حلقة 826: حكم صلاة التراويح، وقيام الليل للنساء - حكم وضوء من أصابته نجاسة - حكم الكحل والمكياج للصائمة - نصيحة لمن والده لا يصلي - يجب على المرأة أن تحتجب عن الأجانب - حكم كشف المرأة أمام زوج عمتها

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

26 / 50 محاضرة

حلقة 826: حكم صلاة التراويح، وقيام الليل للنساء - حكم وضوء من أصابته نجاسة - حكم الكحل والمكياج للصائمة - نصيحة لمن والده لا يصلي - يجب على المرأة أن تحتجب عن الأجانب - حكم كشف المرأة أمام زوج عمتها

1- هل صلاة التراويح واجبة على النساء، وهل قيام الليل واجب في رمضان أو في غيره من الشهور؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليست صلاة التراويح واجبة، وهكذا قيام الليل ليس بواجب لا في رمضان ولا في غيره، ولكنه سنة مؤكدة فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيها - عليه الصلاة والسلام-، وكان يصلي في الليل في السفر والحضر، والوتر عليه الصلاة والسلام في السفر والحضر، لكن ليس بواجب، وأقل ذلك ركعة واحدة بعد العشاء أو في آخر الليل، وكلما زاد فهو أفضل ، وكان - صلى الله عليه وسلم- في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة يسلم بعد كل ثنتين ويوتر بواحدة ، وربما أوتر بثلاثة عشرة وربما بأقل من ذلك - عليه الصلاة والسلام-. فالسنة للمؤمن والمؤمنة التهجد بالليل ولو بركعة واحدة أو ثلاث ركعات، كذلك سنة الضحى ، وهكذا التراويح في رمضان قيام رمضان كله سنة.  
 
2- كنت متوضئة، وحملت طفلي ولم أكن أنتبه لطهارته مما أثر ذلك من جسمه على جسمي، هل يلزمني إعادة الوضوء حينئذ، أم أغسل المكان فقط؟
إذا حملت الطفل وفيه نجاسة وأصابك منها شيء في وثوبك أو في يدك أو في جلدك أغسلي محل النجاسة ، أما الضوء فهو صحيح، والحمد لله، الطهارة صحيحة ، لكن ما أصابك من نجاسة إذا كنت جازمة أن هناك نجاسة في اليد أو أصاب الرجل، أو أصاب بعض الثوب يغسل محلها ، والحمد لله. المقدم: إذا لا يلزمها أن تعيد الوضوء حينئذ؟ الشيخ: الوضوء لا ، الطهارة صحيحة، ولا تعيد الوضوء.  
 
3- هل يحرم على الصائمة أن تكتحل أو أن تضع المكياج على وجهها؟
لا يحرم على الصائم والصائمة الاكتحال، ولا يحرم على المرآة المكياج وهي صائمة، لكن ترك الكحل إلى الليل يكون أفضل؛ لأن بعض أهل العلم يكرهه ربما وصل إلى الحلق، فكونه في الليل يكون أحسن، وإلا فلا يفطر، لو فعله في النهار فإنه لا يفطر الصائم، أما المكياج فهو لا يفطر في كل الأحوال ؛ لأن المكياج محله الوجه للجمال ، فإذا كان لا يضر المرآة فلا مانع أن تستعمله في الليل أو في النهار في الصوم وغيره.
 
4- مشكلتي أن والدي لا يصلي، وأشعر بالضيق الشديد عندما أقول له: يا والدي صلِّ! فإن الفرق بين المسلم والكافر هي الصلاة؛ لا يستمع إليّ، وإني أحياناً لا أحب أن أراه لأنه لا يصلي، وينم في الناس كثيراً، فهل علي ذنب؟ وماذا أفعل تجاهه؟ أفيدوني ووجهوني،
الواجب عليك الرفق بوالدك، والنصيحة له، والدعاء له في ظهر الغيب، تدعو له في ظهر الغيب إن الله يمن عليه بالهداية، وأن الله يصلح قلبه وعمله، ويمنحه التوبة، فاجتهد في الدعاء لوالدك بالهداية والتوفيق، وعليك بالرفق ، وعدم الشدة على والدك؛ لأن الله يقول – سبحانه - في كتابه العظيم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان: من الآية14) ثم يقول سبحانه: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ- يعني الوالدين- عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان:15]. فأمره أن يصاحبهما في الدنيا معروفاً مع أنهما كافران، فالواجب عليك أن تصاحب والديك في الدنيا معروفا بالكلام الطيب، والنصيحة بالأسلوب الحسن والرفق والدعاء له بظهر الغيب أن الله يهديك ويمن عليه بالتوبة، وأبشر بالخير، وأنت مأجور، وعلى خير عظيم - نسأل الله لأبيك الهداية والتوفيق، ونسأل الله لك العون على كل خير، وأن ينفع بجهودك وإرشادك-.  
 
5- لقد كنت لا أتحجب عن أقاربي، ثم عرفت أنه لا يجوز لي أن أكشف عليهم، فبدأت أتحجب عنهم، فقال نساؤهم: كيف تتحجبين وقد كنت تختلطين بهم وتصافحينهم، لم نسمع بهذا من قبل؟! ويقولون أيضاً: أما نحن فلن نتحجب!! هل أنا على حق فيما فعلت؟ وهل علي إثم فيما سبق لي من اختلاط بهم، ومصافحة لهم؟ وهل تجوز لي زيارة نسائهم وهم على الحال الذي ذكرت؟
قد أحسنت فيما فعلت، وعليك التوبة إلى الله مما سلف، والواجب على المرآة أن تحتجب على الأجنبي، وإن كان أخا زوجها، أو عم زوجها، أو خال زوجها، عليها أن تحتجب وأن لا تصافحه؛ لقول الله - عز وجل-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب: من الآية53]. فبين سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع، وقال سبحانه في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور: من الآية31]. والزينة جمالها من الوجه والرقبة واليد والساق والقدم ، ونحو ذلك كلها زينة، وأعظمها الوجه. وقد أحسنت في الحجاب، والله - جل وعلا- يمن عليك بالتوبة عما سلف، وعلى النساء اللاتي ذكرت أن يحتجبن أيضاً، وأن يتبن إلى الله - سبحانه وتعالى-، فالتوبة بابها مفتوح ، وقد صح عن رسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إني لا أصافح النساء). وقالت عائشة - رضي الله عنها- : والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط ، ما كان يبايعهن إلا بالكلام. ولأن مس اليد والمصافحة فيه فتنة للرجل الأجنبي ، فالواجب على المرآة أن لا تصافح رجلا أجنبا ولو كان أخا زوجها ولو كان ابن عمها، ولو كان خال زوجها، أو عم زوجها، أما المحرم فلا بأس، والنساء لا بأس كونها تصافح النساء لا بأس ، أو تصافح محارمها؛ كأخيها وأبيها وعمها وخالها وأبي زوجها لا بأس بذلك ، والمؤمن يتقي الله ويراقب الله وإن خالف العادة التي عليها جماعته ، أمر الله مقدم ولو كره الناس. وهؤلاء النسوة إذا لم يتبن فترك زيارتهن أولى حتى لا يجروك إلى ما ينبغي ، ولكن إذا رأيت الزيارة لهن للنصيحة والتوجيه إلى الخير فلا بأس ، وإن كنت تخشين الفتنة منهن والأذى فترك الزيارة ، فالمؤمن ينظر في الأصلح والمؤمنة كذلك، فإن كان الأصلح الزيارة للدعوة والتوجيه ففعلي، وإلا فدعيهن واتركي زيارتهن لئلا يفتنك. المقدم: تسأل سماحتكم عن حالها من ذي قبل ، قبل أن تتوب؟ الشيخ: مثل ما تقدم عليها لزوم الحق وعليها التوبة عما سلف والحمد لله ، والتوبة تجب ما قبلها.  
 
6- هل يجوز لي أن أكشف على زوج عمتي، علماً بأننا كنا نسكن مع بعض، وكنا نأكل سوياً، وهل يجوز لي أن أكشف على أخي من الرضاع، وخالي من الرضاع، وهما: ابن خالي ورضع معي، وابن خالتي ورضع مع أمي؟
أما زوج عمتك فهو أجنبي مثل زوج أختك وأبعد ، وهكذا زوج خالتك ليس لك الكشف عليه لأنهم أجناب ، أما أخوك من الرضاع وعمك من الرضاع وخالك من الرضاع هؤلاء محارم ، لك الكشف عليهم لا بأس، وهكذا زوج أمك وزوج الجدة وزوج بنتك وبنت بنتك وبنت ابنك هؤلاء محارم إذا كانوا من الرضاعة أو من النسب، سواء كانوا من الرضاع أو من النسب، زوج الأم، زوج الجدة ، زوج البنت ، زوج بنت الابن ، زوج بنت البنت كلهم محارم من النسب والرضاع جميعاً.  
 
7- إنني أحياناً أغضب من أولادي فأدعو عليهم بأدعية مختلفة، وأحياناً أضربهم، ويرتفع في بعض الأحيان صوتي، فهل علي إثم في ذلك، علماً بأنني لا أقصد ذلك، ولكن يصدر غصباً عني؟
نوصيك بالرفق ، والحذر من الدعاء على أولادك، أما الضرب فلا بأس إذا ضربتيهم ضربا خفيفا للتأديب إذا أساءوا ورأيت أن الضرب فيه مصلحة فيكون خفيفا يسيرا يحصل به التأديب والتوجيه إلى الخير ، أما الدعاء عليهم بالهلاك أو سبهم ولعنهم فهذا لا يجوز، وعليك أن تجاهدي نفسك في ذلك ، والله – جل وعلا- هو الموفق والمعين فسأليه التوفيق والإعانة ، واجتهدي في حفظ اللسان إلا من الخير إلا من الدعاء لهم بالخير. المقدم : كونها تقول إن ذلك غصباً عنها سماحة الشيخ؟ الشيخ: على كل حال عليها المجاهدة، عليها أن تجاهد، والشيء الذي يغلبها من غير قصد من غير عمد نرجو الله أن يعفو عها.  
 
8- في بلدة من بلادي رجل يعمل سائق حافلة، وكان قد وقف ذات يوم بموقف الركاب المخصص، ثم تزاحم الناس على الصعود للباص تزاحماً شديداً؛ مما أدى إلى كسر ذراع امرأة، فأقامت المرأة دعوى في المحكمة على السائق إلا أن جماعةً توسطوا وقاموا بحل الخلاف، المهم أن الخلاف قد زال، واتفقوا على مبلغ معين حتى تسقط الدعوى، الرجل عندما سكتت الدعوى فترةً من الزمن قام فأعادها من جديد، ما هو رأي سماحتكم؟
هذا إلى المحكمة، والرجل إذا كان ليس له تسبب في كسر يدها ليس عليه شيء إنما الدية على من تسبب في ذلك من الأشخاص الذين زاحموها فإذا ثبت أن فلان بن فلان زحمها حتى سقطت وانكسرت يدها فهو الذي عليه الدية لهذا الكسر ، وأما السائق إذا كان الأمر كما قلت في سؤالك فالسائق ليس له في هذا شيء ، وليس عليه شيء إنما هو واقف لإركابهم، فالذي عليه المسؤولية هو من ثبت أنه زحمها حتى سقطت، وهذا يرجع إلى المحكمة في إثبات ذلك.  
 
9- أنا سائق سيارة على الطريق السريع، وأسير بسرعة مائة إلى مائة وعشرين كيلومتر في الساعة، وفي طريقي أصطدم ببعض الطيور غصباً عني، وهذا يتكرر دائماً، فهل علي شيء؟
ليس عليك شيء إذا كنت تسير السير الذي أذن لك فيه ، وسمح لك به ، فليس عليك شيء إذا أصبت طيرا أو كلبا أو قطا أو ما أشبه ذلك، لكن لا تعمد لا تتعمد وإذا غلبك فلا بأس.   
 
10- أعمل سائقاً -كما أخبرتكم في السؤال الأول- لكني لدى صاحب مصلحة، وصاحب العمل لا يسمح لنا بالصلاة في وقتها، ويهددنا بالفصل إذا تركنا العمل وذهبنا للصلاة، علماً بأنه مواظب على أداء الصلوات في أوقاتها، فأفيدونا ماذا علينا
الواجب عليكم الصلاة في الجماعة ، والواجب عليه أن يسمح لكم بذلك ، ولا يجوز له أن يمنعكم من ذلك ، وليس له الحق في ذلك، والواجب عليكم عدم طاعته في هذا، إنما الطاعة في المعروف - نسأل الله لنا ولكم وله الهداية-.  
 
11- أنا فتاة مصابة بالفشل الكلوي، وأقوم بالغسيل دائماً، وهناك غرز الإبرة كما هو معروف في الطب، وتنقية الدم، هل يؤثر هذا على الصيام؟ وهل إذا أفطرت أطعم عن كل يوم مسكيناً أو أقدم فدية، ما هو توجيهكم؟
يوم الغسيل لا شك أنه يحصل الإفطار؛ لأن فيه إخراج دم وإدخال دم، فإذا كان يوم الغسيل فعليك أن تقضي هذا اليوم ، تفطري لا بأس أن تفطري لأنك مريضة، وعليك القضاء عن ذلك اليوم في الأيام التي فيها صحة وقدرة على القضاء ، والحمد لله، ولو تأخرت ، وليس عليك إطعام إذا قضيتي قبل رمضان إذا قضيت صيام رمضان قبل رمضان الآخر ولو مفرقاً ، المهم القضاء سواء كان متتابعا أو مفرقا ، فاتقي الله ما استطعت؛ لأن الله – سبحانه- يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: من الآية16]. أما الأيام التي ليس فيها غسيل فصومي والحمد الله.  
 
12- تسأل سماحتكم عن دواء يسمى الجلوكوز، هل يؤثر هذا على الصيام؟
إذا كان من باب الإبر في الوريد أو في العضل لا يفطر الصائم ، إما إذا كان من باب التغذية يغذي الصائم، إبر التغذية هذه تفطر الصائم، إما إذا كان لا ، لأجل تسكين الآلام، و تخفيف الآلام سواء كان في الوريد أو في العضل فإنه لا يفطر الصائم ، وهكذا إذا كان الدواء ، دواء يمسح به على المرض ، يمسح به على مرض في اليد أو في الوجه، أو في الرجل، أو في الرأس هذا لا يضر الصوم. المقدم: إذا كانت كميته سماحة الشيخ تصل إلى نصف لتر تقريبا؟ الشيخ: المقصود إنه إذا كان ليس من باب التغذية ، ولكن من باب تسكين الآلام وتخفيض الآلام أو تخفيفها فلا حرج في ذلك. المقدم: إذا كان المريض بهذا المرض سماحة الشيخ يغسل في اليوم أكثر من مرة وحياته هذا دأبها فكيف يكون توجيهكم؟ إذا كان لا يستطيع الصوم في جميع الأيام يحتاج إلى تغسيل أو معه مرض يؤلمه في الصوم، وإذا قرر الأطباء أنه مرض مستمر لا يرجى برؤه فإن عليه الإطعام فقط ليس عليه الصيام ، أما إذا كان يرجى أنه يشفى فإنه يؤجل الصوم إلى وقت العافية ؛ لقوله - سبحانه وتعالى - في كتابه العظيم: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة: من الآية184)]. فإذا كان هذا المريض يرجو العافية فإنه يؤخر القضاء ويقضي ، وأما إذا قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه فهو مثل الشيخ الهرم، مثل الشيخ الكبير، العجوزة الكبيرة، يطعم عن كل يوم مسكيناً.  
 
13- هل يجوز للمرآة التي أنذرت أن تعطي أحد ثيابها لفقيرة، وعندما أعطتها لتلك الفقيرة رفضت أن تأخذه، كيف تتصرف والحال ما ذكر؟
إن كان معينة فقيرة معينة فقد أدت ما عليها ، وإن كانت أرادت فقيرة مطلقا تعطي غيرها فقيرة أخرى، أما إذا كانت عينت الفقيرة فلانة بنت فلان المعينة ورفضت فقد أدت ما عليها وتم النذر والحمد لله، ولو رفضت.
 
14- هل يجوز للمصاب بالفشل الكلوي أن يصلي جالساً؛ لأنه يتعب إذا صلى واقفاً؟
هو أعلم بنفسه إذا عجز عن القيام صلَّى قاعداً ، إن كان يشق عليه مشقة كبيرة صلَّى قاعدا ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- لعمران بن الحصين وكان مريضا بالبواسير : (صلي قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب ، فإن لم تستطع فمستلقيا). والله - جل وعلا – يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: من الآية16]. الحمد لله.  
 
15- هل يجوز قراءة قل هو الله أحد فقط ولوحدها في جميع الصلوات، أم لا تجوز؟
لا حرج في ذلك مع الفاتحة في الفرض والنفل.  
 
16- يأتي أناس لأحد القبور لدينا من جميع البلدان، ويقفون عند هذا القبر، بل ويقيمون لفترة لا تقل عن أسبوع، ويعملون حلقات الذكر، فكيف نوجه هؤلاء، وبم توجهونهم؟ جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم؟.
هذا بدعة ومن وسائل الشرك ، يوجهون بأن لا يجوز لهم هذا المشروع أن يأتوا للسلام والزيارة فيسلمون على أهل القبور ، ويدعون لهم ثم ينصرفون ، أما الجلوس عندهم لإقامة دروس ، أو قراءة القرآن أو لأجل الدعاء يوم أو يومين أو أقل أو أكثر هذا لا يجوز ليس من سنته - عليه الصلاة والسلام- إنما يسلم ويدعو لهم ثم ينصرف ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين. وهكذا كان يفعل – صلى الله عليه وسلم- يزور القبور، ويسلم عليهم ثم ينصرف ، أما الجلوس عندهم أسبوع أو أسبوعين أو يوم أو يومين للصلاة أو للدعاء أو للقراءة أو للصدقات هذا لا أصل له ، بل هو من وسائل الشرك والغلو فإن دعوا الأموات واستغاثوا بهم صار شركا أكبر ، دعوهم أو نذروا لهم أو ذبحوا لهم يتقربون إليهم بذلك أو استعانوا بهم هذا من الشرك الأكبر ؛ كما قال الله - سبحانه وتعالى-: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117)]. وقال عز وجل : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:13-14)]. فسماه شركا، سمى دعاؤهم إياهم شركاً بهم ، فدل ذلك على أنها لا يجوز دعاء الأموات ولا الأصنام ولا الأحجار ولا الكواكب ولا الملائكة ولا غيرهم ، بل يدعى الله وحده ، هو الذي يدعى جل وعلا ، هو الذي يسأل - سبحانه وتعالى-، قال تعالى : فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) [الجـن:18)]. فالمؤمن يجتهد في دعاء ربه، والضراعة إليه، وسؤاله، ولا يدعو معه لا ملكاً ولا نبياً ولا شجراً ولا حجر ولا قننا ولا جنا ولا كوكبا ولا غير ذلك العبادة حق الله وحدة ، أما الحي الحاضر الذي يسمع كلامك أو عن طريق المكاتبة أو الهاتف في التلفون تقول له أفعل كذا وتأمره بعمل كذا لا بأس عن طريق الهاتف التلفون وطريق المكاتبة أو حاضر عندك مشافهة تقول افعل كذا امسح سيارتي اسقي رحلي أرسلي لي كذا وكذا لا بأس بها، الأمور عادية لا بأس بها ولهذا قال الله سبحانه في قصة موسى (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) (القصص: من الآية15) لأنه حاضر عنده ، يقدر على إغاثته بخلاف دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات ، دعاء الغائبين من الجن أو الملائكة أو الأشجار والأحجار ، هذا كله من الشرك الأكبر. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه...  

540 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply