حلقة 829: الرضاع الذي يحصل به التحريم - حكم من أفطرت في رمضان بسبب الحر - حكم تغطية الوجه أمام الرجال الأجانب - حكم نفقة البنت على والديها - قضاء النوافل - علاج السرحان في الصلاة - صيام يوم عرفة إذا صادف الجمعة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

29 / 50 محاضرة

حلقة 829: الرضاع الذي يحصل به التحريم - حكم من أفطرت في رمضان بسبب الحر - حكم تغطية الوجه أمام الرجال الأجانب - حكم نفقة البنت على والديها - قضاء النوافل - علاج السرحان في الصلاة - صيام يوم عرفة إذا صادف الجمعة

1- لي ابنة خال رضعت مع ابنها، فهل يجوز لي أن أتزوج ابنتها؟ علماً بأنها في بادئ الأمر قالت: لا تدري عن عدد الرضعات، وعندما أردت أن أتزوج ابنتها قالت: هي رضعة واحدة، أرجو إفادتي بهذا مأجورين؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. الرضاع الذي يحصل به التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات أو أكثر ، فإذا كانت لم تضبط الرضاع ولم تحفظه، فإنه لا يحرم عليك نكاح ابنتها، ولا تكون أما لك، لكن ترك هذا أحسن من باب ترك المشتبه لقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). ولقوله - صلى الله عليه وسلم-: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه). والنساء كثير والحمدلله، لكن لا تحرم عليك إلا إذا كان الرضاع ثابت خمس رضعات أو أكثر في الحولين وأنت في الحولين ، فإن ابنتها تكون أختا لك وهي تكون أما لك.  
 
2- لقد جاء علينا شهر رمضان في سنة من السنوات في شهر تموز، وهو شهر حار جداً، وقد ذهبت لسوء حظي في حفلة زفاف أخي، وكنت صائمة، فكانت النتيجة أنني لم أتحمل الحر الشديد فأفطرت، هذا الكلام مضى عليه عشر سنوات، وما زلت حتى الآن أتعذب بسبب هذا اليوم بالرغم من أنني قمت بإعادته، فماذا أفعل حتى أرضي الله – تعالى-؟
ليس عليك بحمد الله إلا التوبة، وقد قضيت اليوم، وندمت على ما فعلت فهذا كافي والحمد لله ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (التوبة تجب ما قبلها). والحمد لله الذي جعل في قلبك خوف الله ، ومراقبته وخشيته – سبحانه-، احمدي الله على هذا ، فإن كنت ندمت على ما فعلت، وعزمت على أن لا تعودي لمثله ، وقضيت اليوم فهذا كافي والحمد لله. وإذا كان الفطر من خطر شديد خشيت معه الموت ، فلا شيء عليك والحمد لله ، وأما إن كان حصل فيه التساهل فالتوبة كافية والحمد لله.  
 
3- هل غطاء الوجه فرض لازم على المرآة، مع العلم أنني ألتزم باللباس الشرعي والحمد لله، ومتدينة، ولكنني لا أغطي وجهي، فهل علي إثم في ذلك؟
هذا الموضوع فيه خلاف بين أهل العلم، والصواب أن ستر الوجه واجب عند الأجنبي إذا كان في المكان أجنبي ليس محرما لك ، فالواجب غطاء الوجه هذا هو الواجب؛ لأن المرآة عورة يجب عليها الستر ، في جميع بدنها عند الأجنبي ، يعني غير المحرم كأخي زوجك وابن عمك وغيرهم من الجيران، أو غيرهم ممن ليس بمحرم، والحجة في هذا قوله - سبحانه وتعالى-: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب: من الآية53)]. ولم يقل إلا الوجه والكفين ، بل أطلق - سبحانه وتعالى -، وأخبر أن هذا أطهر لقلوب الجميع، والفتنة بالوجة أشد من غيره؛ لأنه مظهر الزينة، وبه يعلم جمال المرآة وعدم ذلك. وقال في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور: من الآية31)]. والزينة تشمل الوجه واليد والقدم والساق والرأس وغير ذلك ، وأعظم الزينة الوجه ؛ لأنه مظهر الجمال أو ضده ، وإذا كان فيه تجميل من الكحل و...... الشفاه، وغير ذلك فهو أشد من غيره في الفتنة. فالمقصود أن الأصح من قولي العلماء وجوب ستر الوجه عن الأجنبي، ولو ببرقع التي تظهر منه العين أو العينان.   
 
4- أنا فتاة أعيش مع أمي وأبي وأخي، مع العلم أن جميع إخوتي وأخواتي قد تزوجوا، وأقوم أنا بالإنفاق على أهلي، فهل تلزمني النفقة عليهم، و إذا امتنعت عن ذلك أكون آثمة - والعياذ بالله -؟
إذا كنت قادرة عندك مال سواء من طريق الوظيفة أو غيرها، وأبوك عاجز وأمك عاجزة وأخوك عاجز وجب عليك الإنفاق ، وهذا من صلة الرحم ومن بر الوالدين بشرطين : أحدهما أن تكوني قادرة عندك مال . والشرط الثاني : أن يكونوا فقراء عاجزين . أما إذا كنت عاجزة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، أو كانوا أغنياء فإنه لا يلزمك النفقة عليهم ، وابشري بالخير في الإنفاق عليهم إذا أحسنت وصبرت ولو كانوا أغنياء هذا بر عظيم وخير كبير ، ولكن لا يلزمك إلا بالشرطين: قدرتك، وعجزهم.  
 
5- بحمد الله - تعالى - وشكره أصبحت أصلي الليل، لكن الذي حدث ذات مرة أنني لم أفق في ليلة من الليالي إلا على أذان الفجر، فصليت الفجر، هل علي قضاء ما كنت أصلي؟
ليس عليك قضاء ، لكن الأفضل أن تقضي ، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا فاته ورده من الليل قضاه في النهار - عليه الصلاة والسلام- ، لكنه نافلة مستحب، فإذا كنت تصلي من الليل عشر ركعات مع الوتر واحدة أحدى عشرة فالأفضل لك أن تصلي من النهار اثنتا عشرة ركعة ، مثل ما كان النبي يفعل - عليه الصلاة والسلام -، تسلمي من كل ثنتين، وإذا كانت عادتك سبع ركعات ، تصلي من النهار ثمان ، وأربع تسلميات ، وهكذا إذا كانت ثلاثا تصلي من النهار تسليمتين ، أربع ركعات هذا السنة ، تقول عائشة - رضي الله عنها -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا شغله عن صلاته بالليل مرض أو نوم صلَّى من النهار ثنتي عشرة ركعة. وكان الغالب عليه - صلى الله عليه وسلم- يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة ، فإذا شغله مرض أو نوم صلاها من النهار وزاد ركعة ، صارت اثنتي عشرة ركعة ، ويسلم من كل ثنتين هذا هو السنة.  
 
6- أرجو من الله - تعالى - أن تجدوا لي حلاً شافياً لحالة السرحان في الصلاة، ذلكم أنني أرغب أن أقبل على الله - تعالى - بحب وخشوع، وأترقب موعد الصلاة، وأتعوذ من الشيطان كثيراً إلا أنني أسرح كما ذكرت، وأتذكر مشاغل الدنيا، فماذا أفعل؟ أرجوكم! إنني أتعذب كثيراً كثيراً.
ننصحك بالتعوذ بالله من الشيطان ؛ إذا دخلت في الصلاة ، وحدث عليك هذا السرحان ، يعني هذه الوسوسة والمشاغل فاتفلي عن يسارك ثلاث مرات ، وقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات ، وتسلمين إن شاء الله. النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بهذا بعض الصحابة ففعله قال: فلم يعد لي هذا الأمر . يعني نجا منه والحمد الله. فأنت عليك بالقوة بالتعوذ بالله من الشيطان ؛ لأن هذا من الشيطان عدو الله ، الشيطان عدو لك ولغيرك من المسلمين فعليك بالقوة. إذا دخلت في الصلاة كوني قوية ضد عدو الله ، وأقبلي على الصلاة واحضري بقلبك في القراءة وغيرها ، وإذا جدت معك الوسوسة فاتفلي عن يسارك ثلاث مرات، ولو أنك في الصلاة ، التفتي قليلا عن اليسار واتفلي وقولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات، وبهذا تسلمين إن شاء الله، ولا يعود لك سرحان، هذا فعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال: فما وجدت بعد ذلك شرا.   
 
7- لي زميلة متزوجة، وتأتي إلينا هي وزوجها ونجلس سوياً، مع أنني ألتزم باللباس الشرعي، فهل علي إثم في ذلك؟
لا حرج إذا جلست مع أهلك وبعض جيرانك وزوج جارتك وأنت مستورة متحجبة في الوجه وغيره للحديث وسماع الحديث فلا بأس ، لكن لا يخلو بك لا تجلسي وحدك مع غير محرمك لا مع جار ولا مع غير جار، أما إذا كانوا جماعة جلست معهم ، جلسوا يتقهوون معكم ويتحدثون معكم فلا حرج في ذلك ، المحرم الخلوة أو التكشف ، أما إذا كان الحجاب موجود والتستر موجود ، وليس هناك خلوة فلا حرج في سماع الصوت والكلام والتحية والسلام ونحو ذلك من دون مصافحة. المقدم: سماحة الشيخ ، بعض الناس يعتبرون أن غطاء ماعدا الوجه والكفين يعتبر حجاباً شرعياً، فما هو توجيهكم ؟ الشيخ: لا بد كما تقدم ، لا بد أن يكون الحجاب ساترا للوجه والكفين ، لا بد من الكمال ، ستر الرأس والأيدي والأرجل كل شيء تكون المرآة مستورة إلا العينين فلا بأس أن تلبس النقاب الذي فيه خرق للعين أو العينين.  
 
8- لقد جاء يوم عرفة في يوم جمعة، وصمت يوم الجمعة الذي هو يوم عرفة ولم أصم يوم الخميس، فهل علي إثم؟
نرجو أن لا أثم عليك؛ لأنك ما قصدت صومه مفرداً وإنما صمتيه لأجل أنه يوم عرفة فقط، ولكن لو صمت معه الخميس يكون أحوط ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يفرد يوم الجمعة بالصوم ، بحق المتنفل ، فأنت متنفلة ، فإذا صمت معه الخميس يكون أحوط، وإن كان قصدك لأجل عرفة، لكن كون المؤمن يتحرى موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وامتثال ما أمر به أحوط. أما صومه المراد لقصد فضله فهذا لا يجوز ؛ لأن الرسول نهى عن ذلك، ولكن إذا صامه من أجل يوم أنه في يوم عرفة فنرجو أن لا يكون شيء عليه، لكن لو احتاط وصام معه الخميس يكون أسلم. 
 
9- لقد جاء يوم عرفة في يوم جمعة، وصمت يوم الجمعة الذي هو يوم عرفة ولم أصم يوم الخميس، فهل علي إثم؟
نرجو أن لا أثم عليك؛ لأنك ما قصدت صومه مفرداً وإنما صمتيه لأجل أنه يوم عرفة فقط، ولكن لو صمت معه الخميس يكون أحوط ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يفرد يوم الجمعة بالصوم ، بحق المتنفل ، فأنت متنفلة ، فإذا صمت معه الخميس يكون أحوط، وإن كان قصدك لأجل عرفة، لكن كون المؤمن يتحرى موافقة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وامتثال ما أمر به أحوط. أما صومه المراد لقصد فضله فهذا لا يجوز ؛ لأن الرسول نهى عن ذلك، ولكن إذا صامه من أجل يوم أنه في يوم عرفة فنرجو أن لا يكون شيء عليه، لكن لو احتاط وصام معه الخميس يكون أسلم.  
 
10- أرجو أن توضحو لنا توضيحاً كاملاً وشاملاً كيف تبدأ عملية السعي بين الصفا والمروة، من أين نبدأ ومتى ننتهي، هل الشوط الواحد يكون بدايةً من الصفا والوصول إلى المروة هذا واحد، أم البداية من الصفا والرجوع مرة أخرى للصفا يعد واحداً؟
السعي يبدأ من الصفا ويختم من المروة، والسعي شوط واحد من الصفا إلى المروة هذا واحد، ومن المروة إلى الصفا شوط ثاني، وهكذا. فالمقصود أنها سبعة أشواط يبدأ الساعي من الصفا ويختم بالمروة، فإذا بدأ من الصفا ووصل المروة هذا واحد ، وإذا رجع من المروة إلى الصفا هذا اثنين ، وإذا رجع من الصفا إلى المروة ثلاثة ، وهكذا ، حتى يكمل السبعة.  
 
11- أنا أصوم رمضان في بلدي والحمد لله، ولكن لكثرة العمل وصعوبته أواجه بالإرهاق، فهل عليّ من شيء، أم أترك العمل وأبدأ بالصيام؟
عليك أن تصوم كما أمر الله ، وأن تدع العمل الذي يضرك ، تعمل ما تستطيع ، وتكمل صومك ، فإذا كان العمل عشر ساعات ويشق عليك تجعله سبع ساعات ست ساعات خمس ساعات حتى تستطيع الصيام ، ولا تعمل عملا يضرك أو يسبب فطرك ؛ لأن الله أوجب عليك الصيام، وأنت صحيح سليم ليس مريضاً ولست مسافراً ، فالواجب عليك أن تصوم وأن تدع العمل الذي يرهقك ويتعبك ويضرك، أو تخففه.  
12- أرجو أن تتفضلوا لنا ببيان هذا الحديث: (من شرب الماء قائماً وعمم قاعداً ابتلاه الله ببلاء لا دواء له). هل هذا الحديث صحيح؟
هذا لا أصل له، بل هو موضوع ، مكذوب لا أصل له ، والشرب قائما جائز لكن تركه أفضل ، والشرب قاعدا هو السنة ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه شرب قائماً وقاعداً - عليه الصلاة والسلام-، لكن الأفضل القعود إذا تيسر ذلك.  
 
13- هل يجوز شراء العملة بثمن رخيص وبيعها بثمن أغلى؟
لا حرج إذا تيسر شراها من دون مخادعة ولا .... بل اشتراها من السوق وبقيت عنده ثم باعها بأغلى إذا غليت لا حرج في ذلك، لكن لا يخدع أحد يشتريها شراء شرعي، ثم إذا غليت باعها بما يسر الله له لا حرج في ذلك.  
 
14- إنني طالب، ودراستي تبدأ بعد صلاة الظهر وتنتهي بعد صلاة المغرب؛ ولذلك فإن صلاة العصر تفوتني، فأضطر أن أصليها قضاءً بعد عودتي، علماً بأن هذه الظاهرة تتكرر يومياً، فهل ما أفعله صحيح؟
ليس لك ذلك، بل يجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها ، عليك أن تصلي الصلاة العصر في وقتها ، في محل الدراسة ، وليس لك أن تؤخرها إلى المغرب أو إلى أن تصفر الشمس، بل عليك أن تصلي الصلاة في وقتها وتدع العمل ، سواء كان العمل دراسة أو غير دراسة.  
 
15- إذا كان هناك برنامجٌ أحب الاستماع إليه لكنه يأتي في وقت صلاة، فهل أستمع إلى ذلك البرنامج، علماً بأنه برنامج ديني، أم أبدأ بتأدية الصلاة؟
الواجب عليك أن تبدأ بالصلاة في الجماعة، أن تبدأ الصلاة في الجماعة، أما إذا كنت مريض أو مسافر يمكن أن تؤخر قليلا لتسمع الفائدة فلا بأس ، أما إذا كان هذا الاستماع يفوت صلاة الجماعة فلا يجوز لك ، بل عليك أن تصلي مع الجماعة.  
 
16- أريد أن أستفسر عن شروط التوبة، وكيف أعرف أن الله - عز وجل - قد قبل توبتي؟
شروط التوبة ثلاثة : الأول منها الندم على الماضي من سيئتك، وعملك السيئ. الثاني: الإقلاع عن ذلك وتركه والحذر منه خوفاً من الله وتعظيماً له. الثالث: العزم الصادق أن لا تعود فيه ، فإذا فعلت ذلك فأحسن ظنك بربك، وارجو أنه تاب عليك، وسأله أن يمن عليك بالتوبة، وأن يرحمك وعليك بحسن الظن بالله، يقول الله - عز وجل - فيما رواه النبي - صلى الله عليه وسلم- : (أنا عند ظن عبدي بي). فعليك بحسن الظن بالله، وأبشر بالخير. وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلا بد من شرط رابع وهو أن ترد عليه حقه كالسرقة والغصب ونحو ذلك، أو تستحله تطلب منه أن يبيحك، فإذا أباحك تمت التوبة ، سواء كان مال، أو دم، أو عرض، تعطيه حقه ، إن كان قود يقتص منك ، إن كان مال تعطيه المال ، إن كان عرض تستحله تقل له: تبيح لي أن أتكلم في عرضك، فإذا كنت تخشى أن لا يسمح ، وأن لا يبيحك من جهة العرض فيكفي أن تذكره بخير الذي تعلمه عنه في المواضع التي ذكرته فيها بالسوء ، يعني تذكر خصاله الحميد التي تعلمها في الأماكن التي ذكرت فيها خصاله السيئة واغتبته ، وهذا يقوم مقام هذا مع الندم والإقلاع والعزم على أن لا تعود، هذه شروط التوبة - نسأل الله للجميع التوفيق-. المقدم: ذيل سؤال سماحة الشيخ بقوله : كيف أعرف أن الله - سبحانه وتعالى - قبل توبتي؟ الشيخ: من دلائل أن الله قبل توبتك استقامتك على الحق، وحذرك من العودة إلى السيئات والمعاصي التي تبت منها ، فعليك بحسن الظن بالله ، والحذر من العودة إلى المعاصي.  
 
17- ألاحظ أن بعض الناس يصلون بأحذيتهم، وبعض المحدثين يقولون: إن صلاتهم باطلة! فما هو توجيهكم للطريفين؟
الصلاة بالحذاء لا تبطل الصلاة، بل هي مستحبة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصلي في نعليه - عليه الصلاة والسلام-، ولما خلع الصحابة في بعض الأيام نعالهم قال: مالكم خلعتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك خلعت نعليك، قال : إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما أذى فخلعتهما ، فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه ، فإن رأى فيهما أذى فليمسحهما ثم يصلي فيهما). الصلاة في النعلين ليس فيها بأس، بل هي مستحبة. والذين يقولون لا تصح الصلاة في النعلين جهلة لا وجه لقولهم إذا كانت النعلان طاهرتين ليس بهما بأس، ولكن تركهما إذا كانت المساجد مفروشة ، والناس يتقذرون من دخولهم بنعليه ، ...... عند الباب، أو في محل آخر، ويصلي حافياً حتى لا يقذر عليهم فرشهم، وحتى لا يقع بينه وبينهم شيء ، أما إذا كانت المساجد لا تتأثر بذلك لكونها رملية أو بالحصباء وهو ينظر نعليه، ويعتني بنعليه ، تكون نظيفة سليمة عند دخول المسجد فالصلاة فيها أفضل، وقد جاء في الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم-: (إن اليهود لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم فخالفوهم). لكنه في بعض الأحيان يصلي حافيا - عليه الصلاة والسلام-، فالأمر واسع.  
 
18- بعض الناس يسمون أبناءهم على تسمية أسماء السور القرآنية، فبعضهم يسمي فلان مدثر، وفلان مزمل، وفلان طارق.. وغير ذلك، ما هو توجيهكم؟
لا حرج في ذلك، ليس فيه حرج ، والحمد لله.
 
19- جاء في الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (لعن الله الواشرة والمستوشرة). ومنذ أن كنت طفلاً وقعت على الأرض وتكسرت بعض أسناني، فإذا أجريت عملية تجميل من أجل ذلك هل أكون ضمن هذا الوعيد المذكور في الحديث؟
هذا الحديث فيمن يفعل هذا للحسن ، يوشر الأسنان، يفلجها للحسن ، أما إذا كان فيها عيب لإصلاحها أو قلعها وإبدالها فلا حرج في ذلك ، أما إذا كان المقصود توشيرها وتحسينها بالتفليج هذا هو المنهي عنه.  
 
20- هل يوجد عذر بالجهل في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية أم لا، وهل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف حسب الزمان والمكان؟
ليس في العقيدة التوحيد توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ليس فيها عذر يجب على المؤمن أن يعتقد العقيدة الصحيحة ، وأن يوحد الله - جل وعلا -، ويؤمن بأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم ، وأنه المتفرد بالربوبية ، وليس هناك خالق سواه ، وأنه المستحق للعبادة وحده دون كل ما سواه ، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى لا شبيه له ، ولا كفؤ له، عليه أن يؤمن بهذا وعلى كل مؤمن أن يؤمن بهذا وليس هناك عذر في التساهل في هذا الأمر إلا إذا كان بعيدا عن المسلمين في أرض فاته أن يبلغه فيها الوحي فإنه معذور في هذه الحالة وأمره إلى الله يكون حكمه حكم أهل الفترات حكمه إلى الله يوم القيامة يمتحن فإن أجاب جوابا صحيحا دخل الجنة وإن إجاب جوابا فاسدا دخل النار ، المقصود أن هذا يختلف فإذا كان في محل بعيد لا يسمع القرآن أو السنة فهذا حكمه حكم أهل الفترة وحكمه عند أهل العلم أن يمتحن يوم القيامة فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار وأما كونه بين المسلمين يسمع القرآن والسنة وما يوقع على الشرك وعلى إنكار الصفات فهو غير معذور نسأل الله العافية.
 
21- هل العذر بالجهل مسألة قياسية تختلف من زمان إلى زمان ، ومكان إلى آخر ؟
لا تختلف لا الجهل بسبب العذر بالنسبة للعقيدة ، إلا إذا كان في محل لم تبلغه الدعوة ولا القرآن ولا السنة أما إن كان في الأحكام فهو عذر ، من جهل الحكم الشرعي في بعض الأحكام التي قد تخفى أو في دقائق الصفات بعض الصفات التي قد تخفى فهذا عذر أما في الأمور الواضحة الأمور التي تعد بالضرورة كالإيمان بالله وأنه الخلاق العليم وأنه يستحق العبادة وأنه كامل بأسمائه وصفاته والإيمان بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة من أسمائه وصفاته هذا ليس بعذر ، إذا كان ممن بلغه القرآن والسنة نسأل الله السلامة. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى.. 

624 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply