<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة فصلت - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" حم " </h1></p> | |
<p>(حم) سبق الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" تنزيل من الرحمن الرحيم " </h1> | |
<p>هذا القرآن الكريم تنزيل من الرحمن الرحيم, نزله على نبيه محمد صلى | |
الله عليه وسلم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون " </h1> | |
<p>كتاب بينت آياته تمام البيان؟ ووضحت معانيه | |
وأحكامه, قرآنا عربيا ميسرا فهمه لقوم يعلمون اللسان العربي. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون " </h1> | |
<p>بشيرا بالثواب العاجل والآجل لمن آمن به وعمل بمقتضاه, ونذيرا بالعقاب | |
العاجل والآجل لمن كفر به, فأعرض عنه أكثر الناس, فهم لا يسمعون له سماع قبول | |
وإجابة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن | |
بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون " </h1> | |
<p>وقال هؤلاء المعرضون الكافرون للنبي محمد | |
صلى الله عليه وسلم: قلوبنا في أغطية مانعة لنا من فهم ما تدعونا إليه, وفي أذاننا | |
صمم فلا نسمع, ومن بيننا وبينك- يا محمد- ساتر يحجبنا عن إجابة دعوتك, فاعمل على | |
وفق دينك, كما أننا عاملون على وفق ديننا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا | |
إليه واستغفروه وويل للمشركين " </h1> | |
<p>قل لهم- يا محمد-: إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إلي أنما إلهكم الذي | |
تصلح العبادة له, إله واحد لا شريك له, فاسلكوا الطريق الموصل إليه, واطلبوا | |
مغفرته. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون " </h1> | |
<p>وعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله | |
أوثانا لا تنفع ولا تضر, والذين لم يطهروا أنفسهم توحيد ربهم, والإخلاص لله, ولم | |
يصلوا ولم يزكوا, فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق, وهم لا يؤمنون | |
بالبعث, ولا بالجنة والنار, ولا ينفقون في طاعة الله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون " </h1> | |
<p>إن الذين آمنوا بالله ورسوله وكتابه وعملوا | |
الأعمال الصالحة مخلصين لله فيها, لهم ثواب عظيم غير مقطوع ولا ممنوع. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا | |
ذلك رب العالمين " </h1> | |
<p>فل- يا محمد- لهؤلاء المشركين مؤبخا لهم ومتعجبا من فعلهم: أإنكم | |
لتكفرون بالله الذي خلق الأرض في يومين اثنين, وتجعلون له نظراء وشركاء تعبدونهم | |
معه؟ ذلك الخالق هو رب العالمين كلهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في | |
أربعة أيام سواء للسائلين " </h1> | |
<p>وجعل سبحانه في الأرض جبالا ثوابت من فوقها, وبارك فيها فجعلها دائمة | |
الخير لأهلها, وقدر فيها أرزاق أهلها من الغذاء, وما يصلحهم من المعاش في تمام | |
أربعة أيام: يومان خلق فيهما الأرض, ويومان جعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها, | |
سواء للسائلين أي: لمن أراد السؤال عن ذلك؟ ليعلمه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو | |
كرها قالتا أتينا طائعين " </h1> | |
<p>ثم استوى سبحانه وتعالى, أي قصد إلى السماء وكانت دخانا من قبل, فقال | |
للسماء وللأرض: انقادا لأمري مختارتين أو مجبرتين. <br> | |
قالتا: أتينا مذعنين لك, ليس لنا إرادة تخالف إرادتك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا | |
السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم " </h1> | |
<p>فقضى الله خلق السموات السبع وتسويتهن في | |
يومين, فتم بذلك خلق السموات والأرض في ستة أيام, لحكمة يعلمها الله, مع قدرته | |
سبحانه على خلقهما في لحظة واحدة, وأوحى في كل سماء ما أراده وما أمر به فيها, | |
وصلنا السماء الدنيا بالنجوم المضيئة, وحفظا لها من الشياطين الذين يسترقون السمع, | |
ذلك الخلق البديع تقدير العزيز في ملكه, العليم الذي أحاط علمه بكل شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " </h1> | |
<p>فإن أعرض هؤلاء المكذبون بعدما بين لهم من أوصاف القرآن الحميدة, ومن | |
صفات الله العظيم, فقل لهم: قد أنذرتكم عذابا يستأصلكم مثل عذاب عاد وثمود حين | |
كفروا بربهم وعصوا رسله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله | |
قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون " </h1> | |
<p>حين جاءت الرسل عادا وثمود, يتبع بعضهم بعضا متوالين, يأمرونهم بعبادة | |
الله وحده لا شريك له, قالوا لرسلهم: لو شاء ربنا أن نوحده, ولا نعبد من دونه شيئا | |
غبره, لأنزل إلينا ملائكة من السماء رسلا بما تدعوننا إليه, ولم يرسلكم وأنتم بشر | |
مثلنا, فإنا بما أرسلكم الله به إلينا من الإيمان بالله وحده جاحدون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة | |
أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون " </h1> | |
<p>فأما عاد قوم هود فقد استعلوا في الأرض على | |
العباد بغير حق, وقالوا في غرور: من أشد منا قوة؟ أو لم يروا أن الله تعالى الذي | |
خلقهم هو أشد منهم قوة وبطشا؟ وكانوا بأدلتنا وحججنا يجحدون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في | |
الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون " </h1> | |
<p>فأرسلنا عليهم ريحا شديدة البرودة عالية الصوت في أيام مشؤومات عليهم؟ | |
لنذيقهم عذاب الذل والهوان في الحياة الدنيا, ولعذاب الآخرة أشد ذلا وهوانا, ومم | |
لا ينصرون بمنع العذاب عنهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة | |
العذاب الهون بما كانوا يكسبون " </h1> | |
<p>وأما ثمود قوم صالح فقد بينا لهم سبيل الحق وطريق الرشد, فاختاروا | |
العمى على الهدى, فأهلكتهم صاعقة العذاب المهين؟ بسبب ما كانوا يقترفون من الآثام | |
بكفرهم بالله, وتكذيبهم رسله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون " </h1> | |
<p>ونجينا الذين آمنوا من العذاب الذي أخذ عادا وثمود, وكان هؤلاء الناجون | |
يخافون الله ويتقونه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون " </h1> | |
<p>ويوم نحشر أعداء الله إلى نار جهنم, ترد زبانية العذاب أولهم على | |
آخرهم,</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا | |
يعملون " </h1> | |
<p>حتى إذا ما جاؤوا النار, وأنكروا جرائمهم | |
شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون في الدنيا من الذنوب والآثام. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل | |
شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون " </h1> | |
<p>وقال هؤلاء الذين يحشرون إلى النار من أعداء | |
الله لجلودهم معاتبين: لم شهدتم علينا؟ فأجابتهم جلودهم: أنطقنا الله الذي أنطق كل | |
شيء, وهو الذي خلقكم أول مرة ولم تكونوا شيئا, وإليه مصيركم بعد الموت للحساب | |
والجزاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم | |
ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون " </h1> | |
<p>وما كنتم تستخفون عند ارتكابكم المعاصي؟ خوفا من أن يشهد عليكم سمعكم | |
ولا أبصاركم ولا جلودكم يوم القيامة, ولكن ظننتم بارتكابكم المعاصي أن الله لا | |
يعلم كثيرا من أعمالكم التي تعصون الله بها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين " | |
</h1> | |
<p>وذلكم ظنكم السيء الذي ظننتموه بربكم | |
أهلككم, فأوردكم النار, فأصبحتم اليوم من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين | |
" </h1> | |
<p>فإن يصبروا على العذاب فالنار مأواهم, وإن | |
يسألوا الرجوع إلى الدنيا؟ ليستأنفوا العمل الصالح لا يجابوا إلى ذلك, ولا تقبل | |
لهم أعذار. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم | |
القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين " </h1> | |
<p>وهيأنا لهؤلاء الظالمين الجاحدين قرناء | |
فاسدين من شياطين الإنس والجن, فزينوا لهم قبائح أعمالهم في الدنيا, ودعوهم إلى | |
لذاتها وشهواتها المحرمة, وزينوا لهم ما خلفهم من أمور الآخرة, فأنسوهم ذكرها, | |
ودعوهم إلى التكذيب بالمعاد, وبذلك وجب عليهم دخول النار في جملة أمم سابقة من | |
كفرة الجن والإنس, إنهم كانوا خاسرين أعمالهم في الدنيا وأنفسهم وأهليهم يوم | |
القيامة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم | |
تغلبون " </h1> | |
<p>وقال الكافرون بعضهم لبعض متواصين فيما بينهم: لا تسمعوا لهذا القرآن, | |
ولا تطيعوه ولا تنقادوا لأوامره, وارفعوا أصواتكم بالصياح والصفير والتخليط على | |
محمد إذا قرأ القرآن؟ لعلكم تغلبونه, فيترك القراءة, وننتصر عليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا | |
يعملون " </h1> | |
<p>فلنذيقن الذين قالوا هذا القول عذابا شديدا | |
في الدنيا والآخرة, ولنجزينهم أسوأ ما كانوا يعملون من السيئات. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا | |
بآياتنا يجحدون " </h1> | |
<p>هذا الجزاء الذي يجزى به هؤلاء الذين كفروا | |
جزاء أعداء الله النار, لهم فيها دار الخلود الدائم؟ جزاء بما كانوا بحججنا | |
وأدلتنا يجحدون في الدنيا. <br> | |
والآية دالة على عظم جريمه من صرف الناس عن القرآن العظيم, وصدهم عن تدبره وهدايته | |
بأي وسيلة كانت. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس | |
نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين " </h1> | |
<p>وقال الذين كفروا بالله ورسوله, وهم في النار: ربنا أرنا اللذين أضلانا | |
من خلقك من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا؟ ليكونا في الدرك الأسفل من النار. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا | |
تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " </h1> | |
<p>إن الذين قالوا ربنا الله تعالى, وحده لا | |
شريك له, ثم استقاموا على شريعته, تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا | |
تخافوا من الموت وما بعده, ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا, | |
وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي | |
أنفسكم ولكم فيها ما تدعون " </h1> | |
<p>وتقول لهم الملائكة: نحن أنصاركم في الحياة | |
الدنيا؟ نسددكم ونحفظكم بأمر الله, وكذلك نكون معكم في الآخرة, ولكم في الجنة كل | |
ما تثشهيه أنفسكم مما تختارونه, وتقر به أعينكم, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" نزلا من غفور رحيم " </h1> | |
<p>ومهما طلبتم من شيء وجدتموه بين أيديكم | |
ضيافة وإنعاما لكم من غفور لذنوبكم, رحيم بكم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من | |
المسلمين " </h1> | |
<p>لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله | |
وعبادته وحده وعمل صالحا وقال: إنني من المسلمين المنقادين لأمر الله وشرعه وفي | |
الآية حث على الدعوة إلى الله سبحانه, وبيان فضل العلماء الداعين إليه على بصيرة, | |
وفق ما جاء عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك | |
وبينه عداوة كأنه ولي حميم " </h1> | |
<p>ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله, واستقاموا على شرعه, وأحسنوا إلى | |
خلقه, وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره, وأساؤوا إلى خلقه. <br> | |
ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك من أساء إليك, وقابل إساءته لك بالإحسان إليه, فبذلك | |
يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " </h1> | |
<p>وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره, | |
وأجبروها على ما يحبه الله, وما يوفق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا | |
والآخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم | |
" </h1> | |
<p>وإما يلقين الشيطان في نفسك وسوسة من حديث النفس لحملك على مجازاة | |
المسيء بالإساءة, فاستجر بالله واعتصم به, إن الله هو السميع لاستعاذتك به, العليم | |
بأمور خلقه جميعها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا | |
للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " </h1> | |
<p>ومن حجج الله على خلقه, ودلائله على | |
وحدانيته وكمال قدرته اختلاف الليل والنهار, وتعاقبهما, واختلاف الشمس والقمر | |
وتعاقبهما, كل ذلك تحت تسخيره وقهره. <br> | |
لا تجدوا للشمس ولا للقمر- فإنهما مدبران مخلوقان- واسجدوا لله الذي خلقهن, إن | |
كنتم تعبدونه وحده لا شريك له. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا | |
يسأمون " </h1> | |
<p>فإن استكبر هؤلاء المشركون عن السجود لله, فإن الملائكة الذين عند ربك | |
لا يستكبرون عن ذلك, بل يسبحون له, وينزهونه عن كل نقص بالليل والنهار, وهم لا | |
يفترون عن ذلك, ولا يملون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت | |
وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير " </h1> | |
<p>ومن علامات وحدانية الله وقدرته؟ أنك ترى | |
الأرض يابسة لا نبات فيها؟ فإذا أنزلنا عليها المطر دبت فيها الحياة, وتحركت | |
بالنبات, وانتفخت وعلت, إن الذي أحيا هذه الأرض بعد همودها, قادر على إحياء الخلق | |
بعد موتهم, إنه على كل شيء قدير, فكما لا تعجز قدرته عن إحياء الأرض بعد موتها, | |
فكذلك لا تعجز عن إحياء الموتى. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار | |
خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير " </h1> | |
<p>إن الذين يميلون عن الحق, فيكفرون بالقرآن ويحرفونه, لا يخفون علينا, | |
بل نحن مطلعون عليهم. <br> | |
أفهذا الملحد في آيات الله الذي يلقى في النار خير, أم الذي يأتي يوم القيامة آمنا | |
من عذاب الله, مستحقا لثوابه; لإيمانه به وتصديقه بآياته؟ اعملوا- أيها الملحدون- | |
ما شئتم, فإن الله تعالى بأعمالكم بصير, لا يخفى عليه شيء منها, وسيجازلكم على | |
ذلك. <br> | |
وفي هذا وعيد وتهديد لهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز " </h1> | |
<p>إن الذين جحدوا هذا القرآن حين جاءهم هالكون ومعذبون, وإن هذا القرآن | |
لكتاب عزيز بإعزاز الله إياه وحفظه له من كل تغيير أو تبديل, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد | |
" </h1> | |
<p>لا يأتيه الباطل من أي ناحية من نواحيه ولا يبطله شيء, فهو محفوظ من أي | |
نقص منه, أو يزاد فيه, تنزيل من حكيم بتدير أمور عاده, محمود على ما له من صفات | |
الكمال. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو | |
عقاب أليم " </h1> | |
<p>ما يقول لك هؤلاء المشركون- يا محمد- إلا ما قد قاله من قبلهم من الأمم | |
لرسلهم, فاصبر على ما ينالك في سبيل الدعوة إلى الله. <br> | |
إن ربك لذو مغفرة لذنوب التائبين, وذو عقاب لمن أصر على كفره وتكذيبه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي | |
قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك | |
ينادون من مكان بعيد " </h1> | |
<p>ولو جعلنا هذا القرآن الذي أنزلناه عليك- يا | |
محمد- أعجميا, لقال المشركون: هلا بينت آياته, فنفقهه ونعلمه, لأعجمي هذا القرآن, | |
ولسان الذي أنزل عليه عربي؟ هذا لا يكون قل لهم- يا محمد-: هذا القرآن للذين آمنوا | |
بالله ورسوله هدى من الضلالة, وشفاء لما في الصدور من الشكوك والأمراض, والذين لا | |
يؤمنون بالقرآن في آذانهم صمم من سماعه وتدبره, وهو على قلوبهم عمى, فلا يهتدون | |
به, أولئك المشركون كمن ينادي, وهو في مكان بعيد لا يسمع داعيا, ولا يجيب مناديا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي | |
بينهم وإنهم لفي شك منه مريب " </h1> | |
<p>ولقد آتينا موسى التوراة كما آتيناك القرآن- | |
يا محمد- فاختلف فيها قومه: فمنهم من آمن, ومنهم من كذب ولولا كلمة سبقت من ربك | |
بتأجيل العذاب عن قومك لفصل بينهم لإهلاك الكافرين في الحال, وإن المشركين لفي شك | |
من القرآن شديد الريبة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد | |
" </h1> | |
<p>من عمل صالحا فأطاع الله ورسوله فلنفسه ثواب عمله, ومن أساء فعصى الله | |
ورسوله فعلى نفسه وزر عمله. <br> | |
وما ربك بظلام للعبيد, بنقص حسنة أو زيادة سيئة</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من | |
أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد | |
" </h1> | |
<p>إلى الله تعالى وحده لا شريك له يرتجع علم | |
الساعة, فإنه لا يعلم أحد متى قيامها غيره, وما تخرج من ثمرات من أوعيتها, وما | |
تحمل من أنثى ولا تضع حملها إلا بعلم من الله, لا يخفى عليه شيء من ذلك ويوم ينادي | |
الله تعالى المشركين يوم القيامة توبيخا لهم وإظهارا لكذبهم: أين شركائي الذين | |
كنتم تشركونهم في عبادتي؟ قالوا: أعلمناك الآن ما منا من أحد يشهد اليوم أن معك | |
شريكا, </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص " </h1> | |
<p>وذهب عن هؤلاء المشركين شركاؤهم الذين كانوا يعبدونهم من دون الله, فلم | |
ينفعوهم, وأيقنوا أن لا ملجأ لهم من عذاب الله, ولا محيد عنه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط " </h1> | |
<p>لا يمل الإنسان من دعاء ربه طالبا الخير | |
الدنيوي, وإن أصابه فقر وشدة فهو يؤوس من رحمة الله, قنوط بسوء الظن بربه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن | |
الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا | |
ولنذيقنهم من عذاب غليظ " </h1> | |
<p>ولئن أذقنا الإنسان نعمة منا من بعد شدة وبلاء لم يشكر الله تعالى, بل | |
يطغى ويقول: أتاني هذا؟ لأني مستحق له, وما أعتقد أن الساعة آتية, وذلك إنكار منه | |
للبعث, وعلى تقدير إتيان الساعة وأني سأرجع إلى ربي, فإن لي عنده الجنة, فلنخبرن | |
الذين كفروا يوم القيامة بما عملوا من سيئات, ولنذيقنهم من العذاب الشديد. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو | |
دعاء عريض " </h1> | |
<p>وإذا أنعمنا على الإنسان بصحة أو رزق أو | |
غيرهما أعرض وترفع عن الانقياد إلى الحق؟ فإن أصابه ضر فهو ذو دعاء كثير بأن يكشف | |
الله ضره, فهو يعرف ربه في الشدة, ولا يعرفه في الرخاء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في | |
شقاق بعيد " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- لهؤلاء المكذبين: أخبروني إن | |
كان هذا القرآن من عند الله ثم جحدتم به, لا أحد أضل منكم؟ لأنكم في خلاف بعيد عن | |
الحق بكفركم بالقرآن وتكذيبكم به. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق | |
أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " </h1> | |
<p>سنري هؤلاء المكذبين أياتنا في أقطار السموات والأرض, وما يحدثه الله | |
فيهما من الحوادث العظيمة, وفي أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب | |
صنعه, حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك أن القرآن الكريم هو الحق | |
الموحى به من رب العالمين. <br> | |
أو لم يكفهم دليلا على أن القرآن حق, ومن جاء به صادق, شهادة الله تعالى؟ فإنه قد | |
شهد له بالتصديق, وهو على كل شيء شهيد, ولا شيء أكبر شهادة من شهادته سبحانه | |
وتعالى. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط " </h1> | |
<p>ألا إن هؤلاء الكافرين في شك عظيم من البعث | |
بعد الممات. <br> | |
ألا إن الله- جل وعلا- بكل شيء محيط علما وقدرة وعزة, لا يخفى عليه شيء في الأرض | |
ولا في السماء. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |