<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة الزمر - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم " </h1></p> | |
<p>تنزيل القرآن | |
إنما هو من الله العزيز في فدرته وانتقامه, الحكيم في تدبيره وأحكامه</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين " | |
</h1> | |
<p>إنا أنزلنا إليك- يا محمد- القرآن يأمر بالحق والعدل, فاعبد الله وحده, | |
وأخلص له جميع دينك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم | |
إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا | |
يهدي من هو كاذب كفار " </h1> | |
<p>ألا لله وحده الطاعة التامة السالمة من | |
الشرك,, الذين أشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه أولياء, قالوا: ما نعبد تلك | |
الآلهة مع الله إلا لتشفع لنا عند الله, وتقربنا عنده منزلة, فكفروا بذلك؟ لأن | |
العبادة والشفاعة لله وحده, إن الله يفصل بين المؤمنين المخلصين والمشركين مع الله | |
غيره يوم القيامة فيما يختلفون فيه من عبادتهم, فيجازي كلا بما يستحق. <br> | |
إن الله لا يوفق للهداية إلى الصراط المستقيم من هو مفتر على الله, كفار بآياته | |
وحججه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو | |
الله الواحد القهار " </h1> | |
<p>لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاختار من مخلوفاته ما يشاء, تنزه الله | |
وتقدس عن أن يكون له ولد, فإنه الواحد الأحد, الفرد الصمد, القهار الذي قهر خلقه | |
بقدرته, فكل شيء له متذلل خاضع. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار | |
على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار " </h1> | |
<p>خلق الله السموات والأرض وما فيهما بالحق, يجيء بالليل ويذهب بالنهار, | |
ويجيء بالنهار ويذهب بالليل, وذلل الشمس والقمر بانتظام لمنافع العباد, كل منهما | |
يجري في مداره أي حين قيام الساعة ألا إن الله الذي فعل هذه الأفعال, وأنعم على | |
خلقه بهذه النعم هو العزيز على خلقه, الغفار لذنوب عباده التائبين</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام | |
ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله | |
ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون " </h1> | |
<p>خلقكم ربكم- أيها الناس- من آدم, وخلق منه | |
زوجه, وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكرا وأنثى من الإبل والبقر والضأن | |
والمعز؟ يخلقكم في بطون أمهاتكم طورا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن, والرحم, | |
والمشيمة, ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء, ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالألوهية | |
المستحق للعبادة وحده, فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره من خلقه؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا | |
يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه | |
عليم بذات الصدور " </h1> | |
<p>إن تكفروا- أيها الناس- بربكم ولم تؤمنوا | |
به, ولم تتبعوا رسله, فإنه غني عنكم, ليس بحاجة إليكم, وأنتم الفقراء إليه, ولا | |
يرضى لعباده الكفر, ولا يأمرهم به, وإنما يرضى لهم شكر نعمه عليهم. <br> | |
ولا تحمل نفس إثم نفس أخرى, ثم إلى ربكم مصيركم, فيخبركم بعملكم, ويحاسبكم عليه | |
إنه عليم بأسرار النفوس وما تخفي الصدور. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه | |
نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا | |
إنك من أصحاب النار " </h1> | |
<p>وإذا أصاب الإنسان بلاء وشدة ومرض تذكر الله, فاستغاث به ودعاه, ثم إذا | |
أجابه وكف عنه ضره, ومنحه نعمه, في دعاءه لربه عند حاجته إليه, وأشرك معه غيره؟ | |
ليضل غيره عن الإيمان بالله وطاعته, قل له- يا محمد- متوعدا: تمتع بكفرك قليلا حتى | |
موتك وانتهاء أجلك, إنك من أهل النار المخلدين فيها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة | |
ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب " </h1> | |
<p>أهذا الكافر المتمتع بكفره خير, أم من هو عابد لربه طائع له, يقضي | |
ساعات الليل في القيام والسجود لله, يخاف عذاب الآخرة, ويأمل رحمة ربه؟ قل- يا | |
محمد-: هل يستوي الذين يعلمون ربهم ودينهم الحق والذين لا يعلمون شيئا من ذلك؟ لا | |
يستوون. <br> | |
إنما يتذكر ويعرف الفرق أصحاب العقول السليمة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا | |
حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- لعبادي المؤمنين بالله ورسوله: | |
اتقوا ربكم بطاعته واجتناب معصيته. <br> | |
للذين أحسنوا في هذه الدينا بعبادة ربهم وطاعته حسنة في الآخرة, وهي الجنة, وحسنة | |
في الدنيا من صحة ورزق ونصر وغير ذلك. <br> | |
وأرض الله واسعة, فهاجروا فيها إلى حيث تعبدون ربكم, وتتمكنون من إقامة دينكم. <br> | |
إنما يعطى الصابرون ثوابهم في الآخرة بغير حساب منا, كما يحاسب غيرهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- للناس: إن الله أمرني ومن تبعني بإخلاص العبادة له وحده | |
دون سواه</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأمرت لأن أكون أول المسلمين " </h1> | |
<p>وأمرني بأن أكون أول من أسلم من أمتي, فخضع | |
له بالتوحيد, وأخلص له العبادة, وبرئ من كل ما دونه من الآلهة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " </h1> | |
<p>فل- يا محمد- لناس: إني أخاف إن عصيت ربي فيما أمرني به من عبادته | |
والإخلاص في طاعته عذاب يوم القيامة, ذلك اليوم الذي يعظم هوله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل الله أعبد مخلصا له ديني " </h1> | |
<p>قل- يا محمد-: إني أعبد الله وحده لا شريك له مخلصا له عبادتي وطاعتي, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم | |
وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين " </h1> | |
<p>فاعبدوا أنتم- أيها المشركون- ما شئتم من | |
دون الله من الأوثان والأصنام وغير ذلك من مخلوقاته, فلا يضرني ذلك شيئا. <br> | |
وهذا تهديد ووعيد لمن عبد غير الله, وأشرك معه غيره قل- يا محمد-: إن الخاسرين- | |
حقا- هم الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة, وذلك بإغوائهم في الدنيا | |
وإضلالهم عن الإيمان. <br> | |
ألا إن خسران هؤلاء المشركين أنفسهم وأهليهم يوم القيامة هو الخسران البين الواضح. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به | |
عباده يا عباد فاتقون " </h1> | |
<p>أولئك الخاسرون لهم يوم القيامة في جهنم من | |
فوقهم قطع عذاب من النار كهيئة الظلل المبنية, ومن تحتهم كذلك. <br> | |
ذلك العذاب الموصوف يخوف الله به عباده; ليحذروه يا عباد فاتقوني بامتثال أوامري | |
واجتناب معاصي. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى | |
فبشر عبادي " </h1> | |
<p>والذين اجتنبوا طاعة الشيطان وعبادة غير الله, وتابوا إلى الله بعبادته | |
وإخلاص الدين له, لهم البشرى في الحياة الدنيا بالثناء الحسن والتوفيق من الله, | |
وفي الآخرة رضوان الله والنعيم الدائم في الجنة. <br> | |
فبشر- يا محمد- عبادي </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله | |
وأولئك هم أولو الألباب " </h1> | |
<p>الذين يستمعون القول فيتبعون أرشده. <br> | |
وأحسن الكلام وأرشده كلام الله ثم كلام رسوله. <br> | |
أولئك هم الذين وفقهم الله للرشاد والسداد, وهداهم لأحسن الأخلاق والأعمال, وأولئك | |
هم أصحاب العقول السليمة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار " </h1> | |
<p>أفمن وجبت عليه كلمة العذاب, باستمراره على غيه وعناده, فإنه لا حيلة | |
لك- يا محمد- في هدايته, أفتقدر أن تنقذ من في النار؟ لست بقادر على ذلك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها | |
الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد " </h1> | |
<p>لكن الذين اتقوا ربهم- بطاعته وإخلاص عبادته- لهم في الجنة غرف مبنية | |
بعضها فوق بعض, تجري من تحت أشجارها الأنهار, وعدها الله عباده المتقين وعدا | |
متحققا, لا يخلف الله الميعاد</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم | |
يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى | |
لأولي الألباب " </h1> | |
<p>ألم تر- يا محمد- أن الله أنزل من السحاب مطرا فأدخله في الأرض, وجعله | |
عيونا نابعة ومياها جارية, ثم يخرج بهذا الماء زرعا مختلفا ألوانه وأنواعه, ثم | |
ييبس بعد خضرته ونضارته, فتراه مصفرا ألونه, ثم يجعله حطاما متكسرا متفتتا؟ إن في | |
فعل الله ذلك لذكرى وموعظة لأصحاب العقول السليمة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية | |
قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين " </h1> | |
<p>أفمن وسع الله صدره, فسعد بقبول الإسلام | |
والانقياد له والإيمان به, فهو على بصيرة من أمره وهدى من ربه, كمن ليس كذلك؟ لا | |
يستوون. <br> | |
فويل وهلاك للذين قست قلوبهم, وأعرضت عن ذكر الله, أولئك في ضلال بين عن الحق. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين | |
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن | |
يضلل الله فما له من هاد " </h1> | |
<p>الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث, وهو القرآن العظيم, متشابها في | |
حسنه وإحكامه وعدم اختلافه, تثنى فيه القصص والأحكام, والحجج والبينات, تقشعر من | |
سماعه, وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم؟ تأئرا بما فيه من ترهيب ووعيد, ثم تلين | |
جلودهم وقلوبهم; استبشارا بما فيه من وعد وترغيب, ذلك التأثر بالقرآن هداية من | |
الله لعباده والله يهدي بالقرآن من يشاء من عباده. <br> | |
ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن, لكفر. <br> | |
وعناده, فما له من هاد يهديه ويوفقه</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما | |
كنتم تكسبون " </h1> | |
<p>أفمن يلقى في النار مغلولا- فلا بتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه؟ | |
لكفره وضلاله- خير أم من ينعم في الجنة؟ لأن الله هداه؟ وقيل يومئذ للظالمين: | |
ذوقوا وبال ما كنتم في الدنيا تكسبون من معاصي الله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون " </h1> | |
<p>كذب الذين من قبل قومك- يا محمد- رسلهم, | |
فجاءهم العذاب من حيث لا يشعرون بمجيئه, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو | |
كانوا يعلمون " </h1> | |
<p>فأذاق الله الأمم المكذبة العذاب, الهوان في الدنيا, وأعد لهم عذابا | |
أشد وأشق في الأخرة لو كان هؤلاء المشركون يعلمون أن ما حل بهم, بسب كفرهم | |
وتكذيبهم لاتعظوا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون " | |
</h1> | |
<p>ولقد ضربنا لهؤلاء المشركين بالله في هذا | |
القرآن من كل مثل من أمثال القرون الخالية تخويفا وتحذيرا; ليتذكروا فينزجروا عما | |
هم عليه مقيمون من الكفر بالله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون " </h1> | |
<p>وجعلنا هذا القرآن عربيا واضح الألفاظ سهل | |
المعاني, لا لبس فيه ولا انحراف; لعلهم يتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل | |
يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون " </h1> | |
<p>ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لشركاء متنازعين, | |
فهو حيران في إرضائهم, وعدا خالصا لمالك واحد يعرف مراده وما يرضيه, هل يستويان, | |
مثلا؟ لا يستويان, كذلك المشرك هو في حيرة وشك, والمؤمن في راحة واطمئنان. <br> | |
فالثناء الكامل التام لله وحده, بل المشركون لا يحلمون الحق فيتبعونه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إنك ميت وإنهم ميتون " </h1> | |
<p>إنك- يا محمد- ميت وإنهم ميتون, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " </h1> | |
<p>ثم إنكم جميعا- أيها الناس, يوم القيامة عند ربكم تتنازعون, فيحكم | |
بينكم بالعدل والإنصاف. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم | |
مثوى للكافرين " </h1> | |
<p>لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب: بأن | |
نسب إليه ما لا يليق به كالشريك والولد, أو قال: أوحي إلي, ولم يوح إليه شيء, ولا | |
أحد أظلم ممن كذب بالحق الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم. <br> | |
أليس في النار مأوى ومسكن لمن كفر بالله, ولم يصدق محمدا صلى الله عليه وسلم؟ بلى. | |
</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " </h1> | |
<p>والذي جاء بالصدق في قوله وعمله من الأنبياء وأتباعهم, وصدق به إيمانا | |
وعملا, أولئك هم الذين جمعوا خصال التقوى, وفي مقدمة هؤلاء خاتم الأنبياء | |
والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به, العاملون بشريعته من الصحابة, | |
رضي الله عنهم, فمن بعدهم إلى يوم الدين. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين " </h1> | |
<p>لهم ما يشاؤون عند ربهم من أصناف اللذات, | |
المشتهيات؟ ذلك جزاء من أطاع ربه حق الطاعة, وعبده حق العبادة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي | |
كانوا يعملون " </h1> | |
<p>ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا في الدنيا من الأعمال؟ بسبب ما كان | |
منهم من توبة وإنابة مما اجترحوا من السيئات فيها, ويثيبهم الله على طاعتهم في | |
الدنيا بأحسن ما كانوا يعملون, وهو الجنة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما | |
له من هاد " </h1> | |
<p>أليس الله بكاف عبده محمدا وعيد المشركين وكيدهم من أن ينالوه بسوء؟ | |
بلى إنه سيكفيه في أمر دينه ودنياه, ويدفع عنه من أراده بسوء, ويخوفونك- يا محمد- | |
بآلهتهم التي زعموا أنها ستؤذيك. <br> | |
ومن يخذله الله فيضله عن طريق الحق, فما له من هاد يهديه إليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام " </h1> | |
<p>ومن يوفقه الله للإيمان به والعمل بكتابه واتباع رسوله فما له من مضل | |
عن الحق الذي هو عليه أليس الله بعزيز في انتقامه من كفرة خلقه, وممن عصاه؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما | |
تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن | |
ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون " </h1> | |
<p>ولئن سألت- يا محمد- هؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله: من خلق هذه | |
السموات والأرض؟ ليقولن: خلقهن الله, فهم يقرون بالخالق. <br> | |
قل لهم, هل تستطيع هذه الآلهة التي تشركونها مع الله أن تبعد عني أذى قدره الله | |
علي, أو تزيل مكروها لحق بي؟ وهل تستطيع أن تمنع نفعا يسره الله لي, أو تحبس رحمة | |
الله عني؟ إنهم سيقولون : لا تستطيع ذلك. <br> | |
قل لهم: حسبي الله وسيكفيني, كل ما أهمني عليه يعتمد المعتمدون في جلب مصالحهم | |
ودفع مضارهم, فالذي بيده وحده الكفاية هو حبي, ريكفيني كل ما أمشي. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون " </h1> | |
<p>فل- يا محمد- لقومك المعاندين: اعملوا على حالتكم التي رضيتموها | |
لأنفسكم, حيث عبدتم من لا يستحق العبادة, وليس له من الأمر شيء, إني عامل على ما | |
أمرت به من التوجه لله وحده في أقوالي وأفعالي, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم " </h1> | |
<p>فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يهينه في الحياة | |
الدنيا, ويحل عليه في الآخرة عذاب دائم؟ لا يحول عنه ولا يزول. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل | |
فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل " </h1> | |
<p>إنا أنزلنا عليك- يا محمد- القرآن بالحق | |
هداية للعالمين, إلى طريق الرشاد, فمن اهتدى بنوره, وعمل بما فيه, واستقام على | |
منهجه, فنفع ذلك يعود على نفسه, ومن ضل بعد ما تبين له الهدى, فإنما يعود ضرره على | |
نفسه, ولن يضر الله شيئا, وما أنت- يا محمد- عليهم بوكيل تحفظ أعمالهم, وتحاسبهم | |
عليها, وتجبرهم على ما تشاء, ما عليك إلا البلاغ. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي | |
قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " </h1> | |
<p>الله- سبحانه وتعالى- هو الذي يقبض الأنفس | |
حين موتها, وهذه الوفاة الكبرى, وفاة الموت بانقضاء الأجل, ويقبض التي لم تمت في | |
منامها, وهي الموتة الصغرى, فيحبس من هاتين النفسين النفس التي قضى عليها الموت, | |
وهي نفس من مات, ويرسل النفس الأخرى إلى استكمال أجلها ورزقها, وذلك بإعادتها إلى | |
جسم صاحبها, إن في قبض الله نفس الميت والنائم وإرساله نفس النائم, وحبسه نفس | |
الميت لدلائل واضحة على قدرة الله لمن تفكر وتدبر. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا | |
يعقلون " </h1> | |
<p>أم اتخذ هؤلاء المشركون بالله من دونه آلهتهم التي يعبدونها شفعاء, | |
تشفع لهم عند الله في حاجاتهم؟ قل- يا محمد- لهم: اتتخذونها شفعاء كما تزعمون, ولو | |
كانت الآلهة لا تملك شيئا, ولا تعقل عبادتهم لها؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون | |
" </h1> | |
<p>قل- يا محمد- لهؤلاء المشركين: لله الشفاعة | |
جميعا, له ملك السموات والأرض وما فيهما, فالأمر كله لله وحده, ولا يشفع أحد عنده | |
إلا بإذنه, فهو الذي يملك السموات والأرض ويتصرف فيهما, فالواجب أن تطلب الشفاعة | |
ممن يملكها, وأن تخلص له العبادة, ولا تطلب من هذه الآلهة التي لا تضر ولا تنفع, | |
ثم إليه ترجعون بعد مماتكم للحساب والجزاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا | |
ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون " </h1> | |
<p>وإذا ذكر الله وحده نفرت قلوب الذين لا يؤمنون بالمعاد والبعث بعد | |
الممات, وإذا ذكر الذين من دونه من الأصنام والأوثان والأولياء إذا هم يفرحون؟ | |
لكون الشرك موافقا لأهوائهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم | |
بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون " </h1> | |
<p>قل: اللهم يا خالق السموات والأرض ومبدعها | |
على غير مال سبق, عالم السر والعلانية, أنت تفصل بين عبادك يوم القيامة فيما كانوا | |
فيه يختلفون من القول فيك, وفي عظمتك وسلطانك والإيمان بك وبرسولك, اهدني لما | |
اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وكان هذا من دعائه صلى | |
الله عليه وسلم, وهو تعليم للعباد بالالتجاء إلى الله تعالى, ودعائه بأسمائه | |
الحسنى وصفاته العلى. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من | |
سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " </h1> | |
<p>ولو أن لهؤلاء المشركين بالله ما في الأرض | |
جميعا من مال وذخائر, ومثله معه مضاعفا, لبذلوه يوم القيامة؟ ليقتدرا به من سوء | |
العذاب, ولو بذلوا وافتدوا به ما قبل منهم, ولا أغنى عنهم من عذاب الله شيئا, وظهر | |
لهم يومئذ من أمر الله وعذابه ما لم يكونوا يحتسبون في الدنيا أنه نازل بهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون " </h1> | |
<p>وظهر لهؤلاء المكذبين يوم الحساب جزاء | |
سيئاتهم التي اقترفوها, حيث نسبوا إلى الله ما لا يليق به, وارتكبوا المعاصي في | |
حياتهم, وأحاط بهم من كل جانب عذاب أليم؟ عقابا لهم على استهزائهم بالإنذار | |
بالعذاب الذي كان الرسول يعذبهم به, ولا يأبهون له. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما | |
أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون " </h1> | |
<p>فاذا أصاب الإنسان شدة وضر, طلب من رده أن | |
يفرج عنه, فإذا كشفنا عنه ما أصابه وأعطيناه نعمة منا عاد بربه كافرا, ولفضله | |
منكرا, وقال: إن الذي أوتيته إنما هو على علم من الله أني له أهل ومستحق, بل ذلك | |
فتنة يبتلي الله بها عباده؟ لينظر من يشكره ممن يكفره, ولكن أكثرهم- لجهلهم وسوء | |
ظنهم وقولهم- لا يعلمون؟ فلذلك يحذون الفتنة منحة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون " </h1> | |
<p>قد قال مقالتهم هذه من قبلهم من الأمم | |
الخالية المكذبة؟ فما أغنى عنهم حين جاءهم العذاب ما كانوا يكسبونه من الأموال | |
والأولاد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما | |
كسبوا وما هم بمعجزين " </h1> | |
<p>فأصاب الذين قالوا هذه المقالة من الأمم الخالية وبال سيئات ما كسبوا | |
من الأعمال, فعوجلوا بالخزي في الحياة الدنيا, والذين ظلموا أنفسهم من قومك يا | |
محمد, وقالوا هذه المقالة, يصيبهم أيضا وبال سيئات ما كسبوا, كما أصاب الذين من | |
قبلهم, وما هم بفاتنين الله ولا سابقيه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات | |
لقوم يؤمنون " </h1> | |
<p>أو لم يعلم هؤلاء أن رزق الله للإنسان لا يدل على حسن حال صاحبه, فإن | |
الله لبالغ حكمته يوسع الرزق لمن يشاء من عباده, صالحا كان أو طالحا, ويضيقه على | |
من يشاء منهم؟ إن في ذلك التوسع والتضييق في الرزق لدلالات واضحات لقوم يصدقون أمر | |
الله ويعملون به. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن | |
الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- لعبادي الذين تمادوا في | |
المعاصي, وأصرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه من الذنوب: لا تيئسوا من رحمة | |
الله؟ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, | |
إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا | |
تنصرون " </h1> | |
<p>وارجعوا إلى ربكم- أيها الناس- بالطاعة | |
والتوبة, واخضعوا له من قبل أن يقع بكم عقابه, ثم لا ينصركم أحد من دون الله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب | |
بغتة وأنتم لا تشعرون " </h1> | |
<p>واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم, وهو القرآن العظيم, وكله حسن, | |
فامتثلوا أوامره, واجتنبوا نواهية من قبل أن يأتيكم العذاب فجأة, وأنتم لا تعلمون | |
به.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن | |
الساخرين " </h1> | |
<p>وأطيعوا ربكم وتوبوا إليه حتى لا تندم نفس وتقول: يا حسرتى على ما ضيعت | |
في الدنيا من العمل بما أمر الله به, وقصرت في طاعته وحقه, وإن كنت في الدنيا لمن | |
المستهزئين بأمر الله وكتابه ورسوله والمؤمنين به.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين " </h1> | |
<p>أو تقول: لو أن الله أرشدني إلى دينه لكنت | |
من المتقين الشرك والمعاصي. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين " </h1> | |
<p>أو تقول حين ترى عقاب الله قد أحاط بها يوم الحساب: ليت لي رجعة إلى | |
الحياة الدنيا فأكون فيها من الذين أحسنوا بطاعة ربهم , والعمل بما أمرتهم به | |
الرسل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين " | |
</h1> | |
<p>ما القول كما تقول, فد جاءتك آياتي الواضحة الدالة على الحق, فكذبت | |
بها, واستكبرت عن قبولها واتباعها, وكنت من الكافرين بالله ورسله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في | |
جهنم مثوى للمتكبرين " </h1> | |
<p>ويوم القيامة ترى هؤلاء المكذبين الذين | |
وصفوا ربهم بما لا يليق به, ونسبوا إليه الشريك والولد وجوههم مسودة. <br> | |
أليس في جهنم مأوى ومسكن لمن تكبر على الله, فامتنع من توحيده وطاعته؟ بلى. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون | |
" </h1> | |
<p>وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب | |
نواهيه بفوزهم وتحقق أمنيتهم, وهي الظفر بالجنة, لا يمسهم من عذاب جهنم شيء, ولا | |
هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل " </h1> | |
<p>الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها | |
ومليكها والمتصرف فيها, وكل تحت تدبيره وقهره, وهو على كل شيء وكيل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم | |
الخاسرون " </h1> | |
<p>لله مفاتيح خزائن السموات والأرض, يعطي منها | |
خلقه كيف يشاء والذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة, أولئك هم | |
الخاسرون في الدنيا بخذلانهم عن الإيمان, وفي الآخرة بخلودهم في النار. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- لمشركي قومك: أفغير الله أيها | |
الجاهلون بالله تأمرونن أن أعبد, ولا تصلح العبادة لشيء سواه؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك | |
ولتكونن من الخاسرين " </h1> | |
<p>ولقد أوحي إليك- يا محمد- وإلى من قبلك من | |
الرسل: لئن أشركت بالله غيره ليبطلن عملك, ولتكونن من الهالكين الخاسرين دينك | |
وآخرتك, لأنه لا تقبل مع الشرك عمل صالح. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" بل الله فاعبد وكن من الشاكرين " </h1> | |
<p>بل الله فاعبد- يا محمد- مخلصا له العبادة وحده لا شريك له, وكن من | |
الشاكرين لله نعمه</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة | |
والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " </h1> | |
<p>وما عظم هؤلاء المشركون الله حق تعظيمه; إذ | |
عبدوا معه غيره مما لا ينفع ولا يضر, فسووا المخلوق مع عجزه بالخالق العظيم, الذي | |
من عظيم فدرته أن جميع الأرض في فبضته يوم القيامة, والسموات مطويات بيمينه, تنزه | |
وتعاظم سبحانه وتعالى عما يشرك به هؤلاء المشركون وفي الآية دليل على إثبات | |
القبضة, واليمين, والطي, لله كما يليق بجلاله وعظمته, من غير تكييف ولا </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء | |
الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون " </h1> | |
<p>ونفخ في " القرن " فمات كل من في | |
السموات والأرض, إلا من شاء الله عدم موته, ثم نفخ الملك فيه نفخة ثانية مؤذنا | |
بإحياء جميع الخلائق للحساب أمام ربهم, فإذا هم قيام من قبورهم ينظرون ماذا يفعل | |
الله بهم؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء | |
وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون " </h1> | |
<p>وأضاءت الأرض يوم القيامة إذا تجلى الحق جل | |
وعلا للخلائق لفصل القضاء, ونشرت الملائكة صحيفة كل فرد, وجيء بالنبيين والشهود | |
على الأم؟ ليسأل الله النبيين عن التبليغ وعما أجابتهم به أممهم, كما تأتي أمة | |
محمد صلى الله عليه وسلم؟ لتشهد بتبليغ الرسل السابقين لأممهم إذا أنكرت هذا | |
التبليغ, فتقوم الحجة على الأمم, وقضى رب العالمين بين العباد بالعدل التام, وهم | |
لا يظلمون شيئا بنقص ثواب أو زيادة عقاب. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون " </h1> | |
<p>ووفى الله كل نفس جزاء عملها من خير وضر, وهو سبحانه وتعالى أعلم بما | |
يفعلون في الدنيا من طاعة أو معصية</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها | |
وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم | |
هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " </h1> | |
<p>وسيق الذين كفروا بالله ورسله إلى جهنم | |
جماعات, حتى إذا جاؤوها فتح الخزنة الموكلون بها أبوابها السبعة, وزجروهم قائلين: | |
كيف تعصون الله وتجحدون ربوبيته؟ ألم يرسل إليكم رسلا منكم يتلون عليكم أيات ربكم, | |
ويحذرونكم أهوال هذا اليوم؟ قالوا مقرين بذنبهم, بلى قد جاءت رسل ربنا بالحق, | |
وحذرونا هذا اليوم, ولكن وجبت كلمة الله أن عذابه لأهل الكفر به. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين " </h1> | |
<p>قيل للجاحدين إهانة لهم وإذلالا: ادخلوا | |
أبواب جهنم ماكثين فيها أبدا, ففتح مصير المتعالين على الإيمان بالله والعمل | |
بشرعه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وسي |