التجني على الهوية
3 / 5 محاضرة
عرضت هذه الحلقة؛ ما أُلصق بالعربية من تهم، كالصعوبة، والشيخوخة، وعدم الصلاحية للعلم، وأبان أن ما نُسب إليها من ذلك كان بعضه في معرض التبغيض، وتسويغ الدعوة إلى التبدل بها.
وبيَّن أن ليس في اللغة الإنسانية لغة صعبة بإطلاق، وأخرى سهلة بإطلاق، وأن في كل لغة ما يصعب وما يسهل، وأن صعوبة اللغة -إن فرضت صحتها- لا تسوغ التبدل بها، وإنما يجب عدُّها قدَرا، ليس للشعوب إلا التكيف معه.
أبانة هذه الحلقة؛ أن ليس في اللغات ما يصلح للعلم وما لا يصلح له بالطبع، وكل لغة عظيمة كانت يومَا لهجة فقيرة، محدودة الانتشار، ثم صارت إلى ما صارت إليه بسلطان أهلها، وجدهم في ترقيتها.
ولا معنى لشيخوخة اللغة مادامت تؤدي ما يريد أهلها، واتصال حياة العربية وقدمُها فضيلة من فضائلها؛ لأنها ربطت حاضر العرب بماضيهم ومستقبلهم، وأتاحت لهم أن ينتفعوا بأقدم تراثهم كما ينتفعون بأحدثه، وعدم اتصال غيرها؛ جعل تراث أهلها المكتوب قبل قرون يسيرة تراثا أجنبيا، لا يفيدون منه إلا كما يفيدون من تراث اللغات الأجنبية بالترجمة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد