حلقة 831: العطاس لا يضر المصلي - توجيه لمن يكثر التثاءب والنعاس أثناء الصلاة - حكم من تأخر عن الصلاة بسبب السهو أو النوم - حكم من زادت حجرا عند رمي كل جمرة - حكم قصر الصلاة لمن خرج مسافة مائة كيلو

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

31 / 50 محاضرة

حلقة 831: العطاس لا يضر المصلي - توجيه لمن يكثر التثاءب والنعاس أثناء الصلاة - حكم من تأخر عن الصلاة بسبب السهو أو النوم - حكم من زادت حجرا عند رمي كل جمرة - حكم قصر الصلاة لمن خرج مسافة مائة كيلو

1- إذا لاحظت أن إنساناً كثيراً من يغلبه العطاس أثناء الصلاة، فماذا أقول له، وهل يؤثر ذلك على صلاته؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فالعطاس لا يضر المصلي وليس باختياره، والله جل وعلا يقول:لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا (البقرة: من الآية286) وإذا كنت تظن أنه يتساهل في ذلك فانصحه بعد الصلاة أن لا يتساهل، ولكن في الغالب أن هذا الأمر ليس باختيار الإنسان ولا يظن فيه التساهل.  
 
2- يكثر عليَّ التثاؤب والنعاس أثناء الصلاة، فكيف توجهونني؟
نوجهك بأن تجتهد في أن تؤدي الصلاة وأنت نشيط، توضأ إذا كنت كسلان، تتوضأ وضوءاً ولو تجديداً ولو كنت على طهارة، تتوضأ للنشاط وتحضر في قلبك أنك بين يدي الله وأنك في عبادة عظيمة وهي عمود الإسلام، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين حتى تنشط وتقوى في أدائها، ويذهب عنك النعاس والكسل فإن الإنسان إذا استحضر أنه في أمر عظيم وأنه بين يدي العظيم سبحانه وتعالى كان هذا مما يقويه وينشطه ويباعده من الكسل.
 
3- إذا تأخر الإنسان عن الصلاة بسبب السهو أو النوم فهل يكون آثماً؟
إذا كان لم يتعمد أسباب ذلك فلا شيء عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة، أن يؤخر الرجل الصلاة إلى أن يخرج وقتها أو إلى وقت التي بعدها)، والله يقول سبحانه:رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا(البقرة: من الآية286) فقال الله سبحانه: قد فعلت، فإذا نام الإنسان، النوم المعتاد وغلبه النوم أو شغله شاغل ونسي فلا شيء عليه، فقد نسي النبي - صلى الله عليه وسلم -وقد نسي الصحابة، وقد نام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ضربته الشمس مع الصحابة، كل ذلك وقع، فابن آدم محل نسيان، ومحل الجهل كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون)، فالحاصل أن الإنسان يبتعد أن أسباب النوم، فيبكر بالنوم حتى يقوم للفريضة، يبكر ولا يسهر، يضع الساعة التي تعينه على ذلك، على وقت مناسب للصلاة أو كان عنده أهل عندهم انتباه يأمرهم بأن يوقظوه، يفعل بالأسباب حتى لا ينام عن عبادة الله جل وعلا أما النسيان فقط يغلبه وليس باختياره.  
 
4- أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بتوجيهي إلى الأقوال والأفعال التي تساعد المسلم على اجتناب الشيطان ووسوسته؟
ننصح كل مسلم أن يبتعد عن أسباب استيلاء الشيطان عليه، وذلك بالغفلة عن ذكر الله وتعاطي المعاصي ومجالسة الأشرار، كل هذه من أسباب استيلاء الشيطان وغلبته عليه، فليحرص على الإكثار من ذكر الله، فإن الذكر يطرد الشيطان، وبه تطمأن القلوب ويقول الله عز وجل: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (الزخرف:36) فإذا أكثر من ذكر الله ابتعد عنه الشيطان، وهكذا المعاصي تسبب قرب الشيطان وقسوة القلب والعقوبات، ومن أعظم العقوبات أن ينسى ذكر الله، وأن تغلب عليه الوساوس حتى لا يضبط عمله، وهكذا صحبة الأشرار فإنها تضره ضرراً عظيماً، وتنسيه ما عليه من الحقوق وتباعده من طاعة الله ورسوله، فيجب الحذر من ذلك. ومن أسباب السلامة الضراعة إلى الله ودعاؤه جل وعلا أن يعينك وأن يصلح قلبك، وأن يمنحك التوفيق لذكره والقيام بحقه على الوجه الذي يرضيه، فهو القائل سبحانه:ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ(غافر: من الآية60)، فاضرع إلى الله وأكثر من الدعاء إليه سبحانه أن يعينك وأن يمنحك التوفيق ويعيذك من الشيطان ونزغاته ووساوسه.  
 
5- فتاة عندها مال لزوجة أخيها ولكنها أرجعت هذا المال وبعد ذلك شكت في ذلك، وبعد حين وجدت مالاً في مكان فيه بعض حاجياتها الخاصة بها، فلم تعرف هل هذا المال خاص بوالدتها التي دائماً تضع المال في أي مكان أم أنه خاص بزوجة أخيها، علماً بأنها سألت زوجة أخيها فقالت لها: إنك أرجعتيه لي، وقالت مرة أخرى: وحتى لو كان معك فلا بأس فنحن أختان، علماً بأنها لا تعرف مقدار المال المؤتمن لديها من زوجة الأخ، سؤالي: هل تعطي المال لزوجة أخيها أم لوالدتها أم تتصدق به؟ علماً بأن الوالدة قالت: يجوز أن يكون المال لي، أفتونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: هذا المال إذا كانت والدتها ترى أنه مالها تعطيه والدتها، فإن كانت هي تظن أنه مالها وأنها قد تضع في هذا المكان شيئاً من مالها من مرتبها من كسبها فهو مالها، الأفضل أنه مالها، فإذا كان ليس لها مال بالكلية، وأن زوجة أخيها أخبرتها أن حقها وصلها فهذا يكون لأمها، ما دامت أمها تضع عندها بعض الشيء فهو لأمها، أما إذا كانت هي قد تضع مالاً لنفسها في هذا المكان فإنه مالها، الأفضل أنه مالها.
 
6- حجت فتاة في سنة من السنوات، وبعد ذلك وعند رمي الجمرات كانت تعتقد أنه لا بد من رمي الجمرات في نفس الحجر الواقف وليس في الحوض أو الصحن، ولوجود الزحمة لا ترى الجمرة، فكانت ترمي حجراً زائداً في جميع المواقع الثلاثة، فيكون حاصل الجمرات ثمان جمرات في كل موقع، هل رميها الحجر الزائد الذي يعد في ترتيبه الثامن يترتب عليه شيء، أم أن ما فعلته صحيح؟
إذا كان رميها الأحجار قد وقع في الحوض كفى، سواءً أصاب الشاخص أو ما أصاب الشاخص، أما الحجر الزائد فلا يضرها لكن ليس لها تعمده إلا لحاجة كأن تشك هل رمت سبعاً أم أقل فلا بأس أن ترمي ثامن وتاسع حتى تتيقن أنها رمت السبع، أما مع العلم أنها رمت سبعاً فلا حاجة إلى الزائد ولا وجه له، وليس من الواجب رمي الشاخص، المقصود رمي الحوض، فإذا كانت تعلم أو يغلب على ظنها أن الحجر وقع في الحوض كفى والحمد لله.
 
7- نحن من سكان مكة المكرمة، خرجنا في رحلة ترفيهية تبعد عن مكة بمقدار مائة كيلو، وحان موعد الصلاة، فهل يجوز لنا أن نقصر ونجمع أم نقصر فقط؟
المشروع لكم إذا كان الواقع ما ذكرتم المشروع القصر، يعني على سفر، السنة الصلاة ثنتين، أما الجمع فأنتم بالخيار، إن جمعتم فلا بأس وإن تركتم الجمع فهو أفضل إذا كنتم مستقرين لا مشقة عليكم في ترك الجمع فهو أفضل؛ لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم -في منى في حجة الوداع لم يجمع لكونه نازلاً في منى، فلم يجمع عليه الصلاة والسلام لكن إذا جمع المسافر فلا حرج، إلا أن تركه أفضل إذا كان مستريحاً مستقراً.  
 
8- هل يحق أن أكلم مخطوبتي أو أن أتحدث معها، وما هي نصيحتكم لكل مخطوبين؟
نعم لا حرج في التحدث مع المخطوبة عن طريق الهاتف، أو من طريق مباشرة مع وجود محرمها أو غيره على وجه ليس فيه تهمة، وليس فيه خلوة إذا كان الحديث في مصلحة الزواج، لا بأس بذلك أما إذا كان الحديث قد يجر إلى منكر أو إلى فاحشة فلا يجوز، لكن إذا كان في مصلحة الزواج وليس فيه خلوة بل من بعيد بالهاتف، أو بحضور أبيها أو أخيها أو أمها ونحو ذلك فلا حرج في ذلك.
 
9- أنا شاب ارتبطت مع فتاة وخطبتها، ولكن بعد الخطبة سمعت والدتي تقول: إنها أختك من الرضاعة!! فقلت لها: كم رضعة قمتِ برضعها؟ قالت: مرةً واحدة. فهل يحق لي الزواج، وكيف أتصرف؟
إذا كانت أمك لم ترضعها إلا رضعة واحدة فإنها لا تكون أختاً ولا حرج في الزواج بها؛ لأن رضعة واحدة لا تحرم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان)، الرضاع الذي يحصل به التحريم لا بد أن يكون خمس رضعات، فإذا كانت أمك تقول أنها لم ترضعها إلا واحدة فإنها لا تكون أختاً لك، ولا حرج عليك في التزوج بها.  
10- تسأل عن سجود الشكر، كيف يكون، وما هي مشروعيته؟
سجود الشكر مثل سجود الصلاة سجدة واحدة، يقول فيها ما يقوله في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، يحمد الله ويثني عليه على النعمة التي حصلت، يدعوه جل وعلا ويشكره، هذا سجود الشكر، مَثَلَ إنسان بشر بأن الله جل وعلا رزقه ولداً، أو بشر بأن أمه شفيت من مرضها أو أباه، أو بشر بأن المسلمين فتح الله عليهم ونصروا على عدوهم؛ فإنه يشرع له السجود شكراً لله ولو كان على غير طهارة ويقول في السجود مثل ما يقول في سجود الصلاة:سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى ويقول اللهم اغفر لي، اللهم أعني على شكر نعمتك،الحمد على هذه النعمة ونحو ذلك.  
 
11- هل الركض إلى الصلاة جائز؟
ما ينبغي مكروه، النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)، لا ينبغي الركض ولا العجلة، فليمشي وعليه السكنية.   
12- ما معنى الإسلام؟
الإسلام هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، إن الدين عند الله الإسلام، الإسلام يعني الانقياد والذل لله في توحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، ومن ذلك أداء الصلاة، أداء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت، بر الوالدين، صلة الرحم، ترك المعاصي، كلها داخلة في الإسلام، وسمي دين الله إسلاماً لأنه ذل لله وانقياد لطاعته، وترك لمعصيته فلهذا قيل له الإسلام، يقال أسلم فلان لفلان يعني ذل له وانقاد لأوامره، فالإسلام هو: الانقياد لأوامر الله والطاعة لأوامر الله عن خشوع وعن ذل وعن انكسار وعن رغبة فيما عند الله في الآخرة سبحانه وتعالى.  
 
13- هل تجب علينا قراءة شيء من القرآن إذا أردنا الذهاب في الليل إلى مكان في الصحراء أو الوديان أو الجبال؟
لا تجب عليكم القراءة، لكن يشرع لكم أن تقولوا: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات لأن هذا من أسباب الوقاية، وإذا قرأتم فالقرآن كله خير لكن لا يجب، من قرأ فلا بأس القرآن طيب، هومن ذكر الله عز وجل، ولكن مع هذا يقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، كل هذا من أسباب السلامة والحفظ .
 
14- هل يجوز أن يصلي المسلم ركعتين تحية المسجد، ثم يذهب إلى مسجد آخر ويصلي فيه ركعتين تحيةً كذلك؟
إذا كان المقصود الذهاب إلى المسجد للتحية هذا غير مشروع، أما إذا كان قصد المسجد لحضور حلقات العلم، ليجلس فيه، للصلاة، ليجلس فيه ليقرأ القرآن؛ يصلي تحية المسجد، أما أن يذهب إلى المساجد ليصلي ركعتين فقط هذا غير مشروع.
 
15- ما حكم الإسلام في الذي يصلي ولا يصوم؟
حكمه أنه عاصي يجب أن يتوب إلى الله، وإذا علم به ولاة الأمور، وجب أن يؤدب ويضرب حتى يتأدب ولا يعود.
 
16- ماذا يجب على المسلم أن يوفره لصحة الصلاة، وكيف يكون حال المسلم في الصلاة؟
يجب عليه أن يتوضأ إذا كان على غير طهارة، وأن يعد المصلى إذا كان ما عنده أرض طيبة طاهرة يعد مصلى، حصير، سجادة من قطن أو غيره حتى يصلي عليها إذا كان ما عنده محل طاهر، ويعد السترة التي تستر عورته مثل قميص، إزار ورداء يعد الشيء الواجب للصلاة، ويستحب أن سترة يجعلها أمامه إذا ما كان عندك جدار، يلتمس كرسي أو حربة يركزها أمامه، سنة الصلاة إلى السترة.
 
17- قول القارئ عند انتهائه من القرآن: صدق الله العظيم. بشكل دائم جهراً، هل هذا من السنة، وهل له أصل في دين الله، أم هو بدعة على هذا الوصف والتقييد؟ أفتونا مأجورين
هذا العمل لا نعلم له أصلاً، وإن اعتاده الناس لكن لا نعلم في الشريعة ما يدل عليه، ولا نعلمه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فتركه أولى، وبعض أهل العلم يستدل بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ (آل عمران:95)، ولكن لا دليل في الآية، الآية أمر بها من أمر للمناسبة التي تقتضي ذلك، أما كونه بعد القراءة يقول صدق الله العظيم دائماً وعادة هذا لا أصل له، لكن إذا فعله لأسباب مثل جاء ــ في عظمة القرآن أو في عظمة الآية، فقال صدق الله العظيم ما أعظم هذا القرآن ما أعظم بيانه ما أعظم توكيده عند المناسبات لا بأس، أما أن يعتاد كل ما قرأ آيات وانتهى أو سورة قال صدق الله العظيم فهذا لا نعلم له أصلاً والمشروع ترك ذلك.  
 
18- هل يمكن قضاء السنة القبلية بعد الصلاة إن فاتتنا قبلها بسبب التأخر مثلاً؟
نعم، إذا فاتته السنة القبلية مثل سنة الظهر فالسنة أن يصليها بعد الظهر وقد ثبت عن - صلى الله عليه وسلم - أنه فاتته سنة الظهر القبلية في بعض الأوقات، وصلاها بعد الظهر عليه الصلاة والسلام، صلى ستاً أربعاً السنة القبلية وثنتين السنة البعدية، فالمقصود أنه إذا فاتته والإمام قد أقام الصلاة إذا فرغ من الصلاة يصلي أربعاً السنة القبلية ثم يصلي ثنتين السنة البعدية هذا هو الأفضل.
 
19- أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجن والإنس كافة، والسؤال: هل كان هذا شأن ما قبله من الرسل عليهم السلام، أم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم -كان أول رسول إلى هؤلاء الخلق -الجن-؟
كان الأنبياء والرسل ــ كل واحد يرسل إلى قومه، والجن لهم نذر، أرسل لهم نذر ينذرونهم من قومهم من جماعتهم، أما رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم -فقد أرسل للجميع لجميع الجن والإنس، هذه خاصة له عليه الصلاة والسلام، لم يبعث رسول إلى الجن والإنس جميعاً إلا محمد عليه الصلاة والسلام، لكن كل رسول يبعث إلى قومه، من جن وإنس، قومه في جهته أو مكانه من جن و إنس ــ إليه وإن كان لا يعرف تفاصيل الجن ولا أسماء الجن لكن هو مبعوث إليهم عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ويتبعوه في رسالته ويعملوا بها إذا كانوا من قومه من بلده وقومه الذين بعث إليهم، فإنهم يلزمهم أن يتبعوا هذا الرسول لأنه أرسل إلى قومهم.  
 
20- ما هو رأي سماحتكم في الشخص الذي لا يحافظ على السنن ولا يصليها في كثير من الأحيان؟
إذا كان يؤدي الواجبات ويدع المحرمات فالحمد لله، هو بر ومؤمن وفاته فضل المسارعة إلى الخيرات والمندوبات، فاته فضل المسابقة فهو من الأبرار من أصحاب اليمين، وليس من السابقين حتى يكون عنده نشاط في المندوبات والمسارعة إلى الخيرات.
 
21- ما هو الفرق بين الألفاظ التالية: راتبة، نافلة، مؤكدة؟
الراتبة التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم -أو فعل ما يدل على أنها راتبة، يعنى يداوم عليها - صلى الله عليه وسلم - مثل سنة الظهر، والمغرب والعشاء والفجر هذه يقال لها رواتب، سنة الجمعة لأنها ــ عليه الصلاة والسلام وواظب عليها، والنافلة هي التي غير الفريضة تطلق على كل عبادة غير واجبة في الصوم والصلاة والصدقات ونحو ذلك يقال لها نافلة، كل عبادة غير واجبة يقال لها نافلة كسنة الضحى والرواتب التي مع الصلوات، سنة الوتر، صوم الاثنين والخميس، صوم ست من شوال هذه يقال لها نوافل، والصدقة بالمال غير الواجبة يقال لها نافلة، أما المؤكدة فهي السنة المؤكدة التي ليست مطلقة بل مؤكدة مثل الرواتب سنة مؤكدة، الوتر سنة مؤكدة، صلاة الضحى سنة مؤكدة.
 
22- أرجو أن توجهوا المسلمين كي ما يخلوا مساجدهم من البدع؛ لأنني قرأت أن كثيراً من المساجد لا تخلو من البدع؟
الواجب على المسلمين أن يطهروا مساجدهم من كل ما حرم الله، من بدع أو معاصي ومن البدع بناء المساجد على القبور، دفن الميت في المسجد، جعل حصاة يسجد عليها كما يفعل بعض الشيعة يسجدوا عليها، التلفظ بالنية نويت أن أصلي كذا وكذا هذه من البدع التي يجب تنزيه المساجد عنها ولا يجوز أن يصلى في المقبرة، ولا في مسجد بني على قبر بل يجب هدمه لأنه منكر وبدعة ومن وسائل الشرك.
 
23- قرأتُ قولاً يقول: (اغتربوا تضووا) هل هو حديث صحيح، وهل هناك أحاديث أخرى حول هذا الموضوع؟ نرجو توضيح السنة الصحيحة في مسألة اختيار الزوجة؟
ليس لهذا أصل بل كونها تتزوج من الأقارب فأفضل والنبي - صلى الله عليه وسلم -زوج من أقاربه عليه الصلاة والسلام أما قول بعض الفقهاء ــ هذا لا أصل له بل هو مخير إن شاء زوج قريبه كبنت عمه وخاله وإن شاء زوج بعيدا لا حرج في ذلك. وأما قول من قال الأجنبية أنجب وأفضل فهذا لا أصل له ولا دليل عليه فإن تيسرت قريبة طيبة فهي أولى وهي من هذا الباب صلة رحم أما إن كانت الأجنبية أزين وأكثر خيرا فالأجنبية أفضل المقصود أن يتحرى المرأة الصالحة قريبة أو غير قريبة لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك، فالمؤمن يلتمس ذات الدين الطيبة وإن كانت من غير أقاربه والزوجة كذلك تلتمس الزوج الصالح وتسأل عنه وإن كان من غير أقاربها. 

535 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply