سليمان بن عبدالعزيز الراجحي

المملكة العربية السعودية

اسمه ونشأته: سليمان بن عبد العزيز الراجحي

 أحد أشهر رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية.

 نشأ فقيراً وبدأ في تجميع ثروته من الصفر عبر أعمال مختلفة ابتداء من العمل كحمال ورمَّاد وطباخ وقهوجي وصبي صراف إلى إدارة أعمال الصرافة والتجارة في العقار على مستويات عالمية.

الشيخ سليمان الراجحي شريك مؤسس مصرف الراجحي، أول بنك إسلامي في المملكة وأحد أكبر البنوك الإسلامية في العالم، كما يملك العديد من الشركات المساهمة في التنمية الزراعية والغذائية والصناعية في المملكة وخارجها مثل دواجن الوطنية، الوطنية للصناعة، الوطنية للنقل بالإضافة إلى دواجن الوطنية وقد اعلن في يوم ٤/٦/٢٠١٤ في مؤتمر اقيم في مدينه الجوف انها وقف لله تعالى – مصر وغيرها من المشاريع.

عُرف عن الشيخ سليمان ميله الدائم للعمل الخيري، وتوج هذا العطاء بأن أوقف ثلثي ثروته، حال حياته، في سبيل الله ووزع الثلث الباقي على أفراد عائلته. وتم إنشاء شركة قابضة، شركة أوقاف سليمان الراجحي القابضة، لتكون الذراع الاستثماري لإدارة الوقف، بينما تقوم مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية بإدارة القسم الخيري وتوزيع الريع القادم من القطاع الاستثماري في المشاريع الخيرية وأعمال الخير المتنوعة. ذلك بالإضافة إلى كليات سليمان الراجحي في البكيرية، مسقط رأس الشيخ سليمان.

الولادة والنشأة:

ولد الشيخ سليمان بن عبد العزيز بن صالح الراجحي قرابة العام 1920 م في منطقة البكيرية، والبكيرية هي إحدى محافظات منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية. ونشأ الشيخ في البكيرية ضمن عائلة فقيرة وسط ظروف حياتية صعبة. وقد كان ترتيبه الثالث بين أشقائه الأربعة، وهم على الترتيب: صالح، عبد الله، سليمان، محمد. وقد انتقل والده إلى الرياض مع أخويه صالح وعبد الله لطلب الرزق، ثم عاد ليأخذ بقية العائلة في عام 1356هـ / 1937م.

وفي الرياض التحق الشيخ سليمان بالدراسة، ولكنه ومنذ طفولته كان يميل إلى العمل والتجارة بشكل يفوق حبه للدراسة. وكانت عزيمته في طلب الرزق قوية وله جرأة تجاه المحاولة والتعلم والاستفادة من تجارب الغير. وكان الشيخ سليمان شغوفاً بالعمل منذ بداياته وشديد الملاحظة والنشاط، فقد لاحظ في عام 1358هـ / 1939م (أي وعمره تسعة عشر تقريباً) وعند مروره بجانب قصر الحكم وجود نساء يفترشن الأرض في زوايا القصر لبيع الزبدة. فقام باتخاذ أحد هذه الزوايا وفكر بعدم التقليد والتميز، فأحضر صفيحة مليئة بالكيروسين وبدا بالبيع باستخدام قارورة فارغة كمعيار للبيع. وكانت الأرباح تصل إلى القرش أو القرشين. ولم يكتفِ بذلك فبدأ بالتنويع وبدأ ببيع الحلوى بجانب بيع الكيروسين في ذاك الوقت.

تنقل الشيخ سليمان بين كثير من المهن، بحيث عمل كحمال وكحارس لبضاعة البائعين في السوق، وفي وقت الفراغ كان يتتبع الإبل لتجميع ما يسقط منها من أحطاب كما عمل في البناء وغيرها من المهن التي اكسبته خبرة بأحوال السوق ودراية بطرق التعامل ومعاملة مختلف الفئات والعقليات وطرق التجارة.

وفي عام 1363هـ / 1943م افتتح الشيخ دكان صغير في الطريق الرئيسي لحي المربع، وكان يبيع فيه العديد من المنتجات مثل السكر والشاي والكبريت والحلوى وغيرها، وكان يأتي ببعض المنتجات التي لا تباع إلا في البحرين، خاصة الحلويات، ليتميز عن غيره. واستمر في العمل في هذا الدكان حتى عام 1365هـ / 1945م حيث قام ببيعه ليسدد تكاليف الزواج. بعدها انتقل الشيخ وعائلته إلى الرياض وبدأ في العمل مع أخيه الشيخ صالح في محله في الرياض.

الانتقال إلى جده

في عام 1365هـ / 1945م انتقل الشيخ سليمان للعمل في مدينة جدة للعمل ضمن أعمال شقيقه الأكبر الشيخ صالح ليكون مسئولا عن النشاط التجاري الخاص بالصرافة في جدة ومكة. وقد اجتهد الشيخ اجتهاداً شديداً في هذا العمل حتى أنه كان يحمل الطرود والأمانات ويوصلها وهي على ظهره إلى المطار قاطعاً ما يزيد على العشرة كيلومترات ليوفر أجرة الحمال والنقل. وعلى الرغم من مشقة العمل إلا إن الحس التجاري للشيخ كان غالباً عليه، بالإضافة إلى حاجته الشديدة لتحسين دخله، فاستغل الشيخ أوقات فراغه القليلة وكان يقوم ببعض الأعمال الجانبية لتحسين دخله، فتاجر في الأقفال والأقمشة ومواد البناء وغيرها.

وخلال كل هذه الفترة السابقة كان العمل يتم دون أن يكون لدى الشيخ محل خاص للصرافة بل كان يقوم بهذا العمل في الشوارع ويسجل الحسابات في المساء من الذاكرة. عندما بدأت الأعمال في النمو ولوحظ تحقق أرباح مشجعة قام الشيخ سليمان باستئجار دكان صغير تحت مسجد عكاشة في جدة. وبعد أحد عشر عاماً من العمل مع شقيقه الشيخ صالح، اتفق الاثنان على تحويل ذلك الدكان ليكون شراكة بينهما وأصبح ذلك أول عمل رسمي للشيخ سليمان كشريك ومالك لمشروع حقيقي على أرض الواقع وذلك في عام 1377هـ / 1957م.

واستمر العمل بهذه الشراكة على قدم وساق وبأرباح وفيرة ونجاحات واسعة، بالتوازي مع نمو داخلي وخارجي في مختلف بلدان العالم. وقام الشيخ خلال هذه الفترة بدخول عالم العقار وبدأ في التوسع فيه أيضاً. وفي عام 1391هـ / 1971م قرر الشيخ صالح والشيخ سليمان أن يقوما بإنهاء الشراكة ليقوم كل واحد منهما بالتركيز على أعماله الخاصة بشكل أكثر حرية ومرونة.

وفي عام 1392هـ / 1972م أو قبله بقليل بدأ الشيخ سليمان بالعمل بمفردة تحت اسم "مؤسسة سليمان العبد العزيز الراجحي". وبدأ الشيخ في التوسع وقام بفتح عدد من الفروع في جدة وغيرها، مع حرصه على عدم فتح أية فروع في منطقة الرياض احتراماً لنشاط شقيقه الأكبر الشيخ صالح. هذا التوسع المصرفي صحبه أيضاً التوسع في مجال العقار واستطاع الشيخ تحقيق الكثير من النجاحات فيه مع اكتساب سمعة طيبة لدى العملاء والتجار من داخل المملكة وخارجها.

بعد فترة تقارب الست سنوات من العمل بشكل منفرد اتفق الشيخان صالح وسليمان على العودة للعمل من جديد بشكل مشترك. وفي هذه المرة اجتمع الأشقاء الأربعة للعمل جميعاً وتم تفويض الشيخ سليمان ليدير العمل بشكل رئيسي، وكان هذا في عام 1398هـ / 1978م حيث تم تأسيس شركة الراجحي للصرافة والتجارة، والتي تركز عملها الرئيسي في مجال الصرافة مع بعض النشاطات المتعلقة بالعقار ومواد البناء.

مصرف الراجحي.. البداية

خلال الفترات الماضية من حياة الشيخ وخلال أعماله المختلفة، كان الشيخ يجوب العالم لظروف العمل واكتساب الخبرات، حيث عُرف عن الشيخ شغفه بالتجارب الناجحة واكتساب الخبرات من مختلف البلدان وفي العديد من التخصصات. وخلال كل هذه الرحلات وأعمال الصرافة التي كان يقوم بها الشيخ تم التعامل مع مختلف المصارف العالمية، ولكن هذا التعامل كان مثير للقلق في أغلب الأحوال بسبب الخوف من الوقوع في المحظورات الشرعية، خاصة بعدما اكتشف في عام 1392هـ / 1972م دخول بعض الفوائد القليلة على حساباته مما أكد مخاوفه ودعاه لمضاعفة البحث والتفكير للوصول إلى مسلك ومفهوم جديد، ومنهج مبتكر يؤسس لعمل مصرفي إسلامي.

قام الشيخ بالبدء بلندن وتقدم إلى المسئولين في البنك المركزي البريطاني بطلب ترخيص لفتح مكتب خدمات استشارية، إلا أن الطلب قوبل بالرفض في البداية، ولكن بعدما قابلهم الشيخ شخصياً وأقنعهم بوجهة نظره تمت الموافقة وكان الافتتاح في عام 1402هـ / 1981م. وبعدها بدأ الشيخ في جولة عالمية من اجل التعريف بالمكتب وخدماته وفوائده.

وفي غياب هيئة رقابية شرعية متخصصة في ذلك الوقت، كان الشيخ يستعين بفتاوى واستشارات العديد من كبار المشائخ وأهل العلم وخاصة الشيخ ابن باز والشيخ عبد الله بن حميد، رحمهما الله. وفي نفس العام، أي عام 1402هـ / 1981م اجتمع الأخوة الأربعة وتم طرح فكرة البنك الإسلامي، خاصة أنه خلال عملهم في الشركة كانوا يتداولون من الأعمال ما يشبه العمل المصرفي، على الرغم من كونها شركة صرافة. وافق الجميع على الفكرة وتم تقديم الطلب إلى الدولة للموافقة عليه وفعلاً تمت الموافقة وإقرار النظام الخاص بالبنك بعد ما يقارب الستة أعوام وتمت الموافقة عليه من الدولة في عام 1408هـ / 1988م، وذلك بسبب أن النظام جديد في الفكرة والمحتوى وكان لابد من دراسته بتعمق ومراجعة وجهة النظر الشرعية فيه بتأني وحكمة. وتم التأسيس تحت اسم شركة الراجحي المصرفية للاستثمار. وكان عدد المؤسسين الأوائل في حدود 132 مؤسس، يدفع كل واحد منهم ثلاثمائة ألف ريال.

مصرف الراجحي... الانطلاق والانتشار

بعد اكتمال الخطوات التأسيسية للمصرف قام الأشقاء بفصل جميع المصانع وكل ما يتعلق بالقسم التجاري عن المصرف ونشاطاته لتوفير أجواء من الثقة والأمانة والشورى. بعد هذه الخطوة تفرغ الشيخ سليمان للمصرف وبدأ بإنشاء الكثير من الفروع في مختلف المناطق في المملكة وذلك بغرض التسهيل على المواطنين وتعزيز مكانة البنك لدى الجميع. وصل عدد الفروع الخاصة بالمصرف إلى ما يقارب خمسمائة فرع داخل المملكة، كما يمتلك المصرف أكبر شبكة صراف آلي في المملكة بعدد يزيد عن 2750 صراف في مختلف المناطق. ناهيك عن الفروع الدولية في مختلف البلدان.

 

الأمن الغذائي والنهضة الصناعية

كان ومازال موضوع الغذاء وحاجات المسلمين هاجس يشغل تفكير الشيخ سليمان بشكل متواصل، مما حداه للبدء بعمل تجارب مختلفة في مجالات عديدة بغرض الوصول إلى زيادة الإنتاج الغذائي وتطوير النهضة الصناعية في المملكة وبلاد المسلمين كونه يعلم أن هذين الأمرين من أهم الأولويات اللازمة لنهضة وتقدم الدول وصناعة الحضارات. هذا التفكير المتواصل وحمل الهم الدائم دفعه للتوجه للعمل في القطاع الزراعي والصناعي ومختلف القطاعات الغذائية مثل الدواجن والروبيان، وهذا لم ينحصر فقط على المملكة العربية السعودية بل شملها إلى دول عربية لكي يوسع نفوده ويتضاعف أجره. ومن التجارب الرائدة في مجال الأمن الغذائي تجربته في شركة دواجن الوطنية، حيث تعتبر هذه التجربة نموذج لنجاح كبير تجاوز حدود المملكة إلى مناطق ودول مختلفة. حيث كان مشروع الدواجن في بدايته يتحمل الكثير من الخسائر غير المحتملة في هذا المجال. وعلى الرغم من هذه الخسائر أصر على إنجاح التجربة وكان له ما أراد على الرغم من أن الخسائر وصلت إلى ما يقرب مليون ريال. حيث باشر بتنظيم الموارد البشرية والأجهزة المستخدمة ودمج هذا مع استخدام حظائر محلية الصنع قليلة التكلفة إلى أن يكون انتاجه يفوق النصف مليون دجاجة وأكثر من مليون بيضة في اليوم الواحد، بالإضافة إلى إنشاء شركات دواجن في مصر شبيهة لهذا بحيث أصبحت دواجن الوطنية توزع في العديد من البلدان.

كانت للشيخ العديد من التجارب في مختلف المجالات الهامة ومن الشركات التي ساهمت في هذا المجال هي الوطنية الزراعية في القصيم والوطنية الزراعية في منطقة البسيطاء والتي تعتبر من التجارب الرائدة كونها تعتمد بشكل كلي على المنتجات والطرق والأسمدة الطبيعية بدون أية مواد كيميائية، كما أنها تدار بطريقة التكامل البيئي، بحيث يتم الاستفادة من كل المخرجات وإعادة استخدامها في إدارة العمل بشكل يخدم البيئة ويزيد من جودة الإنتاج.

وفي الجانب الصناعي أنشأ الشيخ العديد من المصانع التي تدار تحت شركة الوطنية الصناعية ومنها مصنع الأوعية ومصنع الرياض للكرتون ومصنع البلك الأحمر ومصنع البلاستيك ومصنع المنتجات الورقية ومصنع الأغطية المعدنية وغيرها. بالإضافة إلى شركة الوطنية للنقل والتي تدعم كل الشركات السابقة وتساهم في تطوير ودعم حركة النقل والشحن في المملكة وغيرها.

فكرة الوقف

يحمل الوقف في الإسلام أهمية كبيرة، كونه يسهم في مساعدة المسلمين وفتح باب للتنمية في مختلف المجالات مع إعطاء الواقف باب لا ينقطع، بإذن الله، من الأجور ولو بعد أعوام وعقود من وفاته. وبسبب نشأة الشيخ الدينية ونشأته في وسط يحرص على تعاليم الإسلام والتعامل بخلق وعطاء مع المحتاجين حُبب إليه عمل الخير منذ الصغر وكان يحمل الزكوات بنفسه ويوزعها على البيوت في شبابه. كما أنه خلال عمله تعرف على العديد من كبار رجال الأعمال الذين يعملون من الخير الكثير ولا يحملون هم الشح وجمع المال بل يرون أن المال الذي لديهم هو هبة من الله ليعينوا بها ذوو الحاجة، فكانت كل هذه العوامل معينة له على مجاهدة النفس وطبيعة حب المال المتأصلة لدى البشر. بدأ الشيخ بوقف بعض العقارات والأراضي، ثم بعد هذا وفقه الله إلى أن يقوم بوقف حصص من الشركات التي يملكها بنسب محددة، لكن هذا لم يكن ليرضي الشيخ الذي أراد أن يهب المزيد للمسلمين قربة إلى الله، فاتخذ قراراً بوقف ثلث ثروته لله. وأثناء البدء في عمل وتنظيم الإجراءات القانونية وبعد مشاورات مع العديد من أهل العلم والمشورة ورغبة منه في التقرب إلى الله قرر الشيخ وبعد أن استشار كل عائلته أن يوقف ثلثي ثروته لله وأن يوزع الثلث الباقي على أفراد عائلته خلال حياته.

تنظيم شؤون العائلة وطريقة إدارة الوقف

بدأ الشيخ سليمان بوقت مبكر بالتفكير بتنظيم أعماله وتحويلها من الإدارة العائلية إلى الإدارة المؤسسية. وقد كان ذلك على عدة مراحل بدأ أولها قرابة العام 1419 هـ / 1999م حيث أطلق مشروعاً لإعادة هيكلة وتنظيم أعماله، ورافق ذلك تطبيق نظام مركزي لتقنية المعلومات. كما رافق ذلك بحث وتطوير كيان "وقف سليمان عبد العزيز الراجحي" وصفته الاعتبارية وما يملكه الوقف من حصص في مجموعة شركات سليمان الراجحي. واستمر العمل على التحديث والتطوير التنظيمي بشكل متدرج، إلى أن استقر رأي الشيخ سليمان على أن يكون للوقف كيان وأملاك مستقلين. فأنشأ مؤسسة وقف سليمان عبد العزيز الراجحي وعين لها مجلس للنظارة ووسع مهامه وصلاحياته لتشمل جميع أعمال الوقف بما في ذلك قطاع العمل الخيري. كما أنشأ شركة باسم "شركة أوقاف سليمان عبد العزيز الراجي القابضة" وهي مملوكة بالكامل لمؤسسة الوقف لتكون الذراع الاستثماري الذي يمد القطاع الخيري بالموارد المالية اللازمة لأعماله. وقام بحصر جميع أملاكه وتقييمها وفق أعراف السوق ومن ثم تخصيص ما يقارب الثلثين لتكون ملكاً لشركة أوقاف سليمان عبد العزيز الراجحي، علاوة على ما سبق أن أوقفه من قبل، ووزع الباقي على أفراد عائلته حسب الحصص الشرعية. لازال الشيخ، أمد الله في عمره، يعمل بجد واجتهاد لما فيه مصلحة للوقف، فهو يشرف على استثماراته الرئيسية ويوجهها عن قرب. كما أنه يتابع بشكل خاص المشاريع النوعية المتعلقة بالإنتاج الغذائي داخل وخارج المملكة العربية السعودية لأهميتها تجاه الأمن الغذائي ولمنفعتها المتعدية لجميع من يعمل بها أو يتعامل معها.

العمل الخيري... المؤسسة الخيرية

في بداية حياة الشيخ كان العمل الخيري للشيخ وأخوته يتجه عموماً إلى نوع محدد وهو مساعدة المحتاجين، حيث كان يتم توزيع الصدقات والمعونات إلى المستحقين عبر الشيخ نفسه أو من ينوب عنه. بعد أن قامت الدولة بعمل تنظيم وجمعيات للعمل الخيري كانت المساعدات الخاصة بالشيخ تمر عبر هذه المنظومة، وانحصر دور الشيخ على المراقبة والإشراف مع اطمئنانه بأن الأموال المخصصة لكل مجال من مجالات المساعدة والبذل تذهب للمستحقين وفي الأوقات المحددة. لاحقاً ومع توسع الأعمال وبعد استشارة أهل العلم والدين والرأي، قرر الشيخ إنشاء جهة خاصة لتنفيذ الأعمال الخيرية والدعوية، فانطلقت المؤسسة قبل قرابة عقدين من الزمان ومرّت بعدة مراحل، فبدأت بإنشاء لجنة للعمل الخيري تابعة للشيخ صالح بن عبد العزيز الراجحي وإخوانه عبد الله وسليمان ومحمد في بدايات عام 1403هـ/1983م. حيث بدأ المكتب بتقديم الخدمات الخيرية للجهات والمؤسسات الخيرية من خلال هذه اللجنة الخيرية، في عام 1415هـ / 1995م تم عمل المزيد من التطوير واستيعاب مجموعة من أصحاب الخبرة بالعمل الخيري وتكوين عدد من اللجان الخاصة بالعمل الخيري واللجان الاستشارية واستمر العمل على هذا النحو إلى أن تم تغيير المسمى من مكتب إلى مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية بموجب ترخيص وزارة الشؤون الاجتماعية رقم (10) بتاريخ 19/6/1421هـ. وتعد المؤسسة إحدى المؤسسات المانحة وحيث تركز جهودها على دعم المؤسسات غير الربحية المسجلة في المملكة العربية السعودية في المجالات التعليمية، والاجتماعية، والصحية، والدعوية، والإعلامية، وبناء المساجد، وغيرها من أعمال الخير المختلفة.

كليات سليمان الراجحي

إذا كانت التنمية الصناعية والأمن الغذائي عوامل النهضة للأمة وتطورها، فإنها تحتاج إلى أهل العلم والخبرة في كل مجال. ومن هذا المنطلق واستشعاراً لأهمية التعليم أنشأ الشيخ سليمان عبد العزيز الراجحي هذا المشروع الخيري الاجتماعي المتكامل. بدء من الكليات إلى المستشفى التعليمي الذي يخدم كلاً من الطلاب والمواطنين على حد سواء. وكليات سليمان عبد العزيز الراجحي هي ثمرة رؤية الشيخ سليمان وجهوده المبذولة لتوفير مستوى تعليمي عالمي في بيئة محلية. ونظراً لكون هذه الكليات خيرية فهي لا تطمح للكسب المادي بل إلى كسب طلاب متميزين وموهوبين في تحصيلهم العلمي يكونون قادة في مجتمعهم.