<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة الصف - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم | |
" </h1></p> | |
<p>مجد الله ونزهه | |
عن كل ما لا يليق به كل ما في السموات والأرض, وهو العزيز الذي لا يغلب, الحكيم في | |
أقواله وأفعاله.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, لم | |
تعدون وعدا, أو تقولون قولا ولا تفون به وهذا إنكار على من يخالف فعله قوله. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " </h1> | |
<p>عظم بغضا عند الله أن تقولوا بألسنتكم ما لا تفعلونه.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص | |
" </h1> | |
<p>إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان متراص محكم لا | |
ينفذ منه العدو. <br> | |
وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين. <br> | |
لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا صفوا مواجهين لأعداء الله, يقاتلونهم في | |
سبيله.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله | |
إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين " </h1> | |
<p>واذكر لقومك- يا محمد- حين قال نبي الله موسى عليه السلام لقومه: لم | |
تؤذونني بالقول والفعل, وأنتم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ فلما عدلوا عن الحق مع | |
علمهم به, وأصروا على ذلك؟ صرف الله قلوبهم عن قبول الهداية. <br> | |
عقوبة لهم على زيغهم الذي اختاروه لأنفسهم. <br> | |
والله لا يهدي القوم الخارجين عن الطاعة ومنهاج الحق. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم | |
مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم | |
بالبينات قالوا هذا سحر مبين " </h1> | |
<p>واذكر- يا محمد لقومك- حين قال عيسى ابن مريم لقومه, إني رسول الله | |
إليكم, مصدقا لما جاء قبلي من التوراة, وشاهدا بصدق رسول يأتي من بعدي اسمه " أحمد " , وهو محمد صلى الله عليه وسلم, وداعيا إلى | |
التصديق به, فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالآيات الواضحات, قالوا: هـذا | |
الذي جئتنا به سحر بين. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله | |
لا يهدي القوم الظالمين " </h1> | |
<p>ولا أحد أشد ظلما وعدونا ممن اختلق على الله الكذب, وجعل له شركاء في | |
عبادته, وهو يدعى إلى الدخول في الإسلام وإخلاص العبادة لله وحده. <br> | |
والله لا يوفق الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك, إلى ما فيه فلاحهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره | |
الكافرون " </h1> | |
<p>يريد هؤلاء الظالمون أن يبطلوا الحق الذي بعث به محمد صلى الله عليه | |
وسلم- وهر القرآن بأقوالهم الكاذبة, بالله مظهر الحق بإتمام دينه ولو كره | |
الجاحدون. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو | |
كره المشركون " </h1> | |
<p>الله هو الذي أرسل رسوله محمدا بالقرآن ودين الإسلام. <br> | |
ليعليه على كل الأديان المخالفة له, ولو كره المشركون ذلك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم | |
" </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, هل | |
أرشدكم إلى تجارة عظيمة الأن تنجيكم من عذاب موجع؟ </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم | |
ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " </h1> | |
<p>تداومون على إيمانكم بالله ورسوله, تجاهدون | |
في سبيل الله. <br> | |
لنصرة دينه بما تملكون من الأموال والأنفس, ذلك خير لكم من تجارة الدنيا, إن كنتم | |
تعلمون مضار الأشياء ومنافعها, فامتثلوا ذلك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن | |
طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم " </h1> | |
<p>إن فعلتم أيها المؤمنون- ما أمركم الله به يستر عليكم ذنوبكم, ويدخلكم | |
جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ومساكن طاهرة زكية في جنت إقامة دائمة لا تنقطع, | |
ذلك هو الفوز الذي لا فوز بعده </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين " </h1> | |
<p>ونعمة أخرى لكم- أيها المؤمنون- تحبونها هي نصر من الله يأتيكم, وفتح | |
عاجل يتم على أيديكم. <br> | |
وبشر المؤمنين- يا محمد- بالنصر والفتح في الدنيا, والجنة في الآخرة</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم | |
للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني | |
إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, كونوا أنصارا لدين الله, كما | |
كان أصفياء عيسى أنصارا لدين الله حين قال لهم عيسى: من يتولى منكم نصري وإعانتي | |
فيما يقرب إلى الله؟ قالوا: نحن أنصار دين الله, فاهتدت طائفة من بني إسرائيل, | |
وضلت طائفة, فأيدنا الذين آمنوا بالله ورسوله, ونصرناهم على من عاداهم من فرق | |
النصارى, فأصبحوا ظاهرين عليهم. <br> | |
وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |