حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان

1- في بلادنا توجد مقابر ويوجد على هذه المقابر أعلاف وحشائش تستعمل للبهائم، ولكن لا يذهب إلى هناك إلا النساء لحصاد الأعلاف والحشائش، وكذلك توجد طرق في هذه المقابر تمر فيها النساء، وهو محرم على ما أعلم، وجهونا حول هذا الموضوع من ناحيتين: الناحية الأولى: الطرق، والناحية الثانية: وصول النساء إلى هناك من أجل الاستفادة من الحشائش والأعلاف التي تنبت على هذه المقبرة، جزاكم الله خيراً؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:
فلا حرج في ذهاب النساء إلى أخذ الحشائش التي في المقابر لعلف دوابهم، لا حرج في ذلك، المنهي عنه أن يزرن القبور، أما إذا أتين القبور لأخذ الحشائش التي فيها، والاستفادة منها مع الطرق المعينة لذلك فلا بأس، والطرق التي وضعت في المقبرة للمرور بها للزائرين؛ فلا بأس إذا كانت ليس فيها قبور فلا حرج، أما إن كان فيها قبور؛ فالواجب على الزائر ألا يطأ على القبر بل يمشي بين القبور، وهكذا المرأة إذا جاءت لأخذ الحشيش تمشي بين القبور ولا تطأ قبراً، لا هي ولا الرجل، الجميع لا يجوز لهم امتهان القبور بالوطء عليها، ولكن يمشي بين القبور وفي خلال الفرج التي بين القبور، حتى يأخذ حاجته.
 
2- اتفق والدي وعمي -والد زوجتي- عندما خطب والدي منهم أن والدي يدفع أي مبلغ يطلبه والد أي بنت يريدها ولده، ولكن لم يعجب ولده أي بنت، فطلب مني والدي أن يزوجه بشقيقتي فوافق والدي وذهبنا، وعقدنا القران، ودفع والدي مبلغ عشرة آلاف ريال لوالد العروسة، وكذلك جاء عمي وولده وعقد ولده القران على أختي، ودفع أيضاً نفس المبلغ، وبعد سنة من عقد القران سأل والدي أحد العلماء فأفاده أنه لا يجوز ويسمى شغاراً، ولكن كل واحد يدفع لزوجته مهراً متفقاً عليه، ودفعته لزوجتي قبل العرس بمبلغ وقدره خمسة آلاف ريال، وكذلك دفع رحيمي لزوجته نفس المبلغ، فهل هذا الزواج شغار أم لا؟
الشغار هو أن يكون العقد مشروطا بين المتعاقدين يقول هذا زوجني والآخر يقول زوجني، زوجني وأزوجك، كل واحد منهما يشترط على الآخر، فإذا كان والده وعمه اشترطا هذا العقد فهذا هو الشغار. أما إن كان والدك خطب ابنت عمك لك ولم يشترط والدها شيئاً، أو خطب والدها منكم ولم تشترطوا شيئا فلا حرج، إما إذا كان عن تشارط بين الوالد وبين العم، تشارطا على أنه يزوجك ابنته وأبوك يزوج ولده ابنته، هذا هو الشغار المنهي عنه، الرسول نهى عن الشغار -عليه الصلاة والسلام- في عدة أحاديث، قال: (والشغار أن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي أو زوجني أختك وأزوجك أختي) هذا هو الشغار. أما إذا خطب هذا من هذا من دون شرط، ثم خطب الآخر بعد ذلك في أي وقت من دون شرط فلا يضر، ولا يكون شغاراً إلا بالمشارطة والاتفاق، وأنتم أعلم بالواقع فإذا كان والدك وعمك تشارطا واتفقا على الأمر الواقع وأنه يزوجك وأبوك يزوج ولده وأنه لا بد من هذا فهذا هو الشغار، والعقد باطل وعلى كل واحد منكما أن يجدد العقد إذا كان له رغبة فيها وهي ترغب فيه، يجدد العقد، عقد شرعي برضاها من دون شرط المرأة الأخرى، كل واحدة لها رضاها وغبتها من دون شرط، فيجدد العقد بمهر جديد وعقد جديد وشاهدين إذا كان كل واحد يرغب في الآخر، بدون شرط المرأة الأخرى. والله ولي التوفيق.  
 
3- هل صلاة النافلة في المسجد النبوي تعدل أفضل صلاة، أم أن مضاعفة الصلاة مختصة بالفريضة فقط؟
المضاعفة عامة للفرض والنفل في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي المسجد الحرام، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يخص الفريضة بل قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة في المسجد الحرام بمائة صلاة) في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، أي بمائة ألف في المساجد الأخرى، وهذا يعم النفل والفرض؛ لكن النفل في البيت أفضل، ويكون له أجر أكثر، والمرأة في بيتها أفضل ولها أجر أكثر، وإذا صلى الرجل في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فرضا أو نفلا فله هذه المضاعفة، ومع هذا فالمشروع له أن يصلي النافلة في البيت، سنة الظهر سنة المغرب سنة العشاء سنة الفجر أفضل، وتكون له المضاعفة أكثر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: قال للناس: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ويخاطبهم وهو في المدينة -عليه الصلاة والسلام-، فدل ذلك على أن صلاتهم في بيوتهم صلاة النافلة أفضل وتكون مضاعفتها أكثر، وهكذا في المسجد الحرام.  
 
4- هل من السنة أن يذهب من يسكن في المدينة المنورة كل أسبوع إلى مسجد قباء، أم أن هذه مقولة لا دليل لها؟
هذا هو الأفضل، كما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يزور قباء كل سبت يعني كل أسبوع، فالأفضل لمن كان في المدينة أن يزور قباء في الأسبوع مرة، يعني يوم السبت أو غيره كما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويصلى فيه ركعتين أو أكثر ثم ينصرف إقتداء بالنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
 
5- هل يأخذ المسلم بجميع الأحاديث الواردة في كتاب صحيح الجامع الصغير؟
المؤلف اجتهد في هذا، ولكن قد يغلط في بعض المسائل، فطالب العلم يجتهد وينظر في الأحاديث ويراجع أسانيدها على طريقة أهل الحديث فإذا اتضح له صحة الإسناد عمل بذلك، وقرر صحة الإسناد، ولا ينبغي أن يكون مقلداً فقط، ينبغي له أن يعتني بالأسانيد ويراجع ما قاله أهل العلم فيها، ........ وإذا كان لا يعرف يسأل أهل العلم، إذا كان ليس من أهل الصنعة ولا يعرف فإنه يسأل أهل العلم عن صحة الحديث الذي أشكل عليه، وإذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما كفا والحمد لله.  
 
6- هل النافلة في المكتب الذي يعمل فيه الموظف لمدة سبع ساعات يومياً أفضل من المسجد ويعد كالبيت، أم لا؟
إذا كانت صلاته في المكتب لا تعطل عملاً بل عنده فراغ فهو مستحب، ...... صلاة الضحى هذا أمر طيب، أما إن كانت صلاته قد تعطل عملاً أو تنقص العمل فلا، يستمر في عمله ويكفي، وصلاته في مكتبه تشبه صلاته في البيت إذا كان ذلك لا يعطل عملاً ولا يضر عملاً ولا ينقص عملاً، بل عنده فراغ هذا عمل طيب، انتهاز الفرص في الخير والحرص على الخير أمر مطلوب في المكتب وفي السفر وفي الحضر وفي كل مكان، كون المؤمن أن ينتهز الفرص بالتسبيح والتهليل والتحميد وقراءة القرآن وصلاة النافلة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك هذا شيء مطلوب أين ما كان، بشرط أن يكون ذلك لا يضر عملاً لازماً له ولا يعطله.
 
7- ماذا على من يسكن في حرم المدينة؟ وما هي حدوده بالتحديد؟
عليه أن يحذر ما حرم الله عليه في الحرم من صيد وقطع شجر ونحو ذلك، كما أن عليه الحذر من المعاصي والبدع كلها في الحرم وفي غيرها، لكن ما كان خاصا بالحرم مثل الصيد وغير ذلك يحذره في حرم المدينة وحرم مكة؛ لأن الرسول حذر من ذلك -عليه الصلاة والسلام-، كما أن عليه -أيضاً- أن يحذر المعاصي كلها؛ لأنها في الحرم أثمها أكبر، في حرم المدينة وحرم مكة، فالواجب أن يكون حذره منها أشد من حذره في بقية الأماكن، وأن يراقب الله في ذلك. وعلى سكان المدينة وسكان مكة الحذر غاية من المعاصي؛ لأن أثم المعاصي في مكة والمدينة أشد من أثمها في الطائف أو في نجد أو في الشام أو في غير ذلك. الواجب على سكان الحرمين أن يتقوا الله غاية، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم، وأن يحاسبوا أنفسهم، حتى لا يقعوا في ما حرم الله؛ لأن المعصية فيه عظيمة وشديدة، وأثمها أكبر من فعلها في غير الحرمين، كما أن الحسنات تضاعف في الحرمين؛ لها مزية وفي المسجدين لها مزية فينبغي الإكثار من الطاعات في الحرمين والاستكثار من الخير والحذر كل الحذر من جميع المعاصي. يسأل عن الحدود بالتحديد لو تكرمتم؟ الحدود موجودة إذا أراد أن يعرفها يسأل عنها ويقف عليها. المذيع/ إذا هي بارزة وموضحة معالمها؟ موجودة، موجودة.  
 
8- إذا سألني شخص عن مسألة وكنت قد سمعت من الراديو فتوى عن مثلها تماماً، فهل لي أن أفتيه بما سمعت؟
نعم تنسبها إلى صاحبها، تقول: سمعت فلان في نور على الدرب أو في أي إذاعة، تقول: سمعت فلان أفتى بكذا، إذا كنت قد علمت ذلك يقيناً، وحفظته وفهمته، وعندك فيه بصيرة، تقول: سمعت فلان، الشيخ فلان أفتى بكذا، حتى تؤدي الواجب على بصيرة، وحتى تخرج من العهدة، أما إن كان عندك شك أو ما حفظته جيداً أو عندك تردد أو كذا فلا، لا تفتي أحداً إلا بعلم، إلا عن علم عندك عن الله أو عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، واحذر فإن الفتوى بغير علم خطرها عظيم وأثمها كبير. نسأل الله السلامة.  
 
9- ما هي الأذكار الواردة التي يرفع بها المسلم صوته بعد الصلاة والتي لا يرفع بها صوته؟
السنة بعد الصلاة رفع الصوت بالذكر، كان النبي والصحابة يرفعون أصواتهم بالذكر عقب الصلاة، بعد الخمس كلها: بعد الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وهكذا الجمعة، يبدأ بقوله: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) حين يسلم، يرفع صوته حتى يسمعه من حوله، ثم يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) وإن كررها ثلاثا فحسن، ثم يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، يقوله الإمام والمأموم والمنفرد عقب الصلوات الخمس هذا الذكر، لكن الإمام يقول ذلك بعدما ينصرف إلى الناس، يستغفر الله ثلاثاً وهو إلى القبلة، ويقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام) ثم ينصرف إلى الناس يعطيهم وجهه، ويأتي بالأذكار. أما المأموم فيأتي بهذا كله من حين يسلم، ويأتي أيضاً بزيادة سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين بعد كل صلاة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة، يرفع بها صوته حتى يسمعه من حوله، حتى يستفيد من حوله، ويتمم المائة بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذه يرفع بها صوته، ويزيد في المغرب والفجر عشر تهليلات، يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات، مع ما تقدم -مع الذكر الذي تقدم- يزيد هذه العشر بعد السلام الإمام والمنفرد والمأموم كلهم، عشر تهليلات بعد الفجر وبعد المغرب، زيادة على ما تقدم، يقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير) وإن قال: (بيده الخير أو وهو حي لا يموت) كله طيب، عشر مرات، ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول ذلك بعد الفجر والمغرب، زيادة على ما تقدم. ويستحب للجميع بعد ذلك بدون رفع الصوت أن يقرأ آية الكرسي الإمام والمنفرد والمأموم، يقرأ آية الكرسي أيضا بعد هذا كله، من غير رفع صوت اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255] هذي آية الكرسي، أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن، يقال: آية الكرسي، يستحب أن يأتي بها المؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة، بعد الذكر المتقدم، للرجل والمرأة كله مستحب للجميع. ويستحب أيضا أن يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة، (قل هو الله أحد)، (قل أعوذ برب الفلق)، (قل أعوذ برب الناس) بعد كل صلاة، لكن يكررها ثلاثاً بعد الفجر والمغرب، يكرر هذه الصور الثلاث ثلاث مرات بعد المغرب وبعد الفجر، (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، (قل أعوذ برب الفلق) ثلاث مرات، (قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات، بعد المغرب وبعد الفجر، وقد كتبنا في هذا رسالة مختصرة توزع بين أيدي الإخوان، من أرادها وجدها، رسالة مختصرة بينا فيها هذه الأذكار. نسأل الله للجميع التوفيق.  
 
10- هل صحيح أنه لابد أن يُسمع المسلم نفسه ما يقول في الصلاة؟
نعم، ما يكون متكلم إلا إذا أسمع نفسه إذا كان يسمع، إما إذا كان عنده ثقل في السمع يتكلم بقدر طاقته من غير أن يشوش على من حوله، يعني يتيقن أنه تلفظ، يتلفظ، ما هو بالنية لا بد تلفظ باللسان، تلفظ يسمعه المتكلم من نفسه لو كان سمعه صحيح، أما إذا كان سمعه فيه خلل فلا يرفع يؤذي الناس، لا يشوش على الناس، لكن يتأكد أنه تلفظ، يتلفظ بالقراءة.  
 
11- إذا كان الإمام يكرر السور في الصلاة فهل لي الصلاة في مسجد آخر في نفس الحي أحياناً؛ لأنني أحب تدبر ما يقوله الإمام من القرآن؟
لا حرج في تكرار السور، ولا حرج أن يكرر في بعض الصلوات، يقرأ مثلا في المغرب سورة ويعيدها في العشاء أو يعيدها في الفجر لا حرج في ذلك الحمد لله. وأنت مخير صليت في ذاك المسجد أو في هذا المسجد، أنظر ما هو أصلح لقلبك وما هو أنفع لك ففعل، إلا إذا كان ذهابك عن هذا المسجد الذي حولك يسبب تهمتك، وأنك لا تحضر الجماعة، فينبغي لك ألا تذهب حماية لعرضك وظن السوء بك، وصل مع الناس إللي حولك حتى يعرفوا أنك تصلي بالجماعة، وحتى تصون عرضك عن هتك الناس له وتهمتك، وعن تهمتك بالسوء، أما إذا كان لا يترتب على صلاتك في مسجد الآخر محذور وأنت ترى أن صلاتك مع الإمام الثاني أنفع لك وأخشع لقلبك فلا حرج في ذلك.  
 
12- نرى يوم الجمعة بين يدي الخطيب وقبل الخطبة والمؤذن يؤذن الأذان الثاني أناساً يقفون منتظرين انتهاء الأذان ثم يصلون ركعتي تحية المسجد، فهل هناك من دليل على هذا، أم أنهم يصلون الركعتين غير منتظرين انتهاء الأذان؛ حتى يدركون الخطبة والتي هي واجب والأذان سنة -كما نعلم-؟
هذا هو الأفضل أن يسمع الأذان ويجيب المؤذن، ثم يصلي ركعتين، ولا يمنعه ....... من سماع الخطبة لأن صلاة الركعتين أمر خفيف، وقتها خفيف، في إمكانه أن يصليها والخطيب لم ينته من مقدمة الخطبة. المقصود أن الأفضل أنه ـــــ المؤذن، ثم يصلي ركعتين، وإن صلى ركعتين وهو يؤذن فلا حرج في ذلك والحمد لله، لكن كونه يجمع بين السنتين: سنة إجابة المؤذن وسنة تحية المسجد هذا هو الأفضل، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) وقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)، يجمع بين السنتين هذا هو الأفضل، أن يجمع بينهما، ولا يفوته بذلك سماع الخطبة، والحمد لله. الذي يناقش سماحة الشيخ ويناقش كثيرا من الناس معه كيف أن الإنسان يهتم بالسنة ويترك الواجب ألا وهو الإنصات للخطبة ما هو توجيهكم؟ الواجب الإنصات إذا قرأ ينصت يستمع ولا يعبث ولا يتكلم هذا واجب عليه، واجب على الجماعة أن ينصتوا للخطبة، الرسول أمرهم بهذا، أمرهم بالإنصات، فالواجب أن ينصتوا ويستفيدوا؛ لأن الخطبة من أجلهم، من أجل وعظهم وتذكيرهم، فالواجب أن ينصتوا لها ويستفيدوا مما يقوله الإمام. الذين يرون أن الانشغال بتأدية تحية المسجد عن الاستماع للخطبة يرون أن هذا غير مستساغ ما هو توجيهكم؟ لا يضره هذا، ....... لأنه يصلي ركعتين، الركعتين دقيقتين أو دقيقة أو دقيقة ونصف ما تعطله عن الخطبة، الخطيب يجيب المؤذن ويأتي بالذكر بالدعاء بعد الأذان، والداخل كذلك يجيب المؤذن ويأتي بالذكر الدعاء الشرعي، ثم يصلي الركعتين والإمام في مقدمة الخطبة. وقد يسمع ما يقوله الخطيب وهو في الصلاة، ما يفوته، بل يسمع ما يقوله الخطيب، وينتفع مما يقوله الخطيب وهو في الصلاة.  
13- توفي رجل وترك ثلاثة أولاد ذكور، وزوجة، وإخوة أشقاء أربعة، وأم للمتوفى، وليست هناك وصية أو دين، كيف يوزع الميراث في وجود أم المتوفى؟ وكيف نوزعه في عدم وجودها -أي: بعد وفاتها-؟
مع وجود الأم تقسم التركة من أربعة وعشرين سهماً متساوية للزوجة الثمن ثلاثة، وللأم السدس أربعة، والباقي للأولاد إذا كانوا ذكورا، أو ذكوراً وإناثا للذكر مثل حظ الأنثيين والإخوة ليس لهم شيء يحجبهم الأولاد الذكور، فإن كان الأولاد بنات يعني يقال للبنت ولد ويقال للذكر ولد، كما قال الله تعالى: يوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[النساء: 11] سمى الابن ولد وسمى البنت ولد. أما إن كان الأولاد الموجودون إناثاً فإن لهن الثلثين ستة عشر، والأم لها السدس أربعة، والزوجة لها الثمن ثلاثة، فتعول إلى سبعة وعشرين، والأخوة ليس لهم شيء على حالين، إن كانوا ذكور يحجبونهم، وإن كانوا إناث استغرقت فروض التركة ما بقي لهم شيء، فعلى كل حال الأخوة ليس لهم شيء. وإن كان الأولاد ذكور وإناث مثلا بنتان وولد، أو ولدان وبنت فالأم لها السدس أربعة والزوجة لها الثمن ثلاث من أربعة وعشرين، يبقى سبعة عشر للأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين بينهم لقوله تعالى: يوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[النساء: 11] والإخوة ليس لهم شي بكل حال في جميع الصور، أما لو كانت الأم معدومة بأن كانت ماتت قابل ولدها وليس وراءه إلا الزوجة والأولاد فإنها تقسم من ثمانية ساهم متساوية، للزوجة الثمن واحد، لقوله -تعالى-: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ[النساء: 12] فالزوجة لها الثمن سهم من ثمانية، والباقي سبع للأولاد إذا كانوا ذكوراً أو ذكوراً وإناثاً السبعة لهم. أما إن كان الأولاد إناث بحت ثلاث بنات فإن المسألة تقسم من أربعة وعشرين، صار معنا أم للزوجة الثمن ثلاث والبنات لهن الثلثان ستة عشر يبقى خمسة للإخوة عصبة لهم، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر)، والأولى هنا هم الإخوة هم أقرب، فيعطون الخمسة الباقية من الأربعة والعشرين، تعطى الزوجة الثمن ثلاثة، والبنات الثلثان ستة عشر، يبقى خمسة للإخوة بينهم إن كانوا ذكور بينهم على السواء، وإن كانوا ذكوراً وإناث للذكر مثل حظ الأنثيين، لقوله -تعالى- في آخر سورة النساء: وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ[النساء: 176] سواء إخوة لأب أو إخوة أشقاء يعني كلهم ..... أو إخوة أشقاء كلهم، للذكر مثل حظ الأنثيين، فإن كان بعضهم أشقاء وبعضهم لأب فالأصل للأشقاء والإخوة لإب محجوبون بهم، ساقطون، فلو كان مثلا خمسة إخوة واحد شقيق والبقية لأب فالباقي يأخذه الشقيق والأخوة لأب يسقطون؛ لأنه أقوى منهم وأكثر قرابة، هذا تفصيلها.  
 
14- قام شاب بخطبة شابة من أهلها، وقاموا بقراءة الفاتحة بينهم لتكون ارتباطاً بينهما، وبعد أسبوعين سافر هذا الشاب إلى إحدى الدول العربية للعمل بها، فهل يجوز لهذا الشاب أن يراسلها وتراسله من أجل أن يتفهم كل منهم الآخر، ومن أجل تقريب نظرية كل منهم للآخر؟
قراءة الفاتحة ما لها أصل، اتفاقية ...... بينهما ليس لهذا أصل، الخطبة وحدها ما تكفي، وقراءة الفاتحة لا وجه لها في هذا المقام وإنما تقرأ الفاتحة والحمد عند العقد إذا أراد العقد يقرأ السنة مو الفاتحة يقرأ إن الحمد لله نحمده ونستعينه كما هي خطبة الحاجة، خطبة الحاجة، مو يقرأ الفاتحة يقرأ إن الحمد لله إلى آخره كما جاء في السنة من حديث ابن مسعود في خطبة الحاجة أما هذه ، فهذه من خرافات العامة ومن أعمال العامة يقرأ الفاتحة للربط بينهما هذا ما له أصل كلام ماله أصل إنما الخطبة لا بأس بها وكل منهما بالخيار والخطبة لا تلزمهم من شاء ترك هون من شاء هون هي تهون وهو يهونون ومن شاء منهما التهوين يهون لا بأس إنما العمدة العقد أما المراسلة بعد الخطبة هو يراسلها يسألها عن حالها وعن دروسها وعن كذا عن شي ينفع أو تراسله عن أشياء مهمات مراسلة ما فيها خطر ولا شر ولا تدعو إلى خلوة ولا تدعو إلى فساد ولا زنا هذا لا بأس أما إن كانت مراسلة قد يخشى منها شر فلا ينبغي أن يراسلها ولا ينبغي أن تراسله وينبغي سد الباب حتى لا يتهمون بالشر ، لكن إن كانت مراسلة واضحة يعرفها أهلهما وليس فيها شبهة ولا توقع في شبهة إنما هي لحاجتهما للتفاهم في بعض المسائل فلا بأس في ذلك. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى... 

624 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply