<div class="wrapper" style="padding:10px;"> | |
<h1 class="title">سورة التحريم - تفسير السعدي</h1> | |
| |
<div class=Section1 dir=RTL> | |
<p><h1>" يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك | |
والله غفور رحيم " </h1></p> | |
<p>يا | |
أيها النبي لم تمنع نفسك عن الحلال الذي أحله الله لك؟ تبتغي إرضاء زوجاتك؟ والله | |
غفور لك, رحيم بك. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم | |
" </h1> | |
<p>قد شرع الله لكم أيها المؤمنون- تحليل أيمانكم بأداء الكفارة عنها, | |
وهي: إطعام عشرة مساكين, أو كسوهم, أو تحرير رقبة, فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام | |
والله ناصركم ومتولي أموركم, وهو العليم بما يصلحكم فشرعه لكم, الحكيم في أقواله | |
وأفعاله.</p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله | |
عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم | |
الخبير " </h1> | |
<p>وإذ أسر النبي إلى زوجته حفصة - رضي الله عنها- حديثا, فلما أخبرت به | |
عائشه رضي الله عنها, وأطلعه الله على إفشائها سره, أعلم حفصة بعض ما أخبرت به, | |
وأعرض عن إعلامها بعضه تكرما, فلما أخبرها بما أفشت من الحديث, قالت: من أخبرك | |
بهذا؟ قال: أخبرني به الله العليم الخبير, الذي لا تخفى عليه خافية. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو | |
مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير " </h1> | |
<p>إن ترجعا (حفصة وعائشة) إلى الله فقد وجد منكما ما يوجب التوبة حيث | |
مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم, من إفشاء سره, وإن | |
تتعاونا عليه بما يسوءه, فإن الله وليه وناصره, وجبريل وصالح المؤمنين, والملائكة | |
بعد نصرة الله أعيان له ونصراء على من يؤذيه ويعاديه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات | |
قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا " </h1> | |
<p>عسى رب محمد إن طلقكن- أيتها الزوجات- أن | |
يزوجه بدلا منكن زوجات خاضعات لله بالطاعة, مؤمنات بالله ورسوله مطيعات لله, | |
راجعات إلى ما يحبه الله من طاعته, كثيرات العبادة له, صائمات, منهن الثيبات, | |
ومنهن الأبكار. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس | |
والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " | |
</h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, احفظوا أنفسكم بفعل ما أمركم | |
الله به وترك ما نهاكم عنه, واحفظوا أهليكم بما تحفظون به أنفسكم من نار وقودها | |
الناس والحجارة, يقوم على تعذيب أهلها ملائكة أقوياء قساة في معاملاتهم, لا | |
يخالفون الله في أمره, وينفذون ما يؤمرون به. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم | |
تعملون " </h1> | |
<p>ويقال للذين جحدوا وحدانية الله وكفروا به | |
عند إدخالهم النار: لا تلتمسوا المعاذير في هذا اليوم. <br> | |
إنما تعطين جزاء الذي كنتم تعملونه في الدنيا. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن | |
يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي | |
والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا | |
واغفر لنا إنك على كل شيء قدير " </h1> | |
<p>يا أيها الذين صدقوا الله واتبعوا رسوله, | |
ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده, عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات | |
أعمالكم, وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, يوم لا يخزي الله النبي | |
والذين آمنوا معه, ولا يعذبهم, بل يعلي شأنهم, نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم, | |
يقولون: ربنا أتهم لنا نورنا حتى تجوز الصراط, ونهتدي إلى الجنة, واستر علينا ذنوبنا, | |
إنك على كل شيء قدير. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم | |
وبئس المصير " </h1> | |
<p>يا أيها النبي جاهد الذين أظهروا الكفر وأعلنو, وقاتلهم بالسيف, وجاهد | |
الذين أبطنوا الكفر وأخفوه بالحجة وإقامة الحدود وشعائر الدين, واستعمل مع | |
الفريقين الشدة والخشونة في جهادهما, ومسكنهم الذي يصيرون إليه في الآخرة جهنم, | |
وقبح ذلك المرجع الذي يرجعون إليه. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت | |
عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار | |
مع الداخلين " </h1> | |
<p>ضرب الله مثلا لحال هؤلاء الكفرة في | |
مخالطتهم المسلمين ومعاشرتهم لهم, وأن ذلك لا ينفعهم لكفرهم بالله- بحال زوجة نبي | |
الله نوح, وزوجة نبي الله لوط: حيث كانتا في عصمة عبدين من عبادنا صالحين, فوقعت | |
منهما الخيانه لهما في الدين, فقد كانتا كافرتين, فلم يدفع هذان الرسولان عن | |
زوجتيهما من عذاب الله شيئا, وقيل للزوجتين: ادخلا النار مع الداخلين فيها. <br> | |
وفي ضرب هذا المثل دليل على أن القرب من الأنبياء, والصالحين, لا يفيد شيئا مع | |
العمل السيء. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك | |
بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " </h1> | |
<p>وضرب الله مثلا لحال هؤلاء المؤمنين- الذين | |
صدقوا الله, ووحدوه, وعملوا بشرعه, وأنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين في معاملتهم- | |
بحال زوجة فرعون التي كانت في عصمة أشد الكافرين بالله, وهي مؤمنة بالله, حين | |
قالت, رب ابن لي دارا عندك في الجنة, وأنقذني من سلطان فرعون, ومما يصدر عنه من | |
أعمال الشر, وأنقذني من القوم التابعين له في الظلم والضلال, ومن عذابهم. </p> | |
<h1 dir=RTL style='text-align:right;direction:rtl;unicode-bidi:embed'>" ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت | |
بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " </h1> | |
<p>وضرب الله مثلا للذين آمنوا مريم بنت عمران | |
التي حفظت فرجها, وصانته عن الزنى, فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن ينفخ في | |
جيب قميصها, فوصلت النفخة إلى رحمها, فحملت بعيسى عليه السلام, وصدقت بكلمات ربها, | |
وعملت بشرائعه التي شرعها لعباده, وكتبه المنزلة على رسله, وكانت من المطيعين له. </p> | |
<p> </p> | |
</div> |