<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة الجمعة - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز | |
الحكيم " </h1></p> | |
<p>ينزه الله تعالى | |
عن كل ما لا يليق به كل ما في السموات وما في الأرض, وهو وحده المالك لكل شيء, | |
المتصرف فيه بلا منازع, المنزه عن كل نقص, العزيز الذي لا يغالب, الحكيم في تدبيره | |
وصنعه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم | |
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " </h1> | |
<p>الله سبحانه هو الذي أرسل في العرب الذين لا يقرؤون, ولا كتاب عندهم | |
ولا أثر رسالة لديهم, رسولا منهم إلى الناس جميعا, يقرأ عليهم القرآن, ويطهرهم من | |
العقائد الفاسدة والأخلاق السيئة, ويعلمهم القرآن والسنة, إنهم كانوا من قبل بعثته | |
لفي انحراف واضح عن الحق. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم " </h1> | |
<p>وأرسله سبحانه إلى قوم آخرين لم يجيئوا بعد, وسيجيئون من العرب ومن | |
غيرهم. <br> | |
والله تعالى- وحده- هو العزيز الغالب على كل شيء, الحكيم في أقواله وأفعاله</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " </h1> | |
<p>ذلك البعث للرسول صلى الله عليه وسلم, في أمة العرب وغيرهم, فضل من | |
الله, يعطيه من يشاء من عباه. <br> | |
وهو - وحده- ذو الإحسان والعطاء الجزيل. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا | |
بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين " </h1> | |
<p>شبه اليهود الذين كلفوا العمل بالتوراة ثم | |
لم يعملوا بها, كشبه الحمار الذي يحمل كتبا لا يدري ما فيها, قبح مثل القوم الذين | |
كذبوا بآيات الله, ولم ينتفعوا بها, والله لا يوفق القوم الظالمين الذين يتجاوزون | |
حدوه, ويخرجون عن طاعته. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس | |
فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " </h1> | |
<p>قل- يا محمد- للذين تمسكوا بالملة اليهودية المحرفة: إن ادعيتم- كذبا- | |
أنكم أحباء الله دون غيركم من الناس, فتمنوا الموت إن كنتم صادقين في ادعائكم حب | |
الله لكم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين " </h1> | |
<p>ولا يتمنى هؤلاء اليهود الموت أبدا إيثارا للحياة الدينا على الآخرة, | |
وخوفا من عقاب الله لهم. <br> | |
بسبب ما قدموه من الكفر وسوء الفعال. <br> | |
والله عليم بالظالمين, لا يخفى عليه من ظلمهم شيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم | |
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " </h1> | |
<p>قل: إن الموت الذي تهربون منه لا مفر منه, فإنه آت إليكم عند مجئ | |
آجالكم, ثم ترجعون يوم البعث إلى الله العالم بما غاب وما حضر, فيخبركم بأعمالكم, | |
وسيجازيكم عليها. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى | |
ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, | |
إذا نادى المؤذن للصلاة في يوم الجمعة, فامضوا إلى سماع الخطبة وأداء الصلاة, | |
واتركوا البيع, وكذلك الشراء جميع ما يشغلكم عنها, ذلك الذي أمرتم به خير لكم, لما | |
فيه من غفران ذنوبكم ومثوبة الله لكم, إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم فافعلوا ذلك | |
وفي الآية دليل على وجوب حضور الجمعة واستماع الخطبة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله | |
واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " </h1> | |
<p>فإذا سمعتم الخطبة, وأديتم الصلاة, فانتشروا في الأرض, واطلبوا من رزق | |
الله بسعيكم, واذكروا الله كثيرا في جميع أحوالكم. <br> | |
لعلكم تفوزون بخيري الدنيا والآخرة. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند | |
الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين " </h1> | |
<p>إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئا من لهو الدنيا وزينتها تفرقوا | |
إليها, وتركوك- يا محمد- قائما على المنبر تخطب, قل لهم- يا محمد-: ما عند الله من | |
الثواب, والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة, والله- وحده- خير من رزق وأعطى, | |
فاطلبوا منه, واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |