سورة الصافات - تفسير السعدي | |
| | |
| |
" والصافات صفا " | |
أقسم الله تعالى | |
| بالملائكة تصف في عبادتها صفوفا متراصة, | |
" فالزاجرات زجرا " | |
وبالملائكة تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله, | |
" فالتاليات ذكرا " | |
وبالملائكة تتلو ذكر الله وكلامه تعالى. | |
" إن إلهكم لواحد " | |
إن معبودكم -أيها الناس- لواحد لا شريك له, فأخلصوا له العبادة | |
| والطاعة. | |
| ويقسم الله بما شاء من خلقه, أما المخلوق فلا يجوز له القسم إلا بالله, فالحلف | |
| بغير الله شرك. | |
" رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق " | |
هو خالق السموات والأرض وما بينهما, ومدبر الشمس في مطالعها ومغاربها | |
" إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب " | |
إنا زينا السماء الدنيا بزينة هي النجوم. | |
" وحفظا من كل شيطان مارد " | |
وحفظنا السماء بالنجوم من كل شيطان متمرد عات رجيم. | |
" لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب " | |
لا تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومن فيها من | |
| الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى من شرعه وقدره, ويرجمون | |
| بالشهب من كل جهة; | |
" دحورا ولهم عذاب واصب " | |
طردا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة عذاب دائم موجع. | |
" إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " | |
إلا من اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من السماء بسرعة, | |
| فبلقيها الى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما أدركه الشهاب المضيء | |
| قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقدر الله تعالى قبل أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب | |
| بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة كذبة. | |
" فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب | |
| " | |
فاسأل -يا محمد- منكري البعث أهم أشد خلقا أم من خلقنا من هذه | |
| المخلوقات؟ إنا خلقنا أباهم آدم من طين لزج, يلتصق بعضه ببعض. | |
" بل عجبت ويسخرون " | |
بل عجبت -يا محمد- من تكذيبهم وإنكارهم | |
| البعث, وأعجب من إنكارهم وأبلغ أنهم يستهزئون بك, ويسخرون من قولك. | |
" وإذا ذكروا لا يذكرون " | |
وإذا ذكروا بما نسوه أو غفلوا عنه لا ينتفعون بهذا الذكر ولا يتدبرون. | |
" وإذا رأوا آية يستسخرون " | |
وإذا رأوا معجزة دالة على نبوتك يسخرون منها ويعجبون. | |
" وقالوا إن هذا إلا سحر مبين " | |
وقالوا: ما هذا الذي جئت به إلا سحر ظاهر بين. | |
" أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون " | |
أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما بالية أإنا لمبعوثون من قبورنا أحياء, | |
" أوآباؤنا الأولون " | |
أو يبعث أباؤنا الذين مضوا من قبلنا؟ | |
" قل نعم وأنتم داخرون " | |
فل لهم -يا محمد-: نعم سوف تبعثون, وأنتم | |
| أذلاء صاغرون. | |
" فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون " | |
فإنما هي نفخة واحدة, فإذا هم قائمون من | |
| قبورهم ينظرون أهوال يوم القيامة. | |
" وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين " | |
وقالوا: يا هلاكنا هذا يوم الحساب والجزاء. | |
" هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون " | |
فيقال لهم: هذا يوم القضاء بين الخلق بالعدل الذي كنتم تكذبون به في | |
| الدنيا وتنكرونه. | |
" احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون " | |
أجمعوا الذين كفروا بالله ونظراءهم وآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون | |
| الله, | |
" من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم " | |
فسوقوهم سوقا عنيفا إلى جهنم. | |
" وقفوهم إنهم مسئولون " | |
واحبسوهم قبل أن يصلوا إلى جهنم; إنهم مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم | |
| التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار عليهم وتبكيت لهم. | |
" ما لكم لا تناصرون " | |
ويقال لهم توبيخا: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا؟ | |
" بل هم اليوم مستسلمون " | |
بل هم اليوم منقادون لأمر الله, لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, غير | |
| منتصرين لأنفسهم. | |
" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " | |
وأقبل بعض الكفار على بعض يتلاومون ويتخاصمون. | |
" قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين " | |
قال الأتباع للمتبوعين: إنكم كنتم تأتوننا | |
| من قبل الدين والحق, فتهونون علينا أمر الشريعة, وتنفروننا عنها, وتزينون لنا | |
| الضلال. | |
" قالوا بل لم تكونوا مؤمنين " | |
قال المتبوعون للتابعين: ما الأمر كما | |
| تزعمون, بل كانت قلوبكم منكرة للإيمان, قابلة للكفر والعصيان. | |
" وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين " | |
وما كان لنا عليكم من حجة أو قوة, فنصدكم | |
| بها عن الإيمان, بل كنتم -أيها المشركون- قوما طاغين متجاوزين للحق. | |
" فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون " | |
فلزمنا جميعا وعيد ربنا, إنا لذائقو العذاب, | |
| نحن وأنتم, بما قدمنا من ذنوبنا ومعاصينا في الدنيا. | |
" فأغويناكم إنا كنا غاوين " | |
فأضللناكم عن سبيل الله والإيمان به, إنا | |
| كنا ضالين من قبلكم, فهلكنا; بسبب كفرنا, وأهلكناكم معنا. | |
" فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون " | |
فإن الأتباع والمتبوعين مشتركون يوم القيامة في العذاب, كما اشتركوا في | |
| الدنيا في معصية الله. | |
" إنا كذلك نفعل بالمجرمين " | |
إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصي الله في الدنيا على طاعته, فنذيقهم | |
| العذاب الأليم. | |
" إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون " | |
إن أولئك المشركين كانوا في الدنيا إذا قيل | |
| لهم: لا إله إلا الله, ودعوا إليها, وأمروا بترك ما ينافيها, يستكبرون عنها وعلى | |
| من جاء بها. | |
" ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون " | |
ويقولون: أنترك عبادة آلهتنا لقول رجل شاعر مجنون؟ يعنون رسول الله صلى | |
| الله عليه وسلم. | |
" بل جاء بالحق وصدق المرسلين " | |
كذبوا, ما محمد كما وصفوه به, بل جاء | |
| بالقرآن والتوحيد, وصدق المرسلين فيما أخبروا به عنه من شرع الله وتوحيده. | |
" إنكم لذائقو العذاب الأليم " | |
إنكم -أيها المشركون- بقولكم وكفركم | |
| وتكذيبكم لذائقو العذاب الأليم الموجع. | |
" وما تجزون إلا ما كنتم تعملون " | |
وما تجزون في الآخرة إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا من المعاصي. | |
" إلا عباد الله المخلصين " | |
إلا عباد الله تعالى الذين أخلصوا له في عبادته, فأخلصهم واختصهم | |
| برحمته; فإنهم ناجون من العذاب الأليم. | |
" أولئك لهم رزق معلوم " | |
أولئك المخلصون لهم في الجنة رزق معلرم لا ينفطع. | |
" فواكه وهم مكرمون " | |
ذلك الرزق فواكه متنوعة, وهم مكرمون بكرامة الله لهم | |
" في جنات النعيم " | |
في جنات النعيم الدائم. | |
" على سرر متقابلين " | |
ومن كرامتهم عند ربهم وإكرام بعضهم بعضا أنهم على سرر متقابلين فيما | |
| بينهم. | |
" يطاف عليهم بكأس من معين " | |
يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر من أنهار جارية, لا يخافون انقطاعها, | |
" بيضاء لذة للشاربين " | |
بيضاء في لونها, لذيذة في شربها, | |
" لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون " | |
ليس فيها أذى للجسم ولا للعقل. | |
" وعندهم قاصرات الطرف عين " | |
وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات, لا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين, | |
" كأنهن بيض مكنون " | |
كأنهن بيض مصون لم تمسه الأيدي. | |
" فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " | |
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا وما كانوا يعانون | |
| فيها, وما أنعم الله به عليهم في الجنة, وهذا من تمام الأنس. | |
" قال قائل منهم إني كان لي قرين " | |
قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي. | |
" يقول أئنك لمن المصدقين " | |
يقول: كيف تصدق بالبعث الذي هو في غاية | |
| الاستغراب؟ | |
" أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون " | |
إذا متنا وتمزقنا وصرنا ترابا وعظاما, نبعث ونحاسب ونجازي بأعمالنا؟ | |
" قال هل أنتم مطلعون " | |
قال هذا المؤمن الذي أدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مطلعون لنرى مصير ذلك | |
| القرين؟ | |
" فاطلع فرآه في سواء الجحيم " | |
فاطلع فرأى قرينه في وسط النار. | |
" قال تالله إن كدت لتردين " | |
قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربت أن تهلكني بصدك إياي عن | |
| الإيمان لو أطعتك. | |
" ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين " | |
ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي | |
| عليه, لكنت من المحضرين في العذاب معك. | |
" أفما نحن بميتين " | |
أحقا أننا مخلدون منعمون, فما نحن بميتين | |
" إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين " | |
إلا موتتنا الأولى في الدنيا, وما نحن | |
| بمعذبين بعد دخولنا الجنة؟ | |
" إن هذا لهو الفوز العظيم " | |
إن ما نحن فيه من نعيم لهو الظفر العظيم. | |
" لمثل هذا فليعمل العاملون " | |
لمثل هذا النعيم الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل | |
| العاملون في الدنيا; ليصيروا إليه في الآخرة. | |
" أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم " | |
أذلك الذي سبق وصفه من نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من الله, أم شجرة | |
| الزقوم الخبيثة الملعونة, طعام أهل النار؟ | |
" إنا جعلناها فتنة للظالمين " | |
إنا جعلناها فتنة افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي, وقالوا | |
| مستنكرين: إن صاحبكم ينبئكم أن في النار شجرة, والنار تأكل الشجر. | |
" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم " | |
إنها شجرة تنبت في قعر جهنم, | |
" طلعها كأنه رءوس الشياطين " | |
ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين, فإذا كانت كذلك فلا تسأل بعد | |
| هذا عن طعمها, | |
" فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون " | |
فإن المشركين لأكلون من تلك الشجرة فمالثون منها بطونهم. | |
" ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم " | |
ثم إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابا خليطا قبيحا حارا, | |
" ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم " | |
ثم إن مردهم بعد هذا العذاب إلى عذاب النار. | |
" إنهم ألفوا آباءهم ضالين " | |
إنهم, جدوا آباءهم على الشرك والضلال, | |
" فهم على آثارهم يهرعون " | |
فسارعوا إلى متابعتهم على ذلك. | |
" ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين " | |
ولقد ضل عن الحق فبل قومك -يا محمد- أكثر الأمم السابقة. | |
" ولقد أرسلنا فيهم منذرين " | |
ولقد أرسلنا في تلك الأمم مرسلين أنذروهم بالعذاب فكفروا. | |
" فانظر كيف كان عاقبة المنذرين " | |
فتأمل كيف كانت نهاية تلك الأمم التي أنذرت, فكفرت؟ فقد عذبت,, وصارت | |
| للناس عبرة. | |
" إلا عباد الله المخلصين " | |
إلا عباد الله الذين أخلصهم الله, وخصهم برحمته لإخلاصهم له. | |
" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " | |
ولقد نادانا نبينا نوح; لننصره على قومه, فلنعم المجيبون له نحن. | |
" ونجيناه وأهله من الكرب العظيم " | |
ونجيناه وأهله والمؤمنين معه من أذى المشركين, ومن الغرق بالطوفان | |
| العظيم. | |
" وجعلنا ذريته هم الباقين " | |
وجعلنا ذرية نوح هم الباقين بعد غرق قومه. | |
" وتركنا عليه في الآخرين " | |
وأبقينا له ذكرا جميلا وثناء حسنا فمن جاء بعده من الناس يذكرونه به. | |
" سلام على نوح في العالمين " | |
أمان لنوح وسلامة له من أن يذكر بسوء في الآخرين, بل تثني عليه الأجيال | |
| من بعد. | |
" إنا كذلك نجزي المحسنين " | |
مثل جزاء نوح نجزي كل من أحسن من العباد في طاعة الله. | |
" إنه من عبادنا المؤمنين " | |
إن نوحا من عبادنا المصدقين المخلصين. | |
" ثم أغرقنا الآخرين " | |
ثم أغرقنا الآخرين المكذبين من قومه بالطوفان, فلم تبق منهم عين تطرف. | |
" وإن من شيعته لإبراهيم " | |
وإن من أشياع نوح على منهاجه وملته نبي الله | |
| إبراهيم, | |
" إذ جاء ربه بقلب سليم " | |
حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخلق ذميم, | |
" إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون " | |
حين قال لأبيه وقومه منكرا عليهم: ما الذي تعبدونه من دون الله؟ | |
" أئفكا آلهة دون الله تريدون " | |
أتريدون آلهة مختلفة تعبدونها, وتتركون عبادة الله المستحق للعبادة | |
| وحده؟ | |
" فما ظنكم برب العالمين " | |
فما ظنكم برب العالمين أنه فاعل بكم إذا | |
| أشركتم به وعبدتم معه غيره؟ | |
" فنظر نظرة في النجوم " | |
فنظر إبراهيم نظرة في النجوم متفكرا فيما يعتذر به عن الخروج معهم إلى | |
| أعيادهم, | |
" فقال إني سقيم " | |
فقال لهم: إني مريض. وهذا تعريض منه. | |
" فتولوا عنه مدبرين " | |
فتركوه وراء ظهورهم. | |
" فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون " | |
فمال مسرعا إلى أصنام قومه فقال مستهزئا بها: ألا تاكلون هذا الطعام | |
| الذي يقدمه لكم سدنتكم؟ | |
" ما لكم لا تنطقون " | |
ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون من يسألكم؟ | |
" فراغ عليهم ضربا باليمين " | |
فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم | |
| لها. | |
" فأقبلوا إليه يزفون " | |
فاقبلوا إليه يعدون مسرعين غاضبين. | |
" قال أتعبدون ما تنحتون " | |
فلقيهم إبراهيم بثبات قائلا: كيف تعبدون أصناما تنحتونها أنتم, | |
| وتصنعونها بأيديكم, | |
" والله خلقكم وما تعملون " | |
وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم, وخلق عملكم؟ | |
" قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم " | |
(فلما قامت عليهم الحجة | |
| لجؤوا إلى القوة) وقالوا: ابنوا له بنيانأا واملؤوه حطبا, ثم ألقوه فيه | |
" فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين " | |
فأراد قوم إبراهيم به كيدا لإهلاكه, فجعلناهم المقهورين المغلوبين; إذ | |
| نفذت حجته من حيث لم يمكن دفعها, ولم ينفذ فيه مكرهم ولا كيدهم. | |
" وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين " | |
وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي | |
| إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي. | |
" رب هب لي من الصالحين " | |
رب أعطني ولدا صالحا. | |
" فبشرناه بغلام حليم " | |
فأجبنا له دعوته, وبشرنا. بغلام حليم, أي: يكون حليما في كبره, وهو | |
| إسماعيل. | |
" فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك | |
| فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " | |
فلما كبر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: | |
| إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مرضيا | |
| ربه, بارا بوالده, معينا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به من ذبحي, ستجدني | |
| -إن شاء الله- صابرا طائعا محتسبا. | |
" فلما أسلما وتله للجبين " | |
فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو | |
| جانب الجبهة- على الأرض؟ ليذبحه. | |
" وناديناه أن يا إبراهيم " | |
ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم, | |
" قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين " | |
قد فعلت ما أمرت به وصدقت رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين | |
| أحسنوا مثلك, فنخلصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. | |
" إن هذا لهو البلاء المبين " | |
إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك | |
" وفديناه بذبح عظيم " | |
واستنقذنا إسماعيل, فجعلنا بديلا عنه كبشا عظيما. | |
" وتركنا عليه في الآخرين " | |
وأبقبنا لإبراهبم ثناء حسنا في الأمم بعده. | |
" سلام على إبراهيم " | |
تحية لإبراهيم من عند الله, ودعاء له بالسلامة من كل آفة. | |
" كذلك نجزي المحسنين " | |
كما جرينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا, نجزي المحسنين من | |
| عبادنا. | |
" إنه من عبادنا المؤمنين " | |
إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطوا العبودية حقها. | |
" وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " | |
وبشرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيا من الصالحين; جزاء له على صبره ورضاه | |
| بأمر ربه, وطاعته له. | |
" وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين | |
| " | |
وأنزلنا عليهما البركة. | |
| ومن ذريتهما من هو مطيع لربه, محسن لنفسه, ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره | |
| ومعصيته. | |
" ولقد مننا على موسى وهارون " | |
ولقد مننا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة, | |
" ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم " | |
ونجيناهما وقومهما من الغرق, وما كانوا فيه من عبودية ومذلة. | |
" ونصرناهم فكانوا هم الغالبين " | |
ونصرناهم, فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعرن وآله. | |
" وآتيناهما الكتاب المستبين " | |
وآتيناهما التوراة البينة, | |
" وهديناهما الصراط المستقيم " | |
وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه, وهو الإسلام دين الله | |
| الذي ابتعث به أنبياءه, | |
" وتركنا عليهما في الآخرين " | |
وأبقينا لهما ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعدهما. | |
" سلام على موسى وهارون " | |
تحيه لموسى وهارون من عند الله, وثناء ودعاء لهما بالسلامة من كل آفة, | |
" إنا كذلك نجزي المحسنين " | |
كما جزيناهما الجزاء الحسن نجزي المحسنين من عبادنا المخلصين لنا | |
| بالصدق والإيمان والعمل. | |
" إنهما من عبادنا المؤمنين " | |
إنهما من عبادنا الراسخين في الإيمان. | |
" وإن إلياس لمن المرسلين " | |
وإن عبدنا إلياس لمن الذين أكرمناهم بالنبوة والرسالة, | |
" إذ قال لقومه ألا تتقون " | |
إذ قال لقومه من بني إسرائيل: اتقوا الله وحده وخافوه, ولا تشركوا معه | |
| غيره, | |
" أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " | |
كيف تعبدون صنما, وتتركون عبادة الله أحسن الخالقين, | |
" الله ربكم ورب آبائكم الأولين " | |
وهو ربكم الذي خلقكم, وخلق آباءكم الماضين قبلكم؟ | |
" فكذبوه فإنهم لمحضرون " | |
فكذب قوم إلياس نبيهم, فليجمعنهم الله يوم القيامة للحساب والعقاب | |
" إلا عباد الله المخلصين " | |
إلا عباد الله الذين أخلصوا دينهم لله, فإنهم ناجون من عذابه. | |
" وتركنا عليه في الآخرين " | |
وجعلنا لإلياس ثناء جميلا في الأمم بعده. | |
" سلام على إل ياسين " | |
تحية من الله, وثناء على إلياس. | |
" إنا كذلك نجزي المحسنين " | |
وكما جزينا إلياس الجزاء الحسن على طاعته, نجزي المحسنين من عبادنا | |
| المؤمنين | |
" إنه من عبادنا المؤمنين " | |
إنه من عباد الله المؤمنين المخلصين له بالصدق والإيمان. | |
" وإن لوطا لمن المرسلين " | |
وإن عبدنا لوطا اصطفيناه, فجعلناه من المرسلين, | |
" إذ نجيناه وأهله أجمعين " | |
إذ نجيناه وأهله أجمعين من العذاب, | |
" إلا عجوزا في الغابرين " | |
إلا عجوزا هرمة, هي زرجته, هلكت مع الذين هلكوا من قومها لكفرها | |
" ثم دمرنا الآخرين " | |
ثم أهلكنا الباقين المكذبين من قومه. | |
" وإنكم لتمرون عليهم مصبحين " | |
وإنكم -يا أهل (مكة)- لتمرون فى أسفاركم على منازل قوم لوط وآثارهم وقت | |
| الصباح | |
" وبالليل أفلا تعقلون " | |
وتمرون عليها ليلا. أفلا تعقلون, فتخافوا أن يصيبكم مثل ما أصابهم؟ | |
" وإن يونس لمن المرسلين " | |
وإن عبدنا يو أكثر المصاحف تفاعلاً |