حلقة 871: حكم تارك الصلاة - معنى قول الرسول ليس منا من فعل كذا - حكم النقاب - كيفية التسبيح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

21 / 50 محاضرة

حلقة 871: حكم تارك الصلاة - معنى قول الرسول ليس منا من فعل كذا - حكم النقاب - كيفية التسبيح

1- هناك أحاديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبين فيها أن تارك الصلاة كافر، فهل هذا الكفر يخرج من الملة؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد.. فالصلاة عمود الإسلام وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وتركها كفر أكبر عند جميع العلماء إذا جحد وجوبها وإن صلى، إذا جحد وجوبها كفر بإجماع المسلمين؛ لأنه مكذبٌ لله ولرسوله، الله يقول سبحانه: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ (43) سورة البقرة. ويقول جل وعلا حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى (238) سورة البقرة. ويقول -جل وعلا-: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ (45) سورة العنكبوت. وإن تركها ولم يجحد وجوبها، أو ترك بعضها كفر أيضاً -في أصح قولي العلماء- سواءٌ ترك الخمس أو الظهر وحدها أو العصر وحدها أو الفجر وحدها أو الجمعة وحدها يكفر بذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في الصحيح. والكفر والشرك إذا أطلق معرفاً فهو الكفر الأكبر، هذا هو الأصح من قولي العلماء في هذا، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة -رضي الله عنه-. وسأل الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأمراء الذين لا يقيمون الصلاة الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها قالوا: (أفنقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) وفي لفظٍ: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) فدل على أن الأمراء والملوك والخلفاء الذين لا يقيمون الصلاة كفرهم كفرٌ بواح لا شبهة فيه، فالواجب على جميع المسلمين من الأمراء والملوك والوزراء وغيرهم رجالاً ونساءً الواجب على الجميع العناية بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها، فمن تركها وأعرض عنها فقد كفر كفراً أكبر -في أصح قولي العلماء-. وقال جماعة من أهل العلم أنه كفرٌ دون كفر، وظلم دون ظلم، إذا كان يقر بوجوبها ولا يجحدها، ولكن هذا القول ضعيف، والصواب أنه كفرٌ أكبر فيجب الحذر من ذلك، ويجب التواصي بالمحافظة عليها، وإقامتها في الجماعة في أوقاتها، يجب على الرجال أن يقيموها في الجماعة في بيوت الله، جميع الخمس, الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، كثيرٌ من الناس قد يتساهل في الفجر فيصليها في البيت أو بعد الشمس، وهذا منكر عظيم يجب الحذر من ذلك والتواصي بترك ذلك، فإن هذا من عمل المنافقين، وهكذا النساء يجب عليهن أن يصلينها في الوقت، يجب على النساء أن يصلينها في الوقت، جميع الأوفات الخمسة مع المحافظة على الطمأنينة والخشوع فإن الصلاة عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وهذا الحديث يبين أن تارك الصلاة قد أتى جريمة عظيمة، وأنه كافر يحشر مع فرعون وقارون وأبي بن خلف، هؤلاء من صناديد الكفرة ومن رؤساء الكفرة، ووجه حشره معهم؛ لأنه إن ضيعها من أجل الرئاسة والملك صار شبيهاً بفرعون شغله ملكه وكبره عن إتباع الحق، وإن شغله عن الصلاة الوزارة والوظيفة شابه هامان وزير فرعون فيحشر معه يوم القيامة -نسأل الله العافية- وإن شغله عن الصلاة المال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض بسبب كبره واشتغاله بالمال عن طاعة الله ورسوله، وإن شغلته التجارة والبيع والشراء عن الصلاة شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة من الكفرة الذي قتل يوم أحد قتله النبي -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، فالواجب الحذر من التساهل بالصلاة، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العظيم، أن التكاسل عنها والتثاقل عنها من صفات أهل النفاق، قال تعالى في سورة النساء: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء. هذه من صفاتهم الخبيثة، وقال -جل وعلا- في سورة التوبة: وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) سورة التوبة. فالواجب الحذر والعناية بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها من الرجال والنساء، ويجب الحذر بوجهٍ خاص من تضييع صلاة الفجر في الجماعة بسبب السهر، يجب الحذر من السهر الذي يحملك على ترك الصلاة في الوقت أو في الجماعة، وهذا عام للرجال والنساء، يجب الحذر من ترك الصلاة كلها، والحذر من إضاعتها في الجماعة في حق الرجل, والحذر بوجه أخص من إضاعة صلاة الفجر من الرجال والنساء جميعاً؛ لأنه تشبه ظاهر بأهل النفاق، وكثير من الناس يسهر على التلفاز أو على الإذاعة أو على اللعب بالورق أو ما أشبه ذلك، أو على...........فإذا جاء الفجر فإذا جيفة ميت لا يستطيع أن يقوم وهكذا المرأة, وهذا منكرٌ عظيم يجب الحذر، يجب أن تنام مبكراً حتى تستطيع أن تقوم لصلاة الفجر، وإياك أن تشتغل بالتلفاز أو بسماع الأخبار، أو بأي شغل حتى ولو بقراءة القرآن ليس لك أن تقرأ القرآن تسهر حتى تضيع صلاة الفجر، مع أن القرآن فيه فضل عظيم، لكن ليس لك أن تسهل سهراً يسبب لك إضاعة الصلاة في وقتها أو في .......، ومن البلايا والمحن ما حدث أخيراً بما يسمى (الدش) يسهر عليه كثيرٌ من الناس، يسمعون ويرون فيه أشياء تضرهم في دينهم ودنياهم، فيجب الحذر من ذلك فإن هذه الدشوش فيها خطرٌ عظيم، وقد كتبنا فيها نصيحة عامة، فأوصي إخواني جميعاً بالحذر منه، وعدم تركيبه، والحذر من السهر على التلفاز أو غيره، والحذر من سماع الملاهي وكل ما حرم الله، ويجب التواصي بهذا؛ لأن الله سبحانه يقول: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (1-3) سورة العصر. ويقول سبحانه: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الدين النصيحة، الدين النصيحة’ الدين النصيحة, قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم). فاعمل بالنصيحة لأهل بيتك وإخوانك أن تحذرهم من السهر والعكوف على التلفاز أو الدش أو غير ذلك، أما السهر في طاعة الله، التهجد في قراءة القرآن في مطالعة العلم في الدراسة فلا بأس سهراً قليلاً لا يحمل على ترك الصلاة في الجماعة إذا سهر قليلاً في العلم في طاعة الله ورسوله, في دراسة العلم في التهجد هذا أمر مطلوب وهو مأجور، لكن يحذر أن يكون هذا السهر يشغله عن الفريضة، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة وأبا الدرداء أن يوترا في أول الليل لما كانا يدرسان العلم، فيشق عليهما القيام في آخر الليل، لكن من قوي أن يقوم في آخر الليل ينام مبكراً حتى يقوم آخر الليل يصلي من الليل, ويصلي صلاة الفجر في جماعة، حتى يجمع بين الخير كله، نسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق والهداية، وصلاح النية والعمل، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
 
2- هناك أحاديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول فيها: ليس منا من فعل كذا، وليس منا فعل كذا، فهل كلمة ليس تخرج من الملة، وإذا كانت تخرج من الملة فهل هو مخلد في النار والعياذ بالله، وكيف الجمع بين هذه الأحاديث وأحاديث الشفاعة التي تقول: (أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وأخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان)؟
هذه الأحاديث التي فيها ليس منا في الغالب والأكثر أنها من باب الوعيد والتحذير والترهيب، من باب .............. المعاصي ولا تخرج صاحبها من الإسلام إذا لم يستحلها ولكن فيها الحذر فيها الترهيب والتحذير، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) -يعني عند المصيبة- هذا وعيد وليس كفراً، وقوله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه), (لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه) كل هذا من باب التحذير والترهيب من الأخلاق الذميمة والحث على الأخلاق الكريمة، وهكذا ما أشبه ذلك، المؤمن يحذر ما حذر منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويبتعد عنه وهذه المعاصي تنقص في الإيمان وتضعف الإيمان، ومثله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن) الحديث يعني الإيمان الكامل الواجب، ليس معناه أنه كفر، السارق ما هو بكافر والزاني ليس بكافر إذا لم يستحل, إذا كان يعرف أنها معصية ولكن حمله الهوى والشيطان يكون عاصي إيمانه ضعيف ناقص معرض للوعيد على خطر من دخول النار، وهكذا شارب الخمر, إلا إذا استحل إذا قال: "الزنا حلال" يكفر كفراً أكبر، وهكذا لو قال شرب الخمر حلال يكفر كفراً أكبر، وهكذا لو قال .......الناس بالسرقة ......حلال يكون كفرٌ أكبر، وهكذا لو قال الربا كله بأنواعه كلها حلال جميع أنواع الربا كلها حلال يكون كفر أكبر، أما إذا فعل بعض الربا ولم يستحله فعل بعض الربا يكون عاصٍ أتى كبيرة، أو تعاطى أنواع الربا لكن لم يستحل ذلك، بل أطاع هواه ورابى, هذه معصية يكون إيمانه ضعيف, ناقص الإيمان, وهو معرض للوعيد ودخول النار، وهكذا من عق والديه أو قطع أرحامه ولم يستحلها, هذا يكون قد تعرض للوعيد، هو على خطر من دخول النار، وهو تحت مشيئة الله -عز وجل-. فالمقصود أن هذه الألفاظ ليست تدل على الكفر الأكبر ولكنها من باب الوعيد "ليس منا، ليس منا" أو " لا يؤمن أحدكم..." إلى آخره، وإنما يعرف أنه كفرٌ أكبر من أدلة أخرى.  
 
3- أسأل سماحتكم -جزاكم الله خيراً- عن حكم النقاب، إذ أني لاحظت أن بعض الناس يفتي بتحريمه، فما هو القول الصحيح في هذه المسألة؟
القول الصحيح: أنه لا بأس بالنقاب بقدر العينين فقط؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما نهى عنه المحرمة دل على حله لغير المحرمة، وإذا سترت وجهها بغير النقاب ستراً كاملاً كان أفضل وأكمل، وأبعد عن الشبهة، وإلا فالنقاب المضبوط بقدر العين فقط لا بأس به، بنص الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
 
4- هل هناك طريقة خاصة لتسبيح الله تعالى، فأنا أحب ذلك كثيراً؟
الباب واسع والحمد لله، سبحي الله ما شئت ولو آلاف التسبيح الحمد لله. لكن هناك تسبيح مخصوص عقب الصلوات وفي أول النهار وآخره جاءت به السنة، وعند النوم كذلك افعليه قد أوضحناه في كتاب جمعناه سميناه (تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار)، تطلبين من الجهات العامة من دار الإفتاء بواسطة من ترين من إخوان أو غيرهم تعطونه -إن شاء الله-. ويذكر بعض ذلك، فيسن في أول النهار أن يسبح الله مائة مرة "سبحان الله وبحمده مائة مرة" وفي أول الليل كذلك "سبحان الله وبحمده" أو "سبحان الله العظيم وبحمده" مائة مرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قالها حين يصبح وحين يمسي غفرت خطاياه) هذا فضلٌ عظيم، وهكذا بعد كل صلاة يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر" –ثلاثا وثلاثين مرة-ً بعد الصلوات الخمس الرجل والمرأة، بعدما يقول "أستغفر الله" –ثلاثاً- "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه, له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ذا الجد يعني الغنى، ولا ينفع ذا الغنى منك الغنى، هذا من الجد "ولا ينفع ذا الجد منك الجد", هذا يستحب للرجل والمرأة بعد كل صلاة من الصلوات الخمس إذا سلم، ثم يأتي بالتسبيح سبحان الله والحمد لله والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين مرة- "سبحان الله والحمد لله والله أكبر" هذا مرة، وهكذا يكرر-ثلاثاً وثلاثين- حتى يكون الجميع تسعاً وتسعين، ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة وثلاثاً وثلاثين تكبيرة، سبحان الله والحمد لله والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين- ثم يقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من قال ذلك غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر), وهذا فضل عظيم. فأنا أوصي إخواني من الرجال والنساء بالمحافظة على هذا بعد كل صلاة، وهكذا يستحب أن يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كل يوم، مائة مرة الرجل المرأة، يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وإن زاد "يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" فحسن، أو قال: "بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كله طيب، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب -يعني يعتقها- وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر من عمله) هذا فضلٌ عظيم فأنا أوصي بهذا الذكر مائة مرة كل يوم، والأحسن في أول النهار حتى يحصل له الحرز من الشيطان في جميع اليوم، يقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وإن قال "يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كله طيب، جاء هذا وهذا في الأذكار، جاء "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وجاء لفظ آخر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" ولفظٌ ثالث: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" ولفظ رابع: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كله طيب والحمد لله، كله طيب، فأنا أوصي بهذا الذكر مائة مرة كل يوم، وإذا زاد الإنسان في أوقات أخرى في الليل والنهار وذكر الله وسبح الله مائة مرة كله طيب؛ لأن الله أمر بالذكر كثيراً، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (41-42) سورة الأحزاب. وقال سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ, إلى أن قال سبحانه في آخرها: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) سورة الأحزاب. هذه الآية في سورة الأحزاب، ذكرها من هذه الصفات الذكر كثيراً، وأن الله أعد لأهلها الأجر والمغفرة العظيمة، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الحديث الصحيح: (سبق المفرِّدون؟! قيل يا رسول الله: ما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) يعني الموحدين، فرَّد الله يعني وحد الله، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعةَ أنفس من ولد إسماعيل) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا إله والله أكبر)، وفي لفظٍ آخر: (لا يضرك بأيهما بدأت) سواءٌ بدأ بالتسبيح أو التحميد أو التكبير كله واحد، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أو قلت الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله كله طيب، وقال أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) فأنا أوصي إخواني جميعاً من الرجال والنساء, أوصي الجميع بالإكثار من ذكر الله في كل وقت، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه) في جميع أوقاته -عليه الصلاة والسلام- كان يذكر الله في كل أحيانه اللهم صل وسلم عليه، وهو مغفور له، ولكن لطلب الخير، لطلب الدرجات والحسنات. فالوصية الإكثار من ذكر الله من التسبيح والتحميد والاستغفار والدعاء في كل وقت مع المحافظة على الأذكار الواردة عنه -صلى الله عليه وسلم- والمعينة التي عينها -صلى الله عليه وسلم- وهكذا عند النوم يستحب له عند النوم أن يسبح الله -ثلاثاً وثلاثين- ويحمد الله -ثلاثاً وثلاثين- ويكبر الله -أربعاً وثلاثين- عند النوم، أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فاطمة زوجها علي وقال: (إن هذا خيرٌ لكما من خادم) يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين مرة- ويزيد في التكبير رابعة حتى تصير مائة, يقول -ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ويقول ثلاثاً وثلاثين تحميدة، ويقول أربعاً وثلاثين تكبيرة, الجميع مائة عند النوم، ويستحب له أن يقرأ آية الكرسي عند النوم، ويقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين عند النوم -ثلاث مرات- (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) يقرأها -ثلاث مرات- عند النوم، كان النبي يفعل هذا -عليه الصلاة والسلام- وفق الله الجميع. جزاكم الله خيراً. سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله -سبحانه وتعالى- على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام: كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد- شكراً لسماحة الشيخ, وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى, وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.  

542 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply