حلقة 843: الزيادة في المبيع مثل قيمته - هل صحيح أن من لم يقض ما فاته من الصلاة والصيام سيقضيها على بلاط جهنم - من طلق طلقة واحدة هل له أن يراجع بعد ثلاثة أشهر - ما معنى العبادات توقيفية

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

43 / 50 محاضرة

حلقة 843: الزيادة في المبيع مثل قيمته - هل صحيح أن من لم يقض ما فاته من الصلاة والصيام سيقضيها على بلاط جهنم - من طلق طلقة واحدة هل له أن يراجع بعد ثلاثة أشهر - ما معنى العبادات توقيفية

1- إذا كان لشخص تجارة وهو يشتري ويبيع، ومثلاً: يشتري سلعة بمائة ويبيعها بمائتين، فهل تصرفه هذا وتعامله هذا صحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: هذا التصرف فيه تفصيل، إن كان ذلك عن غير غش ولا خداع فلا بأس؛ لأن السلعة قد يشتريها اليوم وقد يحصل فيها غلا غداً، فلا بأس أن يشتريها بمائة ويبيعها بمائتين، إما نقداً، وإما مؤجلاً، إذا لم يكن في ذلك غش للناس ولا خداع، أما إذا كان فيه غش كأن تكون في السوق تباع بمائة في الأسواق يغش الناس بمائتين يقول إنها تسوى مائتين ـــ في الأسواق يغش الناس الذين ليس عندهم ــ الأسواق هذا ظلم، غش، لا يجوز، يعلم أنها تباع في الأسواق بكذا بمائة، لا يجوز أن يبيعها على الناس بأكثر من ذلك، بل يرشدهم، يقول: ترى تباع في السوق بكذا، أما أنا ما أنا بايعها إلا بكذا، يبين لهم أما إذا اشتروا منه مع بيان والمشتري يعقل ويفهم فلا بأس؛ لأنها قد تكون بعيدة عنه، يريد أنه محتاج لها في الحال قد يكون لها أسباب حين أخذها بالغلا فالحاصل أنه لا بد أن يبين أنها في السوق بكذا وكذا، إذا كانت تباع في الأسواق مستقرة، معروفة. 
 
2- رجل بلغ من العمر خمسةً وخمسين عاماً، ولم يكن يصلي ولا يصوم، فسأل هذا شخصاً، فأجابه قائلاً: عليك بقضاء ما فاتك من صلاة وصيام، وإن لم تقض ما فاتك سوف تصلي على بلاط جهنم، هل ما قيل صحيح، وبم ترشدون هذا الرجل؟
الواجب عليه أن يتوب إلى الله وليس ما قيل له صحيح، من تاب، تاب الله عليه، فليس عليه قضاء، عليه أن يتوب إلى الله مما ترك من الصلاة والصيام ويكفي ذلك التوبة تجب ما قبلها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (التوبة تهدم ما كان قبلها)، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور، فالكافر إذا تاب ليس عليه قضاء، ما عليه إلا الاستقبال أن يستقبل أمره بالعمل الصالح ــ بتقوى الله، وطاعة الله، وأداء حقه وترك محارمه، أما إذا كان المسلم ترك الصيام مو الصلاة، ترك الصيام، أوترك الزكاة يقضي، لأنه مسلم، أما إذا ترك الصلاة فهو كافر، ترك الصلاة كفراً أكبر، والكافر عليه أن يتوب توبة جديدة، ولا يقض ما فاته، ليس عليه قضاء ما مضى من زكوات في حال كفره، أو صلوات في حال كفره، أو صيام في حال كفره، لا، لا يقضي؛ لأن كفره أعظم، فإذا تاب إلى الله، فإنه يستقبل الزمن، يستقبل بالعمل الصالح، والتوبة تجب ما قبلها، ما قبلها؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر الذين أسلموا أن يقضوا، والصحابة لم يأمروا المرتدين أن يقضوا، لما ارتد جماعة من الناس في عهد الصديق، قاتلهم الصديق وقاتلهم الصحابة وكان منهم بعضهم ولم يؤمروا بالقضاء.
 
3- إذا طلق الرجل زوجته طلقةً واحدة، ثم مضى على هذه الطلقة ثلاثة شهور كاملة، ثم أراد أن يسترجعها إلى عصمته، فهل تصح له بعد ذلك بعقد جديد، أم أنها قد برئت منه؟
إذا طلقها طلقة واحدة وقد دخل بها قد خلا بها، أو جامعها له الرجعة؛ إذا كان قد دخل بها يعني قد وطأها، أو خلا بها خلوة كاملة بحيث أغلق عليهم الباب وتمكن من جماعها، فهذا إذا طلقها طلقة واحدة له المراجعة ما دامت العدة والعدة ثلاث حيض، ما دام لم تحض ثلاث حيض ولو طالت الشهور، له المراجعة، يقول: راجعت امرأتي، أو قد راجعت امرأتي، أو رددتها إلي، أو أمسكتها ونحو ذلك يكفي، والسنة أن يشهد شاهدين على ذلك؛ لقوله تعالى: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ (2) سورة الطلاق، يشهد شاهدين أنه راجعها، وهكذا إذا كانت حامل يراجعها ما لم تضع حملها باقية في العدة حتى تضع الحمل فيراجعها، أما إن كانت ليست حامل وليس ذات حيض عجوز كبيرة آيسة، أو صغيرة ما تحيض هذه عدتها ثلاثة أشهر، ثلاثة أشهر من حين الطلاق فليس له رجعة إلا بعقد جديد، إذا كانت لا تحيض؛ لكبر سنها، أو لصغرها فإنه يعيدها يراجعها قبل ثلاثة أشهر، فإن مضت الثلاثة فليس له الرجعة إلا بعقد جديد ــ بمهر بعقد جديد ومهر جديد شاهدي عدل يحضران، مثل النساء الأجنبيات كأنه ما تزوجها أصلاً، إلا بعقد جديد، أما إن كانت طلقها قبل أن يدخل بها قبل أن يخلو بها عقد ولكن طلق ما خلا بها ولا وطأها هذه ليس له رجعة فيها، تبين بينونة صغرى فلا تحل له إلا بعقد جديد، إذا طلقها طلقة واحدة ولم يدخل بها ولم يخل بها تكفيه الطلقة ليس له أن يراجعها إلا بعقد جديد ومهر جديد وشهود؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا، فإذا طلقها قبل المسيس، وقبل الجماع قبل الحيضة التي تمكنه من الجماع كما أفتى الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أفتوا بأن الخلوة تقوم مقام الجماع؛ لأنها مظنة للجماع، مظنة أن يجامعها، فإذا خلا بها وأغلقوا الباب وتمكن منها، ثم طلقها طلقة له الرجعة كما تقدم، أما إذا كان ما خلا ولا جامع بل عقد فقط، حصل عقد فقط ثم طلق هذا ليس له عليها عدة، تبين بينونة صغرى تحل له بعقد جديد يعني بنكاح جديد بمهر جديد، وشهود وقول الولي زوجتك، ويقول: قبلت.
 
4- قوم سافروا سفر قصر، وفي أثناء سفرهم هذا مروا ببلد وقت صلاة العشاء وهم لم يصلوا المغرب، فدخلوا مع جماعة المسجد على حالات ثلاث:
الأولى: جماعة دخلوا مع الإمام بنية صلاة العشاء، وبعد السلام صلوا المغرب قضاء.
الحالة الثانية: جماعة دخلوا مع الإمام بنية صلاة المغرب، فلما قام الإمام لركعته الرابعة جلسوا حتى سلم الإمام فسلموا معه، وصلوا العشاء بعد ذلك.
الحالة الثالثة: جماعة دخلوا مع الإمام بنية صلاة المغرب أيضاً، فلما قام الإمام لركعته الرابعة جلسوا فتشهدوا وسلموا، ولحقوا بالإمام في الركعة الرابعة له بنية صلاة العشاء لهم، وأكملوا بعد ذلك ثلاث ركعات لكي تتم صلاة العشاء، فأي هذه الحالات وافقت الصواب؟ وهل على أحد منهم إعادة؟ أفتونا مأجورين، جزاكم الله خيراً.
الجواب: الطائفة الأولى: الذين صلوا العشاء معه ثم صلوا المغرب عليهم أن يعيدوا العشاء؛ لأنهم غيروا الترتيب، الواجب عليهم الترتيب، صل المغرب ثم العشاء، وليس للجماعة عذر في ترك الترتيب، فعليهم أن يعيدوا صلاة العشاء؛ لأنهم صلوها قبل المغرب، أما الذين صلوا مع الإمام بنية المغرب وجلسوا في الثالثة وانتظروا حتى سلموا معه؛ فهؤلاء قد أصابوا ولا شيء عليهم والحمد لله.
الثالثة: جلسوا بعد الثالثة وتشهدوا وسلموا، كملوا المغرب، ثم قاموا وصلوا معه الرابعة بنية العشاء، هؤلاء الأقرب والأظهر -إن شاء الله- أنها تجزئهم وتكون صحيحة -الحمد لله- لكن الذين جلسوا حتى سلموا معه أولى وأحوط.
 
5- ما معنى اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد؟
معناها واضح، معناها اللهم لا مانع لما أعطيت، يعني ما قدر الله أنه يحصل لك، فما قضى في علمه السابق أنه يحصل لك لا أحد يمنعه لا أحد يستطع يمنعه، يعني إذا قدر الله أنه يولد لك ولد أو أنك تتزوج فلانة، أو أنك ترزق ولاية، أو منـزل، لا أحد يستطيع منع ذلك، لا أحد يستطيع رد ذلك، ما قضاه الله وقدره سبحانه لا أحد يستطيع رده، وهذا معنى قوله جل وعلا: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَاُ (2) سورة فاطر، وأما قوله لله جل وعلا: (ولا معطي لما منعت)، معناه أن ما منعه ولم يقدره لك لا أحد يستطيع أن يوصله إليك، فإذا كان الله قدر أنه لا يولد لك لا أحد يستطيع أن يأتي لك بولد، ــ وإذا كان الله قدر لك أنك تموت في مكة، أو في المدنية ما أحد يستطيع منع ذلك، وإذا قدر الله لك أنك تكون غنياً لا أحد يستطيع أن يمنعك أن الغنى، وهذا معنى قوله جل وعلا: وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ (2) سورة فاطر، فالآية بمعنى الحديث،مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ (2) سورة فاطر، وأما قوله: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، يعني الجد الغنى، والحظ والبخت، فلا ينفع ذا الغنى، والمال، والوظائف لا ينفعه غناه من الله جل وعلا، فلا يغنيه عن الله سبحانه وتعالى، من ذلك جده، وغناه، ووظائفه يعني لا أحد يغنيه بدلاً من الله، بل ما أراده الله به نافذ، ولا ينفع ذا الجد منك يعني بدل وعوضا منك، لن يغنيه عن الله حظه، ولا ماله، ولا جاهه، بل هو فقير إلى الله في كل شيء، مهما كانت له الأموال، والغنى، والحظ، والوظائف ــ متى شاء ربه سلبه هذا كله يقول سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) سورة فاطر، سبحانه وتعالى، فالعباد في أشد الضرورة إلى ربهم وليس لهم غنى عنه سبحانه وتعالى أبداً، بل فقراء إليه وإن كان ملوكاً، وإن كانوا أغنياء وإن كانوا أصحاب ثروات طائلة، فهم فقراء إليه، ومتى شاء سلبهم ملكهم ومالهم في طرفة عين سبحانه وتعالى.
 
6- ما معنى (العبادات توقيفية)؟
معناها لا ثبت إلا بالشرع لا بآراء الناس، لا يكون القول عبادة ولا الفعل عبادة إلا بنص من الله ومن رسول الله من القرآن أو السنة، أما قول الناس هذه عبادة لا، توقيفية يعني لا بد أن يكون فيها نص، عن الله فهو المشرع كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي فهو مردود، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، أي فهو مردود، وكان يقول في خطبه -عليه الصلاة والسلام- في الجمعة وغيرها: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)، فليس لأحد أن يأتي بتشريع جديد، بل لا بد من الوقوف مع شريعة الله، فلو قال إنسان يشرع للناس أن يصلوا صلاة سادسة في أثناء النهار، في الساعة العاشرة ضحىً قبل الظهر، أو صلاة سادسة في وسط الليل غير العشاء، لا يشرع هذا، هذا يكون باطل و بدعة، لا يجوز، أو قال: يلزمهم أن يصوموا شهراً آخر غير رمضان، أو يشرع لهم أن يصوموا شهراً ما شرعه الله، فهذا بدعة، أو يقول: يشرع لهم أن يصلوا صلاة خاصة مقدارها ثلاث ركعات غير الوتر يعني، في النهار ثلاث ركعات أو خمس ركعات بنية كذا، أو بنية كذا يتعبد بها، فهذا باطل، ــ العبادة ثنتين، ثنتين، أو أربع، أو ثمان المقصود شفعاً، فالسنة ثنتين ثنتين في النهار، والواجب ثنتين ثنتين في الليل إلا ما شرعه الله من الوتر ثلاثاً، أو خمساً كما جاء في الحديث المقصود ليس لأحد أن يشرع شيئاً جديد، ليس لأحد أن يشرع شيئاً لم يأت في الكتاب والسنة أنه مشروع، سواء كان قولياً، أو عملياً. 
 
7- أنا امرأة بفضل الله ومنته علي، أؤدي فرائض ربي، وأعمل ما أطيق من السنن، ولكنني أجد مشكلةً في الجلوس مع النساء، وكلنا يعلم ما في مجالس النساء من غيبة ونميمة، وأنا تحتم عليَّ ظروف مسكني أحياناً إلا أن أجلس معهن، فتراني أحياناً لا أرضى بما يدور منهن من غيبة ونميمة، وأنصحهن، وأحياناً إما ناسية، أو أجد عدم القدرة، أو الملل من كثرة النصح أسكت فلا أشارك ولا أنكر، فهل علي إثم في ذلك؟
نعم، عليك إثم، إذا جلست معهن، ولم تنكري عليك إثم، قومي عليهن، أنكري عليهن الغيبة والنميمة وغيرها من المعاصي، فإن أجابوك وامتثلوا فالحمد لله حصل المطلوب، فإن أبوا وأصروا فقومي عنهن، يقول الله جل وعلا: فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) سورة الأنعام، المقصود أنه جل وعلا أمر من جلس مع قوم فخاضوا في باطل أن يقوم عنهم إلا أن يمتثلوا، فالحاصل أن عليك أن تنكري المنكر، وأن تأمري بالمعروف، فإن أجابوا وامتثلوا فالحمد لله، وإلا فارقتي المحل؛ لقوله سبحانه: فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) سورة الأنعام 
 
8- ما صحة هذا الحديث: عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه -فيما معنى الحديث- فشكا إلى النبي عليه الصلاة والسلام من تفلت القرآن من صدره، فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوم ليلة الجمعة إن استطاع في ثلث الليل الأخير، ويدعو فيها بدعاء طويل جداً، ففعله علي خمس أو سبع جمع، ثم أتى إلى النبي عليه السلام فقال: لقد استرجعت ما حفظت من القرآن، وما حفظت من سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام). ثم يستمر سماحة الشيخ! فيسأل: هل هذا الحديث صحيح؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
ليس بصحيح، ولكن المؤمن يستعين بالله في كل شيء، في حفظ القرآن وحفظ السنة، وفي جميع الأحوال، يسأل ربه أن يعينه على حفظ السنة، يعني حفظ الأحاديث الصحيحة، يسأل ربه أن يعينه على حفظ القرآن وعلى فهم معناه، يسأل ربه أن يعينه على المحافظة على الصلاة في الجماعة.. إلى غير ذلك، يستعين بالله ويضرع إليه، وهو قريب سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
 
9- أنا -ولله الحمد ملتزمة- وأحفظ من كتاب الله سبعة أجزاء ونصف، وأسمع القرآن عن طريق الأشرطة يومياً صباحاً ومساء، فهل يكفي السماع للقرآن دون تلاوته؟ وهل أثاب في سماعي للأشرطة، وأيهما أفضل: السماع، أم التلاوة؟ وهل أعد من هاجرات القرآن إذا لم أقرأ واكتفيت بالاستماع؟
المشروع الإتيان بالأمرين الاستماع والقراءة، كان النبي يقرأ ويستمع -عليه الصلاة والسلام-، فأنتي افعلي الأمرين، اجتهدي في القراءة في الأوقات المناسبة، واجتهدي في السماع للقرآن مع أصحاب الأصوات الطيبة، والقراءات الطيبة؛ لأن الإنسان قد يخشى إذا تأثر كثيراً بسماع صوت غيره، فافعلي الأمرين جميعاً، لا تتركي القراءة، اقرئي في بعض الأوقات ولا تتركي السماع افعلي هذا وهذا.
 
10- هل تعد من هاجرات القرآن إذا استمعت ولم تقرأ في المصحف؟
لا تعد من ذلك، من هاجرات القرآن؛ لأن المستمع كالقارئ، لكن كونها تجمع بين الأمرين، كون القارئ يجمع بين الأمرين بين القراءة والاستماع هذا أكمل، وأفضل، وفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة وإلا فالمستمع له أجر عظيم.
 
11- تسأل عن ثواب الاستماع وثواب القراءة، أيهما أكثر؟
الظاهر والله أعلم أن هذا يرجع إلى ما يفعله القلب، فإذا كان الخشوع في القلب و التأثر بالقرآن بالقراءة أكثر كانت القراءة أفضل، وإذا كان التأثر بالاستماع أكثر فالاستماع أفضل، فهو على حسب ما يجده القارئ والمستمع، فإذا كان يحصل له باستماع القرآن من أشرطة، أومن شخص معين ــ معين تأثر، وخشوع، وخوف من الله، ورغبة فيما عنده، والتحسن في أوضاعه، فليكثر في ذلك، وهذا أفضل من ــ القراءة، وإن كانت قراءته أشد أثراً في قلبه، وأنفع له فليكثر من القراءة.
 
12- يدور على ألسنة بعض الناس قولهم: أنا محافظ! أنا ملتزم! أنا متدين! أو يصف بعض الناس البعض الآخر فيقولون: فلان ملتزم، وفلان محافظ، وفلان متدين.. هل في هذه الألفاظ شيء؟
إذا وصفه بما يعلم فلا بأس، إن كان صادقاً فلا بأس، أما الشخص، فينبغي أن يقول إن شاء الله، أنا محافظ إن شاء الله، أنا مؤمن إن شاء الله، هكذا كان السلف احتياطاً؛ لأنه قد يكون مقصر يقول إن شاء الله إن لم أقصر في هذا، فيقول: أنا محافظ إن شاء الله، أنا ملتزم إن شاء الله، أنا مؤمن إن شاء الله، هذا هو الصواب عند أهل السنة، يأتي بـ إن شاء الله احتياطاً.
 
13- هل يجوز صيامها متفرقة، مثلاً: ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر، أو سبعة عشر وتسعة عشر وعشرين؟
يجوز أن تصوم الثلاثة، يصوم المؤمن الثلاثة في أي وقت من الشهر، الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، سواء كان في أوله، أو في وسطه، أو آخره، الأمر واسع بحمد الله، وإن تيسر صيام البيض الثالث والرابع عشر والخامس عشر متوالية فهو أفضل، وإلا فالأمر واسع، يصوم الإنسان البيض في أي وقت من الشهر مفرقة، أو متوالية. إذن كوننا نطلق عليها الأيام البيض لا يشترط أن تكون في وقت معين من الشهر؟ ما يقال بيض إلا إذا كانت في الثالث عشر والرابع عشر وإلا صام ثلاثة أيام ثلاثة من الشهر ويكفي، لكن إذا قال البيض فالبيض المراد بها اللي ليلها أبيض ونهارها أبيض، أبيض بالقمر في الليل هذه هي الأيام البيض الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، يقال لها أيام البيض. 
 
14- هل يجوز لبس الحلي التي تكون على شكل عضو من أعضاء الجسم كالكف مثلاً، أو غيره، وسواء كان ذلك في الصلاة، أو خارج الصلاة؟
لا حرج في ذلك، الممنوع الصورة، صورة الرأس أما إذا كان ما فيه رأس، يد أو كف أو إصبع ما يضر.
 
15- هل تقال التحيات التشهد الأول، والثاني في الركعتين الأول، أم يكفي التشهد الأول؟
السنة أن يأتي بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مع التشهد الأول هذا هو الأرجح، ثم تقوم ويقوم الرجل ــ بالصلاة على النبي صلى الله، ــــــــــ كفى والحمد لله، الأفضل أن يأتي بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في التشهد الأول يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم يقوم للثالثة. هذا أفضل على الصحيح؛ لأن الأحاديث عامة. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير! مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.   

640 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply