<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة الأحزاب - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن | |
الله كان عليما حكيما " </h1></p> | |
<p>يا أيها النبي دم | |
على نقوى الله بالعمل بأوامره واجتناب محارمه, وليقتد بك المؤمنون; لأنهم أحوج إلى | |
ذلك منك, ولا تطع الكافرين وأهل النفاق. <br> | |
إن الله كان عليما بكل شيء, حكيما في خلقه وأمره وتدبيره.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا " | |
</h1> | |
<p>واتبع ما يوحى إليك من ربك من فرآن وسنة, إن | |
الله مطلع على كل ما تعملون ومجازيكم به, لا يخفى عليه شيء من ذلك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " </h1> | |
<p>واعتمد على ربك, وفوض جميع أمورك إليه, وحسبك به حافظا لمن توكل عليه | |
وأناب إليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي | |
تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول | |
الحق وهو يهدي السبيل " </h1> | |
<p>ما جعل الله لأحد من البشر من قلبين في صدره, وما جعل زوجاتكم اللاتي | |
تظاهرون منهن (في الحرمة) كحرمة أمهاتكم (والظهار أن يقول الرجل لامرأته: أنت علي | |
كظهر أمي, وقد كان هذا طلاقا في الجاهلية, فبين الله أن الزوجة لا تصير أما بحال) | |
وما جعل الله الأولاد المتبنين أبناء في الشرع, بل إن الظهار والتبني لا حقيقة لهما | |
في التحريم الأبدي, فلا تكون الزوجة المظاهر منها كالأم في الحرمة, ولا يثبت النسب | |
بالتبني من قول الشخص للذعي؟ هذا ابني, فهو كلام بالفم لا حقيقة له, ولا يعتد به, | |
والله سبحانه يقول الحق ويبين لعباده سبيله, ويرشدهم إلى طريق الرشاد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم | |
في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله | |
غفورا رحيما " </h1> | |
<p>انسبوا أدعياءكم لآبائهم, هو أعدل وأقوم عند | |
الله, فإن لم تعلموا آباءهم الحقيقيين فادعوهم إذأ بأخوة الدين التي تجمعكم بهم, فإنهم | |
إخوانكم في الدين ومواليكم فيه, وليس عليكم إثم فيما وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه, | |
وإنما يؤاخذكم الله إذا تعمدتم ذلك. <br> | |
وكان الله غفورا لمن أخطأ, رحيما لمن تاب من ذنبه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام | |
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم | |
معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا " </h1> | |
<p>النبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى | |
بالمؤمنين, وأقرب لهم من أنفسهم في أمور الدين والدنيا, وحرمة أزواج النبي صلى | |
الله عليه وسلم على أمته كحرمة أمهاتهم, فلا يجوز نكاح زوجات الرسول صلى الله عليه | |
وسلم من بعده. <br> | |
وذوو القرابة من المسلمين بعضهم أحق بميراث بعض في حكم الله وشرعه من الإرث | |
بالإيمان والهجرة (وكان المسلمون في أول الإسلام يتوارثون بالهجرة والإيمان دون | |
الرحم, ثم نسخ ذلك بآيه المواريث) إلا أن تفعلوا -أيها المسلمون- إلى غير الورثة | |
معروفا بالنصر والبر والصلة والإحسان والوصية, كان هذا الحكم المذكور مقدرا مكتوبا | |
في اللوح المحفوظ, فيجب عليكم العمل به. <br> | |
وفي الآية وجوب كون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه, ووجوب كمال | |
الانقياد له, وفيها وجوب احترام أمهات المؤمنين, زوجاته صلى الله عليه وسلم, وأن | |
من سبهن فقد باء بالخسران. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى | |
وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا " </h1> | |
<p>واذكر -يا محمد- حين أخذنا من النبيين العهد | |
المؤكد بتبليغ الرسالة, وأخذنا الميثاق منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن | |
مريم, وأخذنا منهم عهدا مؤكدا بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة, وأن يصدق بعضهم بعضا. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما " </h1> | |
<p>(أخذ الله ذلك العهد من | |
أولئك الرسل) ليسأل المرسلين عما أجابتهم به أممهم, فيجزي الله المؤمنين الجنة, | |
وأعد للكافرين يوم القيامة عذابا شديدا في جهنم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود | |
فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " </h1> | |
<p>يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة الله تعالى التي أنعمها عليكم في | |
(المدينة) أيام غزوة الأحزاب -وهي غزوة الخندق-, حين اجتمع عليكم المشركون من خارج | |
(المدينه), واليهود والمنافقون من (المدينة) وما حولها, فأحاطوا بكم, فأرسلنا على | |
الأحزاب ريحا شدبدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم, وأرسلنا ملائكة من السماء لم | |
تروها, فوقع الرعب في قلوبهم. <br> | |
وكان الله بما تعملون بصيرا, لا يخفى عليه من ذلك شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت | |
القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون " </h1> | |
<p>اذكروا إذ جاؤوكم من فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق, ومن أسفل | |
منكم من بطن الوادي من جهه المغرب, وإذ شخصت الأبصار من شدة الحيرة والدهشة, وبلغت | |
القلوب الحناجر من شدة الرعب, وغلب اليأس المنافقين, وكثرت الأقاويل, وتظنون بالله | |
الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه, ولا يعلي كلمته. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا " </h1> | |
<p>في ذلك الموقف العصيب اختبر إيمان المؤمنين ومحص القوم, وعرف المؤمن من | |
المنافق, واضطربوا اضطرابا شديدا بالخوف والقلق; ليتبين إيمانهم ويزيد يقينهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله | |
إلا غرورا " </h1> | |
<p>وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم شك, وهم ضعفاء الإيمان: ما وعدنا | |
الله ورسوله من النصر والتمكين إلا باطلا من القول وغرورا, فلا تصدقوه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن | |
فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا " </h1> | |
<p>واذكر -يا محمد- قول طائفة من المنافقين | |
منادين المؤمنين من أهل (المدينة): يا أهل (يثرب) (وهو الاسم القديم (للمدينة)) لا | |
إقامة لكم في معركة خاسرة, فارجعوا إلى منازلكم داخل (المدينة), ويستأذن فريق آخر | |
من المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غير محصنة, | |
فيخشون عليها, والحق أنها ليست كذلك, وما قصدوا بذلك إلا الفرار من القتال. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا | |
بها إلا يسيرا " </h1> | |
<p>ولو دخل جيش الأحزاب (المدينة) من جوانبها, | |
ثم سئل هؤلاء المنافقون الشرك بالله والرجوع عن الإسلام, لأجابوا إلى ذلك مبادرين, | |
وما تأخروا عن الشرك إلا يسيرا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله | |
مسئولا " </h1> | |
<p>ولقد كان هؤلاء المنافقون عاهدوا الله على | |
يد رسوله من قبل غزوة الخندق, لا يفرون إن شهدوا الحرب,, لا يتأخرون إذا دعوا إلى | |
الجهاد, ولكنهم خانوا عهدهم, وسيحاسبهم الله على ذلك, ويسألهم عن ذلك العهد, وكان | |
عهد الله مسؤولا عنه, محاسبيا عليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون | |
إلا قليلا " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- لهؤلاء المنافقين: لن ينفعكم الفرار من المعركة خوفا من الموت | |
أو القتل; فإن ذلك لا يؤخر آجالكم, وإن قررتم فلن تتمتعوا في هذه الدنيا إلا بقدر | |
أعماركم المحدودة, وهو زمن يسير جدا بالنسبة إلى الآخرة</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم | |
رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- لهم: من ذا الذي يمنعكم من الله, أو يجيركم من عذابه, إن | |
أراد بكم سوءا, أو أراد بكم رحمة, فإنه المعطي المانع الضار النافع؟ ولا يجد هؤلاء | |
المنافقون لهم من دون الله وليا يواليهم, ولا نصيرا ينصرهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا | |
يأتون البأس إلا قليلا " </h1> | |
<p>إن الله يعلم المثبطين عن الجهاد في سبيل | |
الله, والقائلين لإخوانهم: تعالوا وانضموا إلينا, واتركوا محمدا, فلا تشهدوا معه | |
قتالا; فإنا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه, وهم مع تخذيلهم هذا لا يأتون القتال إلا | |
نادرا, رياء وسمعة وخوف الفضيحة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم | |
كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك | |
لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا " </h1> | |
<p>بخلاء عليكم -أيها المؤمنون- بالمال والنفس والجهد والمودة لما في | |
نفوسهم من العداوة والحقد; حبا في الحياة وكراهة للموت, فإذا حضر القتال خافوا | |
الهلاك ورأيتهم ينظرون إليك, تدور أعينهم لذهاب عقولهم; خوفا من القتل وفرارا منه | |
كدوران عين من حضره الموت, فإذا انتهت الحرب وذهب الرعب رموكم بألسنة حداد مؤذية, | |
وتراهم عند قسمة الغنائم بخلاء وحسدة, أولئك لم يؤمنوا بقلوبهم, فأذهب الله ثواب | |
أعمالهم, وكان ذلك على الله يسيرا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون | |
في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا " </h1> | |
<p>يظن المنافقون أن الأحزاب الذين هزمهم الله تعالى شر هزيمة لم يذهبوا, | |
ذلك من شدة الخوف والجبن, ولو عاد الأحزاب إلى (المدينة), لتمني أولئك المنافقون | |
أنهم كانوا غائبين عن (المدينة) بين أعراب البادية, يتجسسون أخباركم من بعيد, ولو | |
كانوا فيكم ما قاتلوا معكم إلا قليلا; لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم | |
الآخر وذكر الله كثيرا " </h1> | |
<p>لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول | |
الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها, فالزموا سنته, | |
فإنما يسلكها ويتأسى بها من كان يرجو الله واليوم الآخر, وأكثر من ذكر الله | |
واستغفاره, وشكره في كل حال. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق | |
الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما " </h1> | |
<p>ولما شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزبوا | |
حول (المدينة) وأحاطوا بها, تذكروا أن موعد النصر قد قرب, فقالوا: هذا ما وعدنا | |
الله ورسوله, من الابتلاء والمحنة والنصر, فأنجز الله وعده, وصدق رسوله فيما بشر | |
به, وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانا بالله وتسليما لقضائه وانقيادا لأمره. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه | |
ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " </h1> | |
<p>من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله | |
تعالى, وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس: فمنهم من وفى بنذره فاستشهد في | |
سبيل الله, ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة, وما غيروا عهد الله, | |
ولا نقضوه ولا بدلوه, كما غير المنافقون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب | |
عليهم إن الله كان غفورا رحيما " </h1> | |
<p>ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم وبلائهم وهم المؤمنون, ويعذب | |
المنافقين إن شاء تعذيبهم, بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح قبل الموت, فيموتوا على | |
الكفر, فيستوجبوا النار, أو يتوب عليهم بأن يوفقهم للتوبة والإنابة, إن الله كان | |
غفورا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا, رحيما بهم; حيث وفقهم للتوبة النصوح. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين | |
القتال وكان الله قويا عزيزا " </h1> | |
<p>ورد الله أحزاب الكفر عن (المدينة) خائبين خاسرين مغتاظين, لم ينالوا | |
خيرا في الدنيا ولا في الآخز وكفى الله المؤمنين القتال بما أيدهم به من الأسباب. <br> | |
وكان الله قويا لا يغالب, عزيزا في ملكه وسلطانه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم | |
الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا " </h1> | |
<p>وأنزل الله يهود بني قريظة من حصونهم; | |
لإعانتهم الأحزاب في قتال المسلمين, وألقى في قلوبهم الخوف فهزموا, تقتلون منهم | |
فريقا, وتأسرون فريقا آخر. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على | |
كل شيء قديرا " </h1> | |
<p>وملككم الله -أيها المؤمنون- أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحلي | |
والسلاح والمواشي, وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة, وأورثكم أرضا | |
لم تتمكنوا من وطئها من قبل; لمنعتها وعزتها عند أهلها. <br> | |
وكان الله على كل شيء قديرا, لا يعجزه شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها | |
فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا " </h1> | |
<p>يا أيها النبي قل لأزواجك اللاتي اجتمعن | |
عليك, يطلبن منك زيادة النفقة: إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فأقبلن أمتعكن | |
شيئا مما عندي من الدنيا, وأفارقكن دون ضرر أو إيذاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات | |
منكن أجرا عظيما " </h1> | |
<p>وإن كنتن تردن رضا الله ورضا رسوله وما أعد الله لكن من الدار الآخرة, | |
فاصبرن على ما أنتن عليه, وأطعن الله ورسوله, فإن الله أعد للمحسنات منكن ثوابا | |
عظيما. <br> | |
(وقد اخترن الله ورسوله, وما أعد الله لهن في الدار الآخرة). </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين | |
وكان ذلك على الله يسيرا " </h1> | |
<p>يا نساء النبي من يأت منكن بمعصية ظاهرة يضاعف لها العذاب مرتين. <br> | |
فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجعل الله الذنب الواقع منهن عقوبته مغلظة; صيانة | |
لجنابهن وجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم. <br> | |
وكان ذلك العقاب على الله يسيرا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين | |
وأعتدنا لها رزقا كريما " </h1> | |
<p>ومن تطع منكن الله ورسوله, وتعمل بما أمر الله به, نعطها ثواب عملها | |
مثلي ثواب عمل غيرها من سائر النساء, وأعددنا لها رزقا كريما, وهو الجنة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول | |
فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا " </h1> | |
<p>يا نساء النبي -محمد- لستن في الفضل | |
والمنزلة كغيركن من النساء, إن خفتن الله فلا تتحدثن مع الأجانب بصوت لين يطمع | |
الذي في قلبه فجور وميل إلى النساء, وهذا أدب واجب على كل امرأة تؤمن بالله واليوم | |
الآخر, وقلن قولا بعيدا عن الريبة, لا تنكره الشريعة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة | |
وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت | |
ويطهركم تطهيرا " </h1> | |
<p>والزمن بيوتكن, ولا تخرجن منها إلا لحاجة, | |
ولا تظهرن محاسنكن, كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على | |
الإسلام, وكما يفعله كثير من النساء في هذا العصر: الكاسيات العاريات, المتبرجات | |
المتبخترات. <br> | |
وادين الصلاة كاملة في أوقاتها, وأعطين الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في | |
أمرهما ونهيهما, إنما أوصاكن الله بهذا; ليزكيكن, ويبعد عنكن الأذى والسوء والشر | |
يا أهل بيت النبي -ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام-, ويطهر نفوسكم غاية | |
الطهارة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان | |
لطيفا خبيرا " </h1> | |
<p>واذكرن ما يتلى في بيوتكن من القرآن وحديث | |
الرسول صلى الله عليه وسلم, واعملن به, واقدرنه حق قدره, فهو من نعم الله عليكن, | |
إن الله كان لطيفا بكن; إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آيات الله والسنة, | |
خبيرا بكن إذ اختاركن لرسوله أزواجا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات | |
والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين | |
والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا | |
والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " </h1> | |
<p>إن المنقادين لأوامر الله والمنقادات, | |
والمصدقين والمصدقات والمطيعين لله ورسوله والمطيعات, والصادقين في أقوالهم | |
والصادقات, والصابرين عن الشهوات وعلى الطاعات وعلى المكاره والصابرات, والخائفين | |
من الله والخائفات, والمتصدقين بالفرض رالنفل والمتصدقات, والصائمين في الفرض | |
والنفل والصائمات, والحافظين فروجهم عن الزنى ومقدماته, وعن كشف العورات | |
والحافظات, والذاكرين الله كثيرا بقلوبهم وألسنتهم والذاكرات, أعد الله لهؤلاء | |
مغفرة لذنوبهم وثوابا عظيما, وهو الجنة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم | |
الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " </h1> | |
<p>ولا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة إذا حكم الله | |
ورسوله فيهم حكما أن يخالفوه, بأن يختاروا غير الذي قضى فيهم. <br> | |
رمن يعص الله ورسوله فقد بعد عن طريق الصواب بعدا ظاهرا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق | |
الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد | |
منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن | |
وطرا وكان أمر الله مفعولا " </h1> | |
<p>واذ تقول -يا محمد- للذي أنعم الله عليه بالإسلام -وهو زيد بن حارثة | |
الذي أعتقه وتبناه النبي صلى الله عليه وسلم- وأنعمت عليه بالعتق: أبق زوجك زينب | |
بنت جحش ولا تطلقها, واتق الله يا زيد, وتخفي -يا محمد- في نفسك ما أوحى الله به | |
إليك من طلاق زيد لزوجه وزواجك منها, والله تعالى مظهر ما أخفيت, وتخاف المنافقين | |
أن يقولوا: تزوج محمد مطلقة متبناه, والله تعالى أحق أن تخافه, فلما قضى زيد منها | |
حاجته, وطلقها, وانقضت عدتها, زوجناكها; لتكون أسوة في إبطال عادة تحريم الزواج | |
بزوجة المتبنى بعد طلاقها, ولا يكون على المؤمنين إثم وذنب في أن يتزوجوا من زوجات | |
من كانوا يتبنونهم بعد طلاقهن إذا قضوا منهن حاجتهم. <br> | |
وكان أمر الله مفعولا, لا عائق له ولا مانع. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين | |
خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا " </h1> | |
<p>ما كان على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذنب فيما أحل الله له من | |
زواج امرأة من تبناه بعد طلاقها, كما أباحه للأنبياء قبله, سنة الله في الذين خلوا | |
من قبل, وكان أمر الله قدرا مقدورا لا بد من وقوعه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى | |
بالله حسيبا " </h1> | |
<p>الذين يبلغون رسالات الله إلى الناس, ويخافون الله وحده, ولا يخافون | |
أحدا سواه. <br> | |
وكفى بالله محاسبا عباده على جميع أعمالهم ومراقبا لها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين | |
وكان الله بكل شيء عليما " </h1> | |
<p>ما كان محمد أبا لأحد من رجالكم, ولكنه رسول الله وخاتم النبيين, فلا | |
نبوة بعده إلى يوم القيامة. <br> | |
وكان الله بكل شيء من أعمالكم عليما, لا يخفى عليه شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, | |
اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرا كثيرا, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وسبحوه بكرة وأصيلا " </h1> | |
<p>واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح | |
والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, | |
تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان | |
بالمؤمنين رحيما " </h1> | |
<p>هو الذي يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته; ليخرجكم من ظلمات الجهل | |
والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما | |
داموا مطيعين مخلصين له. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما " </h1> | |
<p>تحية هؤلاء المؤمنين من الله في الجنة يوم | |
يلقونه سلام, وأمان لهم من عذاب الله, وقد أعد لهم ثوابا حسنا, وهو الجنة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " </h1> | |
<p>يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا على أمنك بإبلاغهم الرسالة, ومبشرا | |
المؤمنين منهم بالرحمة والجنة, ونذيرا للعصاة والمكذبين من النار,</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " </h1> | |
<p>وداعيا إلى توحيد الله وعبادته وحده يأمره | |
إياك, وسراجا منيرا لمن استنار بك, فأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في | |
إشراقها وإضاءتها, لا يجحدها إلا معاند. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا " </h1> | |
<p>وبشر -يا محمد- أهل الإيمان بأن لهم من الله | |
ثوابا عظيما, وهو روضات الجنات. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى | |
بالله وكيلا " </h1> | |
<p>ولا تطع -يا محمد- قول كافر أو منافق واترك أذاهم, ولا يمنعك ذلك من | |
تبليغ الرسالة, وثق بالله في كل أمورك واعتمد عليه; فإنه يكفيك ما أهمك من كل أمور | |
الدنيا والآخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن | |
تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا عقدتم على النساء | |
ولم تدخلوا بهن ثم طلقتموهن من قبل أن تجامعوهن, فما لكم عليهن من عدة تحصونها | |
عليهن, فأعطوهن من أموالكم متعة يتمتعن بها بحسب الوسع جبرا لخواطرهن, وخلوا سبيلهن | |
مع الستر الجميل, دون أذى أو ضرر. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما | |
ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك | |
اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها | |
خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم | |
لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما " </h1> | |
<p>يا أيها النبي إنا أبحنا لك أزواجك اللاتي أعطيتهن مهورهن, وأبحنا لك | |
ما ملكت يمينك من الإماء, مما أنعم الله به عليك, وأبحنا لك الزواج من بنات عمك | |
وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك, وأبحنا لك امرأة مؤمنة | |
منحت نفسها لك من غير مهر, إن كنت تريد الزواج منها خالصة لك, وليس لغيرك أن يتزوج | |
امرأة بالهبة. <br> | |
قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بألا يتزوجوا إلا أربع نسوة, وما | |
شاؤوا من الإماء, واشتراط الولي والمهر والشهود عليهم, ولكنا رحصنا لك في ذلك, | |
ووسعنا عليك ما لم يوسع على غيرك; لئلا يفيق صدرك في نكاح من نكحت من هؤلاء | |
الأصناف. <br> | |
وكان الله غفورا لذنوب عباده المؤمنين, رحيما بالتوسعة عليهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا | |
جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما | |
في قلوبكم وكان الله عليما حليما " </h1> | |
<p>تؤخر من تشاء من نسائك في القسم في المبيت, وتضم إليك من تشاء منهن, | |
ومن طلبت ممن أخرت قسمها, فلا إثم عليك في هذا, ذلك التخيير أقرب إلى أن يفرحن ولا | |
يحزن, ويرضين كلهن بما قسمت لهن, والله يعلم ما في قلوب الرجال من ميلها إلى بعض | |
النساء دون بعض. <br> | |
وكان الله عليما بما في القلوب, حليما لا يعجل بالعقوبة على من عصاه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك | |
حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا " </h1> | |
<p>لا يباح لك النساء من بعد نسانك اللاتي فى عصمتك, واللاتي أبحناهن لك | |
(وهن المذكورات في الآية السابقة رقم [50] من هذه السورة), ومن كانت في عصمتك من | |
النساء المذكورات لا يحل لك أن تطلقها مستقبلا وتأتي بغيرها بدلا منها, ولو أعجبك | |
جمالها, وأما الزيادة على زوجاتك من غير تطليق إحداهن فلا حرج عليك, وأما ما ملكت | |
يمينك من الإماء, فحلال لك منهن من شئت. <br> | |
وكان الله على كل شيء رقيبا, لا يغيب عنه علم شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى | |
طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين | |
لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن | |
متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول | |
الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وأطاعوه لا تدخلوا بيوت النبي إلا | |
بإذنه لتناول طعام غير منتظرين نضجه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا, فإذا أكلتم فانصرفوا | |
غير مستأنسين لحديث بينكم; فإن انتظاركم واستئناسكم يؤذي النبي, فيستحيي من | |
إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له, والله لا يستحيي من بيان الحق وإظهاره. <br> | |
وإذا سألتم نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة من أواني البيت ونحوها | |
فاسألوهن من وراء ستر; ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن من الخواطر التي تعرض للرجال في | |
أمر النساء, وللنساء في أمر الرجال; فالرؤية سبب الفتنة, وما ينبغي لكم أن تؤذوا | |
رسول الله, ولا أن تتزوجوا أزواجه من بعد موته أبدا; لأنهن أمهاتكم, ولا يحل للرجل | |
أن يتزوج أمه, إن أذاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونكاحكم أزواجه من بعده إثم | |
عظيم عند الله. <br> | |
(وقد امتثلت هذه الأمة هذا الأمر, واجتنبت ما نهى الله عنه منه). </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما " </h1> | |
<p>إن تظهروا شيئا على ألسنتكم -أيها الناس- | |
مما يؤذي رسول الله مما نهاكم الله عنه, أو تخفوه في نفوسكم, فإن الله تعالى يعلم | |
ما في قلوبكم وما أظهرتموه, وسيجازيكم على ذلك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء | |
إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله | |
كان على كل شيء شهيدا " </h1> | |
<p>لا إثم على النساء في عدم الاحتجاب من أبائهن وأبنائهن وإخوانهن وأبناء | |
إخوانهن وأبناء أخواتهن والنساء المؤمنات والعبيد المملوكين لهن; لشدة الحاجة | |
اليهم في الخدمة. <br> | |
وخفن الله -أيتها النساء- أن تتعدين ما حد لكن, فتبدين من زينتكن ما ليس لكن أن | |
تبدينه, أو تتركن الحجاب أمام من يجب عليكن الاحتجاب منه. <br> | |
إن الله كان على كل شيء شهيدا, يشهد أعمال العباد ظاهرها وباطنها, وسيجزيهم عليها. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا | |
عليه وسلموا تسليما " </h1> | |
<p>إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه | |
وسلم عند الملائكة المقربين, وملائكته يثنون على النبي ويدعون له, يا أيها الذين | |
صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, صلوا على رسول لله, وسلموا تسليما, تحية وتعظيما | |
له. <br> | |
وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع, منها: (اللهم | |
صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك | |
على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد). </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد | |
لهم عذابا مهينا " </h1> | |
<p>إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من | |
المعاصي, ويؤذن رسول الله بالأقوال أو الأفعال, أبعدهم الله وطردهم من كل خير في | |
الدنيا والآخرة, وأعد لهم في الآخرة عذابا يذلهم ويهينهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا | |
بهتانا وإثما مبينا " </h1> | |
<p>والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه, فقد | |
ارتكبوا أفحش الكذب والزور, وأتوا ذنبا ظاهر القبح مؤديا للعذاب في الأخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من | |
جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " </h1> | |
<p>يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء | |
المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن; لستر وجوههن وصدورهن | |
ورؤوسهن; ذلك أقرب أن يميزن بالستر والصيانة, فلا يتعرض لهن بمكروه أو أذى. <br> | |
وكان الله غفورا رحيما حيث غفر لكم ما سلف, ورحمكم بما أوضح لكم من الحلال | |
والحرام. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في | |
المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا " </h1> | |
<p>لئن لم يكف هذين يضمرون الكفر ويظهرون | |
الإيمان والذين في قلوبهم شك وريبة, والذين ينشرون الأخبار الكاذبة في مدينة | |
الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبائحهم وشرورهم, لنسلطنك عليهم, ثم لا يسكنون معك | |
فيها إلا زمنا قليلا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا " </h1> | |
<p>مطرودين من رحمة الله, في أي مكان وجدوا فيه أسروا وقتلوا تقتيلا ما | |
داموا مقيمين على النفاق ونشر الأخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:rig |