حلقة 847: تأخير الصلاة إلى آخر وقتها - السعي يلي الطواف - حكم من اضطر إلى لبس المخيط - رمي الجمرات بعد الزوال - نتف الشعر قبل التحلل الأول - دفع الزكاة لمن يريد الزواج إذا كان فقيرا - الصلاة بوضوء واحد أكثر من صلاة

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

47 / 50 محاضرة

حلقة 847: تأخير الصلاة إلى آخر وقتها - السعي يلي الطواف - حكم من اضطر إلى لبس المخيط - رمي الجمرات بعد الزوال - نتف الشعر قبل التحلل الأول - دفع الزكاة لمن يريد الزواج إذا كان فقيرا - الصلاة بوضوء واحد أكثر من صلاة

1- وجهونا حول امرأة متزوجة من رجل يعيش وسط أسرة كبيرة، وتتأخر عن أداء صلاة الظهر إلى الثانية والنصف ظهراً، وإذا نصحتها قالت: إن أهل زوجها إذا تأخرت في وضع الغداء تلقى منهم توبيخاً شديداً، ولو اعتذرت بالصلاة، وجهوها سماحة الشيخ، ووجهوا أسرتها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فتأخير الصلاة إلى آخر الوقت لا حرج فيه، لكن يفوت الفضل، فإن أدائها في أول الوقت أفضل، وأعظم أجراً، لكن إذا دعت الحاجة إلى التأخير فلا حرج بشرط أن تصلى في الوقت، وأن تحرص أن تصليها في الوقت قبل دخول وقت العصر، وهكذا كل صلاة، يجب أن تؤدى في الوقت، لكن كونها تؤدى في أول الوقت هذا هو الأفضل، وفي وسطه أفضل من آخره، ولكن إذا أدتها في الآخر فلا حرج، وإذا كان عليها مشقة من أدائها في هذا الوقت من أجل لا يقول لها، تقول لها الأسرة التي هي عندهم هذا لا حرج عليها، لكن ينبغي للأسرة أن يشجعوها على أداء الصلاة في أول الوقت، وأن يشكروها على عنايتها بالصلاة، والصلاة وقتها قليل والحمد لله ليس فيه مشقة، فالمشروع للجميع العناية بأدائها في أول الوقت، والتعاون في ذلك، وهم يعينونها على ذلك، لكن لو أخرتها حتى صلتها في آخر الوقت فلا حرج، لكن مع العناية التامة بعدم تأخيرها إلى الوقت الآخر، فتحرص على أن تؤدى في الوقت.  
 
2- أحرمت بالحج مفرداً من مكان إقامتي في جدة ليلة الثامن من ذي الحجة، وطفت طواف القدوم قبل يوم التروية، ثم سعيت سعي الحج بعد صلاة فجر يوم التروية، فهل الترتيب الزمني الذي أديت فيه المناسك المذكورة صحيح؟
لا حرج في ذلك، صحيح والحمد لله لكن لو سعيت مع الطواف مباشرة فهو أفضل، ولكن تأخيره كونك طفت في ليلة الثامن، أو في اليوم التاسع، ثم طفت في الليلة الثامنة، أو في يوم الثامن، ثم سعيت في صباح يوم التاسع، أو يوم التروية لا بأس، المقصود الفصل بين السعي وبين الطواف لا يضر لكن كون السعي يلي الطواف هذا هو الأفضل، فإذا طاف في اليوم الثامن، أو في السابع، ثم سعى بعد ذلك في اليوم الذي بعده، أو في الليلة فلا حرج في ذلك.  
 
3- ماذا علي إذا اضطررت للبس مخيط في لبس الإحرام لعذر شرعي كالمرض؟
إذا اضطر الإنسان أن لبس المخيط فلا بأس، وعليه الفدية وهي الصيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين كل مسكين له نصف الصاع من التمر، أو الأرز، أو الحنطة، أو ذبح شاة يعني جذع ضأن، أو ثني معز، تذبح في مكة للفقراء هذه الأحوال الثلاثة إذا احتاج إلى أن يغطي رأسه من أجل المرض أو يلبس المخيط للمرض، فإنه يفعل هذه الكفارة.  
 
4- في ثاني أيام التشريق يؤذن الظهر في الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والعشرين، وقد قمت برمي الجمرة الأولى في الثانية عشرة والدقيقة الثانية والعشرين -أي: قبل الأذان بثلاث دقائق- فهل يجزئ ذلك؟
إذا كانت زالت الشمس ولو ما أذن، إذا كانت الشمس مالت إلى جهة الغرب أجزأ ذلك ولو ما سمعت الأذان المهم الزوال، فإذا كنت رميت بعد الزوال فالحمد لله، وإلا فعليك دم عن رميك بعد الزوال.
 
5- قبل التحلل الأول نتفت شعرة، أو شعرتين من جسدي دون تعمد، فماذا علي؟
ليس عليك شيء إن كان عن نسيان، أو جهل ليس عليك شيء.
 
6- أعطيت زكاة مالي لإخوتي الذين ليس لهم القدرة على تكاليف الزواج هذه الأيام من سكن وغيره؛ وذلك حتى يستطيعوا التزوج، فهل يجزئ ذلك؟
نعم، الصدقة للإخوان ومساعدتهم للزواج إن كانوا فقراء من القرب، من أفضل القرب، ولا بأس أن يكون من الزكاة إذا كانوا فقراء مثلما قلت.
 
7- له عدد من القضايا في أحدها يسأل عمن احتفظ بوضوئه لفترة طويلة، هل يجزئ ذلك، أو لا؟
لا بأس، لو توضأ للظهر وبقي على طهارته للعصر والمغرب والعشاء لا بأس، النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى يوم الفتح عدة صلوات في وضوء واحد، وقال ــ ليتأسى به الناس، فالمقصود أنه إذا صلى صلوات كثيرة بوضوء واحد لم يحدث فالحمد لله، حتى لو صلى الفجر، وبقي على الطهارة للظهر والعصر والمغرب فلا حرج. بماذا تنصحون المسلم والحال ما ذكر سماحة الشيخ؟ الأفضل أن يتوضأ لكل صلاة أفضل، لما فيه من النشاط والأجر، ولكن لو صلى عدة صلوات بوضوء واحد فلا حرج. إذا حبس نفسه حبساً سماحة الشيخ؟ هذا مكروه ما ينبغي الحبس، إذا كان هناك مشقة، أو يحبس نفسه حبساً لا، ما ينبغي، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان، فينبغي له أن يتحلل من الأذى ويتوضأ والحمد لله إذا تيسر الوضوء.  
 
8- يسأل سماحتكم عن وسخ البهائم -أجلكم الله وأجل السامعين- على الملابس وعن الدِم -كما يعبر- وهل يؤثر ذلك على طهارة الملابس، أو لا؟
إذا كان البعر من الحيوانات المأكولة كالإبل والبقر والغنم لا يضر، لا حرج، ولو أصاب الثياب والبدن؛ لأنه طاهر، أما إذا كان من أرواث الحيوانات التي لا تؤكل كالحمار، والبغل، والكلب، والقط، هذه نجسة لا بد يزيلها من الثياب، ويطهر الثياب منها والبدن كذلك.
 
9- إنني إذا صليت النوافل لا أقرأ إلا الفاتحة؛ لأنني لا أحفظ من القرآن إلا شيئاً يسيراً، فهل ما فعلته صحيح؟
نعم، الفاتحة كافية في الفرض والنفل، لكن إذا زدت عليها من بعض الآيات، أو السور القصيرة مثل قل هو الله أحد، وإنا أعطيناك الكوثر، وأشباه ذلك فهذا أفضل، وإن اقتصرت على الفاتحة أجزأ ذلك والحمد لله، حتى في الفرض.
 
10- أنا شخص مريض بأمراض نفسية، وأتعالج من ذلك منذ فترة طويلة، وتنتابني كثير من أوقات السخط، وأفقدت رباطة جأشي في أوقات كثيرة.. ويستمر في وصف حاله سماحة الشيخ، ويرجوكم في النهاية التوجيه؟
نوصيك بسؤال الله العافية تسأل ربك أن الله يمن عليك بالصحة والعافية، تجتهد في ذكر الله وطاعته سبحانه وتعالى وأبشر بالخير، المقصود أن عليك الضراعة إلى الله وسؤال الله جل وعلا، أبشر بسؤال الله أن يمن عليك بالعافية والسلامة من هذا الذي تشكو منه، والله جل وعلا هو الجواد الكريم هو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر.  
 
11- يسأل سماحتكم عن الفاصل الزمني بين فريضة الصبح وسنتها -جزاكم الله خيراً-، وهل هناك أمر محظور فيما إذ قدم الفرض على النافلة؟
السنة أن يقدم النافلة، بعد طلوع الفجر، ركعتين سنة الفجر، ولو طال الفصل بينها وبين الفريضة لا يضر، سواء قربت من الفريضة، أو بعدت ما دام بعد طلوع الفجر السنة أن يصلي الركعتين، ثم يصلي الفريضة، فلو أخرها صلاها بعد الفريضة، أو بعد طلوع الشمس لكن السنة أن يقدمها، السنة للمؤمن أن يقدم سنة الفجر كما النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، ثم يصلي الفريضة.
 
12- إننا نقوم بتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم باستمرار، وذلك لكي يكون البيت معطراً بذكر الله دائماً، وأحياناً نخرج من المنزل وهو يشتغل، وأحياناً نتكلم ونتحدث وهو يقرأ، فهل تركه شغال ونحن غير موجودين يعتبر إسراف، وهل تحدثنا حوله يجوز، أم لا بد من الإنصات؟ جزاكم الله خيراً، وإذا استمع أناس، وتحدث أناس آخر، فهل يجوز ذلك
المشروع للمؤمن عند سماع القرآن أن ينصت، فإذا شغلته على قرآن فأنصتوا واستمعوا واستفيدوا، ولا تتحدثوا والقرآن يتلى، والله يقول سبحانه: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ (204) سورة الأعراف، المشروع للمؤمن أن يتحرى هذا الخير وأن يحرص عليه، متى سمع القراءة من الراديو من إذاعة القرآن، أو من شخص يتلو عندهم في المجلس يستمعون، ويستفيدون، ولا يشتغلون بالقول والكلام وإذا خرجتم وليس في البيت أحد أغلقوه، هذا هو الأفضل؛ لعدم الحاجة إلى تشغيله، وليس عنده أحد يستفيد من القراءة.   
 
13- كثير من الناس حينما يحضر إلى الصلاة في المسجد وهي مقامة يجدون أطفالاً يصلون، بعضهم أقل من السابعة وبعضهم أكثر من السابعة، فيقومون بإزاحتهم إلى طرف الصف ويصفون في مكانهم، وإذا كانوا في طرف الصف يؤخرونهم إلى الصف الذي يليه؛ مما يؤدي إلى قطع صلاتهم، فهل في عملهم هذا شيء، وماذا يجب علينا حين نشاهد مثل ذلك، وهل يجوز تأخير الذين أعمارهم أقل من السابعة من صفهم إلى الصف الذي يليه؟
أما من كان بلغ السابعة فالمشروع تركه، ولا يجوز تأخيره؛ لأنه سبق إذا لم يسبق إليه مسلم فهو أولى بمكانه، وفيه تشجيع له على المحافظة والمسارعة إلى الخير، فلا يؤخر، أما من كان دون السبع فهذا محل نظر، إن ترك فلا بأس لئلا يحصل عليه مضرة إذا أخر، ولئلا يعبث، أو يذهب إلى محل آخر يضره، تركه في مكانه أولى وأحوط حتى لا يحصل أي ضرر، أو يحصل منه عبث يضر أحد من الناس بتأخيره والتشويش عليه. إذن هناك مراعاة خاصة للأطفال في المسجد سماحة الشيخ؟ نعم، مراعاة؛ لئلا يقع عليهم شر إذا أخروا في الصلاة، قد يذهبون إلى جهات تضرهم، وقد يعبثون عبثاً يضرهم ويضر غيرهم، ثم أيضاً في تركهم في الصف تمرين لهم على المجيء، والحرص على الصلاة حتى إذا بلغوا وكملوا السابعة إذا هم قد تمرنوا. لو التفت الطفل وهو في الصف، لو تحرك حركة ربما تكون زائدة ما هو توجيه سماحتكم؟ يشيرون له حتى يهدأ، بالإشارة، ما دام في الصلاة بالإشارة. إذن سماحة الشيخ ممن يدعوا إلى اصطحاب الأطفال بعد تأديبهم إلى المساجد؟ يوجهون، حتى يعتادوا الخير نعم.  
 
14- هل يجوز أن تخصص الأضحية للميت فقط بعد وفاته، حيث أن كثيراً من العوام أصبح لزاماً عليهم إذا توفي والده، أو والدته، أو أخوه نحر له ناقة في أول عيد للأضاحي بعد وفاته مباشرةً، فهل يجوز ذلك، وما هو الجائز في الأضحية، وما هي الأضحية، وهل هي من الإبل، أم من البقر، أم من الغنم، وأيها أفضل؟
الضحية سنة، على الحي والميت، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحي شاة واحدة عنه وعن أهل بيته، أحياءهم وأمواتهم، وإن ضحى بناقة، ببعير، ببقرة فلا بأس، أما اعتقاد أنه يضحى عنه بجمل، أو ببقرة، أول سنة هذا لا أصل له، السنة أن يضحى بما تيسر، سواء كان ببقرة، أو بناقة، أو برأس من الغنم، الحمد لله، وإن جمع أهل بيته بواحدة كفى، لو ذبح شاة عنه وعن أهل بيته من زوجاته وأولاده أحياؤهم وأمواتهم فلا بأس، وإن جمعهم في بقرة، أو في ناقة فلا بأس، الأمر واسع بحمد الله.  
 
15- هل الأضحية في كل عام، أم مرةً في العمر؟
السنة في كل عام، الضحية كل عام، كان النبي يضحي كل عام -عليه الصلاة والسلام-، عنه وعن أهل بيته شاة واحدة، ويضحي عن أمة محمد بشاة ثانية يعني يضحي بشاتين، بكبشين أحدهما عنه وعن أهل بيته والثانية عمن وحد الله من أمة محمد -عليه الصلاة والسلام-.
 
16- كثير من الناس يصومون الخامس عشر من شعبان، فهل هذا وارد في السنة، أم أنه بدعة؟
ليس له أصل، أن يخص يوم الخامس عشر، ليس له أصل، وليس في السنة الصحيحة ما يدل على ذلك، لكن إذا صام أيام البيض الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر هذا مستحب في جميع الشهور، في جميع الشهور، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم أيام البيض ويصوم شعبان كله وربما صام أكثره، فتارة يصوم أكثره وتارة يصوم كله شعبان -عليه الصلاة والسلام-.  
 
17- متى نؤدي صلاة الليل؟
صلاة الليل ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كلها صلاة الليل من الفراغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، لكن الأفضل في آخر الليل، أو في جوف الليل، وإن صليته قبل أن تنام فذلك أيضاً طيب، وخير إذا كنت تخشى ألا تقوم من آخر الليل، فالأفضل أن تصلي في أول الليل قبل أن تنام، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض الصحابة بالإيتار قبل النوم، فكل إنسان أعلم بنفسه، فإذا كان يستطيع القيام في آخر الليل فهذا أفضل، وإلا صلى في أول الليل.  
 
18- قمت من النوم وكانت الشمس مصفرةً تقريباً فصليت العصر، هل صلاتي صحيحة؟
صحيحة وعليك التوبة إلى الله؛ لأنه لا يجوز تأخير العصر إلى عند اصفرار الشمس يجب أن تصلى قبل اصفرار الشمس، وعليك أن تخبر أهلك أن يوقضوك، أو تركب الساعة على وقت تؤدي فيه الصلاة مع المسلمين، ما يجوز لك التساهل، يجب أن تصلي مع المسلمين في مساجدهم صلاة العصر وغيرها، فلا يجوز تأخير صلاة العصر حتى تصفر الشمس لا للرجل ولا للمرأة، يجب على الرجل والمرأة تأدية صلاة العصر قبل أن تصفر الشمس، وعلى الرجل خاص أن يصليها في الجماعة في مساجد الله.  
 
19- هل يمكن أن نعطي الزكاة، أو الصدقة للخادمة؟
إذا كانت فقيرة تعلم حالها، وأعطيتها من الزكاة لا بأس، لكن للاحتياط أن يكفيها راتبها، وتعطيها ناس تعرف حالهم وفقرهم، تواسيهم تحسن إليهم، أما الخادمة فقد ــ أمرها وقد لا تعلم حالها كما ينبغي ولعل في راتبها ما يكفي.
 
20- يسأل سماحتكم مجموعة من الكتب، أولاً: الكتب التي تبحث في العقيدة؟
نعم، مثل فتح المجيد، الشيخ عبد الرحمن بن حسن، تيسر العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله، التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية، الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً، العقيدة الواسطية له أيضاً، زاد المعاد لابن القيم رحمه الله، إغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله، الصواعق المرسلة لابن القيم رحمه الله، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم رحمه الله، كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، الثلاثة الأصول، كشف الشبهات له أيضاً رحمه الله، كل هذه كتب عظيمة ومفيدة، الطحاوبة وشرحها لابن ابي العز، كلها طيبة في العقيدة وأعظم ذلك وأكبرها القرآن العظيم، هو أعظم وأكبر، وهو أصدق كتاب، وأعظم كتاب، كتاب الله القرآن، فهو كتاب عقيدة، وكتاب أحكام، فنوصي كل مسلم ومسلمة بالعناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته، وتدبر معانيه، ففيه العلم العظيم بالعقيدة والأحكام الشرعية، وهكذا أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كتب الحديث الشريف كالصحيحين البخاري ومسلم، مثل رياض الصالحين، منتقى الأخبار لابن تيمية، بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، كتب جيدة عظيمة في الحديث، عمدة الحديث للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، كتاب عظيم.  
 
21- أيضاً يسال سماحتكم عناوين لبعض كتب الفقه؟
كتب الفقه كثيرة، كتب الفقه كثيرة، لكن من أفضلها كتاب المغني للموفق عبد الله بن قدامة، والمجموع للنووي رحمه الله، والمقنع للموفق رحمه الله، عبد الله بن قدامة، كشَّاف القناع والمنتهى للحنابلة، شرح الزاد الروض المربع للحنابلة، حاشية ابن ابي القاسم. كل هذه كتب مفيدة. الحديث. تقدم بيانه. السيرة. سيرة ابن إسحاق، سيرة ابن هشام، زاد المعاد لابن القيم، كلها فيها السيرة النبوية، كتاب الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السيرة النبوية، كتاب للشيخ محمد أيضاً السيرة النبوية كلها مطبوعة.  
 
22- نحن عشرة ونعمل في مزرعة، ونبعد عن أقرب مسجد لنا حوالي أربعة كيلو مترات، فقام فرد منا نحن العشرة وحضّر خطبة الجمعة وخطب فينا في نفس مكان العمل، هل ما فعلناه صحيح؟
إذا كنتم ساكنين في المحل فلا بأس أن تقيموا صلاة الجمعة؛ لأنكم بعيدون عن الجوامع، أما إذا كنتم لا، إنما تأتون لبعض الإصلاحات فليس لكم أن تصلوا الجمعة في هذا المكان، عليكم أن تسعوا إلى الجمع، فإن لم تسعوا صلوا ظهراً في محلكم؛ لأنكم بعيدون، وإن سعيتم وصليتم مع الناس فذلك أفضل لكم، وإن كنتم بعيدين فالسيارات والحمد لله، المقصود أن المحل هذا إذا كان فيه مستوطنون مقيمون شتاء وصيفاً، فأنه تقام بينهم الجمعة، وأنتم معهم تصلون معهم الجمعة، أما إذا كان لا، إنما عمال غير مستوطنين وأنتم تزورون المحل زيارة فقط، فليس لكم أن تقيموا الجمعة في المحل هذا، ولكن تصلون مع الناس الجمعة، وإن صادف يوم الجمعة، وأنتم هناك وصليتم ظهراً فلا بأس للبعد.  
 
23-  ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث معناه (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ فلا صلاة له)، اشرحوا لنا هذا الحديث، جزاكم الله خيراً؟ وإذا عرفت إنساناً مقيم للصلاة ولكنه يرتكب الفحشاء، فكيف أوفق بين ما رأيت وبين هذا الحديث، جزاكم الله خيراً؟
هذا الحديث معروف عن ابن مسعود من كلامه رضي الله عنه، موقوف من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولا أعلم صحته مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو من باب الوعيد، فالواجب على المؤمن أن يحذر الفحشاء والمنكر، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، وأن تكون صلاته تنهاه عن هذا الشيء، كما قال جل وعلا: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
فالواجب على المسلم أن يعالج وضعه وأن يجتهد في التوبة إلى الله من معاصيه، فإذا كان يصلي ومع هذا مقيم على المعاصي؛ فهذا معناه أنه لم يؤدِ الصلاة كما ينبغي، ولم يقمها كما ينبغي، ولو أقامها كما ينبغي؛ لنهته عن الفحشاء والمنكر، فالواجب عليه أن يحاسب نفسه، وأن يتقي الله، وأن يصلي كما أمر الله، وأن يحذر الفحشاء والمنكر، ويتوب إلى الله من ذلك.
 
24- لي أخ شقيق أكبر مني سناً له عندي مبلغ من المال، وأنا أرغب في الحج، هل لي أن أحج أولاً ثم أسدد، أم أسدد ثم أحج؟ جزاكم الله خيراً؛ ذلك لأن أخي ليس بفقير.
عليك أن تسدد الدين، الواجب أن تسدد الدين إذا كان حالاً إلا إذا سمح لك فلا بأس، وإلا فالواجب أن تسدد الدين، والحج لا يجب عليك إلا مع الاستطاعة، والدين مقدم على الحج إذا كنت لا تستطيع الحج مع قضاء الدين، فقدم الدين إلا إذا سمح أخوك، أو غيره من أهل الدين سمحوا لك فلا بأس.
 
25- يطلب أن توجهوه -سماحتكم جزاكم الله خيراً- إلى مشروعية صلاة خاصة بالمريض، هل ورد في ذلك شيء؟
لا أعلم شيئاً يخص المريض، ولكن يتقي الله ما استطاع، والله جل وعلا يكتب له أجره، يقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم)، يعني أعماله التي يعملها في الصحة تكتب له من صلاة الضحى، من صيام من غير ذلك إذا منعه المرض تكتب له أجورها؛ لأنه حبسه عذر شرعي يقول -صلى الله عليه وسلم- لما كان في غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا وهم معكم)، وفي لفظ آخر: (إلا شركوكم في الأجر)، قالوا: يا رسول الله وهم في المدينة، قال: (وهم في المدينة، منعهم العذر، حبسهم المرض)، فالمريض له أجوره التي وله أعماله التي كان يعملها حال الصحة، وعليه أن يصلي الفريضة حسب طاقته، وإذا صلى النافلة حسب طاقته فهذا خير وأفضل.   
 
26- أخونا يسأل عن قضية دارت على ألسنة العامة، وهي: أنه يجب أن تغسل ملابس الميت جميعها والتصدق بها، ما هو توجيه سماحتكم؟
ليس على هذا دليل، تصدق بها، وإن لم تغسل إلا إذا كان فيها نجاسة تغسل، أما إذا كان ما فيها نجاسة هم غسلوها؛ لأجل مصلحة الفقير جزاهم الله خيراً، وإن تصدقوا بها ولم تغسل فلا بأس. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير! مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

503 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply