<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة سبأ - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد | |
في الآخرة وهو الحكيم الخبير " </h1></p> | |
<p>الثناء | |
الجمبل والشكر الكامل لله وحده الذي له ملك ما في السموات وما في الأرض, وله | |
الثناء التام في الآخرة, وهو الحكيم في فعله, الخبير بشؤون خلقه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما | |
يعرج فيها وهو الرحيم الغفور " </h1> | |
<p>يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء, وما يخرج منها من النبات | |
والمعادن والمياه, وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب, وما يصعد | |
إليها من الملائكة وأفعال الخلق. <br> | |
وهو الرحيم بعباده فلا يعاجل عصاتهم بالعقوبة, الغفور لذنوب التائبين إليه | |
المتوكلين عليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم | |
الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر | |
إلا في كتاب مبين " </h1> | |
<p>وقال الكافرون المنكرون للبعث: لا تأتينا القيامة, قل لهم -يا محمد-: | |
بلى وربي لتأتينكم, ولكن لا يعلم وقت مجيئها أحد سوى الله علام الغيوب, الذي لا | |
يغيب عنه وزن نملة صغيرة في السموات والأرض, ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا هو | |
مسطور في كتاب واضح, وهو اللوح المحفوظ; </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم | |
" </h1> | |
<p>ليثيب الذين صدقوا بالله, واتبعوا رسوله, وعملوا الصالحات. <br> | |
أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم, وهو الجنة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم | |
" </h1> | |
<p>والذين سعوا في الصد عن سبيل الله وتكذيب | |
رسله وإبطال إياتنا مشاقين الله مغالبين أمره, أولئك لهم أسوأ العذاب وأشده ألما. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي | |
إلى صراط العزيز الحميد " </h1> | |
<p>ويعلم الذين أعطوا العلم أن القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق, | |
ويرشد إلى طريق الله, العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع, بل قهر كل شيء وغلبه, | |
المحمود في أقواله وأفعاله وشرعه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي | |
إلى صراط العزيز الحميد " </h1> | |
<p>ويعلم الذين أعطوا العلم أن القرآن الذي أنزل إليك من ربك هو الحق, ويرشد | |
إلى طريق الله, العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع, بل قهر كل شيء وغلبه, المحمود في | |
أقواله وأفعاله وشرعه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في | |
العذاب والضلال البعيد " </h1> | |
<p>هذا الرجل أختلق على الله كذبا أم به جنون, | |
فهو يتكلم بما لا يدري؟ ليس الأمر كما قال الكفار, بل محمد أصدق الصادقين. <br> | |
والذين لا يصدقون بالبعث ولا يعملون من أجله في العذاب الدائم في الآخرة, والضلال | |
البعيد عن الصواب في الدنيا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ | |
نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب " </h1> | |
<p>أفلم ير هؤلاء الكفار الذين لا يؤمنون | |
بالآخرة عظيم قدرة الله فيما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض مما يبهر | |
العقول, وأنهما قد أحاطتا بهم؟ إن نشأ نخسف بهم الأرض, كما فعلنا بقارون, أو ننزل | |
عليهم قطعا من العذاب, كما فعلنا بقوم شعيب, فقد أمطرت السماء عليهم نارا | |
فأحرقتهم. <br> | |
إن في ذلك الذي ذكرنا من قدرتنا لدلالة ظاهرة لكل عبد راجع إلى ربه بالتوبة, ومقر | |
له بتوحيده, ومخلص له في العبادة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له | |
الحديد " </h1> | |
<p>ولقد أتينا داود نبوة, وكتابا وعلما, وقلنا | |
للجبال والطير: سبحي معه, وألنا له الحديد, فكان كالعجين يتصرف فيه كيف يشاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون | |
بصير " </h1> | |
<p>أن اعمل دروعا تامات واسعات وقدر المسامير | |
في حلق الدروع, فلا تعمل الحلقة صغيرة فتضعف, فلا تقوى الدروع على الدفاع, ولا | |
تجعلها كبيرة فتثقل على لابسها, واعمل يا داود أنت وأهلك بطاعة الله, إني بما | |
تعملون بصير لا يخفى علي شيء منها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن | |
الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير " | |
</h1> | |
<p>وسخرنا لسليمان الريح تجري صن أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر, ومن | |
منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد, وأسلنا له النحاس كما يسيل الماء, | |
يعمل به ما يشاء, وسخرنا له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه, ومن يعدل منهم عن | |
أمرنا الذي أمرنا به من طاعة سليمان نذقه من عذاب النار المستعرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور | |
راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " </h1> | |
<p>يعمل الجن لسليمان ما يشاء من مساجد للعبادة, وصور من نحاس وزجاج, | |
وقصاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع فيها الماء, وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها | |
لعظمهن, وقلنا يا آل داود: اعملوا شكرا لله على ما أعطاكم, وذلك بطاعته وامتثال | |
أمره, وقليل من عبادي من يشكر الله كثيرا, وكان داود وآله من القليل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل | |
منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين | |
" </h1> | |
<p>فلما قضينا على سليمان بالموت ما دل الجن على موته إلا الأرضة تأكل | |
عصاه التي كان متكئا عليها, فوقع سليمان على الأرض, عند ذلك علمت الجن أنهم لو | |
كانوا يعلمون الغيب ما أقاموا في العذاب المذل والعمل الشاق لسليمان. <br> | |
ظنا منهم أنه من الأحياء. <br> | |
وفي الآية إبطال لاعتقاد بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب; إذ لو كانوا يعلمون | |
الغيب لعلموا وفاة سليمان عليه السلام, ولما أقاموا في العذاب المهين. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق | |
ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " </h1> | |
<p>لقد كان لقبيلة سبأ بـ(اليمن) في مسكنهم دلالة على قدرتنا: بستانان عن | |
يمين وشمال, كلوا من رزق ربكم, واشكروا له نعمه عليكم; فإن بلدتكم كريمة التربة | |
حسنة الهواء, وربكم غفور لكم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي | |
أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل " </h1> | |
<p>فاعرضوا عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل, فأرسلنا عليهم السيل الجارف | |
الشديد الذي خرب السد وأغرق البساتين, وبدلناهم بجنتيهم المثمرتين جنتين ذواتي أكل | |
خمط, وهو الثمر المر الكريه الطعم, وأثل وهو شجر شبيه بالطرفاء لا ثمر له, وقليل | |
من شجر النبق كثير الشوك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور " </h1> | |
<p>ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب كفرهم, وعدم شكرهم نعم الله, وما نعاقب | |
بهذا العقاب الشديد إلا الجحود المبالغ في الكفر, يجازي بفعله مثلا بمثل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا | |
فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين " </h1> | |
<p>وجعلنا بين أهل (سبا) -وهم (باليمن)- والقرى | |
التي باركنا فيها -وهي (الشام)- مدنا متصلة يرى بعضها من بعض, وجعلنا السير فيها | |
سيرا مقدرا من منزل إلى منزل لا مشقة فيه, وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى في أي | |
وقت شئتم من ليل أو نهار, آمنين لا تخافون عدوا, رلا جوعا ولا عطشا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث | |
ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " </h1> | |
<p>فبطغيانهم ملوا الراحة والأمن ورغد العيش, وقالوا: ربنا اجعل قرانا | |
متباعدة; ليبعد سفرنا بينها, فلا نجد قرى عامرة في طريقنا, وظلموا أنفسهم بكفرهم | |
فأهلكناهم, وجعلناهم عبرا وأحاديث لمن يأتي بعدهم, وفرقناهم كل تفريق وخربت | |
بلادهم, إن فيما حل (بسبأ) لعبرة لكل صبار على المكاره والشدائد, شكور لنعم الله | |
تعالى. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " | |
</h1> | |
<p>ولقد ظن إبليس ظنا غير يقين أنه سيضل بني آدم, وأنهم سيطيعونه في معصية | |
الله, فصدق ظنه عليهم, فأطاعوه وعصوا ربهم إلا فريقا من المؤمنين بالله, فإنهم | |
ثبتوا على طاعة الله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو | |
منها في شك وربك على كل شيء حفيظ " </h1> | |
<p>وما كان لإبليس على هؤلاء الكفار من قهر على الكفر, ولكن حكمة الله | |
اقتضت تسويله لبني آدم; لنعلم من يصدق بالبعث والثواب والعقاب ممن هو في شك من | |
ذلك. <br> | |
وربك على كل شيء حفيظ, يحفظه ويجازي عليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات | |
ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- للمشركين: ادعوا الذين | |
زعمتموهم شركاء لله فعبدتموهم من دونه من الأصنام والملائكة والبشر, واقصدوهم في | |
حوائجكم, فإنهم لن يجيبوكم, فهم لا يملكون وزن نملة صغيرة في السموات ولا في الأرض, | |
وليس لهم شركة فيهما, وليس لله من هؤلاء المشركين معين على خلق شيء, بل الله | |
-سبحانه وتعالى- هو المتفرد بالإيجاد, فهو الذي يعبد وحده, ولا يستحق العبادة أحد | |
سواه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم | |
قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير " </h1> | |
<p>ولا تنفع شفاعة الشافع عند الله تعالى إلا لمن أذن له. <br> | |
ومن عظيم قدرة الله عز وجل أنه إذا تكلم سبحانه بالوحي فسمع أهل السموات كلامه | |
أرعدوا من الهيبة, حتى يلحقهم مثل الغشي, فإذا زال الفزع عن قلوبهم سأل بعضهم | |
بعضا: ماذا قال ربكم؟ قالت الملائكة: قال الحق, وهو العلي بذاته وقهره وعلو قدره, | |
الكبير على كل شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى | |
هدى أو في ضلال مبين " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- للمشركين: من يرزقكم من | |
السموات بالمطر, ومن الأرض بالنبات والمعادن وغير ذلك؟ فإنهم لا بد أن يقروا بأنه | |
الله, وإن لم تقروا بذلك فقل لهم: الله هو الرزاق, وإن أحد الفريقين منا ومنكم | |
لعلي هدى متمكن منه, أو في ضلال بين منغمس فيه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون " </h1> | |
<p>قل: لا تسألون عن ذنوبنا, ولا نسأل عن أعمالكم; لأننا بريئون منكم ومن | |
كفركم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم | |
" </h1> | |
<p>قل: ربنا يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة, ثم يقضي بيننا بالعدل, وهو | |
الفتاح الحاكم بين خلقه, العليم بما ينبغي أن يقضى به, وبأحوال خلقه, لا تخفى عليه | |
خافية. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم | |
" </h1> | |
<p>قل: أروني بالحجة والدليل الذين ألحقتموهم | |
بالله وجعلتموهم شركاء له في العبادة, هل خلقوا شيئا؟ ليس الأمر كما وصفوا, بل هو | |
المعبود بحق الذي لا شريك له, العزيز في انتقامه ممن أشرك به الحكيم في أقواله | |
وأفعاله وتدبير أمور خلقه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا | |
يعلمون " </h1> | |
<p>وما أرسلناك -يا محمد- إلا للناس أجمعين | |
مبشرا بثواب الله, ومنذرا عقابه, ولكن أكثر الناس لا يعلمون الحق, فهم معرضون عنه. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " </h1> | |
<p>ويقول هؤلاء المشركون مستهزئين: متى هذا | |
الوعد الذي تعدوننا أن يجمعنا الله فيه, ثم يقضي بيننا, إن كنتم صادقين فيما | |
تعدوننا به؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون " </h1> | |
<p>قل لهم -يا محمد-: لكم ميعاد هو آتيكم لا محالة, وهو ميعاد يوم | |
القيامة, لا تستأخرون عنه ساعة للتوبة, ولا تستقدمون ساعة قبله للعذاب. <br> | |
فاحذروا ذلك اليوم, وأعدوا له عدته. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو | |
ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا | |
للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين " </h1> | |
<p>وقال الذين كفروا: لن نصدق بهذا القرآن ولا بالذي تقدمه من التوراة | |
والإنجيل والزبور, فقد كذبوا بجميع كتب الله. <br> | |
ولو ترى -يا محمد- إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب, يتراجعون الكلام فيما | |
بينهم, كل يلقي بالعتاب على الآخر, لرأيت شيئا فظيعا, يقول المستضعفون للذين | |
استكبروا -وهم القادة والرؤساء الضالون المضلون-: لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى | |
لكنا مؤمنين بالله ورسوله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد | |
إذ جاءكم بل كنتم مجرمين " </h1> | |
<p>قال الرؤساء للذين استضعفوا: أنحن منعناكم | |
من الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين إذ دخلتم في الكفر بإرادتكم مختارين. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ | |
تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا | |
الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون " </h1> | |
<p>وقال المستضعفون لرؤسائهم في الضلال: بل | |
تدبيركم الشر لنا في الليل والنهار هو الذي أوقعنا في التهلكة, فكنتم تطلبون منا | |
أن نكفر بالله, ونجعل له شركاء في العبادة, وأسر كل من الفريقين الحسرة حين رأوا | |
العذاب الذي أعد لهم, وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا, لا يعاقبون بهذا | |
العقاب إلا بسبب كفرهم بالله وعملهم السيئات في الدنيا. <br> | |
وفي الآية تحذير شديد من متابعة دعاة الضلال وأئمة الطغبان. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به | |
كافرون " </h1> | |
<p>وما أرسلنا في قرية من رسول يدعو الى توحيد الله وإفراده بالعبادة, إلا | |
قال المنغمسون في اللذات والشهوات من أهلها: إنا بالذي جئتم به -أيها الرسل- | |
جاحدون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين " </h1> | |
<p>وقالوا: نحن أكثر منكم أموالا وأولادا, | |
والله لم يعطنا هذه النعم إلا لرضاه عنا, وما نحن بمعذبين في الدنيا ولا في | |
الآخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون | |
" </h1> | |
<p>قل لهم -يا محمد-: إن ربي يوسع الرزق في | |
الدنيا لمن يشاء من عباده, ويضيق على من يشاء, لا لمحبة ولا لبغض, ولكن يفعل ذلك | |
اختبارا, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن ذلك اختبار لعباده; لأنهم لا يتأملون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل | |
صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون " </h1> | |
<p>وليست أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم | |
عندنا قربى, وترفع درجاتكم, لكن من آمن بالله وعمل صالحا فهؤلاء لهم ثواب الضعف من | |
الحسنات, فالحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من الزيادة, وهم في أعالي الجنة | |
آمنون من العذاب والموت والأحزان. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون " </h1> | |
<p>والذين يسعون في إبطال حججنا, ويصدون عن | |
سبيل الله مشاقين مغالبين, هؤلاء في عذاب جهنم يوم القيامة, تحضرهم الزبانية, فلا | |
يخرجون منها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من | |
شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- لهؤلاء المغترين بالأموال | |
والأولاد: إن ربي يوسع الرزق على من يشاء من عباده, ويضيفه على من يشاء; لحكمة | |
يعلمها, ومهما أعطيتم من شيء فيما أمركم به فهو يعوضه لكم في الدنيا بالبدل, وفي | |
الآخرة بالثواب, وهو -سبحانه- خير الرازقين, فاطلبوا الرزق منه وحده, واسعوا في | |
الأسباب التي أمركم بها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون | |
" </h1> | |
<p>واذكر -يا محمد- يوم يحشر الله المشركين والمعبودين من دونه من | |
الملائكة, ثم يقول للملائكة على وجه التوبيخ لمن عبدهم: أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون | |
من دوننا؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم | |
بهم مؤمنون " </h1> | |
<p>قالت الملائكة: ننزهك يا ألله عن أن يكون لك شريك في العبادة, أنت | |
ولينا الذي نطيعه ونعبده وحده, بل كان هؤلاء يعبدون الشياطين, أكثرهم بهم مصدقون | |
ومطيعون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا | |
ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون " </h1> | |
<p>ففي يوم الحشر لا يملك المعبودون للعابدين | |
نفعا ولا ضرا, ونقول للذين ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي: ذوقوا عذاب النار التي | |
كنتم بها تكذبون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن | |
يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما | |
جاءهم إن هذا إلا سحر مبين " </h1> | |
<p>وإذا تتلى على كفار (مكة) آيات الله واضحات قالوا: ما محمد إلا رجل | |
يرغب أن يمنعكم عن عبادة الآلهة التي كان يعبدها آباؤكم, وقالوا: ما هذا القرآن | |
الذي تتلوه علينا -يا محمد- إلا كذب مختلق, جئت به من عند نفسك, وليس من عند الله, | |
وقال الكفار عن القرآن لما جاءهم: ما هذا إلا سحر واضح. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير | |
" </h1> | |
<p>وما أنزلنا على الكفار من كتب يقرؤونها قبل القرآن فتدلهم على ما | |
يزعمون من أن ما جاءهم به محمد سحر, وما أرسلنا إليهم قبلك -يا محمد- من رسول | |
ينذرهم بأسنا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي | |
فكيف كان نكير " </h1> | |
<p>وكذب الذين من قبلهم كعاد وثمود رسلنا, وما | |
بلغ أهل (مكة) عشر ما آتينا الأمم السابقة من القوة, وكثرة المال, وطول العمر وغير | |
ذلك من النعم, فكذبوا رسلي فيما جاؤوهم به فأهلكناهم, فانظر -يا محمد- كيف كان | |
إنكاري عليهم وعقوبتي إياهم؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما | |
بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- لهؤلاء المكذبين المعاندين: إنما أنصح لكم بخصلة واحدة أن | |
تنهضوا في طاعة الله اثنين اثنين وواحدا واحدا, ثم تتفكروا في حال صاحبكم رسول | |
الله صلى الله عليه وسلم وفيما نسب إليه, فما به من جنون, وما هو الا مخوف لكم, | |
ونذير من عذاب جهنم قبل أن تقاسوا حرها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل | |
شيء شهيد " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- للكفار: ما سألتكم على الخير | |
الذي جئتكم به من أجر فهو لكم, ما أجري الذي أنتظره إلا على الله المطلع على | |
أعمالي وأعمالكم, لا يخفى عليه شيء فهو يجازي الجميع, كل بما يستحقه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب " </h1> | |
<p>قل -يا محمد- لمن أنكر التوحيد ورسالة الإسلام: إن ربي يقذف الباطل | |
بحجج من الحق, فيفضحه ويهلكه, والله علام الغيوب, لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا | |
في السماء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " </h1> | |
<p>قل -يا محمد-: جاء الحق والشرع العظيم من | |
الله, وذهب الباطل, واضمحل سلطانه, فلم يبق للباطل شيء يبدؤه ويعيده. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي | |
إنه سميع قريب " </h1> | |
<p>قل: إن ملت عن الحق فإثم ضلالي على نفسي, وإن استقمت عليه فبوحي الله | |
الذي يوحيه إلي, إن ربي سميع لما أقول لكم, قريب ممن دعا وسأله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب " </h1> | |
<p>ولو ترى -يا محمد- إذ فزع الكفار حين معاينتهم عذاب الله, لرأيت أمرا | |
عظيما, فلا نجاة لهم ولا مهرب, وأخذوا إلى النار من موضع قريب التناول. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد " </h1> | |
<p>وقال الكفار -عندما رأوا العذاب في الآخرة-: | |
آمنا بالله وكتبه ورسله, وكيف لهم تناول الإيمان في الآخرة ووصولهم له من مكان | |
بعيد؟ قد حيل بينهم وبينه, فمكانه الدنيا, وقد كفروا فيها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد " </h1> | |
<p>وقد كفروا بالحق في الدنيا, وكذبوا الرسل, ويرمون بالظن من جهة بعيدة | |
عن إصابة الحق, ليس لهم فيها مستند لظنهم الباطل, فلا سبيل لإصابتهم الحق, كما لا | |
سبيل للرامي إلى إصابة الغرض من مكان بعيد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا | |
في شك مريب " </h1> | |
<p>وحيل بين الكفار وما يشتهون من التوبة | |
والعودة إلى الدنيا ليؤمنوا, كما فعل الله بأمثالهم من كفرة الأمم السابقة, إنهم | |
كانوا في الدنيا في شك من أمر الرسل والبعث والحساب, محدث للريبة والقلق, فلذلك لم | |
يؤمنوا. </p> | |
<p> </p> | |
</div> | |