحدها، بل يصوم قبلها يوم، أو بعدها يوم.
528 مشاهدة
-
1 حلقة 801: الحلف بالطلاق المعلق - حكم من قال لزوجته اعتبري نفسك مطلقة - الصلاة إلى جهة القبور - مفسدات الصيام - هل يؤثر التبرع بالدم أو الحجامة على الصيام؟ - حكم من أفطر في صيام النذر - ختم القرآن للاستشفاء - صيام يوم الجمعة
-
2 حلقة 802: صرف زكاة الفطر لغير المسلمين - حكم الإسلام في الذي يشهد شهادة الزور - سر تسمية سورة البقرة بهذا الاسم - كشف المرأة أمام من عقد عليها - حكم قراءة القرآن بغير تجويد - هل دعاء الإستفتاح خاص بالفروض فقط؟
-
3 حلقة 803: أسباب فقدان اللذة في العبادة - هل صح عن النبي صلاة سنة الوضوء - النزول على الركبتين عند السجود قبل اليدين - حكم سب الدين - حكم الصلاة خلف من يعتقد في الأولياء والصالحين
-
4 حلقة 804: حكم صلاة العيد إلى المقابر - حكم الصلاة خلف إنسان مسبل وحالق للحيته - كيفية التهاني بعيد الأضحى المبارك - زيارة الأقارب الذين لا يصلون - الكتاب الذي يفيد المرأة في حياتها الأخرى - الأجل والصحة بقدر الله
-
5 حلقة 805: الأصل في الثياب والأرض الطهارة - حكم الدم النازل بعد الطهر - أرجى ساعات الإجابة - حكم الذهاب إلى أهل الميت بعد الدفن - كيفية التصرف في الأمانات التي مات أصحابها - الاعتذار عن زيارة الجيران - مجالس الغيبة
-
6 حلقة 806: حكم إمامة شارب الدخان وآكل التنباك - الذكر الذي يقال عند سجود التلاوة - الصحيح أن يقال في التشهد السلام عليك أيها النبي - رفع الإصبع في التشهد - الفرق بين الإيمان والإسلام - حكم الضحك - بمجرد عقد الرجل على المرأة تحرم على جميع ذريته
-
7 حلقة 807: سؤال حول نصيحة وجهها الشيخ للعلماء والدعاة - حكم بقاء المرأة مع زوج لا يصلي - حكم أخذ المصاحف والكتب من المسجد واستبدالها بغيرها - حكم السفر للعمل وترك الوالدة - هل ذو القرنين نبي؟
-
8 حلقة 808: من عجزت عن صيام النذر فإنها تطعم عن كل يوم مسكين - حكم تأخير المرأة الصلاة لأجل سماع الموعظة - حكم المسح من فوق الملابس التي على رأس المرأة - حكم المسح فوق التحجيبة - كفارة الظهار - أهل القرآن
-
9 حلقة 809: تفسير قوله وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
-
10 حلقة 810: حكم الحج عن من يستطيع أن يأدي المناسك ولكن ليس لديه القدرة المالية - حكم الإفتاء بجواز ترك الحجاب - الشرك الذي لا يغفره الله
-
11 حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز
-
12 حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل
-
13 حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة
-
14 حلقة 814: حديث من أراد الدنيا فعليه بالقرآن - حكم عمليات التجميل للأعضاء المشوهة - الغياب عن الزوجة لمدة طويلة - حكم من حفظ القرآن ولم يعمل به - كيفية التعامل مع الوالد الذي لا يصلي - أكل الطعام الذي يشك فيه أنه حرام
-
15 حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
-
16 حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة
-
17 حلقة 817: معنى (أحصاها) في حديث إن لله تسعةً وتسعين اسماً - كيف يفعل من نسي وسلم من صلاته قبل إتمامها - نصيحة من يجد صعوبة في حفظ القرآن - هدى نور إيمان دعاء أفنان - التكبير والتسليم عند سجود التلاوة
-
18 حلقة 818: صفة الرضاع المحرِّم - حكم وضع اليد على الفم عند التثاءب في الصلاة - حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة - حكم القنوت في صلاة الفجر - حكم إمامة الصبي الذي عمره ثلاث عشرة سنة - كيفية تقسيم تركة الميت
-
19 حلقة 819: كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة - حكم من أسقط آية أو أكثر عند قراءته في الصلاة - توجيه لمن لديه طلاقة في اللسان أن يطلب العلم - حكم التصدق من مال الأب - حكم كشف المرأة أسفل عقبيها عند خروجها
-
20 حلقة 820: سجود السهو سجدتان - يكفي الدعاء لمن اغتاب شخصا وخشي أن يترتب على إخباره منكر أشد - صفة سجود الشكر - حكم من أفطر في رمضان ولا يستطيع القضاء - أرجى وقت لساعة الإجابة في يوم الجمعة
-
21 حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان
-
22 حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى
-
23 حلقة 823: يشرع لمن صلى وحده ثم حضر جماعة أن يصلي معهم - توجيه حول القنوت في صلاة الفجر - موضع القنوت في الصلاة - زكاة الراتب الشهري - حكم القراءة سرا في الصلاة الجهرية - الضمان لا يشترط فيه العمد
-
24 حلقة 824: توجيه لمن ينشغل ببعض الأمور ويترك صلاة الجماعة - العامل والموظف يقدم حق الله ويصلي في جماعة - يطلق الرجل زوجته المصلية إذا كان أبوها لا يصلي - حكم لبس الملابس التي تكون طويلة إلى تحت الكعبين الفرق بين الجن والشياطين
-
25 حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد