تفسير سورة الطارق


رجوع

سورة الطارق - تفسير السعدي



" والسماء والطارق "

أقسم الله سبحانه

بالسماء والنجم الذي يطرق ليلا,

" وما أدراك ما الطارق "

وما أدراك ما عظم هذا النجم؟

" النجم الثاقب "

هو النجم شيء المتوهج

" إن كل نفس لما عليها حافظ "

ما كل نفس إلا أوكل بها ملك رتيب يحفظ عليها

أعمالها لتجلب عليها يوم القيامة.

" فلينظر الإنسان مم خلق "

فلينظر الإنسان المنكر للبعث مم خلق؟ ليعلم أن إعادة خلق الإنسان ليست

أصعب من خلقه أولا,

" خلق من ماء دافق "

خلق من مني منصب بسرعة في الرحم,

" يخرج من بين الصلب والترائب "

يخرج من بين صلب الرجل وصدر المرأة

" إنه على رجعه لقادر "

إن الذي خلق الإنسان من هذا الماء لقادر على

رجعه إلى الحياة بعد الموت.

" يوم تبلى السرائر "

يوم يختبر السرائر فيما أخفته, ويميز الصالح منها من الفاسد,

" فما له من قوة ولا ناصر "

فما للإنسان من قوة يدفع بها عن نفسه, وما له من ناصر يدفع عنه عذاب

الله.

" والسماء ذات الرجع "

والسماء ذات المطر المتكرر,

" والأرض ذات الصدع "

والأرض ذات التشقق بما يتخللها من نبات,

" إنه لقول فصل "

إن القرآن لقول فصل بين الحق, والباطل,

" وما هو بالهزل "

وما هو بالهزل ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله, وإلا فقد أشرك.

" إنهم يكيدون كيدا "

إن المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم,

وللقرآن, يكيدون ويدبرون, ليدفعوا بكيدهم الحق ويؤيدوا الباطل,

" وأكيد كيدا "

وأكيد كيدا لإظهار الحق, ولو كره الكافرون,

" فمهل الكافرين أمهلهم رويدا "

فلا تستعجل لهم- يا محمد- بطلب إنزال العقاب بهم, بل أمهلهم وانظرهم

قليلا, ولا تستعجل لهم, وسترى ما يحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك.