سورة الأحزاب - تفسير السعدي | |
| | |
" يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن | |
| الله كان عليما حكيما " | |
يا أيها النبي دم | |
| على نقوى الله بالعمل بأوامره واجتناب محارمه, وليقتد بك المؤمنون; لأنهم أحوج إلى | |
| ذلك منك, ولا تطع الكافرين وأهل النفاق. | |
| إن الله كان عليما بكل شيء, حكيما في خلقه وأمره وتدبيره. | |
" واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا " | |
واتبع ما يوحى إليك من ربك من فرآن وسنة, إن | |
| الله مطلع على كل ما تعملون ومجازيكم به, لا يخفى عليه شيء من ذلك. | |
" وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا " | |
واعتمد على ربك, وفوض جميع أمورك إليه, وحسبك به حافظا لمن توكل عليه | |
| وأناب إليه. | |
" ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم اللائي | |
| تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول | |
| الحق وهو يهدي السبيل " | |
ما جعل الله لأحد من البشر من قلبين في صدره, وما جعل زوجاتكم اللاتي | |
| تظاهرون منهن (في الحرمة) كحرمة أمهاتكم (والظهار أن يقول الرجل لامرأته: أنت علي | |
| كظهر أمي, وقد كان هذا طلاقا في الجاهلية, فبين الله أن الزوجة لا تصير أما بحال) | |
| وما جعل الله الأولاد المتبنين أبناء في الشرع, بل إن الظهار والتبني لا حقيقة لهما | |
| في التحريم الأبدي, فلا تكون الزوجة المظاهر منها كالأم في الحرمة, ولا يثبت النسب | |
| بالتبني من قول الشخص للذعي؟ هذا ابني, فهو كلام بالفم لا حقيقة له, ولا يعتد به, | |
| والله سبحانه يقول الحق ويبين لعباده سبيله, ويرشدهم إلى طريق الرشاد. | |
" ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم | |
| في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله | |
| غفورا رحيما " | |
انسبوا أدعياءكم لآبائهم, هو أعدل وأقوم عند | |
| الله, فإن لم تعلموا آباءهم الحقيقيين فادعوهم إذأ بأخوة الدين التي تجمعكم بهم, فإنهم | |
| إخوانكم في الدين ومواليكم فيه, وليس عليكم إثم فيما وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه, | |
| وإنما يؤاخذكم الله إذا تعمدتم ذلك. | |
| وكان الله غفورا لمن أخطأ, رحيما لمن تاب من ذنبه. | |
" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام | |
| بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم | |
| معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا " | |
النبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى | |
| بالمؤمنين, وأقرب لهم من أنفسهم في أمور الدين والدنيا, وحرمة أزواج النبي صلى | |
| الله عليه وسلم على أمته كحرمة أمهاتهم, فلا يجوز نكاح زوجات الرسول صلى الله عليه | |
| وسلم من بعده. | |
| وذوو القرابة من المسلمين بعضهم أحق بميراث بعض في حكم الله وشرعه من الإرث | |
| بالإيمان والهجرة (وكان المسلمون في أول الإسلام يتوارثون بالهجرة والإيمان دون | |
| الرحم, ثم نسخ ذلك بآيه المواريث) إلا أن تفعلوا -أيها المسلمون- إلى غير الورثة | |
| معروفا بالنصر والبر والصلة والإحسان والوصية, كان هذا الحكم المذكور مقدرا مكتوبا | |
| في اللوح المحفوظ, فيجب عليكم العمل به. | |
| وفي الآية وجوب كون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه, ووجوب كمال | |
| الانقياد له, وفيها وجوب احترام أمهات المؤمنين, زوجاته صلى الله عليه وسلم, وأن | |
| من سبهن فقد باء بالخسران. | |
" وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى | |
| وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا " | |
واذكر -يا محمد- حين أخذنا من النبيين العهد | |
| المؤكد بتبليغ الرسالة, وأخذنا الميثاق منك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن | |
| مريم, وأخذنا منهم عهدا مؤكدا بتبليغ الرسالة وأداء الأمانة, وأن يصدق بعضهم بعضا. | |
" ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما " | |
(أخذ الله ذلك العهد من | |
| أولئك الرسل) ليسأل المرسلين عما أجابتهم به أممهم, فيجزي الله المؤمنين الجنة, | |
| وأعد للكافرين يوم القيامة عذابا شديدا في جهنم. | |
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود | |
| فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا " | |
يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة الله تعالى التي أنعمها عليكم في | |
| (المدينة) أيام غزوة الأحزاب -وهي غزوة الخندق-, حين اجتمع عليكم المشركون من خارج | |
| (المدينه), واليهود والمنافقون من (المدينة) وما حولها, فأحاطوا بكم, فأرسلنا على | |
| الأحزاب ريحا شدبدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم, وأرسلنا ملائكة من السماء لم | |
| تروها, فوقع الرعب في قلوبهم. | |
| وكان الله بما تعملون بصيرا, لا يخفى عليه من ذلك شيء. | |
" إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت | |
| القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون " | |
اذكروا إذ جاؤوكم من فوقكم من أعلى الوادي من جهة المشرق, ومن أسفل | |
| منكم من بطن الوادي من جهه المغرب, وإذ شخصت الأبصار من شدة الحيرة والدهشة, وبلغت | |
| القلوب الحناجر من شدة الرعب, وغلب اليأس المنافقين, وكثرت الأقاويل, وتظنون بالله | |
| الظنون السيئة أنه لا ينصر دينه, ولا يعلي كلمته. | |
" هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا " | |
في ذلك الموقف العصيب اختبر إيمان المؤمنين ومحص القوم, وعرف المؤمن من | |
| المنافق, واضطربوا اضطرابا شديدا بالخوف والقلق; ليتبين إيمانهم ويزيد يقينهم. | |
" وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله | |
| إلا غرورا " | |
وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم شك, وهم ضعفاء الإيمان: ما وعدنا | |
| الله ورسوله من النصر والتمكين إلا باطلا من القول وغرورا, فلا تصدقوه. | |
" وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن | |
| فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا " | |
واذكر -يا محمد- قول طائفة من المنافقين | |
| منادين المؤمنين من أهل (المدينة): يا أهل (يثرب) (وهو الاسم القديم (للمدينة)) لا | |
| إقامة لكم في معركة خاسرة, فارجعوا إلى منازلكم داخل (المدينة), ويستأذن فريق آخر | |
| من المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غير محصنة, | |
| فيخشون عليها, والحق أنها ليست كذلك, وما قصدوا بذلك إلا الفرار من القتال. | |
" ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا | |
| بها إلا يسيرا " | |
ولو دخل جيش الأحزاب (المدينة) من جوانبها, | |
| ثم سئل هؤلاء المنافقون الشرك بالله والرجوع عن الإسلام, لأجابوا إلى ذلك مبادرين, | |
| وما تأخروا عن الشرك إلا يسيرا. | |
" ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله | |
| مسئولا " | |
ولقد كان هؤلاء المنافقون عاهدوا الله على | |
| يد رسوله من قبل غزوة الخندق, لا يفرون إن شهدوا الحرب,, لا يتأخرون إذا دعوا إلى | |
| الجهاد, ولكنهم خانوا عهدهم, وسيحاسبهم الله على ذلك, ويسألهم عن ذلك العهد, وكان | |
| عهد الله مسؤولا عنه, محاسبيا عليه. | |
" قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون | |
| إلا قليلا " | |
قل -يا محمد- لهؤلاء المنافقين: لن ينفعكم الفرار من المعركة خوفا من الموت | |
| أو القتل; فإن ذلك لا يؤخر آجالكم, وإن قررتم فلن تتمتعوا في هذه الدنيا إلا بقدر | |
| أعماركم المحدودة, وهو زمن يسير جدا بالنسبة إلى الآخرة | |
" قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم | |
| رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا " | |
قل -يا محمد- لهم: من ذا الذي يمنعكم من الله, أو يجيركم من عذابه, إن | |
| أراد بكم سوءا, أو أراد بكم رحمة, فإنه المعطي المانع الضار النافع؟ ولا يجد هؤلاء | |
| المنافقون لهم من دون الله وليا يواليهم, ولا نصيرا ينصرهم. | |
" قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا | |
| يأتون البأس إلا قليلا " | |
إن الله يعلم المثبطين عن الجهاد في سبيل | |
| الله, والقائلين لإخوانهم: تعالوا وانضموا إلينا, واتركوا محمدا, فلا تشهدوا معه | |
| قتالا; فإنا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه, وهم مع تخذيلهم هذا لا يأتون القتال إلا | |
| نادرا, رياء وسمعة وخوف الفضيحة. | |
" أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم | |
| كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك | |
| لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا " | |
بخلاء عليكم -أيها المؤمنون- بالمال والنفس والجهد والمودة لما في | |
| نفوسهم من العداوة والحقد; حبا في الحياة وكراهة للموت, فإذا حضر القتال خافوا | |
| الهلاك ورأيتهم ينظرون إليك, تدور أعينهم لذهاب عقولهم; خوفا من القتل وفرارا منه | |
| كدوران عين من حضره الموت, فإذا انتهت الحرب وذهب الرعب رموكم بألسنة حداد مؤذية, | |
| وتراهم عند قسمة الغنائم بخلاء وحسدة, أولئك لم يؤمنوا بقلوبهم, فأذهب الله ثواب | |
| أعمالهم, وكان ذلك على الله يسيرا. | |
" يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون | |
| في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا " | |
يظن المنافقون أن الأحزاب الذين هزمهم الله تعالى شر هزيمة لم يذهبوا, | |
| ذلك من شدة الخوف والجبن, ولو عاد الأحزاب إلى (المدينة), لتمني أولئك المنافقون | |
| أنهم كانوا غائبين عن (المدينة) بين أعراب البادية, يتجسسون أخباركم من بعيد, ولو | |
| كانوا فيكم ما قاتلوا معكم إلا قليلا; لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم. | |
" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم | |
| الآخر وذكر الله كثيرا " | |
لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول | |
| الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها, فالزموا سنته, | |
| فإنما يسلكها ويتأسى بها من كان يرجو الله واليوم الآخر, وأكثر من ذكر الله | |
| واستغفاره, وشكره في كل حال. | |
" ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق | |
| الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما " | |
ولما شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزبوا | |
| حول (المدينة) وأحاطوا بها, تذكروا أن موعد النصر قد قرب, فقالوا: هذا ما وعدنا | |
| الله ورسوله, من الابتلاء والمحنة والنصر, فأنجز الله وعده, وصدق رسوله فيما بشر | |
| به, وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانا بالله وتسليما لقضائه وانقيادا لأمره. | |
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه | |
| ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " | |
من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله | |
| تعالى, وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس: فمنهم من وفى بنذره فاستشهد في | |
| سبيل الله, ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة, وما غيروا عهد الله, | |
| ولا نقضوه ولا بدلوه, كما غير المنافقون. | |
" ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب | |
| عليهم إن الله كان غفورا رحيما " | |
ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم وبلائهم وهم المؤمنون, ويعذب | |
| المنافقين إن شاء تعذيبهم, بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح قبل الموت, فيموتوا على | |
| الكفر, فيستوجبوا النار, أو يتوب عليهم بأن يوفقهم للتوبة والإنابة, إن الله كان | |
| غفورا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا, رحيما بهم; حيث وفقهم للتوبة النصوح. | |
" ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين | |
| القتال وكان الله قويا عزيزا " | |
ورد الله أحزاب الكفر عن (المدينة) خائبين خاسرين مغتاظين, لم ينالوا | |
| خيرا في الدنيا ولا في الآخز وكفى الله المؤمنين القتال بما أيدهم به من الأسباب. | |
| وكان الله قويا لا يغالب, عزيزا في ملكه وسلطانه. | |
" وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم | |
| الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا " | |
وأنزل الله يهود بني قريظة من حصونهم; | |
| لإعانتهم الأحزاب في قتال المسلمين, وألقى في قلوبهم الخوف فهزموا, تقتلون منهم | |
| فريقا, وتأسرون فريقا آخر. | |
" وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على | |
| كل شيء قديرا " | |
وملككم الله -أيها المؤمنون- أرضهم ومساكنهم وأموالهم المنقولة كالحلي | |
| والسلاح والمواشي, وغير المنقولة كالمزارع والبيوت والحصون المنيعة, وأورثكم أرضا | |
| لم تتمكنوا من وطئها من قبل; لمنعتها وعزتها عند أهلها. | |
| وكان الله على كل شيء قديرا, لا يعجزه شيء. | |
" يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها | |
| فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا " | |
يا أيها النبي قل لأزواجك اللاتي اجتمعن | |
| عليك, يطلبن منك زيادة النفقة: إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فأقبلن أمتعكن | |
| شيئا مما عندي من الدنيا, وأفارقكن دون ضرر أو إيذاء. | |
" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات | |
| منكن أجرا عظيما " | |
وإن كنتن تردن رضا الله ورضا رسوله وما أعد الله لكن من الدار الآخرة, | |
| فاصبرن على ما أنتن عليه, وأطعن الله ورسوله, فإن الله أعد للمحسنات منكن ثوابا | |
| عظيما. | |
| (وقد اخترن الله ورسوله, وما أعد الله لهن في الدار الآخرة). | |
" يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين | |
| وكان ذلك على الله يسيرا " | |
يا نساء النبي من يأت منكن بمعصية ظاهرة يضاعف لها العذاب مرتين. | |
| فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجعل الله الذنب الواقع منهن عقوبته مغلظة; صيانة | |
| لجنابهن وجناب رسول الله صلى الله عليه وسلم. | |
| وكان ذلك العقاب على الله يسيرا. | |
" ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين | |
| وأعتدنا لها رزقا كريما " | |
ومن تطع منكن الله ورسوله, وتعمل بما أمر الله به, نعطها ثواب عملها | |
| مثلي ثواب عمل غيرها من سائر النساء, وأعددنا لها رزقا كريما, وهو الجنة. | |
" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول | |
| فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا " | |
يا نساء النبي -محمد- لستن في الفضل | |
| والمنزلة كغيركن من النساء, إن خفتن الله فلا تتحدثن مع الأجانب بصوت لين يطمع | |
| الذي في قلبه فجور وميل إلى النساء, وهذا أدب واجب على كل امرأة تؤمن بالله واليوم | |
| الآخر, وقلن قولا بعيدا عن الريبة, لا تنكره الشريعة. | |
" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة | |
| وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت | |
| ويطهركم تطهيرا " | |
والزمن بيوتكن, ولا تخرجن منها إلا لحاجة, | |
| ولا تظهرن محاسنكن, كما كان يفعل نساء الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على | |
| الإسلام, وكما يفعله كثير من النساء في هذا العصر: الكاسيات العاريات, المتبرجات | |
| المتبخترات. | |
| وادين الصلاة كاملة في أوقاتها, وأعطين الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في | |
| أمرهما ونهيهما, إنما أوصاكن الله بهذا; ليزكيكن, ويبعد عنكن الأذى والسوء والشر | |
| يا أهل بيت النبي -ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام-, ويطهر نفوسكم غاية | |
| الطهارة. | |
" واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان | |
| لطيفا خبيرا " | |
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من القرآن وحديث | |
| الرسول صلى الله عليه وسلم, واعملن به, واقدرنه حق قدره, فهو من نعم الله عليكن, | |
| إن الله كان لطيفا بكن; إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آيات الله والسنة, | |
| خبيرا بكن إذ اختاركن لرسوله أزواجا. | |
" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات | |
| والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين | |
| والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا | |
| والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما " | |
إن المنقادين لأوامر الله والمنقادات, | |
| والمصدقين والمصدقات والمطيعين لله ورسوله والمطيعات, والصادقين في أقوالهم | |
| والصادقات, والصابرين عن الشهوات وعلى الطاعات وعلى المكاره والصابرات, والخائفين | |
| من الله والخائفات, والمتصدقين بالفرض رالنفل والمتصدقات, والصائمين في الفرض | |
| والنفل والصائمات, والحافظين فروجهم عن الزنى ومقدماته, وعن كشف العورات | |
| والحافظات, والذاكرين الله كثيرا بقلوبهم وألسنتهم والذاكرات, أعد الله لهؤلاء | |
| مغفرة لذنوبهم وثوابا عظيما, وهو الجنة. | |
" وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم | |
| الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " | |
ولا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة إذا حكم الله | |
| ورسوله فيهم حكما أن يخالفوه, بأن يختاروا غير الذي قضى فيهم. | |
| رمن يعص الله ورسوله فقد بعد عن طريق الصواب بعدا ظاهرا. | |
" وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق | |
| الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد | |
| منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن | |
| وطرا وكان أمر الله مفعولا " | |
واذ تقول -يا محمد- للذي أنعم الله عليه بالإسلام -وهو زيد بن حارثة | |
| الذي أعتقه وتبناه النبي صلى الله عليه وسلم- وأنعمت عليه بالعتق: أبق زوجك زينب | |
| بنت جحش ولا تطلقها, واتق الله يا زيد, وتخفي -يا محمد- في نفسك ما أوحى الله به | |
| إليك من طلاق زيد لزوجه وزواجك منها, والله تعالى مظهر ما أخفيت, وتخاف المنافقين | |
| أن يقولوا: تزوج محمد مطلقة متبناه, والله تعالى أحق أن تخافه, فلما قضى زيد منها | |
| حاجته, وطلقها, وانقضت عدتها, زوجناكها; لتكون أسوة في إبطال عادة تحريم الزواج | |
| بزوجة المتبنى بعد طلاقها, ولا يكون على المؤمنين إثم وذنب في أن يتزوجوا من زوجات | |
| من كانوا يتبنونهم بعد طلاقهن إذا قضوا منهن حاجتهم. | |
| وكان أمر الله مفعولا, لا عائق له ولا مانع. | |
" ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين | |
| خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا " | |
ما كان على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذنب فيما أحل الله له من | |
| زواج امرأة من تبناه بعد طلاقها, كما أباحه للأنبياء قبله, سنة الله في الذين خلوا | |
| من قبل, وكان أمر الله قدرا مقدورا لا بد من وقوعه. | |
" الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى | |
| بالله حسيبا " | |
الذين يبلغون رسالات الله إلى الناس, ويخافون الله وحده, ولا يخافون | |
| أحدا سواه. | |
| وكفى بالله محاسبا عباده على جميع أعمالهم ومراقبا لها. | |
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين | |
| وكان الله بكل شيء عليما " | |
ما كان محمد أبا لأحد من رجالكم, ولكنه رسول الله وخاتم النبيين, فلا | |
| نبوة بعده إلى يوم القيامة. | |
| وكان الله بكل شيء من أعمالكم عليما, لا يخفى عليه شيء. | |
" يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا " | |
يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, | |
| اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكرا كثيرا, | |
" وسبحوه بكرة وأصيلا " | |
واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح | |
| والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, | |
| تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير. | |
" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان | |
| بالمؤمنين رحيما " | |
هو الذي يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته; ليخرجكم من ظلمات الجهل | |
| والضلال إلى نور الإسلام, وكان بالمؤمنين رحيما في الدنيا والآخرة, لا يعذبهم ما | |
| داموا مطيعين مخلصين له. | |
" تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما " | |
تحية هؤلاء المؤمنين من الله في الجنة يوم | |
| يلقونه سلام, وأمان لهم من عذاب الله, وقد أعد لهم ثوابا حسنا, وهو الجنة. | |
" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " | |
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا على أمنك بإبلاغهم الرسالة, ومبشرا | |
| المؤمنين منهم بالرحمة والجنة, ونذيرا للعصاة والمكذبين من النار, | |
" وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " | |
وداعيا إلى توحيد الله وعبادته وحده يأمره | |
| إياك, وسراجا منيرا لمن استنار بك, فأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في | |
| إشراقها وإضاءتها, لا يجحدها إلا معاند. | |
" وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا " | |
وبشر -يا محمد- أهل الإيمان بأن لهم من الله | |
| ثوابا عظيما, وهو روضات الجنات. | |
" ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى | |
| بالله وكيلا " | |
ولا تطع -يا محمد- قول كافر أو منافق واترك أذاهم, ولا يمنعك ذلك من | |
| تبليغ الرسالة, وثق بالله في كل أمورك واعتمد عليه; فإنه يكفيك ما أهمك من كل أمور | |
| الدنيا والآخرة. | |
" يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن | |
| تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا " | |
يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, إذا عقدتم على النساء | |
| ولم تدخلوا بهن ثم طلقتموهن من قبل أن تجامعوهن, فما لكم عليهن من عدة تحصونها | |
| عليهن, فأعطوهن من أموالكم متعة يتمتعن بها بحسب الوسع جبرا لخواطرهن, وخلوا سبيلهن | |
| مع الستر الجميل, دون أذى أو ضرر. | |
" يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما | |
| ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك | |
| اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها | |
| خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم | |
| لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما " | |
يا أيها النبي إنا أبحنا لك أزواجك اللاتي أعطيتهن مهورهن, وأبحنا لك | |
| ما ملكت يمينك من الإماء, مما أنعم الله به عليك, وأبحنا لك الزواج من بنات عمك | |
| وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك, وأبحنا لك امرأة مؤمنة | |
| منحت نفسها لك من غير مهر, إن كنت تريد الزواج منها خالصة لك, وليس لغيرك أن يتزوج | |
| امرأة بالهبة. | |
| قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بألا يتزوجوا إلا أربع نسوة, وما | |
| شاؤوا من الإماء, واشتراط الولي والمهر والشهود عليهم, ولكنا رحصنا لك في ذلك, | |
| ووسعنا عليك ما لم يوسع على غيرك; لئلا يفيق صدرك في نكاح من نكحت من هؤلاء | |
| الأصناف. | |
| وكان الله غفورا لذنوب عباده المؤمنين, رحيما بالتوسعة عليهم. | |
" ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا | |
| جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما | |
| في قلوبكم وكان الله عليما حليما " | |
تؤخر من تشاء من نسائك في القسم في المبيت, وتضم إليك من تشاء منهن, | |
| ومن طلبت ممن أخرت قسمها, فلا إثم عليك في هذا, ذلك التخيير أقرب إلى أن يفرحن ولا | |
| يحزن, ويرضين كلهن بما قسمت لهن, والله يعلم ما في قلوب الرجال من ميلها إلى بعض | |
| النساء دون بعض. | |
| وكان الله عليما بما في القلوب, حليما لا يعجل بالعقوبة على من عصاه. | |
" لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك | |
| حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا " | |
لا يباح لك النساء من بعد نسانك اللاتي فى عصمتك, واللاتي أبحناهن لك | |
| (وهن المذكورات في الآية السابقة رقم [50] من هذه السورة), ومن كانت في عصمتك من | |
| النساء المذكورات لا يحل لك أن تطلقها مستقبلا وتأتي بغيرها بدلا منها, ولو أعجبك | |
| جمالها, وأما الزيادة على زوجاتك من غير تطليق إحداهن فلا حرج عليك, وأما ما ملكت | |
| يمينك من الإماء, فحلال لك منهن من شئت. | |
| وكان الله على كل شيء رقيبا, لا يغيب عنه علم شيء. | |
" يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى | |
| طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين | |
| لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن | |
| متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول | |
| الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما " | |
يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله وأطاعوه لا تدخلوا بيوت النبي إلا | |
| بإذنه لتناول طعام غير منتظرين نضجه, ولكن إذا دعيتم فادخلوا, فإذا أكلتم فانصرفوا | |
| غير مستأنسين لحديث بينكم; فإن انتظاركم واستئناسكم يؤذي النبي, فيستحيي من | |
| إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له, والله لا يستحيي من بيان الحق وإظهاره. | |
| وإذا سألتم نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجة من أواني البيت ونحوها | |
| فاسألوهن من وراء ستر; ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن من الخواطر التي تعرض للرجال في | |
| أمر النساء, وللنساء في أمر الرجال; فالرؤية سبب الفتنة, وما ينبغي لكم أن تؤذوا | |
| رسول الله, ولا أن تتزوجوا أزواجه من بعد موته أبدا; لأنهن أمهاتكم, ولا يحل للرجل | |
| أن يتزوج أمه, إن أذاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونكاحكم أزواجه من بعده إثم | |
| عظيم عند الله. | |
| (وقد امتثلت هذه الأمة هذا الأمر, واجتنبت ما نهى الله عنه منه). | |
" إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليما " | |
إن تظهروا شيئا على ألسنتكم -أيها الناس- | |
| مما يؤذي رسول الله مما نهاكم الله عنه, أو تخفوه في نفوسكم, فإن الله تعالى يعلم | |
| ما في قلوبكم وما أظهرتموه, وسيجازيكم على ذلك. | |
" لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء | |
| إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله | |
| كان على كل شيء شهيدا " | |
لا إثم على النساء في عدم الاحتجاب من أبائهن وأبنائهن وإخوانهن وأبناء | |
| إخوانهن وأبناء أخواتهن والنساء المؤمنات والعبيد المملوكين لهن; لشدة الحاجة | |
| اليهم في الخدمة. | |
| وخفن الله -أيتها النساء- أن تتعدين ما حد لكن, فتبدين من زينتكن ما ليس لكن أن | |
| تبدينه, أو تتركن الحجاب أمام من يجب عليكن الاحتجاب منه. | |
| إن الله كان على كل شيء شهيدا, يشهد أعمال العباد ظاهرها وباطنها, وسيجزيهم عليها. | |
" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا | |
| عليه وسلموا تسليما " | |
إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه | |
| وسلم عند الملائكة المقربين, وملائكته يثنون على النبي ويدعون له, يا أيها الذين | |
| صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, صلوا على رسول لله, وسلموا تسليما, تحية وتعظيما | |
| له. | |
| وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع, منها: (اللهم | |
| صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك | |
| على محمد وعلى آل محمد, كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد). | |
" إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد | |
| لهم عذابا مهينا " | |
إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من | |
| المعاصي, ويؤذن رسول الله بالأقوال أو الأفعال, أبعدهم الله وطردهم من كل خير في | |
| الدنيا والآخرة, وأعد لهم في الآخرة عذابا يذلهم ويهينهم. | |
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا | |
| بهتانا وإثما مبينا " | |
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه, فقد | |
| ارتكبوا أفحش الكذب والزور, وأتوا ذنبا ظاهر القبح مؤديا للعذاب في الأخرة. | |
" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من | |
| جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " | |
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء | |
| المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن; لستر وجوههن وصدورهن | |
| ورؤوسهن; ذلك أقرب أن يميزن بالستر والصيانة, فلا يتعرض لهن بمكروه أو أذى. | |
| وكان الله غفورا رحيما حيث غفر لكم ما سلف, ورحمكم بما أوضح لكم من الحلال | |
| والحرام. | |
" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في | |
| المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا " | |
لئن لم يكف هذين يضمرون الكفر ويظهرون | |
| الإيمان والذين في قلوبهم شك وريبة, والذين ينشرون الأخبار الكاذبة في مدينة | |
| الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبائحهم وشرورهم, لنسلطنك عليهم, ثم لا يسكنون معك | |
| فيها إلا زمنا قليلا. | |
" ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا " | |
مطرودين من رحمة الله, في أي مكان وجدوا فيه أسروا وقتلوا تقتيلا ما | |
| داموا مقيمين على النفاق ونشر الأخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد. | |