حلقة 882: وجود السحر وكيفية الوقاية منه - الوقاية من الحسد - نصيحة لمن تظلم بنات زوجها - المرأة الحائض عليها قضاء الصوم - لا تعطى ذات الزوج من الزكاة - كيفية صرف الزكاة للفقير - شراء بيتاً من الزكاة للفقراء - صلاة التسبيح

عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

32 / 50 محاضرة

حلقة 882: وجود السحر وكيفية الوقاية منه - الوقاية من الحسد - نصيحة لمن تظلم بنات زوجها - المرأة الحائض عليها قضاء الصوم - لا تعطى ذات الزوج من الزكاة - كيفية صرف الزكاة للفقير - شراء بيتاً من الزكاة للفقراء - صلاة التسبيح

1- لقد اكتشفنا أن إحدى أخواتي قد أصيبت بالسحر بعد أن تعطلت خطبتها، واضطرت للبحث عن علاج لهذا الموضوع، فأفادتها إحدى النساء بأنك مسحورة، وأن مكان السحر تحت عتبة الباب، وتسأل سماحتكم: كيف يُتقى شر هؤلاء؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فقد دل القرآن الكريم وهو كلام الله -عز وجل- على أن السحر موجود، وبعضه دخيل، وبعضه له حقيقة وأثر، ومن هذا قوله –سبحانه- في قصة موسى مع السحرة: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) سورة طـه. ومنها قوله -جل وعلا- في سورة البقرة: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ(102) سورة البقرة. فالسحر حقيقة, لكن بعضه تخييل وتلبيس ولا حقيقة له واقعية كما جرى من السحرة فيما فعلوا من التخييل من حبالهم والعصي، ويقع بعضه مؤثراً كما ذكر الله في سورة البقرة أن السحرة يتعلمون منهما -الملكين- ما يفرقون به بين المرء زوجه, لكن بإذن الله ولهذا قال سبحانه: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ (102) سورة البقرة. يعني بإذن الله الكوني القدري، فهذا يدل على أنه قد يقع منه مضرة، قد يحصل منه بسبب التفريق بين الرجل وزوجته، ولكن كثير من الناس قد يتوهمون هذا الشيء، ويظنوا أنه سحر وليس بسحر، ولكنها أوهام ووساوس، والمشروع في مثل هذا توقي السحر بالتعوذات الشرعية والأذكار الشرعية التي جعلها الله واقية منه، فالمشروع للمؤمن والمؤمنة توقي ذلك بالأسباب الشرعية ومنها قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم، ومنها قراءة (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس) بعد كل صلاة وبعد الفجر والمغرب -ثلاث مرات- وعند النوم -ثلاث مرات- كل هذا من أسباب الوقاية من السحر ومن شر الشيطان، ومن ذلك -أيضاً- التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحاً ومساءً -ثلاث مرات- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ومن ذلك ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح وهو أن يقول صباحاً ومساءً: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) -ثلاث مرات- إذا قالها لم يضره شيء (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) -ثلاث مرات صباحاً وثلاث مرات مساءً- ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من حديث عمر -رضي الله عنه- أن من قالها ثلاث صباحاً لم يضره شيء حتى يمسي, وإن قالها مساءً لم يضره شيء حتى يصبح، ومن ذلك أخذ ورقات سدر أخضر سبع ورقات تُدق وتجعل في ماء, ويقرأ فيها آية الكرسي و(قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس)، وإذا قرأ الفاتحة فهذا حسن؛ لأن الفاتحة أم القرآن ولها شأن عظيم، وهي أفضل السور، ويقرأ في الماء -أيضاً- آيات السحر من سورة الأعراف ومن سورة طه, ومن سورة يونس، الأعراف يقول الله -جل وعلا-: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ* فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (117-119) سورة الأعراف. وفي سورة يونس يقول سبحانه: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ* فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ* فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ* وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (79-82) سورة يونس. ومن سورة طه يقول سبحانه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى* قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (65-69) سورة طـه. وينفث –أيضاً- في الماء ويقول: (رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً) -ثلاث مرات- (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي, لا شفاء إلا شفاءك شفاءً لا يغادر سقماً) يعني لا يترك سقماً، ويقول –أيضاً-: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين كل حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك) يسميه بسم الله أرقي فلانا، أو صاحب هذا الماء (بسم الله أرقه من كل شيء يؤذيه ومن شر كل نفس وعين كل حاسد الله يشفيه بسم الله أرقيه) يقول -ثلاث مرات- كل هذا حسن، وإذا قال أيضاً: (أعيذه بكلمات الله التامات من شر ما خلق) -ثلاث مرات- حسن، ثم يشرب من هذا الماء حسوات, ويتروش بالباقي يصب عليه الماء ..... للتروش ويتروش بالباقي، والغالب بإذن الله أنه يزول الأثر إن كان هناك سحر حقيقي يزول -بإذن الله-. وهكذا المحبوس عن زوجته ينفعه هذا العلاج أيضاً، يتورش به يشرب منه ثلاث حسوات، ويتروش بالباقي فإن زال الأثر وحصلت العافية فالحمد لله، وإلا يشرع له أن يعيد المسألة مرتين أو ثلاث أو أكثر حتى يزول الأثر من سحر أو حبسٍ عن الزوجة، والغالب أنه يزول في المرة الأولى، وقد يحتاج إلى مرةٍ ثانية وثالثة الحمد لله، العلاج بحمد الله ميسر، فأنا أنصح بهذا العلاج من ظن أنه مسحور أو أنه مصاب بعين أو محبوس عن زوجته والله -جل وعلا- جعل هذا من أسباب الشفاء -سبحانه وتعالى- وإذا قرأ على نفسه آية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين، ومسح على رأسه وصدره ووجهه عند النوم فهذا ينفع أيضاً، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى قرأ في كفيه قل هو الله أحد والمعوذتين ينفث في كفيه -ثلاث مرات- يمسح في كل مرة على وجهه وصدره ورأسه، هذا ينفع بإذن الله، وإذا قرأ معها آية الكرسي فهي –أيضاً- من أسباب الشفاء، كل هذه أدعية شرعية من أصيب بشيء مما يكره من مرض أ وحبسٍ عن زوجة أو ظن أنه مسحور, أو وجد البغضاء بينه وبين زوجته فيستعمل هذا والغالب -بإذن الله- أن الله ينفعه بذلك، وليكن صادقاً في طلبه ما عند الله يعلم أن الله على كل شيء قدير، وأنه سبحانه هو الشافي والمعافي من كل سوء، وأنه المتصرف في عباده كيف يشاء فليحسن ظنه بربه، ويسأله سبحانه أن ينفعه بالأسباب ويضرع إليه -جل وعلا- وهو القائل سبحانه: وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ (102) سورة البقرة. فليضرع إلى الله صادقاً وليسأله أن يشفيه ويعافيه، وأن ينفعه بهذه الأسباب، وهو سبحانه الجواد الكريم القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) سورة البقرة. وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) سورة غافر. نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما فيه رضاه, وأن يشفي مريضهم من كل سوء, وأن يوفقهم إلى كل ما ينفعهم في الدين والدنيا. جزاكم الله خيراً.  
 
2- سماحة الشيخ تفضلتم وبينتم كيفية اتقاء شر الساحر هل هناك من طريقة لاتقاء شر الحاسد
نعم، التعوذ بالله -جل وعلا- من شر حاسد إذا حسد، قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة، وبعد الفجر والمغرب -ثلاث مرات- وعند النوم -ثلاث مرات- هذا مما يتقى به شر الحاسد وشر كل شر، فينبغي أن يفعل هذا من الرجل والمرأة جميعاً، وهذا من أعظم العلاج الذي أرشد إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وإذا وجد ما يظن أنه أداة السحر تحت خشبة أو تحت منضد, أو في سقف أو في غير ذلك إذا وجد يتلف، إذا وجد ما يظن أنه من أدوات السحر من شيء معقد أو شيء مجعول في ظرف من الظروف, أو في آلة من الآلات يظن أنه من عمل الساحر يتلف هذا من أسباب العافية أيضاً. جزاكم الله خيراً.  
3- لها شكوى وفيها شيء من المرارة سماحة الشيخ، الشكوى من زوجة أبيها، وتصفها بأوصاف أترفَّع بسماحتكم عن الاستماع إلى مثلها، حبذا لو وجهتموها ووجهتم مثل تلك المرأة المشتكى منها؟
يجب على كل مؤمن ومؤمنة تقوى الله سبحانه، وأن يحذر من ظلم أخيه أو أخته في الله، وعلى زوجة الأب وعلى زوجة الأخ وعلى كل مسلمة أن تتقي الله، وأن تحذر الظلم لابنة زوجها أو أخت زوجها أو غيرهما، فنصيحتي للجميع تقوى الله وأن يحذر كل واحد وكل امرأة من الظلم في القول والفعل وعلى من ابتليت بشر من زوجة أبيها أو زوجة أخيها أو غيرهما أن تسأل الله العافية من شرهما وأن تضرع إلى الله أن يكفيها شرها، وتحرص على التعوذات الشرعية صباح ومساء، مثل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباح ومساء -ثلاث مرات- وقراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد الصبح -ثلاث مرات- وبعد المغرب -ثلاث مرات- كل هذا من أسباب العافية من شر كل أحد، كذلك مثلما تقدم (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) -ثلاث مرات- صباح ومساء هذا من أسباب العافية والسلامة من كل شر، ينبغي للمؤمن أن يعتادها والمؤمنة كذلك صباح ومساء، (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) -ثلاث مرات- صباح ومساء، من أسباب العافية من كل شر من شر النساء والرجال جميعاً، ومن شر المخلوقات الأخرى، والنصيحة لكل مؤمنة وكل مؤمن تقوى الله والحذر من ظلم الناس، والحذر من إيذاء الناس من قول وفعل، نسأل الله للجميع الهداية. جزاكم الله خيراً  
 
4- يسألون سماحتكم -جزاكم الله خيراً- عن فئة من الناس نساؤهم لا تصوم قضاء رمضان إذا ما أفطرت بعذر شرعي، ويعتقدون أن ذلك لا يُقضى كالصلاة، وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة -كما يصفونها- في حق الدين، نرجو من سماحتكم أن تفتوا لنا في هذا مع توجيه الناس ونصحهم؟
الواجب على كل مؤمنة أن تقضي صوم رمضان إذا صادف الحيض في رمضان أو النفاس عليها أن تفطر وعليها أن تقضي بإجماع المسلمين بإجماع العلماء، هذا واجب عند الجميع عند جميع أهل العلم، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (كان يصيبنا ذلك على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة) فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرهن بقضاء الصوم إذا أفطرن في رمضان من أجل الحيض والنفاس، ولا يأمرهن بقضاء الصلاة، والله خفف على العباد -سبحانه وتعالى- فالصلاة مكررة في اليوم خمس مرات، وفي قضاءها مشقة، فمن رحمة الله وإحسانه -جل وعلا- أن أسقطها عن الحائض والنفساء مدة الحيض والنفاس فعلاً وقضاءً, لا تفعل ولا تقضي رحمةً من الله وإحساناً منه -جل وعلا- أما الصوم -صوم رمضان- فإنه أسقطه عن الحائض والنفساء فعلاً وقت الحيض ووقت النفاس لا تصوم لكن تقضي، إذا جاء الحيض في رمضان تفطر وهكذا في النفاس تفطر ثم تقضي بعد ذلك بإجماع العلماء، فالواجب على جميع المسلمين التواصي بهذا والتناصح .........للنساء على هذا الأمر، وأنه واجب على المرأة أن تقضي أيام الحيض وأيام النفاس التي أفطرتها في رمضان, ومن ترك ذلك فقد عصى الله رسوله وخالف إجماع المسلمين، وهو يستحق التأديب والضرب على هذا الأمر، تستحق المرأة إذا تركت ذلك التأديب من أبيها وزوجها وأخيها؛ لأن هذا منكر عظيم لا يجوز لها أن تدع قضاء الصوم إذا أفطرت في رمضان للحيض أو النفاس, فإنه يجب عليها القضاء كما تقدم بالنص والإجماع. جزاكم الله خيراً. 
 
5- يسألون أيضاً عن النساء المتزوجات واللاتي لا دخل لهن سوى ما يتكرم به قريب أو زوج، هل يجوز صرف الزكاة لمثل هذا النوع من الزوجات، ولاسيما إذا كان الزوج لا يعطيها شيئاً سوى ما تأكل أو تشرب أو تكتسي؟
لا يجوز أن تعطى ذات الزوج من الزكاة، وإنما يعطى الزوج، إذا كان الزوج فقيراً يعطى ما......على زوجته, أما هي فلا تعطى؛ لأنها غنية بزوجها، وإذا كان زوجها لا يقوم باللازم فبإمكانها أن تطلب من المحكمة إنصافها أو من أوليائها حتى يناصحوه أو من جيرانها حتى يناصحوه، المقصود عليها أن تسعى في حل المشكلة من أي طريق, من طريق نصيحة الجيران أو الأقارب والأصدقاء أو فيما بينها وبينه تخوفه من الله, وتطلب منه أن يعطيها حقها، أما أن تعطى من الزكاة لا؛ لأن كثيراً من النساء يتساهلن في هذا الأمر قد تطلب من الزكاة وهي تلعب بالمال، وعندها ما يكفيها، أو تشتري بها حاجات أخرى لا ضرورة لها إليها. المقصود أن الزكاة لا تدفع للزوجة ما دام عندها زوج, هو المسئول عنها، لكن إذا كان فقيراً يعطى هو وهو الذي ينفق على زوجته. جزاكم الله خيراً  
 
6- كيف يكون صرف الزكاة للفقير، هل يعطى حتى يغتني أو توزع على أكثر من فقير إذا كان المال المزكى يعطي مبلغاً كبيراً هو الزكاة؟
الواجب أن يعطى الفقير ما يسد حاجته سنته كلها، عامه كله، فإذا كان الفقير عنده ما يكفيه نصف السنة أعطي ما يكفيه بقية السنة، وإذا كان صاحب الزكاة لا يعرف حاله، ولكن يعلم أنه فقير يعطيه ويكفي، يعطيه ما تيسر من الزكاة ويكفي، أما إذا كان يعرف حاله وعنده زكاة كبيرة يستطيع أن يعطيه ما يسده في العام، فإنه يعطي ما يسده في العام، ويحرم على الفقير أن يسأل بعد ذلك، يكتفي بما يعطيه, ويحرم عليه أن يسأل زكاة بعد ذلك وهو عنده ما يكفيه من الزكاة التي وصلت إليه. جزاكم الله خيراً.  
 
7- إذا اجتمع أناس مثلاً وجمعوا مبلغاً معيناً من أموال الزكاة؛ ليشتروا بها بيتاً لأيتام فقراء، هل يجوز هذا أو لا يجوز؟
نعم، لا بأس أن يشترون بها بيتاً أو يستأجرون به بيتاً لا بأس؛ لأن الحاجة ماسة إلى السكن
 
8- أسألكم عن حكم صلاة التسبيح، ذلك أن إحدى صديقاتي قرأت في كتاب شيئاً عن فضلها، ونصحتها بأدائها ونصحتني كذلك، فما هو توجيهكم؟
صلاة التسبيح ليست ثابتة، بل أحاديثها كلها ضعيفة, وكلها شاذة ومخالفة للصلاة الشرعية المحفوظة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فالذي أوصي به جميع المستمعين أن لا يشتغلوا بها، وأن يصلوا الصلاة المعتادة المعروفة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أما صلاة التسبيح فأحاديثها كلها غير صحيحة عند أئمة الحديث المعروفين بالإتقان والعناية بهذا الأمر هذا هو الصواب.
 
9- لقد سمعت أن العودة إلى الذنب بعد التوبة عنه أمر فيه شيء من الاستهزاء بالمولى -عز وجل- ذلك أن هذا الأمر يعتبر تهاوناً من العائد إلى الذنب، فما هو توجيه سماحتكم؟
ليس هذا بصحيح؛ لأن الإنسان محل الخطأ محل التقصير، محل الجهل والضعف والنسيان فإذا تاب توبة صادقة تاب الله عليه وإذا ابتلي بالذنب مرة أخرى فليس استهزاء, بل عليه أن يتوب إلى الله توبة أخرى، ويبادر بالتوبة, وربنا -عز وجل- جواد كريم يتوب عليه إذا صدق في التوبة كما تاب عليه في الذنب الأول، وهو القائل سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) سورة طـه. وثبت عن الله -عز وجل- أنه يقول سبحانه في العبد الذي أذنب ثم تاب ثم وقع في الذنب مرة أخرى يقول -جل وعلا-: (علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب, ويأخذ به) ثم يقول: (أشهدكم أني قد غفرت لعبدي), يعني ما دام على التوبة الصادقة. جزاكم الله خيراً.  
 
10- إذا كنت من المتابعين لهذا البرنامج، وأقرأ كتباً فقهيةً كثيرة، وأتعرض لأسئلة فقهية من الناس، وأكون أعرف الإجابة عليها، فما هو الأفضل: كتمان ما أعرفه خوفاً من عدم الدقة في النقل، أم الإجابة حسبما سمعت؟
الواجب أن تجيب حسب ما سمعت، لا تزيد ولا تنقص إذا كنت ضابطاً للفتوى، تقول سمعت فلان أفتى بكذا وكذا، تنسب الفتوى إلى هذا العالم الذي صدرت منه، إلا إذا كان المستفتي يستطيع أن يذهب إلى العالم وهو منه قريب وأنت تخشى أن يكون في كلامك شيء من الزيادة والنقص فلا مانع أن تحتاط, وترشده إلى العالم حتى يسأله, أما إذا كنت ما عنك شك بل عندك يقين في الفتوى فتخبره بها إخباراً, أنك سمعت المفتي فلان قال كذا وكذا, أو العالم الفلاني قال كذا وكذا؛ لأجل التعاون مع أخيك على الخير فالله يقول:وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. فأنت إذا أخبرته فقد أعنته على الخير وكفيته المئونة, لاسيما وقد يكون العالم بعيداً عنه، قد يكون عليه مشقة في الذهاب إليه، فالحاصل أنه لا بأس أن تخبره بالفتوى التي أتقنتها وضبطها وحفظتها بنصها، وتنسبها إلى صاحبها. جزاكم الله خيرا.                                                                            
 
11- أقيم في إحدى القرى والماء المستخدم للغسل والوضوء ليس صالحاً للشرب، بل إن ما يصلح للشرب نشتريه شراء، فهل يجوز الوضوء من ذلك الماء إذا كان غير صالح للشرب؟
كل ماءٍ يجوز منه الوضوء والغسل فهو صالح للشرب، أيش المانع؟ إذا كان طاهراً إذا كان طهوراً صالحاً للغسل والوضوء من ماء الأمطار أو ماء الأنهار، أو ماء العيون أو ماء الآبار فكما يصلح للوضوء والغسل لا مانع من الشرب إلا أن يكون ماء مالحاً -كماء البحار- أو فيه مرارة هذا إلى الإنسان إن استطاع أن يحليه ويزينه ويشرب منه فالحمد لله، وإن كان ما استطاع فلا بأس، المقصود أنه ما صلح للوضوء والغسل جاز للشرب، إن كان به علة من مرارة أو ملوحة يمكن تعديله بشيء من المعدلات من الحلوى. - أو بعض الحشرات مثلاً؟ ج/ الحشرات إذا كانت ما تنجسه ما تضره. - لكن ربما تضر الإنسان إذا شربه؟ ج/إذا كانت تضره يتركه، الرسول أمر بغمس الذباب والشرب, إذا وقع في الماء أو في اللبن يغمسه لا بأس. -بعض المياه الراكدة تكثر فيها الديدان سماحة الشيخ؟ ج/المقصود إذا كان الماء يضره لا يشرب منه، أما إذا كان لا يضره، ولكن فيه مرارة أو ملوحة يعدله بشيء ويشرب. 

431 مشاهدة

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply