سورة الشعراء - تفسير السعدي | |
| | |
| |
" تلك آيات الكتاب المبين " | |
يشير | |
| الباري تعالى إشارة, تدل على التعظيم لآيات الكتاب المبين البين الواضح, الدال على | |
| جميع المطالب الإلهية, والمقاصد الشرعية, بحيث لا يبقى عند الناظر فيه, شك ولا | |
| شبهة فيما أخبر به, أو حكم به, لوضوحه, ودلالته على أشرف المعاني, وارتباط الأحكام | |
| بحكمها, وتعليقها بمناسبها. | |
| فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينذر به الناس, ويهدي به الصراط المستقيم. | |
| فيهتدي بذلك عباد الله المتقون, ويعرض عنه من كتب عليه الشقاء - فكان يحزن حزنا | |
| شديدا, على عدم إيمانهم, حرصا منه على الخير, ونصحا لهم. | |
" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " | |
فلهذا قال تعالى لنبيه " | |
| لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ " أي: مهلكها وشاقا عليها. | |
| " أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ " أي: فلا تفعل, | |
| ولا تذهب نفسك عليهم حسرات, فإن الهداية بيد الله, وقد أديت ما عليك من التبليغ. | |
| وليس فوق هذا القرآن المبين, آية, حتى ننزلها, ليؤمنوا بها, فإنه كاف شاف, لمن | |
| يريد الهداية, ولهذا قال: | |
" إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين | |
| " | |
" إِنْ | |
| نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً " أي: من آيات الاقتراح. | |
| " فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ " أي: أعناق المكذبين " لَهَا خَاضِعِينَ " ولكن لا حاجة إلى ذلك, ولا مصلحة | |
| فيه, فإنه إذ ذاك الوقت, يكون الإيمان غير نافع. | |
| وإنما الإيمان النافع, هو الإيمان بالغيب, كما قال تعالى: " | |
| هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ | |
| أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا | |
| يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا " الآية. | |
" وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين " | |
" | |
| وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ " يأمرهم وينهاهم, ويذكرهم ما ينفعهم ويضرهم. | |
| " إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ " بقلوبهم | |
| وأبدانهم. | |
| هذا إعراضهم عن الذكر المحدث, الذي جرت العادة, أنه يكون موقعه, أبلغ من غيره, | |
| فكيف بإعراضهم عن غيره. | |
| وهذا, لأنهم لا خير فيهم, ولا تنجع فيهم المواعظ, ولهذا قال: | |
" فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " | |
" | |
| فَقَدْ كَذَّبُوا " أي: بالحق, وصار التكذيب | |
| لهم سجية, لا تتغير ولا تتبدل. | |
| " فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ | |
| يَسْتَهْزِئُونَ " أي: سيقع بهم العذاب, ويحل بهم, ما كذبوا به, فإنهم | |
| قد حقت عليهم, كلمة العذاب. | |
| قال الله منبها على التفكر, الذي ينفع صاحبه: | |
" أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم " | |
" أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا | |
| مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ " من جميع أصناف | |
| النباتات, حسنة المنظر, كريمة في نفعها. | |
" إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " | |
" | |
| إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً " على إحياء الله | |
| الموتى بعد موتهم, كما أحيا الأرض بعد موتها " وَمَا كَانَ | |
| أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ " كما قال تعالى " | |
| وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ " . | |
" وإن ربك لهو العزيز الرحيم " | |
" | |
| وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ " الذي قد | |
| قهر كل مخلوق, ودان له العالم العلوي والسفلي. | |
| " الرَّحِيمِ " الذي وسعت رحمته كل شيء, ووصل | |
| جوده إلى كل حي, العزيز الذي أهلك الأشقياء بأنواع العقوبات, الرحيم بالسعداء, حيث | |
| أنجاهم من كل شر وبلاء. | |
" وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين " | |
أعاد الباري تعالى, قصة موسى وثناها في | |
| القرآن, ما لم يثن غيرها, لكونها مشتملة على حكم عظيمة, وعبر, وفيها نبأه مع | |
| الظالمين والمؤمنين. | |
| وهو صاحب الشريعة الكبرى, وصاحب التوراة, أفضل الكتب بعد القرآن فقال: واذكر حالة | |
| موسى الفاضلة, وقت نداء الله إياه, حين كلمه, ونبأه وأرسله فقال: " | |
| أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الذين تكبروا في الأرض, وعلوا | |
| على أهلها وادعى كبيرهم الربوبية. | |
" قوم فرعون ألا يتقون " | |
" | |
| قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ " أي: قل | |
| لهم, بلين قول, ولطف عبارة " أَلَا تَتَّقُونَ " الله | |
| الذي خلقكم ورزقكم, فتتركون ما أنتم عليه من الكفر. | |
" قال رب إني أخاف أن يكذبون " | |
فقال موسى عليه السلام, معتذرا من ربه, ومبينا لعذره, وسائلا له | |
| المعونة على هذا الحمل الثقيل: " قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ | |
| أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي " . | |
| وقال " رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي | |
| وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ | |
| أَهْلِي هَارُونَ أَخِي " . | |
| " فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ " . | |
| فأجاب الله طلبته, ونبأ أخاه, كما نبأه " فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ | |
| رِدْءًا " . | |
| أي: معاونا لي على أمري. | |
" ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون " | |
" | |
| وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ " أي: في قتل القبطي | |
| " فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ " . | |
" قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون " | |
" | |
| قَالَ كَلَّا " أي: لا يتمكنون من قتلك, فإنا | |
| سنجعل لكما سلطانا, فلا يصلون إليكما أنتما, ومن اتبعكما الغالبون. | |
| ولهذا لم يتمكن فرعون, من قتل موسى, مع منابذته له غاية المنابذ, وتسفيه رأيه, | |
| وتضليله وقومه. | |
| " فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا " الدالة على صدقكما, | |
| وصحة ما جئتما به. | |
| " إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ " أحفظكما | |
| وأكلؤكما. | |
" فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين " | |
" فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ | |
| الْعَالَمِينَ " أي: أرسلنا إليك, لتؤمن به | |
| وبنا, وتنقاد لعبادته, وتذعن لتوحيده. | |
" أن أرسل معنا بني إسرائيل " | |
" أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ " فكف عنهم عذابك, وارفع عنهم يدك ليعبدوا ربهم, ويقيموا أمر دينهم. | |
" قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين " | |
فلما جاء فرعون, وقالا له, ما قال الله | |
| لهما, لم يؤمن فرعون, ولم يلن, وجعل يعارض موسى بقوله " قَالَ | |
| أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا " أي: ألم ننعم عليك, ونقم بتربيتك, | |
| منذ كنت وليدا في مهدك, ولم تزل كذلك. | |
| " وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ | |
| فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ " وهي قتل موسى للقبطي, حين استغاثه الذي | |
| من شيعته, على الذي من عدوه " فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى | |
| عَلَيْهِ " الآية. | |
| " وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ " أي: وأنت, إذ | |
| ذاك طريقك طريقنا, وسبيلك سبيلنا, في الكفر, فأقر على نفسه بالكفر, من حيث لا | |
| يدري. | |
" قال فعلتها إذا وأنا من الضالين " | |
فقال: موسى " | |
| فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ " أي: عن غير كفر, وإنما | |
| كان عن ضلال وسفه, فاستغفرت ربي فغفر لي. | |
" ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين | |
| " | |
" فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ " حين تراجعتم بقتلي, فهربت إلى مدين, ومكثت سنين, ثم جئتكم. | |
| " فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ | |
| الْمُرْسَلِينَ " . | |
| فالحاصل أن اعتراض فرعرن على موسى, اعتراض جاهل أو متجاهل. | |
| فإنه جعل المانع من كونه رسولا, أن جرى منه القتل. | |
| فبين له موسى, أن قتله كان على وجه الضلال والخطأ, الذي لم يقصد نفس القتل. | |
| وأن فضل الله تعالى غير ممنوع منه أحد, فلم منعتم ما منحني الله, من الحكم | |
| والرسالة؟. | |
| بقي عليك يا فرعون, إدلاؤك بقولك: " أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا | |
| وَلِيدًا " وعند التحقيق, يتبين أن لا منة لك فيها, ولهذا قال موسى: | |
" وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل " | |
" | |
| وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ " أي: تدلي علي بهذه المنة لأني سخرت بني إسرائيل, وجعلتهم لك بمنزلة | |
| العبيد. | |
| وأنا قد أسلمتني من تعبيدك وتسخيرك, وجعلتها علي نعمة. | |
| فعند التصور, يتبين أن الحقيقة, أنك ظلمت هذا الشعب الفاضل, وعذبتهم, وسخرتهم | |
| بأعمالك. | |
| وأنا, قد سلمني الله من أذاك, مع وصول أذاك لقومي. | |
| فما هذه المنة, التي تمن بها, وتدلي بها؟ | |
" قال فرعون وما رب العالمين " | |
" قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ " وهذا إنكار منه لربه, ظلما وعلوا مع تيقن صحة ما دعاه إليه موسى فقال: | |
" قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين " | |
" | |
| رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا " أي: الذي خلق العالم العلوي والسفلي, ودبره بأنواع التدبير, ورباه | |
| بأنواع التربية. | |
| ومن جملة ذلك, أنتم أيها المخاطبون, فكيف تنكرون خالق المخلوقات, وفاطر الأرض | |
| والسماوات " إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ " . | |
| فقال فرعون متجرهما, ومعجبا بقوله: | |
" قال لمن حوله ألا تستمعون " | |
" | |
| أَلَا تَسْتَمِعُونَ " ما يقول هذا الرجل. | |
" قال ربكم ورب آبائكم الأولين " | |
فقال موسى " رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ | |
| الْأَوَّلِينَ " تعجبتم أم لا, استكبرتم, أم أذعنتم. | |
" قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون " | |
فقال فرعون معاندا للحق,, قادحا بمن جاء به: " | |
| إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ " حيث قال | |
| خلاف ما نحن عليه, وخالفنا فيما ذهبنا إليه. | |
| فالعقل عنده وأهل العقل, من زعموا أنهم لم يخلقوا, أو أن السماوات والأرض, ما | |
| زالتا موجودتين من غير موجد وأنهم, بأنفسهم, خلقوا من غير خالق. | |
| والعقل عنده, أن يعبد المخلوق الناقص, من جميع الوجوه. | |
| والجنون عنده, أن يثبت الرب الخالق للعالم العلوي والسفلي, المنعم بالنعم الظاهرة | |
| والباطنة, ويدعى إلى عبادته. | |
| وزين لقومه هذا القول, وكانوا سفهاء الأحلام, خفيفي العقول " | |
| فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " . | |
| فقال موسى عليه السلام, مجيبا لإنكار فرعون وتعطيله لرب العالمين: | |
" قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون " | |
" | |
| رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا " من سائر المخلوقات " إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ | |
| " . | |
| فقد أديت لكم من البيان والتبيين, ما يفهمه كل من له أدنى مسكة من عقل. | |
| فما بالكم تتجاهلون فيما أخاطبكم به؟. | |
| وفيه إيماء وتنبيه إلى أن الذي رميتم به موسى من الجنون, أنه داؤكم فرميتم أزكى | |
| الخلق عقلا, وأكملهم علما. | |
| والحال أنكم, أنتم المجانين, حيث ذهبت عقولكم إلى إنكار أظهر الموجودات, خالق | |
| الأرض والسماوات وما بينهما, فإذا جحدتموه, فأي شيء تثبتون؟. | |
| وإذا جهلتموه, فأي شيء تعلمون؟. | |
| وإذا لم تؤمنوا به وبآياته, فبأي شيء - بعد الله وآياته - تؤمنون؟. | |
| تالله, إن المجانين الذين بمنزلة البهائم, أعقل منكم, وإن الأنعام السارحة, أهدى | |
| منكم. | |
" قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين " | |
فلما خنقت فرعون الحجة, وعجزت قدرته وبيانه | |
| عن المعارضة " قَالَ " متوعدا لموسى بسلطانه " لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ | |
| الْمَسْجُونِينَ " . | |
| زعم - قبحه الله - أنه قد طمع في إضلال موسى, وأن لا يتخذ إلها غيره, وإلا فقد | |
| تقرر أنه, هو ومن معه, على بصيرة من أمرهم. | |
" قال أولو جئتك بشيء مبين " | |
فقال له موسى: " | |
| أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ " أي: آية ظاهرة جلية, على صحة ما | |
| جئت به, من خوارق العادات. | |
" قال فأت به إن كنت من الصادقين " | |
" | |
| قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ | |
| ثُعْبَانٌ " أي: ذكر الحيات. | |
| " مُبِينٌ " ظاهر لكل أحد, لا خيال, ولا تشبيه. | |
" ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين " | |
" | |
| وَنَزَعَ يَدَهُ " من جيبه " | |
| فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ " أي: لها نور عظيم, لا نقص | |
| فيه لمن نظر إليها. | |
" قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم " | |
" | |
| قَالَ " فرعون " لِلْمَلَإِ | |
| حَوْلَهُ " معارضا للحق, ومن جاء به. | |
" يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون " | |
" | |
| إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ " موه عليهم لعلمه بضعف عقولهم, أن هذا من جنس ما يأتي به السحرة, لأنه | |
| من المتقرر عندهم, أن السحرة يأتون من العجائب, بما لا يقدر عليه الناس, وخوفهم أن | |
| قصده بهذا السحر, التوصل إلى إخراجهم من وطنهم, ليجدوا ويجتهدوا في معاداة من يريد | |
| إجلاءهم عن أولادهم وديارهم. | |
| " فَمَاذَا تَأْمُرُونَ " أن نفعل به؟ | |
" قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين " | |
" | |
| قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ " أي: أخرهما " وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ " جامعين | |
| للناس | |
" يأتوك بكل سحار عليم " | |
" | |
| يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ " أي: | |
| ابعث في جميع مدنك, التي هي مقر العلم, ومعدن السحر, من يجمع لك كل ساحر ماهر, | |
| عليم في سحره فإن الساحر يقاتل بسحر من جنس سحره. | |
| وهذا من لطف الله أن يرى العباد, بطلان ما موه به فرعون الجاهل, الضال, المضل أن | |
| ما جاء به موسى سحر, قيضهم أن جمعوا أهل المهارة بالسحر, لينعقد المجلس عن حضرة | |
| الخلق العظيم, فيظهر الحق على الباطل, ويقر أهل العلم وأهل الصناعة, بصحة ما جاء | |
| به موسى, وأنه ليس بسحر. | |
| فعمل فرعون برأيهم, فأرسل في المدائن, من يجمع السحرة, واجتهد في ذلك, وجد. | |
" فجمع السحرة لميقات يوم معلوم " | |
" فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ " قد واعدهم إياه موسى, وهو يوم الزينة, الذي يتفرغون فيه من أشغالهم. | |
" وقيل للناس هل أنتم مجتمعون " | |
" | |
| وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ " أي: نودي بعموم الناس بالاجتماع في ذلك اليوم الموعود. | |
" لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين " | |
" | |
| لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ " أي: قالوا للناس: اجتمعوا لتنظروا غلبة السحرة لموسى, وأنهم ماهرون في | |
| صناعتهم, فنتبعهم, ونعظمهم, ونعرف فضيلة علم السحر. | |
| فلو وفقوا للحق, لقالوا, لعلنا نتبع الحق منهم, ولنعرف الصواب. | |
| فلذلك ما أفاد فيهم ذلك, إلا قيام الحجة عليهم. | |
" فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن | |
| الغالبين " | |
" فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ " ووصلوا لفرعون قالوا له: " أَئِنَّ لَنَا | |
| لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ " لموسى؟ | |
" قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين " | |
" | |
| قَالَ نَعَمْ " حكم أجر, وثواب " وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " عندي. | |
| وعدهم الأجر والقربة منه, ليزداد نشاطهم, ويأتوا بكل مقدورهم, في معارضة ما جاء به | |
| موسى. | |
| فلما اجتمعوا للموعد, هم وموسى, وأهل مصر, وعظهم موسى وذكرهم وقال: " وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ | |
| بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى " فتنازعوا وتخاصموا ثم شجعهم | |
| فرعون, وشجع بعضهم بعضا. | |
" قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون " | |
" | |
| قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ " أي: ألقوا كل ما في خواطركم إلقاؤه. | |
| ولم يقيدهم بشيء دون شيء, لجزمه ببطلان ما جاءوا به من معارضة الحق. | |
" فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون | |
| " | |
" | |
| فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ " فإذا | |
| هي حيات تسعى, وسحروا بذلك أعين الناس. | |
| " وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ | |
| الْغَالِبُونَ " فاستعانوا بعزة عبد ضعيف, عاجز من كل وجه, إلا أنه قد | |
| تجبر, وحصل له صورة ملك وجنود. | |
| فغرتهم تلك الأبهة, ولم تنفذ بصائرهم إلى حقيقة الأمر. | |
| أو أن هذا قسم منهم بعزة فرعون والمقسم عليه, أنهم غالبون. | |
" فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون " | |
" | |
| فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ " تبتلع وتأخذ " مَا يَأْفِكُونَ " فالتقفت, | |
| جميع ما ألقوا, من الحبال والعصي, لأنها إفك, وكذب, وزور وذلك كله, باطل لا يقوم | |
| للحق, ولا يقاومه. | |
| فلما رأى السحرة هذة الآية العظيمة, تيقنوا - لعلمهم - أن هذا ليس بسحر, وإنما هو | |
| آية من آيات الله, ومعجزة تنبئ بصدق موسى, وصحة ما جاء به. | |
" فألقي السحرة ساجدين " | |
" | |
| فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ " لربهم | |
" قالوا آمنا برب العالمين " | |
" | |
| قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ " . | |
| وانقمع الباطل, في ذلك المجمع, وأقر رؤساؤه, ببطلانه, ووضح الحق, وظهر حتى رأى ذلك | |
| الناظرون بأبصارهم. | |
| ولكن أبى فرعون, إلا عتوا وضلالا, وتماديا في غيه وعنادا. | |
| فقال للسحرة: | |
" قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر | |
| فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين " | |
" | |
| آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ " يتعجب, | |
| ويعجب قومه من جراءتهم عليه, وإقدامهم على الإيمان من غير إذنه ومؤامرته. | |
| " إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ | |
| " . | |
| هذا, وهو الذي جمع السحرة, وملأه, الذين أشاروا عليه بجمعهم من مدائنهم. | |
| وقد علموا أنهم ما اجتمعوا بموسى, ولا رآوه قبل ذلك, وأنهم جاءوا من السحر, بما | |
| يحير الناظرين, ويهيلهم, ومع ذلك, فراج عليهم هذا القول, الذي هم بأنفسهم, وقفوا | |
| على بطلانه. | |
| فلا يستنكر على أهل هذه العقول, أن لا يؤمنوا بالحق الواضح, والآيات الباهرة, | |
| لأنهم لو قال لهم فرعون عن أي شيء كان, إنه على خلاف حقيقته, صدقوه. | |
| ثم توعد السحرة فقال: " لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ | |
| وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ " أي: اليد اليمنى, والرجل اليسرى, كما | |
| يفعل بالمفسد في الأرض. | |
| " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ " لتختزوا, | |
| وتذلوا. | |
| فقال السحرة - حين وجدوا حلاوة الإيمان, وذاقو لذته-: | |
" قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون " | |
" لَا | |
| ضَيْرَ " أي: لا نبالي بما توعدتنا به " إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ | |
| يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا " من الكفر والسحر, وغيرهما " أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " بموسى, من | |
| هؤلاء الجنود. | |
| فثبتهم الله وصبرهم. | |
| فيحتمل أن فرعون, فعل ما توعدهم به, لسلطانه, واقتداره إذ ذاك ويحتمل, أن الله | |
| منعه منهم. | |
| ثم لم يزل فرعون وقومه, مستمرين على كفرهم, يأتيهم موسى بالآيات البينات. | |
| وكلما جاءتهم آية, وبلغت منهم كل مبلغ, وعدوا موسى, وعاهدوه لئن كشف الله عنهم, | |
| ليؤمنن به, وليرسلن معه بني إسرائيل, فيكشفه الله, ثم ينكثون. | |
| فلما يئس موسى من إيمانهم, وحقت عليهم كلمة العذاب, وآن لبني إسرائيل أن ينجيهم | |
| الله من أسرهم, ويمكن لهم في الأرض, أوحى الله إلى موسى: | |
" وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون " | |
" أَنْ | |
| أَسْرِ بِعِبَادِي " أي: اخرج ببني إسرائيل | |
| أول الليل, ليتمادوا,, ويتمهلوا في ذهابهم. | |
| " إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ " أي: سيتبعكم فرعون | |
| وجنوده. | |
| ووقع كما أخبر, فإنهم لما أصبحوا, إذا بنو إسرائيل قد سروا كلهم مع موسى. | |
" فأرسل فرعون في المدائن حاشرين " | |
" فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ " يجمعون الناس, ليوقع ببني إسرائيل, ويقول مشجعا لقومه " | |
| إِنَّ هَؤُلَاءِ " أي: بني إسرائيل " | |
| لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ " . | |
| " وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ " فلا بد أن | |
| ننفذ غيظنا في هؤلاء العبيد, الذين أبقوا منا. | |
" وإنا لجميع حاذرون " | |
" وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ " أي: الحذر على الجميع منهم, وهم أعداء للجميع, والمصلحة مشتركة. | |
| فخرج فرعون وجنوده, في جيش عظيم, ونفير عام, لم يتخلف منهم, سوى أهل الأعذار, | |
| الذين منعهم العجز. | |
" فأخرجناهم من جنات وعيون " | |
فال الله تعالى: " | |
| فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ " أي: بساتين مصر وجناتها | |
| الفائقة, وعيونها المتدفقة, وزروع, قد ملأت أراضيهم, وعمرت بها حاضرتهم وبواديهم. | |
" وكنوز ومقام كريم " | |
" وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ " يعجب الناظرين, ويلهي المتأملين. | |
| تمتعوا به دهرا طويلا, وقضوا بلذته وشهواته, عمرا مديدا, على الكفر والفساد, | |
| والتكبر على العباد والتيه العظيم. | |
" كذلك وأورثناها بني إسرائيل " | |
" | |
| كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا " أي: هذه | |
| البساتين والعيون, والزروع, والمقام الكريم. | |
| " بَنِي إِسْرَائِيلَ " الذين جعلوهم من قبل | |
| عبيدهم, وسخروا في أعمالهم الشاقة. | |
| فسبحان من يؤتي الملك من يشاء, وينزعه عمن يشاء, ويعز من يشاء بطاعته, ويذل من | |
| يشاء بمعصيته. | |
" فأتبعوهم مشرقين " | |
" فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ " أي: اتبع قوم فرعون, قوم موسى, وقت شروق الشمس, وساقوا خلفهم محثين, | |
| على غيظ وحنق قادرين. | |
" فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون " | |
" | |
| فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ " أي رأى كل | |
| منهما صاحبه. | |
| " قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى " شاكين لموسى وحزنين " إِنَّا لَمُدْرَكُونَ " . | |
| فـ " قَالَ " موسى, مثبتا لهم, ومخبرا لهم بوعد | |
| ربه الصادق: | |
" قال كلا إن معي ربي سيهدين " | |
" | |
| كُلًّا " أي: ليس الأمر كما ذكرتم, أنكم | |
| مدركون. | |
| " إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ " لما فيه | |
| نجاتي ونجاتكم. | |
" فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق | |
| كالطود العظيم " | |
" | |
| فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ " فضربه " فَانْفَلَقَ " اثنى عشر طريقا | |
| " فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ " أي: الجبل " الْعَظِيمِ " فدخله موسى وقومه. | |
" وأزلفنا ثم الآخرين " | |
" وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ " في ذلك المكان " الْآخَرِينَ " أي | |
| فرعون وقومه, وقربناهم, وأدخلناهم في ذلك الطريق, الذي سلك منه موسى وقومه. | |
" وأنجينا موسى ومن معه أجمعين " | |
" | |
| وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ " استكملوا خارجين, لم يتخلف منهم أحد. | |
" ثم أغرقنا الآخرين " | |
" | |
| ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ " لم يتخلف | |
| منهم عن الغرق أحد. | |
" إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " | |
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً " عظيمة, على صدق ما جاء به موسى عليه السلام, وبطلان ما عليه فرعون | |
| وقومه. | |
| " وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ " هذه | |
| الآيات, المقتضية للإيمان, لفساد قلوبهم. | |
" وإن ربك لهو العزيز الرحيم " | |
" | |
| وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " بعزته أهلك الكافرين المكذبين. | |
| وبرحمته نجى موسى, ومن معه أجمعين. | |
" واتل عليهم نبأ إبراهيم " | |
أي: واتل يا محمد على الناس, نبأ إبراهيم الخليل, وخبره الجليل, في هذه | |
| الحالة بخصوصها, وإلا, فله أنباء كثيرة. | |
| ولكن من أعجب أنبائه, وأفضلها, هذا النبأ المتضمن لرسالته, ودعوته قومه, ومحاجته | |
| إياهم, وإبطاله ما هم عليه, ولذلك قيده بالظرف فقال: | |
" إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون " | |
" إِذْ | |
| قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا " متبجحين بعبادتهم. | |
" قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين " | |
" | |
| نَعْبُدُ أَصْنَامًا " ننحتها ونعملها | |
| بأيدينا. | |
| " فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ " أي مقيمين على | |
| عبادتها في كثير من أوقاتنا. | |
| فقال لهم إبراهيم, مبينا عدم استحقاقها للعبادة: | |
" قال هل يسمعونكم إذ تدعون " | |
" هَلْ | |
| يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ " . | |
| فيستجيبون دعاءكم, ويفرجون كربكم, ويزيلون عنكم كل مكروه؟ | |
" أو ينفعونكم أو يضرون " | |
" أَوْ | |
| يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ " فأقروا أن | |
| ذلك كله, غير موجود فيها, فلا تسمع دعاء, ولا تنفع, ولا تضر. | |
| ولهذا لما كسرها قال: " بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا | |
| فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ " . | |
| قالوا له: " لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ | |
| " أي: هذا أمر متقرر من حالها, لا يقبل الإشكال والشك. | |
" قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون " | |
فلجأوا إلى تقليد آبائهم الضالين, فقالوا: " بَلْ | |
| وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ " . | |
| فتبعناهم على ذلك, وسلكنا سبيلهم, وحافظنا على عاداتهم. | |
| فقال لهم إبراهيم: أنتم وآباءكم, كلكم خصوم في الأمر, والكلام مع الجميع واحد. | |
" قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون " | |
" أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ | |
| الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي " فليضروني | |
| بأدنى شيء من الضرر, وليكيدوني, فلا يقدرون. | |
" فإنهم عدو لي إلا رب العالمين " | |
" | |