تفسير سورة المنافقون


	<div class="wrapper" style="padding:10px;">
	<h1 class="title">سورة المنافقون - تفسير السعدي</h1>


	<div class=Section1 dir=RTL>

	<p><h1>" إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم
	إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " </h1></p>

	<p>إذا
	حضر مجلسك المنافقون -يا محمد- قالوا بألسنتهم, نشهد إنك لرسول الله, والله يعلم
	إنك لرسوله الله, والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما أظهروه من شهادتهم لك,
	وحلفوا عليه بألسنتهم, وأضمرا الكفر به. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون
	" </h1>

	<p>إنما جعل المنافقون أيمانهم التي أقسموها سترة ووقاية لهم من المؤاخذه,
	والعذاب, ومنعوا أنفسهم, ومنعوا الناس عن طريق الله المستقيم, إنهم بئس ما كانوا
	يعملون </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون "
	</h1>

	<p>ذلك لأنهم آمنوا في الظاهر, ثم كفروا في
	الباطن, فختم الله على قلوبهم بسبب كفرهم, فهم لا يفهمون ما فيه صلاحهم. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب
	مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون " </h1>

	<p>وإذا نظرت إلى هؤلاء المنافقين تعجبك
	هيئاتهم ومناظرهم, وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم ; لفصاحة ألسنتهم, وهم لفراغ قلوبهم
	من الإيمان, وعقولهم من الفهم والعلم النافع كالأخشاب الملقاة على الحائط, التي لا
	حياة فيها, يظنون كل صوت عال واقعا عليهم وضارا بهم, لعلمهم بحقيقة حالهم, ولفرط
	جبنهم, والرعب الذي تمكن من قلوبهم, هم الذين تناهوا في العداوة لك وللمؤمنين, فخذ
	حذرك منهم, أخزاهم الله وطردهم من رحمته, كيف ينصرفون عن الحق أي ما هم فيه من
	النفاق والضلال؟ </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم
	يصدون وهم مستكبرون " </h1>

	<p>وإذا قيل لهؤلاء المنافقين: أقبلوا تائبين
	معتذرين عما بدر منكم من سيئ القول وسفه الحديث, يطلب لكم رسول الله من ربه أن
	يعفو عنكم, حركوا رؤوسهم استهزاء: واستكبارا, وأبصرتهم - يا محمد- يعرضون عنك, وهم
	مستكبرون عن الامتثال لما طلب منهم. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" سواء عليهم أأستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن
	الله لا يهدي القوم الفاسقين " </h1>

	<p>سواء على هؤلاء المنافقين أطلبت لهم المغفرة
	من الله- يا محمد- أم لم تطلب لهم, إن الله لن يصفح عن ذنوبهم أبدا ; لإصرارهم على
	الفسق ورسوخهم في الكفر إن الله لا يوفق للإيمان القوم الكافرين به, الخارجين عن
	طاعته. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا
	ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون " </h1>

	<p>هؤلاء المنافقون هم الذين يقولون لأهل " المدينة " : لا تنفقوا على أصحاب رسول الله من
	المهاجرين حتى يتفرقوا عنه. <br>
	ولله وحده خزائن السموات والأرض وما فيهما من أرزاق, يعطيها من يشاء ويمنعها عمن
	يشاء, ولكن المنافقين لا يفهمون ذلك. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله
	العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون " </h1>

	<p>يقول هؤلاء المنافقون: لئن عدنا إلى " المدينة " ليخرجن فريقنا الأعز منها فريق المؤمنين
	الأذل, والله تعالى العزة ولرسوله صلى الله عليه وسلم, والمؤمنين بالله ورسوله لا
	لغيرهم, ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك لفرط جهلهم. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله
	ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " </h1>

	<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, لا
	تشغلكم أموالكم ولا أولادكم عن عبادة الله وطاعته, عن ومن تشغله أمواله, وأولاده
	عن ذلك, فأولئك هم المغبونون حظوظهم من كرامة الله ورحمته. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب
	لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين " </h1>

	<p>وأنفقوا -أيها المؤمنون- بالله ورسوله بعض
	ما أعطيناكم في طرق الخير, مبادرين بذلك من قبل أن يجيء أحدكم الموت, ويرى دلائله
	وعلاماته, فيقول نادما: رب هلا أمهلتني, وأجلت موتي إلى وقت قصير, فأتصدق من مالي,
	وأكون من الصالحين الأتقياء. </p>

	<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون "
	</h1>

	<p>ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء وقت موتها,
	وانقضى عمرها, والله سبحانه خبير بالذي تعملونه من خير وشر, وسيجازيكم على ذلك. </p>

	<p> </p>

	</div>