<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة ص - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" ص والقرآن ذي الذكر " </h1></p> | |
<p>سبق الكلام على | |
الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" بل الذين كفروا في عزة وشقاق " </h1> | |
<p>يقسم الله سبحانه بالقرآن المثمل على تذكير الناس بما هم عنه غافلون. <br> | |
ولكن الكافرين متكبرون على الحق مخالفون له. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص " </h1> | |
<p>كثيرا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين , فاستغاثوا حين جاءهم | |
العذاب ونادوا بالتوبة, وليس الوقت وقت قبول توبة, ولا وقت فرار وخلاص مما أصابهم. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب " </h1> | |
<p>وعجب هؤلاء الكفار من بعث الله إليهم بشرا منهم؟ ليدعوهم إلى الله | |
ويخوفهم عذابه, وقالوا: إنه ليس رسولا بل هو كاذب في قوله, ساحر لقومه , </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " </h1> | |
<p>كيف يصير الآلهة الكثيرة إلها واحدا؟ إن هذا | |
الذي جاء به ودعا إليه لشيء عجيب. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء | |
يراد " </h1> | |
<p>وانطلق رؤساء القوم وكبراؤهم يحرضون قومهم على الاستمرار على الشرك | |
والصبر على تعدد الآلهة, فإن ما جاء به هذا الرسول شيء مدبر يقصد منه الرئاسة | |
والسيادة, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " </h1> | |
<p>ما سمعنا بما يدعو اليه في دين أبائنا من | |
قريش , ولا في النصرانية , ما هذا إلا كذب وافتراء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أؤنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا | |
عذاب " </h1> | |
<p>أخص محمد بنزول القرآن عليه من دوننا؟ بل هم في ريب من وحيي إليك- يا | |
محمد- وإرسالي لك , بل قالوا ذلك؟ لأنهم لم يذوقوا عذاب الله , فلو ذاقوا عذابه | |
لما تجرؤوا على ما قالوا</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب " </h1> | |
<p>أم هم يملكون خزائن فضل ربك العزيز في | |
سلطانه, الوهاب ,ما يشاء من رزقه وفضله لمن يشاء من خلقه؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب | |
" </h1> | |
<p>أم لهؤلاء المشركين ملك السموات والأرض وما بينهما , فيعطوا ويمنعوا؟ | |
فليأخذوا بالأسباب الموصلة لهم إلى السماء , وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على | |
محمد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب " </h1> | |
<p>هؤلاء الجند المكذبون جند مهزومون , كما هزم | |
غيرهم من الأحزاب قبلهم , </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " </h1> | |
<p>كذبت قبلهم قوم نوح وعاد, وفرعون صاحب القوة العظيمة, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب " </h1> | |
<p>وثمود وقوم لوط وأصحاب الأشجار والبساتين وهم قوم شعيب. <br> | |
أولئك الأمم الذين تحزبوا على الكفر والتكذيب واجتمعوا عليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب " </h1> | |
<p>إن كل من هؤلاء إلا كذب الرسل, فاستحقوا عذاب الله, وحل بهم عقابه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " </h1> | |
<p>وما ينتظر هؤلاء المشركون لحلول العذاب | |
عليهم إن بقوا على شركهم, إلا نفخة واحدة ما لها من رجوع. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " </h1> | |
<p>وقالوا: ربنا عجل لنا نصيبنا من العذاب في الدينا قبل يوم القيامة, | |
وكان هذا استهزاء منهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " </h1> | |
<p>اصبر- يا محمد- على ما يقولونه مما تكره , واذكر عبدنا داود صاحب القوة | |
على أعداء الله والصبر على طاعته, إنه تواب كثير الرجوع إلى ما يرضي الله. <br> | |
(وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم). </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق " </h1> | |
<p>إنا سخرنا الجبال مع داود يسبحن بتسبيحه أول النهار وآخره </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والطير محشورة كل له أواب " </h1> | |
<p>وسخرنا الطير معه مجموعة تسبح , وتطيع تبعا له. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " </h1> | |
<p>وقوينا له ملكه بالهيبة والقوة والنصر, | |
وآتيناه النبوة, والفصل في الكلام والحكم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " </h1> | |
<p>وهل جاءك- يا محمد- خبر المتخاصمين اللذين تسورا على داود في مكان | |
عبادته,</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على | |
بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط " </h1> | |
<p>فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا له: لا تخف , فنحن خصمان ظلم أحدنا | |
الأخر , فاقض بيننا بالعدل , ولا تجر علينا في الحكم, وأرشدنا إلى سواء السبيل.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها | |
وعزني في الخطاب " </h1> | |
<p>فال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون من النعاج, وليس عندي إلا نعجة | |
واحدة, فطمع فيها , وقال: أعطنيها, واشتد علي في الكلام, وغلبني فيه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي | |
بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه | |
فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب " </h1> | |
<p>قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه, وإن كثيرا من | |
الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض , ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه من نفسه إلا المؤمنين | |
الصالحين, فلا يبغي بعضهم على بعض , وهم قليل. <br> | |
وأيقن داود أننا فتناه بهذه الخصومة, فاستغفر ربه, وسجد تقربا لله , ورجع إليه | |
وتاب</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " </h1> | |
<p>فغفرنا له ذلك , وجعلناه من المقربين عندنا, وأعددنا له حسن المصير في | |
الآخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا | |
تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما | |
نسوا يوم الحساب " </h1> | |
<p>يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملكناك | |
فيها, فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف , ولا تتبع الهوى في الأحكام , فيضلك ذلك | |
عن دين الله وشرعه, إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار , بغفلتهم | |
عن يوم الجزاء والحساب. <br> | |
وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل من الله , تبارك وتعالى, ولا | |
يعدلوا عنه , فيضلوا عن سبيله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا | |
فويل للذين كفروا من النار " </h1> | |
<p>وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لعبا | |
ولهوا , ذلك ظن الذين كفروا , فويل لهم من النار يوم القيامة؟ لظنهم الباطل, | |
وكفرهم بالله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم | |
نجعل المتقين كالفجار " </h1> | |
<p>أنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات | |
كالمفسدين في الأرض, أم نجعل أهل التقوى المؤمنين كأصحاب الفجور الكافرين؟ هذه | |
التسوية غير لائقة بحكمة الله وحكمه, فلا يستوون عند الله , بل يثيب الله المؤمنين | |
الأتقياء , ويعاقب المفسدين الأشقاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب | |
" </h1> | |
<p>هذا الموحى به إليك- يا محمد- كتاب أنزلناه إليك مبارك؟ ليتفكروا في | |
آياته, ويعطوا بهدايات ودلالاته, وليتذكر أصحاب العقول السليمة ما كلفهم الله به. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب " </h1> | |
<p>ووهبنا لداود ابنه سليمان , فانعمنا به | |
عليه, وأقررنا به عينه, نعم العبد سليمان, إنه كان كثير لرجوع إلى الله والإنابة | |
إليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " </h1> | |
<p>اذكر حين عرضت عليه عصرا الخيول الأصيلة السريعة , تقف على ثلاث قوائم | |
وترفع الرابعة؟ لنجابتها وخفتها, فما زالت تعرض عليه حتى غابت الشمس. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب " </h1> | |
<p>فقال: إنني آثرت حب المال عن ذكر ربي حتى غابت عن عينيه, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق " </h1> | |
<p>ردوا علي الخيل التي عرضت من قبل , فشرع يمسح سوقها وأعناقها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب " </h1> | |
<p>ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق | |
ولد, ولد له حين أقسم ليطوفن على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, ولم | |
يقل؟ إن شاء الله , فطاف عليهن جميعا , فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق | |
ولد, ثم رجع سيمان إلى ربه وتاب , </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت | |
الوهاب " </h1> | |
<p>قال: رب اغفر لي ذنبي, وأعطني ملكا عظيما | |
خاصا لا يكون مثله لأحد من البشر بعدي , إنك- سبحانك- كثير الجود والعطاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب " </h1> | |
<p>فاستجبنا له, وذللنا الريح تجري بأمره طيعة مع قوتها, وشدتها حيث أراد</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والشياطين كل بناء وغواص " </h1> | |
<p>وسخرنا له الشياطين يا يستعملها في أعماله: فمنهم البناؤون والغواصون | |
في البحار </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وآخرين مقرنين في الأصفاد " </h1> | |
<p>وآخرون, وهم مردة الشياطين, موثوقون في الأغلال </p> | |
<p><h1>" هذا | |
عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " </h1></p> | |
<p>هذا الملك العظيم | |
والتسخير الخاص عطاؤنا لك يا سليمان, فأعط من شئت أو امنع من شئت, لا حساب عليك. </p> | |
<p><h1>" وإن له | |
عندنا لزلفى وحسن مآب " </h1></p> | |
<p>وإن لسليمان عدنا | |
في الدار الآخرة لقربة وحسن مرجع. </p> | |
<p><h1>" واذكر | |
عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " </h1></p> | |
<p>واذكر- | |
يا محمد- عبدنا أيوب , حين دعا ربه أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة , وألم في جسدي | |
ومالي وأهلي. </p> | |
<p><h1>" اركض | |
برجلك هذا مغتسل بارد وشراب " </h1></p> | |
<p>فقلنا | |
له: اضرب برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد , فاشرب منه, واغتسل فيذهب عنك الضر | |
والأذى. </p> | |
<p><h1>" ووهبنا له | |
أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب " </h1></p> | |
<p>فكشفنا عنه ضره | |
وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد, وزدناه مثلهم بنين وحفدة, كل ذلك رحمة منا | |
به وإكراما له على صبره , وعبرة وذكرى لأصحاب العقول السليمة؟ ليعلموا أن عاقبة | |
الصبر الفرج وكشف الضر. </p> | |
<p><h1>" وخذ بيدك | |
ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب " </h1></p> | |
<p>وقلنا له: خذ | |
بيدك خزمة شماريخ , فاضرب بها زوجك إبرارا بيمينك , فلا تحنث؟ إذ أقسم ليضربنها | |
مائة جلدة على خطأ ارتكبته. <br> | |
إنا وجدنا أيوب صابرا على البلاء , نعم العبد هو , إنه رجاع إلى طاعة الله. </p> | |
<p><h1>" واذكر | |
عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار " </h1></p> | |
<p>واذكر- يا محمد- | |
عبادنا وأنبياءنا, إبراهيم واسحاق ويعقوب؟ فإنهم أصحاب قوة في طاعة الله, وبصيرة | |
في دينه. </p> | |
<p><h1>" إنا | |
أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار " </h1></p> | |
<p>إنا خصصناهم | |
بخاصة عظيمة, حيث جعلنا ذكرى الدار الأخرة في قلوبهم , فعملوا لها بطاعتنا, ودعوا | |
الناس إليها, وذكروهم بها. </p> | |
<p><h1>" وإنهم | |
عندنا لمن المصطفين الأخيار " </h1></p> | |
<p>لأنهم عندنا لمن | |
الذين اخترناهم لطاعتنا, واصطفيناهم لرسالتنا. </p> | |
<p><h1>" واذكر | |
إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار " </h1></p> | |
<p>واذكر- يا محمد- | |
عبادنا: إسماعيل, واليسع , وذا الكفل , بأحسن الذكر; إن كلا منهم من الأخيار الذين | |
اختارهم الله من الخلق, واختار لهم أكمل الأحوال والصفات.</p> | |
<p><h1>" هذا ذكر | |
وإن للمتقين لحسن مآب " </h1></p> | |
<p>هذا القرآن ذكر | |
وشرف لك- يا محمد- ولقومك. <br> | |
وإن لأهل تقوى الله, وطاعته لحسن مصير عندنا </p> | |
<p><h1>" جنات عدن | |
مفتحة لهم الأبواب " </h1></p> | |
<p>في جنات إقامة , | |
مفتحة لهم أبوابها, </p> | |
<p><h1>" متكئين | |
فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب " </h1></p> | |
<p>متكئين | |
فيها على الأرائك المزينات, يطلبون ما يشتهون من أنواع الفواكه الكثيرة والشراب , | |
من كل ما تشتهيه نفوسهم, وتلذه أعينهم. </p> | |
<p><h1>" وعندهم | |
قاصرات الطرف أتراب " </h1></p> | |
<p>وعندهم نساء | |
قاصرات أبصارهن على أزواجهن متساويات في السن</p> | |
<p><h1>" هذا ما | |
توعدون ليوم الحساب " </h1></p> | |
<p>هذا | |
النعيم هو ما توعدون به- أيها المتقون- يوم القيامة, </p> | |
<p><h1>" إن هذا | |
لرزقنا ما له من نفاد " </h1></p> | |
<p>إنه لرزقنا لكم , | |
ليس له فناء ولا انقطاع. </p> | |
<p><h1>" هذا وإن | |
للطاغين لشر مآب " </h1></p> | |
<p>هذا الذي سبق | |
وصفه للمتقين. وأما المتجاوزون الحد في الكفر والمعاصي , فلهم شر مرجع ومصير, </p> | |
<p><h1>" جهنم | |
يصلونها فبئس المهاد " </h1></p> | |
<p>وهو النار يعذبون | |
فيها, تغمرهم من جميع جوانبهم, فبئس الفراش فراشهم</p> | |
<p><h1>" هذا | |
فليذوقوه حميم وغساق " </h1></p> | |
<p>هذا العذاب ماء | |
شديد الحرارة, وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه, </p> | |
<p><h1>" وآخر من | |
شكله أزواج " </h1></p> | |
<p>ولهم عذاب آخر من | |
هذا القبيل أصناف وألوان. </p> | |
<p><h1>" هذا فوج | |
مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار " </h1></p> | |
<p>وعند توارد | |
الطاغين على النار يشتم بعضهم بعضا, ولقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار | |
داخلة معكم, فيجيبون: لا مرحبا بهم , ولا اتسعت منازلهم في النار, إنهم مقاسون حر | |
النار كما قاسيناها. </p> | |
<p><h1>" قالوا بل | |
أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار " </h1></p> | |
<p>قال | |
فوج الأتباع للطاغين: بل أنتم لا مرحبا بكم؟ لأنكم قدمتم لنا سكنى النار لإضلالكم | |
لنا في الدنيا, فبئس دار الاستقرار جهنم. </p> | |
<p><h1>" قالوا | |
ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار " </h1></p> | |
<p>فال فوج الأتباع: | |
ربنا من أضلنا في الدنيا عن الهدى فضاعف عذابه في النار- </p> | |
<p><h1>" وقالوا ما | |
لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار " </h1></p> | |
<p>وقال الطاغون: ما | |
بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار الأشقياء؟ </p> | |
<p><h1>" أأتخذناهم | |
سخريا أم زاغت عنهم الأبصار " </h1></p> | |
<p>هل | |
تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ, أو أنهم معنا في النار, لكن لم تقع عليهم | |
الأبصار؟ </p> | |
<p><h1>" إن ذلك | |
لحق تخاصم أهل النار " </h1></p> | |
<p>إن | |
ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق واقع لا مرية فيه. </p> | |
<p><h1>" قل إنما | |
أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار " </h1></p> | |
<p>قل- يا محمد- | |
لقومك: إنما أنا منذر لكم من عذاب الله أن يحل بكم; بسبب كفركم به, ليس هناك إله | |
مستحق للعبادة إلا الله وحده, فهو الواحد في خلقه, القهار الذي قهر كل شيء وغلبه</p> | |
<p><h1>" رب | |
السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار " </h1></p> | |
<p>مالك | |
السموات والأرض وما بينهما العزيز في انتقامه, الغفار لذنوب من تاب وأناب إلى | |
مرضاته. </p> | |
<p><h1>" قل هو نبأ | |
عظيم " </h1></p> | |
<p>فل- يا محمد- | |
لقومك: إن هذا القرآن خبر عظيم النفع. </p> | |
<p><h1>" أنتم عنه | |
معرضون " </h1></p> | |
<p>أنتم عنه غافلون | |
منصرفون, لا تعملون به. </p> | |
<p><h1>" ما كان لي | |
من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون " </h1></p> | |
<p>ليس لي علم | |
باختصام ملائكة السماء في شأن خلق آدم, لولا نعيم الله إياي , وإيحاؤه إلي</p> | |
<p><h1>" إن يوحى | |
إلي إلا أنما أنا نذير مبين " </h1></p> | |
<p>ما | |
يوحي الله إلي من علم ما لا علم لي به إلا لأني نذير لكم من عذابه, مبين لكم شرعه. | |
</p> | |
<p><h1>" إذ قال | |
ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين " </h1></p> | |
<p>اذكر لهم- با | |
محمد-: حين فال ربك للملائكة: إني خالق بشرا من طين </p> | |
<p><h1>" فإذا | |
سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " </h1></p> | |
<p>فإذا سويت جسده | |
وخلقه ونفخت فيه الروح , فدبت فيه الحياة, فاسجدوا له سجرد تحية وإكرام, لا سجود | |
عبادة وتعظيم؟ فالعبادة لا تكون إلا لله وحده وقد حزم الله في شريعة الإسلام | |
السجود للتحية. </p> | |
<p><h1>" فسجد | |
الملائكة كلهم أجمعون " </h1></p> | |
<p>فسجد الملائكة | |
كلهم أجمعون طاعة وامتثالا </p> | |
<p><h1>" إلا إبليس | |
استكبر وكان من الكافرين " </h1></p> | |
<p>غير إبليس; فإنه | |
لم يسجد أنفة وتكبرا , وكان من الكافرين في علم الله تعالى</p> | |
<p><h1>" قال يا | |
إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين " </h1></p> | |
<p>قال الله لإبليس: | |
ما الذي منعك من السجود لمن أكرمته فخلقته بيدي؟ أستكبرت على آدم , أم كنت من | |
المتكبرين على ربك؟ وفي الآية إثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى, على الوجه | |
اللائق به سبحانه. </p> | |
<p><h1>" قال أنا | |
خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " </h1></p> | |
<p>قال إبليس معارضا | |
لربه: لم أسجد له؟ لأنني أفضل منه, حيث خلقتني من نار , وخلقته من طين. <br> | |
(والنار خير من الطين). </p> | |
<p><h1>" قال فاخرج | |
منها فإنك رجيم " </h1></p> | |
<p>قال الله له: | |
فاخرج من الجنة فإنك مرجوم بالقول , مدحور ملعون,</p> | |
<p><h1>" وإن عليك | |
لعنتي إلى يوم الدين " </h1></p> | |
<p>وإن لك طردي | |
وإبعادي دائما. </p> | |
<p><h1>" قال رب | |
فأنظرني إلى يوم يبعثون " </h1></p> | |
<p>قال إبليس: رب | |
فأخر أجلي , ولا تهلكني إلى حين تبعث الخلق من قبورهم</p> | |
<p><h1>" قال فإنك | |
من المنظرين " </h1></p> | |
<p>فال الله له: | |
فإنك من المؤخرين </p> | |
<p><h1>" إلى يوم | |
الوقت المعلوم " </h1></p> | |
<p>إلى يوم الوقت | |
المعلوم, وهو يوم النفخة الأولى عندما تموت الخلائق.</p> | |
<p><h1>" قال | |
فبعزتك لأغوينهم أجمعين " </h1></p> | |
<p>فال إبليس: | |
فبعزتك- يا رب- وعظمتك لأضلن بني آدم أجمعين, </p> | |
<p><h1>" إلا عبادك | |
منهم المخلصين " </h1></p> | |
<p>إلا من أخلصته | |
منهم لعبادتك , وعصمته من إضلالي, فلم تجعل لي عليهم سبيلا</p> | |
<p><h1>" قال فالحق | |
والحق أقول " </h1></p> | |
<p>فال الله: فالحق | |
مني , ولا أقول إلا الحق, </p> | |
<p><h1>" لأملأن | |
جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " </h1></p> | |
<p>لأملان جهنم منك | |
ومن ذريتك وممن تبعك من بني آدم أجمعين</p> | |
<p><h1>" قل ما | |
أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " </h1></p> | |
<p>فل- يا محمد- | |
لهؤلاء المشركين من قومك: لا أطلب منكم أجرا أو جزاء على دعوتكم وهدايتكم, ولا | |
أدعي أمرا ليس لي, بل أتبع ما يوحى إلي , ولا أتكلف تخرصا وافتراء. </p> | |
<p><h1>" إن هو إلا | |
ذكر للعالمين " </h1></p> | |
<p>ما هذا القرآن | |
إلا تذكير للعالمين من الجن والإنس , يتذكرون به ما ينفعهم من مصالح دينهم ودنياهم</p> | |
<p><h1>" ولتعلمن | |
نبأه بعد حين " </h1></p> | |
<p>ولتعلمن- أيها | |
المشركون- خبر هذا القرآن وصدقه , حين يغلب الإسلام , ويدخل الناس فيه أفواجا, | |
وكذلك حين يقع عليكم العذاب, وتنقطع عنكم الأسباب. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |