حلقة 834: صيام يوم الجمعة قضاء - حكم قضاء الصلاة لمن كان يتركها أحيانا - وقت أذكار الصباح والمساء - نوع السجود المذكور في سورة يوسف - هل الجهر بالقراءة خاص بالفرائض - حكم تناول السجائر - حكم مصافح ابنة العم

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

34 / 50 محاضرة

حلقة 834: صيام يوم الجمعة قضاء - حكم قضاء الصلاة لمن كان يتركها أحيانا - وقت أذكار الصباح والمساء - نوع السجود المذكور في سورة يوسف - هل الجهر بالقراءة خاص بالفرائض - حكم تناول السجائر - حكم مصافح ابنة العم

1- كنت في رمضان ماش في الصحراء واضطررت للإفطار، وبعد رمضان أتممت القضاء في رابع أيام العيد، وقد صادف ذلك اليوم يوم الجمعة، ولست أعرف ذلك لأني كنت في الصحراء، هل صيامي صحيح، وهل يترتب علي شيء؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فصيامك صحيح لأنك لم ترد تخصيص الجمعة وإنما أردت قضاء ما عليك، فالصوم صحيح والحمد لله، وإنما النهي فيمن يخصصها للتطوع فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن إفراد الجمعة بالصوم، وقال: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده)، وأنت إنما أردت قضاء ما عليك. 
 
2- أنا شاب وعازب، في فترة شبابي الأولى كنت أصلي فترة وأقطع الصلاة، والحمد لله الآن تبت إلى الله وحده، إنني لا أقطع الصلاة ومحافظ عليها في أوقاتها، فهل أقضي ما فاتني في تلك الفترة التي ذكرتها لكم، أو كيف يكون التوجيه؟
الحمد لله الذي من عليك بالتوبة، وهذه من نعم الله العظيمة فعليك أن تشكر الله على ذلك، وأن تلزم التوبة وتستقيم عليها وأما ما فات من بعض الصلوات التي أضعتها فإنه لا قضاء عليك على الصحيح؛ لأن ترك الصلاة ولو كسلاً كفر أكبر على الصحيح فإذا تاب العبد من ذلك ورجع إلى الله عز وجل كفاه والحمد لله.  
 
3- كيف نجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وبين قوله تبارك وتعالى: (( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ))[مريم:71]؟
ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، فالورود هو المرور على الصراط وكل الناس يمرون عليه كل أهل الجنة يمرون عليه، لأنه الطريق إلى دخول الجنة والصراط منصوب على متن جهنم فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر ثم كالريح ثم كالطير ثم كأجاود الخيل والركاب ـــ فيما بعده، هذا مرور ليس فيه عذاب وإنما هو مرور بغير عذاب إلا من أراد الله جل وعلا تعذيبه من العصاة الذين قد تأخذهم الكلاليب ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها، فإن على الجسر كلاليب تخطف الناس بأعمالهم لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى، فمن الناس من يمر يمشي ومنهم من يمر يزحف ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم ومنهم يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها، أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه بل يساقون إلى النار نسأل الله العافية، فالحاصل أن هذا ا لمرور لا بد منه وهو الورود المذكور في قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) (مريم: 71-72) فالمتقون ينجيهم الله ويمرون والظالمون يساقون إلى جهنم فيدخلونها، والعصاة على خطر عظيم منهم من ينجو ومنهم من يسلم، ومنهم من يدخل النار ويعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته سبحانه وتعالى؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام، وتحل الشفاعة فالنبي يشفع، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون و...... يشفعون أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم، بل خلودهم في النار دائم قال الله تعالى (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر:48) (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ)(غافر: من الآية18)، فالكفار مخلدون في النار وليس فيهم شفاعة، وإنما الشفاعة في العصاة الذين يدخلون النار بمعاصيهم فإنهم يشفع فيهم الأنبياء، ويشفع نبينا - صلى الله عليه وسلم - في عصاة أمته ويشفع المؤمنون وتشفع ......، ويبقى بقية في النار من أهل المعاصي يخرجهم الله من النار سبحانه بفضل رحمته، بعدما .....فيهم أمر الله، وتنتهي مدة عذابهم في النار يخرجهم الله منها بسبب توحيدهم وإسلامهم إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.  
 
4- ما حكم بيع سيارة قديمة واستبدالها بسيارة أخرى جديدة مع الزيادة على القيمة؟
ليس في ذلك حرج أن يبيع سيارة بسيارة مع زيادة من أحد الجانبين لا بأس بذلك، أو أرضاً بأرض مع زيادة لأحد الجانبين، أو حيواناً بحيوان كبعير ببعير، أو شاة بشاة أو ما أشبه ذلك، المقصود لا حرج في بيع سلعة بسلعة مع زيادة إذا لم تكن تلك السلعة ربوية، أما بيع الذهب بفضة فهذا لا بد أن يكون يداً بيد، أما بيع ذهب بذهب لا بد أن يكون مثلاً بمثل سواءً بسواء يداً بيد، أو بيع فضة بفضة كذلك، لا بد أن يكون مثلاً بمثل سواءً بسواء يداً بيد، أما بيع السيارة فليس من أمور الربا فالسيارة ليست من أمور الربا وهكذا بيع أرض بأرض أو بعير ببعير أو ما أشبه ذلك ولو كان في أحد الجانبين زيادة نقود.  
 
5- هل الأذكار الواردة في الحديث -أعني أذكار الصباح والمساء- هل هي قبل الصلاة أو بعدها؟
الأمر موسع قبل الصلاة وبعدها إن أتى بها قبل غروب الشمس في العصر حسن، أو بعد الغروب لا بأس، قال الله جل وعلا: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم:17) وقال جل وعلا: (سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) (قّ:39) فالمقصود أن التسبيح والتهليل وجميع الأذكار الشرعية يكون في آخر النهار ويكون في أو الليل هذه أذكار المساء، وأذكار الصباح تكون في أول النهار قبل الصبح أو بعد صلاة الصبح أو بعد طلوع الشمس كله واسع والحمد لله.  
 
6- يسأل عن السجود المذكور في سورة يوسف، حيث أمر يوسف عليه السلام من كان حاضراً بالسجود لأبويه، فما هو ذلكم السجود؟
هو السجود المعروف، رآه في المنام سابقاً أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رآهم له ساجدين، ثم وقع تفسير ذلك بسجود أبويه وإخوته لما دخلوا عليه بعدما ولاه الله الحكم في مصر، وجمع الله شمله بأبويه وإخوته ودخلوا عليه خروا له سجداً السجود المعروف، وهذا من خصائص شريعة يوسف عليه الصلاة والسلام،كما سجد الملائكة لآدم، فهذا سجود خاص أذن الله به للملائكة، وأذن الله فيه لأبوي يوسف وإخوته، أما في شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يجوز هذا السجود إلا لله وحده، لا يسجد أحد لأحد لا للأب ولا للزوج ولا لغير ذلك، ولما سجد بعض الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: (إن السجود لا يصلح إلا لله وحده، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها)، أما في شريعة يوسف عليه الصلاة والسلام كان ذلك سجود تحية، سجود تحية وإكرام وليس سجود عبادة وهكذا كان جائزاً في شريعة يوسف عليه الصلاة والسلام ممنوعاً في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام، وهكذا سجود الملائكة لآدم سجود إكرام وتحية وليس سجود عبادة.  
 
7- هل تخصيص الجهر بالقراءة في صلاة الليل يشمل الفروض والنوافل، أم أنه بالفرض خاصة؟
عام للفرائض والنوافل، يشرع الجهر في التهجد بالليل، وفي الأولى والثانية من المغرب والعشاء كل ذلك مشروع.
 
8- ما حكم الدين في الشخص الذي يتناول السجائر، وجهونا حول هذه القضية إذ عمت بها البلوى؟
التدخين بأنواعه لا يجوز، لما فيه من المضار العظيمة، وقد نص جمع من أهل العلم الذين ألفوا في ذلك على مضاره الكثيرة، ونص عليها الأطباء العارفون به، فهو محرم بلا شك فلا يجوز تعاطيه ولا بيعه ولا شراؤه ولا التجارة فيه كالخمر كما يحرم بيع الخمر والتجارة فيها فهكذا التدخين والقات وأشباهها من المضرات بالمسلمين وبالعباد، الواجب الحذر من ذلك وألا يتجر فيها ولا يتعاطاها المسلم، فليحذرها غاية الحذر كما يحذر الخمرة ويبتعد عنها، وكما أنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها ولا شربها كذا التدخين، هكذا القات يجب الحذر من هاتين المادتين لما فيهما من المضار العظيمة.
 
9- يسأل تفسير بعض الآيات الكريمة منها قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ [الشعراء:224-226]؟
الجواب: على ظاهر الآية، غالب الشعراء هكذا، يقولون ما لا يفعلون وفي كل واد يهيمون، تراه يتكلم هنا أو هنا أو هنا بغير حقيقة، بل أشياء يتخيلها ثم يتكلم فيها أو يكذب لحاجات في نفسه أو لأسباب أخرى، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الشعراء:227] استثناهم الله جل وعلا فهم الذين أشعارهم طيبة ومفيدة، كـحسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، كعب بن مالك ، وعبد الله بن رواحة وغيرهم من شعراء المؤمنين، ثم من بعدهم في عهد التابعين وعهد أتباع التابعين إلى يومنا هذا، فالمؤمنون أشعارهم مفيدة ونافعة، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من الشعر حكمة)، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر حسان أن يهجو قريش أن يهجو الكفار وقال: (إنه أشد عليهم من وقع النبل)، وقال: (اللهم أيده بروح القدس) يعني: جبرائيل، فالشعر الذي يصدر من المؤمن في نصر الحق وتأييده وفي ذم الباطل وتفنيده أمر مطلوب وصاحبه مشكور ومأجور، وهؤلاء هم المراد في قوله سبحانه: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الشعراء:227] استثناهم الله من الشعراء المذمومين.
 
10- أيهما أكثر ثواباً الصدقة أم ثواب القرض؟
الصدقة مطلوبة، وينبغي للمؤمن أن يجتهد فيها وأن يحرص على مساعدة المحاويج، وهي أفضل من القرض، ينبغي على المؤمن أن يحرص على الصدقة لأنها ــ للفقير يتصرف كيف يشاء أما القرض فهو يرد بدله لكن القرض مشروع، وفيه فضل وفيه إحسان ومساعدة للمسلم وتنفيس كربة وتيسير، والنبي - صلى الله عليه وسلم- اقترض عليه الصلاة والسلام: قال (إن خيار الناس أحسنهم قضاء)، والصدقة أفضل وأعظم نفعاً والقرض مفيد ونافع ونوع من الصدقة. 
 
11- ما حكم من صافح ابنة عمه واستمر على ذلك فترةً طويلة، هل يعد آثماً؟
مصافحة المرأة الأجنبية لا تجوز، سواء كانت ابنة عمه أو ابنة خاله أو بعيدة عنه؛ لأن بنت العم أجنبية يجوز له أن يتزوجها، فلا يجوز للمؤمن أن يصافح النساء الأجنبيات، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني لا أصافح النساء، وتقول عائشة رضي الله عنها: والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط، ما كان يبايعهن إلا بالكلام عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أن مصافحة النساء الأجنبيات لا تجوز وفاعلها يأثم وعليه التوبة إلى الله من ذلك، إلا إذا كان جاهلاً بالأحكام الشرعية، ..... من الله العفو وعليه الحذر في المستقبل بعدما علم الحكم، ومن تاب تاب الله عليه، والله جل وعلا لطيف بعباده رحيم، فالذي لم يعرف الحكم الشرعي، ولم يتساهل فلما عرف الحكم الشرعي تاب وأناب فالله يتوب على التائبين سبحانه وتعالى، فالمقصود أن التوبة تجب ما قبلها مطلقاً، من تاب من الذنب تاب الله عليه، وعليك الحذر في المستقبل من مصافحة غير المحارم، أما أختك وعمتك وخالتك ونحو ذلك من المحارم لا بأس أما الأجنبيات فالواجب الحذر من مصافحتهن لأن ذلك وسيلة إلى شر.  
 
12- يسأل تفسير قول الحق تبارك وتعالى: (( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ))[البقرة:265]؟
على ظاهر الآية يبين سبحانه أن من تصدق وأنفق في سبيل الله ابتغاء وجه الله عن صدق وإخلاص لله وسخاوة من نفسه فإن الله يضاعف له هذه الصدقة، كما أن الجنة تؤتي ثمارها، يعني بستان تأتي ثماره طيبة إذا أصابه الوابل الطيب المناسب تعطي ثمارها العظيمة وبركاتها الكثيرة فالحاصل أن هذا الرجل الذي ينفق عن إيمان وإخلاص وصدق بك سب حلال يريد وجه الله يضاعف الله له الأجور مضاعفات كثيرة.  
 
13- لي إخوة ذكور وإناث، آمرهم بالصلاة ولكنهم يتهاونون فيها، فهل علي إثم؟ وهل علي أن أغير هذا الأسلوب، علماً بأن والدي موجود، وأنا أعتقد أن ولاية الأمر له؟
عليك أن تستمر في النصيحة وأن تشجع الوالد بالقيام بما يجب عليه من أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وللوالد ضربههم إذا بلغوا العشر فأكثر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)، فالوالد عليه واجب عظيم أن يعتني بهم وأن يتكلم عليهم وينصحهم ويأمرهم وينهاهم فإذا لم ينفع الكلام وجب عليه أن يؤدبهم ويضربهم حتى يستقيموا، وعليك أيضاً أن تكون عوناً له في ذلك، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، الله يقول - جلا وعلا-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ )(المائدة: من الآية2) ويقول سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(التوبة: من الآية71) ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فالواجب على الوالد أن يعتني بهذا الأمر إذا كان الأولاد بلغوا عشراً فأكثر، أن يعتني بهم وأن يؤدب من تخلف ولو بالضرب الذي يردعه وأمثاله، من دون أن يكون فيه خطأ، الضرب غير مبرح ضرباً مناسباً يحصل به المقصود، أما إذا كانوا قد بلغوا الحلم فالأمر أشد، إذا كانوا قد بلغوا الحلم فالأمر أشد، إن لم يستقيموا رفع أمرهم إلى المحكمة حتى يستتيبوا فإن تابوا وإلا وجب قتلهم، لأن ترك الصلاة كفراً أكبر فمن لم يتب من تركها وجب أن يقتل مرتداً في أصح قولي العلماء وإن لم يجحد وجوبها، المقصود أن أمرها عظيم فعلى الوالد وعليكم أن ...... الأولاد، أن تساعدوه في نصيحة الأولاد الذين قد بلغوا من الأبناء والبنات الذين لا يصلون وقد بلغوا العاشرة فأكثر، وعلى الوالد أن يعتني بذلك أكثر لأنه المسئول الأول وعليه أن يضرب من تخلف الضرب المناسب الذي يحصل به المقصود، أما إذا بلغوا الحلم فالأمر أشد، يزيد في ضربهم وتأديبهم وإذا لم يحصل المقصود يرفع بأمرهم إلى ولي الأمر المحكمة الشرعية، حتى تستتيبهم فإن تابوا وإلا وجب قتلهم على تركهم الصلاة نسأل الله العافية.  
 
14- يسأل سماحتكم عمن يسب المواشي إذا كان راعٍ لها، هل يكون آثماً؟
نعم، لا يجوز سب المواشي لا الإبل ولا البقر ولا الغنم ولا غيرها، لا يجوز سبها، الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما سمع امرأة سبت ناقة لها، قال: (لا تصحبنا ناقة ملعونة لا تصحبنا ناقة ملعونة)، فالمقصود أن سب المواشي لا يجوز والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة)، فالواجب الحذر من سب المواشي كما يجب الحذر من سب بني آدم من غير حق.  
 
15- إذا تزوج الرجل بامرأة وهو لا يحافظ على الصلاة محافظةً تامة، بمعنى أنه يصلي فرضاً ويترك آخر، ثم إنه بعد ذلك تاب وحافظ على الصلاة، هل يلزمه إعادة كتابة العقد -عقد الزواج- أم أن ما مضى صحيح؟
إذا كان الزوج لا يصلي بعض الأحيان، أما الزوجة هي محافظة فإن عليه أن يعيد العقد في أصح قولي العلماء؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء، وذهب الأكثرون إلى أنه لا حاجة إلى إعادة العقد إذا كان لا يجحد وجوبها بل يعلم أنها فرض عليه ويؤمن بذلك ولكنه يتساهل في بعض الأحيان، يقولون: لا يلزمه تجديد العقد لأنه لا يكون كافراً كفراً أكبر بذلك، ولكنه كفر أصغر، والصواب أنه كفر أكبر، هذا هو الأصح من قولي العلماء لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)، رواه مسلم في الصحيح، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا ويبنهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولأدلة أخرى تدل على كفر تارك الصلاة، وإن لم يجحد وجوبها فعليه أن يعيد العقد، إذا كانت المرأة تصلي محافظة أما إذ كانت مثله فلا إعادة فالعقد صحيح لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أقر الكفار على عقودهم لما أسلموا، لكن إذا كانت هي محافظة وهوليس محافظ يعاد العقد أو بالعكس كان محافظاً هو وهي لا تحافظ يعاد العقد يجدد العقد بعد التوبة لمن كان غير محافظ عليه أن يجدد العقد ولو فيما بينهم من دون الحاجة إلى القاضي أو المأذون إذا جدد في البيت بينهم في حضرة شاهدين وقال الولي: زوجتك، وقال هو: قبلت على مهر ولو قليلاً في حضرة شاهدين عدلين كفى والحمد لله.  
 
16- في ليلة من ليال رمضان قمنا للسحور، ولكنا قمنا متأخرين، والبعض قام متأخراً كثيراً فأكل، فطلع الفجر وهو ما زال يأكل، ولم يكف عن ذلك، فما حكم صومه، وما حكم من إذا أُذن للكفاف لم يترك الأكل؟
من أكل بعد طلوع الفجر عليه أن يعيد، عليه أن يقضي مع التوبة، أما من أكل وهو يؤذن أو في مكان يشك فيه في طلوع الفجر ما اتضح له الفجر فلا حرج عليه، لكن إذا كان أذن المؤذن يكف، الأذان يوجب الاكتفاف عن تناول الطعام والشراب لكن لو أكل شيء من الطعام أو شيء من الشراب وهو يؤذن ولا يعلم طلوع الفجر فإنه لا حرج؛ لأن المؤذنين يظنونن يؤذنون على التقويم على ظن الصبح وليس على يقين الصبح، فإذا شرب شيئاً عند الأذان أو أكل شيئاً مع الأذان فإنه لا يضره إن شاء الله، إلا إذا كان في مكان يعلم طلوع الفجر فإنه يمسك أو في مكان يعلم أن المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر فإنه يمسك إذا سمع الأذان، أما الأذان المعروف الآن الذي على التقويم هذا لا حرج فيه أن يتناول ما في يده من طعام أو شراب وقت الأذان.
 
17- عندنا فتيات عندما يأتي رمضان يجتمعن في بيت إحداهن ويصلين صلاة التراويح جماعةً، فهل هذا جائز أم هو من البدع، مع العلم أننا في تلك القرية لا نذهب مع الرجال إلى المسجد خوفاً من الفتنة -هذا كلام البنات-؟
هذا طيب لا بأس به، إذا صلين جميعا التراويح جماعة فلا حرج في ذلك.
 
18- في صلاة السنة بعد الركعة الأولى إنني سجدت وسهوت عن الركوع، فما الحكم؟
عليك أن ترجع وتقف وتركع ثم ترفع وتسجد ثم تسجد للسهو سجدتين قبل أن تسلم كالفريضة.

420 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply