حلقة 824: توجيه لمن ينشغل ببعض الأمور ويترك صلاة الجماعة - العامل والموظف يقدم حق الله ويصلي في جماعة - يطلق الرجل زوجته المصلية إذا كان أبوها لا يصلي - حكم لبس الملابس التي تكون طويلة إلى تحت الكعبين الفرق بين الجن والشياطين
24 / 50 محاضرة
1- مع الأذان للصلاة يكلفونني بالمشاوير، ومليت كثيراً من هذه التكاليف في وقت الأذان، وكثير من المرات خرجت عن صوابي وضاق خلقي؛ لأنهم لا يخرجون إلا مع الأذان أو وقت الصلاة، كنت دائماً أشكو لهم هذا، وأبين لهم أن الصلاة لها فضل كبير إذا كانت مع الجماعة، ولا يجوز تأجيلها لغرض من الأغراض التي يمكن تأخيرها، لم يستجيبوا لي، وجهوني ووجهوا أمثال هؤلاء، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، والواقع أمامي رسالة أخرى -سماحة الشيخ- تعرض نفس الغرض، فتوجيهكم وفقكم الله وجزاكم خيراً؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا شك أن الواجب على المسلمين العناية بالصلاة، وأن تؤدى في وقتها من الرجال والنساء جميعاً؛ لأنها عمود الإسلام، وأعظم الأركان بعد الشهادتين، ولأنها أول شيء يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت له الصلاة؛ صلح له بقية عمله، وإن ردت عليه صلاته؛ رد عليه بقية عمله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فالواجب على أهل البيت وعلى الموظفين في أي دائرة: أن يتقوا الله في ذلك، وأن يتعاونوا على أداء الصلاة في وقتها في الجماعة، وأن يجيبوا المؤذن، وأن لا يشغل بعضهم بعض بأشياء تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، أو عن الصلاة في وقتها، هذا يعم الرجال والنساء، الواجب على أهل البيت أن يجتهدوا في أداء الصلاة في وقتها والحرص على ذلك، وعلى الرجال أن يصلوها في الجماعة، إذا سمعوا النداء بادروا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـابن عباس رضي الله عنه: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض).
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه جاءه رجل أعمى فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني للمسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)، خرجه مسلم في الصحيح.
فإذا كان أعمى ليس له قائد، يقال له: أجب، يصلي في الجماعة في المسجد، فكيف بغيره من الناس؟! فالواجب على جميع الرجال المستطيعين أن يصلوا في المسجد، وأن يجيبوا المؤذن، وأن يخرجوا من بيوتهم ومنازلهم ودوائرهم إلى المساجد، إلا من عذره الله؛ كالمريض فالمريض، يصلي على حسب حاله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
يقول ابن مسعود رضي الله عنه -الصحابي الجليل-: (لقد رأيتنا وما يتخلف عنها -يعني: الصلاة في الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق أو مريض)، فلا يجوز لمدير الدائرة أو رئيس الدائرة، أو صاحب البيت أن يشغل أولاده، أو الموظفين بأعمال تمنعهم من صلاة الجماعة، تعوقهم عن الصلاة في الجماعة، بل يجب أن يكونوا متعاونين على المبادرة في أداء الصلاة في الجماعة، وعلى تأجيل الأشغال الأخرى التي قد تعوق إلى ما بعد الصلاة، أو تقديمها قبل الصلاة بوقت، أما أن يشغل الموظفون بها وقت الصلاة، حتى يتخلفوا عن صلاة الجماعة؛ فهذا منكر عظيم، فالواجب تركه والحذر منه، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، ما على العامل أو السائق أو الخادم إذا جوبه بمثل هذه القضية سماحة الشيخ! هل تنصحونه بأن ينتقل إلى جهة أخرى تمكنه من تأدية صلاة الجماعة؟
الشيخ: الواجب على السائق والعامل وكل موظف: أن يقدم حق الله، يصلي في الجماعة يوقف السيارة ويصلي في الجماعة والحمد لله، والعامل يوقف العمل ويصلي مع المسلمين، أوقات الصلاة مستثناة، ما هي داخلة في العمل، إلا إذا كان حارساً يصلي في محل حراسته؛ ولا يهمل محله، أو مريض فهو معذور، أو معه في السيارة ما يخشى عليه؛ فلا بأس أن يؤديه إلى جهته، ويحرص مستقبلاً على أن يحتاط لهذا الأمر في جميع الأوقات.
المقدم: جزاكم الله خيراً، ومن كان عمله في الإمكان أن يؤجل ذلك العمل إلى ما بعد الصلاة، كيف تنصحونه؟
الشيخ: يجب عليه أن يؤجل، وإذا كانت الجهة المسئولة لا تمكنه؛ ينتقل إلى جهة أخرى، يستقيل ويطلب جهة أخرى، والله يسهل أمره، يقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، ويقول عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الطاعة في المعروف).
فالرئاسة التي تمنعه من صلاة الجماعة، أو الإدارة، أو رئيس العمل أو ما أشبه ذلك، لا يجوز له أن يطيعه في ذلك.
2- ما على العامل أو السائق أو الخادم إذا جُوبه بمثل هذه القضية -سماحة الشيخ-، هل له أو تنصحونه بأن ينتقل إلى جهة أخرى تمكنه من تأدية صلاة الجماعة؟
الواجب على السائق والعامل وكل موظف أن يقدم حق الله، يصلي في الجماعة يوقف السيارة ويصلي في الجماعة، والحمد لله، والعامل يوقف العمل يصلي مع المسلمين، أوقات الصلاة مستثناة ما هي داخلة في العمل، إلا إذا كان حارسا يصلي في محل حراسته ولا يهمل محله، أو مريض فهو معذور، أو معه في السيارة ما يخشى عليه فلا بأس أن يؤديه إلى جهته ويحرص مستقبلا على أن يحتاط لهذا الأمر في جميع الأوقات. - ومن كان عمله في الإمكان أن يؤجل ذلك العمل إلى ما بعد الصلاة كيف تنصحه؟ ج/ يجب عليه أن يؤجل، وإذا كانت الجهة المسئولة لا تمكنه ينتقل إلى جهة أخرى، يستقيل ويطلب جهة أخرى والله يسهل أمره يقول سبحانه: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2) ويقول عز وجل ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق: من الآية4) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنما الطاعة في المعروف)، فالرياسة التي تمنعه من صلاة الجماعة أو الإدارة أو رئيس العمل أو ما أشبه ذلك لا يجوز له أن يطيعه في ذلك، أو رئيس العائلة، إنما الطاعة في المعروف، ليس للمكلف أن يطيع أحداً في معصية الله جل وعلا.
3- يا سماحة الشيخ! لدي عم أنا متزوج ابنته، وهو لا يصلي، وأنا محتار كيف أعامله، فهل أطلق ابنته من أجل أبيها، علماً أنها مؤدية للصلاة ولا ذنب لها؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.
يقول الله سبحانه: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (الأنعام: من الآية164) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجني الجاني إلا على نفسه)، فلا تطلقها من أجل أبيها ما دامت هي مستقيمة فالحمد لله، الزمها وأحسن إليها وعاملها بما ينبغي من المعاملة الطيبة (خياركم خياركم لنسائهم)، فعليك بالخلق الطيب والمعاملة الحسنة مع زوجتك، أما أبوها فعليك أن تدعو له بالهداية ادع الله له بالهداية وانصحه كثيراً أنت ومن معك من إخوانك الطيبين تذهبون إليه تنصحونه لأن أداء الصلاة أمر مفترض، والصلاة ركن من أركان الإسلام بل هي عمود الإسلام، فعليك أنت وإخوانك الطيبون أن تنصحوه وتوجهوه إلى الخير وأن تلاحظوه دائما لعل الله يهديه على أيديكم، فإن أبى فيستحق الهجر، يهجر، لا تدعوه لوليمة ولا تجيب دعوته إذا دعاك حتى يتوب، لكن مهما استطعت أن تنصح أنت وإخوانك الطيبون من جيرانه وأقاربه فاحرصوا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه)، وأنتم تستطيعون -بحمد لله- باللسان، فأنكروا عليه باللسان وأشفقوا عليه وانصحوه وكرروا عليه لعل الله أن يجعل الهداية على أيديكم.
4- هل يجوز للمسلم أن يلبس أي لبس سواء كان بنطلوناً أو جلابية وهي أسفل من الكعبين، وما حكم من لبس؟ جزاكم الله خيراً، وهل يعد مرتكباً لكبيرة من الكبائر؟
الملابس من الأمور العادية يجوز للإنسان أن يلبس ما شاء مما أباح الله من القطن والصوف والكتان والحرير إذا كانت امرأة تلبس الحرير أيضا بخلاف الرجل، لكن ليس له أن يتشبه بأعداء الله في لباسه، وليس للمرأة أن تتشبه بالرجل، وليس للرجل أن يتشبه بالمرأة في اللباس ولا في غيره، فالتشبه بأعداء الله باللباس وغيره لا يجوز، وتشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة أيضا لا يجوز لا في الكلام ولا في المشي ولا في اللباس، وليس للرجل أن يلبس لباساً محرماً كالحرير أو الإسبال بحيث ينزل بشته أو بنطلونه أو سراويله أو إزاره عن الكعب هذا لا يجوز للرجل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)، خرَّجه مسلم في الصحيح، فجعل المسبل إزاره من هؤلاء الثلاثة المتوعدين. فيجب الحذر، أما المرأة فلها أن ترخي ثيابها حتى تستر قدميها شبراً إلى ذراع، وأما الرجل لا، عليه أن تكون ثيابه إلى الكعب لا تنزل عن الكعبين سواء كانت الثياب قمصاً أو سراويل سراويلات أو أزراً أو بشتاً أو غير ذلك، عليه أن يتقي الله وأن يحذر الإسبال، وإذا كان عن تكبر صار الإثم أكبر، إذا كان عن تكبر صار الإثم أكبر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، نسأل الله السلامة والعافية. - متى يكون الإسبال من الكبائر سماحة الشيخ كما يسأل صاحب هذه الرسالة؟ ج/ هو من الكبائر مطلقاً لهذا الحديث الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، توعده بالنار، وأخبر أنه لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، فذكر منهم المسبل، فهذا من الكبائر، وإذا كان عن كبر صار أشد.
5- ما الفرق بين الجن والشياطين؟
الجن جنس الجن، هم الثقل الثاني من المخلوقات مثل الإنس، يقول الله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56) فالجن هم جنس من المخلوقات خلقهم الله لعبادته كالإنس، والشياطين المردة منهم، الشيطان وذرية المردة، وهكذا شياطين الإنس مثل ذلك، فالشياطين يكونون من الجن ويكونون من الإنس، فالشيطان الإنسي والشيطان الجني داخلون في الشياطين، كما قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112). فالمقصود أن الشياطين يكونون من الجن ومن الإنس وهم المردة المتعدون لحدود الله، يقال لهم: شياطين، والشيطان الذي هو أبو الجن هو رأسهم، وهكذا من تمرد من ذريته وتعدى الحدود هو شيطان، ومن استقام على أمر الله فليس من الشياطين بل من المؤمنين، كما قال -تعالى- في الجن: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً) (الجـن:11) وقال أيضا عن الجن: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجـن:14-15) فهم فيهم المسلم والكافر، فيهم المبتدع والسني، فيهم الرافضي والسني، فيهم الشيوعي، فيهم المعتزلي والجهمي، مثل ما في الإنس، نسأل الله العافية.
6- مسجد فيه قبر صاحبه، ومحاط بسلك، هل تجوز الصلاة فيه، وما حكم من تعمد ذلك؟
جميع المساجد التي فيها قبور لا يصلى فيها، والصلاة فيها باطلة، وإذا كان المسجد هو القديم ثم دفن فيه صاحبه ينبش المدفون ، ينبش وينقل رفاته إلى المقبرة العامة ويصلى في المسجد، أما إن كان القبر قديماً ثم بني عليه المسجد، فالمسجد يهدم ويزال لأنه أسس على ضلالة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، وفي اللفظ الآخر: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)، وقالت له أم سلمة وأم حبيبة لما هاجرتا إلى الحبشة: أنهما رأتا كنيسة في الحبشة فيها تصاوير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور) ثم قال: (أولئك شرار الخلق عند الله)، فأخبر أنهم شرار الخلق لأسباب بنائهم على القبور واتخاذهم التصاوير عليها، نسأل الله العافية. فالمقصود أن الواجب عدم البناء على القبور لا قباب ولا مساجد ولا غير ذلك، يجب أن تكون مكشوفة ليس عليها بناء، كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع، تكون مكشوفة ولا يزاد عليها غير ترابها، تكون مرفوعة قدر شبر تقريبا حتى يعرف أنها قبور، ولا يصلى بينها ولا إليها ولا يبنى عليها قباب ولا حُجر ولا مساجد ولا تستر، كل هذا منكر، وكله من وسائل الشرك، كل هذا من وسائل الشرك، فالواجب الحذر من ذلك، وكل مسجد فيه قبر لا يصلى فيه، لكن إن كان القبر هو الجديد ينبش ويوضع في المقابر ويصلى في المسجد، فإن كانت القبور هي القديمة ثم بني عليها المسجد فإن المسجد يهدم ولا يصلى فيه.
7- ما الحكم في بنات يكشفن شعورهن ويلبسن القصير، بم توجهونهن؟
إذا كان كشف شعورهن عند رجل أجنبي هذا حرام منكر، وأما إن كان في بيوتهن وعند النساء فلا حرج، ليس الرأس عورة عند النساء، إذا كشفت رأسها عند أمها وأخواتها والنساء الأخريات ما في شيء، أو عند زوجها كل هذا لا بأس به. المقصود ليس لها كشف رأسها ولا بدنها عند الرجل الأجنبي، وهكذا اللبس القصير ليس لها أن تلبس القصير عند الرجل الأجنبي، أما عند النساء فالأمر أسهل، لكن كون المرأة تكون محتشمة تكون كريمة وجيدة تلبس اللباس الحسن ولا تتبذل بكشف شعرها عند الناس يكون أفضل حتى يقتدى بها تكون كريمة وجيدة يقتدى بها، وإلا فكشف الرأس عند النساء أو في البيت إذا كانت وحدها لا حرج في ذلك، كذلك إذا كان قميصها تحت الركبة فوق الكعب في بيتها وعند زوجها لا يضر أو عند النساء، لكن كونها تعتاد الثوب الكامل والقميص الحسن الساتر يكون هذا أفضل حتى يقتدى بها، وحتى لا تتساهل في ذلك عند سائق أو خادم أو غيرهما.
8- إحدى الأخوات المستمعات بعثت برسالة وضمنتها عدداً من الأسئلة ورمزت إلى اسمها بالحروف (ع. ف) تقول: إن لي ابن عمة توفيت والدته وهو مازال طفلاً صغيراً، ثم قامت جدتي أم أبي -وهي جدته لأمه- بإرضاعه مع إحدى عماتي، وسؤالي: هل هو محرم لنا، ولا يجوز لنا الزواج منه؛ لأنه رضع مع عمتي، ويكون أخاً لها وابن أختها، مع العلم أنني أتغطى عنه حتى أعلم الحكم؟
إذا كان الرضاع شرعياً خمس مرات أو أكثر في حال كونه طفلاً لم يفطم قبل الحولين؛ فإنه يكون عماً لك، يكون أخاً لأبيك ومحرماً لك؛ لأنها أرضعته الجدة أم أبيك، فيكون عماً لك وعماً لأولاد أبيك كلهم، إذا كان الرضاع خمس رضعات أو أكثر، في الحولين قبل أن يفطم، أما إن كان الرضاع أقل، أو بعد فطامه؛ فلا عبرة به ولا يؤثر، ولا يكون عماً لك.
9- بعض الناس إذا مات لهم ميت يحفرون له في الأرض، ويكسرون البلاط الذي في الغرفة التي مات فيها، ويغسلونه فيها؛ لادعائهم أن الماء الذي يغسل به الميت لا يجوز رميه في الخارج، فما الحكم في هذا؟
هذا كلام باطل وعمل لا أصل له، هذا من خرافات العامة، ماء الميت الذي يغسل به يراق مثل المياه الأخرى في الحمام أو في غيره لا شيء فيه، يغسل في الحمام أو في غير الحمام ولا يحفر له ولا تنقض البلاط، كل هذا غلط، كل هذا إضاعة المال في الباطل، نسأل الله العافية.
10- تسأل عن الطفل الذي مات ولم يختن، تجادل أناس، فقيل: يختن، وقيل: لا داعي للختان، ما هو توجيهكم؟
إذا مات الطفل ولم يختن فلا حاجة إلى ختانه، ولا يجب ختانه ولا يشرع بعد موته، والحمد لله، سنة فات محلها، محلها الحياة، وقد أوجبه جمع من أهل العلم، وبكل حال لما توفي ما في حاجة إلى تختينه.
11- إنه يوجد في منطقتنا نساء، ونحن بادية، ويفد إلى هؤلاء النساء ضيوف، فتقوم المرأة بتكريم الضيوف إذا كان زوجها غائباً أو متوفى، وإذا كانت مطلقة، وليس هناك بحمد الله شك ولا ريبة، فهل في هذا شيء، وبم توجهون الناس؟
إذا كان الموضوع ليس فيه ريبة ولا خلوة فلا مانع أن تقدم لهم الضيافة، وهي متسترة متحفظة في وجهها ويديها وبدنها تقدم لهم وتقول: خذوا عندكم القهوة عندكم كذا تقهووا وافعلوا كذا وكلوا، وتقدم لهم الطعام وهم يأخذونه، والحمد لله، أما إذا كان واحداً فلا تخلو به، تتعذر تقول: ليس عندي أحد فاعذرني يا أخي، وكذلك إذا كان هناك ريبة تخشى ريبة تعتذر إليهم ولو كانوا أكثر من واحد، إذا كانت تخشى أن تتهم بالشر فتعتذر إليهم وتقول: اعذروني، صاحب البيت ليس بحاضر، وإن شاء الله تراجعونا في وقت كذا أو وقت كذا، أما إذا كان عرفاً معروفاً عندهم وليس فيه تهمة ولا شر تقدم لهم ما ينبغي من الضيافة مع التستر والتحفظ والكلام الطيب، والحمد لله.
12- لوالدتي عمة لا تقبل صلة والدتي لها، فبم توجهون الوالدة -جزاكم الله خيراً- هل تستمر في صلتها أم تقاطعها؟
نوجهها بأن تصبر وتواصل الصلة بالكلام الطيب والفعل الطيب والمال إذا تيسر ذلك، ولا تقطع، إذا قطعت لا تقطعها، هي بنت أخيها فعليها أن تجتهد في صلتها والدعاء لها بالتوفيق والهداية، واستعمال الكلام الطيب، وتستعين بمن تشاء من قريباتها حتى ترضى عنها عمتها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قَطعت رحمه وصلها)، هذا هو الواصل، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة: أن تصل من قطعك، هذا هو السنة، فإذا قطعت وقطع استمرت القطيعة، لكن أنت إذا قطعك أخوك أو عمك أو عمتك أو غيرهما من أقاربك لا تقطع أنت، افعل المعروف بالكلام الطيب والفعل الطيب حسب طاقتك، واستعن على ذلك بمن تشاء من الأخيار والطيبين حتى تعود الصلة وتعود المحبة.
13- سمعت أن الأفضل لمن صلى ركعتي الفجر أن يقرأ في الأولى بسورة الكافرون والثانية بسورة قل هو الله أحد، فهل ما سمعت صحيح؟
نعم، هذه هي السنة للرجل والمرأة: أن يقرأ في سنة الفجر بهاتين السورتين بعد الفاتحة، في الأولى قل يا أيها الكافرون بعد الفاتحة، وفي الثانية قل هو الله أحد بعد الفاتحة للرجل والمرأة، والسنة أن تؤدى في البيت للرجل وإن أداها في المسجد فلا بأس. وإن قرأ فيهما أيضاً آية البقرة: قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا.. الآية (136) سورة البقرة، بعد الفاتحة والثانية آية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) سورة آل عمران، فذلك سنة أيضا والنبي فعل هذا وهذا عليه الصلاة والسلام تارة يقرأ السورتين وهما قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وتارة يقرأ الآيتين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا .. في الأولى أي بعد الفاتحة وفي الثانية .. قل يا أهل الكتاب بعد الفاتحة كله سنة وإن قرأ بغير ذلك فلا حرج والحمد لله لكن كونه يقرأ هاتين الآيتين أو هاتين السورتين هذا هو الأفضل تأسياً بالنبي عليه الصلاة والسلام.
14- سمعت أن الإنسان يقرأ في الشفع قبل الوتر سورة الأعلى في الركعة الأولى، ويقرأ في الثانية سورة الكافرون، فهل ما سمعت صحيح؟
نعم وهذا هو الأفضل في الصلاة الأخيرة يقرأ بـ يسبح في الركعة الأولى سبح باسم ربك الأعلى والثانية يا أيها الكافرون والثالثة قل هو الله أحد والأفضل يسلم من الثنتين ثم يوتر بواحدة وإن جمعت الثلاث كلها سردا ولم يجلس إلا في الأخيرة فكل ذلك سنة لكن الأفضل أن يسلم في الثنتين ثم يوتر بواحدة.
429 مشاهدة
-
1 حلقة 801: الحلف بالطلاق المعلق - حكم من قال لزوجته اعتبري نفسك مطلقة - الصلاة إلى جهة القبور - مفسدات الصيام - هل يؤثر التبرع بالدم أو الحجامة على الصيام؟ - حكم من أفطر في صيام النذر - ختم القرآن للاستشفاء - صيام يوم الجمعة
-
2 حلقة 802: صرف زكاة الفطر لغير المسلمين - حكم الإسلام في الذي يشهد شهادة الزور - سر تسمية سورة البقرة بهذا الاسم - كشف المرأة أمام من عقد عليها - حكم قراءة القرآن بغير تجويد - هل دعاء الإستفتاح خاص بالفروض فقط؟
-
3 حلقة 803: أسباب فقدان اللذة في العبادة - هل صح عن النبي صلاة سنة الوضوء - النزول على الركبتين عند السجود قبل اليدين - حكم سب الدين - حكم الصلاة خلف من يعتقد في الأولياء والصالحين
-
4 حلقة 804: حكم صلاة العيد إلى المقابر - حكم الصلاة خلف إنسان مسبل وحالق للحيته - كيفية التهاني بعيد الأضحى المبارك - زيارة الأقارب الذين لا يصلون - الكتاب الذي يفيد المرأة في حياتها الأخرى - الأجل والصحة بقدر الله
-
5 حلقة 805: الأصل في الثياب والأرض الطهارة - حكم الدم النازل بعد الطهر - أرجى ساعات الإجابة - حكم الذهاب إلى أهل الميت بعد الدفن - كيفية التصرف في الأمانات التي مات أصحابها - الاعتذار عن زيارة الجيران - مجالس الغيبة
-
6 حلقة 806: حكم إمامة شارب الدخان وآكل التنباك - الذكر الذي يقال عند سجود التلاوة - الصحيح أن يقال في التشهد السلام عليك أيها النبي - رفع الإصبع في التشهد - الفرق بين الإيمان والإسلام - حكم الضحك - بمجرد عقد الرجل على المرأة تحرم على جميع ذريته
-
7 حلقة 807: سؤال حول نصيحة وجهها الشيخ للعلماء والدعاة - حكم بقاء المرأة مع زوج لا يصلي - حكم أخذ المصاحف والكتب من المسجد واستبدالها بغيرها - حكم السفر للعمل وترك الوالدة - هل ذو القرنين نبي؟
-
8 حلقة 808: من عجزت عن صيام النذر فإنها تطعم عن كل يوم مسكين - حكم تأخير المرأة الصلاة لأجل سماع الموعظة - حكم المسح من فوق الملابس التي على رأس المرأة - حكم المسح فوق التحجيبة - كفارة الظهار - أهل القرآن
-
9 حلقة 809: تفسير قوله وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ - تفسير قوله أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ
-
10 حلقة 810: حكم الحج عن من يستطيع أن يأدي المناسك ولكن ليس لديه القدرة المالية - حكم الإفتاء بجواز ترك الحجاب - الشرك الذي لا يغفره الله
-
11 حلقة 811: كيفية التفقه في القرآن الكريم - الترديد مع المؤذن والإنسان يصلي - هل لختم القرآن وقت محدود - إحياء العشر الأواخر من رمضان - كل شوال محل لصيام الست - وقت نية الصيام - المقتول ظلماً هل يكون شهيدا - حكم مصافحة الرجل للعجائز
-
12 حلقة 812: حكم الفطر لمن خاف على نفسه الهلاك أو المرض - يزكى الربح تبعا للأصل - حديث أن الصدقة تقف في وجه سبعين باباً من أبواب السوء - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم من أكل أو شرب وهو صائم صوم نفل
-
13 حلقة 813: حكم الزواج من ابن الأخت من الرضاعة - حكم قراءة القرآن عن الغير - كيفية التصرف في المال الذي كسب بطرق الحرام - كيف يتصر من كان يبيع ويشتري في أشياء محرمة - حكم الزواج من بنت عم الوالدة
-
14 حلقة 814: حديث من أراد الدنيا فعليه بالقرآن - حكم عمليات التجميل للأعضاء المشوهة - الغياب عن الزوجة لمدة طويلة - حكم من حفظ القرآن ولم يعمل به - كيفية التعامل مع الوالد الذي لا يصلي - أكل الطعام الذي يشك فيه أنه حرام
-
15 حلقة 815: حكم البقاء مع زوج لا يصلي - استعمال حبوب الحمل للضرورة - حديث الجنة تحت أقدام الأمهات - حكم التدخين - حكم لعب الورق - حكم ترك صلاة الراتبة - توجيه حول القول السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
-
16 حلقة 816: العدد الذي تصح به الجمعة - تفسير إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - كيفية التصرف مع الزوج الذي يتهاون بصلاة الفجر - كلمة إلى كل زوجة تؤمن بالله - كلمة حول صلة الرحم من قبل المرأة
-
17 حلقة 817: معنى (أحصاها) في حديث إن لله تسعةً وتسعين اسماً - كيف يفعل من نسي وسلم من صلاته قبل إتمامها - نصيحة من يجد صعوبة في حفظ القرآن - هدى نور إيمان دعاء أفنان - التكبير والتسليم عند سجود التلاوة
-
18 حلقة 818: صفة الرضاع المحرِّم - حكم وضع اليد على الفم عند التثاءب في الصلاة - حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة - حكم القنوت في صلاة الفجر - حكم إمامة الصبي الذي عمره ثلاث عشرة سنة - كيفية تقسيم تركة الميت
-
19 حلقة 819: كيفية سجود التلاوة وحكمه في الصلاة - حكم من أسقط آية أو أكثر عند قراءته في الصلاة - توجيه لمن لديه طلاقة في اللسان أن يطلب العلم - حكم التصدق من مال الأب - حكم كشف المرأة أسفل عقبيها عند خروجها
-
20 حلقة 820: سجود السهو سجدتان - يكفي الدعاء لمن اغتاب شخصا وخشي أن يترتب على إخباره منكر أشد - صفة سجود الشكر - حكم من أفطر في رمضان ولا يستطيع القضاء - أرجى وقت لساعة الإجابة في يوم الجمعة
-
21 حلقة 821: الشغار - هل صلاة النافلة في المسجد النبوي مضاعفة - حكم الأخذ بجميع الأحاديث التي في كتاب صحيح الجامع الصغير - حكم صلاة الموظف النافلة في المكتب الذي يعمل فيه - الإفتاء بما سمعه الإنسان
-
22 حلقة 822: لا حرج في زيارة الخاطب لأهل المخطوبة - حكم الزواج من ابنت الخالة - حكم قراءة القرآن والصلاة والصدقة والحج للميت - حكم المال الذي استلفه الإنسان من أحد والديه ثم توفي من سلفه - حكم زيارة المرأة لزوجها المتوفى
-
23 حلقة 823: يشرع لمن صلى وحده ثم حضر جماعة أن يصلي معهم - توجيه حول القنوت في صلاة الفجر - موضع القنوت في الصلاة - زكاة الراتب الشهري - حكم القراءة سرا في الصلاة الجهرية - الضمان لا يشترط فيه العمد
-
24 حلقة 824: توجيه لمن ينشغل ببعض الأمور ويترك صلاة الجماعة - العامل والموظف يقدم حق الله ويصلي في جماعة - يطلق الرجل زوجته المصلية إذا كان أبوها لا يصلي - حكم لبس الملابس التي تكون طويلة إلى تحت الكعبين الفرق بين الجن والشياطين
-
25 حلقة 825: الواجب على المسلم والمسلمة أن يترك جميع ما حرام الله - يأخذ الولد من ماء والده ما دعت الضرورة إليه - نصيحة لم يريد أن يكون داعية - نصيحة للولد عند تخاصم والديه - حكم ذهاب المرأة للكوافير
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد