حلقة 848: هل أبو الزوج من الرضاع، وأجداده كأبيه من النسب - مس الفرج بدون حائل هل ينقض الوضوء - صلاة الوتر - كشف المرأة عند ابن أخت الزوج - هل تقبل صلاة من لا يصلي الصلوات الخمس إلا في بيته ما عدا الجمعة؟ - قضاء الصيام

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

48 / 50 محاضرة

حلقة 848: هل أبو الزوج من الرضاع، وأجداده كأبيه من النسب - مس الفرج بدون حائل هل ينقض الوضوء - صلاة الوتر - كشف المرأة عند ابن أخت الزوج - هل تقبل صلاة من لا يصلي الصلوات الخمس إلا في بيته ما عدا الجمعة؟ - قضاء الصيام

1- هل أبو الزوج من الرضاع، وأجداده كأبيه من النسب؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فإن أبا الزوج من الرضاع، وهكذا أجداده من الرضاع، وهكذا بنو الزوج من الرضاع كلهم كالنسب، عند عامة العلماء، ولم ينقل في ذلك خلاف يعتبر إلا خلافاً شاذاً لا يعتبر، بل الذي عليه جمهور الأئمة، والأئمة الأربعة رحمهم الله أن أبا الزوج من الرضاعة كأبيه من النسب، وهكذا جده من الرضاعة كجده من النسب؛ لعموم قوله جل وعلا: وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء (22) سورة النساء ، وقوله سبحانه في زوجات الأبناء: وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ (23) سورة النساء، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)، فكما أن الآباء آباء الزوج وأجداده من النسب محارم، فهكذا من الرضاع، وهكذا زوجات البنين من الرضاع محارم، كالنسب، وأما قوله سبحانه: مِنْ أَصْلاَبِكُمْ، فهذا احتراز من الأدعياء كما قال أهل العلم، الدعي كان أهل الجاهلية يدعون يتبنون أولاداً وينسبونهم إليهم، ومن ذلك زيد بن حارثة كان صلى الله عليه وسلم تبناه وكان ينسب إليه ويقال: زيد بن محمد، فلما أنزل الله قوله جل وعلا: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ (5) سورة الأحزاب ، وقوله جل وعلا: وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ (4) سورة الأحزاب. دعي إلى أبيه زيد بن حارثة، أما أبناء الرضاع، فهم كالنسب وهكذا آباء الرضاع كالنسب سواء بسواء عند الأئمة الأربعة، وجمهور أهل العلم، ولم يحك أبو محمد المقدسي الموفق رحمه الله في المغني خلافاً في ذلك.  
 
2- هل مس الفرج دون حائل ينقض الوضوء، ولو بدون شهوة؟
مس الفرج ينقض الوضوء إذا كان بغير حائل مس اللحم باللحم ولو بدون شهوة، هذا هو الصواب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين ـــــــ فقال: (أي رجل أفضى بيده إلى فرجه إلى فرجه ليس دونهما ستر فقد وجب عليه الوضوء، وأيما امرأة أفضت بيدها إلى فرجها ليس دونها ستر فقد وجب عليها الوضوء)، ولم يشترط الشهوة، فدل ذلك على أن مس الفرج ينقض الوضوء مطلقاً بشهوة، أو بغير شهوة، سواء كان الرجل، أو المرأة إذا مس الرجل فرجه، أو فرج امرأته، أو فرج الطفل انتقض وضوؤه، وهكذا المرأة إذا مست فرجها، أو فرج زوجها، أو فرج أطفالها انتقض الوضوء. الواقع سماحة الشيخ يغفل كثير من الأمهات عن هذه الحكم؟ لا، هذا مهم؛ لأن إذا كان مس الفرج للإنسان ينقض الوضوء ــ من باب أولى. إذن على الأم إذا طهرت أولادها وهي متوضئة عليها أن تعيد الوضوء؟ إذا مست فروجهم، ذكوراً كانوا، أو إناثاً.  
 
3- أصلي في الليل ركعتين، وأصلي ثلاثاً وتراً، هل هذا يجوز؟
نعم، الوتر أقله ركعة، فمن أوتر بركعة، أو بثلاث، أو بأكثر فقد أصاب وأحسن، وأقله ركعة والحمد لله.
 
4- ابن أخت زوجي منذ كان عمره سنة والآن عمره ثلاث عشرة سنة وهو معنا في منـزل واحد، هل يجوز لنا الكشف عليه إذا بلغ؟
ليس لك الكشف عليه؛ لأنه أجنبي، ابن أخت الزوج، وابن أخي الزوج، وأخو الزوج نفسه كلهم ليسوا محارم، كلهم أجناب، الواجب عدم كشفك لهم، وعدم الخلوة لواحد منهم؛ لأنهم ليسوا محارم. المقدم: بنات أختي هل يجوز لهن الكشف على زوجي إذا بلغن؟ جزاكم الله خيراً. الشيخ: بنات أختك أجنبيات من زوجك، وهكذا أخواتك أنفسهن أجنبيات ليس لهن الكشف لزوجك ولا الخلوة به، ليس لواحدة أن تخلو به.  
 
5- رجل بلغ من العمر ستين عاماً وهو لا يصلي الصلوات الخمس إلا في بيته ما عدا الجمعة يصليها في المسجد، فهل تقبل صلاته، علماً أن المسجد بجوار البيت؟
هذا قد فعل منكراً عظيماً، وخالف الشرع؛ لأن الشرع يلزمه بالحضور في جماعة المسلمين لكن الصلاة صحيحة في أصح قولي العلماء، الصلاة صحيحة، ليس عليه إعادة، وعليه التوبة إلى الله، عليه التوبة إلى الله من تأخره عن المسجد، وعن الجماعة فصلاته في البيت بغير عذر، هذا لا يجوز، فعليه أن يتقي الله، وأن يصلي مع الناس، وأن يتوب إلى الله مما سلف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر)، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: (خوف أو مرض)، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، قال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل من رخصة أن أصلي في بيتي، فقال عليه الصلاة والسلام: (هل تسمع النداء بالصلاة، قال: نعم، قال: فأجب)، هذا أعمى ليس له قائد ومع هذا يقول له النبي أجب، ليس له رخصة، ليس لك رخصة، فالواجب على المؤمن الذي يستطيع الحضور إلى المسجد أن يحضر إلى المسجد ويصلي مع الناس وليس له التخلف والصلاة في بيته.  
 
6- يقال: إن وضع لبان النار في أوقات الغروب والشروق يبعد الشياطين من البيت، هل هذا صحيح؟
ما بلغني شيء في هذا، أو لا أعلم شيئاً في هذا.
 
7- إن لديها أخاً لا يصلي ولا يصوم وعمره خمس وعشرون سنة، وهو من يوم أن بلغ وهو لا يعرف الصلاة ولا الصوم، فهل يجوز أن نأكل معه؟ وهل يجوز أن أخطب له زوجة تصلي؛ عسى أن تعينه على العودة إلى دينه؟ أم نخطب له زوجة مثله لا تصلي؟ وهل هو خال لبناتي يجوز لهن أن يكشفن عليه؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.
عليكم أن تنصحوه؛ لأن هذا منكر عظيم، فعليكم أن تنصحوه لعل الله يهديه بأسبابكم؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، فالواجب أن ينصح وأن يوجه إلى الخير، فإن لم يستجب يرفع أمره إلى المحكمة إلى ولاة الأمور حتى يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
أما الكشف له فلا بأس؛ لأنه محرم ولو كان كافراً، محرم لأخواته وبنات أخيه وبنات أخته هو محرم، لكن يجب أن يهجر وأن يشدد عليه، إذا لم ينفع فيه الكلام الطيب يجب أن يهجر ويبين له الكراهة لعمله والمقت لعمله وأنه أتى منكراً عظيماً لعل الله يهديه بأسباب ذلك.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. بالنسبة للخطبة له، يريدون أن يزوجوه فيزوجوه مصلية أو تاركة صلاة؟
الشيخ: لا ما يجوز يتزوج مصلية؛ لأنه ما يحل لها تتزوجه، المصلية لا يحل لها أن تتزوج بإنسان لا يصلي، بل عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وينبغي أن يترك حتى لعل الله يمن عليه بالتوبة، ولا يغرر به أحد؛ لأن التي لا تصلي قد يزيدها شراً، إذا كانت لا تصلي تحل له التي ما تصلي مثله كافرة مثله، تحل له، لكن كونه يساعد في ذلك قد يضرها هي أيضاً، قد يزيدها شراً إلى شرها.
المقدم: إذاً يتأنى في موضوع الزواج.
الشيخ: التأني أولى، التأني أولى حتى لعل الله يهديه، لعله يرجع إلى الصواب.
 
8- تسأل أختنا عن صيام قضاء شهر رمضان الذي أفطرته المرأة بسبب النفاس أو الحيض، هل يجوز لها القضاء يوماً بعد يوم، وإذا تركته حتى جاء رمضان آخر فما الحكم؟
الواجب عليها القضاء، ولو غير متتابع ولو مفرقاً لا بأس؛ لأن الله يقول: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (185) سورة البقرة، وهكذا النفساء، والحائض تقضي لكن لا بأس أن تفرق تصوم يوم وتفطر يوم لا حرج، ولا يجوز التأخير إلى رمضان، بل يجب البدار، حتى يصام كل رمضان. ومن أخرت حتى جاء رمضان آخر؟ ثم قضت؟ إذا أخرت عليها التوبة، وعليها القضاء، وعليها إطعام مسكين عن كل يوم زيادة، ثلاثة أمور: عليها التوبة إلى الله والندم، وعليها القضاء، وعليها إطعام مسكين عن كل يوم، إذا كان في التأخير عنها ما لها عذر، إذا كان مع القدرة، ما عندها مانع، ما عندها مرض يمنعها، ولا عذر لكن أخرت تساهلاً فعليها القضاء والتوبة وإطعام مسكين عن كل يوم، نصف صاع عن كل يوم، يجمع ويعطى بعض الفقراء بعدد الأيام. نصف الصاع كم يعادل بالكيلو لو تكرمتم؟ كيلو ونصف. إذن تعطي عن كل يوم أخرته لغير عذر كيلو ونصف لأحد المساكين. نعم.  
 
9- ما الحكم إذا تحدى شخص شخصاً آخر على فعل شيء، وحلف بالله على ألا يفعل، واستطاع الشخص الآخر أن يمنعه، هل عليه كفارة؟
إذا حلف ألا يفعل،، ثم فعل عليه الكفارة، إذا قال والله ما أزور فلان، ثم زاره، والله ما أصنع لك غداء، أو عشاء، ثم فعل عليه كفارة، كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن عجز ليس عنده قدرة على الإطعام، والكسوة، والعتق يصوم ثلاثة أيام. الإطعام كيف يكون؟ نصف صاع لكل واحد، عشرة فقراء كل واحد نصف صاع، أو يعشيهم وجبة واحدة، أو يغديهم وجبة واحدة.  
 
10- يسأل عن مجاهدة النفس، هل هي من أعظم الجهاد، وكيف يكون ذلك؟
نعم، مجاهدة النفس من أهم المهمات، وهو جهاد في سبيل الله في الحقيقة، في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (المجاهد من جاهد نفسه لله)، والله يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) سورة العنكبوت، فمجاهدة النفس في أداء الواجبات وترك المحارم، والوقوف عند حدود الله هذا من أهم الجهاد، ومن أهم الواجبات والفرائض.  
 
11-  يسأل سماحتكم تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [آل عمران:103]؟
كل إنسان.. كل من كان على الكفر بالله ثم تاب فهو على شفا حفرة من النار، فإذا كان كافراً بأي نوع من أنواع الكفر بعبادة الأوثان والأصنام وعبادة الأولياء والأنبياء بسب الدين بأي ذنب من الذنوب، فهو على حفرة من النار.. على شفا حفرة من النار، متى مات صار إليها نسأل الله العافية، لكن إذا من الله عليه بالتوبة فقد أنقذه الله، وكان الصحابة الذين هداهم الله للإسلام على هذه الصفة، على شفا حفرة من النار لكفرهم، فلما هداهم الله للإسلام وتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم أنقذهم الله.
 
12- أريد أن أحفظ القرآن الكريم غيباً إن شاء الله، فهل لسماحتكم أن تدلوني على الطريق المثلى، والعوامل التي تعين على ذلك، فأنا كثيراً ما أنسى، وهل لي الاستعانة بالأشرطة في متابعة المصحف؟
عليك أن تستعين بالله، وأن تسأله كثيراً أن يعينك ويوفقك، وتتحرى الأوقات المناسبة التي فيها الذهن فارغ، بعد الفجر في الليل، تلتمس الأوقات المناسبة لتحفظ قليلاً قليلاً، وتتعاهد الحفظ بالقراءة والدراسة حتى لا يتلفت، وإذا استعنت بالأشرطة التي سجل فيها القرآن؛ لتستفيد ولتتذكر طيب، لا بأس، كله طيب.  
 
13- هل على المرأة أذان وإقامة حين تريد الشروع في الصلاة، أم تكفيها الإقامة بنفسها، أو إقامة المسجد المجاور؟
ليس على المرأة أذان ولا إقامة، إنما هذا من فعل الرجال، أما المرأة تصلي من دون أذان، ولا إقامة والحمد لله.
 
14- هل تجب الزكاة للذهب الذي أعد للزينة واللبس، علماً بأنه مع مرور الزمن على هذا الحلي تبيعه لتستبدل غيره؟
الصواب أنه فيه الزكاة الحلي المعد للزينة، واللبس، فيه خلاف بين العلماء، ولكن الصواب الذي نفتي به أن فيه الزكاة كلما حال عليه الحول، إذا بلغ النصاب، وبلغ أحد عشر جنيه ونصف، إذا كان من الذهب، في كل ألف خمسة وعشرون، ربع العشر، هذا هو الصواب، التي دلت عليه السنة، سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعض أهل العلم يرى أنه إذا كان معداً للبس لا شيء فيه، ولكن هذا قول مرجوح والصواب أن فيه الزكاة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أمر امرأة عليها بعض الأسورة فيما يدل على وجوب الزكاة قال لها لما رأى عليها سوارين قال: (أتودين زكاة هذا؟) قالت: لا، قال: (أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار)، فألقتهما وقالت: هما لله ولرسوله، فالوعيد على عدم الزكاة بالنار، يدل على وجوب الزكاة، وكذلك قال لأم سلمة لما سألته وكانت تلبس أوضاحاً من ذهب، أكنـز هذا، فقال: (ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنـز)، فجعل الحلية ليس بالكنـز إذا أديت الزكاة. كونها تلبسه لفترة ثم تبيعه لتستبدله بغيره هل يسقط هذا الزكاة؟ الصواب إذا باعته قبل تمام الحول ما عليه زكاة، لكن إذا عادت وشرت يبتدئ الحول، إذا كان الدراهم عندها فالزكاة باقية، إذا كانت باعت الذهب بدارهم فالزكاة باقية في الدراهم، على الحول السابق، تزكيها، لكن لو باعت الحلي، واشترت بالدراهم حاجاتها مثل سيارة؛ للركوب مثل ملابس، مثل فرش للبيت انقطع الحول، صار ما فيه زكاة؛ لأنه ما هو للتجارة، فإذا عادت واشترت حلي أخرى صار يكون فيها الزكاة إذا حال عليها الحول.  
 
15- هل للمرأة أن تستعمل المكياج في وجهها لتتزين أمام زوجها؟
لا بأس فيها، المكياح لا بأس به، وهكذا الكحل، وغسل الوجه وغيره بالصابون وغيره، الشامبو، وغسل الرأس، وغيره فالمقصود هذه الأشياء لا حرج فيها، استعمال الشيء الذي ينظف الوجه وينوره، أو الرأس، كل هذا لا حرج فيه إذا كان مباحاً، إذا كان ما فيه محظور، أما إذا كان نجس، لا يستعمل، فيه شيء من المسكرات، لا يستعمل.
 
16- عندما أريد أن أصلي بعض النوافل في البيت فإنني قد أنسى أن أضع سترةً أمامي، ولا أتذكر إلا بعد الشروع في الصلاة، ولكني أنوي أن مكان سجودي بمثابة السترة، فهل عملي هذا له أصل في الشرع؟
السترة سنة، كونك تصلي إلى سترة سنة جدار، أو سارية، أو عمود، أو ــ أو مركى، سنة مؤكدة لكن محل السجود ما هو سترة، وطرف المصلى ما هو سترة، السترة شيء ينصب علامة. 
 
17- إذا كان لدي خالات ولهن أبناء وبنات، وأُرضعت من إحداهن الرضعات المعتبرة شرعاً وفي الحولين، ولكن ابنها لم يرضع من والدتي، فهل أنا أخ له ولجميع إخوانه وهو كذلك، أم أننا أخوين لبعض دون إخوتي وإخوته؛ بحكم أن الرضاع حصل بيننا نحن الاثنين فقط؟
إذا ارتضع الإنسان من خالته رضعا كاملاً خمس مرات فأكثر في الحولين فجميع أولادها أخوة له اللي معه واللي قبله واللي بعده، إذا ارتضع الإنسان من خالته، أو من عمته، أو من غيرهما رضاعاً كاملاً خمس مرات، أو أكثر حال كونه في الحولين قبل أن يفطم، فإن هذا الرضاع رضاع شرعي يكون ولداً لها، ويكون أخاً لأولادها كلهم كبيرهم وصغيرهم، الذي رضع معه والذي قبله والذي بعده، لكن لا يكون أخوة لإخوانك الذين ما رضعوا، إخوة لك فقط، وأنت أخوهم؛ لأنك رضعت من أمهم فهي أمك، وأبوها جدك، وأخواتها خالتك، وأخوتها أخوالك.  
 
18- ما صحة هذا الحديث: (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصلِّ علي، وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني)؟
ليس له أصل، ليس له أصل فيما نعلم.
 
19- إنني قمت بأداء فريضة الحج، والحمد لله رب العالمين، ولكن أثناء ارتدائي الإحرام، وفي منى قبل يوم عرفة كنت جالساً تحت شجرة مزروعة، ومن اشتداد الحرارة وضعت الشمسية عليها، وقمت بكسر أحد فروعها الصغيرة ناسياً ومتجاهلاً أنني محرم؛ وذلك من شدة الحرارة، فهل علي شيء؟ مع أنني سألت أحد الإخوان، فقال لي: ما دامت الشجرة مزروعة من أحد الأفراد، ولم تخرج من نفسها نابتة فليس عليك شيء.
المحرم إذا استظل بالشجر، أو بالشمسية، أو بالجبل، أو بالخيمة لا حرج عليه، والحمد لله، الصواب ليس عليك شيء سواء كانت الشجرة نابتة من نفسها، أو أنبتها غيرها، يعني غرسها إنسان، أو أنبتت بإذن الله عز وجل، من دون غراس، الحاصل أن كون المحرم يستظل بالشجرة، أو بالخيمة، أو بالشمسية، أو ما أشبه ذلك. لا حرج في ذلك.  
 
20- إذا كسر من شجرة مزروعة -كسر منها غصناً-، فهل يعد منتهكاً لحرمة الحرم
نعم، إذا كانت في الحرم، لا يكسر شيء ولا يتعدى حتى الشوك لا يأخذه. وإذا كانت مرزوعة كما قيل له؟ لا المزروعة لا بأس، الزرع الآدمي لا بأس. إذا ليس عليه كفارة؟ ليس عليه شيء.  
 
21- قمت بأداء فريضة العمرة وهي العمرة الأولى لي، أثناء أداء العمرة وأنا في مكة المكرمة قمت بحل الإحرام بعد أداء العمرة، وخرجت إلى ميقات خارج مكة، وقمت مرةً أخرى بلبس الإحرام؛ لأداء عمرة لوالدتي المتوفاه، وذلكم في يوم واحد، فهل ما فعلته صحيح؟
لا حرج في ذلك، كونه يؤدي العمرة، ثم يخرج إلى التنعيم، أو الجعرانة، أو عرفة إلى الحل يعني، ثم يحرم بعمرة ثانية لأبيه أو لغيره لا بأس هذا الصواب.  
 
22- إنني فتاة أبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، وأتمنى من الله أن يرفع عني هذا الظلم الذي أعانيه، ومشكلتي هي: أن والدي يرفض أن يزوجني لأي أحد يتقدم لي حتى وإن كان صالحاً وخالياً من العيوب التي يرد بها الزوج؛ بحجة أنه يريد أن يزوجني لأحد أبناء أخيه، وأنا محرومة من أن أسأل عن رأيي، بل الأمر كله لأبي، ثم تستمر على هذا المنوال سماحة الشيخ، وتنتهي إلى أن تسأل سماحتكم: ما هو توجيهكم لها ولوالدها جزاكم الله خيراً، إذ أنها تطمح في ذرية صالحة إن شاء الله؟
الواجب على والدك أن يزوجك إذا خطب الكفء، وليس له أن يحبسك لابن عم، أو غيره، بل يجب على الوالد أن يزوج موليته إذا خطبها كفء، الذي يناسبها، وليس له أن يجبرها على إنسان لا ترضاه لا من الأقارب، ولا غيرهم، فالواجب عليه تقوى الله، وأن يخاف الله ويراقبه، فهي أمانة، بنته، وهكذا أخت الإنسان، وهكذا بنت أخيه إذا كان وليها، أمانة، يجب على ولي المرأة أن يختار لها الكفء، وأن يزوجها بالكفء إذا تيسر، وألا يحبسها، و يظلمها من أجل قريب له، نسأل الله العافية. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير! مستمعي الكرام كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد، شكراً لسماحته، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

478 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply