حلقة 840: حلف بالطلاق أن يمكث في بلد حتى ينجب وإلى الآن لم ينجب - حكم ذبح شاه عند أصابع أرجل العريسين وحكم الذبح في مكان المولود -استخدام الأسنان الصناعية - كيف يعمل المسبوق - قبول هدية الطالب - إخفاء البضائع

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

40 / 50 محاضرة

حلقة 840: حلف بالطلاق أن يمكث في بلد حتى ينجب وإلى الآن لم ينجب - حكم ذبح شاه عند أصابع أرجل العريسين وحكم الذبح في مكان المولود -استخدام الأسنان الصناعية - كيف يعمل المسبوق - قبول هدية الطالب - إخفاء البضائع

1- أخبركم -سماحة الشيخ- أنني قد حلفت أن أبقى في مصر حتى أنجب ولداً، وكان ذلك الحلف بالطلاق، إلا أنه حتى الآن لم يأتيني ولد، وجهوني -جزاكم الله خيراً- كيف أتصرف؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذا الطلاق يفسر على حالين: أحدهما: أن تكون أردت إيقاع الطلاق إن خرجت من مصر قبل أن تنجب، فإن كنت أردت هذا، فإنه يقع عليك طلقة إذا خرجت، يقع على زوجتك طلقة واحدة، ولك مراجعتها ما دامت في العدة إذا كنت لم تطلقها قبل هذا طلقتين، هذا إذا كنت أردت إيقاع الطلاق، إن خرجت قبل أن تنجب. الحال الثاني: أن تقصد حث نفسك على البقاء حتى تنجب، ولم ترد إيقاع الطلاق وإنما أردت حث نفسك على البقاء حتى تنجب، فهذا يكون حكم اليمين في أصح قول العلماء كما اختار ذلك أبو العباس شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، وجماعة، وروي عن جماعة من السلف ما يدل على ذلك، وهذا القول هو الأصح، إذا كنت أردت حث نفسك على البقاء في مصر حتى تنجب ولم ترد إيقاع الطلاق إن خرجت ولم تنجب، فهذا يكون في حكم اليمين؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)، وهذا كلام محتمل، والنية تفسره. 
 
2- من عادات أهل قريتنا في اليوم الثاني من الزواج يقومون بتقريب إصبع رجل الزوج مقابلة ومماساً له إصبع رجل المرأة ويذبحون عليها شاة، فما حكم ذلك؟
هذا عمل لا أصل له، بل هو باطل الواجب تركه. ومن العادات أيضاً أنهم يذبحون كبشاً في محل المكان الذي يقع عليه المولود عند ولادته، ما حكم الشرع في ذلك؟ كذلك هذا باطل منكر، بدعة يجب تركه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)، أي في ديننا وهذا لا أصل له في الدين أن يذبح في مكان المولود ذبيحة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، يعني فهو مردود. 
 
3- يسأل عن حكم استخدام الأسنان الصناعية، ما حكم ذلك -جزاكم الله خيراً-، ولا سيما إذا كان من أجل الزينة؟
الأسنان الصناعية لا بأس بها إذا كانت من غير الذهب للرجل، أما للرجل، فينبغي له ترك الذهب، وأن يتخذ أسناناً من غير الذهب إلا عن الضرورة كما أقر النبي -صلى الله عليه وسلم- على اتخاذ أنف من الذهب، لما قطع أنفه، فالحاصل أن الأسنان الصناعية لا بأس بها عند الحاجة، أما للزينة فلا ينبغي، اتخاذها شيء للزينة لا وجه له، إذا كانت الأسنان سليمة فلا ينبغي أن تقلع لوضع أسنان للزينة، بل ينبغي أن يحمد الله على نعمته وأن يبقي أسنانه ولا ينـزعها للزينة، بإمدادها، أقل أحوال هذا الكراهة، أقل أحواله الكراهة، أما إذا كانت الأسنان سقطت، وأراد أن يركب أسناناً بدلاً منها، فلا بأس أن يركب أسنان من المعدن من المعادن الجائزة إلا الذهب تركه أولى إلا عند الضرورة إليه في حق الرجل. ما الحكم إذا كانت الأسنان مشوهة سماحة الشيخ؟ إذا كانت الأسنان مشوهة لا بأس بإزالة التشويه كانت طويلة، أو متقدمة، أو متأخرة يعدلها لا بأس. 
 
4- أسألكم سماحة الشيخ عن شخص أدرك مع الإمام الركعتين الأخيرتين في صلاة العصر، ثم إنه بعد انتهاء التشهد الأوسط وقيام الإمام للركعتين الأخيرتين، كيف يكمل صلاته
إذا سلم إمامه يقوم يأتي بركعتين، وتكون الركعتان الأخيرتان اللتان يقضيهما هما آخر صلاته، وأولها ما أدرك مع الإمام، الركعتان اللتان أدركهما مع الإمام هما أول صلاته فإذا تيسر أن يقرأ مع الفاتحة زيادة إذا كان الإمام قد أطال الوقوف فهو مشروع؛ لأنهما أول صلاته، والقاعدة أن ما أدرك مع الإمام هما أول صلاته وما يقضيه هو آخر صلاته؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)، فالإتمام يكون هو القضاء، فالركعتان اللتان يقضيهما من فاتته الركعتان الأوليان تكونا لهما آخر صلاته.
 
5- فسروا لنا قول الحق تبارك وتعالى: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ))[فاطر:28]؟
هذه الآية الكريمة تدل على فضل العلماء، وأنهم أهل خشية لله، يعني الخشية الكاملة، وعلى رأسهم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة السلام، هم أئمة العلماء، وهم رؤوس العلماء وأئمتهم، وكل عالم بشريعة الله فهو من أتباعهم بإحسان إذا استقام على الطريق، فإنه يخشى الله أكمل من غيره، وكل مؤمن يخشى الله سبحانه وتعالى، وكل مؤمنة كذلك، لكن العالم أشد خشية وأكثر خشية لما عنده من العلم بالله، وبصفاته، وبعذابه، وعقابه، وبكرامته، وإنعامه فهو أعلم الناس على حسب ما أعطاه الله من العلم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء وهم أكثر الناس خشية لله عز وجل، بعد الأنبياء والرسل، وكل مؤمن له نصيبه من خشية الله، وهكذا المؤمنة، لكن العلماء بالله الذين أعطاهم الله العلم والبصيرة في دينه، والاستقامة عليه هم أخشى الناس لله بعد الأنبياء.
 
6- لقد أديت فريضة الحج قبل خمس سنوات، ولكنني لم أرمي إلا في المرة الأولى، أي: رميت ليلة العيد قبل الفجر، حيث أننا خرجنا من مزدلفة بعد منتصف الليل خوفاً من الزحام، ثم إنني رميت الحصيات ولا أعلم هل وقعت في الحوض، أم طاشت عنه ولم تقع، وكان وقتها الزحام شديداً، وكنت في ذلك الوقت جاهلة، إذ أني لا أعلم أنه يجب تقع الحصيات في الحوض؟ وجهوني جزاكم الله خيراً. وتكمل السؤال سماحة الشيخ فتقول: ولم أرم في اليوم الثاني والثالث وإنما وكلت أخي لليرمي عني وذلك خوفاً من الزحام فقط، كما أنني كنت جاهلة بأنه على المرأة أن ترمي بنفسها ولا توكل إلا لعجزها عن ذلك، أفيدوني ما الذي يجب علي في رميي للحصيات حينما لا أعلم هل كانت تقع في الحوض أم كانت تطيش عنه، وما الذي يجب علي في توكيلي لأخي في الرمي في اليوم الثاني والثالث، هل يجب علي هدي أم ماذا
عليك عن جميع ذلك ذبيحة واحدة عن ترك الرمي في اليوم الثاني والثالث وأنت قادرة، وعن الرمي الأول الذي شككت هل وصلت الجمرات إلى الحوض، أم لا، المقصود أن عليك دم واحدا ذبيحة، جذع من الضأن، أو ثني من المعز كضحية، يذبح في مكة للفقراء، عن ترك هذا الواجب؛ لأنه لا بد من العلم بوقوع الحصا في المرمى، أو غلبة الظن بذلك. أن تذبح هذا الهدي؟ في مكة للفقراء. إن لم تكن في مكة توكل سماحة الشيخ؟ نعم لنفسها بوكيلها. 
 
7- هل يجوز للمعلمة قبول الهدية من الطالبات، وإذا كان لا يجوز لها ذلك فهل يجوز قبولها بعد انتهاء العام الدراسي وتسليم النتائج؟ وإذا كان ذلك أيضاً لا يجوز، فهل يجوز لها قبولها من الطالبات بعد انتهاء مدة تدريسها في تلك المدرسة إذا أرادت الانتقال من هذه المدرسة لمدرسة أخرى؟
الذي ينبغي للمعلمة ترك هذه الهدايا؛ لأنها قد تجرها إلى الحيف وعدم النصح في حق من لم يهدي، والزيادة في حق المهدية، والغش فالأحوط للمؤمنة في هذا ألا تقبل الهدية من الطالبات بالكلية؛ لأن ذلك قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، والمؤمن يحتاط لدينه ويبتعد عن أسباب الريبة والخطر، أما بعد انتقالها من المدرسة إلى مدرسة أخرى فلا يضر ذلك؛ لأن الريبة قد انتهت حينئذ والخطر مأمون، وهكذا بعد فصلها من العمل، إذا أهدوا إليها شيئاً فلا بأس.
 
8- ما حكم بيع السلعة لزبون، وبعدما يوافق على سعرها آتي بها من محل ثان وأنا متأكد من كسبي؟
أما المحبة في الله فنقول أحبك الله الذي أحببتنا له فالتحاب في الله من أفضل القربات، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمنيه، ورجل ذكر الله خالياً – يعني ما عنده أحد – ففاضت عيناه)، يعني خوفاً من الله، كل هؤلاء يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم المتحابون في الله، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول الله يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، جعلنا الله وإياكم وسائر إخواننا من المتحابين فيه سبحانه وتعالى. أما بيع السلعة قبل أن تشتريها هذا لا يجوز، لا يجوز للإنسان أن يبيع ما ليس عنده، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل سلف وبيع ولا بيع ما ليس عندك)، وسأله حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: يا رسول الرجل يأتيني يريد السلعة وليست عندي، فأبيعها عليه، ثم أذهب فأشتريها فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تبع ما ليس عندك)، فأنت إذا أردت البيع تشتري أولاً السلعة، فإذا قبضتها وحزتها وصارت عندك تبيع بعد ذلك، وتقول لمن بين يديك اصبر حتى أشتريها، فإذا شريت السلعة عند وصارت في حوزتك، وقبضتها تبيع على من شئت.  
 
9- ما الحكم إذا كان عندي بضاعة وأخفيتها، هل يجوز ذلك، أو لا؟
هذا فيه تفصيل، إن كان إخفاؤك لها من أجل الإغلاء على الناس والاحتكار يعني يضرهم إخفاؤها واحتكارها فلا يجوز لك، الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يحتكر إلا خاطئ)، يعني إلا آثم، أما إن كان إخفاؤها وعدم بيعها لا يضر الناس، فلا بأس أن تتخذ سلعاً عندك إلى وقت آخر، حتى تبيعها في وقت آخر إذا كان هذا لا يضر الناس.
 
10- عند هطول المطر وخاصةً في المساء يؤذن لصلاة المغرب، وبعد تأدية الصلاة تقام صلاة العشاء جمعاً، وذلك رأفةً بالمصلين من أجل المطر، هل يجوز ذلك مع أن الوقت تغير عن الماضي، وأصبح كل شيء مجهز لدى البعض، مثل المواصلات وما أشبه ذلك؟
نعم، رخصة من الله، فإذا جاء وقت المطر لا بأس بالجمع، رخصة، يستحب الجمع من أجل رحمة الناس، والتيسير عليهم وعدم إلجائهم إلى التأذي بالخروج، ولو لم يجمعوا جاز للإنسان أن يصلي في بيته، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بالصلاة في البيوت عند وجود المطر قال: (صلوا في رحالكم)، فالحاصل أنه إذا صار في الوقت مطر، أو دحض في الأسواق وزلق، وطين، فإن السنة الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ومن لم يجمع، أو شق عليه الخروج، فله الصلاة في البيت، عذر، لترك الجماعة.
 
11- هل يجوز ذبح شاة، أو دجاجة في البيت الجديد قبل النزول فيه؟
إذا كان لاعتقاد أنه يدفع الجن، أو أشباه ذلك هذا لا يجوز، أما إذا ذبح لأهله، و جمع الجيران شكراً لله وجعل لهم وليمة للجيران هذا لا بأس به طيب، من باب الشكر لله سبحانه وتعالى، أما إذا ذبح دجاجة، أو ذبيحة أخرى عند تأسيسه، أو عند الانتهاء منه خوفاً من الجن، أو اعتقاد أنه يدفع الجن، أو أنه يحصل به كذا وكذا، هذا من البدع ما يجوز.
 
12- مشكلتي أن أختي تخرج من البيت كل يوم ولا تبالي، وذلك في الذهاب إلى صديقاتها، وأنا أخاف عليها من السوء، ولا أستطيع منعها خوفاً من والدتي، ومن قبل كنت أضطر وأمنع أختي من الخروج من البيت بعد أن أتشاجر أنا ووالدتي ويحصل غضب وخلاف وشجار طويل، وأفقد أعصابي وأضطر إلى التهديد، فماذا أفعل؛ لأني أخاف الله أن يعاقبني؛ لأنني لا أهتم بأهلي ولا بأسرتي وأنا مهمل، وأخاف الله أن يعاقبني بسبب رفع صوتي على والدتي؛ لأني أتشاجر معها أحياناً بسبب ذلك الموضوع؟
لا يجوز لك رفع صوتك على أمك، ولا التشاجر معها، بل يجب أن تخضع لبرها والإحسان إليها وعدم رفع الصوت عليها يقول الله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (23-24) سورة الإسراء، ليس لك أن ترفع صوتك عليهما ولا أن تؤذيهما، ولا أن تخاصهما، بل عليك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن حتى ولو كانا كافرَين كيف بالمسلمَين، يقول الله سبحانه في شأن الكافرَين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (15) سورة لقمان، أما أختك فإن كانت تخرج للريبة تمنعها من دون كلام مع والديك، أما إذا كانت بحمد الله لا ريبة عندها ولا خطر عليها فدع عنك الشكوك والأوهام التي توقعك فيما لا ينبغي، ابتعد عن الأوهام القبيحة، والشكوك الرديئة والظن الذي لا وجه له، أما إذا كان هناك أمر منكر تعرفه من أختك، فامنعها بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، والتعاون مع الوالدين، والأسلوب الحسن.
 
13- أملك خمسةً وثمانين جراماً من الذهب، ما هو مقدار الزكاة، وجهوني حول هذا الموضوع؟
الزكاة ربع العشر، في أربعين جنيه واحد جنيه، فإذا كنت تملكين خمسة وثمانين جرام، فهو في الأصح أقل من النصاب قليلاً، فإن أديت الزكاة عنه احتياطاً؛ لأن بعض أهل العلم يقول أن خمسة وثمانين جراماً تبلغ النصاب، وقد حررنا هذا فوجدنا النصاب اثنين وتسعين إلا كسراً يسيراً، اثنين وتسعين جرام، يعين عشرين مثقالاً، أحدى عشر جنيه ونصف سعودي، فإذا بلغت الذهب عندك هذا المقدار إحدى عشر جنيه سعودي ونصف فأد الزكاة ربع العشر، يعني جنيه واحد من أربعين جنيه، ونصف الجنيه من عشرين جنيه، هذا ربع العشر، أما خمسة وثمانون جرام، فهي فيما حررنا أقل من النصاب، وإن أديت زكاتها احتياطاً فحسن.
 
14- عندما أقف بين يدي الله سبحانه وتعالى في الصلاة تخطر في عقلي أفكار، وأفكار ووساوس، وأسأل الله: يا رب! هل صلاتي صحيحة مع هذه الأفكار؟ ما العمل الذي أعمله حتى تبتعد عني هذه الأفكار السوداء؟
عليك أن تجاهدي نفسك في إحضار قلبك بين يدي الله، واستحضار أنك بين يدي الله، وأن الله سبحانه يراقبك ويرى مكانك حتى تخشعي لله، وحتى تبتعد عنك الوساوس، فإذا كثرت فتعوذي بالله من الشيطان، انفثي عن يسارك ثلاث مرات، وقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات تزول هذه الوساوس إن شاء الله، قد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة بذلك لكن عليك أن تجتهدي في إحضارك قلبك بين يدي الله، واستشعار أنك بين يدي الله، وأن الله سبحانه يطلع عليك ويرى مكانك كما في الحديث الصحيح: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فاسشعري هذه العظمة وهذه الرؤية، وأنه سبحانه يراك ويعلم حالك فاخشعي لله، واحذري الوساوس وهذا من أسباب سلامتك من الوساوس لكن متى بقيت ولم تزل، فتعوذي بالله من الشيطان ولو في الصلاة، اتفلي عن يسارك ثلاث مرات، وقولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاث مرات تزول هذه الوساوس إن شاء الله.
 
15- لي صديق تارك للصلاة، وقد قدمت له النصيحة ولم يستجب، بل قابل ذلك بالقطعية بيني وبينه، فما هو توجيهكم لي؟
قد أحسنت فيما فعلت، وأديت الواجب في النصيحة، والواجب أن يهجر، فإذا قطعك، فأنت تقطعه أيضاً؛ لأنه يستحق الهجر، وقد هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة لما تأخروا عن غزوة تبوك بغير عذر فالذي يتأخر عن الصلاة ولا يصلي من باب أولى؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر، فالواجب هجره إذا لم يقبل النصيحة ورفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد تحكم الإسلام رفع أمره إلى ولي الأمر حتى يعاقب فيما يستحق، وحتى يستتاب فإن تاب وإلا وجب قتله إذا ترك الصلاة؛ لأن الله يقول سبحانه: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ (5) سورة التوبة، فدل على أن الذي لا يؤد الصلاة لا يخل سبيله، بل يرفع أمره إلى ولي الأمر إلى المحكمة إلى الهيئة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تنظر في أمره وأنت قد أديت ما عليك من نصيحته، وتوجيهه إلى الخير.
 
16- ما كيفية المسح على الجوارب؟
كيفية المسح على الجوارب مثل الخفين، الخفان من الجلد، والجوارب من القطن ونحوه فيمسح على ظاهرهما يضع اليمنى على قدمه اليمنى ويده اليسرى على قدمه اليسرى يمسح عليهما إذا مسح رأسه وأذنيه، فإنه يمسح الجوربين، والخفين يضع يده كفه اليمنى على ظاهر قدمه، ويمسح على قدمه اليمنى، ويضع يده اليسرى على قدمه اليسرى ويمسح، ويكفي.

440 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply